العلاقة الزوجية وتأسيس الأسرة هي أساس بناء المجتمعات والبلدان، حيث أن نجاح هذه العلاقة سوف يسهم في تكوين مجتمع مثقف وناضج يغير مسار مستقبلة نحو الافضل، لذا من الأفضل للأزواج رجال ونساء اختيار الشريك المناسب من حيث المستوى التعليمي والثقافي، فبعض النساء من ذوات المستوى الثقافي العالي يختلفن في التفكير عن الرجل، فهناك رجل يعتبر المرأة كائن ضعيف لا حول له ولا قوة...
العلاقة الزوجية وتأسيس الأسرة هي أساس بناء المجتمعات والبلدان، حيث أن نجاح هذه العلاقة سوف يسهم في تكوين مجتمع مثقف وناضج يغير مسار مستقبلة نحو الافضل، لذا من الأفضل للأزواج رجال ونساء اختيار الشريك المناسب من حيث المستوى التعليمي والثقافي، فبعض النساء من ذوات المستوى الثقافي العالي يختلفن في التفكير عن الرجل، فهناك رجل يعتبر المرأة كائن ضعيف لا حول له ولا قوة، وهذا سينشئ حياة تعيسة للزوجة لعدم تقبل رأيها في العائلة، وكذلك سيؤثر على الأطفال لكثرة المشاكل في البيت وتأزم الوضع العائلي، وسوف يتكون جيل من الشباب لا يؤمن بالحياة الزوجية الناجحة، وتكون الحالة النفسية متشنجة، وكل هذا سيؤثر على المجتمع بشكل العام، لذا على الزوج اختيار زوجة بالشكل الذي ينصح به الدين الاسلامي والمجتمع وبالعكس.
ولأهمية الموضوع في المجال الاجتماعي وتأثير على الحياة الزوجية بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، قامت (شبكة النبأ المعلوماتية) بجولة استطلاعية وطرحت السؤال التالي على الخبراء والمختصين ومن يهمه الأمر:
- إلى أي مدى يؤثر الاختلاف الثقافي والتعليمي بين الزوجين؟
اختلاف المستوى التعليمي والثقافي
التقينا الأستاذ (غزوان المؤنس)، كاتب صحفي، فأجابنا قائلا:
الكثيرون يرون أن الاختلاف الثقافي والتعليمي يؤثر بالسلب على العلاقات الزوجية، هذه النظرة الخاطئة اصبحت تلازم للأجيال، وامست فوبيا تهدد الحالة الزوجية مما جعلت الشباب يفكر بعدم التفكير في الارتباط بزوجة اعلى منه لقب علمي او ثقافي، وفي نفس الوقت لو نتمعن بالموضوع جيداً لوجدنا أن الاختلاف الثقافي والتعليمي هو حالة صحية في الحياة الزوجية، كونها تولد افكار واراء تكون هي ركيزة مهمة في نجاح الحياة الزوجية، وهنالك الالاف من التجارب نجحت في مجتمعنا، لكونها اسست بشكل صحيح منذُ البداية، وتلاشى لديهم التفكير السلبي ازاء الاختلاف الثقافي والتعليمي، إن الاختلاف التعليمي انظر له من منظار اخر، فهو يؤدي إلى اصرار الطرف الاخر، على التحدي والاجتهاد من اجل الوصول الى اعلى المستويات التعليمية، أما من ينظر الى الشهادة من باب انها تقيم الانسان، اعتقد هذا المنظور غير صحيح، هنالك الكثير من الناس تقول عليك أن تختار شخص متقارب منك في المستوى التعليمي حتى تتخلص من المشاكل في المستقبل، يا ترى هل نجح ذلك التقارب بشكل كلي في المجتمع، وانما هنالك مشاكل عديدة حصلت على الرغم من وجود التقارب الثقافي والتعليمي بين الزوجين، اود ان اقول شيء، إن الاختلاف سواء كان الثقافي أم التعليمي، هو حالة ايجابية بين الزوجين وتصل بهم الى خلق حياة سعيدة بعيدة عن المشاكل.
وتوجهنا بالسؤال إلى الأستاذ (عامر الحمداني)، كاتب صحفي وبكلوريوس قانون، فأجابنا بالقول:
يعتقد الكثيرون بأهمية التكافؤ الثقافي والعلمي بين الزوجين كأحد أهم معايير نجاح الحياة الزوجية، كونه من العوامل الاساسية في تجسير العلاقة والتفاهمات الزوجية الجديدة، والدالة الرئيسية في تقرير المستوى العلمي والثقافي هو التحصيل العلمي لاشك، نعتقد أن الفارق في المستوى الثقافي والعلمي لا يعمل دائما بشكل سلبي لتأثير الاهداف التفصيلية من الزواج من قبل المتزوجين، فربما يرغب المتزوج ببناء بيت الزوجية على اساس تكوين البيت الجديد وما ينتظراه الزوجين من اطفال وما يبذله في سبيل تربيتهما، بعيدا عن حسابات التكافؤ في التحصيل العلمي على اعتبار أن الزوج ينظر للزوجة كشريكة تهتم بشؤون الحياة الزوجة فقط، والزوجة كذلك تنظر للزوج على انه ذاك الرجل الذي لا يعيبه تدني مستواه العلمي والثقافي وتبعا للظروف الاجتماعية المؤثرة على كل منهما، وستستمر الحياة الزوجية خالية من حضور عناصر الفارق المقصود في حياتهم اليومية فالطبيب المتزوج من ربت بيت لا تحمل مؤهل علمي، لا تشاركه في التفاصيل الفنية لعمله او ابحاثه وما شاكل ذلك والعكس صحيح، ومن هذا المعيار يبدأ تأثير ذلك الفارق سلبا او ايجابا، ويشهد المجتمع حالات نجاح واسعة جدا للحياة الزوجية رغم الفارق العلمي والثقافي، وربما يؤثر التكافؤ الثقافي والعلمي سلبا لوجود الندية في التعامل مع بعض الحالات والمواقف في الحياة اليومية، وما زال مجتمعنا مجتمعا ذكوريا لا يظهر فيه تأثير سلبي واضح لتدني المستوى العلمي والثقافي للزوج في اغلب الاحيان.
محاسن تقارب المستوى الثقافي
وأجابنا الدكتور (خليل الخفاجي)، دكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، قائلا:
الزواج سنة على المسلمين كافة حيث قال رسول الله(ص)(الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني..)، ولكن ثمة شروط يجب توفرها على الزوج او الزوجة عند الزواج وهذه الشروط تتلخص بالآتي:
- أن يكون هناك تكافؤ ثقافي بين الزوجين وخاصة من جهة الزوج أي أن المرأة لا يجوز أن تتزوج عامل إن كانت دكتورة وهذا يؤدي الى الفشل.
- ثم أن الزوج الذي مستواه العلمي جيد لابد أن يتزوج زوجة متعلمة لكي لا ترهقه في تربية الاطفال لاحقا.
لذا فان المستوى الثقافي والتعليمي أثر بكثير على زوجين وتكون اسرتهما متعلمة لكنه ليس شرط واجب، حيث أن المرأة المتعلمة وذات مستوى علمي بسيط أفضل بكثير من المرأة الامية وربما يصطدم الزوج في تعامله وتعليمه وتربية أطفاله فيما بعد، وقد اكد علماء التربية وعلم النفس في هذا الجانب واولوا اهمية فائقة في تربية ابنائهم وينعكس سلبا عليهم، أما أن الجانب الديني فقد أكد على الزواج الكفؤ اي أن الرجل يتزوج من هي بمستواه أو قريبة منه، ولا يجوز على المرأة المتعلمة وذات مستوى عال أن تتزوج رجل اميا، وهذا ما نلاحظه في مجتمعاتنا الريفية حيث يتم اجبار البنت على زواج ابن عمها او قريبها بالإكراه حتى وان كان رجل اميا.
وخلاصة القول: إن جميع الاعراف والثقافات تؤكد على الزواج المتكافئ وعدم اجبار المرأة او الرجل على زواج من مستواه اقل او اعلى بكثير وهذا يؤدي الى الطلاق وهدم الاسرة لاحقا.
وأخيرا التقينا الشاب (محمد جعفر المعموري)، طالب في كلية التربية جامعة كربلاء، فأجابنا بالقول:
إن لكل علاقة زوجية ناجحة يجب وضع تخطيط مسبق لها من جميع النواحي، واتفاق بين الزوجين على هذه الأمور، أما فيما يخص الاختلاف الثقافي والتعليمي فله اهمية كبيرة جدا لتكوين الحياة الجيدة للزوجين، عند تواجد رجل غير متعلم وامرأة متعلمة تختلف طريقة تفكيرهم سيواجهون مشاكل وصعوبة بالتفاهم، وهذا الاختلاف الكبير الذي يصيب الحياة الزوجية، هناك حالات زوجية ناجحة على الرغم من الاختلاف التعليمي بينهما لكن الدين والمجتمع حثنا على الأخذ من المستوى التعليمي والثقافي المتقارب، ولا ننسى أن كلما تقارب المستوى الثقافي بينهما سوف ينشئ اطفال ذو تربية جيدة وبعيدين عن بيئة المشاكل والمعوقات.
اضف تعليق