q
أصبحت وكالات الاستخبارات تعتمد كثيرا على التجسس الإلكتروني الذي وصفه نيكي هاجرن التجسس بـ“الجيل الرابع من الحروب”، وتنوّعت مصادرة المعلومات وآليات الحصول عليها، من أمثلة ذلك: استخبارات المصادر المفتوحة: وهي العمليات الاستخباراتية المستخلصة من المصادر المفتوحة مثل الإنترنت...

في ظل اتساع رقعة التنافس والخلافات بين الدول الكبرى، التي تسعى الى الاستحواذ على كل مقاليد الأمور وتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية من اجل فرض هيمنتها على الجميع، يعيش العالم وكما يرى بعض المراقبين في صراع جديد يعتمد على مراقبة الخصوم ومعرفة خططهم وأهدافهم من خلال العمليات الاستخباراتية التي يتم جمعها عن طريق التجسس على اتصالات الراديو والهاتف والإنترنت التي تطورت اليوم بشكل كبير، والتجسس كما تنقل المصادر، هو عملية الحصول على معلومات ليست متوفّرة عادةً للعامّة، وهو أحد الأنواع والسبل الملتوية في الحروب الحديثة والقديمة إضافة إلى أنه يمثل تربصاً "وخطراً داهماً" لكلا طرفي الحرب.

وفي الماضي كانت الاستخبارات البشرية الأكثر اعتمادا، وهي العملية الاستخبارات المستخلصة من العملاء الجواسيس والخلايا النائمة. وشأنها شأن الكثير من الممارسات فقد تطورت عمليات التجسس مع تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال، وساعد التقدم التقني والرقمي في تطور عمليات التجسس والتنصت وأصبحت وكالات الاستخبارات تعتمد كثيرا على التجسس الإلكتروني الذي وصفه نيكي هاجرن التجسس بـ“الجيل الرابع من الحروب”، وتنوّعت مصادرة المعلومات وآليات الحصول عليها، من أمثلة ذلك: استخبارات المصادر المفتوحة: وهي العمليات الاستخباراتية المستخلصة من المصادر المفتوحة مثل الإنترنت.

استخبارات الاتصالات: التنصت على الاتصالات واعتراضها مثل التنصت على المكالمات الهاتفية) ويضم استخبارات الإشارات والاستخبارات الإلكترونية. الاستخبارات بالأقمار الصناعية: توفر مجموعة من المعلومات المستخلصة من عدد من أصول التجميع مثل الأقمار الصناعية الاستطلاعية أو طائرات المراقبة. الاستخبارات الفنية: تعتمد على خصائص علمية وفنية في أنظمة الأسلحة والأجهزة التقنية وغيرها.

ولا تقتصر عمليات التجسس على الوكالات الرسمية المعروفة، حيث توجد شركات خاصة تقوم بهذه المهمة يصفها الكاتب رودري جفريس جونس في كتابه الصادر مؤخرا بعنوان “نحن نعرف كل شيء عنك” بـ“العيون الخاصة”. ويضع الكتاب النقاشات المعاصرة حول التجسس، التي يعرفها هو على أنها “التجسس على نطاق واسع”، في سياق تاريخي ومقارن. ويروي جفريس جونس باقتدار حكاية الاستخبارات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من بداياتها في القرن الثامن عشر إلى اليوم. مثلما يقول جفريس جونس “التجسس ليس امتيازا تنفرد به الحكومات، بل هو شيء طوره الفاعلون الخواص واعتمدوا عليه”..

الصين

وفي هذا الشأن يفتتح الخبير الاستراتيجي الصيني الشهير سون تسو مقدمة الفصل الثالث عشر من كتابه "فن الحرب" بهذه الكلمات "ليكن لديك جواسيس في كل مكان، اعرف كل شيء ولا تهمل اي شيء مما يمكن ان تعلمه". وتتبع اجهزة الاستخبارات الصينية هذه التعليمات بحذافيرها، كما يقول خبراء ومسؤولون سابقون في الاستخبارات الفرنسية. وركزت عملها خلال الفترة الاخيرة على البحث عن المعلومات الاقتصادية، واتهم عميلان سابقان للاستخبارات الفرنسية بالعمل لحساب الاستخبارات الصينية.

وقال آلان شويه رئيس الادارة العامة للامن الخارجي "دي جي اس اي" "حتى قبل عشرين عاما، كان الصينيون يركزون على التجسس على المعلومات الاقتصادي والتقنية، ويسعون لنهب ما يستطيعون من التكنولوجيا الغربية". واضاف "بعد ذلك انتقلوا الى ساحة الكبار: اخذوا كغيرهم من القوى الكبرى يعملون في التجسس السياسي. انهم يحاولون معرفة نوايا الآخرين في مجالات السياسة والدبلوماسية وغيرها.. مع مواصلة ابحاثهم للاستخبارات الاقتصادية بالتأكيد".

وتابع شويه "لذلك من المنطقي القول ان هدفهم الاول يتركز على منطقة المحيط الهادىء. انهم يريدون معرفة ما يفعله الاميركيون اولا وكذلك الهنود والاستراليون وكل قوى المنطقة. بعد ذلك تأتي الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي لانه من المهم معرفة ما تنوي فعله وتفكر به هذه الدول". وفي مقال مخصص للصين في "قاموس الاستخبارات"، يقول فيليب مارفالان ان "استراتيجية الصين التي تقضي بان تصبح قوة عالمية من الصف الاول تستند الى حد كبير على اجهزة استخباراتها"، مشيرا الى ان "مهمة وزارة امن الدولة التجسس الخارجي ومكافحة التجسس ومكافحة المعارضين السياسيين".

وتتألف هذه الوزارة من 18 مكتبا "تضم في مجموعها سبعة آلاف موظف يضاف اليهم على الارجح نحو خمسين الف عميل غير قانوني يطلق عليهم اسم تشين ديو اي اسماك الاعماق"، على حد قوله. ويضيف ان هؤلاء "جعلوا من الولايات المتحدة هدفهم الرئيسي وهم حاضرون في اوروبا بشكل خاص في فرنسا وبريطانيا وهولندا والمانيا". ويؤكد رئيس سابق لجهاز استخبارات فرنسي طلب عدم كشف هويته ان "التجسس الصيني في فرنسا نشيط جدا بشكل دائم".

ويضيف ان هذا التجسس "يطال كل شىء، تجسس صناعي وعلى التكنولوجيا المتطورة. مثلا ضباط الصف او ضباط البحرية الفرنسيون المكلفون النووي هم اهداف (...) يجدون انفسهم متزوجين من شابات صينيات لطيفات جدا". ويتابع ان "بكين وضعت عددا لا بأس به من الصينيين في مدارس المهندسين وعلماء الذرة والكهربائيين والعلوم السياسية، في كل مكان بالتأكيد". ويضيف "يمكن التعرف على اي منهم. هذا تسلل هادىء وليس تجسسا فجا كما في افلام السينما".

وكان طالب صيني التحق بالمعهد الوطني للادارة، الجامعة العريقة، ضبط وهو يلتقط صورا لوثائق. وقال فرنسوا ايف دامون الخبير في شؤون الصين والمؤرخ الذي اعد لحساب المركز الفرنسي لابحاث الاستخبارات دراسة في ثلاثة اجزاء بعنوان "اجهزة الاستخبارات والامن في جمهورية الصين الشعبية"، انه كان يقوم بنسخ "كل ما يقع بين يديه". واضاف هذا المتعاون السابق مع الادارة الوطنية للامن الخارجي "نظرا لمعرفتي بقدرات الاختراق التي تملكها الاجهزة الصينية، قضية كشف العميلين المتقاعدين في ادارة الامن الخارجي وسجنهما لا تثير استغرابي اطلاقا". بحسب فرانس برس.

واشار الى ان الصينيين "تمكنوا مثلا من اختراق عميل لمكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي) لحوالى ثلاثين عاما". واضاف "عندما كنت اعرف ان هناك شخصا ما يحمل الجنسية الصينية، كان يثير الامر اهتمامي". وفي تاريخ التجسس بين الصين وفرنسا حادثة لم تمح من ذاكرة بعض القدامى في الاستخبارات. ففي سبعينات القرن الماضي، خان دبلوماسي فرنسي كان يعمل في الصين بلده وقام بتسليم بكين وثائق دبلوماسية من اجل مغنية تدعى شي بي بيو كانت تربطه بها علاقة عاطفية. والمغنية التي اقنعته بانهما رزقا بطفل، كانت في الواقع رجلا. وقصة الدبلوماسي الذي ادين بالخيانة في 1986 تحولت الى اوبرا وفيلم اميركي يحمل عنوان "السيد باترفلاي".

كما ذكرت صحيفة زود دويتشه تسايتونج أن صينيين تواصلوا مع عضو محافظ في البرلمان الألماني عدة مرات في صيف 2016 وعرضوا عليه أموالا مقابل خبرته وما يعلمه بحكم موقعه. وقالت الصحيفة إن جهاز المخابرات الألماني حذر النائب قبل وقت قصير من سفره إلى الصين من أنه يعتقد أن المخابرات الصينية وراء هذه الاتصالات. ولم تعلن الصحيفة هوية النائب. وأضافت أن أحد الموظفين في البرلمان تلقى في قضية ثانية عشرة آلاف يورو مقابل معلومات وسافر أيضا إلى الصين حيث واجه ضغوطا.

ويأتي تقرير الصحيفة في وقت تحث فيه الصين الاتحاد الأوروبي على إصدار بيان مشترك قوي يدين سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالتجارة وعلى تشكيل تحالف بينها وبين الاتحاد. كما عرضت الصين فتح مزيد من أسواقها أمام التجارة مع أوروبا في بادرة حسن نية تعكس مدى قلقها من نشوب حرب تجارية مع الولايات المتحدة مع فرض ترامب رسوما على واردات صينية بمليارات الدولارات.

ورفضت أوروبا الحريصة على علاقاتها التاريخية الوثيقة مع الولايات المتحدة اقتراحات الصين. كما يسعى الاتحاد الأوروبي لتمرير قانون يسمح بتدقيق أكبر في عمليات الاستحواذ الصينية على شركات أوروبية. وقال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية يومية في بكين إنه لم يسمع بالأمر وليس لديه معلومات بشأنه.

المانيا

من جانب اخر أفادت مجلة "دير شبيغل" الالمانية ان أجهزة الاستخبارات الخارجية الالمانية التي هزتها عدة فضائح تنصت، تجسست "طوال سنوات" على عدة مؤسسات وادارات اميركية بينها البيت الابيض. وكتبت المجلة في عددها الاخير نقلا عن "وثائق" تمكنت من الاطلاع عليها ان جهاز المعلومات الفدرالي المكلف الاستخبارات الخارجية تجسس "بين 1998 و2006 على عدة ارقام هواتف وفاكس داخلي في البيت الابيض".

وبحسب المجلة فان الجهاز كان يملك لائحة من "أربعة آلاف كلمة منتقاة" (رقم هاتف او فاكس او بريد الكتروني) تتيح له مراقبة "أهداف أميركية" بينها وزارة المالية. كما وضع العملاء الالمان تحت المراقبة شركات اميركية مثل "لوكهيد مارتن" وكذلك الناسا و"هيومن رايتس ووتش" وعدة جامعات او حتى سلاح الجو الاميركي والمارينز ووكالة استخبارات الدفاع داخل البنتاغون او الاستخبارات العسكرية كما أضافت "دير شبيغل".

وأضافت المجلة ان أكثر من مئة سفارة أجنبية يوجد مقرها في واشنطن وكذلك صندوق النقد الدولي ومكتب الجامعة العربية في الولايات المتحدة تعرضت للتجسس أيضا من قبل الجهاز الالماني. وردا على اسئلة المجلة، لم يشأ جهاز المعلومات الفدرالي الادلاء باي تعليق. وكانت الاستخبارات الخارجية الالمانية عدة مرات في صلب فضائح تجسس.

وفي آذار/مارس 2015 القت معلومات الضوء على تعاون بين هذا الجهاز ونظيره الاميركي وكالة الامن القومي، حيث كان الالمان يتجسسون لها على عدة اهداف في دول حليفة بينهم مسؤولو وزارة الخارجية الفرنسية والرئاسة الفرنسية او المفوضية الاوروبية. بحسب فرانس برس.

وردا على سؤال في منتصف شباط/فبراير من قبل لجنة التحقيق البرلمانية التي تدرس قضية التعاون هذه، عبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن استغرابها قائلة "كنت أظن ان جهاز المعلومات الفدرالي لا يقوم بمثل هذا النوع من الممارسات". وفي خريف 2013، أثارت معلومات عن تنصت الاستخبارات الاميركية على الهاتف النقال للمستشارة الالمانية توترا كبيرا بين برلين وواشنطن. وقالت ميركل انذاك "التجسس بين الاصدقاء، ليس أمرا جيدا على الاطلاق". واثر هذه الفضائح وافقت المانيا في حزيران/يونيو 2016 على سلسلة اجراءات جديدة تهدف الى مراقبة أفضل لممارسات الاستخبارات الخارجية.

بريطانيا

على صعيد متصل سيعود جهاز المخابرات البريطاني (إم.آي6) إلى أساليبه القديمة غير الرسمية التي تعتمد على الطلب من أشخاص بعينهم الانضمام إليه لتعيين عملاء جدد في محاولة لضم المزيد من الملونين والآسيويين لصفوفه. وتعرف تلك الطريقة في عالم المخابرات باسم (تاب أون ذا شولدر) أو "التربيت على كتف الشخص لجذب انتباهه". وقال أليكس يونجر رئيس (إم.آي6) لصحيفة الجارديان إنه يريد أن يصل الجهاز لمجموعات "تستبعد نفسها".

وقال يونجر الذي نادرا ما يدلي بتصريحات علنية في مقابلة نشرتها الصحيفة "يجب أن نذهب ونطلب من أولئك الأشخاص الانضمام إلينا." وتابع "كانت تلك الطريقة الوحيدة لتوظيف الناس بالذهاب إليهم. وهذه هي الطريقة التي وظفت أنا بها." وأضاف "يجب أن نذهب للناس الذين لم يخطر على بالهم أن ينضموا إلى إم.آي6. يجب أن نبذل جهدا واعيا. يجب أن نعكس المجتمع الذي نعيش فيه."

وفي 2015 أعلنت بريطانيا إنها ستوظف 1900 ضابط مخابرات إضافي للتعامل مع التهديد الذي يشكله الإسلاميون المتشددون. وقالت الجارديان إن (إم.آي6) سيبدأ حملة توظيف في مسعى لرفع عدد ضباطه إلى 3500 جاسوس وهو الأكبر في تاريخه. لكن جهاز المخابرات البريطاني يقول إنه يكافح لتغيير الصورة الراسخة عن أن كل من يعملون فيه يجب أن يكونوا مثل العميل الخيالي جيمس بوند الذي يجسد شخصيته حاليا الممثل دانيال كريج. بحسب رويترز.

وقالت رئيسة قسم التوظيف في (إم.آي6) مجهولة الهوية مثل كل العاملين فيه عدا يونجر "هناك اعتقاد بأن ما نريده هو دانيال كريج أو من هو أشد منه. لن ينضم مثل ذلك الشخص إلى إم.آي6." وأضافت "نريد أن ننشر تلك الرسالة لأن (الصورة النمطية) شديدة الرسوخ ويجب أن نتخطى ذلك. قد يكونون قادرين على استخدام مسدس. لكن ليس هذا ما نبحث عنه حقا."

من جانب اخر قالت مصادر مطلعة إن كريستوفر ستيل الذي كتب تقارير تزعم أن عملاء روسا جمعوا معلومات مثيرة للشبهات عن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هو ضابط سابق بجهاز المخابرات البريطانية. وقال مسؤولون سابقون في جهاز المخابرات البريطانية المعروف باسم إم آي-6 إن ستيل قضى سنوات يعمل لحساب الجهاز متخفيا في عباءة السلك الدبلوماسي في روسيا وباريس وفي وزارة الخارجية في لندن.

وبعد ترك العمل في جهاز المخابرات زود ستيل مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي بمعلومات عن وقائع فساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وقال مسؤولون أمريكيون إن ما قدمه من معلومات عن الفساد في كرة القدم العالمية هو الذي منح المصداقية لتقريره عن جمع معلومات عن ترامب في روسيا. وفي البداية تعاقدت شركة للأبحاث السياسية في واشنطن اسمها فيوجن جي.بي.إس مع ستيل لإجراء تحريات عن ترامب لحساب مجموعة غير معروفة من الجمهوريين تريد منع ترامب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة.

الموساد الاسرائيلي

على صعيد متصل يسعى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) إلى تجنيد المزيد من النساء، إذ بدأ أول حملة من نوعها تستهدف توظيف الإناث. ونشر الموساد إعلانا في الصحف الإسرائيلية يقول: "مطلوب نساء شديدات". وبالقرب من الكلمات تظهر صورة وجه امرأة تكسوه الظلال. وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن النساء يشكلن بالفعل نحو 40 في المئة من قوة العمل في الموساد، يشغل 24 في المئة منهن مناصب قيادية.

وكان رئيس الموساد السابق قد اثنى على النساء بوصفهن أفضل من الرجال كعملاء سريين. وقال تامير باردو عام 2012 إن الجاسوسات "لديهن ميزة واضحة في الحرب السرية نظرا لقدرتهن على العمل في عدد من المهام في وقت واحد". وأضاف "يحجمن الأنا لتحقيق أهدافهن".

وقال باردو أيضا "على النقيض من الصورة النمطية، ترى أن المرأة لديها قدرة أكبر من الرجال فيما يتعلق بفهم المنطقة، وقراءة المواقف، وفي إدراكهن للمكان المحيط. عندما يكن ماهرات، يكن ماهرات للغاية". ويقول موقع الموساد للاتي سيتقدمن للعمل في الإعلان "لا يتعلق الأمر بما قمتن به، ولكن بهويتكن".

من جانب اخر أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي استعادة ساعة الجاسوس إيلي كوهين الذي حوكم وأعدم في سوريا عام 1965. وكان كوهين قد نجح في اختراق أعلى مستويات النظام السوري، وساهم بتزويد إسرائيل بمعلومات ساعدتها في احتلال مرتفعات الجولان السورية في حرب 1967. وجاء في بيان للحكومة الإسرائيلية "أعاد الموساد إلى إسرائيل ساعة مقاتل الموساد الراحل إيلي كوهين"، وأضاف "تمت إعادة الساعة في عملية خاصة نفذها الموساد مؤخرا"، وتابع أنه "بعد إعدام كوهين في 18 أيار/مايو 1965 بقيت ساعته في دولة عدوة". كما أشار إلى أنه "بعد عودة الساعة إلى إسرائيل جرت عمليات بحث واستخبارات أثمرت التأكد بدون شك بأن هذه هي فعلا ساعة إيلي كوهين".

ولم تستجب سوريا، التي لم توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، لطلبات إسرائيلية على مر السنين بإعادة رفات كوهين لأسباب إنسانية. وفي 2004 وجه الرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه كاتساف نداء إلى الرئيس السوري بشار الأسد عبر موفدين فرنسيين وألمان ومن الأمم المتحدة. واعتبرت المعلومات التي حصل عليها كوهين مهمة جدا في احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية في حرب 1967. بحسب فرانس برس.

ونقل بيان عن رئيس الموساد يوسي كوهين قوله "هذا العام وفي ختام عملية، نجحنا في أن نحدد مكان الساعة التي كان إيلي كوهين يضعها في سوريا حتى يوم القبض عليه، وإعادتها إلى إسرائيل". وأضاف "كانت الساعة تمثل جزءا من صورة عملية إيلي كوهين وجزءا من هويته العربية المزيفة". وقال البيان إنه سيتم عرض الساعة في مقر الموساد حتى السنة اليهودية الجديدة في أيلول/سبتمبر وبعد ذلك سيتم تقديمها لعائلته.

من جانب اخر قالت عائلة فلسطينية في قطاع غزة إنها قتلت أحد أفرادها بعد أن ساعد إسرائيل على تعقب واغتيال ثلاثة من كبار أعضاء حركة المقاومة الإسلامية حماس بينهم قريب له. وقالت عائلة أحمد برهوم في بيان إنها قتلته بالرصاص في مدينة رفح بعد أن أبلغتها جماعة مقاومة بأنه قدم معلومات لإسرائيل. وجاء في البيان أن المعلومات أدت إلى توجيه ضربة جوية إسرائيلية خلال حرب غزة عام 2014 استهدفت أعضاء حماس. وقالت العائلة إنها استمعت إلى اعترافات برهوم و”عاينت أدوات الجريمة التي استخدمها المذكور في التخابر مع العدو الإسرائيلي“. وأصدرت حركة حماس، التي تهيمن على القطاع الصغير الفقير، بيانا أشادت فيه بما فعلته عائلة برهوم وقالت إنها تعتبره ”دليلا على أصالتها وعمق انتمائها لمشروع المقاومة“.

اضف تعليق