يلعب علم الخرائط دوراً بارزاً في انجاز المراحل المختلفة لنظم المعلومات الجغرافية، وتحتل الاخيرة مقاماً رئيساً في تطوير علم الخرائط من خلال الفوائد التي حققتها له باستخدام الحاسوب، وقد أثر التطور السريع مع التعجيل في علوم الحاسوب والتكنولوجيا على علم الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، اذ...
يعد علم الخرائط Cartography ونظم المعلومات الجغرافية -Geographic Information Systems (GIS)- أحد اركان التكنلوجيا الجغرافية التي تمثل بدورها البنى التحتية Infrastructure لعلم الجغرافيا، فليس هناك بحثٍ او تحليلٍ مكاني او مسحٍ ميدانيٍ جغرافيٍ دون خريطة، وبالمقابل لا توجد خريطة صالحة لتلك المهمات دون علم الخرائط الذي يهتم بها من حيث المادة التي تحتويها وطريقة تمثيلها وآلية نمذجتها ومراحل انتاجها وكيفية الاستفادة منها، ومن ثمة الارتقاء بها الى مستوى الاداة الفعالة في اتخاذ القرار.
ومن منظور آخر، يلعب علم الخرائط دوراً بارزاً في انجاز المراحل المختلفة لنظم المعلومات الجغرافية، وتحتل الاخيرة مقاماً رئيساً في تطوير علم الخرائط من خلال الفوائد التي حققتها له باستخدام الحاسوب، وقد أثر التطور السريع مع التعجيل في علوم الحاسوب والتكنولوجيا على علم الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، اذ كان نتيجة حتمية لوضع الخرائط الرقمية Digital Maps محل الخرائط التقليدية Traditional Maps، ومن ثمة فان تقانات معالجة الخرائط التقليدية قد استبدلت بتقانات معالجة الخرائط الرقمية، مما انعكس ذلك على عمليات التعميم وتحولها نحو الآلية، فالتعميم مسألة حيوية في التكنلوجيا الجغرافية، وان التحول الآلي لعملياته عد تحدياً تقنياً بالغ الاهمية، لكونه يعمل على الاستثمار الامثل لقواعد البيانات الجغرافية فضلاً عن سرعة تدفق الانتاج الخرائطي وتقييم النتائج للمنتجات الخرائطية المختلفة المقاييس والاهداف.
تمتد جذور فكرة التعميم الآلي الى عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، اذ اتجه التركيز نحو تطوير مقاييس هندسية وحلول خوارزمية، مثل تجزئة ابعاد الخريطة ووضع المحددات الحسابية على الرموز، كالمقياس المعتمد على الحد الادنى والزاوية والطول والمساحة، ففي هذه الفترة، كتبت العديد من المقالات والبحوث مفادها استخدام الخوارزميات المطورة او المستعارة من علوم اخرى في مجال التعميم، واكثرها وجهت نحو تبسيط المعالم الخطية Line Features والمسافات، في حين كرس مقدار اقل في البحث عن مشكلات التعميم في الخرائط بمنظوره الشامل.
يعرف التعميم – على نحو عام – بانه جوهر صنع الخريطة، فمن المستحيل تمثيل جميع تفاصيل الواقع Reality عليها، وانما يتم الاهتمام بالمعالم الجغرافية التي تحقق الغرض من تمثيلها مع ضمان مستوى مناسب من التفاصيل. اي انه عملية تنافس بين المعالم على مساحة الخريطة، فلكل معلم اهميته النسبية كدالة لخواصه والمعالم المحيطة ومقياس ونوع الخريطة، اذ تسيطر الاهمية على وزن المعلم عند عملية التعميم وفقاً للمفاهيم الخرائطية.
لذا يعرف التعميم الآلي على انه مجموعة من الإجراءات الآلية لصنع القرار حول تمثيل البيانات، التي يجب ادارتها والتعامل معها بعلمية من خلال اهداف وقوانين مشتقة من التطبيق الجغرافي السائد. او انه النمذجة الآلية للواقع لتحقيق غرض معين عند مقياس معلوم واستخلاص البيانات الجغرافية بشكل انتقائي لتقليل التفاصيل مع تمثيل الحيز المكاني بإخلاص وتحقيق الاتصال الفعال مع قاريء الخريطة. أو على إنه (مجموعة من العمليات الآلية – الحاسوبية لإجراء التعميم استناداً إلى عناصره بغية تجريد واختزال البيانات الجغرافية (المكانية والوصفية ) عند مقياس معلوم، ورفع كفاءتها لتجسيد الواقع حسب الغرض من تمثيلها، سواء كان ذلك على الخريطة لتحقيق الاتصال الفعال أم في قاعدة البيانات الجغرافية لأغراض التحليل المكاني.
ان التعميم الخرائطي Cartographic Generalization هو عملية اشتقاق التمثيل الخرائطي المعمم مع الحفاظ على وضوح اختلاف الرموز في محتوى الخريطة، والغاية من التعميم الخرائطي هي الجمع الكامل بين أنموذج الترميز الخرائطي والمساحة الممثلة عند مقياس معلوم، لذا يجب الاخذ بنظر الاعتبار التجسد المرئي والمحددات الجمالية للمعالم. بمعنى آخر، ان التعميم الخرائطي يسعى الى تقليل احتشاد المعالم على سطح الخريطة نتيجة تصغير مقياس الرسم والتأكيد على جوهرها وعدم طمس واخفاء المعالم الاقل اهمية من جانب، والحفاظ على العلاقة المنطقية بين الخريطة والظواهر الجغرافية في العالم الحقيقي من جانب آخر، وتقديمها بجودة خرائطية عالية.
اضف تعليق