كم نخسر من عمرنا بسبب السمنة المفرطة؟ خلال العقود الماضية، ومع التقدم التكنولوجي الذي أدى إلى إنجاز أعمال كثيرة دون بذل الكثير من الجهد العضلي، ازدادت ظاهرة زيادة الوزن حول العالم، ومع زيادة الوزن، ترتفع مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة ولكن يمكن للدولة أن تتدخل وتحد من هذه الظاهرة المدمرة...
السمنة المفرطة تؤثر على الصحة بشكل عام والإصابة بالأمراض المزمنة ولهذا لابد من علاجها، فما هي أسبابها وأضرارها وكيفية يتم علاجها، بحسب الاطباء فان السمنة المفرطة هي الزيادة الكبيرة في الوزن الناتجة عن تراكم الكثير من الدهون في الجسم، مما يؤثر على الصحة بشكل عام ويتسبب في الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وتصلب الشرايين، ولهذا من المهم العلاج من السمنة المفرطة والحرص على إنقاص الوزن.
وتعرف السمنة المفرطة بأنها الزيادة غير الطبيعية في الوزن الناتجة عن تراكم الدهون المفرط الذي قد يضر بصحة الإنسان، وترتبط السمنة المفرطة بمخاطر الإصابة بالأمراض الخطيرة ومنها مرض السكري من النوع الثاني والأمراض القلبية والإصابة بمرض السرطان، وعند السمنة يبلغ مؤشر كتلة الجسم BMI نسبة أكثر من 30 أما السمنة المفرطة فيكون المؤشر أكثر من 40.
أعراض السمنة: إلى جانب الزيادة الكبيرة في الوزن فيوجد العديد من الأعراض الأخرى وتشمل:
الشعور بالتعب والوهن الشديد، التعرق بشكل مبالغ فيه، الصعوبة في التنفس، الشعور بالألم في المفاصل، ألم أسفل الظهر، اضطراب النوم، عدم القدرة على ممارسة النشاطات البدنية.
ارتفاع ضغط الدم، عدم الثقة بالنفس.
أسباب السمنة: عوامل وراثية: للوراثة دور كبير في الإصابة بالسمنة وخاصة إن كان أحد الوالدين يعاني من السمنة، حيث أن الوراثة لها دور في توزيع وتنظيم الدهون بالجسم.
عوامل نفسية: الإصابة بالاضطرابات النفسية من الممكن أن يؤثر على الوزن وخاصة عند الإصابة بالاكتئاب أو التوتر الشديد والغضب والحزن، والذي يؤثر على بعض الهرمونات بالجسم إلى جانب العادات الغذائية الخاطئة الذي يتبعها الإنسان عند إصابته بالحالة النفسية السيئة، وهذا يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل كبير وبالتالي الإصابة بالسمنة.
الإفراط في الطعام: من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى السمنة هو الإفراط في تناول الطعام مما يؤدي إلى استهلاك نسبة عالية من السعرات الحرارية، والتي يقوم الجسم بتخزينها على هيئة دهون وتتراكم داخل الجسم.
يوجد الكثير من أنواع الأطعمة التي تؤدي إلى السمنة ومنها الأطعمة السريعة، السكريات، العصائر المصنعة، المشروبات الغازية، الأطعمة المقلية، الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات.
عدم ممارسة النشاط البدني: إن عدم القيام بأي نشاط بدني وممارسة الرياضة قد يؤثر بالسلب على صحة الإنسان والإصابة بالسمنة والزيادة في الوزن، كما أنه من الممكن أن يؤثر على عمل الجهاز الهضمي والهرمونات مما يؤدي إلى إصابة كلاهما بالاضطرابات وهذا يؤدي إلى الإصابة بالسمنة.
والجدير بالذكر أن عدم ممارسة النشاط البدني يؤثر على مستويات الإنسولين الطبيعية بالجسم مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة.
تناول أدوية معينة: يوجد بعض أنواع الأدوية التي من الممكن أن تؤثر على زيادة الوزن والسمنة ومنها: مضادات الاكتئاب، مضادات التشنجات، الكورتيزون، الأدوية الخاصة بالفصام، الأدوية الخافضة للسكر بالدم.
الإصابة ببعض الأمراض: يوجد بعض الأمراض التي قد تتسبب في زيادة الوزن ومن أهمها: كسل الغدة الدرقية، مقاومة الإنسولين، تكيس المبايض، متلازمة كوشينغ، متلازمة برادويلي، الروماتيزم.
اضطرابات النوم: اضطرابات النوم تؤثر على بعض الهرمونات بالجسم، حيث أنها تزيد من هرمون Ghrelin الذي يؤدي إلى زيادة الشهية وتثبيط هرمون Leptin المسؤول عن تقليل الشهية وهذا بدوره يؤدي إلى الإصابة بالسمنة المفرطة.
أضرار السمنة: الإصابة بالسمنة تؤدي إلى العديد من المخاطر والمضاعفات الصحية والتي ينتج عنها الإصابة بالأمراض المزمنة ومنها: مرض السكري من النوع الثاني، الإصابة بأمراض القلب، خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ارتفاع معدل الكوليسترول بالدم، تصلب الشرايين، بعض أنواع مرض السرطان، الارتفاع في ضغط الدم، اضطرابات الجهاز الهضمي، التهابات المفاصل، انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، التأثير على الإنجاب، التأثير على صحة العظام، الإصابة بالاكتئاب، علاج السمنة.
علاج السمنة: من المهم التوجه للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة للتعرف على سبب الإصابة بالسمنة، فإذا كان سبب مرضي فيجب اتباع العلاج المناسب الذي يصفه الطبيب، وإلى جانب هذا فيجب عليك تغيير بعض العادات اليومية والتي تشمل:
نظام غذائي للرجيم: اتباع نظام غذائي يساعدك على التخلص من الوزن الزائد، ويفضل أن يكون تحت إشراف أخصائي التغذية حيث يضع خطة مناسبة لإنقاص الوزن وفق الحالة الصحية، عدم الإفراط في تناول الطعام والابتعاد عن الأطعمة السريعة والسكريات، كما يجب الحرص على تنظيم وجبات الطعام خلال اليوم.
ممارسة الرياضة: حتى يتم إنقاص الوزن والتخلص من السمنة فمن المهم أن تكون ممارسة الرياضة ضمن العادات اليومية التي يجب أن تقوم بها، حيث يجب اتباع التمارين الرياضية بشكل منتظم مع الحرص على الالتزام بالنظام الغذائي السليم لإنقاص الوزن وحرق الدهون.
ما هو الفطور الصحي لإنقاص الوزن؟ جراحة السمنة المفرطة: عند فشل العلاج من السمنة بالطرق الطبيعية فيمكن إجراء جراحة السمنة، والتي يوجد منها الكثير من الأنواع في الآونة الأخيرة ومنها: تكميم المعدة، بالون المعدة، تحويل مسار المعدة، شفط الدهون.
كم نخسر من عمرنا بسبب السمنة المفرطة؟
مرض السمنة المزمنة يزداد في الانتشار في كثير من البلدان. ومع زيادة الوزن، ترتفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النمط الثاني. ولكن يمكن للدولة أن تتدخل وتحد من هذه الظاهرة المدمرة.
خلال العقود الماضية، ومع التقدم التكنولوجي الذي أدى إلى إنجاز أعمال كثيرة دون بذل الكثير من الجهد العضلي، ازدادت ظاهرة زيادة الوزن حول العالم. وفي ألمانيا مثلا، تُظهر البيانات المسجلة أن ربع السكان يعانون من السمنة المزمنة.
وزاد وباء كورونا من هذه الظاهرة بسبب الإغلاقات التي حصلت، بحسب موقع "تي أونلاين". إذ سجل مركز فريزينيوس للتغذية أرقاما صادمة، حيث زاد الوزن، خلال فترة كورونا، عند 39 بالمئة من سكان ألمانيا بمعدل 5.6 كيلوغرام. وعند الناس المصابين أصلا بالسمنة المزمنة زاد الوزن وسطيا 7.2 كيلوغرام. وزيادة الوزن تؤدي إلى نقص متوسط العمر، وفق الإحصاءات المسجلة.
ولذلك يطالب الأطباء بالتدخل العملي ضد السمنة. وكذلك تطالب جمعية مكافحة السمنة وجمعية مرض السكري الألمانيتان بالعمل على التصدي للسمنة في المجتمع، لأن السمنة قد تقصر العمر حتى عشر سنوات، بحسب درجة خطورتها. ومنذ سنوات ينبه الأطباء والباحثون إلى أنه يمكن منع الكثير من الوفيات المبكرة من خلال التدخل.
يعاني المصابون بالسمنة من التمييز في المجتمع بسبب مظهرهم، سواء في العائلة أو العمل، وصورتهم في الإعلام، ولكن أيضا مع النظام الصحي، كما يقول البروفيسور سيباستيان مايهوفر من معهد أمراض السكري في جامعة لوبيك.
معظم المصابين بالسمنة المزمنة يحتاجون لمساعدة طبية كي يخفضوا وزنهم، وذلك لأن المعالجة ليست سهلة وتحتاج وقتا طويلا ولعدم وجود برامج علاجية جاهزة تناسب كل مريض.
والأمر لا يتوقف عند الإصابة بالسمنة المزمنة، لأن لذلك تبعات جسدية بعضها خطير. ارتفاع معدل الكوليسترول، ومعدل السكر في الدم، وأيضا ارتفاع ضغط الدم. ثم يأتي دور الدهون في منطقة البطن التي تؤثر بشكل سلبي على آلية الأيض وحرق الدهون، ويدعم آليات تشكل الاتهابات في الجسم، وفق موقع "تي أونلاين".
الأطباء يسمون ذلك "المتلازمة الأيضية"، وهي إحدى أهم العوامل المؤدية للسكري. يقول البروفيسور مايهوفر: "خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني يرتفع لدى المصابين بالسمنة المزمنة من ست إلى عشر مرات، مقارنة بذوي الوزن الطبيعي". كما تزيد السمنة من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض الأوعية الدموية وأيضا الكبد الدهني.
لا بد من التدخل – ولكن كيف؟ يشير الباحثون إلى أن مرض السمنة المزمنة يقصر متوسط العمر من ستة إلى عشرة أعوام، تبعا لدرجة الإصابة. دراسات كثيرة أكدت الأمر. ولذلك يطالب الأطباء بالتدخل لمنع هذه الوفيات المبكرة. فكيف يمكن التدخل؟ بحسب الباحثين في جمعية مكافحة السمنة وجمعية مرض السكري الألمانيتين يمكن أن تساهم هذه الإجراءات في مواجهة السمنة في المجتمع:
- تحكم الدولة بالأغذية غير الصحية.
- وضع معايير جودة لما يتناوله الأطفال في المدارس ورياض الأطفال.
- منع الإعلانات للأطعمة والمشروبات غير الصحية الموجهة للأطفال.
كما يطالبون بالاهتمام بشكل هيكلي بموضوع علاج السمنة. لأن ذلك سيؤدي إلى محاربة السكري من النوع الثاني.
آثار جانبية خطيرة للسمنة المفرطة
تسبب السمنة المفرطة العديد من التداعيات والآثار الجانبية الخطيرة على الصحة، لهذا ينصح الأطباء والخبراء بمراقبة كتلة الجسم باستمرار وتجنب الأطعمة غير الصحية.
في تقرير نشره موقع "إيت ذيس نوت ذات" (Eat This, Not That) الأميركي، يقول الكاتب مايكل مارتن إن مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد على 30 يعني زيادة كبيرة في احتمالات الإصابة بمجموعة من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية. ويستعرض الكاتب عددا من أخطر الآثار للسمنة، ومنها:
الخرف، هناك روابط بين الدماغ والبطن أقوى بكثير مما نعتقد، وقد وجدت دراسة نُشرت عام 2020 أن الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة للإصابة بالخرف، وهو ما أظهرته العديد من الدراسات السابقة.
ويقول المعهد الوطني للشيخوخة في الولايات المتحدة إن "السمنة عامل خطر قد يؤدي إلى الإصابة بالخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، ويمكن معالجتها بشكل عام عبر تغيير نمط الحياة والالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية".
الأمراض النفسية، في مراجعة لدراسات منشورة في أرشيفات الطب النفسي العام، تبين أن السمنة قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، كما أن الاكتئاب يزيد بدوره من خطر الإصابة بالسمنة، إذ إنه قد يدفع الشخص المريض إلى تبني سلوكيات غير صحية، على غرار الإفراط في تناول الطعام أو الخمول أو احتساء الكثير من الكحول.
العقم، يمكن للسمنة أن تؤثر على الخصوبة بقدر كبير، وقد وجدت الجمعية الأميركية للطب التناسلي أن السمنة كانت سببا في مشاكل الخصوبة لدى 6% من النساء اللواتي لم يحملن من قبل. ويعود ذلك إلى حقيقة أن الخلايا الدهنية لها تأثير مدمر على الهرمونات المسؤولة عن الخصوبة والإنجاب.
كما تؤثر السمنة على خصوبة الرجال أيضا، حيث وجدت دراسة نُشرت في مجلة "جاما للطب الباطني" أن الرجال الذين يعانون السمنة أكثر عرضة لانخفاض عدد الحيوانات المنوية مقارنة بالرجال الذين يتمتعون بوزن طبيعي.
زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، وفقا للمعهد الوطني للسرطان، يتم تشخيص حوالي 100 ألف حالة إصابة بالسرطان كل عام بسبب السمنة. وتبيّن هذه الإحصائيات أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقولون والمستقيم والرحم والمرارة والكلى، قد يرجع ذلك أساسا إلى الإصابة بالالتهابات، واستقلاب الخلايا المتغير، وعادات الأكل غير الصحية، ونمط الحياة المستقر الذي غالبا ما يسبب زيادة الوزن، أو مزيجا من كل هذه العوامل.
انقطاع النفس في أثناء النوم، تقول معاهد الصحة الوطنية الأميركية إن زيادة الوزن تمثل أبرز عوامل خطر انقطاع النفس في أثناء النوم، إذ يعاني المصابون بالسمنة غالبا من تراكم الدهون حول الرقبة، مما قد يؤدي إلى ضيق مجرى التنفس.
وقد ينتج عن السمنة كثرة الشخير في أثناء النوم، وانقطاع النفس لمدة تصل إلى دقيقة، وهو ما يزيد بدوره من مخاطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة، بما في ذلك أمراض القلب. فإذا كنت تعاني من الشخير المزمن، يجب أن تخضع لفحص انقطاع النفس في أثناء النوم.
السمنة المفرطة في منتصف العمر تضاعف من احتمال الوفاة مبكراً
أظهرت دراسة طبيىة أن الأشخاص الذي يعانون من السمنة في منتصف العمر، هم أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض المؤدية للوفاة مبكراً وذلك بنسبة 50 بالمائة مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن صحي.
وتشير الدراسة التي أجرتها شركة نوفو نورديسك، الشركة الصيدلانية الدانمركية لتصنيع الأنسولين الخاص بمرضى السكري، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يتعرضون لمخاطر جمّة تتعلق بالأمراض الخطيرة والوفاة المبكر، مبيّنة أن المصابين بالسمنة المفرطة معرّضون للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري بنسبة 12 ضعف مقارنة بالذين يتمتعون بوزن طبيعي.
وأضافت الدراسة أن خطر توقف التنفس أثناء النوم عند المصابين بالسمنة المفرطة هو أعلى بنسبة 22 ضعفاً عما هو الحال عند أولئك الذين يتمتعون بالوزن الطبيعي، كما أن خطر التعرَّض للإصابة بأمراض القلب عند الذين يعانون من السمنة المفرطة يفوق بنسبة 4 أضعاف عن أصحاب الوزن الطبيعي.
وقال الطبيب نيك فينر من شركة نوفو نورديسك، وهو أيضًا أستاذ فخري في جامعة كوليدج البريطانية، إن الدراسة أظهرت أن التداعيات المرضية المرتبطة بالسمنة "مرتفعة بشكل كبير" في المملكة المتحدة، وأضاف: "يجب على من يعانون من زيادة الوزن أو يعانون من السمنة المفرطة أن يطلبوا من أطبائهم تقييم وضعهم الصحي والتأكد ما إذا كانوا قد أصيبوا بالفعل ببعض تلك الأمراض".
وشملت الدراسة 2.8 مليون شخص من سجلات المرضى مجهولة المصدر والمقدمة في المؤتمر الأوروبي للسمنة في غلاسكو، وأعطت الدر اسة التي كتبت عنها صحيفة "الغارديان": البريطانية، أعطت مؤشرات تؤكد أن السمنة المفرطة من شأنها أن تؤثر سلبا على صحة الجسم وأدائه وظائف أعضائه.
وقال الباحث الريستيان لونديغارد هاسي من شركة نوفو نورديسك: إنه "مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة إلى ثلاثة أضعاف تقريبًا في جميع أنحاء العالم خلال الثلاثين عامًا الماضية، فإن نتائجنا لها أهمية قصوى على الصحة العامة (بالنسبة لجميع سكّان العالم)"، وأضاف: "يعدُّ مؤشر كتلة الجسم عاملاً هاماً جداً للتخفيف من مخاطر جملة من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة المبكرة، عند الجميع في شتى أنحاء العالم"، ومن جهتها، أكدت الباحثة في أمراض السكري والسمنة في كلية الطب بجامعة إكستر الدكتورة كاتارينا كوس أن الدراسة أكدت العلاقة العضوية بين السمنة المفرضة والأمراض المذكورة والتي قد تؤدي إلى الوفاة المبكرة.
وقالت الباحثة كاترينا: "بالنظر إلى المؤشرات التي تؤكد على المخاطر الصحية التي تنطوي عليها السمنة، فقد آن الآوان للجميع بضرورة التوقف عن التعاطي مع السمنة كأسلوب حياة، فعلينا جميعاً أن تحمل المسؤولية فيما يتعلق بوزن الجسم، ذلك أن العواقب لا ريب ستكون وخيمة في حال لم نأخذ بالحسبان الأثار السلبية للسمنة المفرطة".
السمنة المفرطة: كيف نساعد أطفالنا على تناول الأطعمة الصحية؟
يعاني عدد كبير من الأطفال في جميع أنحاء بريطانيا من السمنة المفرطة، إلا أن هناك مدينة واحدة تخالف هذا الواقع، إذ تشير آخر الإحصاءات إلى أن مدينة ليدز استطاعت خفض معدلات السمنة المفرطة لدى الأطفال بنسبة 6.4 في المئة خلال السنوات الأخيرة، واتبعت المدينة استراتيجية خاصة لمعالجة مشكلة السمنة، وركزت على الأطفال في المرحلة التي تسبق دخول المدرسة وعمدت إلى تنظيم محاضرات للآباء لتوعيتهم بأفضل السبل لتشجيع الأطفال على أن يكونوا أصحاء.
لذا، ما هي أفضل الطرق لإقناع الأطفال بتناول الأطعمة الصحية؟ وتقول إن منح الأطفال فرصة لاختيار ما الذي يريدون تناوله منذ سن مبكرة - وذلك بالعمل على تقديم خيارين صحيين - يمكن أن يساعدهم على تناول الطعام بشكل جيد.
وتضيف: "هذا يقلل من خطر رفضهم تناول الطعام بشكل كامل، ويساعدهم على الشعور بالسيطرة"، مشيرة إلى أنه عندما لا نعطي الأطفال خيارا ، يمكنهم أن يشعروا بالقلق والإحباط"، وترى آنا غرووم ، أخصائية تغذية الأطفال، أنه ليس من السهل دائمًا التعامل مع الطفل الذي لا يرغب بتناول أطعمة بعينها، وتقول إن البدء بإجراء تغييرات صغيرة يمكن أن يقلل الضغط عليهم خلال تناول الوجبات الغذائية.
وتشير إلى أنه "من المهم أن يتوفر لديهم بعض الأطعمة التي يحبونها، ولكن بعد ذلك يمكن تدريجياً إضافة كميات قليلة من الأطعمة الجديدة"، وتؤكد بيلندا مولد أن هذا الطريقة نجحت مع ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات والتي كانت تأكل فقط النقانق والفاصوليا في السابق"، وتشير إلى أنه من خلال تشجيع طفلتها على تناول كميات قليلة من الأطعمة وبشكل منتظم، فإن ابنتها تأكل الآن كل شيء تقريباً، تقول تينا إن على الوالدين أن يكونا مثالاً جيداً لأطفالهما وهم في سن مبكرة، فعلى سبيل المثل إن "كنت تأكل بشكل صحي، فإن طفلك سيتخذك مثالاً له ويسير على منوالك"، وأضافت أن تناول الطعام مع أطفالنا يساعدهم على تقليدينا واتباع نظاما صحي، وتضيف آنا غرووم ، أخصائية تغذية الأطفال، أنه من المهم للوالدين ألا يعبروا عن آراء سلبية حول الأطعمة التي لا يحبونها أمام أطفالهم ، لأن هذا يمكن أن يؤثر على مواقفهم تجاه الأطعمة الجديدة.
مكافأة صغيرة، تقول تينا إن تقديم المكافآت والثناء على الأطفال لتناولهم طعاماً صحياً يمكن أن يعزز عادات تناول الأكل الصحي، ومع ذلك، فهي تشدد على أن المكافآت لا يجب أن تكون لها صلة بالطعام ولكن بدلاً من ذلك الذهاب إلى المتنزه أو التلوين، وتضيف "يجب تجنب الرشوة بصورة دائمة"، وتؤكد "لا تقل لهم إذا أكلت طعامك ، فستحصل على شوكولاتة أو بعض المثلجات لأن ذلك يجعلهم يشعرون بأن الطعام الذي نطلب منهم تناوله أقل من المكافأة".
لا تركز على شكل الجسم، بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًا، فإن موضوع الطعام والوزن يتسم بالحساسية، ويمكن أن تنعكس المخاوف المتعلقة بمظهرهم على ثقتهم بأنفسهم، وكشفت دراسة حديثة أن السمنة والصحة العقلية مرتبطان ارتباطا وثيقا، إذ يعاني الأطفال المصابون بالسمنة من مشاكل مثل القلق والتقلبات المزاجية، وتوصي آنا غرووم بضرورة تشجيع الأطفال على التمتع بصحة جيدة لأنه سينعكس عليهم الأمر ويشعرون بالرضى عن أنفسهم.
وتقول: "من المهم تشجيع الأسر على إجراء تغييرات حتى لا يشعر الطفل بأنه حالة خاصة"، مضيفة أن القول "علينا أن نكون عائلة صحية، يعني أن الطفل لا تكون لديه أي فكرة بأن والديه يشعران بالقلق إزاء وزنه بل يحاولون تحسين نظامهم الغذائي".
سكان الشرق الأوسط ثاني أكثر الأشخاص بدانة حول العالم
استعدوا لاستقبال "وباء" البدانة قريباً.. إذ أظهرت دراسة جديدة في مجلة "ذا لانست" الطبية، أن 18 بالمائة من الرجال و21 بالمائة من النساء حول العالم سيعانون من البدانة بحلول عام 2025، إذا ما استمروا في اعتماد أساليب حياتهم التي يمارسوها اليوم.
وتشير الدراسة إلى أن نسبة السمنة العالمية قد زادت بأكثر من ثلاثة أضعافها بين الرجال وتضاعفت بين النساء على مدى العقود الأربعة الماضية.
وقد قامت الدراسة بمقارنة معدل مؤشر كتلة الجسم بين العام 1975 و2014 في 200 دولة حول العالم، لتظهر أنه في العام 1975، عانى 2.6 بالمائة من سكان العالم من السمنة المفرطة، وفي العام 2014، ارتفعت هذه النسبة إلى 8.9 بالمائة.
كما أظهرت الدراسة أن احتمال معاناة الأشخاص من السمنة المفرطة أعلى من احتمال معاناتهم من نقص الوزن، إذ أن المعدل بين الرجال أعلى من معدل نقص الوزن في 136 دولة ومعدل النساء البدينات كان أعلى في 165 دولة.
وجاءت البلدان الناطقة بالإنجليزية وذات الدخل المرتفع، كأستراليا، وكندا وايرلندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، في المركز الأول لأكثر السكان بدانة إذ أنها تشكل ربع النسبة العالمية للسمنة المفرطة.
وتبعتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تشكل 13.9 بالمائة من نسبة السمنة المفرطة في العالم، وأشارت الدراسة إلى أنه ما بين 40 و50 بالمائة من النساء في بلدان البحر الكاريبي والشرق الأوسط يعانون من السمنة المفرطة.
وتبقى الولايات المتحدة على رأس قائمة أكثر السكان بدانة، إذ توقعت الدراسة أنه بحلول العام 2025، سيعاني 43 بالمائة من النساء الأمريكيات و45 بالمائة من الرجال الأمريكيون من السمنة المفرطة.
13 مرضاً ودواء تسبب السمنة المفرطة
ساد العرف أن يتم نصح من يعانون من سمنة مفرطة بضرورة أن يعملوا جاهدين لخفض أوزانهم حتى لا يصابوا بالأمراض، ولكن هناك أيضا بعض الأمراض والأدوية التي تتسبب هي نفسها في سمنة مفرطة لمن يصاب بها بحسب موقع "WebMD":
1- قصور الغدة الدرقية
يتسبب قصور الغدة الدرقية في اكتساب زيادة ملحوظة في الوزن. إذا توقفت الغدة الدرقية عن إفراز هرمونات كافية يزداد الوزن ويضعف شعر الرأس وتصاب البشرة بالجفاف ويشعر المريض بالبرودة والتعب ويصاب بالإمساك وحتى الاكتئاب.
2- الاكتئاب
تعد زيادة الوزن بل والسمنة من بين الآثار الجانبية الفيزيائية المحتملة لمرض الاكتئاب. يعاني مريض الاكتئاب في أغلب الأحوال من اضطراب مزاجي نتيجة إفراز مستويات أعلى من كورتيزول المعروف أيضا باسم هرمون "الإجهاد"، ما يؤدي إلى تجمع الدهون حول البطن.
3- الأرق
يصاب الأشخاص الذين يحصلون على أقل من 6 ساعات من النوم في الليل بمزيد من الدهون في الجسم. إن النوم لمدة لا تقل عن 8 ساعات هو أحد الحلول المثالية للحفاظ على الوزن. وتتسبب قلة النوم في إفراز الجسم للكثير من هرمونات الكورتيزول والأنسولين، والتي ينتج عنها زيادة الوزن. كما يحدث اضطراب في إفراز الهرمونات التي تشير إلى الشعور بالجوع ويتوق الشخص الذي يعاني من الأرق أو قلة ساعات النوم إلى الأطعمة التي تحتوي على الدهون والسكر.
4- سن اليأس
ينجم عن انخفاض مستويات هرمون الأستروجين خلال فترة انقطاع الطمث تراكم الدهون حول البطن. ولا يعد نقص الأستروجين السبب الوحيد، خلال فترة سن اليأس، حيث إن الهبات الساخنة ومشاكل النوم وحالات الضيق المزمنة المرتبطة بنهاية مرحلة خصوبة المرأة إلى تغيرات في طريقة تناول الطعام.
5- داء كوشينغ
يساعد هرمون كورتيزول على الحفاظ على ضغط الدم وسكر الدم في نطاق صحي. ولكن عندما تصاب الغدد الكظرية بفرط إفراز هرمونات التوتر، تكون مصحوبة بزيادة في الدهون حول الخصر وقاعدة العنق، فضلا عن استدارة شكل الوجه.
6- التكيس المتعدد للمبيض
لا يوجد اختبار أو تحليل طبي يمكن من خلاله منفردا أن تعرف المرأة أنها مصابة بهذا المرض. تتعرض المريضات إلى نمو تكيسات حول المبيضين مصحوبة بظهور شعر على الوجه وحب شباب فضلا عن اضطراب للدورة الشهرية نتيجة لإفراز كميات كبيرة من هرمون الأندروجين. وتم ملاحظة زيادة أوزان السيدات اللاتي يعانين من هذا المرض.
7- قصور القلب الاحتقاني
عندما لا يضخ القلب الدم عبر الشرايين بقوة كافية، يعني زيادة في الوزن بشكل مفاجئ تصل إلى أكثر من 3 كيلوغراما أسبوعيًا، ويزداد الأمر سوءا بمرور الوقت. ومن الأعراض الأخرى لهذا المرض تورم القدمين والكاحلين وسرعة النبض والتنفس بصعوبة مع ارتفاع ضغط الدم وفقدان للذاكرة والارتباك.
8- توقف التنفس أثناء النوم
يمكن ملاحظة بوادر هذه الحالة عندما يعلو صوت شخير المريض أثناء النوم ليلا أو يشعر بالنعاس خلال النهار. وتحدث هذه الحالة عندما يقوم مجرى الهواء للمريض بقطع التنفس بشكل منتظم لبضع ثوانٍ أثناء النوم. وتعتبر زيادة الوزن أو السمنة أحد أسباب انقطاع النفس أثناء النوم، ولكنها أيضا قد تكون أيضًا أحد الأعراض. ينصح بسرعة علاج هذه الحالة لأنها تؤدي إلى مشاكل في الكبد وفشل القلب وارتفاع ضغط الدم. وينصح الأطباء باستخدام جهاز صناعي أثناء النوم كأحد الحلول العلاجية.
9- الاستسقاء
يحدث الاستسقاء عندما يحتفظ الجسم بكمية كبيرة من الماء، عادةً في الذراعين والساقين، ويبدو أحد الأطراف منتفخًا ويسبب شعورا بالضيق ويصعب تحريكه. ولا تعتبر هذه الحالة خطيرة، حيث يمكن علاجها بمدرات البول، ما لم تتحسن من تلقاء نفسها. ولكن يجب استشارة طبيب لمعرفة السبب وراء حدوثها سواء كانت أمراض القلب أو الكلى أو الكبد أو الرئة.
10- متلازمة الأيض
إنها مجموعة من الحالات التي تحدث معًا وتزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري. ويكون في أغلب الحالات مستويات غير صحية لضغط الدم وسكر الدم والكولسترول والدهون في الجسم. ولا تظهر أعراض واضحة لمتلازمة التمثيل الغذائي باستثناء الوزن الزائد الذي يحيط منطقة الخصر.
11- داء السكري
يساعد الأنسولين الجسم على استخدام الطاقة، ولكنه أيضًا يسهل على الجسم تخزين الطاقة، والتي غالبًا ما تؤدي إلى زيادة الوزن. ويميل مريض السكري إلى تناول المزيد من الطعام لمنع انخفاض نسبة السكر في الدم من بعض العلاجات.
12- العقاقير المنشطة
يحتاج بعض المرضى لتناول عقاقير منشطة لعلاج الربو وبعض أنواع التهاب المفاصل وغيرها من الحالات. وكلما زادت الجرعة أو طالت فترة تعاطي المنشطات، تزداد احتمالية زيادة الوزن.
13- الأدوية الشائعة
تتسبب بعض الأدوية في الشعور بالجوع، حيث يمكن أن تبطئ حرق السعرات الحرارية في الجسم أو تغيير الطريقة التي يمتص جسمك المواد الغذائية. وتؤدي أدوية أخرى لاحتفاظ الجسم بالمزيد من الماء. وفي بعض الأحيان، لا يعرف العلماء على وجه اليقين السبب وراء تسبب عقار ما في زيادة الوزن. ومن الأمثلة الشائعة على هذه العقاقير حبوب منع الحمل ومضادات الذهان ومضادات الاكتئاب وأدوية الصرع وعلاج ارتفاع ضغط الدم.
اضف تعليق