لو أنكرت قضية الغدير وشكك في دلالتها على ولاية أميرالمؤمنين وتعيينه كخليفة بعد من النبي فلا يمكن أن يقام لأي قضية أخرى دليل، ولشكك في حجيّة كل الأدلة، لما للغدير من الصراحة والوضوح في الدلالة على ما ذهب إليه الشيعة الإمامية من أنّ النبي جمع كل هذه الجموع الغفيرة...
من الوقائع المهمة في تأريخ المسلمين هي واقعة غدير خم عندما أمر الباري تعالى نبيّه (صلى الله عليه وآله) بعد رجوعه من حجّة الوداع- التي نعى النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه- أن يبلّغ بالولاية لأميرالمؤمنين (عليه السلام) ويعيّنه خليفة من بعده آخذاً منهم البيعة بالمولوية على كل مسلم ومسلمة.
وقضية غدير خم وبيعة المسلمين بما فيهم الخلفاء الثلاثة وزوجات النبي (صلى الله عليه وآله) لأميرالمؤمنين (عليه السلام) لا يمكن إنكارها، فهي كالشمس في رابعة النهار، وخير شاهد يرشدنا إلى عظمة هذه الواقعة هو الحرص الشديد من الباري تعالى على أن يبلّغ النبي (صلى الله عليه وآله) لأميرالمؤمنين (عليه السلام) بالولاية من بعده حتى نزل قوله عزّ وجل: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس (1).
ويمكن القول: إنه لم يوجّه خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله) في القرآن الكريم أشد من هذا الخطاب.
وقد اختلفت الأقوال في عدد من شهدوا قضية غدير خم، فقد نقل العلامة الأميني (رحمه الله) في موسوعته (الغدير)، فقال: وعند خروجه (صلى الله عليه وآله) أصاب الناس بالمدينة جدريّ أو حصبة منعت كثيراً من الناس من الحج، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون ألف، وقد يقال: مائة ألف وأربعة عشر ألفاً، وقيل: مائة ألف وعشرون ألفاً، وقيل: مائة وأربعة وعشرون ألفاً، ويقال أكثر من ذلك، وهذه عدة من خرج معه، وأمّا الذين حجّوا معه فأكثر من ذلك كالمُقيمين بمكة والذين أتوا من اليمن مع علي- أميرالمؤمنين ( عليه السلام) وأبي موسى (2).
وأشار العلامة الأميني (رحمه الله) في موسوعة (الغدير) إلى أنّ عدد رواة حديث الغدير من الصحابة بلغ مائة وعشرة صحابياً، أما رواة الغدير من التابعين فهم أربعة وثمانون تابعياً، بينما بلغ عدد من نقلوا الحديث من أئمة الحديث وحفّاظه والأساتذة ثلثمائة وستون، فضلاً عمّن ألف من الفريقين في الغدير وعددهم حسب إحصاء العلامة الأميني (رحمه الله) وما وصل بيده ستة وعشرون، منهم الطبري صاحب التأريخ، وابن عقدة، والجعابي، والشيباني، والغضايري، والسجستاني، والكرجكي وغيرهم (3).
بل يمكن القول: لو أنكرت قضية الغدير وشكك في دلالتها على ولاية أميرالمؤمنين (عليه السلام) وتعيينه كخليفة بعد من النبي (صلى الله عليه وآله) فلا يمكن أن يقام لأي قضية أخرى دليل، ولشكك في حجيّة كل الأدلة، لما للغدير من الصراحة والوضوح في الدلالة على ما ذهب إليه الشيعة الإمامية من أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) جمع كل هذه الجموع الغفيرة تحت الهجير ليعيّن الخليفة من بعده ليس إلا.
اختلاف آراء العامة إزاء قضية الغدير
بالرغم من كل ما ذكر وصراحة قضية الغدير ودلالتها الجلية على تعيين الإمام علي (عليه السلام) كخليفة وإمام من السماء لكن بعض العامة تبعاً لأسلافهم اختلفت مواقفهم إزاء هذه الحادثة المهمة بل تضاربت آراؤهم بين مؤيّد لما ذهب إليه الشيعة على مضض وبين مخالف، وبين من طعن في القضية وبين مؤوّل لها.
وهذا ما جعلني استعرض آرائهم حول الغدير مقدّماً في ذلك آراء أسلافهم ليتسنّى للقارئ مدى مظلومية صاحب الغدير أميرالمؤمنين (عليه السلام) الذي قال الإمام الصادق (عليه السلام) في ظلامته: وما أعطي أميرالمؤمنين (عليه السلام) حقّه بشهادة عشرة آلاف نفس- يعني الغدير(4).
بغض الإمام علي (عليه السلام) أساس إنكار الغدير
قبل أن نتعرّض إلى محاربة البعض لقضية الغدير لا بأس أن نشير إلى كيفية تعامل مخالفي أميرالمؤمنين (عليه السلام) مع الغدير في حياته ثم ننتقل إلى كيفية تعاملهم مع الغدير بعد شهادته (عليه السلام).
فقد روى الحافظ أبوعبيد الهروي في تفسير (غريب القرآن)، قال: لمّا بلّغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) غدير خم ما بلّغ وشاع في البلاد أتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري، فقال: يامحمد، أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وبالصلاة، والصوم، والحج، والزكاة فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضع ابن عمّك ففضلّته علينا، وقلت: من كنت مولاه، فهذا مولاه، فهذا شيء منك أم من الله؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله.
فولّى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره، وقتله وأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع (5).
وفي سنة خمس وثلاثين للهجرة بلغ أميرالمؤمنين (عليه السلام) اتهام الناس له فيما يرويه من تقديم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إيّاه على غيره، فحضر في مجتمع من الناس بالرحبة في الكوفة واستنشدهم بحديث الغدير، ردّاً على من نازعه فيها، وقد بلغ الاهتمام بهذه المناشدة كما عن العلامة الأميني (رحمه الله) أنّ رواها غير يسير من التابعين وتضافرت إليها الأسانيد في كتب العلماء بحيث ظفر العلامة الأميني (رحمه الله) على رواية أربعة من الصاحبيين وأربعة عشر من التابعين لها (6).
ونقل البلاذري في (أنساب الأشراف)، قال: قال علي على المنبر: أنشد الله رجلاً سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، إلا قام وشهد، وتحت المنبر أنس بن مالك، والبراء بن عازب، وجبر بن عبدالله الجبلي، فأعادها فلم يجبه أحد، فقال: اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية بعرف بها.
قال: فبرص أنس، وعمي البراء، ورجع جرير أعرابياً بعد هجرته فأتى الشراه فمات في بيت أمه (7).
وبعد هذه الشواهد لا عجب أن يتصرّف القوم بحديث الغدير بعد هذه السنين الطوال ويؤولونه حسب مصالحهم وأهوائهم، لأن أسلافهم في عهد أميرالمؤمنين (عليهم السلام) أبوا أن يذعنوا بمفاد الغدير ويعترفوا بحق الإمام المسلّم به.
وعلى أيّ حال لننظر كيف تعامل القوم مع الغدير علّنا ندرك شيئاً من ظلامة سيّدالموحدين الذي كان يصرّح كرارا ومراراً قائلاً: مازلت مظلوماً منذ ولدتني أمّي (8).
ولماذا خوطب في زيارته (عليه السلام): أنت أول مظلوم ظلم وأول من غصب حقّه (9).
التعتيم على نشر الحديث
حرص أعداء أميرالمؤمنين (عليه السلام) على إخفاء فضائله خاصة حديث الغدير، بل إنهم نسبوا بعضها لغيره، فمثل حديث الغدير الذي رواه كبار الصحابة والتابعين حتى صار من الأخبار المتواترة عند الفريقين سعى مجموعة من المناوئين لأميرالمؤمنين (عليه السلام) على إخفائه وعدم نقله، فعن عطية العوفي، قال: رأيت ابن أبي أوفى وهو في دهليز له بعد ما ذهب بصره، فسألته عن الحديث- أي الغدير-، فقال: إنكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم، قال: قلت: أصلحك الله إني لست منهم، ليس عليك مني عار.
قال: أي حديث؟
قال: قلت: حديث علي يوم غدير خم.
فقال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجّته يوم غدير خم وهو آخذ بعضد علي، فقال: يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: بلي يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فهذا مولاه (10).
التأويلات المنحرفة
لما وجد أعداء الغدير صعوبة التشكيك في سند حديث الغدير لتواتره وشياعه الشديد لجأوا إلى التلاعب بمحتواه وتأويل المعنى المراد منه مخالفين في ذلك كثيراً من علمائهم وقناعاتهم.
فقد حاول ابن تيمية تحريف حديث الغدير عن دلالته على إمامة الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) وبذل جهده علّه يزيح شيئاً من الحقائق الجلية في واقعة الغدير فذكر سبع قرائن حاول من خلالها نفي وجود الحارث بن النعمان الفهري وإبطال نزول العذاب عليه، لما لهذه الواقعة من دلالة على تأكيد السماء على اشتراط قبول ولاية أميرالمؤمنين (عليه السلام) قاصداً في ذلك ستر شمس الحقائق وإخفاء نور الهداية عن الناس لكن هيهات وأنّى له ذلك، فلم يلتزم بقرائنه حتى جمهور العامة فضلاً عن الموالين والمحبيّن.
وكذا هو الآلوسي في تفسيره (روح المعاني) حيث أوّل قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ، فقال: أخرج الشيعة عن أبي سعيد الخدري أنّ هذه الآية نزلت بعد أن قال النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم) لعلي كرم اللّه تعالى وجهه في غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، فلما نزلت قال عليه الصلاة والسلام: اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضاء الرب برسالتي وولاية علي كرم اللّه تعالى وجهه بعدي، ولا يخفى أنّ هذا من مفترياتهم، وركاكة الخبر شاهدة على ذلك في مبتدأ الأمر، نعم ثبت عندنا أنه (صلّى اللّه عليه وسلّم) قال في حق الأمير كرم اللّه تعالى وجهه هناك: من كنت مولاه فعلي مولاه وزاد على ذلك- كما في بعض الروايات- لكن لا دلالة في الجميع على ما يدعونه من الإمامة الكبرى والزعامة العظمى كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى غير بعيد.
وقد بسطنا الكلام عليه في كتابنا النفحات القدسية في رد الإمامية (11).
والغريب من الشيخ سليم البشري الذي يعد من أكثر القوم إنصافاً وتعقّلاً لما يصل في مناظرته مع السيد شرف الدين العاملي حول حديث الغدير يتعامل معه معاملة من لا اطلاع له به أصلاً.
ففي المراجعة رقم (55) حاول الشيخ سليم التشكيك في تواتر حديث الغدير فكتب للسيد شرف الدين ما نصّه: الشيعة متفقون على اعتبار التواتر فيما يحتجون به على الإمامة لأنها عندهم من أصول الدين، فما الوجه في احتجاجهم بحديث الغدير مع عدم تواتره عند أهل السنّة، وإن كان ثابتاً في طرقهم الصحيحة (12).
ولما أثبت العلامة شرف الدين له تواتر حديث الغدير لجأ إلى تأويل الحديث، فقال: حمل الصحابة على الصحة يستوجب تأويل حديث الغدير، متواتراً كان أو غير متواتر، ولذا قال أهل السنّة: لفظ المولى يستعمل في معان متعدّدة ورد بها القرآن العظيم.
ثم ذكر القرينة المعيّنة بأنّ المُراد من المولى هو الناصر والحبيب والصديق وهي أن ّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) كان تلك السنة في اليمن، فرأى من كانوا معه شدة في ذات الله، فتكلّموا فيه ونالوا منه، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير بما قام به من الثناء عليه (13).
ولما ردّ هذا القول منه أيضاً لم يجد بداً من القول: فليتكم تقنعون منّا في تفسير الحديث بما ذكره جماعة من العلماء كالإمام ابن حجر في صواعقه، والحلبي في سيرته، إذ قالوا: سلّمنا أنه أولى بالإمامة فالمراد المآل، وإلاّ كان هو الإمام مع وجود النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، ولا تعرض فيه لوقت المآل، فكأن المراد حين يوجد عقد البيعة له، فلا ينافي حينئذ تقديم الأئمة الثلاثة عليه، وبهذا تحفظ كرامة السلف الصالح (14).
هكذا كان الشيخ سليم البشري يبرّر موقف العامة في عدم قبول دلالة حديث الغدير على إمامة أميرالمؤمنين (عليه السلام).
لماذا يؤوّلون حديث الغدير؟
ذكر الدكتور محمد التيجاني في كتابه (لأكون مع الصادقين) قصة جميلة تكشف عن سر تأويل العامة لحديث الغدير، فقال: وإنّي لأذكر مناقشتي مع أحد علماء الزيتونة في بلادنا عند ما ذكرت له حديث الغدير محتجّا به على خلافة الإمام عليّ (عليه السّلام) فاعترف بصحّته، بل وزاد في الحبل وصلة فأطلعني على تفسيره للقرآن الذي ألّفه بنفسه، والذي يذكر فيه حديث الغدير ويصحّحه، ويقول بعد ذلك: وتزعم الشيعة بأنّ هذا الحديث هو نصّ على خلافة سيّدنا علي - كرّم اللّه وجهه -، وهو باطل عند أهل السنّة والجماعة لأنه يتنافى مع خلافة سيّدنا أبي بكر الصدّيق وسيّدنا عمر الفاروق وسيّدنا عثمان ذي النورين، فلا بدّ من تأويل لفظ المولى الوارد في الحديث على معنى المحب والناصر، كما ورد ذلك في الذكر الحكيم، وهذا ما فهمه الخلفاء الراشدون و الصحابة الكرام - رضي اللّه تعالى عليهم أجمعين -، وهذا ما أخذه عنهم التابعون وعلماء المسلمين، فلا عبرة لتأويل الرافضة لهذا الحديث لأنهم لا يعترفون بخلافة الخلفاء ويطعنون في صحابة الرسول وهذا وحده كاف لردّ أكاذيبهم وإبطال مزاعمهم، انتهى كلامه في الكتاب.
سألته: هل الحادثة وقعت بالفعل في غدير خم؟
أجاب: لو لم تكن وقعت ما كان ليرويها العلماء والمحدّثون!
قلت: فهل يليق برسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن يجمع أصحابه في حرّ الشمس المحرقة ويخطب لهم خطبة طويلة ليقول لهم: بأنّ علي محبّكم و ناصركم؟ فهل ترضون بهذا التأويل؟
أجاب: إن بعض الصحابة اشتكى عليّا وكان فيهم من يحقد عليه ويبغضه، فأراد الرسول أن يزيل حقدهم، فقال لهم: بأنّ عليا محبّكم وناصركم، لكي يحبّوه ولا يبغضوه.
قلت: هذا لا يتطلّب إيقافهم جميعاً والصلاة بهم وبدأ الخطبة بقوله: ألست أولى بكم من أنفسكم، لتوضيح معنى المولى، وإذا كان الأمر كما تقول فكان بإمكانه أن يقول لمن اشتكى منهم عليّا: إنّه محبّكم و ناصركم، وينتهي الأمر بدون أن يحبس في الشمس، تلك الحشود الهائلة وهي أكثر من مائة ألف فيهم الشيوخ والنساء، فالعاقل لا يقنع بذلك أبدا!
فقال: وهل العاقل يُصدّق بأنّ مائة ألف صحابي لم يفهموا ما فهمت أنت والشيعة؟؟
قلت: أولاً لم يكن يسكن المدينة المنوّرة إلاّ قليل منهم.
وثانياً: إنهم فهموا بالضبط ما فهمته أنا والشيعة، ولذلك روى العلماء بأن أبا بكر وعمر كانا من المهنّئين لعلي بقولهم: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أمسيت وأصبحت مولى كل مؤمن.
قال: فلماذا لم يبايعوه إذا بعد وفاة النبي؟ أتراهم عصوا وخالفوا أمر النبيّ؟ أستغفر اللّه من هذا القول!
قلت: إذا كان العلماء من أهل السنّة يشهدون في كتبهم بأنّ بعضهم -أعني من الصحابة- كانوا يخالفون أوامر النّبي (صلّى اللّه عليه وآله) في حياته وبحضرته، فلا غرابة في ترك أوامره بعد وفاته (15).
هكذا تعامل القوم مع حديث الغدير، لأنه يمسّ معتقداتهم فغضوا الطرف عن الحقيقة وأعرضوا عن حق أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فسلام الله عليك يا أبا الحسن يوم عشت مظلوماً ويوم قتلت شهيداً مظلوماً.
اضف تعليق