تعد السجائر الالكترونية أداة مبتكرة خالية من التبغ يستخدمها الناس لاستنشاق بخار بنكهة النيكوتين، وارتفعت شعبيتها في أوروبا والولايات المتحدة لكن منظمات الصحة ما زالت حذرة في تأييدها كبديل آمن للتبغ وحاولت حكومات من كاليفورنيا إلى الهند تقديم مشاريع قوانين لتنظيم استخدامها بصورة أكثر صرامة...
تعد السجائر الالكترونية أداة مبتكرة خالية من التبغ يستخدمها الناس لاستنشاق بخار بنكهة النيكوتين، وارتفعت شعبيتها في أوروبا والولايات المتحدة لكن منظمات الصحة ما زالت حذرة في تأييدها كبديل آمن للتبغ وحاولت حكومات من كاليفورنيا إلى الهند تقديم مشاريع قوانين لتنظيم استخدامها بصورة أكثر صرامة.
وصممت السجائر الالكترونية لتحاكي السجائر الحقيقة مع إضافة عنصر جذب هو دخان البخار الكثيف الذي يصدر عنها، وتعمل ببطارية لإنتاج كميات مقننة من بخار النيكوتين من خلال البطارية وطرحت في الأسواق منذ نحو عشر سنوات بتعهد بتقديم النيكوتين بطريقة آمنة، وهي تقوم بتسخين سائل مشبع بالنيكوتين وسوائل أخرى أو مكسبات للطعم لإنتاج بخار يستنشقه المدخن بدلا من حرق التبغ.
لان ما يجعل السجائر مضرة هو دخان التبغ ويمكن للسجائر الالكترونية أن تكون أكثر أمانا لأنها لا تحرق التبغ، وعلى الرغم من ذلك يسبب النيكوتين الموجود داخلها الإدمان، ويرى البعض أن السجائر الالكترونية هي بديل عن التدخين أكثر إرضاء لكن آخرين لا يتبنون وجهة النظر هذه بل يرونها خطرا على من يحاولون الإقلاع عن التدخين أو من أقلعوا بالفعل.
وفي السياق ذاته أظهرت دارسة إن السجائر الالكترونية بالفعل أداة المساعدة الأكثر شعبية للإقلاع عن التدخين في بريطانيا والولايات المتحدة وقد تكون وسيلة رخيصة لتقليل التدخين في المناطق الفقيرة حيث تبقى نسبة المدخنين مرتفعة، فيما أظهرت دراسة محدودة أن بعض المدخنين يرون أن السجائر الالكترونية تساعد على الاقلاع عن التدخين بينما يرى البعض الآخر أنها تمثل اغراء لمن أقلع بالفعل عن هذه العادة بشق الأنفس.
بينما يتساءل بعض المهتمين حول دور السجائر الالكترونية في الإقلاع عن التدخين، فأجابت دراستان جديدتان لتقييم دورها، وخلصت هاتان الدراستان حول ما إذا كانت السجائر الالكترونية تساعد المدخنين على الاقلاع عن هذه العادة المضرة بالصحة الى ان البعض ينجح في ذلك لكنه يعتمد أيضا على نوع السجائر ووتيرة التدخين.
ورحب الخبراء بالبحث الجديد في مجال يمتلئ بالأدلة العلمية القوية وأيضا الكثير من جماعات الضغط، ويعتقد كثير من الخبراء ان السجائر الالكترونية التي تحول سائلا ممزوجا بالنيكوتين الى بخار يستنشقه المدخن هي بديل أقل خطورة من السجائر التقليدية لكن ظلت هناك بعض التساؤلات العالقة حول استخدامها وسلامتها.
سعت دراسات عديدة لتقييم تأثير السجائر الإلكترونية على الصحة العامة لكن نتائجها جاءت متضاربة، ويجادل خبراء بشدة بشأن ما إذا كانت السجائر الالكترونية يمكن أن تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين وما إذا كانت آمنة مع إثارة بعض الدراسات مخاوف من احتواء بعض مكوناتها على سموم، كما يعتقد كثير من الخبراء أن هناك منافع صحية للمدخنين الذين يتحولون لتدخين السجائر الإلكترونية، حيث يثار جدل بشأن سلامة استخدام السجائر الإلكترونية منذ ظهورها وحتى اللحظة الراهنة، والسجائر الالكترونية عبارة عن أجهزة الكترونية تبخر سائل يحتوي عادة على نيكوتين ونكهة.
وحتى مع عدم احتواء السوائل الموجودة بالسجائر الإلكترونية على النيكوتين، تظل الرئتان معرضتان للنكهات الكيماوية عند استنشاق الأبخرة. ويعتبر تناول الكثير من النكهات مع الطعام آمنا لكن بعض الدراسات السابقة أظهرت أن استنشاق أبخرة من هذه الكيماويات قد يؤذي الرئتين.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن التبغ أكبر سبب للوفاة في العالم يمكن منعه وتوقعت أن يصل العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عنه إلى مليار حالة وفاة بنهاية هذا القرن إذا استمرت الاتجاهات الحالية. ويقتل التدخين في الوقت الحالي نحو ستة ملايين شخص كل عام.
ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بالتدخين الإلكتروني
قال مسؤولون أمريكيون في مجال الصحة يوم الخميس إنهم وجدوا 805 حالات إصابة مؤكدة ومحتملة بمرض تنفسي غامض مرتبط بالتدخين الإلكتروني كما ارتفع عدد الوفيات بسبب هذا المرض إلى 12، وقالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إن هناك 530 حالة وسبع وفيات بسبب المرض الذي يصيب الرئتين، ويحقق مسؤولون أمريكيون في مجال الصحة في أمر المرض لكنهم لم يربطوه بعد بمنتج معين من منتجات السجائر الإلكترونية.
وحثت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية بحظر السجائر الالكترونية على الفور حتى ثبوت سلامتها على الصحة، وفي رسالة للقائم بأعمال مفوض الإدارة ند شاربلس، استشهد أعضاء مجلس الشيوخ ديك ديربن، وليزا موركوفسكي، وجيف ميركلي، وريتشارد بلومنتال بتقارير نشرت مؤخرا عن 530 حالة إصابة بأمراض في الرئة ترتبط بالسجائر الالكترونية فضلا عن ثماني حالات وفاة.
إدارة ترامب تسعى لحظر السجائر الإلكترونية ذات النكهات
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خططا لحظر بيع كافة السجائر الإلكترونية ذات النكهات المتنوعة في إطار حملة موسعة، فيما حذر مسؤولون من أن النكهات الحلوة أوقعت ملايين القُصر في دائرة إدمان النيكوتين.
وعبر ترامب وكبار المسؤولين الأمريكيين عن القلق بشأن زيادة استخدام القاصرين للسجائر الإلكترونية، ويأتي التحرك في وقت يحقق فيه المسؤولون في عدد من الوفيات وربما مئات من الإصابات بأمراض الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية.
وقال وزير الصحة والخدمات البشرية أليكس آزار إن إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية تعكف بمباركة ترامب على إعداد ”وثيقة إرشادية“ ستقود إلى حظر كافة نكهات السجائر الإلكترونية باستثناء نكهة التبغ، وأبلغ آزار الصحفيين خلال اجتماع مع ترامب والسيدة الأولى ميلانيا بالمكتب البيضاوي ”فور انتهاء إدارة الأغذية والعقاقير من هذا الكتيب الإرشادي، سنشرع في إجراءات إنفاذ القانون لإزالة كل هذه المنتجات من الأسواق“.
وذكر أن الحظر سيشمل نكهات النعناع والمنثول والعلكة والحلوى والفاكهة والكحوليات وغيرها، وقال آزار إن أحدث البيانات أظهرت زيادة في استخدام صغار السن للسجائر الإلكترونية وإن الشباب انجذبوا لنكهات مثل النعناع والمنثول. ويستخدم قرابة ثمانية ملايين بالغ أمريكي مثل هذه السجائر وكذلك نحو خمسة ملايين قاصر.
مرض غامض يصيب الجهاز التنفسي
أعلن مسؤولون أمريكيون عن أول حالة وفاة بسبب السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة، والتي وقعت بسبب مرض خطير في الجهاز التنفسي، يأتي هذا الإعلان في وقت انتشر فيه مرض غامض في الولايات المتحدة يصيب الرئة ويرتبط بتدخين السجائر الإلكترونية، وبدأ الخبراء تحقيقا موسعا حوله وحول أضرار هذا النوع من التدخين.
وأكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ظهور حوالي 193 "حالة محتملة" من هذا المرض في 22 ولاية أمريكية، وقال خبراء متخصصون في هذه المراكز إن هذه الحالات تتضمن تدخين سجائر إلكترونية تحتوي على مركب زيت تي إتش سي THC، وهو المركب الرئيسي النشط في القنب.
وتم الإبلاغ عن هذه الإصابات على مدار شهرين في الفترة من 28 يونيو/حزيران وحتى 20 أغسطس/آب، وقالت الدكتورة جينيفر لايدن، كبيرة المسؤولين الطبيين وخبيرة الأوبئة في ولاية إلينوي، إن الشخص الذي توفي "دخل إلى المستشفى بسبب مرض غير معروف السبب بعد الإبلاغ عن تدخينه سجائر إلكترونية".
وقال مدير مركز السيطرة على الأمراض روبرت ريدفيلد: "نشعر بالحزن لوفاة أول حالة تتعلق بتفشي مرض الرئة الحاد بين مدخني السجائر الإلكترونية أو أجهزة تبخير التبغ"، وأضاف: "هذا الموت المأساوي في ولاية إلينوي يعزز المخاطر الخطيرة المرتبطة بمنتجات السجائر الإلكترونية"، لم يتم تحديد سبب المرض الغامض، ولكن كل الحالات المصابة تقريبا مرتبطة بشكل ما بتدخين السجائر الإلكترونية.
"في كثير من الحالات، أقر المرضى باستخدامهم مؤخرا للمنتج الذي يحتوي على مركب تي اتش سي THC"، بحسب الدكتورة إيلينا أرياس، مسؤولة مراقبة الأمراض غير المعدية في مركز السيطرة على الأمراض.
وظهرت أعراض من بينها السعال وضيق التنفس والإرهاق وكذلك بعض حالات القيء والإسهال على المرضى. ولا يوجد دليل على أن سبب الاصابة ترجع إلى عدوى نتيجة فيروس أو بكتيريا، وما زال الكثير من الغموض يكتنف الموقف حاليا، وقالت الطبيبة إيلينا: "ليس من الواضح بعد إذا ما كانت هذه أمراض مختلفة بأعراض متشابهة، أم أن أسبابها كلها واحدة"، وسجلت 22 حالة في ولاية إلينوي، وتراوحت أعمار المرضى بين 17 إلى 38 سنة.
وظهر المرض في أكثر من 20 ولاية توجد غالبيتها في وسط وشمال شرق الولايات المتحدة، من ولاية مينيسوتا إلى كارولينا الشمالية، رغم أنه تم الإبلاغ عن حالات في كاليفورنيا وتكساس ونيو مكسيكو أيضا، وطلب المسؤولون إجراء تحاليل مخبرية لعينات من السوائل المستخدمة في السجائر الإلكترونية لتحديد وجود أية مركبات ضارة.
ومن المعروف وجود عبوات مركبات السجائر الإلكترونية السائلة التي تحتوي على تي اتش سي في "السوق السوداء"، والتي تباع بشكل قانوني من خلال مراكز بيع الماريغوانا الطبية في بعض الولايات، وحذر مستخدمو الإنترنت من مخاطر العبوات المزيفة غير الخاضعة لرقابة الجهات المنظمة، لم يتم تحديد أي سبب لهذا المرض الغامض، كما أنه لا توجد علاقة واضحة حتى الأن بينه وبين مركبات تي اتش سي.
وقال ميتش زيلر، من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنه من المهم أن نفهم أننا " في المراحل الأولى من هذه التحقيقات ونحاول تجميع الحقائق"، وأضاف أن إدارة الأغذية والدواء (FDA) كانت تستكشف إذا ما كانت المنتجات قد استخدمت كما هو محدد لها أم يجري تعديلها بإضافة شيء إليها، وأكد جريجوري كونلي، رئيس جمعية السجائر الإلكترونية الأمريكية في بيان يوم الخميس، على أنه "واثق" من أن الأمراض ناجمة عن أجهزة تحتوي على الحشيش أو المخدرات الاصطناعية الأخرى، وليس النيكوتين.
لكن الدكتور براين كينغ، من إدارة التدخين والصحة في مركز السيطرة على الأمراض، حذر من التفكير في أن السجائر الإلكترونية آمنة بصورة كاملة، وقال "نحن نعرف أن السجائر الإلكترونية تتسبب في انبعاثات ضارة".
وأضاف "هناك مجموعة متنوعة من المكونات الضارة التي تم تحديدها، بما في ذلك أشياء مثل الجسيمات متناهية الصغر، والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والمواد الكيميائية المسببة للسرطان"، إلى جانب ثنائي الأسيتيل - وهي نكهة تستخدم لإعطاء مذاق "مثل الزبدة" وهي مرتبطة بمرض "الجهاز التنفسي الحاد"، كما حذر من احتمال حدوث حالات مماثلة منذ فترة طويلة، ولكن العلاقة بينهما قد اختفت، وقال "من المحتمل أن تكون الحالات المبلغ عنها قد حدثت قبل بدء هذا التحقيق"، وتوفي شخصان على الأقل في وقت سابق بالولايات المتحدة بعد انفجار سجائر إلكترونية في وجهيهما.
تدخين المراهقين للسجائر الإلكترونية يزيد من فرص إدمان الماريجوانا
قالت دراسة، في المجلة الطبية JAMA Pediatrics، إن أغلب المراهقين الذين يدخنون السجائر الإلكترونية، يدخنون الماريجوانا، وتدعم نتائج الدراسة نظرية تتعلق بتأثير النيكوتين على "الأدمغة غير المكتملة" أو النامية، في إشارة إلى أدمغة المراهقين، وتعتبر تلك النظرية أن النيكوتين يساعد على الإدمان.
وقال الدكتور نيكولاس تشادي، الباحث في طب إدمان الأطفال والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن "المراهقين لديهم دماغ ما زال يتغير ويتطور"، مضيفًا أنه "عندما يتعرض دماغ صغير لمادة مدمنة مثل النيكوتين، فإنه يميل إلى البحث عن ضجة كبيرة ومثيرة، وهكذا تصبح مواد أخرى مثل الماريجوانا أكثر جاذبية".
وحلل البحث أكثر من 20 دراسة موجودة مسبقًا للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 عامًا، وأوضح تشادي، الأستاذ المساعد في جامعة مونتريال، أن هذا الرابط يوحي بأن "السجائر الإلكترونية تحتاج فعلاً إلى أن تؤخذ في الاعتبار في الفئة الواسعة من المواد المسببة للإدمان والضارة"، وأشار إلى أنه "لا يمكننا أن نفكر في السجائر الإلكترونية كبديل أقل ضررا للسجائر مع المراهقين"، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه "تماما مثل السجائر، تزيد السجائر الإلكترونية من خطر استخدام الماريجوانا".
ويرتبط تعاطي المراهقين للماريجوانا والمخدرات بشكل عام، بانخفاض في الذكاء والوظيفة العقلية التي تستمر حتى سن البلوغ، وفقًا لبعض الدراسات، وقد تم ربط الماريجوانا بأمراض الذهان، والتي يمكن أن تشمل الهلوسة والأوهام.
الهند تحظر إنتاج واستيراد وبيع السجائر الإلكترونية
حظرت الهند إنتاج واستيراد وبيع السجائر الإلكترونية في لطمة لشركات كانت تعتزم التوسع في البلاد مثل جول لابس وفيليب موريس إنترناشونال، وسيتم فرض الحظر عن طريق أمر تنفيذي وسيشمل عقوبة السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات للمخالفين. ولم يتضح ما إذا كان الحظر سيسري أيضا على استخدام هذه المنتجات.
وكانت وزارة الصحة الهندية التي اقترحت الحظر، قد قالت إنه ضروري لضمان عدم تفشي استخدام السجائر الإلكترونية ”كالوباء“ بين الأطفال والشباب، وقالت وزيرة المالية نيرمالا سيتارامان في مؤتمر صحفي ”نظرا لخطورة تأثير السجائر الإلكترونية على الشباب، وافق مجلس الوزراء على قرار بحظر السجائر الإلكترونية“.
وهناك 106 ملايين بالغ يدخنون في الهند لتحتل البلاد بذلك المرتبة الثانية في العالم بعد الصين من حيث عدد المدخنين مما يجعلها سوقا مربحة للشركات المنتجة للسجائر الإلكترونية مثل جول ومقرها الولايات المتحدة وكذلك فيليب موريس.
وكانت جول تعتزم إطلاق سجائرها الإلكترونية في الهند وعينت عدة مديرين تنفيذيين في الشهور القليلة الماضية. وذكرت رويترز في تقرير لها أن فيليب موريس تخطط أيضا للتوسع في السوق الهندية، وأحجمت متحدثة باسم جول إنديا عن التعقيب بينما لم ترد فيليب موريس على طلب للحصول على تعليق.
تضاعف معدلات نجاح الإقلاع عن التدخين
أظهرت دراسة كبيرة أجريت في إنجلترا أن من يستخدمون السجائر الإلكترونية بهدف الإقلاع عن التدخين يمكنهم تحقيق هدفهم بنسبة تزيد 95 بالمئة تقريبا عمن يحاولون الإقلاع دون الاستعانة بأي شيء يمكن أن يساعدهم على ذلك.
واعتمدت الدراسة، التي تمولها مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية الخيرية ونشرتها دورية (أديكشن) المتخصصة في مجال مكافحة الإدمان يوم الخميس، على تحليل معدلات النجاح للعديد من الطرق الشائعة للإقلاع عن التدخين، بما في ذلك السجائر الإلكترونية واللاصقات والعلكة التي تستخدم لطرد النيكوتين من الجسم وعقار فارينيكلين الذي تنتجه شركة فايزر ويباع في بريطانيا بالاسم التجاري شامبكس.
كما تم تعديل الدراسة لتراعي مجموعة واسعة من العوامل التي قد تؤثر على معدلات النجاح في الإقلاع عن التدخين مثل العمر والمستوى الاجتماعي ودرجة إدمان السجائر والمحاولات السابقة للإقلاع وما إذا كان الإقلاع تدريجيا أم مفاجئا.
وتشير أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن تدخين السجائر وغيرها من التبغ يودي بحياة أكثر من سبعة ملايين شخص سنويا على مستوى العالم. ومن بين 1.1 مليار مدخن في العالم، يعيش حوالي 80 في المئة في دول فقيرة أو متوسطة الدخل.
ولا تحتوي السجائر الإلكترونية على تبغ، ولكنها تحوي سوائل بها نسبة من النيكوتين ويستنشقها المدخن في بخار، وتبيعها العديد من شركات التبغ الكبرى، وشملت الدراسة ما يقرب من 19 ألف شخص في إنجلترا ممن حاولوا الإقلاع عن التدخين في الاثني عشر شهرا السابقة على مشاركتهم فيها، وتم جمع نتائجها على مدى 12 عاما من عام 2006 إلى عام 2018.
ماذا وراء تفشي المرض المرتبط بالتدخين الإلكتروني في الولايات المتحدة؟
ليس هناك من ينكر أن تدخين السجائر الإلكترونية منتشر الآن، ويوجد نحو ثلاثة ملايين مستخدم في بريطانيا وحدها، ويُنظر إلى التدخين الإلكتروني - الذي ينطوي على استنشاق مزيج مصنوع عادة من النيكوتين والماء والمذيبات والنكهات - كبديل للتدخين المعتاد، يمكن أن يساعدك على الإقلاع عن الأخير، لكن مدى سلامته لا يزال غير معروف بشكل كامل، لكن في الولايات المتحدة، أصبحت المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتدخين الإلكتروني تحت دائرة الضوء، حيث تم تسجيل 450 حالة من أمراض الرئة أبلغ عنها هذا العام، كما وقع نحو 6 حالات وفاة في 33 ولاية، مرتبطة بهذا النوع من التدخين.
وكانت واحدة من أكثر القصص الصادمة للفتاة "سيما هيرمان"، البالغة من العمر 18 عاما، التي نشرت صورة لنفسها على الإنترنت، بعد الإفاقة من غيبوبة مستحثة طبيا، وبعد تلقيها العلاج من الالتهاب الرئوي وفشل الرئة، تريد "سيما" أن تحذر الآخرين من تدخين السجائر الإلكترونية، وأثارت قصة تلك الفتاة تساؤولات حول مدى سلامة التدخين الإلكتروني، والقوانين المنظمة لهذه الصناعة.
ويحاول مسؤولو الصحة في هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، المسؤولون عن حماية الصحة العامة في الولايات المتحدة، تحديد أسباب هذه المشاكل.
ما هي الأعراض؟، وفقا لمسح أجري في عام 2016، يوجد نحو 10 ملايين مدخن إلكتروني في الولايات المتحدة، وحوالي نصف هؤلاء تقل أعمارهم عن 35 عاما، حيث تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاما، وهم المستخدمون الأكثر انتظاما.
لذلك لم يكن مفاجئا، أن الكثير من الأشخاص المصابين، البالغ عددهم 450 شخصا، هم من الشباب بمتوسط عمر 19 عاما، وشملت الأعراض التي أبلغ عنها المصابون الالتهاب الرئوي الحاد، ضيق التنفس، السعال، الحمى، الإجهاد، والفشل التنفسي. والنتيجة هي أن رئتيك تتوقفان عن العمل ويصبح التنفس صعبا.
واستخدم المصابون أدوات تدخين مختلفة، بدءا من أجهزة التبخير وحتى السجائر الإلكترونية الأصغر، ومجموعة متنوعة من العلامات التجارية المختلفة للسوائل واللفافات، وجمعت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الآن أكثر من 120 عينة، لاختبار المواد الكيميائية المختلفة بها، بما في ذلك النيكوتين والقنب والمضافات والمبيدات الحشرية.
من المسؤول؟، يحاول الباحثون الصحيون في الولايات المتحدة إثبات ما إذا كانت مادة سامة بعينها أو مادة أخرى وراء تفشي المرض، أو ما إذا كان نتيجة الاستخدام الكثيف، وتتمثل إحدى النظريات في أن مكونا سيئا ربما يكون أضيف إلى سوائل التبخير، بما في ذلك منتجات الماريجوانا - المتوفرة قانونا في بعض الولايات الأمريكية - وتحديدا فيتامين E، وبدأت إدارة الصحة في ولاية نيويورك التحقيق في مدى ارتباط فيتامين "إي" بهذا المرض، واصفة إياه بأنه "محل التركيز الرئيسي" في دراساتهم، بعد إصابة 34 شخصا بالمرض في الولاية، لكن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لم تستقر على فيتامين (إي) باعتباره السبب، ولم تستبعد المواد الكيميائية السائلة الأخرى المستخدمة في التدخين الإلكتروني.
وفي بريطانيا، يقول خبراء الصحة إنهم ليسوا على علم بأي حوادث مماثلة، مرتبطة بمنتجات التدخين الإلكتروني الخاضعة للتنظيم في تلك الدولة، ويقول مارتن دوكريل، رئيس قسم مكافحة التبغ في هيئة الصحة العامة بانجلترا: "التحقيق الكامل في هذا الشأن غير متاح حتى الآن، لكننا سمعنا تقارير تفيد بأن معظم هذه الحالات كانت مرتبطة بأشخاص، يستخدمون سوائل تبخير غير قانونية، تم شراؤها من الشارع أو مصنوعة دون ترخيص. بعض تلك السوائل يحتوي على منتجات القنب، مثل تي إتش سي، أو القنب الصناعي".
ويضيف: "على عكس الولايات المتحدة، يتم تنظيم جميع منتجات السجائر الإلكترونية في بريطانيا، بشكل صارم من أجل الجودة والسلامة، وذلك من جانب هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، وهي تعتمد برنامج البطاقة الصفراء، الذي يشجع المدخنين الإلكترونيين على الإبلاغ عن أي تجارب سيئة".
هل هي ظاهرة جديدة؟، وليست هذه هي المرة الأولى، التي يكون فيها التدخين الإلكتروني مدعاة للقلق. ونشرت المجلة الطبية البريطانية تقريرا العام الماضي، عن امرأة دخلت المستشفى مصابة بسعال، وحمى وتعرق ليلي وفشل تنفسي.
ووجد الأطباء أن سبب مشكلتها هو وجود الغليسيرين النباتي في سيجارتها الإلكترونية، لكنهم قالوا إنها رفضت التوقف عن التدخين الإلكتروني في ذلك الوقت، وفضلا عن كونه مرتبطا بمشاكل الرئة، هناك تقارير أيضا عن انفجار أقلام تدخين في حوادث نادرة مميتة، وفي وقت سابق من العام الجاري، توفي شاب يبلغ من العمر 24 عاما من ولاية تكساس، عندما انفجرت بطارية قلم التدخين الخاص به، وأخرجت شظايا من المعدن أصابته في وجهه ورقبته، ما أدى لقطع أحد شرايينه.
لكن القواعد المنظمة لأدوات التدخين الإلكتروني في بريطانيا أكثر صرامة، مع فحص سلامتها وجودتها، ما يعني انخفاض احتمال وقوع مثل تلك الحوادث، وتقول سوزان ويلي، من قسم مكافحة التبغ في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إن هناك مشكلة أخرى، تتمثل في أن أدوات التدخين الإلكتروني منتجات جديدة إلى حد ما، ومن ثم لا يعرف الأطباء ما النصيحة التي يجب أن يقدموها للمستخدمين، وفي الوقت الراهن، ينصح الخبراء الصحيون الأمريكيون بالتوقف عن التدخين الإلكتروني تماما، حتى انتهاء التحقيقات.
وفي بريطانيا، تنصح هيئة الصحة العامة في انجلترا المدخنين الإلكترونيين بـ "باستخدام السوائل الإلكترونية، الخاضعة للقواعد والمواصفات البريطانية، وعدم المخاطرة بتدخين سوائل إلكترونية غير قانونية، أو مصنوعة دون ترخيص، أو إضافة أي مواد قد تكون ضارة".
اضف تعليق