بمناسبة انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا لجمهورية لبنان، الذي أنهى الأزمة الرئاسية، نأمل ان يطوي بذلك صفحة أزمة سياسية استمرت عامين وثلاثة أشهر، وهو أمل اللبنانيين أن تكون بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني وقد لاحظنا باعتبارات المجتمع الدولي، يمثل خطوة نحو تثبيت الاستقرار في لبنان...

بمناسبة انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا لجمهورية لبنان، الذي أنهى الأزمة الرئاسية، نأمل ان يطوي بذلك صفحة أزمة سياسية استمرت عامين وثلاثة أشهر، وهو أمل اللبنانيين أن تكون بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني وقد لاحظنا باعتبارات المجتمع الدولي، يمثل خطوة نحو تثبيت الاستقرار في لبنان، وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني، لا سيما القرار 1701، واستقرار لبنان، الذي يقع في نقطة اتصال البحر الأبيض المتوسط مع قلب الجزيرة العربية، وتحيط بها جنوباً فلسطين المحتلة، وسوريا شرقاً وشمالا، وهذه اهمية جغرافية.

حيث يمتد ساحل لبنان على غرب البحر الأبيض المتوسط، وتتميز السواحل الضيقة بلبنان بالسهول الساحلية والشواطئ الصخرية، أكبر مناطق جبلية في لبنان، هي منطقة مونت لبنان ومنطقة "أنتي لبنان"، أو منطقة لبنان الشرقية، وهناك يقع وادي بقاع بين هذه المناطق، والذي يتواجد بجانب الوادي المتصدع العظيم المتكوّن من عدة تصدعات ذات طابع إفريقي.

إضافة للأنهار الرئيسية في لبنان، وهي نهر عاصي والمشهور باسم "النهر الثائر"، ونهر القاسمية والنهر الليتاني، كما توجد بحيرة لبنان الكبرى، التي تدعى بـبحيرات "القيروان" في جيزين، وكذلك المزارات التاريخية في لبنان، هي من أهم وأعظم الكنوز.

وهناك أيضاً مجموعة من الكنائس والمساجد والأسواق وبهذا اصبحت البلاد منطقة سياحية مهمة، بل قبلة سياحية لكل العالم، فهي تتميز بمنتجعات سياحية ذات جوٍ منعش، يؤمها كل العالم تقريبا، ويمثل الشعب اللبناني الكثير من المكونات، التي حفت بها نزاعات دينية مرتبطة بالمواقع الإنجيلية، مثل أرض الكنعان والفينيقيا، والتي احتل سكانها قرطاج، بعدها إستولى الفينيقيين على حُكم لبنان خلال الفترة من عام 1550 ق.م. إلى عام 539 ق.م. 

كما تم غزو لبنان بعد ذلك من قِبَل إمبراطوريات ضخمة، مثل الغزو المصري والفارسي والروماني وغزو العرب والعثمانيين والآشوريين، ثم أصبحت لبنان جزءا من الإمبراطورية الرومانية عام 64 قبل الميلاد، مثل غالبية الدول الأوروبية واسيا الغربية، ثم انتشرت المسيحية بها، وأصبحت هي الديانة السائدة، حيث بدأت الطائفة المارونية المسيحية من جبال لبنان، وتسببت في زيادة النزاعات الدينية، التي استمرت كثيرا، والتي لعبت دوراً مهما في التاريخ اللبناني. 

لكن الغزو العربي لها في القرن السابع جلب لها الدين الإسلامي، حتى أصبح هو الديانة السائدة الجديدة، ثم نشأت الديانة الدروزية بعد ذلك (وهي ديانة متشعبة من الإسلام) في القرن الـ11، وقام المسيحيون الباقون في لبنان، والرومان بخوض حربا ضد المسلمين الغازيين للبلاد.

ومن هنا بدأت الحروب الصليبية، وجرت معارك صليبية الحروب الصليبية، والتي هي سلسلة من الحروب والمعارك الدينية الطويلة المدى، التي تم خوضها خلال العصور الوسطى، حتى ضمها العثمانيون إلى إمبراطوريتهم في القرن السادس عشر، حتى سقط العثمانيون بعد العالمية الأولى 1920 بعدها انتقل الحكم لفرنسا، حيث اسسوا جمهورية لبنان واعطوها استقلالها عام 1943.

وتبقى مهمة الرئيس الجديد المنتخب بتوافق داخلي وخارجي، مهمة ليست بالسهلة، فالأزمات المتراكمة تشمل إعادة أعمار ما دمرته الحروب تنفيذ القرارات الأممية، وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، فضلا عن معالجة الانقسامات السياسية العميقة التي تعيق التقدم، ومعالجة الازمة المالية العاصفة، نأمل ان يكون اعهلان الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون الخميس 9 يناير/ كانون الثاني بدء "مرحلة جديدة" في تاريخ البلاد، ودعا إلى بناء وطن يكون الجميع فيه "تحت سقف القانون والقضاء".

اضف تعليق