دور المزادات العالمية لا تزال تواصل أعمالها الخاصة من خلال بيع وعرض التحف والأشياء النادرة والنفيسة والغريبة، التي تعد مصدر جذب مهم للعديد من الأثرياء والهواة وجامعي التحف والإعمال الفنية وغيرها من المقتنيات القديمة، التي قد تصل قيمتها في بعض الأحيان الى أسعار خيالية يصعب توقعها بسبب التنافس الكبير، وهو ما أسهم بازدياد حده التنافس بين دور المزادات العالمية التي تسعى بشكل دائم الى تقديم عروض جديدة ومميزة وتطوير طرق البيع والإعلان والاستفادة من التطور العلمي والتكنولوجي الكبير، في سبيل تحقيق شهرة واسعة تدر عليها المزيد من الأرباح والفوائد الإضافية، وفي ما يخص بعض تلك المزادات فقد اشترى تاجر عملة من بيفرلي هيلز سنتا أمريكيا سك عام 1792 بنحو 2.6 مليون دولار وهو أغلى ثمن يدفع على الاطلاق في مزاد مقابل سنت أمريكي قديم. وتحمل العملة النادرة اسم من حفرها روبرت بيرتش. و(سنت بيرتش) من بين أقدم السنتات التي سكت في الولايات المتحدة وكان من بين مجموعة من العملات النموذجية الأولية. ويعتقد انه يوجد منها عشر قطع فقط وقال جامع العملات كيفن ليبتون إن العملة التي اشتراها هي أفضل العشرة من حيث حالتها.

وقال ليبتون (55 عاما) من شركة ليبتون للعملات النادرة عن فوزه بهذه العملة القيمة في المزاد الذي نظمته هريتيدج أوكشنز في أورلاندو بفلوريدا "شعرت بنشوة.. بسعادة غامرة أعتقد ان هذه العملة ستدر مزيدا من الأموال." ويحمل أحد وجهي سنت بيرتش رسما جانبيا لسيدة الحرية بشعرها المتطاير وعليه شعار "الحرية أم العلم والصناعة" وكتب على الوجه الآخر "الولايات المتحدة الأمريكية" وقيمة العملة "سنت واحد" داخل إكليل. وأضاف ليبتون "هذه عملة رائعة تخطف الانفاس. التاريخ مهم. هذا هو أول تصور لنا كأمة." بحسب رويترز.

وقال جيم هالبرين الرئيس المناوب لدار المزاد ان الثمن الذي عرضه ليبتون وهو 2585000 دولار زاد على الرقم القياسي الذي تحقق قبل يوم واحد في نفس المزاد وهو 2.35 مليون دولار مقابل سنت سك عام 1793 يعرف باسم (سنت السلسلة) اشارة الى السلسلة الموضوعة حول قيمة العملة بالارقام. وقال هالبرين انه قبل ذلك كان الرقم القياسي لثمن عملة نقدية هو 1.38 مليون دولار وكان لسنت سلسلة آخر بيع عام 2012.

كمبيوتر آبل وسلالم برج ايفل

في السياق ذاته حقق احد اوائل اجهزة الكمبيوتر من ماركة "ابل" التي باعها ستيف جوبز احد مؤسسي الشركة من مرآب والديه في السبعينات، سعرا بلغ 365 الف دولار خلال مزاد علني في نيويورك. وبحسب دار كريستيز المنظمة للمزاد، فإن هذا الجهاز من نوع "آبل 1" هو اخر القطع التي باعها مباشرة ستيف جوبز المتوفي سنة 2011، من مرآب والديه في لوس التوس في ولاية كاليفورنيا الاميركية في بدايات شركة "آبل".

وقالت متحدثة باسم دار كريستيز ان جهاز الكمبيوتر المصنع سنة 1976 بيع بسعر 365 الف دولار، من دون تحديد هوية الشاري. ولم توضح كريستيز ما اذا كان الجهاز لا يزال يعمل. وكانت الدار قدرت قيمته ما بين 400 الف و600 الف دولار. ويعتبر جهاز "ابل 1" الممهد لظهور اجهزة الكمبيوتر الشخصية الحديثة لأنه كان اول كمبيوتر شخصي مركب مسبقا يطرح للبيع في الاسواق.

على صعيد متصل بيع جزء من سلالم برج ايفل (3,50 امتار)، بسعر 220 الف في باريس الى جامع برتغالي على ما اعلنت دار "ارتكوريال" للمزادات. وكان سعر هذا الجزء مقدرا بين 20 و30 الف يورو. ويبلغ وزن هذه القطعة 750 كيلوغراما وهي تتضمن 19 درجة وكانت جزءا من السلالم التي تربط بين الطابقين الثاني والثالث في النصب الذي شيده غوستاف ايفل في المعرض العالمي في باريس العام 1889.

وتنافس ثمانية مزايدين، اربعة عبر الهاتف واربعة في الصالة، خلال هذا المزاد. وقد ظفر جامع برتغالي بهذا الجزء امام مزايددين من اوروبا واميركا الشمالية والجنوبية على ما اوضحت دار "ارتكوريال. وفي العام 1983 اضطرت معايير سلامة جديدة ادارة البرج الى تفكيك السلالم وتقطيعها الى 24 جزءا. وابقي على جزء في الطابق الاول من البرج وقدمت ثلاثة اجزاء اخرى الى متاحف فرنسية. بحسب فرانس برس.

اما الاجزاء العشرون المتبقية، فقد بيعت في مزاد نظم في الطابق الاول من برج ايفل. والجزء الراهن يأتي من مجموعة سويسرية. وفي العام 2009، تجاوز سعر جزء من هذه السلالم (2,70 متر) كل التقديرات خلال مزاد محتدم. فقد اشترى مواطن اميركي الجزء بسعر 550 الف يورو. ويزور عشرة الاف الى 32 الف شخص بحسب المواسم برج ايفل يوميا الذي يبقى النصب الذي يجذب اكبر عدد من الزوار في العالم من بين المواقع التي تفرض رسم دخول.

مغزل وآلة التصوير

من جهة أخرى بيع مغزل كان يستخدمه الزعيم الهندي الراحل غاندي أثناء وجوده في السجن بمبلغ يصل إلى 180 ألف دولار أمريكي. وكان غاندي يستخدم المغزل لصنع قطع من النسيج لملابسه الشخصية إبان وجوده في سجون الاستعمار البريطاني خلال حقبة الثلاثينات من القرن الماضي. وكان غاندي قد أعطى المغزل عام 1935 لأحد المبشرين الأمريكيين.

وقالت دار مالوكس البريطانية للمزايدات أن الشاري شخص غير معروف وقدم عرضه عبر الهاتف لكنها أكدت أن العرض تخطى كل التوقعات السابقة. وأعلنت دار المزايدات أنها كانت تستهدف سعرا يتراوح بين 90 ألف و100 ألف دولار حسب طلب مالك المغزل رغم أنهم كانوا يعتقدون أن المبلغ كبير لكن عندما بدأت العروض تصل إليهم بدأ الموضوع يحصل على زخم كبير على موقع الدار على الأنترنت وعلى هواتف تلقي العروض. وكان غاندي يقضي عدة ساعات يوميا في غزل الأنسجة ويعتقد أنها فرصة شخصية للتأمل في الكون.

الى جانب ذلك فآلة التصوير الرقم مليون التي انتجها المصنع الالماني "لايكا" وهي من نوع "ام 3 كروم" بيعت بسعر 840 الف يورو (حوالى 1,13 مليون دولار) خلال مزاد نظمته في فيينا قاعة "فيستليخت" الفنية. وكانت الة التصوير العائدة الى العام 1960 حتى الان ملكا لمتحف لايكا. وكان سعرها مقدرا بين 400 و500 الف يور. وقد انطلق المزاد عند سعر 200 الف يورو. ولم تفصح "فيستليخت" عن اسم الشاري. وبيعت الة تصوير "لايكا ال ال ال ف" تعود للعام 1950 وتحمل رقم الانتاج "500000" بسعر 360 الف يورو فيما كان سعرها مقدرا بين 200 و250 الف يورو. بحسب فرانس برس.

واشترى مجهول ايضا الة "لايكا 1 مود سي لاكسوس" تعود للعام 1930 بسعر 504 الاف يورو اي ثلاث مرات سعرها المقدر. وبلغت القيمة الاجمالية لألات التصوير التي بيعت ستة ملايين و726 الفا و60 يورو. وبالتزامن نظمت "ويستليخت" مزادا على صور. قد بيعت سلسلة من 114 صورة بعنوان "اتو بورتريه: الولايات المتحدة" للمصور الاميركي ديفيد دوغلاس دونكان بسعر 114 الف يورو. وكان مصور المجلة الاميركية "لايف" التقط هذه الصور خلال المؤتمر العام لكل من الحزب الجمهوري في ميامي والديموقراطي في شيكاغو بمناسبة الانتخابات الرئاسية الاميركية في العام 1968.

سمكة عملاقة وفطر نادر

من جهة اخرى بيعت سمكة تونا حمراء عملاقة بأكثر من 37 الف دولار في اول مزاد هذه السنة في سوق الاسماك في طوكيو فيما تواجه اليابان ضغوطا متزايدة لخفض استهلاكها لهذه الاسماك المهددة. وبيعت السمكة البالغ وزنها 180,4 كيلوغراما والتي اصطيدت قبالة شواطئ منطقة اوموري في شمال اليابان بسعر 4,51 ملايين ين (37480 دولارا) في المزاد على ما اوضح مسؤول في سوق تسوكيجي للأسماك.

وشكل هذا السعر التراجع الثاني المتتالي في المزاد العلني السنوي بمناسبة حلول العام الجديد بعد سعر قياسي بلغ 155,4 مليون ين في العام 2013 بفضل حرب مزايدات قادتها سلسلة مطاعم في هونغ كونغ وكانت السمكة حينها اكبر بقليل لكن بالنوعية نفسها. وقال الفائز بالمزاد كيوشي كيمورا رئيس الشركة المالكة لسلسلة المطاعم الشعبية "سوشي-زانماي" لوسائل الاعلام المحلية، "فوجئت بفوزي بالمزاد بهذا السعر المتدني. بحسب فرانس برس.

لكن النوعية ممتازة. انا مرتاح لاني اشتريت الافضل والسمكة لها شكل جيد وفيما الكثير من الدسم". وتراجع السعر عائد الى "غياب المزايدات المنافسة" وعدد اكبر من اسماك التونا الحمراء في المياه قبالة شواطئ اليابان الشمالية. وسمك التونا الاحمر هو الاغلى في تسوكيجي السوق الاكبر لبيع السمك وثمار البحر بالجملة في العالم.

على صعيد متصل بيعت اكبر كمأة بيضاء في العالم يبلغ وزنها 1,89 كيلوغراما في مزاد علني في نيويورك بسعر 61250 دولارا على ما اعلنت دار سوذبيز التي نظمت عملية البيع. واوضحت دار المزادات في بيان ان هذه الكمأة "وهي الاكبر التي يم اكتشافها" اشتراها "رجل يعشق الطعام اصله من تايوان".

وعثر على الكمأة الاستثنائية في وسط ايطاليا من قبل شركة ساباتينو تارتوفي التي تعتبر من اكبر مزودي هذا النوع من المنتجات في العالم. وقد عرضتها للبيع عائلة باليسترا التي تملك شركة "ساباتيون تارتوفي" التي تنوي توزيع المال على منظمات خيرية مختلفة. وقد بيعت في 2010 كمأة يقل وزنها مرتين تقريبا عن الحالية بسعر 417200 دولار على ما تفيد دار سوذبيز. والكمأة فطر نادر ومطلوب جدا لذا فان سعره مرتفع.

دارة فيرساتشي

الى جانب ذلك فمن المرتقب أن تطرح الدارة التي كان يسكنها مصمم الأزياء الإيطالي جاني فيرساتشي قبل اغتياله في العام 1997 في منطقة ميامي بيتش في مزاد بسعر أولي يساوي 25 مليون دولار. ومن المفترض أن ينظم المزاد في ساحة الدارة الواقعة في منطقة أوشين درايف على بعد بضعة امتار عن الشاطئ في ولاية فلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة).

وأوضح راين جوليسن أحد الناطقين باسم دار المزادات "فيشر أوكشن" أنه "لن يسمح لوسائل الإعلام بحضور عملية البيع. لكنه سيتم الكشف عن اسم المشتري وسعر الشراء بعد إتمام الصفقة". ودارة "كازا كازوارينا" التي تعود للثلاثينيات تضم خصوصا 10 غرف وشرفتين كبيرتين تنفذ إحداهما إلى الشاطئ. وهي عرضت بسعر أولي يوازي 25 مليون دولار. بحسب فرانس برس.

لكن لامار فيشر مدير دار المزادات كان قد قال إنه يتوقع أن يتخطى سعرها الخمسين مليون. وكان جاني فيرساتشي قد اشترى الدارة سنة 1992 في مقابل 2,9 مليون دولار، وهو اغتيل بعد خمس سنوات على يدي السفاح أندرو كونانان. وقد حولت الدارة إلى فندق منذ عدة سنوات، لكن أصحابها واجهوا مشاكل مالية فقرروا بيعها.

مغلف وتذاكر الى الفضاء

في السياق ذاته بيع مغلف يحمل كتابة بخط يد الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونغ، موجه الى مسؤولين عسكريين، في مزاد علني اقيم في بكين مقابل مليون دولار. ويحمل المغلف عبارة "الى عناية السيد يشيغ والسيد بو ييبو"، وقد بيع بقمية 6,55 مليون يوان (مليون دولار)، بحسب ما اعلنت دار "تشاينا غارديان" للمزادات على موقع الالكتروني.

واقتصرت عملية البيع على الغلاف وحده دون الرسالة التي كانت بداخله، عملا بالقوانين المتعلقة بالمراسلات الحكومية. وكان بو قائدا عسكريا رفيعا قاتل اليابانيين ثم القوميين الى جانب ماو، قبل ان يسجن بعد ذلك ويعذب ايام "الثورة الثقافية". وبعد انقضاء حقبة ماو تسي تونغ اعيد الاعتبار الى بو، وعاد الى صفوف القيادة في الحزب الشيوعي في الصين في الثمانينات والتسعينات، ليصبح احد اكثر الاشخاص نفوذا في البلاد.

من جانبها قالت دار مزاد بونهامز في نيويورك إن المزاد الذي أقامته على 300 تذكار من رحلات الفضاء جنى مليون دولار وإن 80 في المئة من القطع بيعت. وكان من أبرز القطع التي بيعت في المزاد شعار حمله رواد الفضاء الامريكيون في رحلة أبوللو للقمر عام 1969 وقائمة كتبها الرواد في تلك الرحلة التاريخية.

وشارك في المزاد إما شخصيا أو هاتفيا او من خلال الانترنت نحو 300 مزايد عاشقين للفضاء أو من محبي المقتنيات من 17 دولة في أربع قارات. وبيعت قائمة البيانات التي كتبها رائد الفضاء باز الدرين الذي كان ضمن طاقم ابوللو 11 على سطح القمر بمبلغ 68750 دولارا وهو ما زاد عن السعر المقدر لها قبل المزاد وكان 45 ألف دولار. ومن القطع الاخرى التي حققت نجاحا في المزاد شعار به نسر يمسك غصنا من الزيتون على سطح القمر وهو نفس الشعار الموجود على حلل رواد الفضاء الأمريكيين. بحسب رويترز.

وبيعت هذه القطعة بمبلغ 62500 دولار وهو أكثر قليلا من توقعات ما قبل المزاد وهي ممهورة بتوقيعات الدرين ونيل ارمسترونج ومايكل كولينز في تلك الرحلة التاريخية. اما العلم الامريكي الذي حمله الدرين في مدار القمر فقد بيع بمبلغ 47500 دولار اي تقريبا ضعف التقديرات السابقة كما بيعت صفحة من خطة الرحلة بثمن 37500 دولار.

سيارة باتمان

على صعيد متصل حققت سيارة باتمان الاصلية 137 الف دولار أمريكي في مزاد وهو جزء صغير من 4.2 مليون دولار دفعها مشتر العام الماضي لنسخة اخرى صنعت للعرض التلفزيوني الذي بث في الستينات. وهذه هي المرة الاولى التي تعرض فيها سيارة باتموبيل 1963 في مزاد منذ ظهورها ونسيانها منذ عقود وذلك وفقا لدار مزادات هريتيدج أوكشانز بدالاس الذي أدار عملية البيع.

والسيارة إبداع لفورسد روبنسون أحد محبي شخصية الرجل الوطواط الذي قضى ثلاثة أعوام لتطوير سيارة أولدموبيل 1956 لتحاكي السيارة ذات الزعنفة الوحيدة التي ظهرت في حلقات باتمان الكوميدية في فترة الاربعينات والخمسينات. وفرغ روبنسون من عمله في عام 1963. وانتهى روبنسون من تصميم نموذجه قبل أن يبدأ جورج باريس في بناء السيارة باتموبيل لحلقات تلفزيون إيه.بي.سي. "باتمان" التي اذيعت لثلاثة مواسم وحتى عام 1968. بحسب رويترز.

وكانت سيارة باتموبيل التي طورها باريس بيعت في مزاد في يناير كانون الثاني 2013 بحوالي 4.2 مليون دولار. وبعد تغيير ملكيتها عدة مرات اشترت توي كار إكستشينج السيارة في فبراير شباط 2013 وفقا لدار مزادات هريتيدج أوكشانز. وجددت بوربون فابريكيشانز - المتخصصة في تجديد السيارات الكلاسيكية ومقرها كاليفورنيا- السيارة.

اضف تعليق


التعليقات

خالد ابو رجب
سوريا
ناااادرة2017-09-09