q

إن الأبناء يحتاجون إلى شخص يكون قدوة لهم، كي يتعلموا منه أساليب الحياة، وتخطي الصعاب التي تواجههم في حياتهم الحالية والمستقبلية، لذا من الأفضل إن كان هذا الشخص من الآباء، حيث تربطهم بأبنائهم، علاقة الأبوة ويقضون معا حياة كاملة، لذا على هؤلاء الآباء أن يعملوا أبناءهم كل ما يحتاجونه لتجاوز المصاعب في حياتهم من خلال التربية السليمة التي يقدمونها لأطفالهم، من خلال المناهج والطرق التربوية الصحيحة وإبعاد أطفالهم عن الأخطاء التي وقع فيها الآباء في السابق، وتقديم النصيحة لهم، ليستمروا في التفوق والعطاء، مع القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، للابتعاد عنه وتحقيق الأهداف التي رسموها في مقتبل أعمارهم، لغرض الوصول إلى مستقبل أفضل وأكثر تميزا وضمانا.

بعض أخطاء الآباء في التربية

إن من أكثر الأخطاء التي يرتكبها الآباء، هي التشاجر فيما بينهم أمام الأطفال، وبالطبع ليس هناك بيت يخلو من المشاكل والنزاعات، وضغوط الحياة والمسؤوليات التي لا حصر لها، بسبب الهموم والمصاعب التي تقع على كاهل الآباء وتجعلهم في حالة من التوتر الدائم، وغالبا ما يترجم هذا التوتر في نوبات من الغضب والشجار بين الآباء والأمهات، وكثيراً ما يغفل الآباء والأمهات التأثير النفسي لهذا الشجار على الأبناء، علما أن الأطفال كائنات حساسة ورقيقة، وهم في سن صغيرة لا يتمكنوا من فهم الواقع حولهم بشكل جيد.

لذا عندما يعيشون في بيئة مليئة بالمشاحنات والنزاعات، فإن ذلك سوف يؤثر عليهم بالسلب وينعكس على شخصياتهم، وقد يؤدي ذلك إلى تنشئة طفل منعزل يرى العالم كأنه مكان مخيف مليء بالصراعات، أو قد يصبح طفلا عدوانيا يرى أن الصوت العالي هو الحل لمشكلاته، ولتفادي هذا الخطأ على الأمهات والآباء أن يحاولوا أن يتجنوا الشجار أمام الأطفال قدر المستطاع، إن كان ولا بد منه، وعليهم أن يتحدثوا مع أطفالهم بشأن ما يحدث من شجار ويوضحون لهم أن هذا الأمر عارض ولن يحدث بصورة دائمة.

ومن الأخطاء الشائعة أيضا، في بعض الأحيان يدفعنا حبنا لأولادنا إلى المبالغة في تدليلهم لدرجة أننا نقوم بكل شيء بدلا عنهم، وعليه يشب هؤلاء الأطفال، معتمدين على آبائهم في كل شيء، وهذا خطأ فادح في التربية، فهو يخلق طفلا اعتماديا مدللا لا يستطيع الاعتماد على نفسه نهائيا، في حين ينبغي أن يترك الآباء فرصا عديدة من التجربة لأطفالهم كي يتعلموا الخوض في تشابكات الحياة ومصاعبها.

نصائح الآباء لأطفالهم

إن على الآباء تقديم النصائح إلى أولادهم، وتعليمهم بعض الأخلاقيات والقيم والسلوكيات الواجب إتباعها، لذلك يتعين على الآباء السعي إلى تعليم أطفالهم كيفية احترام الآخرين، وكذلك ينبغي على الآباء التفكير مسبقا في هذه المسألة لمعرفة أسباب الأخطاء التي ارتكبوها، والتي أدت إلى نتائج معينة عند تربية أطفالهم، ومن المهم ابتعاد الأولاد عن الخداع والكذب، والتكلم في مشكلاتهم بصورة واضحة وصريحة، ويتم ذلك من خلال تقرب الآباء إلى أولادهم وجعلهم أصدقاء، ومناقشة كل شيء بحرية، ولكن يتم ذلك ضمن قواعد احترام الآخر، وعدم تعدي حدود الأبناء من حيث الاحترام والسلوك الصحيح والكلام المقبول.

ولأهمية هذا الموضوع المتداول بين الناس والخبراء في هذا المجال، قامت (شبكة النبأ المعلوماتية) باستطلاع الآراء التي تتعلق بهذا الموضوع، وتم طرح التساؤل الخاص بهذا الجانب لمعرفة آراء المختصين والحصول على النصائح المهمة في هذا المجال، وكان سؤالنا:

- كيف يمكن أن تجنب أطفالك أخطاءك السابقة، وكيف تتمكن من تقديم النصيحة لهم؟.

عن ذلك أجابنا الدكتور (سعود الفضلي)، أكاديمي في جامعة البصرة:

يرى المتخصصون من التربويين، في هذا المجال أنه ليس على الآباء إرغام أبنائهم، على سلوك ذات المسلك المستقبلي الذي سلكوه قبلاً، والذي قد لا تشوبه شائبة، بل هو الأفضل والأصلح لهم إن وضع في ميزان خاص بذلك، ولكنّهم (أي التربويون) يرون في ذلك إلغاء لشخصيات هؤلاء الأبناء الذين غالباً ما يفكّرون بطريقة تختلف عن تلك التي يفكر بها آباؤهم، ويرون أنه بدلاً عن إرغامهم على انتهاج نهج مستقبلي معين، عليهم التمهيد لهم بما يسمى بـ (التربية بالقدوة) والتأثير الإيجابي، دون الضغط عليهم بأية وسيلة من وسائل الضغط، فالابن الذي يرى والده مخلصاً في عمله، محباً له، متفانياً فيه، باذلاً وقته وجهده له (دون إفراط أو تفريط)، وفوق هذا وذاك مؤدياً لحقوق الآخرين دون هضم لها، يرى فيه القدوة التي يجب أن تحتذى، والمثال الذي يجب أن يتشبه به، فيشب طائعاً مختاراً على ذات النهج الذي يريده أبوه.

اختلاف الظروف بين الماضي والحاضر

ثم التقينا الأستاذ (توفيق غالب الحبالي)، إعلامي، فأجابنا قائلا:

بكل تأكيد إن أبناءنا خلقوا لزمان غير زماننا، وبكل تأكيد ايضا الظروف والواقع الذي عشنا به يختلف عما عاشوه هم، وهنا كنا ندرس لسنوات طويلة في الثمانينات والتسعينيات، خوفا من الالتحاق بالجيش وكذلك كان مستقبلك غير واضح، حتى لو أخذت أعلى شهادة، أما الآن المستقبل واضح ومفتوح لجميع الشباب.

وأكمل الإعلامي (توفيق غالب) بخصوص تقديم النصح لأولاده:

إنني دائما انصح ابنائي بالتمسك بالدراسة، وتحقيق اهدافهم، من خلالها وحتى وان لم تكن هناك تعيينات حكومية، بل المستقبل المقبل لهم والشهادة تساعدهم بتحقيق طموحاتهم، وأن لا يكون في تفكيرهم، أن ادرس واتعب ولا وجود للتعيينات، اقول لهم لا فالمستقبل امامكم، لا يكون تفكيركم كما كنا ندرس هربا من الحرب التي حرقت الاخضر واليابس.

أما الأستاذة (نور ليث الساعدي)، موظفة في دائرة حكومية، فقد أجابتنا قائلة:

علينا أن نقص على اولادنا أخطاءنا، وكيف حدثت لنا مثل هذه الأخطاء واسبابها، لكي نعمل على تجنبها لأولادنا، ولكن تكون الطريقة التجنب بشكل متطور وحديث، تتناسب مع العصر والتنكولوجيا التي يعيشها أبناءنا، وهذا العصر قد تطور لدرجة جعلهم يعلمون كل شيء بسرعة فائقة، والنصيحة الأفضل لهم هي تجنب الوقوع بأخطاء على مدى المستطاع، لكن ان وقعت في احدها، حاول الاستفادة من هذا الخطأ.

الأستاذ (محمد عباس الصالحي)، معلم في إحدى مدارس كربلاء المقدسة، أجابنا قائلا:

نستطيع أن نجنب أطفالنا الأخطاء السابقة، ولو بنسب أقل من ذي قبل، وذلك من خلال تعلمهم التفكير ملياً، قبل أي قرار يتم اتخاذه في حياتنا، وعدم التسرع والمجازفة بالأمور الهامة التي تؤثر على حياتنا، ويمكن تقديم النصيحة من خلال تعلمهم الصبر، وعدم اليأس في حياتهم، واستشارة الآخرين، ولكن لا ننسى أن الظروف المحيطة بنا، ليس هي نفسها التي سوف تحيط بهم في عصرهم.

اضف تعليق