q
إن السكان في معظم البلدان النامية يعتمدون اعتمادًا كبيرًا على الزراعة في سبل عيشهم، ما يجعل من عملية تطوير سلاسل تبريد الغذاء أداةً قويةً لزيادة الدخل وتعزيز النمو الاقتصادي، لذا فإن الاستثمار في سلاسل تبريد الأغذية المستدامة من شأنه أن يساعد في انتشال هذه الأُسر من الفقر...
بقلم: محمد السيد علي

في ظل طقس مُتطرّف، يخسر المزارع المصري محمود مرعي جزءًا من محصول الفواكه والخضراوات، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ما يُعجّل بفساد الثمار قبل الوصول إلى المُستهلك، هذه ليست مشكلة "مرعي" وحده؛ فهناك ملايين المزارعين، خاصةً في البلدان النامية، يعانون من نِسب فقد في المحصول، لأسباب منها استخدام طرق بدائية للجمع، ما يُسبب رضوضًا للثمار، والافتقار إلى مرافق جيدة للتعبئة، ونقل الثمار دون تغليف، بالإضافة إلى الافتقار إلى "سلاسل التبريد" المستدامة.

الخسارة هُنا مزدوجة؛ فبينما يفقد المزارعون قدرًا لا بأس به من إنتاجهم وتتعاظم تكاليف الإنتاج وتنخفض الأرباح، تتسع الفجوة الغذائية حول العالم، ويزيد معها عدد الجَوعى، وما بين مفقود ومُهدر، يخسر العالم حوالي ثلث الغذاء الذي يُنتجُه، وفق تقرير "سلاسل التبريد المستدامة للأغذية" الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، خلال مؤتمر تغير المناخ "كوب 27" في نوفمبر 2022، بشرم الشيخ- مصر.

التقرير كشف أن 14% من إجمالي الأغذية المُنتجة للاستهلاك البشري تُفقد، بينما يُهدر 17%، وهي كميات الغذاء التي يقدر أنها تكفي لإطعام حوالي مليار شخص، في عالم يعاني فيه حاليًّا 811 مليون شخص من الجوع، كما أن هناك ما يزيد عن 3 مليارات لا يستطيعون تحمُّل تكاليف نظام غذائي صحي.

ويُعد الافتقار إلى سلاسل التبريد المستدامة من العوامل الرئيسية المساهمة في هذا التحدي؛ إذ يؤدي إلى خسارة 526 مليون طن من إنتاج الغذاء، أو ما يعادل 12٪ من إجمالي الإنتاج العالمي، وأفاد أن العالم لا يستطيع تحمُّل وضع مماثل في ظل عدد السكان الذي يُتوقع أن يصل إلى 9.7 مليارات بحلول 2050، بالإضافة إلى التوسُّع الحضري المتزايد باطِّراد.

للتفرقة، فإن الطعام المفقود هو الذي يفسد قبل الوصول إلى سوق التجزئة أو المستهلك الأخير، نتيجة مشكلات في إنتاج الطعام أو تسويقه، أما المُهدر، فهو ذلك الذي يتم التخلُّص منه نتيجة مشكلة سلوكية تتعلق بعاداتنا الغذائية، خاصةً في أثناء التجمعات والاحتفالات والمطاعم والفنادق.

"إن السكان في معظم البلدان النامية يعتمدون اعتمادًا كبيرًا على الزراعة في سبل عيشهم، ما يجعل من عملية تطوير سلاسل تبريد الغذاء أداةً قويةً لزيادة الدخل وتعزيز النمو الاقتصادي"، وفق البروفيسور توبي بيترز، أستاذ العلوم الهندسية والفيزيائية والمتخصص في التبريد النظيف وسلاسل التبريد في جامعة برمنجهام، وأحد المؤلفين الرئيسيينللتقرير.

وأضاف لـ"للعلم"، أن "فقد الغذاء بعد الحصاد يقلل من دخل 470 مليون مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة بنسبة تصل إلى 15٪، خاصةً في البلدان النامية، لذا فإن الاستثمار في سلاسل تبريد الأغذية المستدامة من شأنه أن يساعد في انتشال هذه الأُسر من الفقر".

إنجر أندرسن -المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة- تقول: "في الوقت الذي يجب أن يعمل فيه المجتمع الدولي للتصدي لأزمات المناخ والغذاء، يمكن لسلاسل تبريد الأغذية المستدامة أن تُحدث فرقًا هائلًا.

وفي بيان صحفي، تضيف أن "تلك السلاسل تتيح لنا الحد من فقد الغذاء، وتحسين الأمن الغذائي، وإبطاء انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخلق فرص العمل، والحد من الفقر، كل ذلك في ضربة واحدة".

الأمن الغذائي والمناخ

التقرير سلط الضوء على حالة الأمن الغذائي في العالم، مضيفًا أن عدد المتضررين من الجوع ارتفع إلى 828 مليونًا في عام 2021، بزيادة قدرها 46 مليونًا على أساس سنوي، ولم يتمكن ما يقرب من 3.1 مليارات شخص من تحمُّل تكاليف نظام غذائي صحي في 2020، بزيادة 112 مليون شخص عن 2019؛ إذ أدت الآثار الاقتصادية لوباء "كوفيد-19" إلى ارتفاع التضخم، في غضون ذلك، أدى الصراع الدائر في أوكرانيا هذا العام إلى ارتفاع أسعار الحبوب الأساسية، ما يهدد الأمن الغذائي، يأتي كل هذا بينما يُفقد ما يقدر بـ14٪ من جميع المواد الغذائية المنتجة للاستهلاك البشري قبل أن تصل إلى المستهلك.

تأثيرات فقد الغذاء ليست مرتبطة فقط بالأمن الغذائي والمردود الاقتصادي، لكنها تُحدث آثارًا خطيرة على تغير المناخ والبيئة، إذ بلغ إجمالي الانبعاثات الناتجة عن فقد الأغذية وهدرها بسبب نقص التبريد ما يقدر بـ1 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2017.

على وجه الخصوص، يُسهم فقد الغذاء في انبعاثات غاز الميثان، وهو ملوِّث مناخي قوي ولكنه قصير العمر، ومن شأن اتخاذ الإجراءات المطلوبة الآن أن يُسهم في تقليل تركيزات الميثان في الغلاف الجوي هذا العقد.

بشكل عام، فإن سلسلة تبريد الأغذية مسؤولة عن حوالي 4٪ من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، عندما يتم تضمين الانبعاثات من تقنيات سلسلة التبريد، وفقدان الطعام الناجم عن نقص التبريد، وفق التقرير.

ويؤدي فقد الغذاء أيضًا إلى الإضرار بطبيعة كوكب الأرض، من خلال دفع التحويل غير الضروري للأراضي للأغراض الزراعية، واستخدام الموارد مثل المياه والوقود الأحفوري والطاقة.

ويمكن أن يُحدث الحد من فقد الأغذية وهدرها تأثيرًا إيجابيًّا على تغيُّر المناخ، في حال إذا تم تصميم البنية التحتية الجديدة المتعلقة بالتبريد لاستخدام الغازات ذات الإمكانيات المنخفضة للاحترار العالمي، على أن تعمل بالطاقة المتجددة، وتكون فعالةً في استخدام الطاقة.

سلاسل التبريد.. استثمار ومنافع

سلسلة التبريد المستدامة هي أنشطة متعددة ومترابطة تشمل إنتاج الغذاء وعمليات التخزين والتوزيع المُبردة للحفاظ على الجودة عبر نطاق درجات الحرارة المنخفضة المطلوبة، وهذا من شأنه إطالة العمر الافتراضي للمنتجات الزراعية الطازجة، والمأكولات البحرية، والأطعمة المجمدة.

وتضمن هذه السلسلة الاحتفاظ بالمنتجات القابلة للتَّلَف و/أو المنتجات الحساسة لدرجة الحرارة، في درجة الحرارة والبيئة المُثلى، بدايةً من المصدر إلى الوجهة، وهذا النظام يحتوي على العديد من العناصر ويتطلب المساءلة من مستويات متعددة، بما في ذلك المزارعين والمصنعين والموزعين وتجار التجزئة والمستهلكين، وفق التقرير.

وأفاد التقرير أنه مع تزايُد انعدام الأمن الغذائي والاحترار العالمي، يتعين على الحكومات وشركاء التنمية الدوليين والصناعة الاستثمار في سلاسل تبريد الغذاء المستدامة، لتقليل الجوع وتوفير سبل العيش للمجتمعات والتكيف مع تغير المناخ.

أما عوائد هذا الاستثمار المتوقعة، فوفق التقرير يمكن للبلدان النامية من خلال "سلاسل التبريد" توفير 144 مليون طن من الغذاء سنويًّا، إذا وصلت إلى المستوى ذاته من البنية التحتية لسلسلة تبريد الأغذية في البلدان المتقدمة.

وأوضح أن سلاسل التبريد الغذائي مهمة للغاية، لمواجهة التحدي المتمثل في إطعام ملياري شخص إضافيين بحلول 2050، وتعظيم قدرات المجتمعات الريفية، مع تجنُّب زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

"في ظل أزمات الغذاء وتغيُّر المناخ، فإنه من المهم للغاية الاستثمار في سلاسل تبريد الأغذية، وهذا سيعود بمنافع عدة على سكان العالم"، وفق خالد غانم، أستاذ الزراعة العضوية، ورئيس قسم البيئة والزراعة الحيوية بكلية الزراعة بجامعة الأزهر في مصر.

وفي تصريحات لـ"للعلم"، أضاف أن الاستثمار في سلاسل تبريد الأغذية يُعد نوعًا مهمًّا وجديدًا من أنماط الاقتصاد الأخضر؛ لفوائده المهمة في دعم الأمن الغذائي والمناخ معًا، فمن ناحية المناخ يحد من انطلاق من غاز الميثان الناتج عن هدر الغذاء وتراكُمه بالبيئة، وهذا الغاز من أخطر غازات الاحتباس الحراري، وقد يفوق الكربون رغم أن كميات انبعاثاته أقل من الكربون، أما فيما يتعلق بالأمن الغذائي، فإن قرابة مليون شخص يعانون من الجوع عالميًّا، وبما أن سكان الأرض في ازدياد، فإنه من المتوقع أن تستمر معدلات الجوع في الارتفاع، ما لم تُتّخذ إجراءات وقائية ومن بينها زيادة سلاسل التبريد، وفق "غانم".

قصص نجاح

التقرير لم يعرض المشكلة فقط، بل سلط الضوء على نماذج من قصص النجاح، لمشاريع سلاسل تبريد مستدامة أحدثت فرقًا بالفعل، لكن هذه المشاريع لا تزال الاستثناء وليس القاعدة.

في الهند، أدى مشروع تجريبي لسلسلة تبريد الأغذية إلى خفض خسائر فاكهة الكيوي بنسبة 76٪ مع تقليل الانبعاثات من خلال التوسع في استخدام وسائل النقل المبرد.

وبالمثل، في نيجيريا، أدى مشروع قيد التشغيل إلى منع تلف ما يزيد على 42 طنًّا من المواد الغذائية وزيادة دخل الأسرة لـ5240 من صغار المزارعين وتجار التجزئة وتجار الجملة بنسبة 50٪.

وفي هذا الاتجاه، اعتبر "غانم" أن الاستثمار في سلاسل التبريد يوفِّر مئات الآلاف من فرص العمل، خاصةً في المجتمعات الريفية، كما يتيح الفرص لمجالات أخرى من خلال الاستثمار في القيمة المضافة للحاصلات الزراعية سريعة التلف مثل كثير من الخضر والفاكهة، وهذا يجعل هذه المجتمعات قادرةً على الصمود في مواجهة تأثيرات تغير المناخ، كما يحد في الوقت ذاته من الضغط على الأراضي الزراعية والمياه والطاقة، ما يزيد من إدارتها بكفاءة واستدامة.

ورأى أن استثمار الدول العربية في سلاسل التبريد سيكون له أثرٌ كبيرٌ في تعزيز اقتصاد بعض البلدان المنتجة للمحاصيل الزراعية مثل مصر والسعودية، وبلدان المغرب العربي كتونس والمغرب؛ إذ يحد من هدر الغذاء، ويزيد من إمكانية إدخاله في دورة تصنيع تالية، وتصديره طازجًا أو مُصنّعًا.

على سبيل المثال، يبلغ الهدر في بعض محاصيل الخضر والفاكهة بمصر نسبًا في حدود 45 إلى 55% تقريبًا، ووفقًا لمنظمة الـ"فاو" يبلغ الفقد في محصول العنب في مصر أكثر من 45%، وتزيد النسبة إلى أكثر من 50٪ بمحصول الطماطم، وذلك في مراحل الإنتاج والتداول، فضلًا عن انخفاض جودتها، وينطبق ذلك على محاصيل أخرى متعددة، ومن هنا تبرز أهمية الاستثمار في سلاسل التبريد لفاعليتها في الحد من فقد هذه الكميات، ودخولها التبريد ثم التصنيع، ما يعزِّز من فرص العمل الخضراء ويحد من البطالة، فضلًا عن دعم البيئة والمناخ.

رأى حمدي عبد السميع -أستاذ صحة وسلامة الأغذية بجامعة بنها في مصر- أن كثرة فقد الغذاء في مصر، وخاصةً في الخضر، تأتي بسبب عوامل رئيسية، أبرزها الجمع العشوائي وسوء التعبئة والتغليف والنقل، بالإضافة إلى وجود أكثر من وسيط أو بائع تجزئة بين المزارع والمستهلك، ناهيك بافتقار الفلاحين والتجار إلى ثقافة الوعي بفرز الخضراوات والفاكهة وتعبئتها، وسوء عملية التعبئة والنقل التي يتم معظمها في أجولة بأوزان كبيرة، ما يسرع من فساد محتوياتها من المحصول.

وأضاف لـ"للعلم" أن المشكلة الكبرى أن تلك الممارسات الخطأ تتم بين المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يمثلون حوالي 60 إلى 70% من إنتاج الخضر في مصر، وهذا ما يُفاقم عملية فقد الغذاء.

لكنه أشار في المقابل إلى أن أصحاب المزارع الكبيرة والشركات المتخصصة في الزراعة بمصر والذين يصدِّرون منتجاتهم إلى الخارج يطبقون الممارسات الزراعية الجيدة عادةً فيما يتعلق بالزراعة والجمع والفرز والتعبئة والتغليف في عبوات صغيرة، جيدة التهوية، وهذا يجعل من عملية الفقد معدومة تقريبًا.

وشدد "عبد السميع" على أنه رغم أهمية سلاسل تبريد الغذاء، ففي الواقع يصعب للغاية إقناع صغار المزارعين بضرورة نقل منتجاتهم بعربات مبردة، خاصةً أن المنتجات التي تحتاج بالفعل إلى ذلك -كالبيض على سبيل المثال- يتم نقلها في عربات غير مُبردّة توفيرًا للتكاليف، لكن الأهم هو زيادة وعي المزارعين والتجار بضرورة تطبيق الممارسات الجيدة في عمليات جمع المحصول وفرزه وتعبئته وتغليفه ونقله، وذلك سيُطيل من عُمر المنتجات الزراعية ويقلل من الفقد بصورة كبيرة.

تحديات وتوصيات

تحتاج العديد من البلدان النامية إلى قدرات إضافية كبيرة في جميع المراحل لضمان استدامة سلاسل تبريد الغذاء، فضلًا عن المهارات المطلوبة لتركيب معدَّات التبريد وصيانتها، وفق التقرير.

ورغم توافُر البنية التحتية لتلك السلاسل في البلدان النامية، لكن التوسع في الإنتاجية يظل محدودًا بسبب الاستخدام الأقل من الأمثل للقدرة الحالية، نتيجة تحديات أبرزها الافتقار إلى القدرة الهندسية ذات الصلة، ما يؤدي إلى ضعف صيانة المعدات وتعطُّلها، ونماذج الأعمال التي يتم تطبيقها على نحوٍ خطأ، بالإضافة إلى سوء الإدارة، والنتيجة هي عدم الكفاءة في استخدام الطاقة والموارد، وانخفاض عوائد الاستثمار، وتجاوزات مالية غير مسوَّغة.

وعن سُبُل تطوير سلاسل تبريد مستدامة، يشير "بيترز" إلى أن هذه المُهمة مُعقّدة ومترابطة، وتختلف وفق البلد وتعتمد على الظروف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية والسياسية لكل دولة؛ فالأمر أكثر من مجرد شراء غرف التبريد التي تعمل بالطاقة الشمسية وتركيبها عند بوابة المزرعة، أو وضع أنظمة التبريد الصديقة للبيئة والموفرة للطاقة في محلات السوبر ماركت.

وأوضح: "على مستوى الأنظمة، تتأثر استدامة سلسلة التبريد أيضًا -من بين أمور أخرى- بإدارة مخزون ما بعد الحصاد، ومواد التعبئة والتغليف والمناولة، وإدارة النفايات، والنماذج والإجراءات التشغيلية المستخدمة".

وحول التحديات الرئيسية، أضاف أنه في المجمل، تتمثل في الوصول إلى طاقة موثوقة وبأسعار معقولة، والقضايا السلوكية، ومجموعات المهارات، ونماذج الأعمال والتمويل التي تدعم الاستثمار بشكل عام، مشيرًا إلى أن نموذج العمل والتدريب هما مفتاحان رئيسيانلتطوير سلاسل تبريد مستدامة، وذلك إلى جانب التكنولوجيا المناسبة للسوق.

وأشار إلى أن التطور السريع في تكنولوجيا البنية التحتية لسلسلة تبريد الأغذية المستدامة يتطلب تحديثًا متوازيًا لمجموعات المهارات وأفضل الممارسات، لتقليل التحديات التشغيلية، وكذلك الخسائر الغذائية والمالية.

في محاولة لانتشار سلاسل تبريد الأغذية المستدامة على نطاقٍ واسعٍ حول العالم، أوصى التقرير الحكومات بالعمل مع أرباب الصناعة وأصحاب المصلحة المعنيين، لإنشاء بنية تحتية شاملة ومستدامة لسلسلة تبريد الأغذية، وإطلاق نماذج مشاريع توائم التنفيذ المحلي، وبناء المهارات والقدرات اللازمة لصناعة سلسلة التبريد ونشر التكنولوجيا على نطاق واسع في البلدان النامية.

كما قدّم التقرير مجموعةً من التوصيات، أبرزها اتباع نهج شامل في عملية تطوير سلسلة تبريد الأغذية المستدامة، ويكون ذلك عبر تحديد وقياس استخدام الطاقة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في سلاسل تبريد الأغذية الحالية، وتحديد فرص التخفيضات في الانبعاثات، بالإضافة إلى إجراء تقييمات لاحتياجات سلسلة تبريد الأغذية، ووضع خطط عمل وطنية محددة التكلفة ومتسلسلة، مدعومة بإجراءات وتمويل محدد.

كما يجب على الحكومات تنفيذ وفرض الحد الأدنى من معايير الكفاءة الطموحة، بالإضافة إلى المراقبة القوية والإنفاذ لمنع دخول الواردات غير القانونية لمعدات سلسلة التبريد وغازات التبريد غير الفعالة إلى المنظومة.

كما يجب أن تتعاون الحكومات وأصحاب المصلحة مع المؤسسات ذات الصلة من أجل تحديد التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لسلاسل التبريد وتقييمها، مع مراعاة منتجي الأغذية الفقراء والمحرومين والمهمشين ومجتمعاتهم، فضلًا عن النساء والشباب.

ولمواكبة التطورات المتلاحقة في المجال، يجب على الحكومات إنشاء مراكز متعددة التخصصات على المستوى الوطني لتطوير سلاسل التبريد المستدامة، تكون على اتصال بالمنظمات الدولية الأخرى بشأن المسائل المتعلقة بذلك التطوير.

اضف تعليق