العملات الرقمية أو العملات الإلكترونية عبارة عن عملات افتراضية يتم تداولها من خلال الإنترنت، ولعل من أشهرها هو البيتكوين. وأخذت شهرتها بسبب 4 مزايا سرعة التحويل وقلة تكلفته وحفظ الخصوصية وانها لا مركزية، العملات الرقمية استحوذت على فكر البعض، واثارت خوف وذعر البعض ، وتسببت في قلق البعض، ولكن المهم أن الجميع يتفق أن العملات الرقمية ثورة تكنولوجية سوف تغير من شكل الأموال في هذا العالم، وسوف تؤثر على أكبر وأهم المؤسسات المالية في العالم وعلى طريقة عملها، العملات الرقمية والعملات الإفتراضية على عكس العملات الورقية والعملات المعدنية، العملات الرقمية هي عملات غير ملموسة! معنى هذا أن اي عملة غير ملموسة ولا يستطيع الفرد أن يشعر بها هي عملة إلكترونية، وهذا معناه أن النقود التي في الكروت الإئتمانية ، و النقود التي يتم إرسالها واستلامها عبر البنوك الإلكترونية تعتبر نظام العملات إلكترونية ، ولكن إذا ما تم لمسها والشعور بها أصبحت عملات عادية كما هو متعارف عليه.
وتسمي بالأنجليزية Crypto currency وهي تنقسم لـ مقطعين، المقطع الثاني هو Currency العملة ، بينما المقطع الأول هو كلمة Crypto وهي إختصار لكلمة Cryptography اي علم التشفير، ويستطيع الشخص أن يحصل على بيتكوين مثلا، في عملية تسمي تعدين البيتكوين، وفي تعريف أخر، العملات الرقمية عبارة عن أصول رقمية مصممة لتعمل كوسط لتبادل الأموال أو اي شئ له قيمة فيما يسمى بالعملية الاقتصادية (Transaction) ، وتعتمد على علم التشفير في تأمين هذه العمليات ، و للتحكم في إضافة وحذف وحدات ، وأخيرا لتوثيق والتحقق من صحة هذه العمليات، والعملات الرقمية مثلها مثل العملات الورقية و المعدنية في قدرتها على شراء بها جميع السلع والخدمات المادية، كما يوجد الكثير من العملات الإلكترونية مطروحة للتداول الآن في سوق الفوركس ، والأمر في تزايد هيستري، نتيجة قانون العرض والطلب، حيث أن سعر البيتكوين على سبيل المثال في ديسمبر 2017 تعدي الـ 17 ألف دولار أمريكي ، وبما أن أصلا عدد البيتكوين الذي يمكن إنتاجه هو 21 مليون وحدة فقط، يجعل التنافس عليه كعملة أو منتج يتدوال به عموم المستثمرين.
كيف تعمل العملات الرقمية
العملات الرقمية وتحديدا البيتكوين هي عملات لا مركزية، اي لا يمكن لحكومة أو مؤسسة ما أن تتحكم في إنتاج المزيد منها. ولكن كيف يتم التحكم في العملات الرقمية؟
يتم التحكم في العملات الرقمية عن طريق تكنولوجيا تٌدعي سلسلة الكتل (Block chain)، وتم تعريف سلسلة الكتل في كتاب (ثورة سلسلة الكتل - Block chain Revolution) على يد الكاتب دون تابسكوت وأخوه على أنها عبارة عن دفتر حسابات إلكتروني غير قابل للتلاعب به للمعاملات الاقتصادية التي يمكن برمجتها، ليس لتسجيل المعاملات المالية فقط، بل لكل شئ له قيمة، بمعنى أن كل تعامل اقتصادي أو مالي يحدث على النظام يتم تسجيله وتشفيره في كتلة ، وربطها بالكتل الأخرى لتكوين سلسلة الكتل.
يتميز نظام العملات الرقمية أو نظام البيتكوين وهو نظام لا مركزي لإرسال وإستقبال الأموال بـ
1- السرعة الفائقة، حيث يتم تحويل ما تريد من مال في أقل من ثواني، على عكس طريقة البنوك التقليدية التي تستغرق أياما.
2- التكلفة المنخفضة جدا، حيث تكلفة عمليات تحويل الأموال بالبيتكوين تقريبا مجانية أو مبلغ لا يٌذكر.
3- الحماية والشفافية، حيث أن كل عملية إقتصادية أو مالية يتم حفظها في كتلة و توزيعها على ملايين الحواسيب حول العالم، مما يجعل عملية إختراقها مستحيلة عمليا، كما أن العملية المالية تتم أمام العالم كله مما يجعل محاولات التلاعب بها مستحيلة.
4- لا مركزية أي غير تابعة لأي بنك مركزي، إن أسلوب عمل العملات الرقمية يجعلها فريدة جدا في مقابل النظم التقليدية في المعاملات المالية سواء عبر الإنترنت أو في الواقع الحقيقي.
انتشار العملات الرقمية
بحسب موقع coinmarketcap.com فقد وصلت القيمة السوقية للعملات الرقمية مجتمعة إلى أكثر من 730 مليار دولار لتتفوق بذلك على قيمة شركات عملاقة كـ«أمازون» (570 مليار دولار) و«مايكروسوفت» (660 مليار دولار أميركي)، ويبدو أنها ما هي إلا مسألة وقت فحسب لتتجاوز القيمة السوقية للعملات الرقمية التريليون دولار وتتخطى أكبر شركات العالم «آبل» التي تقدر قيمتها بنحو 990 مليار دولار أميركي.
ولا يبدو أن هذه الأرقام ستتوقف عن الزيادة، ففي كل يوم نسمع عن مشروع عملة رقمية جديدة تحاول تقديم حلول مبتكرة لبعض المشاكل التي نواجهها في حياتنا اليومية والعملية. من ضمن هذه العملات عملة جديدة قابلة للتداول بين الإمارات والسعودية يجري دراسة إصدارها، حيث تأتي كمشروع مشترك بين مصرف الإمارات المركزي ومؤسسة النقد العربي السعودي (المركزي السعودي) لتكون المرة الأولى على الإطلاق التي تشهد تعاون سلطات نقدية من بلدين لاعتماد هذه التقنيات، أيضاً تناقلت بعض المواقع الإلكترونية عن اهتمام «مارك زوكربيرغ» مؤسس «فيسبوك» بدراسة مزايا وعيوب العملات الرقمية، مما يعطي بعض المؤشرات بأنه من الممكن أن يتوصل إلى شراكة مع إحدى العملات المتداولة، أو ربما يذهب بتفكيره بعيداً ويقرر أن تصدر «فيسبوك» عملة رقمية جديدة تنافس بها البيتكوين.
من الأخبار المتداولة أيضا اعتزام تطبيق «تليغرام» (Telegram) إنشاء عملة رقمية خاصة به على غرار تطبيق كيك «Kik» الذي أصدر مطوروه عملة رقمية جديدة أسموها «كين» (KIN) تمكن المستخدمون من شراء الخدمات الإلكترونية التي يوفرها التطبيق، كل هذه المؤشرات وغيرها تعطي انطباعاً عاما بأن سنة 2018 ستكون سنة حافلة في هذا العالم الرقمي الجديد خصوصا مع اهتمام العديد من الشركات الكبيرة ورؤوس الأموال وحتى الأفراد بالاستثمار لدرجة أن بعض منصات تداول العملات الرقمية أقفلت أبوابها في وجه المستخدمين الجدد، نظرا للعدد المهول من الأشخاص الذين يرغبون في التسجيل.
المستقبل والمخاطر المنتظرة
العملات الرقمية تقنية حديثة تتمتع بمميزات تمكن المتعاملين بها من تلافى بعض العيوب التي تواجه المتعاملين بالنظام النقدي التقليدي بهدف احداث تغيير جذري في الاقتصاد العالمي. ولكن وعلى الرغم من كونها توفر طرقاً جديدة للمتعامل بها لايجاد وقياس وتبادل وتخزين القيمة إلى درجة اعتبرها البعض العملة الدولية القادمة، إلا نها لم تحظى حتى هذه اللحظة باعتراف دولي كامل بها ولا يوجد تشريعات قانونية تنظم تداولها وتحفظ حقوق من يتعامل بها، كما إنها – هذه العملة - ليست خالية من العيوب والمخاطر، حيث تشير بعض التقارير الصادرة مؤخراً إلى بدء استخدام هذه العملة في التبادلات المالية في أمور غير شرعية كالاتجار بالمخدرات والمقامرة والإرهاب وغيرها من المعاملات المحظورة دولياً. وتزيد مخاطر استخدامها بسبب ما تعرضت له من تذبذب قوي وتقلبات كبيرة في قيمتها على المدى القصير منذ انطلاقتها الاولى في عام 2009، مما أدى إلى صعوبة مراقبتها ومتابعتها وتأمين اجهزة المتعاملين بها وعدم قدرة اي جهة في التحكم والسيطرة على سوقها خاصة في ظل امكانية مشاركة البيانات الخاصة بها مع الجميع على الشبكة الألكترونية. وتثير المخاطر المحتملة للمتعاملين بهذه العملة وغيرها االمخاوف في أوساط عالم الأعمال على الشبكة العنكبوتية خاصة فيما يتعلق بتأمين حقوق البائع.
وقد تضاعفت المخاطر التي تعرضت لها هذه العملة بعد موجة القرصنة التي طالت العديد من المؤسسات والمواقع الشهيرة على الشبكة لكونها عملة رقمية يتم تخزينها في محافظ خاصة على اجهزة الحاسب ويشترط عدم توقفها وبقاءها متصلة بالانترنيت لمنع خسارتها. ويعتبر موقع بورصة MT.Gox الذي يعد أكبر متداول لعملة الـBit coin من المواقع التي تعرضت لعمليات قرصنة تم تنفيذها بواسطة هجمات إلكترونية منسقة أدت إلى تعطيله لساعات. وذلك من خلال نشر برامج معلوماتية خبيثة عبر مواقع معينة بهدف التنقيب عن الـBit coin .
اضف تعليق