ترتفع أسعار البيض على مستوى العالم بعد أن أدى تفشي إنفلونزا الطيور المستمر إلى إعدام عشرات الملايين من الدجاج، وهذا الارتفاع يجبر العديد من المخابز في أميركا على التفكير في رفع الأسعار، إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل، في حين تحاول معرفة كيفية إدارة أزمة البيض في البلاد...
ما زالت أزمة ارتفاع أسعار البيض في الولايات المتحدة حديث وسائل الإعلام، خاصة مع اعتماد السكان في البلاد على البيض باعتباره مصدرَ بروتينٍ أساسياً.
وبدأت أزمة البيض في الولايات المتحدة منذ يناير 2021، فمع قدوم الشتاء تتفاقم أكثر حتى أصبحت أزمة كبرى هذا العام، إذ تأثر نحو 166 مليون طائر بمرض إنفلونزا الطيور منذ عام 2022.
وارتفعت أسعار البيض بنسبة 157 في المئة منذ يناير 2021، عندما كان متوسط سعر الحزمة المكونة من 10 بيضات نحو 1.92 دولار، ووصلت إلى 4.95 دولار في يناير 2025، بينما تتوقع وزارة الزراعة أن ترتفع أسعار البيض بنسبة 41 في المئة مرة أخرى عام 2025.
ومع عودة ظهور وباء إنفلونزا الطيور الذي يتفشى في الولايات المتحدة منذ عام 2022، بدأت حظائر الدجاج تفرغ وارتفع سعر البيض، ما يثير حيرة المستهلكين الذين اعتادوا إنفاق القليل على هذا الغذاء الأساسي.
في واشنطن وضواحيها، غالبا ما تكون الرفوف المخصصة للبَيض في محلات السوبرماركت فارغة أو شبه فارغة. وتحدد بعض المتاجر عدد الصناديق المسموح ببيعها لكل عميل لتجنب النقص. ولاحظ المستهلكون في كل مكان الارتفاع الكبير في الأسعار.
وتقول الطالبة سامانثا لوبيز (26 عاما) لوكالة فرانس برس في أحد متاجر السوبرماركت في العاصمة الأميركية إن البيض “أصبح باهظ الثمن”، مضيفة “إنه أمر صعب للغاية (…) ميزانيتي للطعام محدودة للغاية أصلا”.
وفي جنوب البلاد، في ولاية فلوريدا تحديدا، الوضع مشابه. وتقول بلانش دي خيسوس المقيمة في ميامي، “البيض ضروري، فهو مغذّ للغاية لكن من الصعب شراؤه لأن سعره باهظ للغاية (…) إنه أمر مؤسف حقا”.
ولتبرير هذه الزيادة في الأسعار، لا تتردد محلات السوبرماركت في وضع ملصقات في الممرات، كما الحال في متجر بواشنطن حيث كُتب على أحدها “قد تلاحظون زيادة في سعر البيض بسبب وباء إنفلونزا الطيور المتفشي أخيرا في غرب البلاد الأوسط”، القلب الزراعي للولايات المتحدة.
وجرى إعدام أكثر من 21 مليون دجاجة بيّاضة منذ بداية العام الماضي بسبب وباء إنفلونزا الطيور، بينها 13,2 مليونا منذ كانون الأول/ديسمبر، وفق أحدث تقرير صادر عن القطاع نشرته وزارة الزراعة الأميركية (USDA).
وتوضح جايدا تومسون، الخبيرة في هذا الموضوع والأستاذة في جامعة أركنسا “إذا لم تكن هناك دجاجات بيّاضة، فلن يكون هناك بيض، ما يؤدي إلى نقص العرض وارتفاع الأسعار بفعل ديناميات العرض والطلب”.
إلى ذلك، ووفق وزارة الزراعة الأميركية، فإن بعض “تجار التجزئة المتضررين … يُبقون الأسعار عند مستويات مرتفعة قياسية أو بما يقرب منها لتقليل الطلب”.
وارتفع متوسط سعر الصندوق الذي يحتوي على اثنتي عشرة بيضة، بكل أنواعها، بنسبة 65% تقريبا خلال عام، من حوالى 2,5 دولار في كانون الأول/ديسمبر 2023 إلى 4,15 دولارات بعد عام، وفق معهد إحصائي رسمي.
ولا يقتصر ارتفاع الأسعار على رفوف السوبرماركت. فقد تصدرت سلسلة مطاعم “وافل هاوس” الأميركية المتخصصة في شطائر “الوافل”، الأخبار في الولايات المتحدة بعد أن قررت فرض رسوم إضافية قدرها 50 سنتا على المستهلكين مقابل كل بيضة يريدونها في طبقهم.
وأوضحت المجموعة في بيان أرسلته إلى شبكة “سي ان ان” الإخبارية أن “النقص المستمر في البيض الناجم عن إنفلونزا الطيور أدى إلى زيادة كبيرة في أسعارها”، قائلة إنها “أُجبرت على اتخاذ قرارات صعبة”.
وفي الولايات المتحدة، ينتشر الفيروس في مزارع الدواجن وأيضا في الأبقار الحلوب. وقد رُصدت 67 حالة إصابة بالمرض بين البشر منذ بداية عام 2024، وكانت الغالبية العظمى منها خفيفة ومرتبطة باتصال معروف بحيوانات مصابة.
ويُعرف عن الأميركيين نهمهم الكبير على البيض، خصوصا في وجبة الإفطار، إذ يستهلكون ما معدله 277 بيضة للفرد سنويا، وفق التعاونية الزراعية الأميركية “يونايتد إغّ بروديوسرز” United Egg Producers، وهو أقل من الرقم القياسي المكسيكي (حوالى 375 بيضة).
خطة بمليار دولار
هذه الأزمة التي جعلت الرئيس الأميركي دونالد ترامب يخرج في تصريحات إعلامية ووعد بحلها في أسرع وقت بحلول قوية وفعّالة ستؤدي إلى انخفاض الأسعار.
وبالفعل بعد أيام قليلة من وعد ترامب، أصدرت وزيرة الزراعة الأميركية بروك رولينز، خطة تتكون من خمس نقاط لخفض أسعار البيض، والتي تسعى من خلالها إلى وقف انتشار إنفلونزا الطيور شديدة العدوى.
ويكلف البرنامج الذي يساعد على حل أزمة البيض ما يصل إلى مليار دولار، ووفقاً لرولينز، سيُموّل البرنامج من المدخرات من وزارة كفاءة الحكومة (DOGE)، التي يديرها الملياردير إيلون ماسك.
وتتضمن خطة إدارة ترامب لخفض أسعار البيض ما يلي:
تمويل بقيمة 500 مليون دولار لإجراءات الأمن البيولوجي في المزارع.
ضخ 400 مليون دولار مساعدات مالية للمزارعين الذين تأثرت قطعانهم.
العمل على البحث في اللقاحات والعلاجات المناسبة.
تخفيف القيود المفروضة على المزارعين التجاريين وتسهيل قيام الأسر بتربية أبنائها بأنفسهم.
استيراد المزيد من البيض الذي يتوافق مع المعايير الأميركي.
وقالت وزيرة الزراعية رولينز، في مؤتمر صحفي لها، «في الغالب يأتي المرض من الطيور البرية التي تطير فوق الحظائر أو تدخلها، لذا فإن وزارة الزراعة الأميركية ستجري تدقيقاً مجانياً لكل مزارع في هذا البلد ومن ثَمَّ سنساعدهم على تأمين حظائرهم».
وستدفع وزارة الزراعة ما يصل إلى 75 في المئة من تكلفة إصلاح نقاط الضعف في الأمن البيولوجي في الحظائر.
وبدأت الوزارة برنامجاً تجريبياً عام 2023 وساعدت على إغلاق 150 حظيرة، ولم تظهر حالة إنفلونزا إلّا في واحدة منها منذ ذلك الحين.
وأضافت رولينز «سنعمل على التحرك بسرعة أكبر فيما يتعلق بإعادة توطين 160 مليون طائر تم إعدامهم خلال الأشهر القليلة الماضية فقط، والآن نعمل على تعويض منتجي الدواجن هؤلاء حتى يتمكنوا من البدء في إعادة التوطين بسرعة أكبر مما كنا نفعله».
وترتفع أسعار البيض على مستوى العالم بعد أن أدى تفشي إنفلونزا الطيور المستمر إلى إعدام عشرات الملايين من الدجاج العام الماضي، وهذا الارتفاع يجبر العديد من المخابز في أميركا على التفكير في رفع الأسعار، إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل، في حين تحاول معرفة كيفية إدارة أزمة البيض في البلاد.
وقد أصاب فيروس إنفلونزا الطيور، أسراباً في مختلف أنحاء البلاد العام الماضي، ما أدى إلى وفاة أكثر من 40 مليون طائر من الطيور التي تضع البيض، وهذا هو السبب وراء نقص البيض اليوم، والذي تسبب في ارتفاع الأسعار، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية.
وكانت أسعار البيض الطازج بالجملة أعلى بنسبة 186 في المئة في يناير مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، وكان هذا رابع أكبر زيادة سنوية على الإطلاق منذ عام 1992، وفقاً لبيانات الحكومة.
أسعار قياسية ومستقبل مجهول
وتواجه المخابز الأميركية أزمة غير مسبوقة بسبب ارتفاع أسعار البيض إلى مستويات قياسية، ما أجبر العديد منها على رفع الأسعار أو البحث عن بدائل أقل تكلفة، ويرجع هذا الارتفاع الحاد إلى تفشي إنفلونزا الطيور الذي تسبب في نفوق أكثر من 40 مليون دجاجة، ما أدى إلى نقص شديد في الإمدادات، وبينما يكافح أصحاب المخابز للحفاظ على أعمالهم، تبقى الأسئلة قائمة: متى تنخفض الأسعار؟ وهل يمكن للصناعة الصمود أمام هذه الأزمة؟
قال لسكوت أوسلاندر المدير العام لمخبز بريد فورست في واشنطن، إن تقلب أسعار البيض ليس أمراً جديداً، ولكن هذه المرة الأمر مختلف، إذ إن التجار لا يعرفون متى ستنخفض أسعار البيض، أو ما إذا كانت ستنخفض بالفعل، فأسعار البيض باهظة.
وأوضح أن مخبز بريد فورست يستخدم نحو 150 بيضة يومياً، ويدفع الآن أكثر من ضعف ما كان يدفعه المخبز قبل عام، وفي الأسبوع الماضي رفع المخبز أسعار جميع المعجنات والأطباق التي تحتوي على نسبة عالية من البيض، والتي تمثل نحو ثلث القائمة.
قال فيرنر سيمون، مالك مخبز مانهاتن سويتس بوتيك في لونغ آيلاند، نيويورك، إن المخبز يخطط لرفع الأسعار في الأسابيع المقبلة، لكنه يفكر أيضاً في استخدام ما يسمى ببدائل البيض، وهو منتج يحتوي على بعض صفار البيض وفول الصويا، ويحل محل نحو 5 في المئة إلى 10 في المئة من البيض، وحذر من استخدام الكثير منه لتجنب المساس بسلامة معجنات المخبز.
ووفقاً لمؤشر أسعار المستهلك لم ترتفع أسعار منتجات المخابز بشكل ملموس حتى الآن، ولكن هذا قد يتغير إذا لم تحصل المخابز على استراحة من ارتفاع أسعار البيض في أي وقت قريب، وإلى جانب رفع الأسعار، تحاول المخابز إيجاد طرق أخرى للبقاء.
وشهدت شركة إيت جست التي تصنع العديد من منتجات البيض النباتية المصممة لتقليد بيض الدجاج، ارتفاعاً في الطلب في الأسابيع الأخيرة، إذ كانت المبيعات إلى تجار التجزئة أعلى بخمس مرات خلال الشهر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال جوش تيتريك الرئيس التنفيذي لشركة إيت جست إنه عادة ما نتواصل مع الأماكن لتسويق منتجاتهم لتجار التجزئة، مضيفاً أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت الشركة العكس تماماً.
قامت الشركة لتلبية الزيادة في الطلب، بتكثيف وتسريع طلباتها من المكونات ومواد التعبئة والتغليف، إضافة إلى جدولة أيام إضافية للإنتاج.
وقال تيتريك إن هذا يقلل من هوامش الربح الخاصة بهم، ولكن في الوقت الحالي لا ترفع الشركة الأسعار، على أمل أن يساعدهم ذلك في اكتساب المزيد من العملاء الدائمين حتى بعد حل موقف إنفلونزا الطيور.
قال تشارلز ليندسي، أستاذ التسويق في كلية إدارة الأعمال بجامعة بافالو، إن رفع الأسعار عادة ما يكون قراراً صعباً بالنسبة للشركات لأنه يؤدي دائماً تقريباً إلى خسارة العملاء.
وأضاف أن في بعض الحالات، يكون ذلك ضرورياً لبقاء الشركة، ويمكن للشركة الحد من عدد العملاء الذين تخسرهم بعد رفع الأسعار إذا تواصلت بشكل فعال مع المنطق وراء ذلك.
وقالت فرانسيس برادلي، المالكة المشاركة لمقهى ومخبز دي لايت في حي آدامز مورجان في واشنطن العاصمة، إنها وزوجها يتحملان شخصياً تكاليف البيض المتزايدة، موضحة أنه قبل أزمة البيض، كان بإمكان المخبز شراء علبة بيض بها 30 دزينة مقابل 50 دولاراً تقريباً، ولكن الآن تكلف العلبة نفسها أكثر من 200 دولار.
وقالت برادلي إنها ستضطر على الأرجح إلى رفع الأسعار، لكنها أشارت إلى أن التواصل حول أي زيادة مستقبلية في الأسعار سيكون أمراً أساسياً، مشيرة إلى أنها عندما تقوم بأي تغيير في الأسعار، ينزعج الناس بغض النظر عما تفعله، كلما فعلنا ذلك، وربما ننشره على صفحتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ونضع بعض اللافتات حتى يعرف الناس، ونأمل أن يستمر الناس في دعم الشركات الصغيرة.
هل انتهت أزمة البيض؟
من جهتها أفادت وزارة الزراعة الأميركية في تقريرها الأسبوعي عن سوق البيض بأن سعر البيض «بالجملة» تراجع مجدداً إلى 3 دولارات للدزينة (الدستة)، أي ما يُمثل انخفاضاً بنسبة 9 في المئة عن الأسبوع السابق.
وأوضح التقرير أن «المعروض في منافذ البيع بالتجزئة تحسن بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، ويرى المستهلكون رفوفاً ممتلئة مرة أخرى ويستمتعون بمجموعة متنوعة من الخيارات».
ينبغي أن يكون هذا خبراً ساراً للمستهلكين، فقد عانى المستهلكون من نقص البيض وارتفاع الأسعار لأشهر.
في فبراير وصل سعر دزينة البيض إلى أعلى مستوى له في عشر سنوات، حيث بلغ السعر 5.90 دولار.
أحد أسباب التحسن هو احتواء تفشي مرض إنفلونزا الطيور، الذي تسبب في نفوق 30 مليون طائر بياض هذا العام.
يقول بيرنت نيلسون، الخبير الاقتصادي في اتحاد المزارعين الأميركيين، إن انخفاض الأسعار يُعزى بشكل كبير إلى «انخفاض حاد في حالات إنفلونزا الطيور، حيث لم يُصب سوى 2.1 مليون طائر في مارس، مقارنةً بـ23 مليوناً في يناير ونحو 13 مليوناً في فبراير».
وأضاف نيلسون «لقد بذل مربو الدواجن في أميركا جهوداً حثيثة لتشديد إجراءات الوقاية، وسيواصلون السعي لحماية مزارعهم».
وهناك سبب آخر لتراجع السعر، حيث انخفض الطلب مع رفض المستهلكين دفع أسعار أعلى، ما أتاح للموردين فرصة زيادة المعروض، وبالتالي انخفضت الأسعار.
على مستوى التجزئة قال ستيو ليونارد الابن، صاحب سلسلة متاجر بقالة ستيو ليونارد في شمال شرق البلاد «أعتقد أن الأمر انتهى الآن، لدينا وفرة من البيض».
يقول ليونارد إنه كان يبيع البيض بسعر 10 دولارات للدزينة في ديسمبر، أما اليوم، فيُباع البيض في متاجره بسعر 5.99 دولار، «لقد عدنا إلى أسعار البيض المنخفضة، يبدو أن العرض وفير»، وأضاف «لقد تحدثتُ إلى مزارعينا في بنسلفانيا الذين يمتلكون عدداً من المزارع التي تربي دجاجات بياضة، إنهم يستعيدون مخزونهم من البيض، ويبدو أن الإنتاج قد عاد إلى الارتفاع».
ولكن على الرغم من الجوانب الإيجابية، قد يستغرق الأمر أسابيع حتى تصل أسعار الجملة المُنخفضة إلى متاجر البقالة، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية، التي أكدت أن معدل الانخفاض في أسعار رفوف محلات البقالة «بطيئاً»، على الرغم من زيادة مستويات الإنتاج إلى أعلى مستوى في 3 أشهر.
ولا تزال بعض محلات البقالة تحدد كمية البيض التي يمكن للعملاء شراؤها.
تقول متاجر كوستكو إنها لا تزال تقصر شراء البيض على ثلاث لكل عميل، ووضع متجر هول فودز في وسط مانهاتن لافتة تُقيد شراء البيض على الرغم من امتلاء رفوفه.
واحتفى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بانخفاض الأسعار في الأسابيع الأخيرة، كما أشاد باستثمار إدارته، البالغ مليار دولار، لمكافحة إنفلونزا الطيور.
وبدأت أسعار البيض بالجملة بالانخفاض في الأسبوع الأخير من فبراير، بالتزامن مع إعلان خطة وزارة الزراعة الأميركية لمكافحة المرض.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار البيض في مارس، فإنها لا تزال مرتفعة بوضوح، حيث بلغ معدل الارتفاع السنوي في فبراير 58.8 في المئة مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي، وفقاً لمؤشر أسعار المستهلك.
استئجار دجاجات بياضة
دفع الارتفاع المتزايد لأسعار البيض في الولايات المتحدة وتقنينها في محال السوبرماركت عددا من الأميركيين إلى استئجار دجاجات بياضة لتأمين احتياجاتهم.
اختارت يونغ مي كيم المقيمة في لا كريسنتا بالقرب من لوس أنجليس، اعتماد هذا الحل الموقت لأنّها لم تكن مستعدة بعد لاقتناء دجاجات بشكل نهائي.
وتقول لوكالة فرانس برس خلال استلامها دجاجتين وكل المعدات اللازمة لتربيتهما “أريد أن أجرّب تربيتها لأرى إن كنت سأحبّ ذلك”.
وتضيف الأستاذة الجامعية “إنّ بعض الأشخاص الذين أعرفهم لديهم دجاج في المنزل، لكنّ هذا يتطلب منهم الكثير من العمل: فقد اضطروا إلى تأهيل حديقتهم بالكامل”، معتبرة أنّ “استئجار دجاجة هو بداية جيدة”.
وللقيام بذلك، لجأت إلى مشروع “رانت ذي تشيكن” (“استئجار دجاج”) الذي تم إنشاؤه قبل نحو عشر سنوات في بنسلفانيا. ومُذّاك، توسعت هذه الخدمة لتشمل أكثر من 40 مدينة في مختلف أنحاء أميركا الشمالية، بالاستناد إلى شراكات مع مزارعين محليين.
لكنّ الظاهرة انتشرت بشكل كبير ومفاجئ بسبب وباء إنفلونزا الطيور الأخير الذي أدّى إلى ذبح مزارع دجاج برمتها بالإضافة إلى تسببه برفع أسعار البيض.
تقول فيكتوريا لي التي توفر البيض لمنطقة لوس أنجليس بفضل مزرعتها في أغوا دولسي على مشارف المدينة “هذا العام تحديدا، نشهد اهتماما أكبر بكثير، أكبر بثلاث إلى أربع مرات من الفترة نفسها من العام الفائت”.
وفي ذروة أزمة البيض، اضطر الأميركيون لدفع أكثر من 10 دولارات لقاء اثنتي عشرة بيضة، ما يشكل ثلاثة أضعاف سعرها المعتاد. واضطرت محلات السوبرماركت أيضا إلى الحد من عدد علب البيض المسموح بها لكل زبون.
وأصبح التضخم المرتبط بالبيض مؤشرا مهمّا لارتفاع تكاليف المعيشة، وهو ما كان له تأثير كبير على حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
تعهّد دونالد ترامب بمحاربة تضخم أسعار المواد الغذائية. ولكن منذ عودته إلى البيت الأبيض، ارتفع متوسط سعر البيض قليلا. وبحلول آذار/مارس، بقي أعلى بنسبة 60% من الفترة نفسها من العام الفائت، بحسب وزارة الزراعة الأميركية.
مع أن استئجار دجاجة ليس بالضرورة أرخص من شراء البيض من المتجر، إلا أنه يوفر للزبون جودة أفضل، بحسب لي.
وتقول “كلّما بقي البيض لفترة أطول على رفوف المتاجر، وبغض النظر عن جودته الأصلية، تتضرر البروتينات فيه”، مضيفة “عندما يصل البيض إلى المتاجر، يكون عمره في المتوسط ما بين 48 و60 يوما”.
وتقدم الخدمة خيارات مختلفة لاستئجار الدجاج، تتراوح بين 500 و1000 دولار لمدة ستة أشهر، بناء على عدد الدجاج والمكان الذي سيعيش فيه.
وتشمل هذه الأسعار الدجاج والأطعمة التي يأكلها وأدوات الشرب والأعلاف بالإضافة إلى دليل لتربيته، فضلا عن قنّ ذات جودة جيدة محاط بسياج ومثبّت بالكامل على عجلات.
تقول لي “يوميا، يرفع المستأجرون قن الدجاج وينقلوه حتى تتمكن الدجاجات من الحصول على عشب طازج”، وهذا من شأنه أن يتيح للدواجن التقاط “الحشرات الجديدة (…) مع حمايتها من الحيوانات المفترسة”.
مع دجاجتين في حديقتها، تتوقّع زبونتها كيم أن تحصل على ما يصل إلى 14 بيضة في الأسبوع، وهي كمية من شأنها أن تكون مفيدة جدا لنجلها الرياضي الذي يفضّل البيض كمصدر للبروتين.
لكن إلى جانب إيجاد حل في أوقات الأزمات، تأمل المدرّسة أن يوفّر هذا المشروع “المزيد”.
وتقول “أردت أن أقدّم شيئا يتيح للأطفال تعلّم أسلوب حياة معيّن ومقارنة نكهة البيض”.
اضف تعليق