الكتابة مؤثرة في الإنسان كتأثير الكلام فيه، ولو لم تكن كذلك لما استقبلها الإنسان، ولما تعامل بها، حيث كان لها الأثر البالغ في هداية الناس إيجاباً، كما في آيات القرآن، والأحاديث الشريفة، وقصص الأنبياء، ومكارم الأخلاق، والكتب الدينية التربوية الأخرى... ومقابل ذلك يوجد نوع من الكتابة يؤثر على...

الإنسان والعلم والقلم

قال تعالى: (ٱلرَّحۡمَٰنُ * عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ * خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ * عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ)(1).

لقد قدّم اللّه سبحانه وتعالى تعليم القرآن على خلق الإنسان، لما له من الجلالة والعظمة والأهمية، إذ هو مفتاح الهداية، وباب العلوم، وبه تكون الدعوة إلى اللّه تعالى، ثم جاء ذكر خلق الإنسان. وأشار سبحانه إلى واحدة من خصائصه، وهي: البيان، أي: قدرة الإنسان على الإفصاح والتكلم عمّا في داخله وضميره، وليس المعنى: أنه تعالى علّمه اللغة، بل ألهمه قدرة البيان عمّا في داخله، تارة يكون بواسطة اللسان، وأخرى بواسطة القلم. أي: إنه ألهمه، وأودع فيه قدرة الكشف، والإظهار لما يريد إظهاره. وفي آية أخرى، قال تعالى: (عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ)(2). وهو الكشف عن النوع الثاني من البيان، والذي هو مدار بحثنا. فإن اللّه تعالى أعطى للإنسان قدرة الكتابة والتدوين بالقلم، فالقلم هو سبب لتدوين وكتابة العلم، والأخير سبب لتقدم الإنسان، وتصحيح ارتباطه باللّه عزّ وجلّ، وسبب لحصول المعرفة لديه؛ إذن كان السبب الأول هو القلم.

نعم، قد يقال: إنّ العلم لا يتوقف على القلم. وهو أمر مسلّم، ولكن لولاه لما حصلنا على الصحف الخطية الأُولى، للأجيال التي مضت، فنحن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، ولو لم نعلم أين انتهوا، لم نعلم من أين نبدأ، بل لكلّفتنا البداية الشيء الكثير من العمر والجهود، ولولا وجود الصحف الخطية للعلماء، لما علمنا قيمتهم العلمية، أو مستواهم العلمي، ورتبتهم في المجتمع، ولضاعت جهودهم. ولذلك يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «اكتُبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا»(3). فالكتابة سببٌ للحفظ، ثم إنه حتى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان قد وضع كتّاباً للوحي يكتبون القرآن، نعم، الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان يحفظ القرآن، ولكنّه كان يأمر بالكتابة، لكي توزع هذه الصُّحف في مشارق الأرض ومغاربها، وكذلك لكي تحفظ إلى الأجيال اللاحقة، وإلى هذا المعنى وغيره أشار الإمام الصادق (عليه السلام)، حينما قال: «اُكتُب وبُثّ علمك في إخوانك»(4).

فالكتابة أمر ضروري جداً وهي سبب أساسي في إيصال المعرفة والعلم والمفاهيم إلى الآخرين، ولذلك ابتدأ القرآن بذكر القلم؛ قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، في فضل الكتابة والقلم: «رسولك ميزان نبلك، وقلمك أبلغ من ينطق عنك»(5).

وقال (عليه السلام) أيضاً: «عقول الفضلاء في أطراف أقلامها»(6).

إذن كما كانت اللّغات علّة وواسطة لنقل الأفكار وتلاقحها، فإن للقلم والكتابة الدور الرئيس في هذا النقل، ومما لا شك فيه أنّ الكتابة مؤثرة في الإنسان كتأثير الكلام فيه، ولو لم تكن كذلك لما استقبلها الإنسان، ولما تعامل بها، حيث كان لها الأثر البالغ في هداية الناس إيجاباً، كما في آيات القرآن، والأحاديث الشريفة، وقصص الأنبياء، ومكارم الأخلاق، والكتب الدينية التربوية الأخرى... ومقابل ذلك يوجد نوع من الكتابة يؤثر على الإنسان سلباً، ككتب الضلالة والرذيلة، وكذلك بعض القصص البوليسية التي أثّرت على الناس، وأدّت إلى ارتفاع مستوى الجريمة، لا سيّما في الدول الأوروبية والغربية، وأثّرت الكتابات الفكرية المادية والمنحرفة في توجيه الشباب إلى غير جادة الحق والمنطق، إذن الكتابة لها الأثر الفعّال إيجاباً وسلباً في كل عصر، ومن هنا يأتي دور المفكرين والمصلحين، لتهذيب الناس وإرشادهم إلى النافع من الكتب والمؤلّفات لئلا تؤثر على حياتهم سلباً....

من وسائط الهداية

يضرب اللّه عزّ وجلّ مثالاً من خلال عرضه لقصّة سليمان (عليه السلام) مع ملكة سبأ (بلقيس)، فلما أخبره الهدهد بوجود قوم يعبدون الشمس من دون اللّه كما جاء في الكتاب العزيز: (فَمَكَثَ غَيۡرَ بَعِيدٖ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۢ بِنَبَإٖ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ * وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ...)(7). وعند ذلك قرّر النبي سليمان (عليه السلام)، أن يكتب لهم ـ أولاً ـ كتاباً، يدعوهم فيه للتوحيد، وعبادة اللّه، وعدم التَعالي على ذلك، فأرسل كتابه مع الهدهد: (ٱذۡهَب بِّكِتَٰبِي هَٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَيۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا يَرۡجِعُونَ)(8). وفعلاً، فقد قام الهدهد بإيصال كتاب النبي سليمان (عليه السلام) إلى ملكة سبأ، فعندما قرأته: (قَالَتۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ)(9). فأول ما قالته: أنها وصفت الكتاب بأنه كريم، فقد عظّمته، لأنه كان من سليمان، وعظّمته لأنه كان يحمل معاني عالية وشريفة، فأثر بها، مما جعلها تصفه بالكرم، لأن الوثنيين كلّهم قائلون بوجود اللّه تعالى، ولكنهم يتخذون أرباباً وآلهة متعددة، يتقربون من خلالها إلى اللّه عزّ وجلّ. ومن أجل ذلك فعندما رأت الملكة محتوى الكتاب: (إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ * أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ)(10). ووجدت ما يحمل هذا الكتاب من معاني شريفة، حيث ابتدأ بالبسملة وذكر اللّه عزّ وجلّ، ثم دعوة سليمان (عليه السلام) لهم إلى الدخول في ولاية اللّه عزّ وجلّ. فكانت هذه المعاني المقدسة من عوامل هداية ملكة سبأ إلى اتباع سليمان، وتوحيد اللّه عزّ وجلّ. فهذا نموذج قرآني يشير إلى أهمية الكتاب، ولا سيما عندما تكون هادفة، وتدعو للحق والصراط القويم.

ولقد شهد التاريخ الإسلامي هذا اللون من التبليغ، حيث كانت البلاد الإسلامية مترامية الأطراف بعيدة المدن، تفصلها مسافات شاسعة، فكانوا يستعينون بالكتابة لإيصال الأفكار. فكان اتباع الأئمة (عليهم السلام) وغيرهم يكتبون اسألتهم واستفساراتهم، على هيئة (رسائل) ثم يبعثون بها إلى الأئمة (عليهم السلام). وكان الأئمة (عليهم السلام) يجيبون عليها، ثم يرسلونها إليهم، ولقد شهدت حركة الرسائل هذه نشاطاً ملحوظاً، وبخاصة في عصر الإمام الرضا (عليه السلام)، وما بعده من الأئمة (عليهم السلام)، حيث كانت السلطات الحاكمة تفرض حصاراً على اتباع أهل البيت (عليهم السلام)، من الالتقاء بالأئمة، والتزود بعلومهم، فقد اتخذ الأئمة (عليهم السلام) أسلوب الرسائل في نشر العقائد الحقّة، والإجابة على الشبهات، وردود بعض المسائل الفقهية، والدعوة إلى التمسك بالأخلاق والتقوى، وغيرها من الدعوات التبليغية، التي قام بها الهداة (عليهم السلام) عبر القلم، بل نجد أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يُعلّم أصحابه وعمّاله في الأمصار كيفية الكتابة والخط، فيقول: «افتح برية قلمك واسمِك شحمته وأيمن قطتك يجد خطك»(11)، ويقول (عليه السلام) أيضاً: «إذا كتبت كتاباً فأعد فيه النظر قبل ختمه، فإنما تختم على عقلك»(12)، ويقول (عليه السلام): «قلمك أبلغ من ينطق عنك»(13)، وغيرها من الكلمات التي سطرها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام) في فضل القلم والكتابة والدعوة لهما.

كيفَ نَبْدأ؟ وماذا نكتب؟

من المفروض والضروري لكلّ إنسان يريد أن يصبح كاتباً أن يحصن نفسه، ويزودها بخزين ثقافي واسع، يكون بمثابة الركن الوثيق، والحجر الأساس الذي يتكئ ويعتمد عليه في كتاباته المختلفة وحريّ به أن يمتلك إرشيفاً كبيراً من المعلومات، التي تخص الباب الذي يكتب فيه، حتى تكون لدية إحاطة بالموضوع الذي يريد الكتابة عنه. وبالنتيجة سوف تكون كتاباته ذات شمولية تستوعب كافة ما يتعلق بالموضوع، وتكون مثمرة منتجة. إذ أنّ الموسوعة الثقافية والمعلوماتية سوف تحصن الكاتب من مرض التقليد، أو سرقة النصوص من الآخرين؛ لأن عادة الإنسان إذا كان مقتدراً في مجال مّا، فإنه لا يعمد إلى الزيف والتزوير في ذلك المجال. أمّا الإنسان غير المقتدر، فإنه دائماً يركن إلى سرقة النصوص من الغير أو تقليدهم. وهناك نقطة مهمة، يحسن الإشارة إليها، هي: أن ضخامة المعلومات، وسعة الاطلاع، تكون ضرورية ومهمة، في كل موضوع يريد الكاتب الكتابة عنه، ولكن في المواضيع والأفكار المهمة تزداد هذه الأهمية أضعافاً مضاعفة، مثلاً: إذا أراد الكاتب أن يكتب عن موضوع غلاء الأسعار أو ما شاكل ذلك، فإنه بلا شك يحتاج إلى سعة اطلاع في هذا المجال. وسعة الاطلاع والمعلومات التي يجب أن يحملها الكاتب تتضاعف، وتكون ضرورة ملحة، إذا أراد الكاتب أن يكتب حول موضوع حساس، ومهم جداً.

ومن هنا يجب على الكاتب الإسلامي أن يكون بمستوى الأفكار الإسلامية العظيمة فالإسلام يريد أن تعيش الإنسانية حياةً هانئة مطمئنة، ويسلك الإنسان مسلكاً إنسانياً، خالياً من الانحرافات، والأعمال المشينة واللاأخلاقية، في الوقت الذي عمَّ فيه الانحراف المعمورة وعشعشت بها الأفكار التضليلية.

إذن لتكن البداية بكثرة المطالعة للمؤلفات والمصادر والنشرات، والمناهج التي تعلّم كيفية الكتابة وأساليبها وطرقها، والاعتماد على النفس، وشحذ الهمم، والتوكل على اللّه تعالى وطلب العناية والتسديد منه تعالى.

أما ماذا نكتب؟ فهذا يبقى على ما تفرضه طبيعة المرحلة التي نعيش فيها؛ إذ أنّ الاسلام جاء متكاملاً، ووضع في مصادره، من الكتاب والسنّة، كل ما يحتاجه الإنسان والأمة. ولكن فعل المؤامرات الخارجية، والتضليل الإعلامي، والتطبيق الخاطئ لمبادئ الإسلام من البعض، جعل المرحلة تفتقد تلك الحيوية والخصوبة. وإنّ من تلك النماذج المصادرة: أن الأمة الواحدة صارت أمماً متجزئة متناثرة. ومنها: أن الإنسان الحرّ المنطلق الذي أوجده الإسلام صار مكبّلاً ومقيداً ومنها: أن مقياس التقوى الذي جعله القرآن الكريم مقياساً للكرم والفضل بقوله سبحانه: (إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ)(14). هذا المقياس بات اليوم هو القوم واللغة والنعرات الطائفية. ومن هنا يفترض في الكاتب أولاً أن يحمل خزيناً واسعاً من المعلومات، وثانياً: عليه أن يكتب في المسائل الحيوية، التي تهدف إلى استنهاض الأمة من جديد، ورسم القدوة لها استناداً إلى سيرة نبيها العظيم (صلى الله عليه وآله)، وأئمتها المطهرين (عليهم السلام)، وإيصال المفاهيم الإسلامية وتعاليم الإسلام السمحاء إلى أقصى نقطة في العالم، لتبديل الفكرة السلبية التي روّجها أعداء الإسلام، عن الإسلام والمسلمين، وتوضيح الغموض السائد اليوم حول الإسلام وتعاليمه. ومما لا شك فيه أنّ الدين الإسلامي دين السلام والحرية، والأخلاق الفاضلة، والعلم والتقدم، وفوق هذا كله، فهو دين الفطرة السليمة. والشاهد على ذلك: أن الدين الإسلامي ما وصل إلى بقعة من الأرض إلّا واعتنق أهلها الإسلام طواعية، إلّا المعاندين والمغرضين، فهؤلاء عرفوا الحق وانحرفوا عنه.

أثَرُ الإعْلام

ذكرت مجلة لبنانية: بأنّ اسرائيل تصدر وتطبع، من المجلات والجرائد والكتب، بقدر ما تطبعه جميع الدول العربية، التي يبلغ عدد سكانها مجتمعين أكثر من مائة وخمسين مليون مسلم(15)، بينما يبلغ نفوس اليهود في إسرائيل ثلاثة ملايين فقط. ولهذا السبب وغيره انتشرت أفكارهم الضالّة والمنحرفة في كل مكان، لأنهم يعملون بالأسباب والمقدمات بجدّ، فيصلون إلى غاياتهم، وإن كانت سلبية، مع أنهم لا يمتلكون الإيمان الذي يمتلكه المسلم. وقد يقال: بأن الإيمان يعلو وينتصر على جميع المخططات والأهداف الاستعمارية؟ نعم، هذا صحيح، ولكن لا ينفع الإيمان بدون العمل. إذ لا بدّ من مزج العمل بالإيمان، لكي يكون الإيمان كاملاً ونافعاً. ففي عصرنا الحاضر، تحتل الصحف مكانةً بارزة في أوساط المجتمعات، ولها التأثير الفعّال في تغيير الأفكار، وخلق اتجاه فكري معيّن، يحمله بعض المواطنين دون أن يشعروا بذلك. فمن هنا نلاحظ أهمية القلم، وتأثيره على رفعة الإنسان أو هبوطه إلى مستوى الجهل. فمثلاً الكتاب الإسلامي الذي يحمل أفكاراً بناءة يشكل خطراً على الحكومات التي تضلّل شعوبها، فهو سبب لهداية الكثير من الناس، ودخولهم إلى حظيرة الإسلام، كما كان الحال ـ وما يزال ـ بالنسبة إلى كتاب (المراجعات)(16)، صاحب الأثر العظيم في نشر أفكار أهل البيت (عليهم السلام)، حيث أدّى كتابه هذا إلى رجوع الكثير من أبناء العامة إلى الطريق الصحيح في العقيدة والعمل، بعدما أماط لهم الحجاب عن الوجه الناصع لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وفكرهم الحقّ الوضّاء.

وقفةٌ مَعَ كاتب

أحد الكتّاب المعروفين(17) كتب كتاباً حول شخصية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). وكان الكاتب مسيحياً، وقبل مدّة التقى به بعض الأصدقاء، وقال لهم: إني مشغول في الكتابة عن شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) منذ تسع سنوات، وسوف أنجز الكتاب بعد ثلاثة سنوات، وكان هذا الكاتب نفسه قد حضر إلى كربلاء، من ضمن المدعوين للمهرجان السنوي الذي يقام هناك، في ذكرى مولد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان الحديث يدور معه حول تأليفاته، ورأيه في اعتناق الإسلام، وكان يُبدي إعجابه الكبير بالإسلام وشخصياته العظيمة، فعندما نسمع أن كاتباً مسيحياً يكتب حول أئمتنا (صلوات اللّه عليهم)، ويستغرق سنوات في البحث والكتابة عنهم، فمن الأولى أن يقوم كُتّابنا بأكثر من ذلك. هذا أولاً، وأيضاً: يكون هذا الكاتب درساً لكتّابنا، في حشد الهمم والصبر، والتأني في الكتابة والبحث، لكي تكون المعاني عظيمة، وذات تأثير بالغ في الآخرين. وأن لا يكون هدفنا هو إتمام الكتابة وإخراج الكتاب إلى الأسواق.

دعوة إلى من يهمّه الأمر

يسأل البعض عن قلّة ما كتب حول السيدة الزهراء، أو الإمام الجواد أو الهادي (عليهم السلام)، فضلاً عن أنّ الكتب التي تتكلم حول الأئمة كلهم ما زالت محصورة في بلداننا الإسلامية، ولم تخرج إلى المجتمعات الغربية، وحتى لو وصلت فإن ما وصل منها قليل كالقطرة في البحر. فما زال أئمتنا (عليه السلام) غير معروفين خارج العالم الإسلامي بالشكل المطلوب، بل وحتى في بعض بلداننا الإسلامية هناك الكثير ممن يجهلون ـ ولا يعلمون شيئاً عن ـ الأئمة (عليهم السلام)، وسيرتهم، وتأثيرهم على مسيرة الإنسانية وتقدمها. فنلاحظ مثلاً في بعض الدول الإسلامية أن بعض الكتاب يركزون على حياة شخص مثل غاندي، ويتناول كل الظروف المحيطة بذلك الشخص، ويكتب حول هذه الشخصية الكتب العديدة، ويتجاهل في نفس الوقت سيرة الأئمة (عليهم السلام)، وهم الذين رفدوا الإنسانية بكل المعاني والقيم السامية، ولأجلهم خلق الكون. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على اللامبالاة الذي يعيشها بعضنا. فالكتب التي كتبت حول الأئمة (عليهم السلام)، وحول معتقداتنا قليلة جداً بالقياس إلى ما هو مفروض أن يكتب في هذا المجال، وكذلك قليلة بالقياس إلى كتب اليهود أو النصارى حول معتقداتهم. وتكاد تكون حصيلة ذلك (10%) فقط، إذا قيست بكتابات الآخرين. فنحن بحاجة إلى إنشاء مؤسسات، تتولى مسؤولية إصدار وجمع ونشر الكتب التي تتكلم عن سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، وتصديرها إلى أنحاء العالم بكافة اللغات، وإزالة المعوقات التي تقف بوجه ذلك، والتي من ضمنها:

أولاً: تشتت الجهود: فإن أكثر الجهود مشتتة ومتناثرة فلو اجتمعت تحت مؤسسات وهيئات لكان النتاج عظيماً جداً.

ثانياً: العجز المادي، أو بالأحرى عدم مناسبة المبالغ المصروفة على مثل هكذا مؤسسات، فإن أكثر مؤسساتنا الموجودة تعاني من النقص المادي، أو أنها لا ترغب في صرف أموالها في هكذا مشاريع، بحيث لا تدرّ عليها أرباحاً مادية كبيرة. وهذا ناتج عن ضعف الإيمان وهبوط المعنويات، وعدم السعي بإخلاص لخدمة أهل البيت (عليهم السلام) ونحن بدورنا ندعو المؤسسات الإسلامية نحو الاتحاد، ومضاعفة الجهود، والاهتمام الكبير بالكتّاب الاسلاميين، وتسهيل كافة ما يحتاجون إليه.

الشعور بالمسؤوليَّة

إن الإحساس الواعي، والشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد مسلم، هو الذي دفع الشيخ الصدوق (رحمه الله) إلى أن يكتب كتاب الخصال، وثواب الأعمال، وأماليه، ومعاني الأخبار، وعلل الشرائع. وهو الذي دفعه أيضاً لأن يكتب كتاباً في‌ الفقه بعنوان: من لا يحضره الفقيه. فالشيخ الصدوق هو أوّل شخص استطاع تنظيم وترتيب الأحاديث بشكل مرتب ومفيد. وهو نفس الشعور الذي دفع شيخ الطائفة الطوسي الذي انتهت إليه رئاسة المذهب وزعامته، فقد دفعه الإحساس بالمسؤولية الملقاة عليه، إلى الكتابة والتصنيف في مختلف الأبواب والعلوم الإسلامية، من الكلام والفلسفة والحديث والعقائد والتفسير. فقد كتب كتاباً حول تفسير القرآن العظيم، باسم: التبيان ولا زال أهل العلم يستفيدون منه إلى يومنا هذا. وكتب كتاباً في الفقه أسماه: الخلاف وهو كتاب مفيد جداً وقيّم. وهو ذات الشعور الذي دفع بالشيخ المفيد نحو الكتابة والتأليف، وحفظ التراث، وردّ الشبهات، والدفاع عن حرمة الإسلام، وسار على غراره الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب بحار الأنوار، وكذلك الحر العاملي صاحب الوسائل، وغيرهم من الأعلام الذين صانوا ما تبقّى من التراث المقدس لأهل بيت العصمة والطهارة. فكما كان أولئك الأعلام لديهم هذا الحس والشعور بضرورة الكتابة، فلا بد أن نكون نحن على غرار ما كانوا عليه، فعلينا أن نسعى للكتابة والتأليف للدفاع عن مبادئ الإسلام وسيرة السلف الصالح من أتباعه، ونصون ما وصل بأيدينا بفضل أولئك الأعلام، ونثمن تلك الجهود الجبارة التي بذلت في سبيل الإسلام.

هناك بعض المجلات، والصحف والكتب، في العالم تنتقد الإسلام، وتهزأ بالأحكام والحدود الشرعية، مثل الجَلْد، والرجم بالحجارة، وباقي الحدود الأخرى. وإنهم يتصورون بأن ذلك علامة على التأخر، فياترى: هل كتبنا إلى هذه المجلات والصحف عن حقيقة الأوامر والحدود الإلهية؟ من هو المسؤول عن مخاطبة وردّ هذه المجلات والصحف؟! ومن هو المسؤول عن إفهام العالم بالقوانين الإسلامية والإجابة على هذه التساؤلات؟ إنّ المسؤولية تقع على عاتق الجميع كلاً حسب موقعه، لذا علينا التسلح بالقلم والبيان، وأن نكون كثيري العمل والنشاط، لكي ننتصر على أعدائنا، الذين يريدون لنا الدمار والهلاك، فلكي نتمكن من تحقيق هذا الأمر، لا بدّ أن يتكاتف الجميع من طلاب وعلماء، ثم يباشروا في كتابة الكتب والمقالات التي توضح للناس بأنّ الإسلام دين النظام والحياة، وتردّ الشبهات والأقاويل الباطلة التي يطلقها أعداء الإسلام.

التخوّف الغَربي مِن الإسلام

أحد الكتّاب الألمان(18) كتب كتاباً قبل أكثر من خمسين سنة ـ تقريباً ـ يحذر فيه العلماء ورؤساء الدول الغربية من قوة الإسلام، وتنامي قدراته، ويطلب منهم الوقوف أمام تقدمه وزحفه. فيصف الإسلام بأنه ماردٌ جبار، أي أن الإسلام صاحب قوة جبارة، وقدرة فائقة، لا تضاهيها أي نظرية أو فكرة أخرى، ولهذا فهو يحذر الحكومات الاستعمارية، والمفكرين الغربيين من الإسلام، ودليله على ذلك هو: أنه يرى الإسلام يمتلك أربع مزايا:

أولاً

أن البلاد الإسلامية يقع أغلبها في وسط الكرة الأرضية، وأنها إذا استخدمت القوة بشكل كافٍ تستطيع الهجوم والقضاء على جميع الدول الكافرة وقد قرأت في إحدى الصحف الكويتية، نقلاً عن إحدى المقالات الأوروبية: أن علماء الاتحاد السوفيتي يتوقعون ويقولون بأن بوصلاتنا القطبية سوف تشير في المستقبل القريب إلى الكعبة المشرفة بأنها مركز القطب المغناطيسي، وأن الأنبياء (عليهم السلام) بُعثوا في هذه المناطق الحساسة والمهمة.

ثانياً

إنّ البلدان الإسلامية تمتلك ثروات طبيعية هائلة، لذا فهم ليسوا في ضائقة من الناحية الاقتصادية.

ثالثاً

إن القانون الإسلامي يشجع على الزواج، مما يؤدي ذلك إلى الازدياد السريع في تعداد المسلمين بحيث يشكلون ضغطاً كبيراً ورصيداً لا ينضب.

رابعاً

السبب الرئيسي في تقدم الإسلام هو: أن الدين الإسلامي يمتلك خاصية التطور ومواكبة الزمن، أي أنّ له برامج ونظاماً للحياة في جميع مجالاتها، وفي جميع الأزمنة، ونظمه تمتاز بالفائدة الكثيرة، وكلما تأتي أجيال فإنها تقبل هذا الدين بكل قوة وكمال. فعندما يمتلك المسلمون مثل هذه المزايا الكبيرة، فسوف يقضون علينا، شئنا ذلك أم أبينا. ولهذا فيجب أن نسعى لإعادة الحروب الصليبية، وإشعال مختلف الفتن والحروب ضد المسلمين، لكي نقضي عليهم، ولكي لا يتمكنوا من السيطرة علينا في المستقبل ومن ثم القضاء عليهم.

إذ قال هذا الكلام في زمن كانت فيه أغلب الدول الإسلامية تحت السيطرة الاستعمارية الغربية. وهذا يدل على خوفهم من قوة وعظمة الإسلام المتنامية، وأنهم يخشون من يقظة المسلمين، واستفادتهم من تعاليم دينهم العظيم. فعلى هذا الأساس فإن الاستعمار وضع هذه العوامل الأربعة نصب عينيه، وأخذ يسعى دوماً إلى خلق الفتن والحروب، لجرّ الويلات والأذى والسوء على البلدان الإسلامية، بصور مختلفة. فهم من جانب قطّعوا البلاد الإسلامية إلى دويلات صغيرة، وذلك لكي يتمكنوا من السيطرة عليها بسهولة، ومن جانب آخر أشعلوا الحرب الداخلية في لبنان، وأفغانستان، وفي مصر، والسودان، والعراق، وهكذا في كل يوم نلاحظ الأيدي الخفية تتحرك لإشعال الحروب في المنطقة الإسلامية، فمن أجل ذلك: لا بدّ أن يعي المسلمون كل ما يدور حولهم، ويهتموا بالكتابة من أجل إعادة الوحدة الإسلامية إلى ما كانت عليه، ونشر الأخوّة الإسلامية، والمطالبة بالحرية الإسلامية... وكذلك يقدمون على نشر مبادئ الإسلام في داخل المجتمعات الغربية وخارجها، وذلك بفتح مؤسسات وكيانات إسلامية في قلب الدول الكافرة والملحدة. وهذه الكيانات تشق طريقها في المستقبل نحو السيطرة على فكر الفرد الأوروبي وتجذبه إلى الإسلام.

«اللّهم ارزقنا توفيق الطاعة، وبُعد المعصية، وصِدق النيّة، وعرفان الحُرمة، وأكْرِمنا بالهدى والاستقامة، وسدّد ألسنتنا بالصواب والحكمة، واملأ قلوبنا بالعِلم والمَعرفة، وطهِّر بطوننا من الحرام والشبْهة، واكْفف أيدينا عن الظلم والسرقة»(19)، بحق محمّد وآل محمّد.

من هدي القرآن الحكيم

ينبغي لمن يمتهن الكتابة أنْ يلتزم بأمور

1- تقوى اللّه

قال تعالى: (وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ)(20).

وقال سبحانه: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ...)(21).

وقال عزّ وجلّ: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ...)(22).

وقال جلّ وعلا: (فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ)(23).

2- الإنصاف والعدل

قال عزّ اسمه: (وَلۡيَكۡتُب بَّيۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِۚ)(24).

وقال جلّ شأنه: (إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُواْ بِٱلۡعَدۡلِۚ)(25).

وقال عزّ من قائل: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَ‍َٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعۡدِلُواْۚ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ‏)(26).

وقال جلّ ثناؤه: (...وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُۖ...)(27).

3- الصدق

وقال تعالى: (قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ)(28).

وقال سبحانه: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ)(29).

وقال عزّ وجلّ: (لِّيَجۡزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ...)(30).

وقال جلّ شأنه: (إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلۡخَٰشِعِينَ وَٱلۡخَٰشِعَٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلۡحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا)(31).

4- الوعي

قــال عـزّ اسمـه: (قَدۡ جَآءَكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنۡ أَبۡصَرَ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ عَمِيَ فَعَلَيۡهَاۚ...)(32).

وقال جلّ وعلا: (قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ‏...)(33).

وقال عزّ من قائل: (لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ)(34).

من هدي السنّة المطهّرة

ينبغي لمن يمتهن الكتابة أن يلتزم بأمور

1- تقوى اللّه

قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «أحب العباد إلى اللّه الأتقياء...»(35).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه التي هي الزاد وبها المعاذ...»(36).

وقال الباقر (عليه السلام): «... أحب العباد إلى اللّه عزّ وجلّ وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته...»(37).

قال الإمام الصادق (عليه السلام) لعمرو بن سعيد الثقفي: «... اُوصيك بتقوى اللّه والورع والاجتهاد...»(38).

2- الإنصاف والعدل

قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في وصية له لعلي (عليه السلام): «يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال: إنصافك الناس من نفسك، ومواساة الأخ في اللّه عزّ وجلّ وذكر اللّه تبارك وتعالى على كل حال...»(39).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «في العدل صلاح البرية»(40).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث له: «ألا اخبركم بأشدّ ما فرض اللّه على خلقه»، فذكر ثلاثة أشياء أولها: «إنصاف الناس من نفسك»(41).

وقال الإمام الرضا (عليه السلام): «استعمال العدل والإحسان مؤذن بدوام النعمة»(42).

3- الصدق

قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «زينة الحديث الصدق»(43).

وقال الإمام علي (عليه السلام): «الصدق أشرف رواية»(44).

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): «تعلّموا الصدق قبل الحديث»(45).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «من صدق لسانه زكى عمله»(46).

4- الوعي واليقظة و...

قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «لا خير في العيش إلّا لرجلين عالم مطاع، أو مستمع واع»(47).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «رحم اللّه إمرأً تفكر فاعتبر، واعتبر فأبصر...»(48).

وقال (عليه السلام): «اليقظة نور»(49) اليقظة استبصار(50).

وقال (عليه السلام): «من تبصّر في الفطنة ثبتت له الحكمة، من ثبتت له الحكمة عرف العبرة»(51).

* مقتطف من كتاب القطوف الدانية-الجزء الرابع، وهو مجموعة من محاضرات المرجع الراحل الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي

.................................................. 

(1) سورة الرحمن، الآية: 1-‌4.

(2) سورة العلق، الآيه: 4.

(3) الكافي 1: 52.

(4) الكافي 1: 52.

(5) غرر الحكم ودرر الكلم: 389.

(6) غرر الحكم ودرر الكلم: 467.

(7) سورة النمل، الآية: 22-24.

(8) سورة النمل، الآية: 28.

(9) سورة النمل، الآية: 29.

(10) سورة النمل، الآية: 30-‌31.

(11) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 49.

(12) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 49.

(13) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 49.

(14) سورة الحجرات، الآية: 13.

(15) واليوم يبلغ عدد سكان البلاد العربية حوالي ثلاثمائة مليون نسمة.

(16) للسيد عبد الحسين شرف الدين (رحمه الله).

(17) هو: جورج جرداق (1933م-2014).

(18) الكاتب باول شمتز وكتابه: (الإسلام قوة الغد).

(19) البلد الأمين: 349.

(20) سورة البقرة، الآية: 194.

(21) سورة آل عمران، الآية: 102.

(22) سورة النساء الآية: 1.

(23) سورة‌ المائدة، الآية: 100.

(24) سورة البقرة، الآية: 282.

(25) سورة النساء، الآية: 58.

(26) سورة المائدة، الآية: 8.

(27) سورة‌ الشورى، الآية: 15.

(28) سورة المائدة، الآية: 119.

(29) سورة التوبة، الآية: 119.

(30) سورة الأحزاب، الآية: 24.

(31) سورة الأحزاب، الآية: 35.

(32) سورة الأنعام، الآية: 104.

(33) سورة يوسف، الآية: 108.

(34) سورة الحاقة، الآية: 12.

(35) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1: 5.

(36) نهج البلاغة، الخطب الرقم: 114 من خطبة له (عليه السلام) وفيها مواعظ للناس.

(37) الكافي 2: 74.

(38) الكافي 2: 76.

(39) الخصال 1: 125.

(40) عيون الحكم والمواعظ: 353.

(41) الكافي 2: 145.

(42) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 24.

(43) من لا يحضره الفقيه 4: 402.

(44) غرر الحكم ودرر الكلم: 49.

(45) الكافي 2: 104.

(46) الكافي 2: 104.

(47) الكافي 1: 33.

(48) نهج البلاغة، الخطب الرقم: 103 من خطبة له (عليه السلام).

(49) غرر الحكم ودرر الكلم: 21.

(50) غرر الحكم ودرر الكلم: 24.

(51) غرر الحكم ودرر الكلم: 642.

اضف تعليق