بين صفحات هذا العدد ملف عن الفساد، حرصت فيه مجلتنا (النبأ) أن تعرف
بالظاهرة وعمقها ومخاطرها إذا ما ظلت تجد ملاذا آمنا من خلال التغاضي وعدم
التذكير بها وهي قائمة بين ظهرانينا.
يشكل التصدي لإشكالية الاستقرار السياسي لبلد مضطرب مثل العراق، تحديا
في غاية التعقيد لكل باحث في مستقبل العراق، مما يستلزم التزود بمعرفة
عميقة بتاريخ العراق المعاصر كما يتطلب استكمال
خلقت كل امة من أمم الأرض أنموذجا أو عدة نماذج من الزعامات تمركز حولها
صراعها الداخلي والخارجي، وارتهن تاريخها ومصيرها ومستقبلها بتلك الزعامات
أو الأبطال (الأفذاذ)
في تحليله المتميز للمجتمع الحداثي يخلص هربرت ماركيوز في كتابه (الإنسان
ذو البعد الواحد) إلى أن هذا المجتمع هو نمط جديد في الاستبداد، إنه مجتمع
بلا معارضة! و لا يقصد ماركيوز بالمعارضة
يمثّل بقاء باب الاجتهاد مفتوحاً أفضل الحلول لمعالجة مشاكل الحياة
المتجدّدة مستهدفاً بذلك تواصل المسلمين مع مشاكل العصر المستجدة عبر ما
يقوم به الفقيه والمجتهد من اطلاع ودراسة لهذه
بالرغم من أن البشر يسارعون لتصحيح ما لديهم من أخطاء الإبصار ويرتدون
نظارة تساعدهم على رؤية القريب والبعيد إلا أن هذه الرغبة التصحيحية تبقى
قاصرة في كثير من الأحيان على الأمور المادية
يشير مفهوم الفساد عربيا، بأنه اللهو واللعب واخذ المال ظلما، مما يجعل
تلك التعابير (لمفهوم الفساد) توجه المصطلح نحو إفراز معنى يضاد المدلول
السلبي للفساد، فهو ضد الجد القائم على فعل الائتمان
تعتبر ظاهرة الفساد والفساد الإداري والمالي بصورة خاصة ظاهرة عالمية
شديدة الانتشار ذات جذور عميقة تأخذ إبعاداً واسعة تتداخل فيها عوامل
مختلفة يصعب التمييز بينها، وتختلف درجة شموليتها من مجتمع
يتعذر فض ظاهرة الفساد ووضعه تحت السيطرة على الصعيد المحلي من دون
تفكيكه على الصعيد الإقليمي والدولي، ويمكن للبرلمانيين أن يلعبوا دوراً
مهماً في مكافحة الفساد والسيطرة عليه، على الرغم
ظاهرة الفساد ومتغيرات الواقع بعد الاحتلال: يكاد يتفق عليها غالبية
العلماء المختصين بتاريخ العراق القديم في العصر الحاضر إن السومريين سكان
العراق الأصليين، ذوو الرؤوس السـود، كما تصفهم
لقد طرحت العديد من الاشتقاقات المهمة في تعريف الفساد، حيث عرفه البعض
كلاً حسب اختصاصه وهناك من اتفق على تعريف محدد له، ومع ذلك سنطرح وجهات
النظر المختلفة في إيضاح مفهوم الفساد
الفساد في العراق يتخطى حدوده المعقولة، ليتجه إلى ابعد نقطة في الخيال،
فاليوم في النظام العراقي الحديث صار جميع المسؤولين، القدامى والجدد،
المحليين والدوليين، في قفص الاتهام على قدم
أُبتُلي العراق في فترة النظام السابق بآفة هدر وتبذير الأموال العامة
والإسراف غير المحسوب من قبل أفراد ذلك النظام بدون رقيب أو حسيب، فقد تم
صرف أغلب موارد البلد على ملذات قيادات ذلك النظام
ولدت البيروقراطية مع نشوء الدولة الحديثة المعززة بجيش ضخم من الموظفين
ورجال الإدارة ذوي الاختصاص بالمهام الموكلة إليهم، أو سياسيين، كانوا
شريحة مؤثرة ذات نفوذ في الدولة وقراراتها السياسية
بعد التحولات التي حدثت في العراق ظهرت تجمعات ومؤسسات بمسميات مختلفة
وأهداف متباينة، وان كانت هذه التجمعات لها جذور وامتدادات تاريخية في
مسيرة المجتمع العراقي، وهذه المؤسسات
هناك أمران تشير الأسئلة إليهما كما يبدو، الأول يتعلق بالأفق المقترح
للرواية في مرحلتنا وزمننا هذا، أفق للرواية كما تشير إليه نماذج روائية
عربية وعالمية، وافق لإمكانيات رواية عراقية (جديدة)
من نحن؟ كيف نلملم أشتات هويتنا في ظل ما تتعرض له هذه الهوية من تشظي
ومن علميات تثقيب تستهدف بنيتها؟ ألا يحق لنا أن نقلق لهذا التمزق الذي
تتعرض له هويتنا الوطنية؟ لماذا يحق للسيد هانتنغتون أن يقلق على
عـُرف عن العراقيين شغفهم المميز بشوارع مدنهم وأزقتها، لما تضمه من
رموز وطنية وثقافية، ومن أسواق ومقاه ومطاعم وحانات، حتى أصبحت سيكولوجيا (المكان)
واحدة من مرجعيات المختص في العلوم
أتسلق درجات السلم، لأضع قطعة خبز بالتمر، اختار زاوية للرصد. عينا قطة
تحدقان في الظلمة، أقدامها تخمش وجه الفجر المبذول على الطابوقات. بيوت
متلاصقة بجدران خفيضة، لا تسمح إلا برؤية نخلة أعاقت
حقق الشعب العراقي في عام 2005 خطوات هامة على طريق تأسيس البناء
الديمقراطي الجديد في العراق من خلال انجاز العديد من المراحل المهمة في
العملية السياسية. حيث أجريت مطلع 2005 وتحديدا منتصف