q
تخيّل نفسك في عام 2030، داخل كبسولة أنيقة تنطلق عبر أنبوب فولاذي منخفض بسرعة تزيد على 600 ميل في الساعة. ورغم أن الأمر قد يبدو صعب التحقيق ولكنه ليس بالمستحيل. فهل يصبح نظام الهايبرلوب حقيقة قريباً؟ ويُعرف مفهوم الهايبرلوب على أنه نظام نقل بسرعة فائقة...

السفر بسرعة 1000 كيلومتر في الساعة تقطعها كبسولات رفيقة بالمناخ ولا تتأثر بأحوال الطقس. إنها وسائل نقل عالية السرعة تحمل اسم "هايبرلوب". وينتظر أن تصبح حقيقة خلال هذا العقد. لكن هل هذا واقعي؟

لشبكات النقل تأثير محوري على تقدم الحضارة الإنسانية، وينظر كثيرون اليوم إلى هايبرلوب كابتكار رئيس لمستقبل النقل، والاختراع الأهم منذ اختراع الطائرة، ويشبه هايبرلوب قطار الطلقة فائق السرعة، لكن أوجه الشبه شكلية فحسب، إذ تنطلق كبسولات هايبرلوب فائقة السرعة ضمن أنابيب فولاذية بالاعتماد على محركات كهربائية.

وترتفع الكبسولات قليلاً وتنزلق عبر الأنبوب المفرغ جزئياً من الهواء، ما يمكنها من السفر بسرعات أعلى من أي وسيلة نقل تعتمد على عجلات. وتصل سرعات كبسولات هايبرلوب إلى سرعات تفوق سرعة الصوت، ما يجعلها أسرع من السفر الجوي والسكك الحديدية، وتصل سرعتها إلى 966 كم/‏‏ساعة، ما يخفض وقت رحلة برية تستغرق ثلاث ساعات إلى 30 دقيقة فحسب.

صديق للبيئة، تقليل وقت السفر بصورة كبيرة فكرة جذابة في حد ذاتها، لكن تقنية هايبرلوب تمتاز أيضاً بكفاءة عالية في استخدام الطاقة، فهايبرلوب وسيلة نقل تراعي البيئة تماماً وتسهم في مواجهة تغير المناخ والاستغناء عن المركبات والطائرات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود الأحفوري. وأظهرت دراسة جدوى أجرتها وزارة النقل الأميركية أن هايبرلوب سيكون أكفأ من السفر الجوي في استخدام الطاقة ست مرات في الرحلات القصيرة، وأسرع ثلاث مرات من أسرع قطار في العالم.

وأظهرت دراسات شركة فيرجن هايبرلوب أنه بالإمكان تقليل انبعاثات الوقود الأحفوري التي تولدها الطائرات بنسبة 58% عند استخدام هايبرلوب ومصادر الكهرباء المتجددة لرحلات الركاب للمسافات التي تراوح بين 500 كم و1500 كم في مختلف أنحاء العالم.

وقد يقلل هايبرلوب عدد المركبات على الطرق، والتي يُتوقع أن يصل عددها إلى ملياري مركبة بحلول عام 2035. وسيسهم ذلك في تخفيف الازدحام المروري كثيراً، خاصة إن استُخدِمت التقنية بدلاً من الشاحنات لنقل البضائع. ولا تقتصر فوائد هايبرلوب على توفير الطاقة، فهو هادئ جداً، ما يعني أن استخدامه قد يقلل أيضاً من التلوث الصوتي بالضوضاء.

ويُتوقع أن يكون هايبرلوب أكثر ملاءمة من أشكال النقل الأخرى، ولا يعتمد هايبرلوب على الوقود الأحفوري، إذ سيعمل بالكهرباء وستكون كلفة استخدامه معقولة، وهو ذاتي القيادة تماماً، ويتيح السفر عند الطلب. وبإمكان المسافرين اختيار حجم الكبسولة كما يريدون، والسفر في أي وقت يرغبون فيه. ويُتوقع أيضاً أن يقلل الوقت اللازم لتسجيل الوصول والإجراءات الأمنية، ويجنب الركاب التأخير، بمعزل عن الطقس الخارجي.

مواقع محتملة، يُتوقع أن يصبح هايبرلوب حقيقة واقعة في العقد المقبل، إذ نجحت شركة فيرجن هايبرلوب حديثاً في تجربة أول رحلة ركاب في تاريخها. ويتلقى مشروع هايبرلوب ون دعماً واستثماراً من موانئ دبي العالمية، وتخطط الشركة اليوم لمواقع مسارات محتملة كثيرة في مختلف أنحاء العالم، من بينها مواقع عدة في الولايات المتحدة الأميركية والهند وموسكو والدول الاسكندنافية والمملكة العربية السعودية. ومن المتوقع تشغيل هايبرلوب ون في الإمارات بين دبي وأبوظبي، وتوجد دراسات لاستخدامه في نقل البضائع والأفراد، ما سيحدث ثورة في سفر الركاب وصناعة الخدمات اللوجستية بأكملها.

أثره على الخدمات اللوجستية تتغير الاتجاهات في صناعة الخدمات اللوجستية، خاصة في ظل انتشار التجارة الإلكترونية، إذ يتوقع المستهلكون اليوم تسليم طلباتهم بسرعة أكبر من السابق، وسيرتبط هايبرلوب بالبنية التحتية الحالية للنقل، وسيؤدي ذلك إلى تقصير وقت النقل. ويرى خبراء الصناعة أن هايبرلوب سيقلل أوقات التسليم والحاجة إلى التخزين، ووجدت شركة ماكينزي للأبحاث أنهما سينخفضان بنسبة 25%، وسيتيح ذلك لمزودي الخدمات اللوجستية تسليم البضائع بسرعة أكبر وكلفة أقل.

ويُتوقع أن يستطيع هايبرلوب حمل حاوية قياسية متعددة الوسائط طولها 12 متراً، وتتيح القدرة على استخدام هايبرلوب عند الطلب لشركات الخدمات اللوجستية استخدامه بتكرار أعلى من أشكال النقل المتوافرة اليوم، ما يعني إمكانية نقل بضاعة بأحجام أصغر، وبالإمكان بناء مسارات هايبرلوب فوق سطح الماء أو تحته، وسيقلل ذلك الحاجة إلى الموانئ، التي تواجه اليوم ازدحامات شديدة.

فوائد للمدن، سيكون لإطلاق شبكات هايبرلوب في جميع أنحاء العالم فوائد للمدن والمقيمين فيها، فهايبرلوب يراعي البيئة وأقل كلفة وضجيجاً من وسائل النقل الحالية، وسيسهل الوصول إلى المراكز الحضرية. وسيستطيع الذين يعيشون في مناطق نائية، والذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الاستئجار في مراكز المدن، الوصول إلى وظائفهم بسلاسة أكبر. وقد يسهم هايبرلوب أيضاً في حل أزمات الإسكان التي تواجه المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم، ويجعل الوصول إلى الجامعات أسهل. وتسهيل الوصول إلى المدن سيساعدها أيضاً على توليد دخل إضافي، فمثلاً، قد يذهب الناس إلى المدينة لساعات للاستمتاع بعرض مسرحي أو عشاء ويعودون إلى المنزل مساءً، يراعي البيئة وأقل كلفة وهادئ جداً، وسيقلل من التلوث الصوتي بالضوضاء، أكفأ من السفر الجوي في استخدام الطاقة 6 مرات، وأسرع 3 مرات من أسرع قطار في العالم.

نظام "الهايبرلوب" للنقل.. ما هي مشاريعه المستقبلية؟

تخيّل نفسك في عام 2030، داخل كبسولة أنيقة تنطلق عبر أنبوب فولاذي منخفض بسرعة تزيد على 600 ميل في الساعة. ورغم أن الأمر قد يبدو صعب التحقيق ولكنه ليس بالمستحيل. فهل يصبح نظام "الهايبرلوب" حقيقة قريباً؟

يُعرف مفهوم "الهايبرلوب" على أنه نظام نقل بسرعة فائقة، أطلقه رجل الأعمال الأمريكي المثير للجدل إيلون ماسك، بالاستناد إلى مبادئ تعود إلى 100 عام، وتستثمر الشركات الكبرى أموالاً جادة في مشاريع من شأنها تنفيذ مشروع "الهايبرلوب" على أرض الواقع، حيث وضِعت أنابيب تجريبية في صحاري دبي، وكُشِف النقاب عن مقطورات داخل مستودعات أوروبية.

ويقول المؤيدون لمشروع "الهايبرلوب" إنه أكثر استدامة من الطيران، وأسرع بكثير من القطارات ذات السرعات العالية. ولكن، هل يمكن لنظام "الهايبرلوب" أن يكون وسيلة نقل مستقبلية، وهل يمكنه التغلب على العقبات التي ينطوي عليها جعل هذا المفهوم واقعاً؟وهل ستكون لدينا القدرة على أن نستقل إحدى هذه المركبات عالية التقنية في أي وقت قريب؟

ورغم أن جميع المطالب مستقبلية، إلا أن جذور "الهايبرلوب" تأتي من الماضي بشكل كبير. وأوضح قائد السكك الحديدية والنقل الدولي في شركة "موت ماكدونالد" الاستشارية، وهي شركة تعمل في لندن، كريس دولاكي أن الهايبلوب "ليس جديداً بمفهومه من الناحية التكنولوجية، لأن مفهوم النقل الفراغي كان موجوداً منذ فترة طويلة".

وأشار دولاكي إلى مشروع إسامبارد كينجدم برونيل، وهو مهندس بريطاني رائد قام بتجربة استخدام الهواء المضغوط لنقل العربات في أواخر القرن التاسع عشر، قائلاً: "إذا ذهبت إلى متحف "برونيل" في "بريستول" [جنوب غرب إنجلترا] ، ستشاهد النموذج الأولي الأصلي الذي وضعه برونيل للقطارات المدفوعة".

ورغم من جهود برونيل، فقد مر أكثر من قرن قبل عرض ماسك لمفهوم "الهايبرلوب" للنقل المستقبلي، وقال ماسك: "سيكون من الرائع وجود بديل للطيران أو القيادة"، موضحاً أن نظام النقل الجديد هذا يجب أن يكون سريعاً، وأكثر أماناً، وأقل تكلفة، وأكثر ملاءمة واستدامة، ولا يتأثر بالطقس، ويقاوم الكوارث الطبيعية، وليس مزعجاً.

إذاً كيف يُحقق هذا الطموح بعد 5 سنوات؟ لم يؤد ماسك دوراً أساسياً بشكل خاص في جعل "الهايبرلوب" حقيقة فعلية، مما يحد من المشاركة في مسابقة "الهايبرلوب" للتصميم السنوية التي تديرها شركته "SpaceX"، بهدف تعزيز المواهب الهندسية الشابة والاحتفال بها، ومن ضمن الشركات التي تخوض سباق تنفيذ مشروع "الهايبرلوب"، شركة "Virgin Hyperloop One"، وهي مبادرة تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها. وشركة "Hyperloop Transportation Technologies" ومقرها الولايات المتحدة أيضاً، وشركة "Hardt Hyperloop"، ومقرها هولندا، بالإضافة إلى شركة "TransPod"، وهي شركة كندية.

وقامت شركة "Virgin Hyperloop One" ببناء مقطورة كاملة الحجم في عام 2017، وصلت سرعتها إلى 387 كيلومترا في الساعة على حلبة اختبار في ولاية نيفادا الأمريكية، وقال كيلي: "منذ ذلك الحين، كنا نعمل على نقل هذا النظام إلى تقنية رائعة للغاية، وإثبات أنه يعمل في الأيام الأولى، ليتحول إلى شكل جديد من وسائل النقل الجماعي".

وفي الوقت ذاته، كشفت الشركة الأمريكية "Hyperloop TT "عن كبسولة بحجم كبير في أكتوبر/تشرين الأول 2018 في "بويرتو دي سانتا ماريا"، في إسبانيا. وأصدرت الشركة لقطات فيديو، تصور بناء مسار الاختبار، وفي يونيو/حزيران 2019، أعلنت "Hardt Hyperloop" عن افتتاح منشأة اختبار، كما كشفت عن خطط بعيدة المدى لتطوير نظام مواصلات على مستوى أوروبا.

وقال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "Hardt Hyperloop"، تيم هوتر لـCNN: "ستكون هذه هي الخطوة الأولى نحو إنشاء شبكة هايبرلوب بديلة في نهاية المطاف. والتي ستوفر بديلاً لرحلات المسافات القصيرة الملوثة".

وفي الوقت ذاته، تعمل شركة "TransPod" على دراسات الجدوى وبناء مسار اختبار، وتتابع كل مؤسسة تقدمها بانتظام من خلال النشرات الصحفية، وحملات وسائل التواصل الاجتماعي، سواء أكانت تكشف النقاب عن اختبارات كاملة النطاق أو تجري اختبارات جدوى، ولكن، ما يمكن إثباته الآن هو أن عملية تحويل "الهايبرلوب" إلى وسيلة نقل واقعية ستسغرق الكثير من الوقت.

السفر في عام 2030

كشفت شركة "فيرجن هايبرلوب" عن رؤيتها لما سيكون عليه السفر المستقبلي بواسطة نظام النقل فائق السرعة الذي تقوم بتطويره حاليا، ونشرت شركة التكنولوجيا العملاقة مقطع فيديو يظهر خطوة بخطوة تجربة الركاب على متن نظام "هايبرلوب" (Hyperloop) الخاص بها، بدءا من الوصول إلى البوابة، وحتى الانطلاق على متن منصة هايبرلوب.

وقال سلطان بن سليم، رئيس شركة "فيرجن هايبرلوب" (Virgin Hyperloop) ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة DP العالمية: "إن إظهار تجربة الركاب في فيرجن هايبرلوب هو لمحة عن المستقبل، بعد النجاح الذي تحقق قبل ثلاثة أشهر عندما ركب الناس في كبسولة هايبرلوب لأول مرة. وأظهرنا نضج تقنيتنا. نحن نقترب من تسويق ما سيكون أول وسيلة نقل جديدة على نطاق واسع في قرن"، وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو مستقبليا جدا، فقد لا يمر وقت طويل قبل أن نجرب النظام بأنفسنا، حيث تهدف شركة "فيرجن هايبرلوب" إلى تقديم رحلات تجارية بحلول عام 2030.

ويأخذ فيديو المفهوم الجديد المشاهد عبر تجربة هايبرلوب الكاملة، من الوصول إلى البوابة إلى الصعود إلى الكبسولة، وقالت سارة لوشيان، مديرة تجربة الركاب في الشركة: "إن تصميم وسيلة نقل جديدة من الصفر فرصة ومسؤولية في نفس الوقت".

ويتميز نظام هايبرلوب بأقراص مرفوعة يمكنها حمل ما يصل إلى 28 راكبا عبر أنابيب مفرغة بسرعة عالية، وعملت الشركة الأمريكية عن كثب مع Teague لتصميم كبسولاتها، والتي تتميز بإضاءة ديناميكية ومقاعد مريحة لمنع الركاب من الشعور برهاب الأماكن المغلقة، وقال جون بارات، الرئيس التنفيذي لشركة Teague: "لقد استفدنا من عقود من الخبرة في تصميم كيفية تحرك الأشخاص والأشياء عبر طرق مختلفة، مع الأخذ ببعض أفضل الجوانب من الطيران والسكك الحديدية والسيارات وحتى الضيافة لإنشاء مركبة جديدة وأفضل تجربة مميزة لفيرجن هايبرلوب".

وتوفر المثصورة المريحة للمقاعد إحساسا أكبر بالمساحة، في حين أن الممر المرتفع يقدم لمسة فريدة وغير متوقعة، وتعمل مجموعات المساحات الخضراء والقوام الخشبي على دعم جمالية وسائل النقل الجماعي النموذجية بشيء متفائل وجديد.

وفي مقاعد درجة رجال الأعمال الخاصة بهم سيكون لديهم منافذ شحن لاسلكية للأجهزة المحمولة. وسيكون لديهم شاشات توفر معلومات حول المسار، مثل وقت الوصول والوقت المتبقي والسرعة.

على الرغم من أن هناك قلقا من أن تكون الرحلة على متن كبسولة "فيرجن هايبرلوب" باهظة الثمن، إلا أن عملاق التكنولوجيا يؤكد أن الأمر لن يكون كذلك، وجدت دراسة حديثة أن أسعار هايبرلوب من المرجح أن تكون مماثلة لتكلفة مركبات النقل البرية، وليس الطيران.

على سبيل المثال، تقترح الدراسة أن هايبرلوب سيربط شيكاغو وكولومبوس في أقل من 45 دقيقة بتكلفة تقديرية للتذكرة 60 دولارا، مقارنة بحوالي 6 ساعات قيادة أو تذكرة طائرة تكلف نحو 100 دولار.

وقال جاي والدر، الرئيس التنفيذي لشركة "فيرجن هايبرلوب": "الأمر بسيط. إذا لم يكن سعره معقولا، فلن يستخدمه الناس. النقل اليومي عالي السرعة غير ممكن حاليا لمعظم الناس، لكننا نريد تغيير هذه الفكرة"، وأضاف: "تخيل أنك قادر على التنقل بين المدن التي تفصل بينها ساعات في دقائق، والإمكانيات اللانهائية التي تفتح لك"، وتأمل "فيرجن هايبرلوب" أن يكون النظام جاهزا لبدء قبول الركاب اعتبارا من عام 2030، بعد الحصول على شهادة السلامة في عام 2025.

ويخطط المشروع الطموح لدفع الركاب "بسرعات تزيد عن 1000 كيلومتر في الساعة". "هذا أسرع بثلاث مرات من القطار فائق السرعة وأسرع 10 مرات من القطار التقليدي، ويأتي الفيديو الجديد بعد فترة وجيزة من سفر الركاب في كبسولة هايبرلوب لأول مرة، بالنظام عبر أنبوب فراغ بسرعات تزيد عن 100 ميل في الساعة، وكان التشغيل التجريبي بمثابة إثبات أمان رئيسي لهذه التكنولوجيا، والتي تأمل مجموعة "فيرجن هايبرلوب" أن تحدث ثورة في النقل.

السفر بين المدن خلال دقائق

أصدرت شركة "فيرجن هايبرلوب" مقطع فيديو مفاهيمي جديد يعرض خططها لنظام نقل، قالت إنه سيسمح للركاب بالسفر في كبسولة داخل أنبوب شبه مفرغ، وقد تصل سرعتها إلى 670 ميلاً في الساعة (أي أكثر من ألف كيلومتر في الساعة)، وتّدعي الشركة أن النظام "سيضع معيار السفر في القرن الـ21"، وأنه سيسمح للأشخاص بالسفر بين المدن في غضون دقائق، ويتميز التصميم بسلسلة من الكبسولات المخصصة للركاب داخل أنبوب يتم فيه الحفاظ على بيئة شبه مفرغة، وفقاً للفيديو الذي نُشر الإثنين على "تويتر".

ومن خلال القضاء على السحب الديناميكي الهوائي بشكل تقريبي، يمكن أن تصل الكبسولات التي تعمل بالبطارية إلى سرعات تبلغ 670 ميلاً في الساعة، باستخدام القليل من الطاقة، بحسب ما ذكرته الشركة.

وبدلاً من كونها متصلة مثل عربات القطار، ستسافر الكبسولات في قوافل، ما يعني أنه يمكنها التوجه إلى وجهات مختلفة، وأشار الفيديو إلى أن النظام سيكون قادراً على نقل "عشرات الآلاف من الركاب كل ساعة، في كل اتجاه".

ورغم كل هذه الإثارة، إلا أن تقنية الهايبرلوب تظل غير مُثبتة، وأكملت الشركة أول اختبار لها مع الركاب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كما أنها أجرت في السابق أكثر من 400 اختبار بدون ركاب، بحسب بيان صحفي للشركة في ذلك الوقت، ويتواجد طريق طويل أمام الشركة لتقطعه بهدف تطوير نظام يعمل كما يظهر بالفيديو، وفقاً للزميل الصناعي لإدخال الابتكار في مركز برمنغهام لأبحاث السكك الحديدية والتعليم في إنجلترا، مارسيلو بلومنفيلد.

وقال بلومنفيلد لـCNN: "إنه ليس ممكناً الآن"، مضيفًا أنه "ليست لدينا أي فكرة حتى الآن حول الوقت الذي سيكون ذلك ممكناً فيه"، ولكن، يعتقد بلومنفيلد أن تقنية هايبرلوب ستدخل حيز التشغيل في مرحلة ما خلال العقود القليلة القادمة، ولكن، تحتاج الشركات إلى تحديد نوع نظام النقل الذي تحاول تطويره.

ويجب العثور على حل وسط بين السعة، وتجربة الركاب من أجل منافسة الرحلات الجوية بالطائرة، أو السكك الحديدية عالية السرعة، بحسب ما ذكره بلومنفيلد، وأكّد بلومنفيلد أنه متفائل، وقال: "سيصل شخص ما إلى المكان الصحيح في نهاية المطاف"، وليست "فيرجن هايبرلوب" الشركة الوحيدة التي تهتم بهذه التقنية، وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" و"سبيس إكس" إيلون موسك، عن مفهوم لنظام هايبرلوب في عام 2013.

من باريس إلى أمستردام في 90 دقيقة

هناك بعض المناقشات التي تقترح إنشاء شبكة "هايبرلوب" لنقل المسافرين من أمستردام إلى باريس، في أقل من 90 دقيقة، وذلك بعد دراسة تقول إن الارتباط عالي التقنية يمكن أن يكون مجدياً اقتصادياً.

وحول تفاصيل وسيلة النقل المقترحة، يمكن السفر في كبسولة أنيقة، يتم دفعها باستخدام أنبوب فولاذي منخفض الضغط، بسرعة تزيد عن 600 ميل في الساعة، ومن المفترض أن تكون شبكة "هايبرلوب" أكثر استدامة من الطيران وأسرع من القطارات فائقة السرعة اليوم، إذ يعتبر البعض أن وسيلة النقل هذه ستكون مستقبل السفر عبر البلاد والقارات المختلفة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الشركة الهولندية الناشئة "Hardt Hyperloop" عن نتائج دراسة، نفذت بالتعاون مع مقاطعة شمال هولندا، التي فحصت فكرة السفر التجريبية، وعلى مستوى أوروبا، أظهر التقرير أن شبكة "هايبرلوب" ستقصر أوقات التنقل بين المدن الأوروبية بشكل كبير.

واقترحت الدراسة أن ربط منطقة أمستردام الكبرى بالمحاور الأوروبية الأخرى بشكل أفضل، سيسهل من رحلات السفر المهنية و"يعزز القيمة الاقتصادية للمقاطعة"، يقول التقرير إن شبكة "هايبرلوب" يمكن أن تنقل 200 ألف راكب في الساعة، لكل اتجاه. كما يمكن للمسافرين الوصول إلى باريس خلال 90 دقيقة، أي أقل من نصف الوقت الذي تستغرقه القطارات.

وتشير الدراسة إلى أن الرحلة من أمستردام إلى بروكسل ستستغرق أقل من ساعة عبر شبكة "هايبرلوب"، ويعد هذا التحقيق بمثابة المرحلة التالية في خطة "Hardt Hyperloop" الكبرى، بعد افتتاح منشأة اختبار في يونيو/ حزيران 2019، قد توحي نتائج التقرير بنجاح إنشاء شبكة "هايبرلوب"، ولكن تبقى الأسئلة حول قابلية تنفيذ الخطة. على سبيل المثال، هناك بعض المخاوف حول ما إذا كانت الكبسولات مناسبة لجميع الأعمار ومدى سهولة إخلائها في حالات الطوارئ، ورغم ذلك، قال نائب التنقل في شمال هولندا، جيريون أولتهوف، إن الدراسة الأخيرة قد أثارت اهتمامه، معتبراً أن نتائجها "واعدة"، وقال في بيان: "سنشارك في مناقشات مع السلطات الأخرى لإحراز تقدم في هذا البحث".

في 17 دقيقة فقط.. من جنيف لزيورخ

كشفت شركة سويسرية ناشئة عن خطط لبناء نظام هايبرلوب يمكنه نقل الركاب بسرعات تصل إلى 1200 كيلومتر في الساعة تحت جبال الألب، بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، تعتزم شركة Swisspod إنشاء نظام هايبرلوب قادر على نقل الركاب والبضائع من جنيف إلى زيورخ في 17 دقيقة فقط أو من مدينة نيويورك إلى واشنطن العاصمة في 30 دقيقة فقط، بما يوازي تسع مدة رحلة القطار المكافئة في سويسرا وسُبع مدة الرحلة في الولايات المتحدة، والذي سيستخدم مصادر طاقة صديقة للبيئة بالمقارنة مع الرحلات الجوية، مفهوم مقترح منذ 1910، وفقًا لدينيس تيودور، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك للشركة السويسرية، من المقرر أن يتم تشغيل خدمة الهايبرلوب في غضون أربع إلى خمس سنوات.

وهايبرلوب هو مفهوم لنظام نقل عالي السرعة اقترحه المهندس الأميركي روبرت غودارد لأول مرة في عام 1910، ثم حظي باهتمام متجدد في عام 2013 عندما قام إيلون ماسك، الملياردير ومؤسس شركات تسلا وسبيس إكس إيلون ماسك، بتسليط الضوء عليه، وهو عبارة عن دمج أنابيب منخفضة الضغط خالية من الهواء تربط بين محطتين، وداخل هذا الأنبوب كبسولات ركاب تندفع بسرعات عالية على وسادة هوائية مضغوطة ولا تحتك بجدران الأنبوب بفعل حقل مغناطيسي يولّده مُحرِّك كهربائي يستمد قوته من الطاقة الشمسية.

محرك الحث الخطي، لكن مشروع شركة Swisspod فريد من نوعه من حيث إنه يعتمد على محرك الحث الخطي داخل أوعية القيادة الذاتية عالية السرعة. وتنتج محركات الحث الخطي حركة مباشرة في خط مستقيم، على عكس حركة الدوران للعجلات، وترتكز مشاريع هايبرلوب الأخرى على نظام Maglev، الذي يتضمن مجموعتين من المغناطيس، إحداهما لصد القطار ودفعه بعيدًا عن المسار، فيما تقوم الأخرى بتحريك القطار المرتفع للأمام، مع الاستفادة من نقص الاحتكاك، وهو الذي سيوفر استهلاك الطاقة بقدر كبير.

تحسين التصميم والأداء، من جهته، قال ماريو باولون، رئيس مختبر الأنظمة الكهربائية الموزعة في شركة EPFL: إنه "من خلال مسار اختبار مصغر سيمكن دراسة الجوانب الأساسية لنظام الدفع الكهرومغناطيسي وسيتم استخدام النتائج لتحسين التصميم والعمل بكفاءة أكبر".

الحلم بات قريباً

من المتوقع أن ينمو سوق تكنولوجيا قطارات الـ Hyperloop من 1.2 مليار دولار عام 2021 إلى 6.6 مليار دولار بحلول عام 2026. وتأتي العوامل الرئيسية التي تدفع نمو هذا السوق هي انخفاض وقت السفر وتكاليف النقل، إضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية.

ولم يعد الوعد بالسفر عالي السرعة الذي يسمح بالتنقل بسرعة 1000 كيلومتر في الساعة، لم يعد بعيداً، فالعمل على قطارات Hyperloop التي تحدث عنها إيلون ماسك لأول مرة عام 2013 بلغ مراحل متطورة ودخل في خطط التطور العمراني للبلدان.

وقد اختبرت Virgin Hyperloop التكنولوجيا بنجاح مع راكبين، فيما تعمل Hardt Hyperloop على التكنولوجيا في أوروبا من خلال بناء التحالفات الدولية اللازمة لإنشاء شبكات Hyperloop كاملة.

وفي المنطقة من المتوقع أن يقدم كونسرتيوم من الشركات مقترحاً لإنشاء الجسر البري بين الرياض وجدة هذا العام بتقنيات مثل هايبرلوب أو الجيل الجديد من Maglev، بحسب ما كشفت عنه الاستراتيجية الجديدة للنقل والخدمات اللوجيستية.

ولكن يكمن الفرق بين التقنيتين، في الاختلاف الرئيسي في أن كبسولة Hyperloop تنتقل بسلاسة من دون احتكاك داخل أنبوب مغلق مفرغ من الهواء بسرعة 1000 كيلومتر في الساعة باستخدام محركات لدفع الكبسولات، واستغلال تأثير الفراغ في الأنبوب للحفاظ على السرعة، لكن تقنية Maglev التي تعمل بالرفع المغناطي ستحتاج فقط إلى أنبوب صغير للتنقل بداخلة، ويمكنها أيضا العمل خارج الأنبوب، بسرعة 620 كيلومتر في الساعة.

من المتوقع أن ينمو سوق تكنولوجيا القطارات السريعة أو الـ Hyperloop من 1.2 مليار دولار عام 2021 إلى 6.6 مليار دولار بحلول عام 2026، وبحلول عام 2050 من المتوقع مضاعفة عدد الركاب وحركة المرور ثلاث مرات، ما قد يزيد انبعاثات الكربون بنسبة 80% إذا لم تراعي الحلول الجديدة للنقل خفض الانبعاثات، وهو ما تسعى إليه الاستراتيجية الجديدة للسعودية.

اضف تعليق