|
||||||||||||||||
الكثير من وقائع التاريخ والتي أصبحت الآن حقائق مسلماً بها كانت في زمان وقوعها أساطير أو أكاذيب استفاد منها صانعوها بعد سنوات ليبتزوا الآخرين من خلالها ولتصبح تلك الأساطير حقائق لا تقبل الجدل أو النقاش.. منذ اللحظة التي أطلق فيها غوبلز وزير الدعاية الألمانية في عهد هتلر مقولته ذائعة الصيت: (اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون) واليهود عملوا بكل طاقاتهم للاستفادة القصوى من هذه المقولة لتتحول أسطورة أفران الغاز المزعومة إلى حقائق دامغة لا تقبل الأخذ والرد حولها.. وإذا حاول أحدهم أن يفتح باباً يدخل من خلاله إلى محاكمة تلك الأسطورة فإنه يفتح أبواب الجحيم في وجهه.. تقول الأسطورة أن هتلر في سنوات حكمه قد دفع بستة ملايين يهودي إلى أفران الغاز ليصنع من جثثهم الذائبة مساحيق التنظيف والشمع والصابون، وإن معسكرات الاعتقال النازية قد شهدت أفظع ما يمكن أن تشهده الإنسانية من جرائم وموبقات.. نعم.. حدثت الكثير من الفظائع في تلك المعسكرات ودفع الملايين إلى أفران الغاز وأتون المحرقة النازية ولكن لم تكن تلك الملايين من اليهود فقط بل كانوا ملايين أخرى من شعوب وقوميات وأثنيات مختلفة مصداقاً عملياً لتطبيق مقولة الألمان بتفوق العنصر الآري على جميع الأعراق البشرية.. وقد بلغ عدد اليهود في تلك المحرقة وفقاً لأكثر الإحصاءات رصانة وعلمية 950 ألف ضحية كحد أقصى ومائتي ألف ضحية كحد أدنى وهو أقرب رقم إلى الواقع والحقيقة.. |
||||||||||||||||
وقبل الاسترسال في الموضوع من الأفضل أن نعرف ما هو الهولوكوست. هناك ثلاثة اصطلاحات غالباً ما تستعمل لتعريف المعاملة التي أنزلها النازيون باليهود: الإبادة الجماعية ـ المحرقة أو الهولوكوست ـ الشواء(1). وفي قاموس [لاروس] تعني الكلمة: (تضحية مألوفة لدى اليهود تأكل النار فيها الضحية كاملة..)(2). كيف استفاد اليهود من تلك الوقائع الضئيلة وما الذي فعلوه ليجنوا منها الأرباح الطائلة معنوياً ومادياً؟. لقد عمدوا إلى رفع رقم الضحايا من خلال التهويل، واستغلوا تلك المشاعر العدائية التي أفرزتها النازية في ربوع أوروبا خصوصاً والعالم عموماً، الذين اكتووا بنيران آلة الدمار الألمانية.. هذا أولاً.. ثم عملوا على توجيه تلك الكراهية وتأجيجها من خلال العزف على وتر العداء للسامية مستفيدين من تلك التيارات الفكرية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية والتي أخذت تنادي بالمحبة والسلام ونبذ العنف.. وكان الرأسمال اليهودي المتكدس منذ مئات السنين هو السلاح الناجع في هذه المعركة إضافة إلى الأبواق الدعائية المجانية أو المدفوعة الثمن التي أخذت على عاتقها الترويج لهذه الأسطورة وتضخيمها في أذهان البشرية على اختلاف مشاربها واتجاهاتها.. وبعد أن ترسّخت تلك الأسطورة في الأذهان اصبح الابتزاز والتشهير هو السّمة الغالبة للدفاع عن ثبات تلك الأسطورة وترسخيها.. ابتزاز لجميع من شارك في الحرب.. وتشهير بكل من يدفع صوته ضد عمليات التلفيق والتزوير لتاريخ قريب لازال يعيش ندياً وطرياً في الذاكرة.. وقد عانى العالم ما عاناه من هذه الأسطورة الملفقة مما جعل ألمانيا وإيطاليا وسويسرا والنمسا ودولاً أخرى تدفع الملايين من العملة الصعبة وعلى مرّ السنين ثمناً لهذا التلفيق السافر سكوتاً على جرائم ارتكبها الآخرون.. ويدفع العرب والمسلمون بعد أن ثبتت تلك الملايين أقدام اليهود في أرض أول قبلة للمسلمين ثمناً مضاعفاً لهذا السكوت المخزي مقابل أصوات تلك الأبواق الدعائية التي ما كفت عن الضجيج في يوم من الأيام.. وأصبح كل يهودي هو أب أو أم أو أخ أو أخت لمن قتل في المحرقة النازية ومن لم يقتل إلا في أوراق التاريخ المزورة.. |
||||||||||||||||
في تاريخنا الإسلامي حدثت عملية هولوكوست منظمة أخرى تشابه ما حدث لليهود.. ويجب أن لا يغيب عن أذهاننا عند عقد المقارنة بين العمليتين أن الإبادة الجماعية بأرقامها المزعومة والمبالغ فيها والتي تعرض لها اليهود قد حدثت من جماعة أخرى تختلف عنهم عرقاً وديناً.. وسلسلة الإبادات الجماعية التي حدثت في تاريخنا الإسلامي في العهدين الأموي والعباسي والتي انصبّت على المعارضين لتلك الحكومات وفي غالبيتها على العلويين والشيعة قد حدثت من نفس المجموعة لغة وديناً.. فهي فعل إسلامي موجه إلى فئة أخرى من المسلمين مقهورة داخل الدولة الإسلامية وتحت شرائع القرآن والسنة النبوية الشريفة... وهي بالتالي القراءة المعوجّة للنصوص الدينية والتفسير المغرق بالاستبداد والتفوق المسؤول إن صح التعبير.. لا زال الكلام غير مفهوم حتى الآن.. فعن أي هولوكوست إسلامي نتحدث؟ وكل من جاء للحكم بعد وفاة الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) هو أمير للمؤمنين وهو الحاكم بنصوص القرآن والسنة النبوية الشريفة..؟! لنبدأ معاً بمراجعة بسيطة لنصوص التاريخ والوثائق الرسمية ونحاول أن نزيح بقع الدم المتراكمة فوق صفحاته لنقرأ ونتمعّن فيما نقرأه ونسأل عن دماء الآلاف من الضحايا الذين راحوا قرابين بشهرية على مذبح الحكم والقهر والتسلّط.. |
||||||||||||||||
بعد أن استتبّت الأمور لبني أمية في عام 41هـ بعد مقتل الإمام علي… اصبح معاوية غير محتاج إلى أقنعة يرتديها أو شعار يرفعه أمام الآخرين للتخلص من أعدائه الخطرين وأصبح مستعداً لمواجهتهم بكافة ألوان العنف النفسي والجسدي.. وكانت وصيته إلى ولاته:(انظروا من اتهمتموه بموالاة أهل البيت فنكلوا به واهدموا داره) وما عمله زياد بن سمية حين أصبح والياً على العراق من تتبّعه للشيعة وقتلهم تحت كل حجر ومدر، وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون والصلب على جذوع النخل.. (ولعلّ الحكم الأموي الذي قام على القسوة المسلحة وما رافقها من وسائل انحراف وجد نفسه مضطراً إلى استخدام السلاح عينه لحماية وجوده أمام حركات كان معظمها يملك مقوّمات أكثر موضوعية ليكون بديلاً عنه.. ولعلّ المأزق الذي واجهه ولم يستطع الخروج منه هو إخفاقه في تقديم نفسه سلطة تمثل الإسلام على الرّغم من احتفاظ رؤساءه بلقب الخلافة بل أصرّوا على التخاطب بإمرة المؤمنين)(3). وبعد معاوية جاء دور يزيد الذي كرّس مجيئه حالة ظلّت قائمة لوقت طويل وهي تلميع صورة الحاكم لدى المسلمين فكان (من محصلة ذلك غياب النقد واستغراق الحاشية في الإطناب بمدح أولياء النعمة من الخلفاء والأمراء والتنديد من جانب آخر بأصحاب (الفتنة) و(الزنادقة) وكل من تحل عليهم اللعنة ممن هم في غير خانة الولاء والاستسلام لصاحب الأمر.. من هذا المنظور لم يجد يزيد عندما هبّت العواصف في مطلع خلافته أي حرج في اللجوء إلى أقسى أنواع العنف لتأديب خصومه من دون أن يعبأ بانتهاك الرموز الدينية لأن الفقهاء في قصره سوّغوا له ذلك بأنه قضاء على (الفتنة) وهي في مصطلحهم ضرب لوحدة المسلمين)(4). وقبل التطرّق إلى ما فعله يزيد ومن جاء بعده أحب أن أقدم بعض التعاريف لمصطلح الإبادة والتي سنلمحها بوضوح في وقائع التاريخ الإسلامي.. |
||||||||||||||||
في تعريفه لمصطلح إبادة العنصر يقول د. عبد الوهاب الكيالي:(هو مصطلح ابتدعه (رافاييل لامكين) للتعبير عن التدمير المتعمّد للعنصر كلياً أو جزئياً وذلك بدوافع التعصّب العنصري أو الديني.. وتتضمّن هذه الجريمة قتل أفراد جماعة أثنية معينة وتشريدهم والاستيلاء على ممتلكاتهم والاعتداء عليهم جسدياً ومعنوياً وإجبارهم على اتباع طريقة معينة تؤدي إلى انقراضهم كلياً أو جزئياً وفرض تدابير تمنع توالدهم وتكاثرهم واستمرار جنسهم وخطف أطفالهم بشكل جماعي لإذابة شخصيتهم الاثنية)(5). وفي قاموس (لاروس) نفس التعريف الآتي: (الإبادة الجماعية: هي التدمير المنهجي لمجموعة عرقية بإبادة أفرادها)(6). ونرى أن هذا المصطلح ليس جديداً وليس من ابتكارات العصر الحديث، فالمتتبع للغة العرب وآدابهم يجده مستعملاً بكثرة فعبارة مثل (أبيدوهم عن بكرة أبيهم) وكذلك عبارة (استأصلوا شأفتهم) تعطي نفس الدلالة اللغوية لهذا المصطلح في العصر الحديث.. ففي (لسان العرب) نقرأ أن : (الشأفة: قرحة أو ورم يخرج في اليد والقدم.. وفي الدعاء: استأصل الله شأفتهم: وذلك أن الشأفة تكوى فتذهب فيقال: أذهبهم الله كما أذهب ذلك.. وقيل شأفة الرجل: أهله وماله.. واستأصل الله شأفته: إذا حسم الأمر من أصله)(7). أقدم حادثة للإبادة الجماعية حدثت في التاريخ الإسلامي.. وإن لم يكتب لها النجاح.. هي حصار قريش للهاشميين في شعب أبي طالب باستخدام سلاح الموت جوعاً.. وكذلك في حكم معاوية استخدم هذا السلاح حين منع أعطيات الهاشميين وفرض عليهم حصاراً من النوع السابق.. وما فعله كذلك مع الشيعة حين أسقط أسمائهم من دواوين الأعطيات حتى أصبحت كلمة شيعي تعادل الكافر أو الزنديق.. في عهد يزيد برز اصطلاح الإبادة أكثر وضوحاً فلم يعد سلاح الموت جوعاً كافياً لمواجهة حالة (اللا) المحمدية والتي رفعها الحسين… في وجه حكم تنخر فيه المفاسد.. وكانت ملحمة كربلاء أول تطبيق لهذا النهج التدميري فقد قتل لصلب علي بن أبي طالب… تسعة ولصلب عقيل بن أبي طالب تسعة(8) إضافة إلى استئصال الحسين وأبناءه ما عدا علي بن الحسين… .. وكانت تلك هي الحرمة الأولى التي استباحها يزيد حيث ثنى بالمدينة وقتل جيشه ما يزيد عن خمسة آلاف من الناس وأحرقوا البيوت واعتدوا على الأعراض حتى قيل أنهم فتكوا بحرمة أكثر من ألف عذراء(9). |
||||||||||||||||
ونموذج آخر لعملية الإبادة الجماعية.. فبعد انتصار مصعب بن الزبير على المختار الثقفي قتل خمسة آلاف أسير من جماعة المختار وأبادهم عن آخرهم. وحين سئل عن خمسة آلاف شاة تذبح في غداة واحدة أجاب بأنه يعد إسرافاً. فأجابه السائل: أفتراه إسرافاً في ذبح البهائم ولا تراه إسرافاً في من ترجو توبته؟(10). بعد انتقال السلطة إلى الفرع المرواني بعد وفاة يزيد قيّض لعبد الملك بن مروان قاتل من طراز رفيع تجمعت فيه كل صفات القسوة والوحشية وهو الحجاج الثقفي الذي أحصى المؤرخون له 120 ألفاً من الأنفس قتلها صبراً في سنوات ولايته على العراق(11). ومثال واحد لما فعله الحجاج يقدم صورة كافية عن هذا النهج الذي سار عليه الأمويون ومن جاء بعدهم.. يقول الطبري:(بعث الحجاج إلى عبيد الله بن أبي بكرة ـ واليه على سجستان ـ أن ناجزه ـ يقصد ملك الترك في رُتبيل ـ بمن معك من المسلمين فلا ترجع حتى تستبيح أرضه وتهدم قلاعه وتقتل مقاتليه وتسبي ذريته)(12). مع العلم أن ملك الترك كان مصالحاً.. ويضيف الطبري قائلاً في روايته: (فخرج عبيد الله بن أبي بكرة بمن معه من المسلمين من أهل الكوفة وأهل البصرة حتى وغل في بلاد رتبيل فأصاب من البقر والغنم ما شاء) ولم يذكر الطبري أعداد هذا الجيش الذي سيق إلى الموت حيث لم ينج منهم إلا العدد القليل حيث فاجأهم أهل رتبيل بما خططوه لهم.. ولم يكتف الحجاج بهذا بل عمد إلى تكوين جيش ثان بلغ أربعين ألفاً تناصف أهل الكوفة أهل البصرة أعداده وساقهم إلى حتوفهم باسم الإسلام والجهاد(13).. وقد أفلت هؤلاء من المصير المحتوم الذي كان ينتظرهم نتيجة حنكة قائدهم ليصبحوا نواة لثورة عارمة ضد الحجاج والحكم الأموي عرفت فيما بعد بثورة الأحرار والتي أبيدت بعد فشلها بقسوة ووحشية.. وبعد فإذا كانت (الإبادة الجماعية هي على غرار الوعد الإلهي في التوراة عنصر تبرير أيديولوجي لخلق دولة إسرائيل) على حد تعبير (توم سيغف) (14) ، فإن الحكم الأموي ومن جاء بعده جعلوا من الإبادة الجماعية لمعارضيهم والثائرين عليهم والشيعة خصوصاً عنصر تبرير أيديولوجي لتثبيت حكومة خليفة المسلمين وأمير المؤمنين!! |
||||||||||||||||
بعد سقوط الدولة الأموية ومجيء بني العباس إلى سدة الحكم والخلافة، والذين استفادوا من جميع الشعارات التي رفعها المحرومون والمستضعفون وجميع الرافضين لدولة الظلم والجور، وظنّ الناس أن العباسيين سيحققون العدل الذي استباحه من سبقهم خاصة وأنهم فرع من الدوحة المحمدية الشريفة وأنهم يرفعون راية الدفاع عن العلويين، إلا أن حكمهم ساده أيضاً الاستبداد والقهر وعمليات الإبادة الجماعية لمعارضيهم والفتك بهم فتكاً ذريعاً مستخدمين نفس النصوص القرآنية والسنن النبوية.. لقد عمل العباسيون وهم بعد في مرحلة التهيؤ والدعوة على إبادة الآلاف من الناس عدواً وظلماً فهذا إبراهيم الإمام ـ أخو السفاح ـ يرسل أبا مسلم الخراساني إلى خراسان ويوصيه بكلمات نارية قائلاً له:(وأما مضر فإنهم العدو القريب الدار واقتل من شككت فيه وإن استطعت أن لا تدع بخراسان من يتكلم بالعربية فافعل وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله..) (15). وقد أبدى أبو مسلم روحاً إجرامية متطرفة وأنزل سخطه على العرب وبالغ في تنكيله بهم حتى أنه قتل ستمائة ألف عربي صبراً بالسيف عدا من قتل في الحرب.. (16). وهذا السفاح الذي اشتهر بلقبه لكثرة سفكه الدماء أرسل أخاه يحيى إلى الموصل في اثني عشر ألف مقاتل فخافه أهل الموصل فنادى بالأمان ولما أمنوا على أنفسهم قتلهم قتلاً ذريعاً وأسرف في التقتيل حتى غاصت الأرجل في الدماء، فلما كان الليل سمع يحيى صراخ النساء اللاتي قتل رجالهن فأمر بقتل النساء والأطفال واستمر التقتيل ثلاثة أيام.. (17). والمنصور الذي ابتدع قتل العلويين من خلال بناء الأسطوانات عليهم وهم أحياء، إضافة إلى سجنه لأبناء الحسن تحت الأرض لا يعرفون الليل من النهار وهم في قيودهم وأصفادهم وكانوا يموتون مرضاً وجوعاً وعطشاً حتى قال الشاعر مقارناً بين ما فعله الأمويون بالعلويين وما فعله العباسيون: والله ما فعلت أمية فيهم معشار ما فعلت بنو العباس والمنصور يشعر بالأسف لأنه قد قتل من ذرية فاطمة بنت محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ألفاً أو يزيد وترك الإمام الصادق… لم يقتله، وقتل من الشيعة ما لا يعد ولا يحصى وتفنن في ظلمهم واخترع أنواعاً من القتل وألواناً من التنكيل لم يسبقه إليها أحد؛ فن الضرب بالسياط على الأعين حتى تسيل دماً إلى هدم البيوت على الأحياء إلى رصفهم مع الأحجار في الجدران إلى تسميمهم بالفضلات والقذارات في محبسهم إلى ما لا نهاية.. ورغم هذا يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أن المنصور هو خليفة الله في أرضه وأنه أمير المؤمنين.. |
||||||||||||||||
كل تلك الأحداث قد جرت في ديار الإسلام وباسم الإسلام ونصوصه، فلا يمكن والحالة هذه توجيه اللوم إلى أمير المؤمنين وولي المسلمين طالما هو يحكم بنصوص الشريعة وغايته استتباب الأمن وتوفير العدل للرعية ضد كل من يراه مارقاً على ما بين يديه من نصوص.. والفارق بين الهولوكوست الإسلامي واليهودي (أن مصطلح الهولوكوست يبرز بصورة افضل إرادة صنع حدث استثنائي من الجريمة المقترفة ضد اليهود لا مجال لأن تقارن به مذابح النازية الأخرى ولا حتى أية جريمة أخرى في التاريخ لأنه كان لعذاباتهم وموتاهم أيضاً طابع قدسي)(18)، ولا يملك ضحايا الإبادة والاستئصال الإسلامي هذا الطابع.. إن جرائم الحكام الذين حكموا باسم الإسلام قد استفادت من إسقاط العفوية عن مرتكبها بفضل التقادم الزمني الذي مر عليها والذي يتيح للقاتل الإفلات من العقاب بعد مرور زمان على جريمته أو بعد وفاته.. ولهذا لم نسمع عن محكمة شكلت لمحاكمة أمراء المؤمنين وولاة المسلمين على مر تاريخنا الإسلامي على غرار محكمة (نورمبرغ).. ولم نسمع عن صندوق أو هيئة شكلت لدفع التعويضات إلى أسر الضحايا والمنكوبين.. لأنهم وعلى ضوء النصوص المقدسة التي حكم بها خلفاء المسلمين يستحقون الإبادة وانتهاك الأعراض ومصادرة الأملاك وتكميم الأفواه.. فإنا لله وإنا إليه راجعون |
||||||||||||||||
1 ـ الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية: روجيه غارودي، ص165. 2 ـ قاموس لاروس: ص772. 3 ـ من صاحب العذاب إلى صاحب التنور: د.إبراهيم بيضون، مجلة المنهاج، ع12/1998. 4 ـ المصدر السابق. 5 ـ موسوعة السياسة: د. عبد الوهاب الكيالي، ج1 ص16. 6 ـ قاموس لاروس: ص772. 7 ـ لسان العرب: ج9 مادة شأف. 8 ـ النزاع والتخاصم: ص27. 9 ـ البداية والنهاية: ابن كثير ج8 ص265. 10 ـ المصدر السابق: ص350. 11 ـ تاريخ العرب: د. فيليب حقي ص269. 12 ـ تاريخ الطبري: ج5 ص169. 13 ـ المصدر السابق: ص142. 14 ـ المليون السابع: توم سيغف ص588. 15 ـ الإمامة والسياسة: ابن قتيبة ج2 ص218. 16 ـ تاريخ بغداد: ج1 ص208. 17 ـ الكامل في التاريخ: ابن الأثير ج4 ص340. 18 ـ الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية: روجيه غارودي ص170. |
||||||||||||||||