في الآونة الأخيرة بزغ عصر حروب الإنترنت وبشكل كبير وخطير فقد تبين من الدوافع التي أدت إلى شن الهجمات الالكترونية أنها نابعة من أغراض سياسية، حيث بدأت العديد الدول تعد العدة للتصدي لمثل هذه الهجمات ولشن أخرى مضادة عبر الإنترنت، فقد حذر الخبراء من ان الفترة المقبلة ستشهد حرب جديدة هي حرب التقنيات الالكترونية التي أصبحت اليوم واقع ملموس يثير قلق الكثير من دول العالم و العديد من المسؤولين وغيرهم من أصحاب الشركات ورؤوس الأموال ممن يخشون الوقوع بأيدي قراصنة الانترنت سواء كانوا أفرادا ام مؤسسات استخبارية حكومية، تسعى الى الحصول على بعض المعلومات المهمة عن الأعداء وتهدف الى تدمير تقنياتهم من خلال الهجمات الفايروسية المدمرة، في الآونة الأخيرة اجتاحت العالم أكبر موجة قرصنة عرفتها الدول حديثاً، بعدما وجدت أكثر من 150 دولة حول العالم نفسها تحت رحمة سيل من الهجمات الإلكترونية غير المسبوقة، والتي أثّرت على أداء العديد من المؤسسات والمنظمات، حتى إن بعض المستشفيات والمدارس والجامعات لم تسلم من هجوم برنامج الفدية الخبيثة.
يرى الخبراء في مجال أمن المعلومات إن إمكانية الاتصال غير المسبوقة التي أتاحها عصر الإنترنت، أدت إلى فوائد اجتماعية واقتصادية هائلة، لكنها في الوقت نفسه فرضت العديد من التحديات الجديدة. وفي عالمنا المتصل تمامًا، لا تزال التهديدات المتعلقة بأمن الإنترنت تواصل تطوَّرها، الأمر الذي يمنحها الأسبقية دومًا على أكثر الدفاعات تقدمًا.
ويرى هؤلاء الخبراء أدت تهديدات الأمن القائمة على الشبكة إلى انتشار عمليات سرقة الهوية والاحتيال المالي على نطاق واسع. ويعاني المستهلكون والشركات من مشاكل بالغة من جراء رسائل البريد غير المرغوب فيه، والفيروسات، وبرامج التجسس.
وفقا للخبراء في الامن الالكتروني يتضح من السابق أن العالم مقبل على حرب إلكترونية يشترك فيها الأفراد ليس فقط حصرًا على الدول والحكومات فهذه الحروب أعلت من شأن الأفراد في استخدام أدوات وتكنولوجيا الاتصال الحديثة على كافة الأصعدة وتبين للدول والحكومات أن شرًا مسطيرًا يأتي تجاههم عن طريق تلك الأدوات التي قاموا بتطويرها وتعهدوها بالرعاية، إلى أن دخلوا في مرحلة مواجهة لن تنتهي بأي حال على المدى القريب.
وعليه أصبح الخوف من حرب الإنترنت كبيرا في الديمقراطيات الغربية بعد أن اكتشف جهاز الاستخبارات الأمريكي أن قراصنة إنترنت روس عملوا بطريقة مستهدفة ليؤثروا على حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح دونالد ترامب. هذه المزاعم وصفها ترامب بـ"السخيفة" في مقابلة أجرتها معه قناة فوكس نيوز. ومع ذلك يثير الدعم الانتخابي المحتمل من قبل روسيا القلق ليس لدى الرأي العام الأميركي فقط. إذ يرى البعض أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ستكون الضحية القادمة لقراصنة الانترنت الروس. فما مدى واقعية هذا الخطر؟ وهل سيصبح في المستقبل هذا الشكل من أشكال الحرب الهجينة سلاحا رئيسيا في الصراع من أجل كسب الرأي العام؟
فيسبوك ومايكروسوفت أحبطتا هجمات إلكترونية كورية شمالية
قال مسؤول في البيت الأبيض إن شركتي فيسبوك ومايكروسوفت أحبطتا عددا من التهديدات الإلكترونية الكورية الشمالية الأسبوع الماضي وذلك في الوقت الذي أنحت فيه الولايات المتحدة علانية باللائمة على بيونجيانج في هجوم إلكتروني وقع في مايو أيار وأصاب شبكات الكمبيوتر في مستشفيات وبنوك وشركات أخرى بالشلل.
وقال توم بوسرت مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي إن ”فيسبوك حذفت حسابات مما أدى إلى وقف التنفيذ العملي لهجمات إلكترونية مستمرة كما اتخذت مايكروسوفت إجراءات لإحباط هجمات قائمة ليس فقط هجوم وانا كراي في بادئ الأمر“.
ولم يقدم بوسرت تفاصيل بشأن إجراءات الشركتين الأمريكيتين العملاقتين لكنه قال إن الحكومة الأمريكية دعت الشركات الأخرى إلى التعاون في مجال الدفاع عن الأمن الإلكتروني، وجاءت تصريحات بوسرت خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أنحي خلاله باللوم على كوريا الشمالية في هجوم وانا كراي الذي أصاب مئات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في أكثر من 150 دولة قائلا إن الحكومة الأمريكية لديها دليلا واضحا على مسؤولية كوريا الشمالية. ولم يوضح هذا الدليل، وجاء الاتهام الأمريكي في وقت زادت فيه حدة التوتر مع كوريا الشمالية بسبب برامج أسلحتها النووية والصاروخية. بحسب رويترز.
وأكد متحدث باسم فيسبوك أن الشركة حذفت الأسبوع الماضي حسابات لها صلة بمجموعة للقرصنة الإلكترونية مرتبطة بكوريا الشمالية تسمى (لازاروس جروب) ”لجعل ممارسة أنشطتهم أكثر صعوبة“، وقال المتحدث إن الحسابات كانت شخصية في معظمها ومزيفة وكانت تستخدم لإقامة علاقات مع الأهداف المحتملة.
وقالت فيسبوك إنها أخطرت أيضا الأشخاص الذين كانوا على اتصال بهذه الحسابات، وقال براد سميث رئيس مايكروسوفت في تدوينة إن الشركة عطلت الأسبوع الماضي برنامجا ضارا كانت (لازاروس جروب) تعتمد عليه وقامت بتنظيف أجهزة كمبيوتر عملاء أصابها هذا البرنامج و”عطلت حسابات كانت تستخدم لمواصلة الهجمات الإلكترونية“، وقال سميث إن هذه الخطوات اتُخذت بعد التشاور مع عدة حكومات لم يكشف النقاب عنها ولكنه قال إن قرار مايكروسوفت كان مستقلا.
مخابرات ألمانيا تكشف النقاب عن حسابات تواصل اجتماعي تعمل واجهة للمخابرات الصينية
نشر جهاز مخابرات ألماني تفاصيل حسابات تواصل اجتماعي يقول إنها واجهات فتحتها المخابرات الصينية لجمع معلومات شخصية عن مسؤولين وساسة ألمان، واتخذ جهاز المخابرات الداخلية الألماني خطوة غير معتادة بإعلان أسماء صفحات أفراد يقول إنها وهمية ومنظمات وهمية، وذلك لتحذير الشخصيات العامة من مخاطر تسريب معلومات شخصية مهمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت المخابرات ”أجهزة المخابرات الصينية تنشط على مواقع إلكترونية مثل (لينكد إن) وتحاول منذ فترة استقاء معلومات وإيجاد مصادر مخابرات بهذه الطريقة“ بما في ذلك السعي وراء معلومات عن عادات وهوايات واهتمامات الساسة.
وقال الجهاز إن تسعة أشهر من البحث أظهرت أن أكثر من عشرة آلاف مواطن ألماني تلقوا اتصالات عبر موقع لينكد إن للتواصل المهني من صفحات وهمية تتخفى في شكل صفحات بحث عن خبرات ومستشارين وباحثين وأكاديميين، وأضاف ”قد تكون هناك أعداد كبيرة من الأفراد المستهدفين والصفحات الوهمية التي لم تحدد بعد“، وقال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين يوم الاثنين إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وأضاف ”نأمل أن تتحدث وتتصرف المؤسسات الألمانية المعنية، لا سيما الإدارات الحكومية، بطريقة تنم عن المسؤولية بشكل أكبر وألا تفعل ما لا يفيد تطور العلاقات الثنائية“.
وتشمل الحسابات الوهمية التي نُشرت تفاصيلها حسابا باسم ”ريتشل لي“ التي تعرف نفسها بأنها مسؤولة توظيف في موقع ”رايز إتش.آر“ و”أليكس لي“ وهو مدير مشروعات في مركز لدراسات التنمية الصينية الأوروبية. بحسب رويترز.
والكثير من صور الحسابات لشبان وشابات يتسمون بالأناقة والجاذبية. وقال أحد المسؤولين إن صورة حساب ”ليتشيا تشين“ المديرة في المركز الصيني للسياسة والاقتصاد الدوليين مأخوذة من كتيب مصور للموضة منشور على الإنترنت، وأظهرت مراجعة رويترز لهذه الصفحات أن بعضها على صلة مع دبلوماسيين وساسة بارزين من عدة دول أوروبية. لكن ليست هناك طريقة لمعرفة ما إذا كانت اتصالات أخرى جرت باستثناء الإضافة على موقع التواصل، ويعكس التحذير تنامي القلق في أجهزة المخابرات الأوروبية والغربية من أنشطة صينية سرية في بلادها ويأتي في أعقاب تحذير من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من محاولات أجهزة أمنية صينية تجنيد مواطنين أمريكيين للعمل لحسابها.
هجمات إلكترونية على منشآت للطاقة والطيران والمياه
أصدرت الإدارة الأمريكية تحذيرا نادرا للجمهور من شن حملات تسلل إلكتروني على مؤسسات للطاقة وأخرى صناعية في أحدث دليل على أن هذا النوع من الهجمات يشكل خطورة على صناعة الطاقة وغيرها من البنى التحتية العامة، وأصدرت وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) الأمريكي تقريرا نشر عبر رسائل البريد الإلكتروني مساء الجمعة ورد فيه أن منشآت صناعية في مجالات الطاقة النووية والطاقة والطيران والمياه وغيرها من الصناعات الحيوية، إضافة إلى جهات حكومية، تتعرض لهجمات تسلل إلكتروني منذ شهر مايو أيار على الأقل.
وحذرت الوزارة والمكتب من أن المشاركين في عمليات التسلل الإلكتروني نجحوا في التسلل إلى بعض الشبكات التي استهدفوها دون أن تحدد أي ضحايا أو تصف أي حالات للتخريب، وذكر التقرير أن هدف المهاجمين هو تعريض شبكات المؤسسات لرسائل بريد إلكتروني خبيثة للحصول على معلومات للوصول إلى شبكات الكمبيوتر المستهدفة.
وتعكف السلطات الأمريكية على مراقبة هذا النشاط منذ شهور وجاء ذلك في تقرير سري نشرته رويترز في يونيو حزيران. ووزع هذا التقرير على الشركات المعرضة لخطر الهجمات، ورفض سكوت ماكونيل المتحدث باسم وزارة الأمن الداخلي توضيح المعلومات التي تضمنها التقرير أو الدافع وراء إصدار الحكومة لهذا التحذير في هذا التوقيت، وقال ”التحذير يوفر توصيات... للحد من أنشطة الإنترنت الخبيثة التي تستهدف قطاعات متعددة ويؤكد التزامنا باليقظة في مواجهة (أي) تهديدات جديدة“، ولم يرد ممثلون لمكتب التحقيقات الاتحادي على طلبات للتعليق، وقال التقرير إن وزارة الأمن الداخلي ”على ثقة بأن هذه الحملة لا تزال مستمرة ولا يزال ممثلو التهديد يسعون نحو (تحقيق) أهدافهم في حملة طويلة المدى“.
تقارير: متسللون روس سرقوا أسرارا إلكترونية من وكالة الأمن القومي الأمريكي
قالت صحيفتان أمريكيتان إن متسللين مدعومين من الحكومة الروسية سرقوا معلومات إلكترونية أمريكية شديدة السرية من وكالة الأمن القومي عام 2015 بعد أن وضعها أحد المتعاقدين على جهاز كمبيوتر في منزله.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر لم تسمها قولها إن السرقة تضمنت معلومات بشأن اختراق شبكات الكمبيوتر الأجنبية والحماية من الهجمات الإلكترونية، ورجحت أن تكون هذه من أكبر الاختراقات الأمنية على الإطلاق.
وجاء في خبر نشرته صحيفة واشنطن بوست لاحقا أن الموظف عمل مع بوكالة الأمن القومي قبل طرده منها عام 2015، وامتنعت وكالة الأمن القومي عن التعليق مشيرة إلى سياسة ”عدم التعليق نهائيا على القضايا التي تخص منشآتها أو موظفيها“. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من التقارير.
وإذا تأكد النبأ فسيكون هذا أحدث اختراق في سلسلة اختراقات لبيانات سرية تخص وكالة الأمن القومي الأمريكية ومنها تسريب المتعاقد إدوارد سنودن بيانات سرية بشأن برامج المراقبة الأمريكية عام 2013، وينتظر متعاقد آخر يدعى هارولد مارتن محاكمته في اتهامات بأخذ مواد سرية تابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكية إلى منزله. وقالت واشنطن بوست إن مارتن لم يلعب دورا في القضية الأخيرة.
وقال السناتور بن ساس عضو لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ في بيان ردا على تقرير وول ستريت جورنال إن التفاصيل تنذر بالخطر إذا كان ما ورد في التقرير صحيحا، وأضاف ”يجب أن ترفع وكالة الأمن القومي رأسها من الرمال وتحل مشكلة متعاقديها“، ونقلت الصحيفتان الأمريكيتان عن مصادر لم تسمها قولها إن المتعاقد استخدم برنامج مضاد للفيروسات من شركة كاسبرسكي وهي شركة مقرها موسكو تقرر الشهر الماضي حظر استخدام منتجاتها داخل شبكات الحكومة الأمريكية للاشتباه بأنها تساعد الكرملين على عمليات التجسس، ونفت الشركة تلك المزاعم بشدة، وقال خبراء أمنيون إن مسؤولي الحكومة الروسية استغلوا ثغرات في برنامج كاسبرسكي لاختراق جهاز المتعاقد، وقالت كاسبرسكي أمس الخميس إنها وجدت نفسها في خضم عراك سياسي.
برنامج كاسبرسكي استخدم لاختراق كمبيوتر متعاقد مع وكالة الامن القومي الاميركية
أوردت صحيفة وول ستريت جورنال ان قراصنة معلوماتية روس استخدموا برنامج "كاسبرسكي" المضاد للفيروسات الإلكترونية لسرقة وثائق سرية كانت على جهاز الكمبيوتر الشخصي لمتعاقد مع وكالة الامن القومي الاميركية في 2015، وتابعت الصحيفة الخميس ان القراصنة تمكنوا بذلك من الوصول الى وثائق تشرح كيف تقوم "الوكالة بقرصنة أجهزة كمبيوتر أجنبية وكيف تحمي نفسها من عمليات القرصنة.
وعملية القرصنة التي تمت في العام 2015 كانت الثالثة التي يتعرض لها متعاقد مع الوكالة في غضون اربع سنوات. ولعل الحادث حمل السلطات الاميركية على منع الوكالات الفدرالية من استخدام هذا البرنامج الذي تطوره شركة "كاسبرسكي لابس" المتخصصة في الامن المعلوماتي، في 13 ايلول/سبتمبر الماضي، أصدرت الحكومة الاميركية أمرأ الى كل الوكالات الفدرالية بمسح برامج "كاسبرسكي" في غضون تسعين يوما.
وكانت وزيرة الامن الداخلي ايلاين ديوك أعلنت في بيان آنذاك ان "الوزارة قلقة من الروابط بين بعض المسؤولين في ’كاسبرسكي’ وهيئات استخبارات ووكالات حكومية روسية أخرى"، وأوردت "وول ستريت جورنال" ان المتعاقد اخذ وثائق سرية تابعة لوكالة الأمن القومي الى منزله وقام بنسخها على جهازه الخاص الذي كن مزودا ببرنامج "كاسبرسكي". وتمكن القراصنة من تحديد الوثائق بفضل هذا البرنامج، وأضافت ان المتعاقد لم يكشف المعلومات عن قصد لكنه خالف القانون على الارجح عندما نقل وثائق مصنفة اسرارا دفاعية الى منزله.
من جهتها، شددت شركة "كاسبرسكي لابس" على عدم وجود دليل بحصول تواطؤ محتمل بينها وبين اجهزة الاستخبارات الروسية، وكتب مؤسس الشركة يوجين كاسبرسكي على مدونته "لنفترض ان شخصا او اثنين نجحا بشكل أو بآخر في اختراق الشركة، هناك عشرات الاليات الداخلية والتكنولوجية وعلى مستوى التنظيم للحد من المخاطر"، كما انه سيتم كشف هؤلاء الاشخاص حتما من قبل موظف آخر، وشدد كاسبرسكي على ان "استغلال ثقة مستخدمينا لتسهيل التجسس من قبل حكومة ما سيكون مخالفا لمبادئنا الاخلاقية"، تحقق "كاسبرسكي لابس" 85% من مبيعاتها عبر الصادرات ويستخدم برنامجها لمكافحة الفيروسات ملايين الاشخاص في مختلف انحاء العالم.
مسؤول امني بريطاني يتهم روسيا بالتورط في هجمات معلوماتية على بريطانيا
من المتوقع ان يتهم مدير الامن المعلوماتي في بريطانيا روسيا بشن هجمات معلوماتية على وسائل اعلام بريطانية وعلى قطاعي الطاقة والاتصالات السنة الماضية، وسط تقارير عن تدخل روسي في الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي (بريكست).
وبحسب مقتطفات من خطابه نشرها مكتبه مسبقا يقول كيران مارتن رئيس المركز الوطني للامن المعلوماتي ان "روسيا تسعى لتقويض النظام العالمي. هذا واضح"، ويضيف "التدخل الروسي الذي رصده المركز الوطني للامن المعلوماتي في السنة الماضية، تضمن هجمات على وسائل الاعلام في المملكة المتحدة وقطاعي الاتصالات والطاقة".
وسيقول ايضا "ان رئيسة الوزراء (تيريزا ماي) أكدت مساء الاثنين ان النظام العالمي كما نعرفه يواجه خطر الزوال"، وتفاعل المركز مع اكثر من 590 حادثة مهمة منذ إنشائه في 2016، رغم ان الوكالة الحكومية لم تحدد عدد تلك المرتبطة بروسيا، وتأتي تعليقات مارتن بعد هجمات لاذعة من ماي لروسيا التي اتهمتها "بالسعي لاستخدام المعلومات كسلاح" و"بنشر الخلافات في الغرب وتقويض مؤسساتنا".
وقالت الاثنين في كلمة خلال المأدبة الرسمية لبلدية لندن ان النشاطات الالكترونية الروسية تشمل "استخدام منظماتها الاعلامية الحكومية لزرع روايات كاذبة ونشر صور تم التلاعب بها"، ورفضت وزارة الخارجية الروسية الانتقادات واتهمت ماي بتحويل انتباه الشعب عن المشكلات الداخلية، والمحاولات الروسية المفترضة للتأثير على استفتاء بريكست العام الماضي، هي ضمن تحقيق يجري في لندن، وقد طلبت اللجنة البرلمانية للمعلومات الرقمية والثقافة ووسائل الاعلام والرياضة معلومات من تويتر وفيسبوك عن حسابات مرتبطة بروسيا، وتسعى هذه اللجنة للاستماع الى مدراء تنفيذيين من مواقع التواصل الاجتماعي في السفارة البريطانية في واشنطن مطلع العام القادم.
أرباح شركات عالمية تتضرر من هجمات إلكترونية
تضررت أرباح شركات جراء هجمات إلكترونية مكلفة تزايد أثرها وأصبحت أمرا واقعا لشركات مثل مونديليز المنتجة لبسكويت أوريو وميرك للأدوية وغيرهما ممن قالوا إن هجوما وقع في الأسبوع الأخير من الربع الثاني عطل بعض العمليات.
وسجلت مونديليز انترناشونال، ثاني أكبر شركة حلويات في العالم، انخفاضا بلغ خمسة في المئة في المبيعات الفصلية في النتائج التي أعلنتها يوم الأربعاء عزته إلى تأخيرات النقل البحري والفواتير بفعل الهجوم الإلكتروني المعروف باسم "نوت بيتيا" في 27 يونيو حزيران، وكان من بين ضحايا نوت بيتيا الآخرين ميرك التي حذرت الأسبوع الماضي من أن الهجوم تسبب في وقف إنتاج بعض الأدوية وقالت إنها لم تقدر بعد التكلفة الإجمالية المرتبطة بالهجوم، وتسبب الهجوم أيضا في تباطؤ عمليات التسليم لدى فيديكس وتعطيل عمليات موانئ لشركة النقل البحري إيه.بي مولر-ميرسك وتوقف خطوط إنتاج لدى ريكيت بينكيسر البريطانية المنتجة للسلع الاستهلاكية وفقا لتلك الشركات.
وقال أيان وينر الرئيس المشارك للأسهم لدى ويدبوش للأوراق المالية "يجب أن يعتاد المستثمرون على سماع ما يتعلق بهجمات إلكترونية خلال إعلانات الأرباح، "هذا الاتجاه يتسارع.. مع استخدامهم أساليب أكثر تعقيدا، يهاجم القراصنة شركات كبيرة"، وأصبح الكثير من القراصنة معتادين على تطوير برمجيات خبيثة لمحو البيانات المسجلة على أجهزة الكمبيوتر وجعلها غير صالحة للعمل.
خبراء أمن: إيران طورت قدراتها في التسلل الإلكتروني بعد أن كانت مبتدئة
قالت مؤسسة فاير آي الأمنية الأمريكية إن متسللين مرتبطين على الأرجح بالحكومة الإيرانية مسؤولون عن هجمات إلكترونية على شركات سعودية وغربية في مجالي الطيران والفضاء والبتروكيماويات في مؤشر على تطور القدرات الإيرانية على الاختراق الإلكتروني، وأطلق تقرير للشركة على المتسللين الجدد اسم مجموعة إيه.بي.تي33 وتحدث بالتفصيل عن أدلة على أنشطة المجموعة منذ 2013 في السعي للاستيلاء على أسرار عسكرية وجوية مع الاستعداد لشن هجمات ربما تفضي إلى انهيار شبكات كمبيوتر بأكملها.
ولم يتسن الوصول بعد لقوات الحرس الثوري الإيراني للتعقيب بعد أن اتصلت بها رويترز في نهاية أسبوع العمل في البلاد، ورصدت الشركة مجموعة إيه.بي.تي33 بعد أن استدعيت لإجراء تحقيقات في هجمات إلكترونية على منظمة أمريكية للطيران ومجموعة شركات سعودية تملك حصصا في شركات طيران ومجموعة كورية جنوبية لها مصالح في مجال تكرير النفط والبتروكيماويات. ورفضت فاير آي ذكر أسماء هذه الشركات.
وفي تحرك منفصل الأسبوع الماضي أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية شبكتي تسلل تتخذان من إيران قاعدة لهما وثمانية أفراد في قائمة للعقوبات الأمريكية متهمة إياهم بالمشاركة في هجمات إلكترونية على النظام المالي الأمريكي.
وقالت فاير آي إن مجموعة إيه.بي.تي33 كانت أول مجموعة تدعمها الدولة من إيران تنضم إلى قائمة جمعتها الشركة خلال العقد الأخير وتشمل حملات لمتسللين إلكترونيين من الصين وروسيا وكوريا الشمالية، وقال جون هولتكويست مدير تحليل بيانات التجسس الإلكتروني في الشركة لرويترز في مقابلة ”هذه الحملة تحمل بصمات الإيرانيين لاسيما بصمات الحكومة. في اللحظة الراهنة نشهد الكثير من الأنشطة التي يبدو أنها تجسس إلكتروني تقليدي“.
وذكر هولتكويست أن مجموعة إيه.بي.تي33 تشترك في بعض الأدوات مع 15 مجموعة تسلل لها صلات بإيران لكنها تختلف عنها في الوقت ذاته. ورصد باحثون في مجال الأمن هذه المجموعات في السنوات الأخيرة ويحمل بعضها أسماء مثل ”شامون“ و”وروكيت كيتن“ و”تشارمينج كيتن“، ويقول بعض الخبراء إن استخدام كلمة ”كيتن“ أو الهريرة في الإشارة لهذه المجموعات يعكس درجة الاعتداد بقدرات إيران في الماضي، وذكرت فاير آي أن الهجمات ضد المجموعتين السعودية والكورية الجنوبية حدثت في فترة قريبة أحدثها كان في مايو أيار الماضي واستخدمت أساليب التصيد لسرقة بيانات حسابات البريد الإلكتروني والتي تتضمن رسائل مزيفة عن إعلانات وظائف في شركات نفط في السعودية لاجتذاب الضحايا.
باحثان يكشفان خللا يجعل الإنترنت اللاسلكي عرضة للاختراق
حذرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية من مخاطر إلكترونية مرتبطة بنظام مستخدم على نطاق واسع لتأمين الاتصالات عبر الإنترنت اللاسلكي (واي-فاي) بعد أن اكتشف باحثان بلجيكيان خللا قد يتيح لمتسللين قراءة معلومات كان يعتقد أنها مشفرة أو إصابة المواقع بالبرمجيات الخبيثة، وجاء في التحذير الذي أصدره فريق الاستجابة للطوارئ المتعلقة بأجهزة الكمبيوتر التابع لوزارة الأمن الداخلي أن الخلل يمكن استغلاله ضمن نطاق شبكة الإنترنت اللاسلكي باستخدام بروتوكول التشفير (دبليو.بي.إيه2) لاختراق اتصالات خاصة. وأوصى الفريق بتحديث المنتجات المتأثرة بهذا الخلل مثل أجهزة التوجيه التي تقدمها شركة سيسكو سيستمز أو جونيبر نتووركس، وكشف الباحثان البلجيكيان ماثي فانهوف وفرانك بيسنز من جامعة كو لوفن البلجيكية الخلل في بروتوكول التشفير (دبليو.بي.إيه2) الذي يؤمن أنظمة الإنترنت اللاسلكي الحديثة والذي يستخدمه الباعة للاتصالات اللاسلكية بين أجهزة الهواتف المحمولة والكمبيوتر المحمول وغيرها من الأجهزة المتصلة بأجهزة توجيه متصلة بالإنترنت أو بشبكات إنترنت لاسلكية.
قال الباحثان ”إذا كان جهازك يدعم الاتصال بالإنترنت لاسلكيا فإنه تأثر على الأرجح“. وكتب الباحثان نتائجهما على موقع كراك أتاكس الذي أسساه لتقديم المعلومات التقنية عن الخلل والأساليب التي قد يستخدمها المتسللون لمهاجمة الأجهزة، ولم يتضح على الفور مدى صعوبة استغلال المتسللين للخلل أو إن كان الخلل استخدم من قبل لشن هجوم.
جوجل تدشن خصائص متقدمة لحماية البريد الإلكتروني للمستخدمين المعرضين للخطر
قالت شركة جوجل إنها ستطرح ”برنامج حماية متقدما“ لتوفير أمن أقوى لحسابات البريد الإلكتروني لبعض المستخدمين مثل مسؤولي الحكومة والنشطاء السياسيين والصحفيين المعرضين بدرجة أكبر لخطر الاستهداف من متسللين متطورين، وسيتاح لمستخدمي جوجل اختيار إعدادات أمن تهدف لحماية بيانات بريد جوجل الإلكتروني (جيميل) وقاعدة تخزين البيانات (جوجل درايف) ويوتيوب من هجمات التصيد الإلكتروني.
وتتضمن خصائص الحماية المتقدمة خيارا يتطلب مفتاحا أمنيا في هيئة جهاز ناقل للبيانات يتم توصيله بجهاز الكمبيوتر قبل أي محاولة لدخول الحسابات للتحقق من هوية المستخدم. وستتطلب محاولات الدخول للحسابات عن طريق الهواتف المحمولة جهازا لاسلكيا يعمل بالبلوتوث، وسيتم منع تطبيقات من أطراف ثالثة مثل خدمة البريد الإلكتروني لأبل أو برنامج مايكروسوفت أوتلوك من الوصول لبيانات المستخدمين الذين سيتمتعون بخصائص الحماية المتقدمة، ويتضمن البرنامج أيضا عملية معقدة ومفصلة لاستعادة الحسابات لقطع الطريق على المتسللين الذين يحاولون الوصول لحسابات عن طريق التظاهر بأنهم مستخدمون فقدوا حساباتهم.
اضف تعليق