صاحب الأمل المعتدل في الحياة هو ذلك الإنسان الذي ملك إرادته واختياره، فلا تعرف إرادته الخضوع والخمول ولا الذلَّ ولا التوقف عن العمل المتواصل. إنها الإرادة القوية والعزيمة الصلبة. التي تدفعه نحو استيعاب الحياة والخوض فيها، دون أن يتأثر بها. وإنما يؤثر فيها من خلال الإرادة الصلبة والأمل الكبير...
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «الأمل رفيق مؤنس»(1).
الأمل نعمة من نعم اللّه عزّ وجلّ للإنسان، حيث تبقى شعلة الروح مشتعلة ووهاجة...، وتبقى الفكرة ناضجة... وتبقى التطلعات الإنسانية قائمة، ويبقى السعي حثيثاً نحو الأهداف بواسطة الأمل... ذلك لأنه شعور نحو الدوام وإحسان بالتواصل.
إذ بالأمل تتصل حلقات الحياة، ويُستعمر عمر الإنسان بالعطاء... فهو الروح الذي يبعث الواحة في النفس، ويبعد عنها آلامها وأزماتها، أما إذا ارتفع الأمل من شعور الإنسان فإنه سوف يجد التعب والضيق الدائمين.
وإن الأطباء القُدامى والمعاصرين يوصون الناس بأن لا يقولوا لمرضاهم الكلام الذي يُزيدهم ألماً ومرضاً، بل يقولوا لهم الطيب من الكلام الذي يبعث فيهم الأمل على الشفاء والعافية، ليكون الأمل الروحي له تأثير كبير في بعث الصحة في بدن المريض، كما يذكر التاريخ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) ما كان يسمح للخوف والضعف أن ينفذ إلى نفوس المسلمين، بل يبعث في نفوسهم الأمل الكبير في النصر والتقدم. ولهذا كان المسلمون في حالة ترقّب وبشرى دائمين، فاستطاعوا بسبب الأمل تبديل السنين الصعبة بسنين طيبة يشوبها النجاح والانتصار، بفعل الأمل الكبير الذي كان عندهم. وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): «الأمل رحمة لامتي ولولا الأمل ما أرضعت أم ولداً، ولا غرس غارس شجراً»(2).
فالأُم عندما تعطي اللبن لولدها تأمل من ذلك أن يكبر وترى منه الخير والصلاح، والغارس عندما يغرس الشجر على أمل أن يكبر، ويجني منها ثمرها، ويستفيد منها، فإذا لم يملك الطبيب أملاً فإنه يعجز عن علاج مريضه، وهكذا المريض عندما يذهب للطبيب يأمل بذلك الشفاء من مرضه، والإنسان الذي يجمع الأموال يأمل أن يجد منها اللذّة، فأما أن يتزوج بها، أو يشتري بيتاً، أو يكسب اعتباراً. والطالب الذي يذهب إلى المدرسة يأمل من ذلك أن يكون رجلاً نافعاً لمجتمعه ولنفسه، فتارة يدرس لكي يكون مهندساً أو طبيباً أو عالماً أو تاجراً، فالأمل يبعث الحيوية والنشاط في النفوس، ويدفع نحو السعي والعمل، وإذا ما استولى اليأس على مجتمعٍ، فإنه سوف يتجه نحو التأخر إلى أن يصل إلى درجة الفشل والسقوط النهائي.
الروح العالية
وإن هناك رواية تقول: إن النبي (صلى الله عليه وآله) عندما كان يحفر الخندق مع المسلمين، ضرب ضربة بمعوله على صخرة فانقدح منها نور، فقال (صلى الله عليه وآله): رأيت قصور كسرى في هذا النور، وفي الضربة الثانية قال: رأيت في هذا النور المتشعشع قصور الحيرة في العراق، وضرب ثالثة قال (صلى الله عليه وآله) رأيت قصور الشام(3)، وفي هذا بثّ الروح الخلّاقة التي تحمل الأمل، والتفاؤل بالنصر وفتح البلاد وانتشار الدين في أقرب وقت، الأمر الذي ملأ قلوب المسلمين بالأمل والمستقبل الزاهر، وكان المسلمون على هذا الأمل تتوالى انتصاراتهم وفتوحاتهم.
لقد أودع النبي (صلى الله عليه وآله) بكلماته تلك روح التحمل والمقاومة في تلك القلوب، وأبقى فيها شعلة الثورة مضطرمة متأججة، وهاجس الجهاد من أجل إنقاذ العباد وتعبيدهم للّه عزّ وجلّ فعّالاً، وكسر شوكة الطغاة أمراً محتملاً ومقدوراً، ذلك لأن المسلمين في الغالب كان لديهم خوف دائم من اسم الامبراطورية الفارسية والرومانية، ولم يفكر أحد بأن تذوب هاتان الدولتان العظيمتان، ويكون حالهما حال الأقوام التي غضب اللّه عليها، فأذاقها الويلات. ولذا عندما أخبرهم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بانهيار هاتين الدولتين على أيديهم استصعب بعضهم ذلك، وتصوروا أن النبي إنما يتكلم عن أماني لا واقع لها، ليخدع المسلمين: (وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا)(4).
لقد كان خبر سيطرة المسلمين على بلاد الروم والشام والحيرة كبيراً على عقول بعض الناس، لأنهم كانوا يعيشون الانهزام الداخلي والفرار الروحي وضعف إرادتهم، وكل ذلك انعكس على حياتهم، فلم يحملوا أملاً ولو ضئيلاً بأنهم سوف ينتصرون على الطغاة يوماً. ولذلك كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يعمل دائماً لتقوية إرادتهم وبث الأمل الصحيح والممدوح فيهم، لئلا يسيطر اليأس عليهم فيركنوا إلى الجمود والسكون. ولقد اتخذ النبي (صلى الله عليه وآله) طريقين لزرع الأمل في قلوب المسلمين:
الأول: عبر الكلام المتمثل بالقرآن الكريم والأحاديث، فمثلاً: الآية الكريمة: (وَلَا تَاْيَۡٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيَۡٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ)(5)، والآية: (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ)(6)، والآية: (إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ)(7). وكذلك الأحاديث والروايات مثلاً: «كل قانط آيس»(8)، و«للآيس الخائب مضض الهلاك»(9).
الثاني: كان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يبث الأمل في نفوس المسلمين عبر العمل الدؤوب المتواصل مع تحمل التعب والعناء والمآسي، وعدم إظهار اليأس والقنوط والتعب.
طول الأمل
لقد ذكرت الروايات نوعين من الأمل؛ أحدهما: ممدوح مرغوب فيه، وقد حثت عليه الآيات والروايات، والتي ذكرنا شطراً منها سابقاً، والآخر: مذموم يؤدي إلى نتيجة سيئة، وهو المسمى بـ (طول الأمل) أي: أن يعتقد الإنسان بقاءه إلى دهر طويل، ويتصور أنّ عمره مديد، وأيامه ممتدة، ويلازم هذا الاعتقاد الفاسد التعلق بكل ألوان الدنيا وزخارفها. والمتأمل في حقيقة هذه الفكرة يجدها ترجع إلى الجهل الذي خيَّم على النفس فجهلت واقع الدنيا وحقيقتها، واضمحل الهدف، واضطربت الأفكار، فلم تعد الرؤى واضحة، ولا المسير مبيّناً... ولذلك ترى الإنسان الجاهل يسلك الطرق الشيطانية التي يوحيها إليه متخيلاً أنها مما يدعو إليه العلم.
أما التوابع السيئة الناتجة من هذه الخصلة فهي:
1- انعدام الرؤية الكلية عن العالم، واختصاص التفكير والسلوك في عالم الدنيا فقط، مما يؤدي بالإنسان إلى الجحيم في الآخرة، لانعدام رصيده الإيماني من العمل الصالح أو العبادات.
2- اشتداد الحبّ للدنيا والتعلق بها، مما يؤثر أو يلغي حب اللّه في القلب، فيكون مظلماً. وعلى ذلك تنطلق السلوكيات السيئة والكلام السيء من هذا القلب.
3- لأن صاحب الأمل الطويل لا يفكّر بالموت والنهاية، فهو دائماً يضع خططاً وبرامج، ولا يرسم نهاياتها، فتبقى أموره مضطربة. وعند الموت تنهار المخططات الخيالية، والأماني الفارغة.
4- تصاعد الأماني الكاذبة في حياته، لأنه دائماً يأمل في أن يبقى فترة أطول، ويحقق كل أمانيه التي يبثّها إليه الشيطان، فيظل يعيش الأمنية الكاذبة والإيحاءات الباطلة دون أن يصل إليها إلى أن يدركه الموت: فـ «الأمل سلطان الشيطان على قلوب الغافلين»(10).
5- صاحب الأمل الطويل يسوء عمله دائماً، وتسوء سمعته على أثر ذلك، لأنه سوف يشتد التصاقاً بالدنيا وتوابعها، فيكون ذا طابع مادي محض، فتذوب كل المعنويات ومعاني الاحترام في داخله، فيتعامل مع الناس تعاملاً جافّاً، حفاظاً على أملاكه، وحرصاً على الدنيا؛ «أطول الناس أملاً أسوؤهم عملاً»(11). ولا شك فإنه تبقى هناك نتائج سيئة أعرضنا عنها خوفاً من الإطالة.
الأمل أغناه
على الرغم من وجود مساوئٍ في طول الأمل إلّا أنه لا تغيب الإيجابيات عنه إن كان معتدلاً، وهو عدم اليأس والتطلع نحو النجاح مع تهيئة الأسباب والمقدمات. أما أن يأمل الإنسان في النجاح والرفاه بدون سعي وعمل وتهيئة، فإن ذلك وهم وخيال، ذلك لأن الأمل حاله حال الغضب، إذ عندما يخرج عن حدّ الاعتدال فإن الإنسان يكون على صفة الوحوش، وعندما يذوب وينمحي من شخصيته، فإنه لا يدفع لا عن العرض ولا عن المال ولا عن الدين. وهنا الاعتدال هو المفهوم من قوله (عليه السلام): «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً»، فهو ميزان دقيق ينبذ الإفراط، ويتجنّب التفريط.
يُحكى أنه كان في بغداد شخص فقير جداً ولم يكن قادراً على جلب الطعام لزوجته وأطفاله. فقالت له زوجته يوماً: اذهب واسع لكي تجلب لنا شيئاً نأكله، فقال الزوج: لا أعرف وسيلة أستطيع من خلالها الحصول على المال، فقالت له الزوجة: خُذ هذه الجرّة واملأها بالماء من نهر دجلة وبعه على الناس. فقال الزوج: لا بأس بذلك، فلما ذهب إلى النهر رأى على ساحل النهر جماعة عليهم آثار الثراء والنعمة، يريدون الركوب في إحدى السفن، فتقرب منهم، ودون أن يسألهم عن مقصدهم وسبب ذهابهم ركب السفينة معهم، وقال في نفسه: يظهر بأن هؤلاء مدعوون إلى وليمة ولا ضير في الذهاب معهم، فعلَّني أنقذ نفسي من الجوع، وأجلب شيئاً من الطعام الفائض عن الحاجة لعائلتي وسأل اللّه عزّ وجلّ أن يسهل له أمره، ويذلل العقبات في طريقه، ويرزقه ما يسدّ به جوع أهله. وبعد ذلك ظهر أنهم شعراء، قدموا على الحاكم لكي يقرأوا له الشعر، ويأخذوا منه الجوائز النفيسة على أشعارهم، وبعد أن أفرغ الشعراء ما في قرائحهم عند الحاكم جاء دور الرجل الذي كان قد علّق الجرّة على ظهره، فقال له الحاكم: أسمعنا ما عندك؟ فتلا بيتين من الشعر منسوبين للإمام الحسين (عليه السلام)(12) ثم أضاف عليهما بيتاً من نفسه. فقال:
إذا جادت الدنيا عليك فجُد بها --- على الناس طُرّاً قبل أن تتفلَّتِ
فلا الجود مفنيها إذا هي أقبلت --- ولا البخل مبقيها إذا هي ولَّت
وبعدها أضاف من نفسه قائلاً:
ولما رأيتُ الناسَ شَدّوا رِحالِهم --- إلى بحرك الطامي أتيت بجرَّتي!
وأخذ الجرّة التي كانت على ظهره من فوره ووضعها أمامه، ولم تكن تخفى ظرافة حركته تلك، خاصة في ذلك المجلس. ولهذا أمر الحاكم بأن تُملأ جرَّته بالذهب، فحمل جرَّته وعاد إلى بيته، وصار أحد أغنياء بغداد، بعد أن كان فقيراً. وهذه نتيجة الأمل الذي بذرته المرأة في قلب زوجها، بحيث جعله يقف أمام الخليفة ليأخذ منه حاجته، مع أنه لم يكن قصارى بغيته أكثر من الحصول على طعام يسدّ رمقه وعائلته! وللّه في تسهيله شؤون، لا سيما إذا كان الأمل مقروناً بالدعاء والتوسل به عزّ وجلّ، فإن القوى الدنيوية كُلّها بيده سبحانه وتعالى؛ يقول السبزواري:
أزمّة الأمور طُرّاً بيده --- والكُلُّ مستمِدَةٌ من مَدَدِهِ
وهذا أمر يسوقنا إلى التذكير بضرورة امتزاج الأمل بأمور، حتى يكون إيجابياً ومنتجاً... وفي الطريق الصحيح:
1- أن تكون نفس الإنسان مملوءةً بالأمل والتفاؤل بالخير والمستقبل الكبير.
2- الدعاء والتضرع إلى اللّه سبحانه وتعالى في المجالات كلّها.
3- العمل والحركة في المجالات الممكنة.
الأمل والإرادة
ينقل المؤرخون أنّ رجلاً كان يغرس شجرة للجوز فمرّ عليه أنوشيروان الملك، فقال له: يا هذا إن عمرك لا يكفيك لتجد ثمرة هذه الشجرة التي تغرسها، فلماذا إذن تغرسها؟ فقال الرجل: زرع الآخرون فأكلنا، ونحن نزرع ليأكل الآخرون! فقال انوشيروان له: أحسنت، ثم أعطاه مبلغاً من المال على كلماته الحكيمة وإحساسه بالمسؤولية، بعدها قال الرجل الكبير: من العجيب أن الناس جميعاً يأكلون بعد أن يزرعوا، ولكني آكل الثمر حين الزرع والعمل (قصد هدية الملك) فقال الملك انوشيروان له: أحسنت، وأعطاه هدية أخرى، فقال الرجل: من العجيب أيضاً أن الناس يأكلون ثمر الشجر في السنة مرة واحدة، وإنّي في مدة قصيرة آكل ثمر الشجر مرتين فقال له انوشيروان: أحسنت، وقدّم له جائزة ثالثة، بعدها قال أحد الوزراء: إن بقينا هنا واقفين واستمر الملك في حواره مع هذا الرجل، فإنه سوف يأخذ الكثير من أموال الخزينة!
ولقد كان أحد رجال الغرب يقول: نحن نقوم بالأعمال والمشاريع التي يبقى ثمرها مستمراً لصالح شعبنا، إلى بعد ثلاث مئة سنة.
إذن فليس من الصحيح أن يقصر الإنسان أمله على ما يجنيه بنفسه في أمد قصير. بل عليه أن يتحلّى بروحية كبيرة وأمل عظيم يحتضن به الناس والأجيال القادمة، فيعمل من أجل أن يستفيد القادمون غداً، وكما هو دأب الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، فإنهم يضعون أنفسهم في المواقف الخطيرة، لتكون النتائج عظيمة، ينهل منها الجميع. إن صاحب الأمل المعتدل في الحياة هو ذلك الإنسان الذي ملك إرادته واختياره، فلا تعرف إرادته الخضوع والخمول ولا الذلَّ ولا التوقف عن العمل المتواصل. إنها الإرادة القوية والعزيمة الصلبة. التي تدفعه نحو استيعاب الحياة والخوض فيها، دون أن يتأثر بها. وإنما يؤثر فيها من خلال الإرادة الصلبة والأمل الكبير.
وهكذا عباد اللّه الصالحون، فإنهم يعبدون اللّه من خلال الأمل... أملهم في لقائه عزّ وجلّ، وأملهم برضاه وأملهم بالنجاة في يوم يكون الأمر والحكم للواحد القهّار. فالأمل هو الذي يدفعهم نحو اللّه تعالى، وهو ـ الأمل ـ بدوره نعمة من اللّه يودعها قلب عبده العابد المؤمن.
«اللّهم صلّ على محمّد وآله، واجعل أوسع رزقك عليَّ إذا كبرت، وأقوى قوتك فيَّ إذا نصبت، ولا تبتلني بالكسل عن عبادتك، ولا العمى عن سبيلك، ولا بالتعرض لخلاف محبتك، ... اللّهم اجعلني أصول بك عند الضرورة، وأسألك عند الحاجة، وأتضرّع إليك عند المسكنة»(13)، بحق محمّد وآله الطاهرين.
من هدي القرآن الحكيم
يجب أن يكون الأمل مصحوباً بأمور
الدعاء إلى اللّه تعالى
قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ)(14).
وقال سبحانه: (ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ)(15).
وقال عزّ وجلّ: (قُلۡ مَا يَعۡبَؤُاْ بِكُمۡ رَبِّي لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡۖ)(16).
وقال جلّ وعلا: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ)(17).
والتوكل عليه عزّ وجلّ
قال عزّ اسمه: (فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ)(18).
وقال جلّ شأنه: (فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ)(19).
وقال عزّ من قائل: (وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ)(20).
وقال جلّ ثناؤه: (وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ)(21).
والعمل
قال تعالى: (وَلِكُلّٖ دَرَجَٰتٞ مِّمَّا عَمِلُواْۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ)(22).
وقال سبحانه: (وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ)(23).
وقال عزّ وجلّ: (وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ)(24).
وقال جلّ وعلا: (فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّهُمۡ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ...)(25).
إبتعد عن اليأس
قال عزّ اسمه: (فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡقَٰنِطِينَ * قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ)(26).
وقال جلّ شأنه: (وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحۡمَتِي وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ)(27).
وقال عزّ من قائل: (قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ)(28).
من هدي السنّة المطهّرة
يجب أن يكون الأمل مصحوباً بأمور
الدعاء إلى اللّه تعالى
قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): «إن العبد لا يخطئه من الدعاء إحدى ثلاثة: إما ذنب يُغفَرُ له، وامّا خير يُعجَّلُ له، واما خير يدّخر له»(29).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان صفات المتقين: «ذُبلُ الشفاه من الدعاء»(30).
وقال (عليه السلام): «الدُعاءُ سلاحُ الأولياء»(31).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): «ما من شيء أحبّ إلى اللّه من أن يُسأَل»(32).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «عليكم بالدعاء فإنكم لا تقربون بمثله»(33).
والتوكل عليه عزّ وجلّ
قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): «من أحبَّ أن يكون أقوى الناس فليتوكل على اللّه»(34).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «والتوكل على اللّه نجاة من كل سوء، وحرز من كل عدوّ»(35).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): «من توكل على اللّه لا يُغلَب ومن اعتصم باللّه لا يُهزم»(36).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ الغنى والعزّ يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكّل أوطنا»(37).
والعمل
قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «... ولكن الإيمان ما خلص في القلب وصدّقه الأعمال»(38).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «عليك بإدمان العمل في النشاط ولكسل»(39).
وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام): «إنّ أحبّكم إلى اللّه عزّ وجلّ أحسنكم عملاً»(40).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «دعا اللّه الناس في الدنيا بآبائهم ليتعارفوا، وفي الآخرة بأعمالهم ليجازوا»(41).
إبتعد عن اليأس
قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «الفاجر الرّاجي لرحمة اللّه تعالى أقربُ منها من العابد المُقنِط»(42).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «قَتَلَ القُنُوط صاحبَهُ»(43).
وقال (عليه السلام): «للآيس الخائب مَضَضُ الهلاك(44).
اضف تعليق