اللجوء الى الطرق السهلة في التعامل مع المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي، والبحث عن أقصرها لإيصال المعلومة الى المتلقي، جعل الأخير في حالة تيه دائمة، يبحث عن الجديد ولا جديد يذكر، فقط الإبقاء على اجترار القديم الذي تحول الى عبئ يثقل كاهل الشبكات الاجتماعية...
هل شعرت بالملل عند تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي؟، وهل فضلت مغادرتها في لحظة من اللحظات؟، بالتأكيد اصابك هذا الشعور ولو لمرة واحدة في اليوم او الأسبوع او الشهر، وربما يعود السبب الرئيس لهذا الملل هو التكرار غير المنطقي لمضمون تلك الشبكات.
يشعر اغلب المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي بالضجر خلال التصفح على مدار اليوم بالاطلاع على نفس المضامين في جميع التطبيقات الخاصة بالشبكات الاجتماعية، فكثيرا ما نقرأ خبرا على موقع الفيس بوك، ونتعرض له على الانستغرام، ونجده في التغريدات على توتير.
ولا يفارقنا شعار نشر الخبر نفسه على قناة التلكرام، الذي أصبح من أكثر التطبيقات وأفضلها لتقديم الخدمة الخبرية، اُعتمد بشكل كبير من قبل الوزارات الحكومية والوكالات الإخبارية وغيرها نظرا لما يحمله من مزيات تجعله يتفوق على غيره من المواقع القديمة والحديثة.
التنقل بين مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون امر غير اخياري، فمنها من يشرك الصوت والصورة والتعليق على بعض الاحداث، وبعضها ما يكتفي بنشر صورة خالية، وآخر يفضل عرض الموضوع عبر مقطع فيديو، جميع هذه الخيارات اتاحت للمستخدم الحرية في التصفح والمرونة في التعرض للمضمون.
ولكن هذه الحركة غير المقيدة تنخفض مستوياتها عند الشعور او العلم بأن جميع المنصات تتشابه في الطرح وقد يكون تصفح تطبيق واحد من التطبيقات يفي بالغرض ومعرفة ما يدور على الساحة من احداث سياسية واجتماعية مختلفة.
الطروحات المتقاربة على الشبكات الاجتماعية تعود في حقيقة الامر الى هيمنة بعض الجهات على الصفحات او المنصات المؤثرة بالرأي العام والتحكم بما تريد ان يناقش في الأوساط الاجتماعية، وتذهب من اجل ذلك الى إثارة بعض القضايا وتكثيف التعليق عليها من خلال الجيوش الالكترونية التابعة لها.
وتبدأ المرحلة الثانية من مراحل الإثارة وربما تعتبر ارتداد للخطوة الأولى، وهي عملية النسخ واللصق، اذ ابتليت الصحافة وليس مواقع التواصل الاجتماعي بهذه اللعنة التي شوهت الوجه الناصع لمهنة المتاعب، واخفت الكثير من الحقائق، ذلك لفقدان عنصر الدقة المطلوب توافره في العمل الصحفي.
كسر الملل ومنع حالات التكرار الفضفاض يحدث حين اللجوء الى بعض التقنيات المستخدمة لتنويع التناول عبر استخدام الأساليب تقنية وفنية لعرض المحتوى، مرتكزة على الجذب والتشويق بعيدا عن الأساليب التقليدية لنشر الاخبار، ومكتفية بالكتابة النمطية رغم أهمية التوضيح في بعض الأحيان.
اللجوء الى الطرق السهلة في التعامل مع المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي، والبحث عن أقصرها لإيصال المعلومة الى المتلقي، جعل الأخير في حالة تيه دائمة، يبحث عن الجديد ولا جديد يذكر، فقط الإبقاء على اجترار القديم الذي تحول الى عبئ يثقل كاهل الشبكات الاجتماعية.
أكثر ما تحتاجه مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي هو تشديد المراقبة على المنشورات ووضع حد نهائي لخاصيات نسخ المحتويات، وسيعمل ذلك على عقلنة سلوك الناشرين المؤثرين وذهابهم بالتالي الى الاجتهاد باتجاه التفكير بمحتويات ومضامين أكثر متانة واتساق ورغبة المستخدمين بصورة عامة.
المتصفح غير مستعد لتضييع وقته على الشبكات الاجتماعية دون الشعور بالفائدة منها، ذلك لانشغال اغلب منتجي المحتوى الرقمي عن موضوع المنافسة والاقتصار على التقليد، وبالنتيجة يهرب المتصفح من هذه المواقع او يضطر الى غربلتها من جهازه المحمول لكيلا تصدعه المحتويات البالية.
اضف تعليق