q

مشاركة تركيا العسكرية في الحرب على داعش بشكل مفاجئ، والتي اثارت الكثير من الأسئلة وعلامات استفهام خصوصا أنها تأخرت كثيرا كما يقول بعض المراقبين، الذين أكدوا على ان قرار دخول الحرب ضد داعش، جاء بسبب المتغيرات والمستجدات الأمنية والسياسية الكثيرة التي طرأت سواء في الداخل التركي أو في المحيط الخارجي، وهو ما دفع أنقرة إلى تغيير موقفها خصوصا الانتكاسة الكبيرة التي مني بها حزب العدالة والتنمية الذي فقد الأغلبية البرلمانية المطلقة التي حافظ عليها طوال 13 عاما لصالح الأحزاب المعارضة، ومنها حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد، وهو ما شكل عقبة كبيرة لطموحات وأحلام الرئيس التركي طيب رجب اوردغان، الذي سعى وبحسب البعض الى اعتماد خطط والاستراتيجيات جديدة من اجل تغير الواقع الحالي.

فبعد أن اضطر إلى الرضوخ للضغوط الدولية لمحاربة تنظيم داعش استغل أردوغان الفرصة لضرب خصومة الأكراد الذين يعتبرهم مصدر تهديد خطير. خصوصا بعد الانتصارات التي حققها الأكراد ضد تنظيم داعش، في مناطق عديدة خاصة في تل ابيض والمناطق القريبة من الحدود التركية وهو ما فأقم مخاوف أنقرة التي تخشى من نشوء دولة كردية، ودفعها الى دخول الحرب والسعي الى إيجاد منطقة آمنة للتخلص من خطر التهديد الكردي.

وبحسب بعض الخبراء فان تركيا غير جادة في ضرباتها الجوية ضد التنظيم، فالحملة العسكرية شهدت تركيزا على ضرب عناصر حزب العمال الكردستاني التركي في العراق وعناصر الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، وألقي القبض على مئات ممن يشتبه في انتمائهم لحزب العمال الكردستاني في مداهمات بأجزاء مختلفة من تركيا، هذه الضربات المركزة ضد الأكراد بذات عدها البعض مناورة جديدة قام بها اوردغان، من اجل إنقاذ تنظيم داعش الإرهابي الذي يتعرض اليوم لضغوط بسبب خسائره الكبيرة وهزائمه المتواصلة إمام القوات العراقية المدعومة بالحشد الشعبي في العراق والقوات الكردية المدعومة من التحالف الدولي في سوريا.

فمن خلال استهداف وضرب القوات الكردية سيخفف الضغط الذي يتعرض له داعش ويتيح له فرصة أطول للصمود والبقاء. وهو ما استبعده البعض من المراقبين الذين اكدوا على قرار دخول هذه الحرب جاء بعد ان أدركت تركيا بشكل متأخر استفحال خطر تنظيم داعش الارهابي الذي عمد الى تشن هجمات إرهابية داخل الأراضي التركية. وينطوي خوض حرب على جبهتين على مخاطر كبيرة على تركيا، فهو يعرضها لتهديد يتمثل في هجمات الجهاديين الانتقامية ولخطر إعادة إشعال حركة التمرد الكردية التي أودت بحياة 40 ألف شخص على مدار ثلاثة عقود.

ويحرص أردوغان من خلال هذه الحرب وكما تنقل بعض المصادر على استعادة التأييد السابق الذي فقده في الانتخابات وخصوصا القوميين. وعن هذا يقول إريك مايرسون، أستاذ مساعد بكلية ستوكهولم للاقتصاد في مقال على موقعه الإلكتروني: “الهدف الأرجح هنا هو حزب الشعوب الديمقراطي. من خلال ضرب حزب العمال الكردستاني بقوة تضغط الحكومة التركية على حزب الشعوب الديمقراطي ليختار جانباً” ينحاز إليه.

ويضيف مايرسون بالقول: إما أن يندد بحزب العمال الكردستاني لوقف العنف فيجازف برد فعل سلبي بين قاعدة تأييده الكردية أو يتبنى خطاباً أكثر تأييداً للأكراد ليجازف بإغضاب الجماهير التركية وكذلك القضاء الذي له تاريخ طويل من حظر الأحزاب الكردية والساسة الأكراد. وفي حالة إجراء انتخابات مبكرة فإن تراجع تصويت الأكراد والمخاوف بشأن الأمن يمكن أن تنعش التصويت لحزب العدالة والتنمية ومعه طموحات أردوغان لتغيير الدستور ليعزز رئاسته بصلاحيات جديدة واسعة.

تركيا تغرق

وفي هذا الشأن تغرق تركيا في حرب مفتوحة مع الاكراد الذين يردون بهجمات دامية على الغارات الجوية اليومية التي تستهدف قواعدهم الخلفية، تاركة الاميركيين في الخطوط الامامية في مكافحة تنظيم داعش. وقتل ثلاثة جنود اتراك في كمين نسبه الجيش لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية. ويعتبر هذا الهجوم الاكثر دموية منذ اندلاع موجة جديدة من العنف بين الطرفين في 20 تموز/يوليو.

واوضح الجيش ان القافلة العسكرية وقعت في كمين اثناء قيامها "بعملية امنية" في محافظة شرناق، التي تحد سوريا والعراق. وتوفي شرطي ومدني ايضا متاثرين باصاباتهما اثر تعرضهما لاطلاق نار. وكان الشرطي جالسا امام مقهى في مدينة تشينار في جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية حين اطلق مسلحون النار عليه من سيارة. واصيب في الحادث المدني الذي كان على مقربة. وتوفي الرجلان في مستشفى.

وقبل ساعات شنت طائرات اف-16 تركية غارات جديدة ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني في معقله في جبال شمال العراق حيث تتواجد هيئة اركان الحزب، فضلا عن مواقع اخرى في تركيا. وفي المقابل تتواصل الهجمات ردا على الغارات التركية منذ التفجير الانتحاري في 20 تموز/يوليو في مدينة سوروتش (جنوب) والذي اسفر عن مقتل 32 شخصا من الموالين للقضية الكردية، ما اثار غضب حزب العمال الكردستاني الذي اتهم السلطة المركزية بعدم حماية الشعب.

كما ان الغارات التركية باتت يومية اثر الهجوم الانتحاري الذي نسبته السلطات الى تنظيم داعش ومنذ ذلك الحين، قتل 11 عنصرا من القوات الامنية على الاقل، وينقل التلفزيون الحكومي يوميا جنازات رسمية لـ"الشهداء" ضحايا هجمات حزب العمال الكردستاني.

كذلك سجلت حوادث اختطاف لشرطيين، احيانا مع عائلاتهم، يضاف اليها الهجمات المتكررة على مراكز الشرطة. وكتبت صحيفة حرييت ان تركيا تجد نفسها غارقة "في كابوسها المتكرر المتمثل بالقضية الكردية". واعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه من "المستحيل" مواصلة عملية السلام مع المتمردين الاكراد او "التراجع في الحرب ضد الارهاب"، واضعا حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش في الخانة ذاتها.

واجبر هجوم سوروتش انقرة على تبديل موقفها والانضمام للحملة ضد الجهاديين بعدما اتهمت لوقت طويل بالتغاضي عنهم. وفي هذا السياق، تجاوبت تركيا مع طلب ملح لواشنطن وسمحت لها باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في جنوب البلاد في اطار عمليات التحالف الدولي ضد "داعش". كما بدأت انقرة بشن غارات ضد مواقع التنظيم في سوريا. ولكن من الجهة التركية، تبدو الاولوية للحرب ضد حزب العمال الكردستاني. وشن الجيش التركي عشرات الغارات الجوية ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني، ولم يعلن سوى عن ثلاث غارات ضد تنظيم داعش في 25 تموز/يوليو.

الى ذلك فان من بين 1300 شخص اعلنت السلطات عن توقيفهم منذ 20 تموز/يوليو 847 شخصا اوقفوا للاشتباه بعلاقتهم بالمتمردين الاكراد و137 آخرين للاشتباه بارتباطهم بـ" داعش" اما على الصعيد السياسي، يهاجم الرئيس التركي والحكومة المحافظة بدون توقف رئيس حزب الشعب الديموقراطي، المؤيد للاكراد، صلاح الدين دمرداش باتهامه ب"تهديد الامن القومي" لرفضه ادانة حزب العمال الكردستاني. ورد دمرداش بالقول ان "اجواء الفوضى القائمة حالية وجدت عن قصد في اطار الانتخابات المرتقبة". بحسب فرانس برس.

وحزب الشعب الديموقراطي الذي حصد 13 بالمئة من الاصوات في انتخابات السابع من حزيران/يونيو وبات يشغل ثمانين مقعدا في البرلمان تسبب الى حد كبير بخسارة حزب العدالة والتنمية الغالبية المطلقة للمرة الاولى منذ 2002. وبحسب المعارضة، فان اردوغان يحاول ان يفعل ما بوسعه لاضعافه قبل الاعلان عن انتخابات تشريعية جديدة. كذلك اتهم حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي) الذي يعتبر القوة الثانية في البرلمان بعد العدالة والتنمية، الحكومة بانها تساهلت لفترة طويلة مع الجهاديين. وقال النائب عن اسطنبول مراد اوزشليك ان "حقيقة عدم وجود اي مبادرة (ضد الجهاديين) فضلا عن غض السلطات طرفها يعني ان تركيا كانت تشكل دعما لتنظيم داعش".

استهداف سياسي

الى جانب ذلك فتحت السلطات القضائية التركية تحقيقا ضد صلاح الدين دمرتاش زعيم حزب الشعوب الديموقراطي، اكبر حزب مؤيد للاكراد بتهمة التسبب "باضطرابات في النظام العام" و"التحريض على العنف". وتعود وقائع التهمة الموجهة الى دمرتاش الى تشرين الاول/اكتوبر 2014، لكن فتح التحقيق يأتي في اوج حملة تشنها السلطات الاسلامية المحافظة على المتمردين الاكراد. وقالت وكالة انباء الاناضول انه قد يحكم على دمرتاش بالسجن حتى 24 عاما اذا تمت ادانته.

واتهم صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد الرئيس رجب طيب إردوغان بشن ضربات جوية في سوريا والعراق للتصدي للمكاسب التي حققها الأكراد على الأرض وعلى المستوى السياسي وباستغلال الحرب ضد تنظيم داعش كواجهة. وقال دمرداش "شنت تركيا بضع غارات جوية على داعش... مجرد استعراض دون إلحاق اضرار حقيقية بها ولا تشعر بضغط خطير من تركيا."

واضاف "العمليات التركية لا تهدف إلى اتخاذ إجراءات ضد داعش. الهدف الرئيسي هو الحيلولة دون تكون كيان كردي في شمال سوريا." وقاد دمرداش حزب الشعوب الديمقراطي خلال انتخابات يونيو حزيران للحصول على ما يكفي من المقاعد لحرمان حزب العدالة والتنمية الذي أسسه إردوغان من الأغلبية البرلمانية للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.

وزادت شعبية الحزب بعد أن طرح دمرداش برنامجا انتخابيا تقدميا تجاوز به أصول الحزب القومية الكردية ليجتذب مجموعة أوسع من الأقليات والمعارضين لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية. واتهم دمرداش الرئيس التركي بجر تركيا إلى حرب سعيا لتقويض الحركة الكردية قبل إعادة محتملة للانتخابات. ويجري حزب العدالة والتنمية محادثات للعثور على شريك أصغر في ائتلاف حاكم. لكن إذا أخفق فسيدعو إردوغان لإجراء انتخابات جديدة يأمل خلالها أن يستعيد حزب العدالة والتنمية أغلبيته.

وقال دمرداش "حزب العدالة والتنمية يجر البلاد إلى فترة صراع انتقاما من خسارته الأغلبية في انتخابات يونيو." وأضاف "حصول حزب الشعوب الديمقراطي على ما يكفي لدخول البرلمان وخسارة حزب العدالة والتنمية لأغلبيته في البرلمان تستخدم كمبرر للحرب." وعبر إردوغان عن ازدرائه لدمرداش بشكل واضح. وقال للصحفيين في الصين عندما سئل عن دمرداش الذي سجن أخوه نور الدين في الماضي وخاض معارك مع القوات الكردية في جبال العراق "إنه لا يستطيع أن يتخذ موقفا من حزب العمال الكردستاني الذي صنفته أوروبا والولايات المتحدة منظمة إرهابية... تدرب أخوه في الجبال.. وسيركض هو نحو الجبال إذا وجد الفرصة لذلك."

وأصبحت هجمات تركيا على حزب العمال الكردستاني وحتى الآن أشد كثيرا من الهجمات التي تشنها على داعش مما أذكى شكوكا كردية أن تكون الاهداف الحقيقية هي لجم الطموحات السياسية الكردية وأيضا على الارض. وهو ما تنفيه الحكومة. وتشعر أنقرة بعدم ارتياح إزاء التقدم المستمر الذي تحققه قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ضد داعش بمساعدة غارات جوية أمريكية. ويسيطر الاكراد الآن على نحو نصف منطقة الحدود السورية مع تركيا وطولها 900 كيلومتر.

ويخشى إردوغان وحزب العدالة والتنمية أن يشجع هذا التقدم الاقلية الكردية التركية ويصل عددها إلى 14 مليونا ويشعل من جديد تمرد حزب العمال الكردستاني الذي يرجع إلى 30 عاما. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة وأوروبا الحزب منظمة إرهابية. وبعد أن وافقت تركيا على فتح قواعدها الجوية أمام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بعد سنوات من التمنع تعمل واشنطن وأنقرة على وضع خطط لتوفير غطاء جوي لقوات معارضة سورية واقتلاع مقاتلي داعش من شريط حدودي في شمال سوريا على حدود تركيا.

لكن هذه الخطوة ستضمن أيضا أن تظل تلك الأراضي خارج سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي وهو ما يمنع السوريين الاكراد من توحيد الاراضي التي يسيطرون عليها والا سيتشكل شريط من الأراضي الكردية يمتد من حدود العراق إلى البحر المتوسط تقريبا. وقال دمرداش "أكد إردوغان في الماضي أنهم لن يسمحوا أبدا بتوحيد الجيوب الكردية في شمال سوريا. جرابلس هي العقبة الوحيدة أمام هذه الوحدة" مشيرا إلى بلدة سورية على طرف "المنطقة الآمنة" المقترحة.

ويقول مسؤولون أتراك إن الهدف في سوريا هو إبعاد داعش عن الحدود ولن تستهدف عملياتهم الجماعات الكردية السورية. ويقولون أيضا إن الضربات الجوية التي استهدفت حزب العمال الكردستاني في شمال العراق هي رد على تصاعد أعمال العنف التي ينفذها متشددون شملت عمليات قتل استهدفت ضباط شرطة وجنودا وألقيت مسؤوليتها على الجماعة الكردية المتشددة.

وقتل في اسبوع واحد 12 على الأقل من أفراد الأمن في هجمات يشتبه أن منفذيها متشددون أكراد. وبدأ إردوغان مفاوضات في 2012 في مسعى لإنهاء تمرد حزب العمال الكردستاني الذي تمركز إلى حد كبير في جنوب شرق تركيا الذي يغلب على سكانه الأكراد وتسبب في مقتل 40 الف شخص منذ عام 1984. وصمد اتفاق هش لوقف إطلاق النار منذ مارس آذار عام 2013. بحسب رويترز.

وقال دمرداش الذي ساعد حزبه في تسهيل المفاوضات إن دعوات رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لحزب العمال الكردستاني كي يلقي السلاح ويغادر البلاد "أحادية ومستحيلة التحقيق" لكنه قال إن من السابق لأوانه إعلان انهيار عملية السلام وإن على حزب العمال الكردستاني أن يحترم أي دعوة للهدنة. وقال حزب العمال الكردستاني إن الضربات الجوية محاولة "لاخماد" الحركة السياسية الكردية وإقامة "نظام شمولي مهيمن" في تركيا.

بين الرد والتشكيك

"لقد اعلنت تركيا علينا الحرب"، هكذا يصف احد مسؤولي حزب العمال الكردستاني الوضع مشيرا الى حفرة خلفها صاروخ القته طائرة حربية تركية خلال الغارات على معاقل المقاتلين الاكراد في كردستان العراق. ويؤكد رسول عبدالله فقي احد سكان قرية انزي على سفح جبال قنديل ان "الغارات اصابت قريتنا في عدة مواقع. مزارعنا احترقت وتضررت"، مشيرا الى حماره الذي اصيب في احدى الغارات.

وبعد الهجوم اعلن المقاتلون الاكراد ان الهدنة التي اعلنت في 2013 مع الجيش التركي باتت في حكم المنتهية.. ويتمركز مقاتلو حزب العمال الكردستاني في معسكرات في منطقة جبال قنديل في كردستان العراق. وكانت جبال قنديل ومدينة دهوك حيث يوجد معسكر للحزب هدفا لغارات الطيران التركي الذي يعتبر الحزب "منظمة ارهابية". ولكن في انزي، يقول فقي الذي يرتدي سروالا كرديا تقليديا ان الغارات استهدفت قريته التي لا يوجد فيها اي من مقاتلي الحزب، ويضيف "انهم مختبئون في الاعلى".

وفي مخيم بسيط بين الجبال، يقول زاغروس هيوا المسؤول السياسي في حزب العمال الكردستاني بلهجة حادة "لقد التزمنا بوقف اطلاق النار حتى اخر لحظة لكن تركيا لم تلتزم به". ويضيف وقد بدت خلفه فوق الوادي صورة عبدالله اوجلان مؤسس الحزب المسجون والذي كان يخوض مفاوضات سلام مع انقرة، "الان سنحمي انفسنا ونواصل استراتيجيتنا".

وخلال الغارات المستمرة "قتل خمسة من المقاتلين الاكراد واصيب اربعة بجروح" وفق هيوا عضو القيادة السياسية للحزب. وذكرت مصادر اخرى ان مدنيين اصيبوا شمال دهوك. وفي احد معسكرات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، اصيبت بعض المباني بأضرار بما فيها مقبرة شهداء الحزب.

ويرفض هيوا "لاسباب امنية" ان يصطحب الصحافيين الى القاعدة السياسية للحزب في اعلى الجبل، ما يجعل من الصعب تفقد الأضرار التي خلفتها الغارات التركية. وليس الامر مدعاة للشك بالنسبة الى هيوا الذي يقول ان "تركيا تستغل الحلف الاطلسي والحرب الدولية ضد تنظيم داعش لمهاجمة حزب العمال والاكراد بشكل عام والذين يشكلون رأس الحربة في مقاتلة الجهاديين".

من جانبها شككت دمشق في نوايا تركيا بالتصدي لتنظيم داعش، وذلك في اول رد سوري رسمي على الغارات التي نفذتها تركيا على مواقع للتنظيم داخل الاراضي السورية. وذكرت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة "اذا كانت تركيا قد شعرت الان بعد اربع سنوات ونيف مرت على الازمة في سورية بان من واجبها التصدي للإرهاب، فان ما ينطبق عليها هو المثل القائل: أن تاتي متاخرا خير من الا تاتي ابدا".

واضافت "لكن هل النوايا التركية صادقة في مكافحة ارهاب داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة؟ (...) ام انها تدعي ذلك بهدف ضرب الاكراد في سوريا والعراق وربما لاسباب داخلية اخرى؟". بحسب فرانس برس.

واكدت الخارجية ان "حكومة الجمهورية العربية السورية ترفض محاولة النظام التركي تصوير نفسه على انه الضحية وانه يدافع عن نفسه في الوقت الذي يعرف فيه الجميع ما فعله هذا النظام من تقديم كل اشكال الدعم للتنظيمات الارهابية في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الامن". وتابعت الرسالة "ان سوريا اعلنت مرارا ومنذ سنوات ان الارهاب لا وطن له ولا دين له ولا حدود له ونبهت داعميه بان هذا الارهاب سوف يرتد عليهم ومن المؤسف اننا شهدنا مؤخرا بداية ارتداد هذا الارهاب على داعميه".

اضف تعليق


التعليقات

شيماء قاسم
البصرة
قرأت المقال.. حصلت على معلومات جديدة عن سياسة تركيا في المنطقة، ووصلت الى نقطة حاسمة من وجهة نظري اننا بحاجة الى معرفة كيفية التعامل مع سياسة تركيا المتلونة.. تحياتي لكم2015-08-04