تتميز جمهورية افغانستان الاسلامية بتعدد قومياتها الدينية ومن أبرزها؛ البشتون والطاجيك والأوزبك، والبلوش، والهزاره، والتركمن، والقزلباش.. ويبلغ الدين الاسلامي الغالبية العظمى من نسبة المسلمين والبالغة حوالي (99%) من الشعب الافغاني ويشكلون الشيعة نسبة تصل الى (30%) من عدد سكان البلاد، حسب آخر الاحصائيات.
ينتشر الشيعة الافغان الذين يتخذون من مذهب اهل البيت عليهم السلام مذهبا ومنهجا في المناطق الافغانية المتاخمة للحدود الايرانية الافغانية وتعرف بقبائل فيروزكوهي وجمشيدي، كذلك يتواجدون في منطقة (هرات) ذات الغالبية الشيعية، كذلك مدينة (غزنه) و(مزار شريف)، وتقول المصادر ان الشيعة يشكلون ثلث سكان العاصمة الافغانية (كابل). وان سكان منطقة بهسود ده فرنكي وكولنك وشهرستان وكندي قاطبة من الشيعة، كذلك باميان ونواحيها.
ثلث الشيعة من افغانستان
يرجع تاريخ التشيع في جمهورية افغانستان الاسلامية إلى عهد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، اذ يقال ان احد مشاهير الاسرة الغورية واسمه (سنسب بن خزنك) اسلم على يد امير المؤمنين عليه السلام واعطاه الإمام راية وعهداً ظلا ينتقلان من ملك إلى آخر، وقد استجاب الغوريون لهذا العهد وصاروا من شيعته عليهم السلام. وفق مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
ان نسبة الثلث التي يشكلها شيعة أهل البيت عليهم السلام، من مجموع سكان افغانستان، لكنهم لم يتمركزوا من ناحية الجغرافيا السكانية، في منطقة واحدة، بل موجودون في معظم محافظات البلاد، فحسب الاحصائيات، يتواجد الشيعة في (18) محافظة، ابرزها في العاصمة كابل، حيث يشكل الشيعة المنحدرون من أصول «الهزاره» و «القزلباش»، حوالي نصف سكان العاصمة، علماً أنهم بهذا العدد يفتقرون حتى الآن الى الخدمات الصحية والتعليمية، والامكانات الاقتصادية. كما يتواجد الشيعة بشكل ملحوظ في محافظات «بدخشان»، و»قندوز»، و»سمنغان»، ذات الوديان العميقة، والتي شهدت ملاحم بطولية سطرها أتباع أهل البيت عليهم السلام، خلال العقود الثلاثة الماضية ضد النظام الماركسي العميل وقوات الاحتلال السوفيتي في عقد الثمانينات من القرن الماضي.. وفي محافظة «بلخ» المتاخمة للحدود الشمالية مع جمهورية أوزبكستان، يشكل الشيعة نصف سكان المحافظة، كما يقطن المحافظة اتباع المذهب الاسماعيلي، ومنذ زمن بعيد. وفي محافظة «هلمند»،وتحديداً في مركزها «لشكركاه»، تمكن السكان الشيعة من إرسال نائب الى مجلس الشورى الافغاني في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2005. أما المحافظة التي تقطنها الغالبية الشيعية، فهي «باميان»، وتقع في قلب البلاد..
جدير ذكره، أن المناطق المسكونة شيعياً، في وسط البلاد تترابط مع بعضها البعض، من الناحية الجغرافية، لذا يطلق على شيعة أهل البيت عليهم السلام، بـ «هزارستان»، أو «هزاره جات».
سرد تاريخي للمظالم على الشيعـة في افغانستان
للشيعة في افغانستان تاريخ دموي حافل بالمجازر والاضطهاد والبطش والقتل والفتك بهم فقد قام معاوية بن ابي سفيان بمحاربة الغوريين بعد خمسة أعوام من استشهاد امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) لأنهم رفضوا أن يلعنوا أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنابر، فحاربهم بتهمة الارتداد عن الاسلام.
في عهد السامانيين الذين حكموا افغانستان (892 ـ 999)م ثار زعيم شيعي من الغور على الظلم والاضطهاد الصادر من امراء السامانيين فبايعه أثنا عشر ألفاً من الشيعة ولكنهم أبيدوا بوحشية بتهمة نشرهم لمذهب القرامطة! وهكذا نجد في كل عصر تهمة ملفقة بهدف إبادة الشيعـة! واما الغزنويين الذين حكموا افغانستان (962 ـ 1152)م فقد حاصروا الشيعـة وارتكبوا بحقهم أنواعاً من الظلم والاضطهاد.
حدثت اشتباكات دموية بين السنة والشيعـة في زمن حكم ميرويس خان الهوتكي (المتوفى1135هـ) الذي نال فتوى من علماء الحجاز بتكفير الشيعـة، فأخرج الصفويين من مدينة قندهار ، وأسس حكومة الهوتكيين، وكان الغرض من الفتوى هو إخراج الصفويين من افغانستان ولكنه استخدمها أيضاً لمحاربة الشيعـة في قندهار ونواحيها وأباد شيعـة الهزارة هناك، وقتلهم شرّ قتلة ، واخرج قسماً منهم من تلك المدينة ونواحيها، وازدادت من ذلك اليوم التفرقة الطائفية والتعصب الديني بين السنة والشيعـة يوماً بعد يوم. سخّر احمد شاه درّاني جيشاً عظيماً للسيطرة على (اُرزكان) و(دايكندي) ومعاقل الشيعـة لإبادتهم، ولكنه لم يفلح في مسعاه هذا.
في سنة 1219هـ جرت على الشيعـة في كابل كارثة كبيرة وقُتِلَ العديد من الاخوة في طائفة قزلباش الشيعيـة الذين فقدوا بيوتهم واملاكهم ، وغادر البعض منهم الى مناطق الهزارجات بعد أن قبلوا دعوات الهزارة ، فاستوطنوا معهم.
إن أصعب وأشد ما جرى على الشيعـة في افغانستان كان في عهد تسلم الاسرة الباركزائية محمد زائي للحكم، ووصلت الشدة والمحنة على الشيعـة في اوجها في عهد حكم الامير عبد الرحمن خان (توفي 1901م).
أصدر هاشم خان قراراً حكومياً تحت رقم (875) الى وزارة المعارف يمنع فيه قبول أبناء الشيعـة في المعاهد العالية في كابل وخاصة في المعاهد العسكرية ولا يحق لهم دخول مثل هذه المراكز التعليمية. ووفق موقع الرابطة العالمية للدفاع عن الشيعة.
تعرض الشيعـة في طول الـ (250) سنة الاخيرة وعلى أثر التفرقة العنصرية والمذهبية من قبل أمراء السدوزائيين الابداليين ومحمد زائيين، للضعف الشديد من الناحيتين الثقافية والاقتصادية، وصادرت الحكومة لهم أي سهم او نصيب في الدوائر الحكومية وأبقتهم اميين ولذلك بقوا بعيدين عن الثقافة، وتم شلّ استعدادهم الفكري وإذا ظهر اوبرز فيهم مفكر أوعالم، فإنه يتم إلقاء القبض عليه من قبل النظام الحاكم ورُمي في ظلمات السجن، أو يبعد الى الابد فلايبقى له أثر.
وضمن هذا المسلسل الحاقد الارهابي ضد الشيعة الافغان هو ما قامت به طالبان (الوهابية) من حملات ابادة وتنكيل ضد شيعة آل البيت عليهم السلام في جمهورية افغانستان الاسلامية.
الغاء الشيعة من الخارطة السياسية والاجتماعية
رغم ان شيعة افغانستان يمثلون 35 بالمائة من الشعب الافغاني، ورغم صفحتهم الوطنية البيضاء، ورغم احترامهم للاخر الذي يعيش معهم في الوطن، ورغم طبيعتهم المسالمة، الا انهم تعرضوا ومازالوا لمختلف صنوف الظلم والاضطهاد والتمييز من قبل الحكومات المتعاقبة والجماعات التكفيرية بدء من القاعدة ومرورا بطالب وانتهاء ب”داعش”.
حيث عاش الشيعة في هذا البلد، كل اشكال الحرمان والاضطهاد والتعسف.. ويمكن القول: ان الشيعة، بدأوا تاريخاً جديداً مع سقوط نظام «طالبان»، بعد أن كانوا يفتقدون للاستقرار والامن، فجاء الدستور الجديد لافغانستان ليلغي كافة أنواع التمييز الطائفي، ومع الإقرار بأن الاسلام دين الدولة، أقر ايضاً بقوانينه العمل بالفقه الشيعي. هذا من الجانب القانوني والسياسي، أما في الجانب الثقافي والفكري، فان الشيعة يواجهون تحدياً كبيراً وخطيراً وعلى مدى قرون من الزمن يعانون من الحرمان والظلم والإبادة والاستعباد والتنكيل والتشريد والتكفير، وكل ما يمتّ بصلة الى عدم الاستقرار والإلغاء من الخارطة السياسية والاجتماعية وحتى الانسانية..!
تتعرض الشيعة للظلم من قبل السلطات والحكومات المتوالية، فهي حاولت وتحاول التقليل من هذه النسبة، واظهار الشيعة على انهم لا يتجاوزون ال20 بالمائة، فيما الجهات المحسوبة على الجماعات التكفيرية فتخفض هذه النسبة الى 10 بالمائة، رغم الانتشار الواسع للشيعة في مناطق وسط وشمال افغانستان وفي العاصمة كابول.
شيعة افغانستان، الذي يشكل إتنية ”الهزاره” الطيف الأكبر منهم، هم ايضا من اكثر شيعة العالم اضطهادا وتمييزا على الاطلاق، ولا يمكن مقارنة ما يتعرضون لهم من ظلم وقتل وتشريد، حتى مع شيعة نيجيريا، فشيعة افغانستان، يتعرضون لظلم ممنهج لم ينقطع على مدى عقود طويلة، دون ان تحرك المآسي التي يتعرضون لها مثل التفجيرات والاغتيالات والخطف وقطع الرؤوس، خلال العهدين الطالباني (1996-2001) و”الداعشي”، لا ضمير السلطات الافغانية ولا الضمير الانساني.
المناطق التي يقطنها الشيعة في افغانستان مثل باميان ووردك، تعتبر من اكثر مناطق افغانستان فقرا وحرمانا، حيث تنعدم فيها ادنى مقومات الحياة في حدودها الدنيا، فلم تشهد مناطقهم اي مشروع تنموي منذ نحو عقدين من الزمن، وهو ما اثار حفيظة الشيعة الذين اتهموا السلطات المتعاقبة بممارسة سياسة التمييز ضدهم وبشكل صارخ.
بين مطرقة التمييز وسندان التكفير
قامت السلطات الافغانية بتغيير مسار مشروع خط نقل الكهرباء من تركمنستان الى افغانستان من باميان الى ممر سالانج، رغم ان الكهرباء متوفرة في الاخيرة ومعدومة في الاولى. ان هذا الاجراء كشف عن وجود ارادة سياسية للابقاء على مناطق الشيعة محرومة ومتخلفة.
هذا الاجراء التعسفي والظالم دفع الشيعة لتنظيم احتجاجات واسعة في العاصمة كابول لاستعادة حقهم، وزاد من اصرارهم على مواصلة الاحتجاجات، التبريرات الاستفزازية للحكومة بشان اسباب تغيير مسار خط الكهرباء، مثل تقليص الكلفة وتقليص الزمن.
آخر هذه الاحتجاجات التي نظمها الشيعة وشارك فيها مئات الالاف منهم، هي تلك التي جرت يوم السبت 23 تموز/ يوليو في العاصمة كابول حيث تجمع المتظاهرون فى ساحة مزار غرب العاصمة لبدء المسيرة الاحتجاجية، التي شارك فيها النساء والاطفال والشباب وكبار السن، وتم التأكيد على المتظاهرين من قبل الجهات المنظمة للمسيرة، بالمحافظة على نظافة الشوارع، ولكن الى جانب الظلم والتمييز، كان هناك خطر آخر يتربص بالمتظاهرين الامنيين، وهو خطر التكفير، الذي لبس هذه الايام في افغانستان كما في غيرها لبوس “داعش” ، حيث فجر تكفيريان ارهابيان نفسيهما وسط المتظاهرين المسالمين فاستشهد 61 شخصا واصيب 207 اخرين ، واصطبغت شوارع كابول، التي حرص المتظاهرون على نظافتها بدمائهم وتناثرت عليها اشلاءهم. حسب موقع الوفاق الالكتروني.
هؤلاء المتظاهرون المسالمون الذين تمزقت اشلاءهم وزهقت ارواحهم وبترت اطرافهم، لم يطالبوا بالمستحيل، بل طالبوا بحقهم الذي انكرته عليهم حكومتهم، وهو حق التمتع كباقي البشر بنعمة الكهرباء، فهل يستحق ذلك ان يأتي مئات الالاف من مختلف انحاء افغانستان ليجتمعوا في العاصمة، والحكومة تعرف قبل غيرها انها اعجز من ان توفر الامن لمثل هذا العدد الكبير من المتظاهرين؟ يبدو ان هناك من في الحكومة قد لا يحزن كثيرا على الشيعة، لانهم تلقوا ضربة قد تمنعهم من العودة الى التظاهر مرة اخرى، بعد ان فشلت الحكومة بمنعهم.
لم تمر سوى ساعات قليلة وتبنت “داعش” التفجيرين الجبانين، ترى اليس من حق الشيعة ان يشككوا بعد ذلك بنوايا السلطات ازاءهم، وهم يجدون انفسهم بين مطرقة التمييز وسندان التكفير؟ الم يكن من الافضل للحكومة ان تراجع سياستها ازاء الشيعة وان تكف اذى بعض المحسوبين عليها، عن الشيعة، كما بدا واضحا من القرار الخبيث في تغيير مسار خط الكهرباء، وهو قرار كان من البديهي ان تستتبعه احتجاجات شعبية واسعة، والتي ستكون بدورها هدفا سهلا لوحوش التكفير المنتشرة في افغانستان؟ فهل كُتب على الشيعة ان يكونوا ضحايا لسبب ما في كل بلد، وفي افغانستان بسبب الكهرباء؟ وهل يُعقل ان يُقتل ويُجرح اكثر من 300 انسان لمجرد انهم ارادوا ان تضيء مصابيح الكهرباء غرفهم المعتمة؟.
مراسيم عاشوراء في أفغانستان
أما إحياء الشعائر الحسينية في افغانستان، فان له جذوراً تاريخية قديمة، والشيعة هنا، لا يألون جهداً في إحياء هذه القضية العظيمة، أسوة بأخوانهم في سائر البلاد الاسلامية، وفي كل أنحاء العالم.
وفي السنوات الاخيرة شهدت هذه الشعائر تطوراً ملحوظاً، ففي السنوات الماضية كانت تقام في الحسينيات وداخل الابواب المغلقة، ويقوم المعزون بإقامة المنبر الحسيني، ويجلسون ليســـتمعوا الى الخطيب، وما يقدمه من موضوعات حول القضية الحسينية وسيرة الإمام الحسين عليه السلام، وواقعة الطف، ثم يقومون بمراسيم اللطم على الصدور تأسيّاً بالمصاب الأليم على ما جرى على أهل البيت عليهم السلام، على يد الأمويين.. أما الآن فقد خرجت هذه الشعائر من الجدران الأربعة الى رحاب الفضاءات الواسعة، في الشوارع والساحات العامة. وفق ماجاء في مجلة الهدى.
وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على تحول كبير في الخطاب الشيعي، فقد تحوّل من البكاء والنحيب بشكل خافت مكتوم، وفي داخل الحسينيات والاماكن الخاصة، في ظل القمع والاضطهاد والظلم، الى الصيحات المدوية المطالبة بالحقوق المشروعة والعدالة والحرية، وهي نفس الدروس التي قدمها لنا الإمام الحسين عليه السلام، من خلال ملحمته البطولية العظيمة أمام الباطل والظلم والانحراف.
مايميز الشيعة في افغانستان
رغم ما عاناه الشيعة الافغان على مر السنين من ظلم واضطهاد وسياسة افقار خبيثة من قبل من تولوا الحكم في بلادهم يعاونهم في ذلك الكثير من مواطنيهم، إلا انهم ظلوا متمسكين بنهجهم، نهج أهل بيت النبوة عليهم السلام ومذهبهم، مخلصين لبلدهم، متفانين في سبيل الدفاع عنه، ورفع راية الاسلام الحق فيه.
ومن أبرز و أروع مظاهر هذا الحبّ والولاء، ما هو ماثلٌ للعيان لمن يزور مدينة «مزار شريف»، شمال البلاد، حيث يظهر من بعيد بناء مهيب وضخم، تبدو عليه معالم التكريم، وهو مرقد لأحد ابرز علماء الدين الأفاضل في افغانستان، توفي منذ فترة بعيدة، يحمل اسم «علي بن أبي طالب».
هذا الاسم المدوي في الاسماع والنفوس، حمل شيعة افغانستان على أن يشبهوه بمرقد أمير المؤمنين عليه السلام، علماً إن كرامات عديدة ظهرت لهذا العالم الفاضل، مما زاد من تعلّق الناس بهذا المرقد، مع علمهم بأن مرقد أمير المؤمنين عليه السلام، كائن في النجف الأشرف، إلا ان عدم مقدرة الكثير منهم من الوصول الى أرض المقدسات في العراق، يجعلهم يبثون همومهم، ويشكون لواعجهم، عند هذا الضريح المقدس.
وما يميز السكان الشيعة في افغانستان، طيب السريرة، وصدق اللسان، والاخلاص في العمل، ولم يعتادوا الكذب والدجل والمكر في جميع تعاملاتهم ومواقفهم السياسية والثقافية والاجتماعية، وما يظهرونه على قسمات وجوههم، وفي مواقفهم وسلوكهم، هو نفس ما يضمرونه في داخل قلوبهم.. وحتى لا نجانب الحقيقة؛ فان الضائقة المعيشية والتهميش والحرمان لم يدفع شيعة افغانستان لحظة واحدة لممارسة النفاق والوصولية والتزلّف، لإيمانهم العميق بأن هكذا خصال ذميمة تتعارض بالمرة، مع مبادئ وقيم الاسلام الحنيف، الذي يذمّ النفاق وينبذ الازدواجية. لذا نرى احترام المقدسات والعقيدة الحقّة للشيعة، موجود لدى عموم ابناء الشعب الافغاني، حتى عند الشريحة غير الواعية والمثقفة، ومن الشباب الطائش وغيرهم.. فهم مع سلوكهم وحياتهم البعيدة عن الالتزام الكامل بالدين، يتفاعلون مع أجواء شهر رمضان المبارك، ومراسيم عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام.
وفي أجواء الحزن والعزاء، يتناسون الفروقات الطائفية والعرقية ويشاركون سويةً في إحياء ذكرى مصاب الإمام الحسين عليه السلام، ويذرفون الدموع في مجالس العزاء ويشاركون في الشعائر الحسينية التي تقام في مناطق عديدة من البلاد.
مؤسسات شيعة افغانستان
رغم ما يتعرض له الشيعة في افغانستان من محاولات عزل وابعاد وتكفير فانهم ينشطون في نشر ثقافتهم، ثقافة آل بيت النبوة عليهم السلام. وان لهم في ذلك اذاعات وصحفاً ومجلات منها:
_ قناة (طلوع) الفضائية.
_ صحيفة (جمهوريت) ومكتبها في كابل، ويديرها محمد زكي، ولها موقع على شبكة الانترنت.
_ صحيفة (دانشجو) ومكتبها في كابل، ويديرها اسد الله معادي وآخرون.
_ صحيفة (افغانستان جوان) ومكتبها الرئيس في منطقة (سركاريز) غرب كابل، ويديرها محمد جواد حسيني وآخرون.
_ جريدة (برجم آزادي) ومكتبها الرئيس في مزار شريف، ومديرها عبد الغفار ريحان شمالي.
_ مجمع الإمام الخميني في كابل ويشتمل على اقسام منها السياسي والثقافي، الرياضي، بالاضافة إلى القسم الديني والثقافي والتربوي وكذلك مكتبة كبيرة.
_ مجمع (كارته سخي) بكابل.
_ جامعة (بصير) الحرفية لتعليم المجتمع بكابل، مديرية الناحية الثانية. حسب مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
الادوار الوطنية للشيعة الافغان
ان الشيعي لا يمكنه ان يصمت امام الظلم والعدوان، ولا يستطيع الركون إلى الظالمين، لأن هذا مخالف لدينه معارض لمذهبه مذهب الصادح بالحق نبي الايمان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان الشيعة الافغان السباقين في النضال مع بقية مواطني بلدهم لمقاومة العدوان الخارجي.
ومن ذلك استبسالهم في مقاتلة الانجليز في الحرب العالمية الاولى، ومن ابرزهم في ذلك (الملا عبد الله بن الملا نجم). كذلك كان لهم الدور الفعال في الحرب العالمية الثانية، ومن امثلتهم في ذلك (مير غلام قادوا بياني) و (برويز شاه خان النعماني) وكذلك نجل (مير عباس لا لا) كذلك الملا محمد علي آخوند زاده) و (الكرنيل شير محمد خان هزارة).
وان دور الشيعة الافغان في حرب الاستقلال دور لا ينسى، ولا تنسى ادوار مقاتليهم الشجعان (السيد نور محمد شاه قزلباني وعبد الله خان هزارة وشير احمد خان نوري وعبد الله خان قياق، وابو القاسم خان رسالة دار) وغيرهم. كما كان للشيعة الافغان الدور البارز والكبير والمصيري ضد القوات الروسية المعتدية ابان احتلالها لأفغانستان. وفق مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام.
ان ما يطمح اليه الشيعة هناك بالاضافة إلى ما يزيل عنهم كابوس الفقر، فانهم يطمحون إلى ما يقربهم من تعاليم مذهب آل البيت عليهم السلام وذلك بارسال البعثات التدريسية وتهيئة المدارس والحوزات من اجل تعريف الاجيال من شيعة الافغان بما يحويه الاسلام الصحيح من عقائد وتعاليم على مستوى الفقه والعقيدة.
ليبقى اولئك المخلصون لولائهم على تواصل مع هذا الولاء، ولكي يأخذوا دورهم الذي رسموه لانفسهم ضمن حضارة دين الله الذي ارتضى لعباده مقتدين بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الطاهرة. عليهم السلام.
............................
اضف تعليق