باتت مزادات الاعمال الفنية من المشاريع الثقافية الضخمة عالميا، لما شهدته سوق اللوحات الفنية من ازدهار ورواج غير مسبوق خلال العصر الحديث، وذلك نتيجة تزايد أعداد الأثرياء في العالم، الذين لا يتأثرون كثيرا بالازمات الاقتصادية العالمية، فعلى الرغم مما يشهده الاقتصاد العالمي من تقلبات وازمات متكررة، الا إن مزادات الاعمال الفنية تباع بمبالغ خالية وبذخ كبير للاموال وذلك بتنافس الاغنياء على شراء اللوحات الفنية الكلاسيكية لكبار المشاهير في الفن، حيث تنظم مزادات بيع اللوحات والاعمال الفنية في مؤسسات متخصصة من مختلف مناطق العالم، وهذا بدوره يشجع المتاحف والمعارض الفنية على بذل جهود ترمي لتطوير مبانيها وخدماتها على اكثر من صعيد، بهدف استقطاب اكبر عدد من الزوار، إذ تجسد المتاحف وصالات المعارض الفنية قضايا الثقافة العالمية من خلال ما تقدمه من آفاق ثقافية وفنية عديدة، التي تمزج بين تاريخ الحضارات وعصر الحداثة من خلال معارض أللواحات الفنية للفن الكلاسيكي والمعاصر على أعلى مستوى.
بينما يرى الكثير من المتخصصين في الفن العالمي ان الفن الانطباعية أو التأثرية بات يشكل قفزة نوعية في أساليب الرسم المبتكر، وهو أسلوب فني في الرسم يعتمد على نقل الواقع أو الحدث من الطبيعة مباشرة وكما تراه العين المجردة بعيداً عن التخيّل والتزويق وفيها خرج الفنانون من المرسم ونفذوا أعمالهم في الهواء الطلق مما دعاهم إلى الإسراع في تنفيذ العمل الفني قبل تغّير موضع الشمس في السماء وبالتالي تبدّل الظل والنور، ومن رواده ادوار مانيه، بول سيزان، كلود مونيه، إدغار ديكاس، أوغست رونوار. وسميت بهذا الاسم لأنها تنقل انطباع الفنان عن المنظر المشاهد بعيداً عن الدقّة والتفاصيل، وفيما يلي ابرز الاخبار والتقارير رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول مزادات الاعمال الفنية.
مبيعات الأعمال الانطباعية والفن الحديث
في سياق متصل سجلت سوذبيز رقما قياسيا جديدا لأعمال المرحلة الزرقاء للرسام الاسباني بابلو بيكاسو بعد أن باعت لوحة إباحية مزدوجة الوجه في مزاد جنى أكثر من 300 مليون دولار للأعمال الانطباعية والفن الحديث، وبأسعار ثابتة ان لم تكن عادية وجد ما يزيد عن ثلاثة أرباع 47 عملا عرضوا للبيع مشترين بسعر اجمالي 306.7 مليون دولار يشمل العمولة متجاوزة الحد الأدنى لتوقعات ما قبل البيع والذي حدد عند 275 مليون دولار، وقدرت سوذبيز الحد الأقصى لعائد المبيعات بنحو 370 مليون دولار. بحسب رويترز.
وجنت لوحة (لا جوميز) لبيكاسو والتي ترجع للمرحلة الزرقاء أعلى سعر كما كان متوقعا لتباع مقابل 67.5 مليون دولار بعد أن كان سعرها التقديري 60 مليون دولار. ولا تشمل التقديرات العمولة التي تتجاوز 12 بالمئة، ويبدو أن مسؤولي دار المزادات تنفسوا الصعداء إذ أشاد سايمون شاو الرئيس المشارك للأعمال الانطباعية والفن الحديث عالميا بما وصفه "بيع صغير حقق مكسبا كبيرا" وشهد "نتيجة قوية مقارنة بأي مزاد متعدد الملاك في هذه الفئة"، وأشارت دار المزادات إلى ان اجمالي ما حققته من مبيعات الأعمال الانطباعية والفن الحديث هذا العام حتى الآن وبلغ 1.67 مليار دولار هو بالفعل الأكبر على مدى تاريخها الممتد عبر 271 عاما، ومن بين الأعمال البارزة الأخرى التي شملها المزاد لوحة للهولندي فينسنت فان جوخ بيعت مقابل 54 مليون دولار والتي كان متوقعا لها قبل المزاد تحقيق ما بين 50 و70 مليون دولار، وأيضا لوحة للروسي كازيمير ماليفيتش باعها ورثته وجنت 33.9 مليون دولار بعد أن كان المتوقع لها تحقيق ما بين 35 و45 مليون دولار، وذهبت اثنتان من بين أغلى 10 قطع بيعت في المزاد إلى هواة جمع مقتنيات اسيويين في استمرار لتوجه امتد على مدى المواسم القليلة الماضية.
ببيع لوحة لموديلياني بأكثر من مئة مليون دولار
على صعيد ذي صلة قدمت دار كريستي مخططا لأهم مبيعات الخريف بما في ذلك لوحة (نو كوش) للفنان أميديو موديلياني التي قد تحقق رقما قياسيا للفنان الإيطالي عندما تباع في نيويورك الشهر المقبل، وقالت جيوفانا بيرتازوني نائبة رئيسة دار كريستي وكبيرة المديرين الدوليين المسؤولين عن الفن الانطباعي والحديث في الدار إن من المتوقع بيع اللوحة بأكثر من مئة مليون دولار ليتجاوز المبلغ القياسي السابق عندما بيعت إحدى اللوحات بسبعين مليون دولار، وإلى جانب ذلك سيعرض خاتم من الألماس الوردي ويبلغ وزنه 16.08 قيراط وهو أكبر خاتم مسجل يعرض للبيع في جنيف يوم العاشر من نوفمبر تشرين الثاني. بحسب رويترز.
لوحة تومبلي تحقق رقما قياسيا في مزاد لسوذبي
كما بيعت لوحة بلا عنوان للرسام الامريكي الراحل سي تومبلي بمبلغ 70.5 مليون دولار لتحقق رقما قياسيا وقادت مزادا للفن المعاصر اقامته دار مزادات سوذبي إلى مبيعات بلغت اكثر من 295 مليون دولار، وبيعت اللوحة التي تشبه خطوطا بالطباشير على سبورة ويعود تاريخها لعام 1968 الى مشتر لم يتم الكشف عن هويته وتخطت السعر الذي قدرته سوذبي قبل المزاد والبالغ 60 مليون دولار، والمرة السابقة التي طرحت فيها اللوحة في مزاد كانت في عام 1990 وحققت 3.9 مليون دولار، وشمل مزاد سوذبي 54 عملا فنيا حققت ما مجموعه 295.85 مليون دولار. بحسب رويترز.
وكانت دار مزادات كريستيز قد سجلت ثاني أعلى سعر في تاريخ مزادات الاعمال الفنية عندما بيعت لوحة (نو كوشيه) للفنان الايطالي اميديو موديلياني مقابل 170.4 مليون دولار، وبيعت لوحة (ماو) للفنان وارهول والتي تصور الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ مقابل 47.7 مليون دولار متخطية السعر المقدر قبل المزاد وهو 40 مليون دولار.
لوحة لبيكاسو تفوق قيمتها 25 مليون يورو
من الجانب نفسه ضبطت السلطات الفرنسية لوحة للرسام الاسباني بابلو بيكاسو تقدر قيمتها بأكثر من 25 مليون يورو وصنفتها السلطات الاسبانية بأنها غير قابلة للتصدير، على سفينة في جزيرة كورسيكا، وفق ما ابلغت الجمارك الفرنسية وكالة فرانس برس.
وأوضحت الجمارك في بيان أن "العناصر الرسميين الفرنسيين تنبهوا الخميس الماضي الى محاولة تصدير لوحة لبيكاسو تحمل عنوان +هيد اوف ايه يونغ وومان+ ("رأس امرأة شابة") من مديرية الجمارك في مدينة باستيا الى سويسرا".
وفي اليوم التالي، دخل عناصر من جمارك منطقة كالفي في كورسيكا "الى السفينة التي كانت تنقل العمل لدى توقفها في مرفأ كالفي للسفن السياحية" وطلبوا "وثائق متصلة بالوضع القانوني للوحة" بحسب البيان، وأشارت السلطات الجمركية الفرنسية الى ان "قبطان السفينة لم يستطع تقديم سوى وثيقة تقييمية للوحة اضافة الى تقرير مكتوب باللغة الاسبانية صادر في ايار/مايو 2015 عن المحكمة العليا الاسبانية تؤكد أن هذا العمل ثروة وطنية اسبانية لا يمكن اخراجه من اسبانيا في أي حال من الأحوال".
هذه اللوحة "المقدرة قيمتها بأكثر من 25 مليون يورو" بحسب الجمارك تعود ملكيتها الى خايمي بوتين المصرفي الاسباني المعروف وسليل عائلة شاركت سنة 1857 في تأسيس مصرف سانتاندير الذي اصبح بعدها اكبر مجموعة مصرفية في البلاد، هذا الرجل البالغ 79 عاما والذي شغل منصب نائب رئيس مصرف سانتاندير بين عامي 1999 و2004 لم يكن موجودا على متن السفينة العائدة ملكيتها الى شركة يساهم فيها بوتين وترفع العلم البريطاني، على ما اوضح متحدث باسم الجمارك لوكالة فرانس برس، كما أن طلب التصدير المسجل في باستيا لم يرسل بإسمه بحسب الجمارك، وتنتظر السلطات الفرنسية حاليا تلقي طلبات محتملة من اسبانيا لاستعادة العمل الفني.
طفل يمزق لوحة ثمنها أكثر من مليون دولار
على صعيد مختلف قال أحد منظمي معرض فني في العاصمة التايوانية تايبه إن لوحة تعود للقرن السابع عشر عادت للعرض بعد أن تعثرت قدما طفل يبلغ من العمر 12 عاما فسقط عليها وأتلفها، وأضاف ديفيد صن أن لوحة "زهور" للرسام الإيطالي الكبير باولو بوربورا والتي يقدر ثمنها بخمسين مليون دولار تايواني (1.54 مليون دولار) عادت إلى المعرض الذي يستعرض الأعمال الفنية المستوحاة من الرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافينشي أو رسمها بنفسه، وأضاف "كان حادثا غير مألوف على الإطلاق. كان الطفل يستمع إلى المرشد ولم يكن ينظر إلى أين يذهب فتعثرت قدماه وأحدث ثقبا في اللوحة". بحسب رويترز.
وتابع أن الطفل وأفراد أسرته عبروا عن أسفهم الشديد وأنهم لن يتعرضوا لأي عقوبة، وقال صن "كان معنا مثمن إيطالي وعلى الفور اتصلنا بالشخص الذي يهوى جمع اللوحات. قررنا إصلاح اللوحة فورا في المعرض وعادت للعرض بالفعل".
معرض فني لأعمال ساندرو بوتيتشيلي
من جهة أخرى يفتتح هذا الشهر في برلين معرض لأعمال الرسام الإيطالي الشهير ساندرو بوتيتشيلي الذي عاش في القرن الخامس عشر ليوضح تأثيره على مقاييس جمال المرأة في الغرب في العصر الحديث، كما تستضيف لندن المعرض في مارس آذار من العام المقبل، ويضم المعرض نحو 150 لوحة لبوتيتشيلي وبينها لوحتان كبيرتان لفينوس إلهة الجمال عند الرومان، كما يتضمن المعرض مشاهد سينمائية يقول القائمون عليه إنها استلهمت أعمال بوتيتشيلي ومنها مشهد من فيلم جيمس بوند الشهير (دكتور نو). بحسب رويترز.
وقالت انا دبينديتي أمينة اللوحات في متحف فكتوريا اند البرت الذي يدير المعرض مع متحف جيمالدجاليري للفنون "أرسى بوتيتشيلي بشكل ما مفهوم الجمال في القرن العشرين." ويفتتح المعرض في برلين يوم 24 سبتمبر أيلول وينتقل إلى متحف فكتوريا اند البرت في لندن في مارس آذار، وسيضم المعرض بعضا من أشهر لوحات بوتيتشيلي ومنها لوحتان لفينوس إلى جانب لوحة "صورة سيدة تعرف باسم ازميرالدا باندينيلي".
لكن المعرض لن يتضمن أشهر لوحتين لبوتيتشيلي والموجودتان في مدينة فلورنسا الإيطالية وهما "مولد فينوس" وفيها تخرج إلهة الجمال عارية من صدفة ولوحة "بريمافيرا"، وتستعرض اللوحات كيف أثرت الجميلات النحيلات ذوات الشعر الطويل اللاتي رسمهن بوتيتشيلي في أعماله في النصف الثاني من القرن الخامس عشر بمدينة فلورنسا على رسامين معاصرين مثل اندي وورهول ورينيه ماجريت ومصممي أزياء مثل دولشي اند جابانا بل وعلى مخرجين ومصورين وراقصين أيضا، وقال مارك ايفانز كبير أمناء اللوحات في متحف فكتوريا اند البرت إن بوتيتشيلي ظل بعيدا عن دائرة الاهتمام لمدة 250 عاما بعد وفاته لكن أعيد اكتشافه في القرن التاسع عشر وترك تأثيرا واضحا عندما عرضت لوحة "مولد فينوس" في المعرض العالمي في نيويورك عام 1940.
معرض كبير لمنحوتات بيكاسو في نيويورك
في حين ينطلق في متحف الفن المعاصر في نيويورك معرض مخصص لمنحوتات الفنان الاسباني بابلو بيكاسو هو الاكبر من نوعه منذ خمسين عاما في الولايات المتحدة، ويقدم حوالى 140 عملا انجزها الفنان على مدى 60 عاما في هذا المعرض الذي يستمر حتى 7 شباط/فبراير 2016، وقالت مفوضة المعرض آن تيمكين إنه "من الصعب التصديق بأن الاعمال المعروضة من قاعة لاخرى تعود للفنان نفسه" نظرا الى التنوع الكبير في الاساليب، وجرى جمع الكثير من القطع الموجودة في معرض "بيكاسو سكلتشر" (منحوتات بيكاسو) بفضل عمليات اعارة لمجموعات عامة وخاصة في الولايات المتحدة والخارج. كما أن ثلث هذه المعروضات مصدرها متحف بيكاسو الوطني في باريس. بحسب فرانس برس.
وأشار مدير متحف الفن المعاصر في نيويورك ليني لوري الى ان "الكثير من هذه الاعارات كانت ضرورية لجعل تنظيم هذا المعرض ممكنا"، وتمتد هذه الاعمال على حقبة زمنية طويلة تبدأ من سنة 1902 مع اعمال بيكاسو الاولى المصنوعة من البرونز والخشب والجص، الى منحوتاته المعدنية المنجزة في العقد الممتد ما بين 1954 و1964. كما يضم المعرض اعمالا من المرحلة التكعيبية وسنوات ما قبل الحرب العالمية الثانية (1930 - 1936) في قصر بواجولو قرب باريس، والفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية اضافة الى اعماله التي انجزها لاحقا في فالوريس وكان بجنوب فرنسا.
وعرف بابلو بيكاسو (1881 - 1973) خلال فترة عطائه الطويلة كأحد كبار رسامي القرن العشرين، لكن منحوتاته التي انجزها بشكل متقطع بقيت شبه مجهولة من العموم الى حين وفاته، على ما ذكرت آن اوملاند وهي إحدى مفوضات المعرض ايضا.
وأضافت اوملاند "بيكاسو احتفظ بمنحوتاته طوال حياته. لم تبدأ هذه الاعمال بالخروج من محترفه الا بعد وفاته إذ نقلت الى مجموعات عامة وخاصة"، وقد اهتم متحف الفن المعاصر في نيويورك بهذه المجموعة منذ فترة طويلة وبات يملك اليوم "اكثر مجموعات منحوتات بيكاسو اكتمالا" بعد المتحف المخصص للفنان الاسباني في باريس.
ويسمح المعرض باكتشاف اعمال طبعت مسيرة الفنان مثل الاته الموسيقية العائدة الى المرحلة التكعيبية او النساء اللواتي صورهن بوجوه غير متناسقة، لكن هذه المعروضات تكشف ايضا اعمالا اقل شهرة مثل المنحوتة البرونزية "رأس الميت" (1941) او "نصب ابولينير" وهو عمل انجزه في نهاية عشرينات القرن الماضي في اطار مسابقة رامية لتجميل ضريح الكاتب الفرنسي غيوم ابولينير لكن لم يتم اختياره في النهاية لهذه الغاية.
كذلك يضم المعرض ما تصفه المفوضة آن تيمكين بـ"المعجزة" وهو جمع للمرة الاولى لست "كؤوس افسنتين" من البرونز المنحوت انجزها الفنان سنة 1914 وتم تفريقها في مطلع الحرب العالمية الاولى، ومن بين الاعمال البارزة الاخرى، خمس منحوتات قدمها بيكاسو مع لوحته الشهيرة غيرنيكا في المعرض الدولي في باريس سنة 1937، بينها المنحوتة البرونزية "امرأة المزهرية" (1933)، واشارت تيمكين الى ان بيكاسو تأثر في تطوره الفني بزيارة الى متحف الاتنوغرافيا الوصفية سنة 1907 حيث شاهد تماثيل واقنعة مصدرها اوقيانيا وافريقيا تعكس "حضورا سحريا ونوعا من الجاذبية" سعى في اعماله اللاحقة الى اعادتها.
طرح اعمال لبانكسي للبيع في مزاد من بينها لوحة تحمل بصماته
ستعرض اعمال ضخمة لملك "فن الشارع" بانكسي للبيع في مزاد علني في لوس انجليس من بينها عمل يحمل بصمات يدي الفنان المعروف عنه حرصه الكبير على اخفاء هويته الاصلية، ويقدر سعر هذه اللوحة وهي بعنوان "آي ريممبر وين آل ذيس واز تريز" التي انجزت في ديترويت العام 2010 بين 200 الف و400 الف دولار. وستعرض للبيع في مزاد في 30 ايلول/سبتمبر في لوس انجليس. بحسب فرانس برس.
وهي منجزة بالرذاذ باربعة الوان وتمثل صبيا ذا نظرة قاتمة يحمل علبة طلاء احمر قان وريشة بعدما كتب هذه الجملة ..وتظهر ايضا بصمات الفنان البريطاني المولود العام 1975، واوضح مايكل دويل الناطق باسم دار جوليينز للمزادات لوكالة فرانس برس "غالبية الفنانين في العالم يريدون ان يحققوا شهرة وان يعرفهم الجميع الا ان بانكسي يفضل ان يخفي هويته. من هنا اهمية هذا العمل"، وتشكل بصمات اليد عنصر تحديد الهوية المطلق الا انها تبقى لغزا في آن لانه ينبغي الوصول الى ملفات حكومية للتمكن من ربطها مع شخص معين، واضاف دويل "انها طريقة لدغدغة معجبيه وليقول لهم: هل بامكانكم تحديد هويتي؟ هل تعرفون من انا؟"، وتابع الناطق يقول "عندما ينجز بانكسي اعماله فانه يفعل ذلك في فسحة عامة رغم اختياره جدرانا على ممتلكات خاصة. ويتحول صاحب هذه الابنية الى مالك لعمل فني. ويختار بانكسي احيانا وسيلة لانجاز اعماله يمكنه بيعها لكن عندما يرسم على جدران مبنى يكون الامر بمثابة هدية الى الجمهور. فانت غني ان رسم بانكسي على منزلك!"، وقام بانكسي الشهير جدا في اوساط الغرافيتي بمبادرات ملفتة. فمطلع 2015 توجه سرا الى قطاع غزة وانجز رسوم غرافيتي تندد بظروف العيش هناك. بحسب فرانس برس.
وسيشمل المزاد في لوس انجليس ايضا عملا مثيرا للجدل انجزه في بيت لحم عام 2007 ويقدر سعره بين 400 و600 الف دولار وهو بعنوان "دونكي دوكومنتس" (اوراق الحمار الثبوتية). وتمثل اللوحة حمارا يبرز اوراقه الثبوتية عند حاجز اسرائيلي، وبيعت احدى لوحات بانكسي الضخمة بسعر 625 الف يورو في حزيران/يونيو الماضي خلال مزاد لدار دروو في باريس، الا ان اعمالا اخرى بيعت باسعار زهيدة عندما ادعى بانكسي انه فنان سياحي قرب حديقة سنترال بارك في نيويورك او عندما باع احد سكان غزة عملا رسمه الفنان البريطاني على باب منزله المدمر باقل من 200 دولار من دون ان يتنبه الى قيمته الفعلية.
ارشيف بيكاسو يكشف عبقريته الابداعية
الى ذلك يعتمد متحف بيكاسو في باريس طريقة جديدة لتعليق اعمال الفنان الاسباني لابراز "لغز عملية الابداع عند بيكاسو وغزارته الفني" من خلال مقارنتها بارشيفه، ويوضح رئيس المتحف لوران لو بون "اردنا ان نظهر فيض الاعمال وتعددها" مع عرض جزء من 200 الف قطعة ارشيف (من بينها 17 الف صورة) وهي "الجزء المنظور من مجموعة المتحف" الذي احتفل للتو بمرور 30 عاما على تأسيسه. بحسب فرانس برس.
وقد انجز بيكاسو 70 الف عمل فيما لم ينجز فيرمير بالمقارنة الا اربعين لوحة على ما يؤكد مدير المتحف الذين عين قبيل اعادة فتح هذا الصرح الثقافي اثر اعمال ترميم وتحديث استمرت خمس سنوات.
ويوضح "لا اظن ان ثمة فنانا اخر يتمتع بهذه الغزارة وعلى هذه الفترة الطويلة وفي كل المجالات الفنية من نحت وسينما وتجميع واداء ورسم"، واضطر لوران لو بون الى التكيف مع طريقة التعليق التي اعتمدتها المديرة السابقة للمتحف آن بالداساري قبيل اقالتها اثر ازمة داخلية خطرة، والى جانب مسار على ثلاث مستويات يهدف الى "تقديم بيكاسو في كل حالاته"، تخصص طريقة التعليق الجديدة زاوية لـ"لبيكاسو الحميمي" (الطابق الثالث) واخرى لـ"بيكاسو الشخصية العامة" (الطابق الثاني) مع حوار في كل مرة بين الوثائق والاعمال (من بينها 105 لوحات و92 منحوتة).
وكان بيكاسو من اوائل الفنانين الذين فرضوا صورة لهم في وسائل الاعلام وكان على علاقة متواصلة مع مجلة "باري ماتش". ويشدد لوران لو بون "في الجزء الثاني من حياته عندما كان يعيش في عزلة استمر في السيطرة على صورته اكان في البحر او في حلبة مصارعة الثيران او المطعم"، ويتناول الجزء "الحميمي" دور النساء في عمله وفي حياته فضلا عن علاقاته مع اصدقائه ماتيس وميرو وبراساي واعجابه بالفنانين الكبار السابقين الذين اقتنى في مجموعته الخاصة بعضا من اعماله.
وكان بيكاسو يحتفظ باشياء متنوعة فيجد الزائر في واجهة محتوى علبة وجد فيها مفوضو المعرض تمثالا صغيرا ايبيريا واسلاك حديد دقيقة وقناني شمبانيا منحوتة من قبل الفنان ورسما لجورج سورا، وتعرض الوثائق من مقالات صحافية وصور وبرقيات ورسائل وملصقات وفواتير مطعم، بشكل عمودي بين لوحين زجاجيين.
ويقول لوران لو بون "اردنا ان ننقل الطاقة الابداعية" للفنان الاسباني. ويضيف "نحن لسنا امام بيكاسو ممجد، مع ان ثمة تحفا فنية جمة" معروضة على المستويين الاوليين في فندق ساليه احد اجمل الدارات الخاصة في فرنسا في حي ماريه فيقلب العاصمة الفرنسية.
اما الطابق الارضي فهو مسار (1897-1921) يشمل البورتريهات الذاتية الى المرحلة التكعيبية مرورا بالمرحلتين الزرقاء والزهرية. وفي الطابق الاول مسار اخر (1922-1973) يربط بين مجموعات لوحات مختلفة مرورا بالسوريالية والتجريدية ولوحات الحرب، ويستوقف الزائر العام 1935 الذي توقف خلاله بيكاسو عن الرسم كليا ليكرس وقته للكتابة الشعرية مع عرض بعض محاولته بخط اليد بالفرنسية والاسبانية، ويؤكد لوران لو بون ان بيكاسو "ثوري على الدوام وهو يصغي الى مجتمعه وزملائه لقد احدث ثورة في فن البورتريه والمناظر الطبيعية"، وتضم مجموعة متحف بيكاسو وهي الاشمل في العالم للفنان الاسباني حوالى خمسة الاف عمل من بينها 297 لوحة و368 منحوتة. وشكلت بفضل عملتي تبرع واحدة من ورثة بيكاسو العام 1979 واخرى من ورثة جاكلين بيكاسو في العام 1990.
اضف تعليق