إن للإمام الصادق (صلوات الله عليه) فضلاً كبيراً وحقّاً عظيماً على كل المذاهب الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن الحديث عن مكانة الامام الصادق (صلوات الله علية) والموقع الذي تبوأه ضمن أربع دوائر، الدائرة الأولى: موقع الامام الصادق عليه السلام في الدائرة المذهبية، الدائرة الثانية: موقعه في الدائرة الإسلامية، الدائرة الثالثة: موقعه في الدائرة الإنسانية، الدائرة الرابعة: موقعه في الدائرة الكونية.
أولاً: الدائرة المذهبية
في هذه الدائرة، الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه يمثل إماماً معصوماً مفترض الطاعة، يشترك مع بقية أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) في هذه الصفة، لكن مضافاً إلى موقع الإمامة فانه يمتاز بميزة تعود إلى الظروف التي عاشها الامام عليه السلام والأوضاع التي عاصرها والحكومات التي كان يعيش في عهدها، وهي ميزة تشييد المذهب الإمامي، وانطلاقاً من هذه الميزة يُقال للشيعة بأنهم (جعفرية).
وتجدر الإشارة هنا إلى ملاحظة، وهي أنَّ هناك خلطاً يقع فيه الكثيرون، حيث يَعُدُّونَ الإمامَ الصادق (صلوات الله عليه) مؤسس المذهب الجعفري، في حين انه (صلوات الله عليه) كان له دور التشييد، وهنالك فرقٌ كبير بين التأسيس والتشييد، فان هذا المنطق يصطدم مع الواقعية التأريخية والواقعية الروائية، وتلكا الواقعيتان تدلان على أن مؤسس المذهب الشيعي الإمامي هو شخص رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذلك بأمر الله سبحانه وتعالى، وهذه الحقيقة لم ترد في كتب الشيعة فقط، وإنما وردت أيضاً في كتب الآخرين، فيمكن مراجعة كتاب (الدر المنثور) للسيوطي[1]، وهو كتاب في التفسير لأحد كبار علماء السنة، حيث يروي في كتابه (الدر المنثور): أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان جالساً يوماً ما مع جماعة من أصحابه، وإذا بعليٍ (صلوات الله عليه) يُقبل فأشار النبي إليه وقال: (إن هذا وشيعته لهم الفائزون)، فنزل قول الله سبحانه وتعالى في سورة البينة: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية[2])[3].
إذن؛ كان في عهد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) جماعة معروفون يُقال لهم (شيعة عليٍ) منهم: سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار، وكانت جماعة متميّزة، كما كان للمنافقين جماعة، وللكفار جماعة أيضاً، ولفلان من الناس جماعة.
فالتشيع انطلق من عهد النبي صلى الله عليه واله وبتأسيس منه، لكن الظروف أتاحت للإمام الصادق (صلوات الله عليه) دور التشييد للمذهب الشيعي، كالبناية المكتملة المحتاجة إلى تشييد، فان التشيع كان بحاجة إلى تبيين وتوضيح للمعالم، حيث ان الحكام الظالمين لم يمهلوا من سبق الامام الصادق عليه السلام من ائمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) حتى يُبيّنوا أحكام الله وشرعه ومعالم دين الله كما ينبغي وبتفاصيلها، وكان الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يقول: (إن ها هنا لعلماً جمّاً)[4]، ولكن الظروف لم تكن مؤاتية لنشر ذلك العلم الغزير، حتى جاء عهد الإمام الباقر ثم بصورة أخص عهد الإمام الصادق (صلوات الله عليهما)، فقام الإمام بتبيين معالم دين الله، كما بيّن معالم التشيّع، ولذا من الملاحظ أن معظم الروايات التي حوتها المعاجم والموسوعات الروائية في أبواب العقائد والأحكام والأخلاق وغيرها، مرويةٌ عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه).
الخطيب السيد محمد كاظم القزويني [5](رحمه الله) ألّف موسوعة في حياة الإمام الصادق، وقد طُبع منها (15) مجلداً حتى الآن، وقد ضمّت هذه الموسوعة حوالي عشرة آلاف رواية منقولة عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه).
ومن الرواة الأجلاء الثقاة زرارة بن اعين[6]، وقد كان من العلماء المخالفين، غير انه كان منصفاً عالماً، فهداه انصافه الى مذهب اهل البيت عليهم السلام، كان يأتي الى الامام الصادق (صلوات الله عليه) ويجلس ويطرح أسئلة العالم، لذا يلاحظ أن روايات زرارة تتصف بالدقة وتدلّ على علمٍ غزير ودقة مفرطة، واليوم وبعد مضي ألف وأربعمئة عام، يعكف العلماء على تحليل هذه الكلمات الواردة في روايات زرارة، ومقصوده ودلالات اسئلته.
وليس الرواة عن الامام عليه السلام نزراً قليلين، فمضافاً الى رواة اجلاء وعظماء من امثال زرارة ومحمد بن مسلم وجابر بن يزيد وغيرهم، قد ذكر في علم الرجال إن ابن عقدة[7]، جمع في كتابه اسم أربعة آلاف راوٍ عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه)، وقد قال الشيخ المفيد رحمه الله: (فان أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه (ع)، من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات، فكانوا أربعة آلاف رجل)
أي: ان هذا العدد لم يشمل عدد كل تلاميذ الإمام، لأنهم أكثر من ذلك بكثير، بل شمل الموثوقين منهم، كما قاله الشيخ المفيد (رحمه الله) وتبعه جمع.
ثانياً: الدائرة الإسلامية
إن للإمام الصادق (صلوات الله عليه) فضلاً كبيراً وحقّاً عظيماً على كل المذاهب الإسلامية، وإنْ جهل الكثير منهم -سوى المنصفين- هذا الحق وغمطوه، ؛ فقد شكل الإمام الصادق (صلوات الله عليه) المنبع الأساسي الذي استقت منه جميع المذاهب الإسلامية، فله على جميعها حق الاستاذ، إذ أنَّ للأستاذ حقّاً كبيراً، بل قد يكون خطيباً يجلس تحت منيره الناس،
فان الجالسين تحت منبره والمستفيدين منه ولو مسألة واحدة، يكون له عليهم حقٌ عظيم، وكمثال على اهمية الاستاذ وعظم حقه على التلميذ، ما ينقل عن الشيخ حبيب الله الرشتي[8]، وهو عالم معروف وكان من كبار أساطين الفقه والأصول، توفي قبل حوالي مئة وعشرة أعوامٍ تقريباً، وكان الشيخ مرتضى الانصاري أستاذه قد توفي، لكنه لم يمت في قلب الشيخ حبيب الله الرشتي، ولم ينسه، فكان برنامجه كل يوم وقبل ان يذهب الى الدرس أن يسبغ الوضوء ثم يخرج من البيت وهو يتلو سورة (يس) متوجهاً إلى قبر أستاذه الشيخ، ويختم السورة عند قبره فيهدي ثوابها إلى روح أستاذه، ثم يتوجه بعد ذلك إلى حلقة البحث، هذا الوفاء لا يختص بالشيخ حبيب الله الرشتي، وإنما هي بالحقيقة تعد ظاهرة إنسانية.
والوفاء قد يكون للأستاذ كما يكون للأب وللأم وللأجداد والجدات، إذ لجميع هؤلاء حقوق علينا، لقد كان الامام الصادق عليه السلام المنبع الاكبر الذي استقت منه جميع المذاهب الاسلامية، فهم بهذا المقدار الموجود الصحيح عندهم مدينون للإمام الصادق (صلوات الله عليه) فهو أستاذهم جميعاً، ولكن هل تجدون للإمام الصادق لديهم ذكراً، وهل ادوا حقه عليهم ؟!
كان أبو حنيفة[9] وهو أستاذ المذهب الحنفي أحد تلامذة الإمام الصادق (صلوات الله عليه)، بل إن مصدر بنيته العلمية من الإمام الصادق، وهو القائل: (لولا السنتان لهلك النعمان)[10]، و(النعمان) هو اسم أبي حنيفة، فقد تتلمذ على يد الإمام الصادق فترة سنتين، وكذلك الحال عند مالك تلميذ أبي حنيفة، والشافعي[11] تلميذ مالك، وأحمد بن حنبل[12] تلميذ الشافعي، بمعنى أنَّ المذاهب الأربعة الموجودة اليوم؛ الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية، كلها تدين بالفضل للإمام الصادق (صلوات الله عليه).
ثالثاً: الدائرة الإنسانية
مع غض النظر عن الدائرة الأولى ومع غض النظر عن الدائرة الثانية، يقف العلماء في الشرق والغرب مذهولين أمام شخصية الإمام الصادق (صلوات الله عليه)، ممن عرفوه بعض المعرفة، فهو ليس نابغة فقط، لأن النوابغ يتقدمون على عصورهم بسنة أو بسنتين أو عشر سنوات أو خمسين سنة، وبالمبالغة مئة عام، ولكن لا يوجد إنسان يتقدم على عصره بأكثر من ألف عام، ليس في حقل واحد فقط، وإنما في حقول متنوعة متعددة، مثل الطب والكيمياء والفيزياء والفلسفة والأدب ومجالات كثيرة أخرى.
إجتمع مجموعة من كبار علماء الغرب في عام 1968 في ندوة لدراسة فكر الإمام الصادق (صلوات الله عليه)، طبعت في ما بعد في كتاب صدر باللغة العربية والفرنسية والفارسية باسم (الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب[13]) يقول هؤلاء: إن جعفر بن محمد رجل غير طبيعي، فالشيعة يعتقدون أنه كان عنده علم لدنيّ، وانه متصل بالله وبعلم الغيب، ولكن لا تفسير لنا لهذه الظاهرة، ويذكرون في هذا الكتاب كيف أن الإمام الصادق (صلوات الله عليه) سبق عصره بأكثر من ألف عام؟
جاء في هذا الكتاب، إنَّ احد علماء الغرب[14] اكتشف أن الهواء- وهو أحدى العناصر الأربعة في الحياة التي اعتقد العلماء[15] قبل خمسة آلاف عام أو أكثر بانها بسيطة وهي: الماء والهواء والتراب والنار - يمكن أن يكون مركباً وليس بسيطاً كباقي العناصر الأخرى، وقد وصف ذلك العالم بأنه (أبو الكيمياء الحديثة)، حيث استطاع أن يثبت ان الهواء ليس جزءاً بسيطاً وإنما مركَّبٌ، واستطاع ان يحلل الهواء إلى أجزائه الأصلية، ويشرح دور هذه الأجزاء في هذا الكون، لكن مصير هذا العالم كان خشبة المقصلة، حيث حكم عليه بقطع رأسه وذلك عام 1794م ولكن – والحديث لأولئك العلماء- قبل أكثر من ألف عام كان هنالك رجل خارق للعادة قال: بأن الهواء مُرّكب، وشرح العناصر التي يتألّف منها الهواء، وهذا الرجل هو جعفر بن محمد الصادق، وهذا الكلام لم يصدر من أشخاص يؤمنون بالإمامة وبالإسلام و بنبوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وكان هذا القدر من معرفة شخصية الإمام الصادق سبباً في أن ينبهر العلماء الغربيون بهذا الإمام العظيم والمفخرة، وهو ما يفتقده الآخرون، سواءً اعترفوا بذلك أم أنكروا، فأبو حنيفة – مثلاً- لديه مجموعة من المعلومات الفقهية وحسب، وإن تعدى ذلك فهي مجموعة من المعلومات الأصولية والروائية لا أكثر، حتى أنَّ أصحابه لا يدّعون له أكثر من ذلك، بل الحق الذي عنده مأخوذ من الإمام الصادق (صلوات الله عليه)، وكذلك حال مالك والشافعي وأحمد ابن حنبل، وهذا لا يُعد تهجماً، إنما هي حقيقة يعترفون هم بذلك ايضاً.
من هنا فان الوحيدين الذين تميّزوا هم أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولم يكن تميّزهم في الفقه والأصول والعقائد فقط، وإنما في كل الأبعاد، وحتى في أدق القضايا الطبية كان الأئمة (صلوات الله عليهم) يتحدثون مثل الطبيب بل أكثر مع المرضى، لأن هذه المعلومات كانت جديدة وغير معروفة آنذاك.
وربما يسأل البعض عن السر في ان الائمة عليهم السلام تحدثوا في مجالات مثل الطب مع انه ليس ضمن مهامهم الاصلية؟
ولهذا التساؤل عدة اجوبة، منها: ان الائمة عليهم السلام كان تعاملهم مع الامة كتعامل الاب الشفيق على ابنائه بل اكثر، فعندما يقول الأب لأبنه على المائدة: لا تأكل هذا الطعام، لأنه يلحق بك الضرر، أو كُل ذلك الطعام فانه ينفعك، فهو من باب الاشفاق والرحمة عليه ينصحه، وكذلك كان الائمة الاطهار عليهم السلام مع الامة.
وكنموذج من الموقع العلمي للإمام عليه السلام والذي ذكر في هذا الكتاب، المسألة المروية عن الامام عليه السلام في آداب الرضاعة فانه يقول: على الأم عندما ترضع طفلها ان تضع وليدها على الجانب الأيسر لا الجانب الأيمن، فسُئل الشافعي رئيس أحد المذاهب الإسلامية، وقد ولد بعد استشهاد الإمام بعامين، عن ذلك فقال: لا فرق بين الجانب الأيسر او الجانب الأيمن! لكن بعد مضي أكثر من ألف عام يأتي المعهد التابع لأحدى الجامعات الغربية، ويكتشف سر ما قاله الإمام (صلوات الله عليه)، وهي ان الطفل يأنس بالجانب الأيسر ويشعر بالارتياح عنده، لأن الطفل وهو في رحم أمه يسمع ضربات قلب امه، وعندما تضعه الأم على جانبها الأيسر فسيسمع نفس تلك الضربات ويشعر بالارتياح لأنه يألفها ويأنس بها.
رابعاً: الدائرة الكونية
يقع الإمام الصادق(صلوات الله عليه) ضمن الدائرة الغيبية التي تتحكم بإذن الله تعالى في معادلات عالم الطبيعة، وهذا بحاجة إلى معرفةٍ حقيقيةٍ، فالذين عرفوا الإمام في حياته بهذه الصفة كانوا يلجؤون إليه، ففي (الكافي[16]) هناك روايات كثيرة في معاجز الامام عليه السلام الغيبية وفي الدائرة الكونية، ومثلها أيضاً في (البحار[17]) وفي (مدينة المعاجز[18])، وهذا لا يختص بحياة الإمام، بل حتى بعد وفاته، فليس ثمة حياة أو موت عند الإمام (صلوات الله عليه)، فنحن بإمكاننا اليوم أن نلجأ إلى الإمام وأن نستمد منه الايمان، وهذا بحاجة إلى معرفة، فالذي لديه ضعف معرفي في قضية التوجه نحو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، يعني ذلك أن ثمة ضعفاً في معرفته بموقع الأئمة ومكانتهم.
هنالك نماذج كثيرة في التاريخ في اللجوء الى الائمة الطاهرين عليهم السلام، لا مجال لذكرها جميعاً ولكن نشير الى نموذج معاصر وهو المرجع الديني الكبير السيد عبد الأعلى السبزواري[19] (رحمه الله)، هذا العالم الكبير الذي توفي سنة 1414هـ أُبتلي بمرض خطير، وحذَّرَهُ الأطباء وبيّنوا له خطورة هذا المرض، وذات ليلة يتوسل بالإمام الصادق (صلوات الله عليه) قائلاً: إذا برئت من هذا المرض الخطير فأنذر نذراً – وهو عملٌ جدير بالعمل به وهو أن ينذر الإنسان للأئمة في طلب حاجاته وحل مشاكله- بأن أكتب موسوعةً فقهيةً كاملةً في فقهكم) فينام تلك الليلة بعد هذا التوسل، ويستيقظ وليس به شيء، وعندما يأتي اليه الطبيب يبدي استغرابه ويقول: هذا لا يُحل بالمعادلات الطبيعية، فهذه معادلة غيبية، ثم بعد ذلك يبدأ السيد السبزواري بكتابة كتابه، وهو اليوم موجودٌ في الحوزات العلمية تحت عنوان (مُهّذب الأحكام)، وهو دورةٌ فقهية في أحكام الحلال والحرام، ألّفها على أثر عناية الإمام الصادق (صلوات الله عليه) به، لذا يجدر بنا أيضاً اللجوء إلى الإمام الصادق في مختلف القضايا كما ينبغي علينا أن نحيي ذكر هذا الإمام العظيم في المناسبات وفي العالم.
* من محاضرات الفقيه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي التي طبعت في كتاب تحت عنوان: الامام جعفر الصادق (ع) مناهجه ومعالم تراثه
...................
[1] - عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر الأسيوطي المشهور باسم جلال الدين السيوطي، ولد في ( 849 الهجري – 1445 المیلادي) و توفي في( 911 الهجري- 1505 المیلادي) من علماء أهل العامة.
[2] - البینة، الآیة 7.
[3] - الدر المنثور: ج6، ص 379 و الروایة الكاملة هي:« أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة. ونزلت إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية، فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله إذا أقبل على قالوا :جاء خير البرية.» و هناك مصادر أخری من العامة و الشیعة تفید تفسير «أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ» بشيعة أهل البيت عليهم السّلام و هي: الطبري في تفسيره: ج30، ص 146 ؛ الخوارزمي في مناقبه: ص 66؛ ابن حجر في الصواعق: ص 96؛ الشبلنجي في نور الأبصار: ص 78 و 112؛ المناقب لابن شهرآشوب: ج 3، ص 68؛ تفسير القمّيّ: ج 2، ص 432؛ الصراط المستقيم: ج 2، ص 69؛ تأويل الآيات: ص 801 و 802؛ روضة الواعظين: ص 105؛ إرشاد القلوب: ص 256؛ المحاسن: ص 171؛ شواهد التنزيل: ج 2، ص459 و 463و 465و 466 و 472؛ تفسير فرات: ص 583؛ سعد السعود: ص 108؛ مشكاة الأنوار: ص 91؛ بناء المقالة الفاطمية: ص 147؛ كشف اليقين: ص 366.
و روي ایضا: أَبَانٌ عَنْ سُلَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّاً (علیه السلام) يَقُولُ:« عَهِدَإِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله) يَوْمَ تُوُفِّيَ وَ قَدْ أَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي وَ [إِنَ] رَأْسَهُ عِنْدَ أُذُنِي وَقَدْ أَصْغَتِ الْمَرْأَتَانِ لِتَسْمَعَا الْكَلَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله) اللَّهُمَّ سُدَّ مَسَامِعَهُمَا ثُمَّ قَالَ [لِي] يَا عَلِيُّ أَ رَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِأَ تَدْرِي مَنْ هُمْ [قَالَ] قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُمْ شِيعَتُكَ وَ أَنْصَارُكَ وَمَوْعِدِي وَ مَوْعِدُهُمُ الْحَوْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جَثَتِ الْأُمَمُ عَلَى رُكَبِهَا وَ بَدَا لِلَّهِ [تَبَارَكَ وَ تَعَالَى] فِي عَرْضِ خَلْقِهِ وَ دَعَا النَّاسَ إِلَى مَا لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ فَيَدْعُوكَ وَ شِيعَتَكَ فَتَجِيئُونَ غُرّاً مُحَجَّلِينَ شِبَاعاً مَرْوِيِّينَ يَا عَلِيُ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ فَهُمُ الْيَهُودُ وَبَنُو أُمَيَّةَ وَ شِيعَتُهُمْ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشْقِيَاءَ جِيَاعاً عَطَاشَى مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُم.» كتاب سليم بن قيس الهلالي: ج2، ص،833.
وروي ایضا:« عن النَّبِيَّ صلی الله علیه وآله قَالَ يَا عَلِيُ إِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ، تَرِدُ عَلَيَّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ رَاضِينَ مَرْضِيِّين» تفسير فرات الكوفي: ص 584.
[4] - نهج البلاغة: ص495، الكلمات القصار147.
[5] - السيد محمد كاظم القزويني ولد في كربلاء المقدسة في الثاني عشر من شهر شوال سنة 1348 هـ وسط اسرة علمية وتوفي عصر الخميس ليلة الجمعة في الرابع عشر من شهر جمادى الثانية سنة 1415 هـ. ومن مؤلفاته: سلسلة من المهد إلى اللحد، وهي سلسلة من الكتب التي كتبها عن سير الائمة المعصومين عليهم السلام، وشخصياتهم المقدسة كفاطمة الزهراء(علیها السلام) و امیر المؤمنین (علیه السلام) وزينب بنت علي بن أبي طالب و.. و یختتم هذه الموسوعة ب « الإمام المهدي من المهد إلى الظهور» و ایضا: موسوعة الإمام الصادق وهي محاولة لجمع كل ما روي عن الامام جعفر بن محمد الصادق(علیهما السلام) في كتب الشيعة، إلا أن المجلدين الأول والثاني قد اختصا بعرض حياة الامام الصادق(علیه السلام) وسيرته.
[6] أبو الحسن عبد ربه زرارة بن سنسن بن الشيباني الكوفي، هو أحد كبار رواة الشيعة الإمامية الإثني عشرية روى عن الإمامين الباقر و الصّادق (علیهما السلام) ولد عام 80 للهجرة ويحتمل كونه مولوداً في الكوفة (بكونه يذكر بالكوفي) و توفي عام 150 للهجرة.
- عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) يَقُولُ:« بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ بِالْجَنَّةِ بُرَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيُّ وَ أَبُو بَصِيرٍ لَيْثُ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ الْمُرَادِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ زُرَارَةُ أَرْبَعَةٌ نُجَبَاءُ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ لَوْ لَا هَؤُلَاءِ انْقَطَعَتْ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ انْدَرَسَتْ.»وسائل الشيعة: ج27، ص 142.
- قَالَ زُرَارَةُ:« ارْتَفَعَ صَوْتُ أَبِي جَعْفَرٍ وَ صَوْتِي حَتَّى كَانَ يَسْمَعُهُ مَنْ عَلَى بَابِ الدَّارِ فَلَمَّا كَثُرَ الْكَلَامُ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ قَالَ لِي يَا زُرَارَةُ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَكَ الْجَنَّةَ.» بحار الأنوار (ط - بيروت): ج69، ص 165، باب 102.
- سمعت أبا عبد اللّه (عليه السّلام) يقول:« أوتاد الارض، و أعلام الدين أربعة: محمد بن مسلم، و بريد بن معاوية، و ليث بن البختري المرادي، و زرارة بن أعين.» رجال الكشي - اختيار معرفة الرجال: ص238.
- قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (علیه السلام):« إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ حَوَارِيُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ الَّذِينَ لَمْ يَنْقُضُوا الْعَهْدَ وَ مَضَوْا عَلَيْهِ فَيَقُومُ سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ وَ أَبُو ذَرٍّ. ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ حَوَارِيُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (علیه السلام)...الی أن قال: ثُمَّ يُنَادِي أَيْنَ حَوَارِيُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ حَوَارِيُّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَيَقُومُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ الْعَامِرِيُّ وَ زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ وَ بُرَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ أَبُو بَصِيرٍ لَيْثُ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ الْمُرَادِيُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ وَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُذَاعَةَ وَ حُجْرُ بْنُ زَائِدَةَ وَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ. ثُمَّ يُنَادَى سَائِرُ الشِّيعَةِ مَعَ سَائِرِ الْأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهَؤُلَاءِ أَوَّلُ السَّابِقِينَ وَ أَوَّلُ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَوَّلُ الْمُتَحَوِّرِينَ مِنَ التَّابِعِينَ.» الاختصاص: ص61.
- قَالَ الْكَشِّيُ:« اجْتَمَعَتِ الْعِصَابَةُ عَلَى تَصْدِيقِ هَؤُلَاءِ الْأَوَّلِينَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي جَعْفَرٍ (علیه السلام) وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) وَ انْقَادُوا لَهُمْ بِالْفِقْهِ، فَقَالُوا أَفْقَهُ الْأَوَّلِينَ سِتَّةٌ: زُرَارَةُ وَ مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ وَ بُرَيْدٌ وَ أَبُو بَصِيرٍ الْأَسَدِيُّ وَ الْفُضَيْلُ بْنُ يَسَارٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، قَالُوا وَ أَفْقَهُ السِّتَّةِ زُرَارَةُ.» رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، ص 238.
قال النجاشي:« زرارة بن أعين بن سنسن... شيخ أصحابنا في زمانه و متقدمهم، و كان قارئا فقيها متكلما شاعرا أديبا، قد اجتمعت فيه خلال الفضل و الدين، صادقا فيما يرويه. قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (رحمه الله): رأيت له كتابا في الاستطاعة و الجبر.» رجال النجاشي: ص175.
[7] - الحافظ ابوالعباس احمد بن محمد بن سعید الكوفي المعروف به «ابن عقدة» و ولد في سنة ۲۴۹هـ في الكوفة و توفي في سنة 333 هـ. قال النجاشی عنه:«هذا رجل جليل في أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ، و الحكايات تختلف عنه في الحفظ و عظمه، و كان كوفيا زيديا جاروديا على ذلك حتى مات، و ذكره أصحابنا لاختلاطه بهم و مداخلته إياهم و عظم محله و ثقته و أمانته.» و له كتب عدیدة منها:« كتاب التاريخ و ذكر من روى الحديث، كتاب السنن، كتاب من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام، كتاب من روى عن الحسن و الحسين (عليهما السلام)، كتاب من روى عن علي بن الحسين (عليه السلام)، كتاب من روى عن أبي جعفر (عليه السلام)، كتاب من روى عن زيد بن علي، كتاب الرجال- و هو كتاب من روى عن جعفر بن محمد (عليه السلام)،- كتاب الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، كتاب أخبار أبي حنيفة و مسنده، كتاب الولاية و من روى غدير خم، كتاب فضل الكوفة، كتاب من روى عن علي عليه السلام قسيم النار و...» رجال النجاشي: ص94.
[8] - الفقيه الاصولي والمحقق الميرزا الشيخ حبيب الله بن محمد علي خان الجيلاني الرشتي ( 1234 – 1312 هـ ) كان من تلامذة الشیخ مرتضی الأنصاري و من أقوال العلماء فیه:
- قال الشيخ آقا بزرك الطهراني (قدس سره) في نقباء البشر: «عالم مؤسّس ومحقّق مدقّق، من أكابر علماء عصره.»
- قال السيّد محسن الأمين (قدس سره) في أعيان الشيعة: «فقيهاً أُصولياً محقّقاً مؤسّساً في الأُصول، وحيد عصره في أبكار الأفكار، لم يُرَ أشدّ فكراً منه، وأحسن تحقيقاً.»
- قال الشيخ محمّد حرز الدين(قدس سره) في معارف الرجال: «عالم محقّق، وأُصولي قدير مدقّق، وأنّه في أُصول المتأخّرين فيلسوف معاصريه، وكان مدرّساً بارعاً امتاز بدقّة خاصّة في التدريس.»
[9] - راجع ماسبق.
[10] - الخلاف : ج1، ص33.
[11] - راجع في ماسبق ایضا.
[12] - راجع في ماسبق ایضا.
[13] - «الامام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب» نقله الی العربیة الدكتور نورالدین آل علي طبع في دمشق في دارالفاضل للنشر سنة1995.
[14] - العالم الفرنسي أنطوان- لوران دُ لافوازييه (Antoine-Laurent de Lavoisier)، ولد في عام 1743 م و توفي في عام 1794م. لقد كان أول من قام بتحلیل الهواء و استخرج منه الاوكسجین و تعرّف علی الاوكسیجین وقام بتسميته (في عام 1778م)، وعادةً يشار إلى لافوسيه بأنه أحد آباء الكيمياء الحديثة. و ایضا مزید من اسهاماته: فنّد نظرية الفلوجستين، وساعد في تشكيل نظام التسمية الكيميائي. هو اول من صاغ قانون حفظ المادّة:« المادة لا تفنى ولا تستحدث بل تتغير من شكل إلى شكل آخر.» و قانون بقاء الكتلة ایضا:« أن وزن مادتين كيميائيتين منفصلتين توازي وزن المادة الجديدة الناتجة من اتحادهما.» لافوازييه هو العالم المسئول عن جعل الكيمياء علماً دقيقاً، وذلك بإجراء تجارب شديدة الدقة والوضوح على التفاعلات الكيميائية. ساهم أيضاً بصورة متواضعة في دراسة علم الجيولوجيا وكذلك في علم وظائف الأعضاء. وهو الذي أثبت أن عملية التنفس هي عملية احتراق أيضاً، وبناء على ذلك فإن الكائنات الحية، الحيوان والإنسان، تستمد طاقتها من عملية احتراق بطيئة للمواد العضوية مستخدمة في ذلك الاوكسجين الموجود في الهواء الذي نستنشقه. ولهذه الدقة والوضوح والقدرة الهائلة على التنظير استحق لافوازييه أن يوصف بأنه أبو علم الكيمياء الحدیثة.
[15] - إيمبيدوكليس(490 ق.م- 430 ق.م) الفیلسوف الیوناني في فترة ماقبل السقراط هو مؤسس نظرية العناصر الأربعة الشهيرة، حيث يتكون العالم كله من أربعة عناصر ممزوجة معاً بنسب مختلفة، هي النار، الهواء، الماء، والتراب وقد أطلق على هؤلاء «الجذور»، وقد ربط كل عنصر من هؤلاء باسم شخصية ميثولوجية، على الترتيب : زوس، حيرا، بيرسيفونة، وآيدونيوس. وقد عزى إيمبيدوكليس النمو، والزيادة أو النقصان في الطبيعة إلى درجات تمازج هذه العناصر الأربعة معاً، في رأيه لا شيء جديد يأتي للطبيعة -لا يوجد صيرورة- وأي تغيير يطرأ انما هو التغيير في تمازج أو تناسب عنصر مع آخر، وقد أصبحت هذه النظرية عقيدة علمية راسخة خلال الألفي عام التاليين.
[16] - الكافي هو أحدى الكتب الأربعة عند الشيعة الإثني عشريَّة، ويعد من أصحِّ الكتب وأكثرها اعتباراً في الحديث، وهو لثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني (توفی 329هـ). المؤلف كرّس عشرين سنة من حياته في جمع أحاديث هذا الكتاب ليورد نحواً من ستة عشر ألف حديث في كتابه. و هو أول كتاب روائي شامل لدى الشيعة، جمع الأحاديث من أصولها الأولية ونظمها في موضوعات.
أبرز ما امتاز به كتاب الكافي هو:
1- أنه أحد الكتب الأربعة وأكثرها اعتماداً من بعد القرآن الكريم.
2- عاش الكليني في عصر النواب الخاصين لإمام الزمان (عجل الله فرجه الشریف)، وكتب الكتاب أجمعه في زمن الغيبة الصغرى.
3- دقة المؤلف وتتبعه الوسيع وحسن تبويبه واختياره للعناوين وذوقه الجميل، جعل كتابه من المؤلفات الفريدة بين المجاميع الروائية للشيعة.
4- هناك أكثر من خمسين شرحاً وترجمة وتعليقاً على الكافي، وأهم شروحه مرآة العقول للعلامة المجلسي في 26 مجلداً، وشرح ملا صالح المازندراني في 12 مجلداً.
[17] - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار من أهم آثار و مصنفات العلامة محمد باقر المجلسي (ولد في عام 1037 هـ و توفي في عام1111 هـ). ويعد من أكبر كتب الحديث حيث يتكون من 110 مجلدات. و قد اشتملت الموسوعة على مجموعة من العلوم و المعارف الدینیة كتفسیر القرآن و التاریخ و الفقه و الكلام و... من الممیزات التی تحلت بها موسوعة البحار، هی:
1. التبویب و التنظیم: امتازت الموسوعة بخاصیة تنظیم الاحادیث و تنظیمها على ابواب و عناونین خاصة.
2. تصدیر الابواب بآیات الذكر الحكیم: حاول المصنف ان یشرع فی كل باب من ابواب الموسوعة بآیات الذكر الحكیم المناسبة لذلك الباب، ثم یردف ذلك بذكر تفسیر الآیة ورأی الاعلام فیها إن اقتضت الضرورة ذلك، وبعد الانتهاء من ذكر الآیات یشرع بتدوین احادیث الباب.
3. خاصیة الجامعیة والشمولیة: المستعرض لعناوین بحار الانوار یكتشف بما لاریب فیه خاصیة الشمولیة والجامعیة لشتّى المعارف و الموضوعات الدینیة (و على اقل تقدیر الرائجة فی عصر المؤلف) و لم یشذ عنها علم من تلك العلوم الرائجة.
4. ایراد بعض الرسائل المستقلة، من الامور الملاحظة فی بحار الانوار ان العلامة المجلسي كثیرا ما یدرج فی ضمن الموسوعة بعض الرسائل التي دونت قبل عصره و خاصة المختصرة منها، لمناسبة ارتباطها بالموضوع المبحوث عنه، كرسالة الامام الهادي (علیه السلام) فی الجبر والتفویض، ورسالة الحقوق للامام علي بن الحسین السجاد (علیه السلام)، توحید المفضل و...
5. الاعتماد على المصادر الكثیرة و النادرة و النسخ الفریدة: من الخصائص و الممیزات التی امتازت بها موسوعة بحار الانوار ان العلامة المجلسی تمكن و من خلال الامكانات المتوفرة لدیه من الحصول على الكم الوافر من المصادر من جهة، و من جهة أخرى استطاع الوصول الى النسخ النادرة فادرج ما فیها ضمن الموسوعة، و لولا العلامة لفقدت تلك الثروة العلمیة الكبیرة، و تظهر قیمة هذه الخاصیة عندما نعرف أن تلك النسخ و المؤلفات قد فقدت و لا یوجد لها أی اثر فعلا الا ما جاء فی كتاب البحار. و بهذا یكون العلامة قد اسدى خدمة كبیرة للعلم و التراث.
6. شرح الاحادیث و بیان المبهم منها: حاول العلامة و فی مواطن كثیرة من موسوعته الاشارة الى معنى الحدیث و بیان الغریب من مفرداته معتمدا في ذلك على كتب اللغة المعتبرة و الفقه و التفسیر و الكلام و التاریخ و الاخلاق، مما اضفى على الموسوعة میزة علمیة خاصة.
7. الاشارة الى الكثیر من المصادر و الروایات فی كل موضوع: لما كانت موسوعة بحار الانوار دونت بشكل موضوعی و وزعت على ابواب، من هنا حاول المصنف ان یشبع تلك الابواب بكافة المصادر و الاحادیث التی یحتاجها، و بهذا یكون قد وفر للباحثین و المحققین مادة علمیة مركزة على موضوع واحد و غیر مبعثرة فی مطاوی الكتب، و كذلك سهل للمحقیقن معرفة القیمة العلمیة لهذه الروایات و ما مدى حجیتها و اعتبارها.
8. الاشارة الى الكتب الاخرى التی وردت فیها الروایات، فقد حاول العلامة المجلسی الاشارة الى مكان الروایات المكررة مع الاشارة الى اسانیدها و اختلاف متنها.
[18] - مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر ألفه السید هاشم بن سلیمان البحراني توفي في عام1107 ه.
[19] - السيد عبد الأعلى بن علي رضا بن عبد العلي الموسوي السبزواري هو مرجع ومُفسّر وفقيه شيعي ولد في سنة 1328 هـ و توفي في سنة 1414 هـ. كان يقيم بمدينة النجف الاشرف، تسنّم المرجعية بعد وفاة السيد ابي القاسم الخوئي قدس سره، وأخذ الكثير من الشيعة يرجعون إليه في تقليدهم؛ إلا إن ذلك لم يدم طويلاً لوفاته بعد فترة قليلة. وقد ساهم السبزواري خلال فترة مرجعيته القصيرة في نشاطات سياسية واجتماعية، واضطلع في تلك الفترة بنشاط إصلاحي بمدينة النجف أواخر أيام حياته. له آثار عدة من أهمها «مُهّذب الأحكام» و تفسیر «مواهب القرآن» وهذا التفسير يعد من التفاسير المتميزة، جامعاً للأبحاث الأدبية واللغوية والبلاغية والفقهية.
اضف تعليق