لابد لنا ان نتسلح بالوعي النقدي في الكتابة، لاستخراج الاداة الفارزة، التي تمكننا من تشخيص أعدائنا الحقيقيين من الاصدقاء، الذين تهمهم مصلحة العراق، لا سيما نحن نعيش مرحلة حساسة في تشخيص مصالحنا، وتشخيص عدونا من صديقنا، فالعراق الوطن يستحق منّا نحن المثقفين أن نقف بحزم...
نحن لا نجد مناصاً من التعبير عن القراءة في فكرنا المعاصر، بانها تعني التحليل والتأويل، كون ما يطرح الآن لا يمت إلى البراءة بصلة، لهذا فبعد القراءة، لا بد من إعادة ترتيب المفاهيم المستخلصة، كي نصل إلى توجيهها كمشروعات منتجة على أرض الواقع، وبهذا دخلت القصدية في كل مفاصل الحياة، فلم تكن القراءة مجرد متعة، أو وسيلة لتحصيل المعلومات فقط، إنما أصبحت القراءة رافضة ولا يقر لها قرار، الا من خلال النقد والتحليل.
لهذا فلم تعد الأعين والآذان آليات قراءة وحدها، إنما أصبح التفكير الناقد ظهيرها، بمعنى حضور الوعي والإدراك، لما يحيط موضوعة القراءة، كون المعارف آلت بها الظروف المعاصرة من ثالثوها المعروف بـ(الحق، والخير، والجمال) إلى سوق المنفعة والمصالح، بعيداً عن أخلاقيات القلم والبحث عن الحقيقة، فما أحوجنا الآن، أن نمسك بأداة الفرز، لا سيما نحن نعيش عالم الأكاذيب والدس المزيف، ومحاولة تحطيم الثوابت، والانجرار وراء القدح والذم دون
وجه حق من خلال العوالم الافتراضية، وهنا لا بد من حضور الوعي والنقد التحليلي، خوفا من السقوط في وحل الزيف، وبعد مشوار القراءة الواعية تأتي الكتابة، وهذه الاخيرة تعني تدوين الحقيقة المدركة، لنعلن بكل وضوح هذه ثوابتنا ايها العالم المزيف، هذه لغتنا التي كتبنا بها بوعي القراءة.
لا نغالط ولا نجافي حقيقة ثوابتنا الوطنية والاجتماعية، بعد أن أدركنا مصالحنا التي لا تتعارض مع مصالح الغير، ومثلما الغير يحترم ثوابته علينا احترام ثوابتنا بوعينا وإدراكنا لمصالحنا، كي نصل إلى حالة الاستنباط، والحجة الاستنباطية تشكل مقدماتها أساسا حاسما لصدق النتيجة بحيث ترتبط المقدمات بالنتيجة، فيستحيل ان تصدق المقدمات ولا تصدق النتيجة.
وبهذا نكون قد أحضرنا وعينا في استيعاب التهويل واصطناع المتناقضات و(الخلط بين مقدمات صادقة ومحمولات كاذبة، وذلك بأشكال هندسية دقيقة تؤيدها بعض الفبركات والحيل الخبرية والمشاهد والصور المصطنعة والمستندات الزائفة والاستشهادات المغلوطة)، وحينما نجدُّ في طريق الوعي والادراك نحقق وعينا المثقف، ونكون قد ساهمنا بالحفاظ على ثوابتنا الوطنية والإنسانية، وأدركنا معنى العولمة الثقافية، استدرجناها للحفاظ على قيمنا وثوابتنا الوطنية والقومية والانسانية، وكي نقف بكل قيافة الوطني الصادق، الذي همه الوحيد سلامة الوطن والمواطن، والحفاظ على مصالح العراق.
لابد لنا ان نتسلح بالوعي النقدي في الكتابة، لاستخراج الاداة الفارزة، التي تمكننا من تشخيص أعدائنا الحقيقيين من الاصدقاء، الذين تهمهم مصلحة العراق، لا سيما نحن نعيش مرحلة حساسة في تشخيص مصالحنا، وتشخيص عدونا من صديقنا، فالعراق الوطن يستحق منّا نحن المثقفين أن نقف بحزم، وأن نخرج من عرين الصمت لنصرة العراق العزيز.
حيث من خلال الوعي يتم إدراك الواقع والحقائق الّتي تجري من حولنا، وذلك عن طريق اتّصالنا مع المحيط الّذي نعيش فيه، واحتكاكنا به ليسهم هذا في خلق حالة من الوعي لدينا بكلّ الأمور التي تجري وتحدث من حولنا، ما يجعلنا أكثر قدرة على إجراء المقاربات والمقارنات، كي نكون أكثر قدرةً على اتّخاذ القرارات، الخاصة بالمجالات والقضايا المختلفة التي تطرأ من حولنا.. ومنها المنهجية في بناء المستقبل المستندة إلى حقيقة ترسيخ الامن والاستقرار.
وهنا لا بد من توفير المقومات الداعمة لتنويع الاقتصاد، كي يعم الخير على كل ابناء الوطن ببرامج وطنية ثابتة وقادرة على خلق شراكات محلية ودولية قائمة على المصالح الوطنية دون المساس بالثوابت، وبهذا ندحر كل المخططات الهادفة لزعزعة التوجهات الوطنية، كما في الطائفية والعنصرية التي تولد العنف، والعنف المقابل الذي لا طائل منه، سوى ايقاف عجلة التنمية والتطور الذي يتطلع له شعبنا العراقي.
وأخيرا فإن الثوابت الوطنية الشجاعة تقف بجدارة امام المد العولمي بالتأثر والتأثير والأخذ والعطاء، لا سيما نحن نمتلك الرصيد الثقافي والحضاري الغني، وبهذا نستطيع الاحتفاظ بالخصوصية والنجاة من مخاطر العولمة.
اضف تعليق