يعني فصل الصيف الأكثر حرارة ارتفاعاً حاداً في الطلب على التبريد، حيث تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في ترهل الأسلاك وخطر إشعال حرائق الغابات. وهذا ما لم تواكبه تحديثات البنية التحتية للطاقة، مع أن الجهود المبذولة للحد من استخدام الوقود الأحفوري تجعل توزيع الكهرباء أكثر أهمية. وتعرض أزمة المناخ...

يُظهر انقطاع الكهرباء في أكثر من بقعة حول العالم كيف أن شبكات الكهرباء عاجزة عن مواكبة التغيّر المُناخي، وفي ذلك أخبار سيئة لمئات ملايين الناس حول العالم باعتبار أن خطر انقطاع التيار الكهربائي يزداد سوءاً. ويعني فصل الصيف الأكثر حرارة ارتفاعاً حاداً في الطلب على التبريد، حيث تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في ترهل الأسلاك وخطر إشعال حرائق الغابات. وهذا ما لم تواكبه تحديثات البنية التحتية للطاقة، مع أن الجهود المبذولة للحد من استخدام الوقود الأحفوري تجعل توزيع الكهرباء أكثر أهمية. 

وتعرض أزمة المناخ شبكات الكهرباء للفيضانات المفاجئة التي تهدم أبراج النقل، والجفاف الذي يجفف خزانات الطاقة المائية، وارتفاع الطلب بسبب التبريد أثناء الحرارة الحارقة.

وتؤدي الشبكات غير المستقرة إلى خلق حالة من عدم الاستقرار بالنسبة للشركات، وتعكر صفو السياسة، وتهدد الأرواح. وسوف يكلف توسيع الشبكة نحو 24.1 تريليون دولار لتحقيق أهداف صافي الصفر بحلول عام 2050، وهو ما يتجاوز الاستثمار المطلوب في قدرة الطاقة المتجددة. ونظراً لمساحتيهما الشاسعتين واستخدامهما العالي للطاقة، فإن الولايات المتحدة والصين تواجهان أكبر الفواتير.

إسبانيا تحقق في أسباب الانقطاع الواسع للكهرباء

هذا وشكلت الحكومة الإسبانية الثلاثاء لجنة تحقيق في أسباب الانقطاع الشامل للكهرباء في شبه الجزيرة الإيبيرية الاثنين، فيما فتح القضاء تحقيقا بشأن “تخريب سيبراني” محتمل رغم استبعاد شركة الكهرباء هذه الفرضية. 

وأكد رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز في مؤتمر صحافي الثلاثاء أنه “سيتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان عدم حدوث ذلك مجددا”، معلنا إنشاء لجنة تحقيق برئاسة وزارة التحول البيئي.

وأوضح أن “فنيي شبكة الكهرباء يواصلون تحليل نظامهم. ونتوقع تلقي نتائجهم الأولية خلال الساعات أو الأيام المقبلة”.

وأضاف سانشيز “لن يتم استبعاد أي فرضية حتى نحصل على نتائج هذه التحليلات”.

في موازاة ذلك، أعلن قاض في المحكمة الوطنية، وهي محكمة في مدريد مسؤولة عن أخطر القضايا، من بينها الإرهاب، فتح تحقيق في احتمال حدوث “تخريب سيبراني”.

وقال القاضي إن التحقيق هدفه “تحديد ما إذا كان انقطاع التيار الكهربائي أمس في شبكة الكهرباء الإسبانية، والذي أثر على البلاد بأكملها، يمكن أن يكون عملا تخريبيا سيبرانيا ضد بنى تحتية إسبانية حيوية، وإذا كان الأمر كذلك، يمكن تصنيفه جريمة إرهابية”.

بحلول منتصف النهار، استبعدت شركة الكهرباء الإسبانية فرضية الهجوم السيبراني.

وأكد مدير العمليات في الشركة إدواردو برييتو أنه “بناء على التحليلات التي تمكنا من إجرائها حتى الآن، يمكننا استبعاد وقوع حادث أمن سيبراني في منشآت شبكة الكهرباء”.

واستبعدت الحكومة البرتغالية هذه الفرضية أيضا، إذ قال رئيس الوزراء لويس مونتينيغرو “في هذه المرحلة، لا يمكن لأحد أن يحدد السبب، ولكن هناك بالفعل عناصر كافية للقول إن لا دليل على حدوث تلاعب في الفضاء السيبراني”.

وأضاف مونتينيغرو أن حكومته قررت الثلاثاء أن “تطلب من الوكالة الأوروبية للتعاون بين مشغلي الطاقة إجراء تدقيق مستقل في أنظمة الكهرباء في البلدان المتضررة”، وكذلك تأليف “لجنة فنية مستقلة” لتقييم إدارة الأزمة على الجانب البرتغالي.

وأكد الاتحاد الأوروبي أنه “سيستخلص الدروس” من هذا الانقطاع “بالتعاون الوثيق” مع مشغلي شبكات الكهرباء، وستدرس بروكسل “من كثب الأسباب ودرجة الاستعداد والدروس المستفادة من مثل هذا الحادث”، حسبما صرحت المتحدثة باسم المفوضية باولا بينو.

رغم أن أسباب الحادث غير المسبوق لا تزال بحاجة إلى توضيح، أشارت شركة الكهرباء الإسبانية مساء الاثنين إلى “تذبذب قوي في تدفقات الطاقة” على شبكة الكهرباء “مصحوبا بخسارة كبيرة جدا في الإنتاج”، ما أدى إلى انفصال النظام الإسباني عن الشبكة الأوروبية.

في مؤتمره الصحافي الذي عقده بعيد ظهر الثلاثاء، نفى بيدرو سانشيز ارتباط الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي بنقص الطاقة النووية في إسبانيا، رافضا الانتقادات التي وجهها خصوصا في هذا الصدد حزب فوكس اليميني المتطرف والتي تداولها أيضا العديد من المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي.

وملف الطاقة النووية محور جدل سياسي في إسبانيا منذ أشهر، بعدما أعلنت الحكومة إغلاق اثنين من المفاعلات السبعة المتبقية والتي توفر 20% من الكهرباء، مقارنة بنحو 40% للطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وبحسب شركة الكهرباء الإسبانية، فإن نظام الكهرباء الذي استعاد أكثر من 99% من طاقته صباح الثلاثاء، عاد إلى العمل بكامل طاقته بحلول منتصف النهار، تماما مثل الشبكة البرتغالية وفق شركة الكهرباء في البلد المجاور.

وقال سانشيز إنه في مواجهة انقطاع التيار الكهربائي، تم “فصل” محطات الطاقة النووية عن نظام الكهرباء الإسباني، مثل مصادر الكهرباء الأخرى، وبالتالي فإن “الإنتاج النووي لم يكن أكثر مرونة”. 

وأضاف أن “محطات الطاقة النووية لم تكن حلا، بل كانت مشكلة” لأن “من الضروري إعادة توجيه كميات كبيرة من الطاقة إليها للحفاظ على استقرار مفاعلاتها”.

وفي شوارع أحياء مختلفة في إسبانيا، استقبل سكان عودة التيار مساء الاثنين بالتصفيق وصيحات الفرح بعد يوم طويل من دون كهرباء ترافق في غالب الأحيان مع انقطاع الانترنت وخدمة الهواتف النقالة.

وأدت عودة الكهرباء إلى استئناف حركة القطارات على العديد من الطرق الرئيسية، من بينها خط مدريد-إشبيلية وخط مدريد-برشلونة، بحسب شركة “رينفي” الوطنية.

وأعادت الحانات والمتاجر في العاصمة مدريد فتح أبوابها تدريجا صباح الثلاثاء، لتعاود نشاطها الطبيعي بعد أن اضطر معظمها إلى الإغلاق باكرا الاثنين.

كما استقبل معظم المدارس الطلاب بشكل طبيعي، رغم أن النظام اللامركزي إلى حد كبير في إسبانيا يمنح سلطات واسعة للمناطق في اتخاذ القرارات بشأن هذه القضايا.

ويستخلص الإسبان دروسا من هذا الانقطاع المفاجئ للكهرباء، الذي أكد أهمية الاحتفاظ براديو ترانزستور وبطاريات وشموع في المنزل. 

وقال ماركوس غارسيا، وهو محام من مدريد يبلغ 32 عاما، “كانت فترة ما بعد الظهر فترة راحة، استراحة من التكنولوجيا، انقطاع مفاجئ عن العالم. (…) نحن مستعدون لأي شيء منذ بداية الجائحة، بدا كل شيء أبسط”.

رغم ذلك، انتظر السكان بفارغ الصبر العودة الكاملة إلى الحياة الطبيعية في كل من إسبانيا والبرتغال بعد يوم طويل من الصعوبات تمثلت في توقف مترو الأنفاق والقطارات وازدحام الحافلات وتعطل الاتصالات.

وانقطعت الكهرباء على نطاق واسع في إسبانيا والبرتغال الاثنين، ما أدى إلى تعطل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت وتوقف القطارات، قبل أن يعود التيار إلى بعض المناطق بعد ساعات.

في مدريد وغيرها من المدن، سارع السكان لسحب الأموال من البنوك، وامتلأت الشوارع بالحشود التي حاولت عبثا الحصول على إشارة على الهواتف المحمولة. وعلق آخرون في المصاعد أو داخل المرائب.

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محطات المترو غارقة في الظلام، مع توقف القطارات، وأشخاصا في مكاتب وممرات يستخدمون أضواء هواتفهم للرؤية.

وتعطلت إشارات المرور، الأمر الذي أجبر المركبات على التباطؤ لتجنب الاصطدامات، ودفع الشرطة إلى تكثيف توجيه حركة المرور عند التقاطعات.

وقالت شركة تشغيل السكك الحديد الإسبانية “أديف” إن انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى توقف القطارات في أنحاء البلاد.

وعقد رئيس الوزراء بيديو سانشيز اجتماعا حكوميا طارئا لبحث الانقطاع المفاجئ، وفق ما أفاد مكتبه عبر تطبيق تلغرام.

وأمل سانشيز على الاثر بعودة “سريعة” للتيار في ضوء “إعادة تشغيل المحطات العاملة بالغاز والمياه في كل انحاء البلاد”.

في البرتغال كذلك

في البرتغال المجاورة، قالت شركة الكهرباء إن شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها تأثرت بانقطاع الكهرباء، وهي منطقة تشمل 48 مليون نسمة في إسبانيا و10,5 ملايين نسمة في البرتغال، مضيفة أنه “من المستحيل التكهن بموعد عودة الوضع إلى طبيعته”.

وقالت منظمة مراقبة النقل الجوي الأوروبية (يوروكونترول) إن انقطاع التيار الكهربائي تسبب في تعطل الرحلات الجوية من وإلى مدريد وبرشلونة ولشبونة، مضيفة أنه من السابق لأوانه تحديد عدد الرحلات المتأثرة.

كما انقطعت الكهرباء أيضا لفترة وجيزة في جنوب غرب فرنسا، حسبما أعلنت شركة تشغيل الكهرباء المحلية مؤكدة عودة التيار مذاك. 

وقالت الشركة إن “حادثا كهربائيا يؤثر حاليا على إسبانيا والبرتغال، ولا يزال السبب غير محدد”.

كما سادت الفوضى حركة النقل في برشلونة، ثاني أكبر مدينة في إسبانيا من ناحية عدد السكان، حيث تدفق السكان المحليون والسياح على حد سواء إلى الشوارع في محاولة لمعرفة ما حدث.

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محطات مترو في مدريد غارقة في الظلام، مع توقف القطارات، وأشخاصا في مكاتب وممرات يستخدمون أضواء هواتفهم للرؤية.

إلى ذلك، أفاد موقع “نتبلوكس” لرصد نشاط الإنترنت وكالة فرانس برس بأن انقطاع الإنترنت تسبب في “تعطل جزء كبير من البنية التحتية الرقمية للبلاد”، لافتا الى أن اتصالات الإنترنت انخفضت إلى 17% فقط من الاستخدام العادي.

ونشرت صحيفة “إل باييس” الإسبانية صورا على موقعها الإلكتروني لقطارات المترو المتوقفة في مدريد، وللشرطة وهي تنظم حركة المرور، ولصحافييها وهم يعملون في مكتب مظلم على أضواء كاشفة.

وأشارت أيضا إلى أن الأقسام الأساسية في المستشفيات تمكنت من الاستمرار في العمل بفضل المولدات الاحتياطية، في حين ظلت بعض الوحدات الأخرى بدون كهرباء.

في الأعوام الأخيرة، شهدت دول أخرى حول العالم انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي.

وشهدت تونس انقطاعا كبيرا للكهرباء في أيلول/سبتمبر 2023، وسريلانكا في آب/أغسطس 2020، والأرجنتين وأوروغواي في حزيران/يونيو 2019. 

في أوروبا، انقطعت الكهرباء في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 عن عشرة ملايين شخص لمدة ساعة في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا. وتسبب في ذلك عطل في شبكة الكهرباء الألمانية.

كيف يمكن لشبكة كهرباء أن تنهار في خمس ثوان؟

يمكن أن تكون انقطاعات التيار الكهربائي مثل تلك التي شهدتها إسبانيا والبرتغال الاثنين ناجمة عن أسباب عديدة، لكن الحدث سلط الضوء على “ضعف” كامن في نظام الطاقة الإقليمي في شبه الجزيرة الإيبيرية.

لماذا لم يتم تحديد السبب حتى الآن؟

الشبكة الكهربائية هي نظام معقد من آلاف المكونات المترابطة. 

تقول المحللة في شركة “ريستاد إنرجي” براتيكشا رامداس لوكالة فرانس برس “يحتاج مشغلو الشبكة إلى تحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي بعناية”، مثل تغييرات التردد، وأعطال الخطوط، وحالة محطات توليد الطاقة “من أجل تتبع تسلسل الأحداث”.

وغالبا ما تحدث حالات انقطاع التيار الكهربائي بسبب التوقف المفاجئ لمصدر الإنتاج (محطة الطاقة) بسبب مشكلة فنية أو نقص في الوقود لتزويد محطات الطاقة الحرارية.

في السنوات الأخيرة، أدت الكوارث الطبيعية مثل العواصف والزلازل وحرائق الغابات والحرارة أو البرودة الشديدة التي تفاقمت في بعض الأحيان بسبب تغير المناخ، إلى إتلاف البنية التحتية أو رفع الطلب على التدفئة والتبريد.

وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى الحمولات الزائدة على خطوط التوتر العالي، ما يدفع إلى نقل الكهرباء الزائدة إلى خطوط أخرى، والهجمات السيبرانية، وهو احتمال تم استبعاده في إسبانيا والبرتغال في هذه المرحلة، ولكنه يشكل تهديدا متناميا بسبب الشبكات المحوسبة بشكل متزايد.

اختلال التوازن بين العرض والطلب؟

في إسبانيا، أبلغت شركة الكهرباء مساء الاثنين عن “تذبذب قوي في تدفقات الطاقة، مصحوب بخسارة كبيرة جدا في الإنتاج”.

ويتم قياس التردد الكهربائي على الشبكة في أوروبا وفقا لمعيار 50 هرتز. 

أي تردد أدنى من هذا المستوى يعني أنه لا يتم إنتاج ما يكفي من الكهرباء مقارنة بالطلب، أما إذا تجاوز هذا المستوى فيعني ذلك أن هناك حاجة إلى إنتاج تيار أقل. ومهمة المشغلين إصدار أوامر لمحطات الطاقة في الوقت الفعلي لزيادة الانتاج أو تقليله، اعتمادا على الطلب، من أجل الحفاظ على تردد 50 هرتز.

ويؤكد مستشار “مشروع المساعدة التنظيمية” مايكل هوغان أن “الحفاظ على هذا التردد هو مسألة توازن”.

في حال انحراف التردد عن 50 هرتز، يتم تشغيل أنظمة الحماية التلقائية لإيقاف تشغيل أجزاء من الشبكة وتجنب تلف المعدات.

يوضح هوغان أنه “بمجرد أن تبدأ محطات الطاقة بالتوقف عن العمل لحماية نفسها، يمكن أن يخرج الوضع عن السيطرة بسرعة. ولكن من النادر جدا أن يصل إلى المرحلة التي شهدناها” الإثنين. 

ولكن كيف بدأ كل شيء؟ من الصعب تقديم إجابة دقيقة. 

بحسب الخبير فإن “من بين العوامل التي ساهمت على الأرجح في عدم الاستقرار كان ضعف الربط بين شبه الجزيرة وبقية شبكة أوروبا الغربية”. 

لكن ربما يكون هذا عاملا وليس السبب الرئيسي، بحسب هوغان الذي يضيف “من المرجح أن يكون السبب هو فشل واحدة أو اثنتين من منشآت النقل الرئيسية، الأمر الذي امتد بعد ذلك إلى أجزاء أخرى متصلة بالشبكة، ولكن سبب هذا الفشل الأولي لا يزال يتعين تحديده”.

ما هو تأثير الطاقات المتجددة؟

تنتج إسبانيا حوالى 40% من الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وبحلول ظهر الاثنين، تجاوزت النسبة ذلك لتصل إلى نحو 70%.

لكن على عكس محطات الطاقة العاملة بالغاز والتي “تستغرق بضع دقائق لبدء التشغيل”، فإن “طاقة الشمس والرياح لا يمكن التحكم فيها بحسب الطلب وغالبا ما يتعين خفضها”، كما تفيد شركة “ريستاد إنيرجي”.

وحذّرت الهيئة التي تجمع مشغلي أنظمة نقل الكهرباء في أوروبا (إنتوس) في 18 نيسان/أبريل من مخاطر الإفراط في إنتاج الطاقة الشمسية مع اقتراب الصيف.

وبحسب شركة “ريستاد”، يعد انقطاع التيار الكهربائي الاثنين بمثابة “تحذير”، إذ “بدون مرونة أقوى على المستوى الوطني وتنسيق إقليمي أفضل، فإن انقطاعات الشبكة في المستقبل قد يكون لها عواقب أكثر خطورة”.

وتوضح براتيكشا رامداس أنه “بدون تدابير مرونة كافية، مثل التخزين، ومحطات التشغيل السريع، والربط القوي، فإن التقلبات الكبيرة في إنتاج الطاقة المتجددة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الشبكة”. 

ويعتقد المستشار وأستاذ سياسة الطاقة في كلية هيرتي في برلين ليون هيرث أنه “من المرجح” أن “النظام الذي لا يعتمد بشكل كبير على توليد الطاقة +التقليدي+ (الطاقة النووية، والغاز، والفحم، والطاقة الكهرومائية)… أكثر عرضة لأن تصبح مثل هذه التذبذبات خارجة عن السيطرة”.

ارتفاع حاد في استهلاك الكهرباء في جميع أنحاء العالم

وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد ذكرت سابقالاأن الطلب المتزايد على الطاقة في الدول الناشئة والنامية وزيادة الطلب على الكهرباء من الصناعة، من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع استهلاك الكهرباء، في جميع أنحاء العالم في السنوات المقبلة.

وأضافت الوكالة، أن من المتوقع زيادة استهلاك الكهرباء العالمي إلى قرابة 4% سنويا حتى عام 2027، وهذه الوتيرة الأسرع للاستهلاك في السنوات الأخيرة.

وترجع الزيادة بشكل أساسي إلى الاستخدام المتنامي للكهرباء في الإنتاج الصناعي وارتفاع الطلب على أجهزة تكييف الهواء مما يزيد استهلاك الكهرباء، بالأخص في قطاع النقل والتوسع السريع لمراكز البيانات.

وتابعت الوكالة أن الحصة الأكبر للطلب الإضافي خلال السنوات الثلاث المقبلة ستذهب إلى البلدان الناشئة والنامية، حيث تمثل 85% من النمو في الطلب.

اضف تعليق