اظهرت اكتشافات الحفريات الجديدة ملامح الحياة قبل ظهور الديناصورات مثل اكتشاف اكتشاف ثدييات محفوظة جيدا من حقبة الديناصورات، كذلك اكتشاف كائن فريد من نوعه في تلك الحقيبة حيث كان يعدو مسرعا متسللا من بين أرجل الديناصورات في تضاريس وعرة وسط المستنقعات في اسبانيا منذ 125 مليون عام .. إنه مخلوق في حجم السنجاب ذو أشواك مدببة شبيهة بالقنفذ وصدفة صلبة حول جسم انسيابي ووبر قبيح تنمو عليه الفطريات، ويقدم هذا الكائن الصغير الجرئ أفضل صورة الآن للثدييات التي عاشت وازدهرت خلال حقبة الحياة الوسطى (العصر الميزوي) أو عصر سيادة الديناصورات.
على الصعيد نفسه تساءل المهتمون بشؤون الحفريات ما وجه الشبه بين كائن عجيب -يشبه الزرافة يحمل ثلاثة قرون فوق رأسه إلى جانب مجموعة من الأنياب- كان يجوب أوروبا منذ نحو 15 مليون سنة وبين الملكة الصغيرة في أفلام (حرب النجوم) الشهيرة؟، يقول العلماء -الذين أعلنوا هذا الاكتشاف يوم الأربعاء باقليم كوينكا الاسباني في معرض الإشارة الى هذه الحفرية البديعة الجيدة الحفظ- إن هناك الكثير من نقاط التشابه.
كما تم اكتشاف انوع من الزواحف كان يعيش بالقرب من البحيرات والأنهار ويتغذى على الزواحف الصغيرة، قدّم اكتشاف جديد في البرازيل لحفرية حيوان زاحف يعود تاريخها إلى 250 مليون عام نظرة "استثنائية" عن الحياة قبيل ظهور الديناصورات.
وفي ذلك الوقت، كان العالم يتعافى من موجة انقراض جماعية قضت على غالبية الكائنات الحية، ويُعتبر الزاحف، ويطلق عليه اسم "Teyujagua" أو "السحلية الشرسة"، الأقرب إلى فصيلة من الحيوانات انحدرت منها ديناصورات وتماسيح وطيور.
على صعيد ذي صلة تم اكتشاف فطر عجيب يحمل لقب أقدم كائن حي على وجه البسيطة، فالنظرة الخاطفة له لا توحي بمكانته.. مجرد قطع صغيرة من فطر بدائي أقصر من سمك شعرة واحدة لكن هذه البقايا الفطرية المتواضعة تحمل ميزة فريدة لكونها أقدم حفرية لكائن حي معروف على وجه الأرض.
من جانب آخر يرى علماء الحفريات ان انقراض اكبر جنس من القردة في التاريخ سببه عجزه عن التكيف مع التغيرات البيئية، فيما قال علماء آخرون إنهم اكتشفوا أقدم حفرية في العالم لأوعية دموية محفوظة وبقايا بروتينات حيوانية داخل عظام عمرها 240 مليون عام وفي ذلك الوقت كان جنوب بولندا منطقة بحار تعيش فيها الزواحف مثل السحالي وغيرها، يقول هؤلاء العلماء إن الحفرية الجديدة "رائعة" وتسد فجوة مهمة في تطور الكائنات الحية، فيما يلي ادناه احدث الاكتشافات لأغرب الكائنات تسلط الضوء على الحياة ما قبل الديناصورات.
حفريات فريدة من نوعها
قال ريتشارد بتلر، من جامعة برمنغهام، إن الحيوان الذي عثر على حفريته نوع جديد لم يُكتشف من قبل، وقال المؤلف المشارك في الدراسة المنشورة في دورية "سينتفيك ريبورتس"، لبي بي سي، إن الحيوان "قريب للغاية من أسلاف مجموعة مهمة من الزواحف" تعرف باسم "archosauriforms"، وأضاف أنه "يساعدنا في فهم كيفية تطور ذلك النوع".
وكان "تيوجاغوا بارادوكسا" حيوانا صغيرا يشبه التمساح، وكان يعيش على الأرجح على ضفاف البحيرات ويتغذى على الأسماك، وعاش بعد فترة قصيرة من موجة الانقراض الجماعي قبل 252 مليون سنة التي يعتقد بأنها نجمت عن مجموعة من الثورات البركانية، وقُضي حينها على قرابة 90 في المئة من الكائنات الحية، وأصبحت الزاحف، والأنواع القريبة منها "archosauriforms"، الحيوانات السائدة على الأرض آنذاك وأدت في النهاية إلى ظهور الديناصورات، وكان الدكتور فيليب بينيرو، من جامعة "فيدرال دو بامبا"، من بين علماء ثلاث جامعات برازيلية اكتشفوا جمجمة الحفرية بالقرب من جنوب مدينة ساو فرانسيسكو دي أسيس.
واعتبر بينيرو اكتشافها أمرا "مذهلا حقا".
وأضاف أنه "منذ أن رأينا تلك الجمجمة الجميلة لأول مرة، وكانت لا تزال مغطاة بالصخور، أدركنا أننا نملك شيئا مذهلا بين أيدينا"، وقال إنه "بعد العودة إلى المختبرات والكشف عن العظام، تجاوزت الحفرية توقعاتنا"، وتختلف حفرية "Teyujagua" عن الحفريات الأخرى التي اكتشفت في المنطقة ذاتها، ويشير تشريح الحفرية إلى أنها تقع بين زواحف أكثر بدائية وزواحف الـarchosauriforms التي تشمل كل الديناصورات والديناصورات الطائرة، إلى جانب طيور وتماسيح في العصر الحديث.
كائن غريب يشبه شخصيات (حرب النجوم)
أطلق العلماء على مخلوق اسم العلمي (زينوكيركس أميدالي) ومعناه "القرن العجيب للملكة أميدالا" في اشارة الى اسم الملكة في سلسلة أفلام (حرب النجوم) التي لعبت دورها الممثلة ناتالي بورتمان، وقال اسرائيل سانشيز عالم الأحياء القديمة بالمتحف القومي للتاريخ الطبيعي في مدريد إن الشكل الغريب للقرن الضخم لكائن (زينوكيركس أميدالي) "شديد الشبه باحدى تسريحات شعر الملكة أميدالا التي ظهرت بها في الجزء الأول من (حرب النجوم) عندما كانت ملكة كوكبها نابو". بحسب رويترز.
وقال سانشيز إن المخلوق (زينوكيركس أميدالي) كان من أكلة الأعشاب ويماثل في حجمه الظبي المتوسط وللذكر منه قرنان صغيران يشبهان الزرافة فوق العينين وقرن أكبر على هيئة الحرف الانجليزي (تي) في مؤخرة الرأس. ويحظى الذكر أيضا بنابين علويين كبيرين على شكل السيف كانا يستخدمان على الأرجح لتمييز هذا الجنس عن الآخرين، أما الاناث فكانت عديمة القرون والأنياب، كان (زينوكيركس أميدالي) يعيش في بيئة دافئة معشوشبة وسط أنهار تخوض فيها حيوانات وحيد القرن وأبناء عمومة الفيلة والأيل والحصان والتمساح والكلاب الشبيهة بالدب وهي مفترسات منقرضة. وربما كان (زينوكيركس أميدالي) يتغذى على أوراق الأشجار والفاكهة وجذور النباتات، وقال سانشيز إن من الأقارب الحديثة للكائن (زينوكيركس أميدالي) الزراف وحيوان الأوكابي ويعيشان في القارة الافريقية على الرغم من ان (زينوكيركس أميدالي) يفتقر الى العنق الطويل مثلهما.
وينتمي (زينوكيركس أميدالي) الى مجموعة من المجترات العتيقة عثر على حفريات لها في اسبانيا والصين. ومن بين الحيوانات المجترة الحديثة الماشية والأغنام والماعز والأيائل والزراف والظباء، والمجترات احدى طوائف الثدييات من شعبة الحبليات التي تنقسم المعدة فيها الى أربعة أقسام وتهضم الطعام على مرحلتين: المضغ الابتدائي والابتلاع ثم اجترار الطعام شبه المهضوم لاعادة مضغه واستخلاص اكبر قيمة غذائية منه.
وقال سانشيز إن اكتشاف حفريات (زينوكيركس أميدالي) -وهي لحيوان صغير وحيوانين يافعين- يمكن العلماء من الموضع التصنيفي الصحيح للمجترات العتيقة في شجرة الحيوانات المجترة ما ينهي جدلا استمر عدة عقود من الزمن، وفي معرض حديثه عن هذا المخلوق -في البحث الذي وردت نتائجه في دورية بلوس وان- قال سانشيز "إنه غريب ولديه تاريخ طيب في تاريخ النشوء والارتقاء ومن الطريف اعادة اكتشافه ليفتح نافذة على معجزات الماضي. وفي هذه الحالة -ولانني من عشاق افلام (حرب النجوم)- فمن البديع المزج بين الأمرين".
ثدييات من حقبة الديناصورات
أعلن العلماء اكتشاف هذا الكائن قرب بلدة كوينكا الاسبانية في حالة حفظ ممتازة للغاية لحفرية حيوان ثديي من العصر الكريتاسي (الطباشيري) واسمه العلمي (سباينوليستس زينارثروسوس)، وتضم حفرية (سباينوليستس) هيكلا عظميا كاملا وفراء محفوظا على مستوى الخلية وأشواكا شبيهة بالقنافذ وتكوينات مسطحة من الكيراتين تعرف باسم الدرقات الحرشفية وأذنا خارجية اسطوانية ومساما بالجلد وحتى أنسجة ملساء خاصة بالكبد والرئة.
وقال توماس مارتن عالم الأحياء القديمة بجامعة بون "نعم إنها حقا أفضل حفرية للثدييات تنتمي للحقبة الوسيطة من حيث جودة الحفظ. واكتشاف (سباينوليستس) مثير بدرجة كبيرة بالنسبة لي لانه يقدم معلومات عن تركيبات وتكوينات كنا نتصور اننا لن نتوصل اليها"، وقال تشي-شي لوو عالم الكائنات القديمة بجامعة شيكاجو إن هذا الكائن اللطيف أسهم باطلالة لم يسبقها مثيل على عالم الثدييات المبكرة.
ويبلغ طول (سباينوليستس) نحو 24 سنتيمترا بما في ذلك الذيل ويزن من 50 الى 70 جراما وكان من الحيوانات التي تسكن في باطن الأرض وهو قادر على الحفر من وقت الى آخر وكان يتغذى على الحشرات والديدان وعاش نمط حياة يشبه اسلوب معيشة القنفذ في مستنقعات معشوشبة وشارك في معيشته الديناصورات والطيور والزواحف الطائرة أو الديناصورات المجنحة والتماسيح، وقال لوو "كان يشبه جرذا باستثناء ان له أنفا مستدقة مدببة".
وشعر هذا الكائن وأشواكه والدرقة الحرشفية –الشبيهة بحيوان المدرع (الأرماديلو) الحديث- كانت محفوظة بتفاصيل رائعة حتى على مستوى القشور المجهرية المكونة لجدران الشعرة علاوة على البصيلات المغروسة في البشرة والشعيرات المكونة للأشواك.
وقال لوو في الدراسة التي أوردتها دورية (نيتشر) "يجمع هذا الحيوان الثديي البائد بين كل أنواع الشعر والتركيبات المتعلقة به في الثدييات الحديثة وهي عبارة عن شعر يقي الجسم تقع أسفله طبقة مخملية من الفراء ثم أشواك تليها الدرقة الحرشفية"، وهذه الحفرية أسبق بواقع 65 مليون سنة من أقدم سجل للتكوينات المجهرية للشعر في حفريات الثدييات، ويشير الشعر المتقصف بدرجة كبيرة الى ان (سباينوليستس) كان يعاني من عدوى فطرية في الجلد تشيع في الثدييات الحديثة، كائن (سباينوليستس) الذي يعني اسمه باللاتينية "اللص ذو الأشواك" يشبه أحد القوارض الافريقية التي تسمى الفأر الشوكي على الرغم من انه لا يمت بأي صلة قريبة لأي من أفراد مجموعة الثدييات الحديثة، كان المخلوق (سباينوليستس) أحد أفراد طائفة من الثدييات الأولية التي نشأت منذ 170 مليون عام ثم بادت هي والديناصورات منذ 66 مليون سنة عندما اصطدم كويكب بالأرض.
اكتشاف حفرية يسلط الضوء على تطور القردة
يسلط اكتشاف جمجمة وهيكل عظمي كانتا في حالة حفظ جيدة لكائن شبيه بقرد الجيبون عاش منذ 11.6 مليون سنة في اسبانيا مزيدا من الضوء على تاريخ النشوء والارتقاء للقردة الحديثة، وأعلن العلماء انهم اكتشفوا في قطالونيا بقايا حفرية لانثى صغيرة من القردة آكلة الفاكهة كانت تعيش في منطقة أدغال دافئة رطبة تعج بالحيوانات الأخرى مثل أقارب الفيلة ووحيد القرن ومفترسات من ذوات الاسنان الحادة.
وأطلق العلماء على القردة التي تزن بين أربعة الى خمسة كيلوجرامات الاسم العلمي (بلايوبيتس كاتالاونياي) واسم الشهرة (لايا)، وقال ديفيد ألبا العالم بمعهد قطالونيا للأحياء القديمة قرب برشلونة "لا توجد رئيسيات تعيش الآن تشبه بلايوبيتس التي تجمع بصورة فريدة بين سمات القردة الحديثة وبين القردة البدائية الأخرى".
وأضاف "يمكننا ان نتصور قردا صغيرا مثل قردة الجيبون الحالية الأصغر حجما وبمظهر عام يشبه قرد الجيبون فيما يتعلق بالجمجمة لكن مع وجود نسب مختلفة في الجسم: أي الأرجل والأيدي الأقل طولا"، وقال ألبا إن القردة (بليوبيتس) التي عاشت إبان حقبة الميوسين كانت تتحرك وسط الأحراج بصورة مختلفة عن قردة الجيبون بالعصر الحديث، وكانت تتسلق بصورة بطيئة وحذرة مثل حيونات بدائية أخرى وكانت تتدلى من الأغصان أحيانا.
وتضمنت البقايا الحفرية 70 عظمة وشظاياها منها جمجمة سليمة بصورة استثنائية لكائن بدائي ينتمي لذلك العصر، وتبدو الأسنان بدائية بالمقارنة بالقردة الحديثة بما في ذلك كل من قردة صغرى مثل الجيبون وقردة كبرى مثل الغوريلا والشمبانزي وانسان الغاب.
وتظهر على الجمجمة سمات تشبه في مجملها القردة الحديثة وهي أقرب في الشبه للجيبون عن القردة الكبرى. ويشبه المعصم والمرفق القردة الحديثة لكن عظمة الاذن الخارجية أكثر بدائية عن القردة الحديثة، وقال ألبا إن (بليوبيتس) تشير الى ان القردة الصغرى لعبت دورا أكثر اهمية في نشأة القردة المبكرة عما كان يعتقد من قبل، وتعيش قردة الجيبون الصغيرة الشبيهة بالنسانيس في الغابات المطيرة بمناطق آسيا، وقال ألبا في البحث الذي نشر بدورة (ساينس) إن الفروق الخاصة بالتطور بين الجيبون والقردة الكبرى حدثت منذ 15 و20 مليون سنة.
انقراض اكبر جنس من القردة في التاريخ
خلص علماء الى ان القرد العملاق من نوع جيغانتوبيثيكوس انقرض من العالم قبل مليون سنة بسبب عجزه عن التأقلم مع التغيرات البيئية، هذا القرد الذي كان يراوح طوله بين مترين وثلاثة امتار ووزنه بين 200 و500 كيلوغرام، سيبقى بالتأكيد أكبر انواع القردة في التاريخ، كما أن المعلومات المتوافرة لدى العلماء بشأن هذا الوحش شحيحة اذ ان بقايا قردة جيغانتوبيثيكوس الموجودة في العالم تنحصر بأربعة فكوك سفلية و"مئات وربما الاف الاسنان المتشفة بشكل متفرق"، وأوضح هيرفيه بوشيرينس من مركز سنكنبرغ للتطور البشري والبيئة القديمة وهو احد معدي الدراسة التي نشر نتائجها موقع مجلة "كواتيرناري انترناشونال" لوكالة فرانس برس أن هذه البقايا المتوافرة "غير كافية البتة للتكهن عما اذا كان هذا الحيوان من الكائنات الثنائية او الرباعية الحركة او حتى تخيل مقاساته". بحسب فرانس برس.
وأضاف الباحث "البعض يقدمونه على انه من الانواع الشديدة الضخامة من قردة اورانغوتان (...) غير أن آخرين يشبهونه بغوريلا سوداء"، وحلل هيرفيه بوشيرينس مع فريق دولي من الباحثين مينا الاسنان لهذا الحيوان العملاق مع خلاصات تدفع الى الاعتقاد بان هذا الحيوان كان يعيش حصرا في الغابات، وعثر على أول اسنان عائدة لهذا القرد العملاق في ثلاثينات القرن الماضي بين "اسنان تنين" كانت تباع كعلاج تقليدي في صيدلية صينية، وأوضح هيرفيه بوشيرينس أن "نتائجنا خلصت الى ان هذه القردة الكبيرة كانت تعيش حصرا في الغابات وتبحث فيها عن قوتها".
واستنتج الباحثون أن الحجم الهائل لهذا النوع من القردة وتقوقعه في موطن طبيعي محدد أديا الى انقراضه، مع ذلك فإن بعض الاجناس القريبة من هذا القرد الضخم من بينها الاورانغوتان لم تنقرض مع انها تعيش هي ايضا في الغابات حصرا. غير أن هذه القردة القريبة من جيغانتوبيثيكوس تتميز ببطء الهضم لديها وقدرتها على البقاء مع كميات قليلة من الطعام.
العصر الجوراسي في الارجنتين
اعلن فريق علمي اكتشاف موقع للمتحجرات يمتد على 60 الف كيلومتر مربع يعود الى ما بين 160 و140 مليون سنة خلال الحقبة الجوراسية في منطقة باتاغونيا الارجنتينية، وقال خوان غارسيا ماسيني مسؤول فريق الباحثين للصحافيين "لا يوجد في العالم مكان اخر يعود الى الحقبة الجوراسية يضم هذا الكم من المتحجرات وتنوعا كهذا".
واوضح هذا الخبير التابع للمجلس الوطني للابحاث العلمية والتكنولوجية "ظهرت هذه المتحجرات بسبب تعري التربة التي عرت الصخور ما سمح برؤية المشهد كما كان خلال الحقبة الجوراسة مع البحيرات والجداول فضلا عن النبات والمكونات الاخرى في النظام البيئي"، واكتشف الموقع قبل اربع سنوات في ولاية سانتا كروس في جنوب الارجنتين الا ان نتائج الابحاث اعلنت خلال الاسبوع الحالي في مجلة "اميغينيانا" المتخصصة. بحسب فرانس برس.
واوضح العالم الجيولوجي ان "عملية التحجر تمت بهدوء وبشكل شبه فوري في اقل من يوم في بعض الحالات مما يسمح بمعرفة كيف تطورت بعض انواع الفطر والديدان على سبيل المثال"، وقال الخبراء ان كل صخرة اخذت من الموقع يمكن ان تفتح الباب امام اكتشافات اخرى حول العصر الجوراسي، واوضح ايغنياسيو ايسكابا من متحف علم الاحاثة في جنوب شرق الارجنتين والعضو في الفريق ان الموقع "يحوي تنوعا كبيرا في الجراثيم والكائنات المتحجرة الكبرى".
فطر عجيب يحمل لقب أقدم كائن حي
النظرة الخاطفة له لا توحي بمكانته.. مجرد قطع صغيرة من فطر بدائي أقصر من سمك شعرة واحدة لكن هذه البقايا الفطرية المتواضعة تحمل ميزة فريدة لكونها أقدم حفرية لكائن حي معروف على وجه الأرض.
ووصفت دراسة نشرت حفرية متناهية الصغر لفطر ينمو تحت سطح الأرض يسمى (تورتوتوبوس) عاش في وقت كانت فيه الحياة قاصرة على البحار وشملت الدراسة عينات من ليبيا وتشاد عمرها يتراوح ما بين 440 و445 مليون عام.
وعثر العلماء في الحفرية على شعيرات مثل الجذور يستخدمها الفطر لاستخلاص المغذيات من التربة. وفطر التورتوتوبوس أنبوبي الشكل يشبه بعض أنواع الفطر المعاصرة لكن لم يتضح ما إذا كان ينتج عنه عش الغراب.
ومهد فطر التورتوتوبوس الطريق لنباتات أرضية أخرى وفيما بعد الحيوانات بإطلاقه عملية التعفن وفيما بعد تشكل التربة، وقال مارتن سميث عالم أشكال الحياة في العصور الجيولوجية السالفة (بليونتولجي) من جامعة دارهام البريطانية الذي أجرى البحث أثناء عمله في جامعة كمبردج "ببنائه تربة أعمق وأغنى وأكثر استقرارا مهد التورتوتوبوس الأرض حرفيا لنباتات خضراء أكبر ومركبة أكثر حتى تمد جذورها وبالتالي تكون مصدر طعام للحيوانات وهو ما سمح بتطور النظام البيئي لكوكب الأرض". بحسب رويترز.
تلك الحفريات التي اكتشفت في أماكن أخرى منها السويد واسكتلندا وولاية نيويورك الأمريكية تعكس البدايات المتواضعة للحياة على كوكب الأرض، وبينما كانت المحيطات في الأزمنة الغابرة تعج بالحياة وتمتلئ بأسماك بلا فك وبحيوانات لا فقرية تعرف باسم المفصليات وبقناديل البحر كانت الأرض قاحلة خاوية على عروشها.
حفرية سحلية عمرها 99 مليون عام
قال علماء في ولاية فلوريدا الأمريكية إنهم عثروا على سحلية محفوظة في قطع من الكهرمان يعود تاريخها لنحو 99 مليون عام مما يجعلها أقدم عينة من نوعها و"حلقة مفقودة" للباحثين في عالم الزواحف.
وخلص العلماء الذين أعلنوا عن هذا الكشف العلمي قبل أيام في معهد فلوريدا للتاريخ الطبيعي إلى أن الحفرية أكبر عمرا بنحو 75 مليون عام من صاحبة الرقم القياسي السابق، وعثر على حفرية السحلية قبل عشرات السنين في منجم مع حفريات زواحف أخرى محفوظة بعناية لكن لم يتمكن العلماء الأمريكيون من تحليل الاكتشافات إلا في الآونة الأخيرة.
وقال إدوارد ستانلي عضو فريق البحث "إنه أمر مذهل على نحو يصعب تصديقه أن ترى للمرة الأولى هذه الحيوانات. المذهل والمثير بالفعل هو جودة حفظها"، ويعتقد العلماء أن المخلوق الذي يشبه الحرباء كان صغيرا في العمر عندما حوصر في مادة صمغية لزجة خلال زحفه في غابة مدارية في المنطقة التي تعرف حاليا بميانمار في جنوب شرق آسيا، وقال ستانلي إن جسم المخلوق بالكامل بما فيه الأعين والقشرة الملونة محفوظ جيدا بدرجة غير معهودة، وكانت الزواحف الأخرى المحصورة في الكهرمان ومنها وزغة (أبو بريص) وسحلية قطبية في حالة جيدة أيضا إلى حد كبير.
اكتشاف أقدم حفرية في العالم
عثر فريق من العلماء على بقايا بعض هذه الزواحف خلال حفريات وجدوا خلالها هياكل عظمية محفوظة بشكل جيد، ويقول ياسيك تشاديه الأستاذ الجامعي والعالم بجامعة سيلسيا "باستخدام أساليب تحليل مختلفة للمقياس الطيفي نجحنا في استخلاص معلومات مثيرة جدا عن التركيبة الكيميائية وبقايا جزيئية للأوعية الدموية في هذه الحفرية القديمة جدا جدا للعظام"، وتمكن الباحثون سريعا من إثبات أنها مادة عضوية وجدت في عظام حيوانات ما قبل التاريخ، وأكد العلماء أن العينات التي أجريت عليها الاختبارات تحوي بقايا الحامض الأميني وهو من العناصر المكونة للكولاجين.
ويقول الدكتور أندري بوكشاروفسكي العالم البولندي بجامعة سيلسيا ومتنزه العلوم وتطور الإنسان في كراسيوف "من بين بروتينات أخرى تمكننا من العثور على كولاجين وهو من أهم البروتينات الموجودة في جسم الحيوانات بشكل عام والحيوانات الفقارية بشكل خاص"، وقبل هذا الكشف البولندي كانت أقدم حفرية في العالم لبقايا بروتينية في أنسجة لينة هي من اكتشاف علماء أمريكيين وترجع 80 مليون عام إلى الوراء أي أن هذا الكشف الجديد عمره ثلاثة أمثال حفرية العلماء الأمريكيين.
اضف تعليق