تنتشر الأخبار المزيفة عبر تصريحات وحسابات لأشخاص ومواقع إعلامية، وتقوم مواقع التواصل الاجتماعي بالترويج لها، أما الهدف من نشرها فيكون غالبا للتشويش والفوضى وتحقيق مكاسب سياسية ومالية، فقد أصبح انتشار الأخبار المزيفة على الإنترنت، التي يوضع بعضها لتحقيق أرباح والبعض لأغراض سياسية، موضوعا رئيسيا للنقاش...
تنتشر الأخبار المزيفة عبر تصريحات وحسابات لأشخاص ومواقع إعلامية، وتقوم مواقع التواصل الاجتماعي بالترويج لها، أما الهدف من نشرها فيكون غالبا للتشويش والفوضى وتحقيق مكاسب سياسية ومالية.
فقد أصبح انتشار الأخبار المزيفة على الإنترنت، التي يوضع بعضها لتحقيق أرباح والبعض لأغراض سياسية، موضوعا رئيسيا للنقاش في كثير من البلدان المتقدمة، حيث تعج الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي بأخبار ملفقة يقف خلفها أفراد ومؤسسات وأجهزة أمنية، وتهدف تلك الجهات بذلك في بعض الأحيان إلى التشويش وإحداث بلبلة لأغراض مختلفة، وقد شهدت السنوات الأخيرة استخدامات متعددة للتكنولوجيا الحديثة، لاسيما في إطار تزايد عمليات التنصت والقرصنة.
ففي الآونة الأخيرة تصاعدت الانتقادات التي طالت مواقع مثل فيسبوك وتويتر وغوغل حول انتشار أخبار وصفت بالكاذبة أسهمت بوصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في أمريكا كما يقول المعترضون.
وتعتمد حروب الجيل الرابع بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك من خلال نشر أخبار غير دقيقة وإشاعات من شأنها إشعال الفتنة وزيادة العنف والانقسام في المجتمعات، تواجه فيسبوك ضغوطا متزايدة من حكومات أوروبية تهدد بفرض قوانين جديدة إذا لم تتحرك الشبكة الاجتماعية سريعا لحذف دعايا متطرفة ومحتويات أخرى غير قانونية، لذا أقرت شركة فيسبوك بأنها أصبحت ساحة معارك لحكومات تسعى لاستغلال الرأي العام في دول أخرى مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات جديدة لمحاربة ما أطلقت عليها "عمليات إعلام موجهة" تتجاوز ظاهرة الأخبار الزائفة.
يذكر ان اختراع الأخبار بهدف التضليل أو التسلية ليس جديدا، لكن مع وسائل التواصل الاجتماعي أصبح تروج بشكل يجعل تمييزها عن الأخبار الحقيقية صعبا، فهناك مئات المواقع التي تنشر الأخبار الزائفة، بينمها مواقع تقلد الصحافة الحقيقية وأخرى تديرها حكومات بهدف الدعاية، وبعضها تهدف للدعابة لكن خيطا رفيعا يفصلها عن الأخبار الحقيقية الزائفة ويصدقها الكثيرون.
لماذا تنتشر الأخبار الكاذبة أسرع من الحقيقية؟
تنتشر الأخبار الكاذبة أسرع من الحقيقية وفق باحثين أكدوا الخميس أنه خلافاً للرأي السائد، فإن الناس هم الذين ينشرون هذه الأخبار إلى حد كبير، وليس الروبوتات، والتقرير الذي نشرته مجلة "ساينس" العلمية هو الأشمل ويتناول نحو 126 ألف موضوع على تويتر من 2006 إلى 2017، وقام ثلاثة ملايين شخص بإعادة تغريد هذه القصص الإخبارية غير الصحيحة أكثر من 4,5 ملايين مرة، ولتحديد كذب أو صحة الخبر، اعتمد الباحثون على ست منظمات مستقلة للتحقق من المعلومات.
وكتب التقرير الذي أعده باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ان الأخبار الكاذبة تحظى بفرصة الانتشار سبعين بالمئة أكثر من الأخبار الحقيقية، وتستغرق الأخبار الصحيحة مدة أطول بست مرات للوصول إلى 1500 شخص مقارنة مع القصص الكاذبة للوصول إلى العدد نفسه، واقتصرت الدراسات السابقة حول الموضوع على حالات دراسية أو عينات أصغر، وقال الباحثون إن القصص الكاذبة تنتشر أسرع على أساس "فرضية الطرافة" التي تفترض أن الناس يشاركون هذه الأخبار لأنها تثير الاستغراب أكثر من الأخبار الحقيقية.
وقال التقرير إن الأخبار الكاذبة تحفز على الرد على تويتر والتعبير عن الدهشة والخوف أو الاشمئزاز، أما الحقيقية فإنها تثير مشاعر الحزن والترقب والفرح والثقة، وخلصت الدراسة كذلك الى ان كمية الأخبار الكاذبة على تويتر في ازدياد وتميل الى الزيادة خلال الاحداث الرئيسية مثل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2012 و2016، ومع ذلك، فإن مروجي هذه الأخبار لا يبدو أن لديهم أعدادا كبيرة من المتابعين.
إذ تبين في الواقع أن من يروجون الأخبار الكاذبة "كان لديهم عدد أقل من المتابعين بشكل ملحوظ، ويتابعون عددا أقل من الناس بشكل ملحوظ، وكانوا أقل نشاطاً بشكل ملحوظ على تويتر، وكان يتم التحقق منهم بوتيرة أقل بصورة ملحوظة وكانوا متواجدين على تويتر منذ وقت أقصر بشكل ملحوظ".
وركز المحقق الخاص لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي روبرت مولر على استخدام حسابات روبوتية تسمى "بوتس" على تويتر في التحقيق الذي يتعلق باتهام روسيا بالتدخل المزعوم في الانتخابات الأميركية الأخيرة، وقال مكتب مولر ان هذه البرامج استخدمت لبث الشقاق في النظام السياسي الأميركي، فيما اعتمد تويتر لوائح تنظيمية هدفها الحد من تأثير البرامج الروبوتية على منصة التواصل.
هذا هو حجم الأخبار الكاذبة التي حذفناها
تنتشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة كالنار في الهشيم، حيث رصدت إدارة موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي أرقاما مرعبة لمعلومات خاطئة ظهرت خلال الشهور الأخيرة، منها 12 مليون محتوى مضلّل تم إزالته.
ففي مقابلة مع سكاي نيوز عربية، قال محمد عمر مدير شراكات الأخبار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة "فيسبوك" إن عملاق التواصل الاجتماعي قام بإمداد أكثر من 2 مليار شخص من 189 دولة بمعلومات موثوقة حول فيروس كورونا من خلال مركز معلومات COVID-19 والرسائل التعريفية، كما قام بإزالة أكثر من 12 مليون محتوى على فيسبوك وإنستجرام تحتوي على معلومات مضللة يمكن أن تؤدي إلى ضرر جسدي وشيك.
وأوضح أن عملية تدقيق الحقائق والمعلومات الكاذبة تتم بشكل رئيسي منذ يناير 2020 على 3 محاور: "ضمان أن الجميع يحصل على معلومات دقيقة، ودعم خبراء الصحة حول العالم، وإيقاف المعلومات المغلوطة على المنصة والمحتوى الضار"، مضيفا أن "أولويتنا هي التأكد من إمكانية وصول الجميع في كل أنحاء العالم إلى معلومات موثّقة ودقيقة".
وأضاف: "أطلقنا مركزا للمعلومات عن فيروس كورونا (كوفيد-19)، الموجود في الـnews feed، واخترنا هذا المكان المركزي للمستخدمين حتى يتمكنوا من الحصول على آخر الأخبار والمعلومات وكذلك الموارد والنصائح للحفاظ على صحتهم ودعم أسرهم ومجتمعهم بسهولة، كما أننا نعمل على ضمان حصول أي شخص على هذه المعلومات من أماكن آخرى عبر منتجاتنا، فـشاركنا المعلومات الصادرة عن السلطات الصحية الرائدة مع مدراء المجموعات لكي يشاركوها بدورهم مع مجتمعاتنا".
واوضح أن فيسبوك يقوم بإزالة الادعاءات الكاذبة ونظريات المؤامرة التي تم الإبلاغ عنها من قبل المنظمات الصحية العالمية الرائدة، وبدأنا ذلك بإزالة ادعاءات خطيرة مثل أن "شرب المبيضات يمكن أن يعالج فيروس كورونا" والآن نزيل الادعاءات التي تقول بأن التباعد الجسدي لا يجدي"، كما أشار إلى أن إدارة فيسبوك تقوم بمنع الأشخاص من عرض إعلانات تستغل الموقف، والتي تدعي على سبيل المثال أن منتجاتهم يمكن أن تعالج المرض، وبخلاف ذلك قمنا بحظر إعلانات وقوائم تجارية تبيع أقنعة طبية ومعقمات اليدين ومناديل مطهرة للأسطح ومجموعات فحص الإصابة بفيروس كوفيد-19".
وأكد عمر أن إدارة فيسبوك أعلنت في شهر مارس عن توسيع نطاق برنامج "تدقيق الحقائق عبر جهات خارجية" باللغة العربية في منطقة الشرق الأوسط بالتعاون مع منصة "فتبينوا"، وهي منصة مستقلة متخصصة في التحقق من صحة الأخبار، مؤكدا أن هذه الشراكة تهدف إلى دعم جهود المنصة في محاربة الأخبار الزائفة والشائعات عبر الحد من تواجد المعلومات المغلوطة على المنصة، حيث يعملون على تحسين جودة الأخبار المتاحة على فيسبوك عبر تطبيق خطوات معينة لمراجعة وتقييم دقة الأخبار، بما في ذلك الصور والفيديوهات التي تظهر في صفحة "News Feed" الخاصة بالمستخدم".
وأشار إلى أن هذه المبادرة يقودها مدققون ومراجعون للأخبار يتحدثون العربية، والذين يعتمدون في عملهم على مجموعة ثابتة من المعايير التي تحدد مصداقية المحتوى، وفي إطار شراكات فيسبوك العالمية، فإن المنصة معتمدة من شبكة التحقق الدولية، وهي جهة محايدة، وتخدم المجتمعات المحلية في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أنه في برنامج تدقيق الحقائق من فيسبوك، والذي يغطى الآن المحتوى بأكثر من ٤٥ لغة حول العالم، يمتد ليمنح مستخدمي فيسبوك القدرة على إبداء الرأي في القصص حينما يظنون أنها غير حقيقية، ليلفتوا انتباه المدققين إلى ضرورة مراجعة المحتوى المثير للشبهات أو المقلق، وأردف بالقول إنه في نوفمبر 2020، أطلقت فيسبوك حملة تثقيفية تحت عنوان "تأكد قبل ما تشارك"، بهدف رفع الوعي المجتمعي تجاه رصد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، خصوصًا تلك المتعلقة بجائحة كوفيد−19.
ومن خلال هذه الحملة، طوّرت كلًا من فيسبوك و"فتبينوا" موقعًا الكترونيًا يقوم بتوجيه أسئلة للناس لتحفيزهم على التفكير في المعلومات التي يشاهدونها من خلال المنشورات، من خلال 3 أقسام معلوماتية، والتي تسلّط الضوء على موضوعات مهمة حول الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، مثل: "كيف أفكر كمدقق الحقائق؟ الفروقات بين المصدر الموثوق والمصدر الزائف، ومخاطر المعلومات المضللة ونشر الأخبار الزائفة"، وفيما يتعلق بتطبيق فيسبوك ذكر عمر أن الإدارة أعلنت مؤخرًا أن مستخدمي واتساب لن يتمكنوا من تحويل الرسائل الواردة من حسابات أخرى سوى إلى مستخدم واحد، بعد أن كان خمسة "منذ يناير 2019" في مسعى للحد من انتشار الأخبار الكاذبة مما أدى إلى انخفاض الرسائل الواردة بنسبة 25٪ عالميًا.
وأكد أن فيسبوك يحارب خطاب الكراهية بفاعلية واستثمرت إدارة الموقع مليارات الدولارات عبر السنوات لمحاربة الكراهية، وزادت قدرتها على الرصد الاستباقي لخطاب الكراهية على إنستغرام، عبر استغلال التحسن الذي شهدته تكنولوجيا الرصد الاستباقي بعدد من اللغات مثل اللغة الإنجليزية، العربية، والإسبانية، والتوسع في التكنولوجيا المميكنة، ومن المتوقع تغيرًا في هذه الأرقام بينما نواصل التأقلم مع تحديات العمل التي تفرضها جائحة كورونا".
وتابع المسؤول بالقول إن "سياستنا تحظر نشر معلومات مضللة وشائعات لا يمكن التحقق منها والتي تساهم في خطر العنف الوشيك أو الأذى الجسدي، ومن بين سياستنا إضافة ملصق تحذيري إلى المحتوى الحساس مثل الصور التي تنشرها وكالة أنباء تصوّر عري الأطفال في سياق المجاعة أو الإبادة الجماعية أو جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية".
الأخبار الكاذبة.. ماذا تفعل بفيروس كورونا؟
ذكرت دراسة نشرت، أن "الأخبار الكاذبة"، بما فيها المعلومات الخاطئة والنصائح غير السليمة على وسائل التواصل الاجتماعي، قد تجعل انتشار الأمراض أسوأ، وفي تحليل لمدى تأثير المعلومات الخاطئة على انتشار الأمراض، قال علماء بجامعة إيست أنجليا (يو.إي.إيه) البريطانية إن أي جهود تنجح في منع الناس من نشر أخبار كاذبة، يمكن أن تسهم في إنقاذ أرواح.
وفيما يتعلق بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) المنتشر في الصين حاليا، قال بول هنتر أستاذ الطب بجامعة يو.إي.إيه، أحد قادة فريق البحث": "هناك الكثير من التكهنات والمعلومات الخاطئة والأخبار الكاذبة على الإنترنت.. عن كيفية نشوء الفيروس ومسبباته وكيفية انتشاره"، وتابع قائلا: "المعلومات المغلوطة تعني إمكانية انتشار النصائح الخاطئة بسرعة شديدة، ويمكن أن تغير السلوك البشري بما يفتح المجال أمام مخاطر أكبر"، وأضاف: " الأخبار الكاذبة تُختلق دون اكتراث بالدقة وتقوم غالبا على نظرية المؤامرة"، وفي الدراسة التي نشرت في دوريات تخضع للمراجعة من نظراء في نفس المجال، قام الباحثون بمحاكاة لتفشي أمراض مثل النوروفيروس والإنفلونزا وجدري القرود.
ووجد الباحثون أن تقليلا بنسبة عشرة في المئة في كم النصائح الضارة المتداولة، يحد من تفاقم تفشي المرض، وأن منع الناس من تداول تلك النصائح بنسبة 20 في المئة له نفس الأثر الإيجابي.
الأخبار الكاذبة ساهمت بتأجيج أزمة المهاجرين
صحيفة "نيويورك تايمز" تنشر مقالاً حول تأثير الأخبار الكاذبة التي تنشر في فيسبوك حول الأزمة بين بيلاروسيا وبولندا، وكيف استغلها المهربون وبعض الشركات لسرقة أحلام المهاجرين، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن وسائل التواصل الاجتماعي فاقمت أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وساعدت المهربين على جني الأموال من الأشخاص اليائسين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
وعرض مقال الصحيفة المنشور روايات من بعض المهاجرين وكيف ساهمت المعلومات التي وصلتهم من "فايسبوك" تحديداً في تضليلهم، ومن هذه الشهادات المهاجر محمد فرج الذي قال "بعد أكثر من أسبوع من النوم في مخيم بارد على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، استسلمت هذا الشهر، وعدت إلى فندق في مينسك؛ عاصمة بيلاروسيا".
وبعد فترة وجيزة، وفقاً للمقال، "شاهد فرج تقرير فيديو في فيسبوك يزعم أن بولندا كانت على وشك فتح حدودها، وحث كل من أراد دخول الاتحاد الأوروبي إلى التجمع في محطة وقود قرب المخيم الذي أطلق عليه المهاجرون لقب الغابة".
هرع فرج إلى المعسكر الذي غادره للتو، وسافر 190 ميلاً من مينسك إلى محطة الوقود في الوقت المناسب تماماً لفتح الحدود في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر الجاري"، مؤكداً أن "الأخبار الكاذبة في فيسبوك سكبت الطين على رؤوسنا ودمرت حياتنا".
وبحسب الصحيفة، فإن "الحدود البولندية ظلت مغلقة بإحكام، حيث قضى فرج الأيام العشرة التالية في ما وصفه بأنه فيلم رعب"، وقالت إن "فيسبوك قدم مساعدة حيوية لاستغلال المهاجرين، باعتبار ما نشرته المنصة تسريع لا يمكن التنبؤ به لآمال وأوهام الأشخاص الذين وقعوا فريسة للوعود الفارغة من المستغلين على الإنترنت"، مضيفة "البعض كانوا يقومون بذلك من أجل المال، حيث وعدوا بتهريب المهاجرين عبر الحدود مقابل رسوم باهظة"، معتبرةً أنهم "يستمتعون بالاهتمام الذي تلقوه كمؤثرين عبر الإنترنت لمشاركة المعلومات"، بينما "هناك آخرون بدوا مدفوعين برغبة حقيقية في مساعدة الأشخاص الذين يعانون"، ولفتت الصحيفة إلى أنه "لا يوجد دليل يشير إلى قيام لوكاشينكو (الزعيم البيلاروسي) بحملة منسقة لاستهداف المهاجرين بمعلومات مزيفة على الإنترنت"، "نيويورك تايمز" لفتت إلى أن هناك نشاطاً في "فيسبوك منذ تموز/ يوليو باللغتين العربية والكردية يتعلق بالهجرة إلى الاتحاد الأوروبي".
من جهتها، قالت مونيكا ريختر، رئيسة قسم الأبحاث والتحليل في شركة "Semantic Visions"، وهي شركة استخبارات تتعقب نشاط وسائل التواصل الاجتماعي المتعلق بالأزمة، إن "النشاط سجل ارتفاعاً هائلاً من بيلاروسيا"، معتبرةً أن "فيسبوك فاقم هذه الأزمة الإنسانية، قائلةً إن "هناك أشخاص الآن تم إحضارهم وتضليلهم بشكل صريح".
وقال الباحثون إن "المهربين شاركوا علانية أرقام هواتفهم، وأعلنوا خدماتهم في فيسبوك، بما في ذلك شهادات بالفيديو لأشخاص قيل إنهم وصلوا إلى ألمانيا بنجاح عبر بيلاروسيا وبولندا"، وأشارت الصحيفة إلى أن أحد المهربين أعلن في أحد المنشورات عن "رحلات يومية من مينسك إلى ألمانيا على مسافة 20 كم فقط سيراً على الأقدام". وحذر كاتب في منشور آخر يوم 19 تشرين الأول/أكتوبر من أن الرحلة "ليست مناسبة للأطفال بسبب البرد"ن كما قالت إن "مهرباً آخر قام برحلات إلى ألمانيا من بيلاروسيا عبر بولندا. وفي إحدى رحلاته، كتب أن الرحلة ستستغرق من 8 إلى 15 ساعة"، لكنه أضاف تحذيراً: "لا تتصل إذا كنت خائفاً"، بحسب "نيويورك تايمز"، و"استشعاراً لفرصة تجارية مربحة، بدأت شركات السفر في إقليم كردستان العراق بالإعلان في فيسبوك ومنصات أخرى عن مدى توفر التأشيرات إلى بيلاروسيا"، قائلةً إن "المهربين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لبيلاروسيا كباب خلفي سهل لأوروبا".
كذلك، خلصت "Semantic Visions" في تقرير حديث لها تم توزيعه على مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى أنَّ "النتائج تكشف عن مدى استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً فيسبوك، كسوق واقعي للتهريب إلى الاتحاد الأوروبي"ن وقالت شركة "فيسبوك"، المعروفة الآن باسم "Meta" رسمياً، إنها "تحظر المواد التي تسهل تهريب البشر أو تروج لها، وتخصّص فرقاً لمراقبة المواد المتعلقة بالأزمة"، مضيفاً أن الشركة تعمل مع وكالات إنفاذ القانون والمنظمات غير الحكومية لمواجهة تدفق الأخبار الكاذبة المتعلقة بالهجرةن وأشارت الصحيفة إلى أن "الأحداث في بيلاروسيا كشفت، حتى بعد تعرض فيسبوك لإساءة استخدام مماثلة لخدماتها خلال أزمة الهجرة الأوروبية في العام 2015، أن الشركة لا تزال تكافح من أجل إبقاء المواد المحظورة خارج نظامها الأساسي، وخصوصاً في اللغات غير الإنكليزية".
10 نصائح لاكتشاف "الأخبار الكاذبة" على فيسبوك
بدأت الشبكة الاجتماعية #فيسبوك مرحلة جديدة من صراعها مع التضليل والأخبار الكاذبة عن طريق نشر ثقافة القراءة والكتابة فيما يخص الأخبار، حيث يظهر خلال الأيام القليلة القادمة للمستخدمين في 14 بلداً حول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة تنبيه في الجزء العلوي من خلاصة تغذية الأخبار يطلق عليه اسم " #نصائح_لاكتشاف_الأخبار_الكاذبة ".
واتخذت الشبكة حتى الآن خطوات قليلة لتحديد #الأخبار_الوهمية، حيث تهدف من الخطوة الجديدة لتثقيف الناس بشكل واقعي حول كيفية تجنب تلك الأخبار، ويرتبط التنبيه الجديد بمركز مساعدة فيسبوك، حيث يمكن للمستخدمين قراءة "نصائح لاكتشاف الأخبار الوهمية"، وتشمل هذه النصائح العناوين المثيرة والمشكوك في أمرها والتحقق من عناوين مرتبطة بروابط URL زائفة.
وصرح آدم مصري نائب رئيس فيسبوك لخلاصة الأخبار "إنها ليست ظاهرة جديدة، ونتحمل جميعاً – شركات #التكنولوجيا وشركات الإعلام وغرف الأخبار والمعلمين – مسؤولية القيام بدورنا في معالجة هذه الظاهرة".
وقد كان من الممكن لشبكة فيسبوك أن تجعل هذه النصائح أسهل بكثير من حيث الانتباه لها وأكثر عرضة للقراءة لو أنها أضافتهم داخل خلاصة الأخبار نفسها بدلاً من ربطها بمركز المساعدة، حيث من المرجح أن يجري تجاهل هذا التنبيه بشكل متكرر من قبل المستخدمين، في حين يرفض بعض المستخدمين الانتظار للتحميل من موقع خارجي.
وتحاول الشبكة الاجتماعية محاربة مشكلة ضعف ثقافة قراءة وكتابة الأخبار وتحديد الأخبار المشكوك فيها وأنماط السلوك البحثي الاستباقي لدى قارئ الأخبار في الوقت الحالي، ووفقاً للدراسات فإن أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة يحصلون على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الحصول عليها مباشرة من مصادر موثوقة.
كما أن الدراسات تشير إلى أن غالبية الطلاب لا يمكنهم التمييز بشكل فعلي بين الأخبار الموثوقة والأخبار الوهمية، وأن 20 في المئة من المستخدمين المتواجدين على وسائل التواصل الاجتماعي يشيرون إلى أن مواقفهم الاجتماعية أو السياسية قد تغيرت بسبب مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.
وبنظرة سريعة على النصائح يمكن تلخيصها بما يلي:
1 - كن متشككاً في العناوين الرئيسية، حيث غالباً ما تكون القصص الإخبارية الكاذبة ذات عناوين جذابة.
2 - ابحث بشكل فعلي عن عناوين الارتباط URL، حيث قد يكون العنوان مزيفا، وتحاكي العديد من المواقع الإخبارية الكاذبة مصادر الأخبار الأصلية من خلال إجراء تغييرات صغيرة في عنوان الارتباط.
3 - تحقق من المصدر، وتأكد من أن القصة مكتوبة من قبل مصدر تثق فيه من ناحية السمعة والدقة.
4 - التأكد من تنسيق، عند مشاهدة ما هو غير اعتيادي تأكد من كتابة الخبر والأخطاء الإملائية، حيث إن العديد من المواقع الإخبارية الكاذبة لديها أخطاء إملائية أو تنسيقية.
5 - التأكد من الصور المرافقة للخبر، حيث تحتوي في كثير من الأحيان القصص الإخبارية الكاذبة على صور أو مقاطع فيديو تم التلاعب بها، وقد تكون الصورة أصيلة في بعض الأحيان ولكن جرى استعمالها خارج سياقها المنشود.
6 - فحص التواريخ الورادة ضمن الخبر، حيث قد تحتوي القصص الإخبارية الكاذبة على لوائح زمنية لا معنى لها أو أن تواريخ الأحداث المذكورة ضمن الخبر قد تم تغييرها.
7 - التحقق من الأدلة والمصادر، ينبغي التحقق من مصادر المؤلف للتأكد أنها دقيقة، حيث قد يشير عدم وجود أدلة أو الاعتماد على خبراء لم يكشف عن اسمهم إلى قصة إخبارية كاذبة.
8 - البحث عن تقارير أخرى حول نفس الخبر، فإذا لم تجد أي مصادر إخبارية أخرى تشير إلى نفس القصة فإن ذلك قد یشیر إلی أن القصة خاطئة، وإذا تم الإبلاغ عن القصة من مصادر متعددة تثق بها فمن المرجح أن تكون صحيحة.
9 - التحقق فيما إذا كان الخبر مزحة أو فكاهة أو سخرية، حيث يصعب في بعض الأحيان التمييز بين هذه الأمور لذلك يجب التحقق إذا كان المصدر هو مصدر معروف بنشر الأخبار الساخرة ومحاكاة الأخبار الحقيقية بطريقة فكاهية.
10 - التفكير في الأخبار المعروضة، وذلك لأن بعض القصص تكون خاطئة بشكل متعمد، لذلك ينبغي مشاركة الأخبار التي تعرف أنها ذات مصداقية والابتعاد عن الأخبار المشكوك في أمرها.
كيف تخرب الأخبار الزائفة الاقتصاد؟
تواجه قطاعات متنوعة من الاقتصاد مشاكل قد تكبدها خسائر كبيرة جرّاء الجهات الفاعلة السيئة التي تنشر الأخبار الزائفة على الإنترنت، ففي دراسة أجرتها شركة الأمن السيبراني "شيك"، ومدرسة ميريك للأعمال بجامعة بالتيمور، وقع الكشف عن الخسائر الاقتصادية الكاملة الناجمة عن الأخبار الكاذبة. فيما يلي عشرة قطاعات تواجه خسائر قريبة ومدمرة من وباء الأخبار الزائفة.
1. أخبار وهمية مخيفة عن سوق الأسهم
تسببت أخبار زائفة عن سوق الأوراق المالية في إلحاق أضرار جسيمة بأسواق الأسهم العالمية، كان آخرها في سنة 2019، عندما خُدعت منافذ الأخبار بخطاب يُزعم أنه صادر عن لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك للاستثمار، مما أدى إلى تقلبات تقدر بمئات الملايين من الدولارات. في حالة أخرى، تراجعت الأسهم بمقدار 341 مليار دولار في حادث واحد. بناءً على تحليل لجميع الحالات الماضية التي تنطوي على أخبار وهمية تسببت في ضرر لأسواق الأوراق المالية العالمية، كان هناك خطر خسارة محتملة تصل إلى 0.05 بالمئة من قيمة سوق الأوراق المالية بسبب الأخبار الزائفة، وكنتيجة مباشرة للأخبار الزائفة، وصلت الخسائر السنوية إلى ما يعادل 39 مليار دولار.
2. أخبار كاذبة حول الصحة
ارتفعت تكلفة علاج الأوبئة الصحية، خاصة للأفراد الذين لم يتلقوا اللقاحات، بسبب التقارير الإخبارية الزائفة التي تنتشر بسرعة تُضاهي سرعة انتشار الأمراض. في الحقيقة، حللت مجلة العلوم "نيتشر" 14 مليون تغريدة، ووجدت حسابات مزيفة مسؤولة عن لعب "دور غير متناسق في نشر مقالات عن الصحة من مصادر ذات مصداقية ضعيفة".
حسب رئيس هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، سيمون ستيفنز، فإن الأخبار الزائفة لمناهضي اللقاحات على وسائل التواصل الاجتماعي "تسببت في زيادة حالات الحصبة في البلاد بثلاثة أضعاف". ونتيجة لذلك، أصبحت التكاليف الاقتصادية هائلة، إذ أن الأمراض التي يمكن الوقاية منها بين البالغين، مثل الحصبة، تكلف الولايات المتحدة وحدها حوالي تسعة مليارات دولار في السنة.
3. السياسة
في مجال الإنفاق الانتخابي، سيقع إنفاق ما لا يقل عن 200 مليون دولار على الأخبار الزائفة في الولايات المتحدة وحدها في سنة 2020، وقد وجدت دراسة أُجريت من قبل جامعة برنستون حول استهلاك الأخبار الزائفة خلال حملة الولايات المتحدة سنة 2016 أن المقالات الخاطئة شكلت 2.6 بالمئة من جميع مقالات الأخبار المطبوعة خلال حملة سنة 2016.
لنفترض أن مستويات الأخبار الزائفة قد انخفضت قليلاً إلى حوالي 2 بالمئة من إجمالي الأخبار السياسية، واستنادًا إلى الإنفاق المتوقع البالغ 10 مليارات دولار في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020: يمكننا أن نفترض بشكل متحفظ أنه سيقع إنفاق 200 مليون دولار لترويج ونشر الأخبار الزائفة في الدورة الانتخابية المقبلة.
4. الإعلانات المبدّدة
تعاني أكبر العلامات التجارية في العالم من هذه المعضلة أيضًا، حيث عُرضت إعلاناتها على الإنترنت إلى جانب المحتوى التحريضي والمزيف الذي لا تؤيده، نتيجة لذلك، تُهدر أموال الشركات على الإعلانات من خلال ظهور علامتها التجارية في أماكن لا ترغب فيها، وقد وجد "مؤشر المعلومات التضليلية العالمي" أن ما لا يقل عن 235 مليون دولار من العائدات يقع تحقيقها سنويًا من الإعلانات التي تُعرض على مواقع الويب المتطرفة والمضللة، والتي تُدعم جزئيًا من قبل أكثر الشركات شهرة في العالم.
في أماكن أخرى، عُرضت إعلانات العلامات التجارية الكبرى إلى جانب أخبار علاج السرطان المزيفة، إلى جانب كون ذلك مجرد إهدار للمال، فإنه من المضر أيضًا أن تظهر الإعلانات إلى جانب الكراهية أو المعلومات الخاطئة.
5. المقاومة
اُجبرت مئات الشركات على إنفاق موارد هامة لإنكار المعلومات الكاذبة التي نشرت ضد شركاتها، وقد توصلت شركة الأخبار الاجتماعية والتسلية "بزفيد" إلى أن القصص المزيفة الأكثر مشاهدة تضمنت قصصًا منتشرة على نطاق واسع حول أفضل الشركات العالمية، وشملت قصصا استهدفت "نايكي" (الادعاء الكاذب بأن مايكل جوردان ترك مجلسها) و"سامسونغ" (الادعاء بأنه قد وقع مقاضاة عملاق الإلكترونيات)، وكلا التقريرين المزيفين جمعا 2.2 مليون تفاعلا على فيسبوك، وهذا يتطلب تكاليف المشاركة وإدارة السمعة ووقت التنفيذ.
من أجل توضيح حجم التكاليف المتزايدة في هذا المجال، فإنه من المتوقع أن ينمو سوق إدارة/ تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي إلى 9.54 مليار دولار بحلول سنة 2022، علما بأن إدارة السمعة تعد قطاعًا فرعيًا.
6. الإنفاق الحكومي
تتضمن التكاليف الحكومية العالمية لمواجهة الأخبار الزائفة إجراء تحقيقات متعددة (كلف تقرير مولر وحده دافعي الضرائب الأمريكيين 32 مليون دولار وفقًا لوزارة العدل) حول التشريعات الجديدة وبرامج التثقيف الإعلامي والإنفاذ ضد العناصر الخبيثة الفاعلة.
7. موارد الشرطة
لقد أدى تعامل الشرطة مع وباء الأخبار الزائفة إلى إنهاك مواردها، ففي فرنسا، تسببت احتجاجات حركة السترات الصفراء المناهضة للحكومة في تواتر "الأخبار الزائفة"، التي شوهدت حوالي 105 مليون مرة خلال خمسة أشهر من الاحتجاج. من جهتها، أغلقت شركة غوغل 210 قناة على موقع يوتيوب لأنها كانت جزءًا من محاولة "منسقة" لنشر مواد حول الاحتجاجات في هونغ كونغ، كما ادعت الشرطة النيجيرية أن الصور والأخبار الكاذبة ساهمت في تصعيد الصراعات وتفاقمها. وقد صرح مفوض الشرطة الوطنية بالنيابة في جنوب أفريقيا، الفريق خوموتسو فالان، بأن الأخبار الزائفة لا "تنشر الذعر فحسب"، بل "تهدر وقت الشرطة ومواردها أيضًا".
8. الإنفاق الكبير على التكنولوجيا
صرح الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، بأن ميزانية الشركة المخصصة لأنظمة السلامة أكبر من إجمالي إيرادات تويتر لهذا العام''، التي بلغت 3 مليارات دولار في سنة 2018، وأضاف زوكربيرغ أن فيسبوك توظف 30 ألف محترف على مستوى العالم الذي يحللون يوميًا ما يزيد عن مليوني قطعة من المحتوى. وفي استثمارات أخرى: اشترت فيسبوك "بلومزبري للذكاء الاصطناعي" وتويتر استحوذت على "فابولا للذكاء الاصطناعي"، في حين تتلقى الشركات التي تعالج هذه المشكلة تمويلًا متزايدًا في محاولة لمعالجة الأزمة.
9. الرسوم القضائية
تلقت شركة تريب أدفايزور تعويضات قدرت بـ 9300 دولار من التكاليف والأضرار الناجمة عن كتابة ملاحظات وهمية خبيثة عنها من شخص واحد، في حين ردت شركة أمازون على الأخبار الزائفة من خلال سلسلة من الدعاوى القضائية ضد مواقع الويب التي تعرض نشر مراجعات زائفة لم يتم التحقق منها، كما اتهم التحقيق الذي أجراه مولر 13 روسيًّا، عمل 12 منهم في وكالة أبحاث الإنترنت، كجزء من التحقيق في الأخبار الزائفة، ومن المرجح أن تتنامى هذه النزعة الخاصة بالإنفاذ، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف على الحكومات ومسؤولي التطبيق.
10. تدمير الثقة في مختلف القطاعات
تجدر الإشارة إلى أن الخسائر الاقتصادية تكون مباشرة وغير مباشرة في نفس الوقت، حيث تقلل الأخبار الزائفة من ثقة الجمهور، فقد انخفضت الثقة في وسائل الإعلام من 55 بالمئة في سنة 2015 إلى 32 بالمئة في سنة 2019، كما انخفضت الثقة في مراجعة الأقران حيث أصبحت الزائفة منها أكثر بروزًا (في المملكة المتحدة وحدها، تبين أن المراجعات على الإنترنت تؤثر على 26 مليار دولار سنويًا من إنفاق المستهلكين).
تويتر تبحث عن طريقة لمكافحة الأخبار الكاذبة
تبحث منصة التدوين المصغرة #تويتر إمكانية إضافة ميزة جديدة تتيح من خلالها للمستخدمين الإبلاغ عن التغريدات التي تحتوي على معلومات مضللة أو كاذبة أو ضارة، وما تزال هذه الميزة ضمن مرحلة النموذج الأولي كما أنه قد لا يجري إطلاقها أبداً، وذلك وفقاً لأشخاص على دراية بمشاريع الشركة تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم لم يكونوا مخولين للتصريح عن مثل هذه التفاصيل.
وتعتبر هذه الميزة جزء من المعركة الشاقة التي تقودها الشركة ضد الاعتداء المتفشي على منصة التواصل الاجتماعي التابعة لها، حيث قد تبدو هذه الميزة على شكل علامة تبويب صغيرة تظهر ضمن القائمة المنسدلة جنباً إلى جنب مع التغريدات.
وعانت المنصة من العديد من القضايا والمشاكل مثل الحسابات الوهمية التي يمكن الحصول عليها بأسعار زهيدة، حيث تعمل تلك الحسابات على نشر الرسائل التلقائية والقصص الكاذبة والأخبار المضللة، إلى جانب استعمال المتطرفين لهذه المنصة كأداة تجنيد، كما جرى استعمالها من قبل المتصيدين الذين يحرضون على الكراهية ضد الأقليات.
وتعتبر معالجة مشكلة التضليل أمر حاسم لأي منصة تواصل اجتماعي خصوصاً تويتر، إلا أن متحدث باسم الشركة صرح أنه لا توجد خطط حالية لإطلاق أي نوع من المنتجات على هذا النحو، وقد يكون هذا التصريح متعلقاً بعدم وجود جدول زمني محدد من قبل الشركة لإطلاق مثل هذه الميزة.
ووفقاً لأداة Twitter Audit المصممة لتحديد عدد المتابعين الوهميين للحساب تبعاً لمؤشرات المتابعين فإن أكثر من نصف عدد متابعي حسابات مثل CNN وFox News على المنصة وهميين، كما تشير الأداة إلى وجود حوالي 13.5 مليون متابع وهمي لحساب الرئيس الأميركي السابق #دونالد_ترمب.
وينبغي معرفة أن مثل هذه الحسابات الوهمية وروبوتات الدردشة الكتابية يمكنها أن تتسبب بنشر المعلومات الخاطئة بشكل كبير، خصوصاً مع ظهورها في منصات أخرى مثل #فيسبوك وتطبيقات التراسل الفوري مثل #واتساب، الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان تتبع مصدر المحتوى الوهمي ووقف انتشاره.
وقد بدأت بالفعل منصات فيسبوك وغوغل محاولات لمعالجة الأخبار الوهمية، في حين أشار كولين كرويل نائب رئيس شركة تويتر للسياسة العامة في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن تويتر تضاعف من جهودها للتعامل مع روبوتات الدردشة الكتابية والحسابات الوهمية من خلال توسيع فريقها ومواردها وبناء أدوات وعمليات جديدة.
16 وسيلة لحماية القراء والإعلاميين من "الأخبار المزيفة"
حذرت دراسة أمريكية حديثة من خطورة "الأخبار المزيفة"، التي شقت طريقها بقوة في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في عام 2016، وأكدت الدراسة، التي نشرتها دورية "أمريكان بيهافيور ساينتيست" (American Behavioral Scientist)، ضرورة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتصدي لتلك الظاهرة، التي وجدت لها أرضًا خصبة من خلال مواقع السخرية، والاعتماد على جمع الأخبار من خلال صحافة المواطن دون التحقق من صحتها، فضلًا عن غياب دور "غرف الأخبار" التقليدية.
ولا يشمل مصطلح "الأخبار المزيفة" السرد السياسي فقط، ولكنه يشمل أيضًا مجموعةً من القضايا الأخرى، مثل نشر أخبار مزيفة عن الأحوال الصحية للمشاهير، أو حتى بث شائعات عن وفاتهم، إضافةً إلى نشر الأخبار الكاذبة التي يمكن أن تثير توترات عرقية تؤدي بدورها إلى تزايُد حدة العنف بين المجتمعات المختلفة، فضلًا عن انتشار الحسابات الوهمية التي قدّر فيسبوك عددها بنحو 83 مليون حساب في عام 2012، وهي الحسابات التي تروج بمهارة للأخبار المزيفة، إضافةً إلى تنامي ظاهرة "غرف صدى الصوت"، التي يُقصد بها تلك المجتمعات التي تحمل سمةً موحدة ويتفاعل أعضاؤها المتوافق بعضهم مع بعض، فيما اعتبره الباحثون نوعًا من "القَبَلية" الرقمية، ما يُلزم صناع القرار بحرية تداول المعلومات وعدم منح الفرصة لإثارة الجدل والنقاشات الداعمة للمعلومات المضللة، وأن تتضمن رسائل التصحيح معلومات مفصلة وجديدة دون الاكتفاء بمجرد تكذيب المعلومة المضللة، وإشراك الجمهور في مكافحة المعلومات المضلِّلة ونشر الوعي.
ويُقصد باستخدام تطبيقات "الذكاء الاصطناعي" تلك الوسائل التي تعتمد على خوارزميات متطورة لتحليل المعلومات ورصد الأخبار المزيفة بشكل فوري وأوتوماتيكي وأكثر سرعةً من مجموعات رصد المعلومات المزيفة التقليدية، وقد قامت شركة جوجل خلال عام 2016 بتمويل 20 مشروعًا أوروبيًّا يعمل على التحقُّق من المعلومات، تضمنت مشروعين في بريطانيا استخدما تقنيات الذكاء الاصطناعي لمكافحة الأخبار المزيفة في أثناء الانتخابات البرلمانية في المملكة المتحدة، كما نشر موقع فيسبوك في أبريل 2017 ورقةً تضمنت تطوير خوارزميات قادرة على رصد الحملات المنظمة الهادفة إلى نشر الشائعات عبر رصد هذا النوع من السلوك الممنهج لنشر أخبار بعينها، وهي الخوارزميات القادرة على منع الحسابات الوهمية، ورصد نشر الحساب للخبر ذاته بشكل متكرر، أو إرساله لمراسلات بشكل مشبوه.
وأوضحت الدراسة أنه تم استخدام مصطلح "الأخبار المزيفة" لأول مرة لوصف العروض والمنشورات الساخرة مثل برنامج "ذا ديلي شو"، وهو برنامج تلفزيوني أمريكي إخباري كوميدي ساخر، كان يقدمه الاعلامي "جون ستيوارت" على قناة كوميدي سنترال الأمريكية، قبل أن يحل مكانه الممثل الكوميدي "تريفور نواة"، مشيرةً إلى أن "هذه العروض تستهدف الترفيه عن المشاهدين في إطار ساخر".
تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة "ماريا مولينا": في بيئتنا الإعلامية، تصلنا العديد من الأخبار بصورة دائمة، ونحتاج إلى دعم العلماء لكي يوفروا لنا تطبيقات تساعدنا على استخدام الذكاء الاصطناعي لتصنيف المحتوى الخبري الذي يصلنا، ومعرفة ما إذا كان هذا المحتوى مفبركًا أو لا.
وعلى الرغم من أنه نادرًا ما تقع وسائل إعلام كبرى في فخ نشر أخبار مزيفة، إلا أن هذا الأمر يمكن أن يحدث؛ إذ سبق أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز خبرًا في 2018 حول قانون الضرائب الجديد، نقلًا عن شخص ذكر أن الضرائب المستحقة عليه ستزداد بنحو 3000 دولار وفق القانون الجديد، في حين أكدت شواهد التحقق من الخبر أن الضرائب المفروضة على هذا الشخص ستنخفض بـ43 دولارًا، ما استوجب تصحيح الجريدة للخبر، وفق الدراسة.
ويمكن أن يقع الصحفيون والإعلاميون أنفسهم ضحايا للأخبار المزيفة، ما يستوجب عليهم التحقق من صحة الأخبار من عدمها من خلال التواصل مع المصدر الأصلي للقصة أو الفيديو أو الصورة، إذ إن التحدث إلى الشخص الذي نشرها يُعد خطوةً أولى مهمة. وإضافةً إلى التحقق من المصدر، هناك العديد من الأدوات المتاحة للتحقق من مصداقية المحتوى، منها مثلًا أسلوب البحث العكسي للصور، وأدوات تحديد مواقعها الجغرافية. ويمكن مثلًا -بعد فحص البيانات الوصفية للفيديو أو الصورة- كشف تفاصيل المكان الذي تم التصوير فيه، كما يمكن مقارنة الصور المتقاطعة مع زاوية الشمس أو الطقس مع الموقع في اليوم نفسه الذي تم تسجيله فيه، وبالتالي توثيق مصداقية المحتوى عن طريق تلك المقارنة.
وحددت الدراسة عددًا من السمات الرئيسية التي يمكن من خلالها اكتشاف الأخبار المضللة والعمل على محو الأمية الإعلامية لحماية المستهلكين من المعلومات المغلوطة، ومن أهم السمات التي رصدتها الدراسة:
كثرة الأخطاء النحوية والإملائية.
الاعتماد على الادعاءات المشحونة عاطفيًّا.
البُعد عن الواقع.
استخدام عناوين مضللة.
الاعتماد على مصادر غير موثوق بها.
توجيه دفة الخبر في مسار واحد.
توزيع الأخبار على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي.
استخدام نهايات غير دقيقة للمواقع. (مثل إحلال con محل com)
الانحياز والبعد عن الموضوعية.
غياب أي معلومات عن الموقع أو مَن يديرونه.
تعمُّد نشر أخبار مغلوطة بقصد الإضرار بالآخرين.
النشر في مواقع سريعة الزوال يتم إنشاؤها لأغراض شخصية أو دعائية.
حداثة إنشاء موقع نشر الخبر.
تشابه التعليقات والمشاركات الخاصة بالخبر.
نشر صور غير دقيقة.
استهداف التأثير في المواقف، والمعتقدات، والنيات، والدوافع أو السلوكيات.
اضف تعليق