ان غياب الاحترام من شأنه ان يولد الكثير من المشكلات النفسية مثل الإحباط والكآبة كاللجوء إلى الانزواء، والتهرب عن الحضور بين الجمع، ونعلم أن هذا الأمر ناجم عن الإحساس بعدم توفر الأمن أو فقدانه، لكون الأطفال في العادة شديدي الحساسية، وبالتالي قد يفقدون توازنهم، ولأجل تفادي كل هذه الانعكاسات يجب احترام الطفل...
يسيء الكثير من الوالدين والمربين المعاملة مع الأطفال، فبعضهم يتعمد ذلك لجهلة بالنتائج والبعض الآخر لا يتعمد ذلك لكنه غير واعي بما يقوم به، وفي النتيجة يعاملون الأطفال وكأنهم اجسام فقط ليس فيها روح ولا إحساس، ومن أوجه القصور بالنسبة للطفل هو عدم احترامه بالشكل الكافي لدواع كثيرة، فماذا ينتج من هذا؟، وماهي أبرز انعكاسات عدم احترام الطفل؟
ومما يعقد المشكلة هو رغم وجود الوعي لدى الوالدين لاحترام أبنائهم الى ان الكثير منهم يتأثرون بمن حولهم فالجد والجدة وحتى بعض الاعمام ربما يتدخلون بطريقة فجة للضغط على الابوين حين يرون انهم يعظمون من شأنهم ويحترمونهم بشكل لائق ويعتبرون الابوين مقصرين او انهم لا يعرفون أصول التربية خلاف ما تنادي به التربية الحديثة التي تعدو الى التعامل مع الطفل باحترام كبير لكسبه واملاء ما يريدون منه بسهولة.
من الواقع
لدي صديق يشكي لي جهل والده فيما يخص تعامله مع ابنه الذي لم يبلغ الثلاث سنوات بعد، ففي كل مرة يخطأ الطفل في سلوك ما يريد من ابنه ان يضربه كي لا يكرر هذا السلوك كما يتعقد الجد، وحين يتباطئ الاب عن ضربه يتهم بانه ضعيف الشخصية او انه لا يعرف ان يربي على اقل تقدير وبالتالي يتعرض الى الكثير من عبارات الاستهجان والاستهزاء به مما يعرض الاب الى حالة من التوتر والضيق لكون لا يريد ان يغضب والده ولايريد ان يربي ابنه وفق قواعد مغلوطة ذات نتائج سلبية في المستقبل وهو يعيش هذا الصراع اليومي.
ينبغي على الوالدين احترام أطفالهم لما لذلك من فوائد كبيرة للطفل ومنها شعوره بالأمان وهو ما يجعله متزن الشخصية غير مرعوب من أي تهديد سواء داخلي او خارجي، كما يشعر بقيمته في المكان الذي يعيش فيه مما يجعله يحترم المكان ويعمل على صيانته والحفاظ عليه من أي خطر او عبث.
كما يتعلم الطفل المحترم من قبل والديه تقدير الآخرين، واحترام الأعمال التي يقومون بها مما يعزز ذكاءه الاجتماعي في التعامل مع غيره، وعليه تقوى شخصية الطفل بحيث يتعامل بطريقة تعكس تربية الوالدين له، وبالتالي يحصل على المقبولية الاجتماعية التي تمده بمستوى من الراحة النفسية والاطمئنان.
كيف نحترم الطفل؟
أفضل الطرق لاحترام الطفل هي الاصغاء اليه والسماح له بالتعبير عن نفسه وعن مشاعره واحترام اراءه مهما كانت بسيطة فمجرد قبول تلك الأفكار هي بالنسبة للطفل احترام له ولأفكاره، قد يستخدم الطفل العواطف والمشاعر أثناء اللعب فقط محاولًا أن يخبر من حوله بأنه يحب تلك المشاعر، أو أن تلك المشاعر تسبب له الإزعاج وهذه هي أفضل السلوكيات الدالة على الاحترام بالنسبة للطفل.
ما هي انعكاسات عدم احترام الطفل؟
لعدم احترام الطفل عدة انعكاسات سلبية من اهم مايلي:
يكون الطفل عبثي وفوضوي وعدواني حين لا يحصل على القدر الكافي من الاحترام والتقدير، اذ يلجأ هؤلاء الأطفال ولغرض تفريغ عقدهم والانتقام من والديهم أو أي شخص آخر يتسبب في إيجاد هذه الحالة المبينة على الاستخفاف بهم.
كما ينتج من عدم احترام الطفل انحرافه وشذوذه فأحد الأسباب التي تؤدي الى ذلك هو غياب الاحترام والحرمان والتقدير، إذ تعترضهم الشهوة على قارعة الطريق وتدعوهم إلى نفسها باللسان المعسول والتملق، وتسعى لصرف أنظارهم إليها، وتسوقهم نحو الفساد والتلوث، وما أكثر الذين نراهم اليوم يسلكون الطرق الملتوية لأنهم ببساطة لم يكونوا مقدرين ومحترمين في طفولتهم.
كما ان غياب الاحترام من شأنه ان يولد الكثير من المشكلات النفسية مثل الإحباط والكآبة كاللجوء إلى الانزواء، والتهرب عن الحضور بين الجمع، ونعلم أن هذا الأمر ناجم عن الإحساس بعدم توفر الأمن أو فقدانه، لكون الأطفال في العادة شديدي الحساسية، وبالتالي قد يفقدون توازنهم، ولأجل تفادي كل هذه الانعكاسات يجب احترام الطفل سيما في سنواته الخمس الأولى.
اضف تعليق