q

الإرهابي وكما تشير بعض المصادر هو كل من يضلع في بث الخوف والرهبة في قلوب الآمنين. والإرهاب كلمة اشتقت من الرهبة والتخويف، وعرفه البعض بأنه أي عمل عدواني يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل العنيفة. ويتخذ الإرهاب أماكن متعددة بين العدو إلا ساحة المعركة التي يشرّع بها استخدام العنف. فنجد الإرهاب يستهدف الطائرات المدنية وما تتعرض له من اختطاف، والمدن المكتظة بالسكان وما ينالها من تفجيرات واغتيالات.

وبحسب بعض المراقبين فأن العالم اليوم قد دخل مرحلة خطيرة وحساسة جراء اتساع رقعة الإرهاب وتنامي الهجمات الإرهابية التي ينفذها المتطرفون، في شتى بقاع الأرض ولأسباب مختلفة منها استمرار وتفاقم الصراعات والخلافات الدولية التي ساعدت في تغذية ونمو ظاهرة الإرهاب، يضاف الى ذلك العوامل الاقتصادية والاجتماعية والدينية والإيديولوجية، ويرى البعض أيضا أن التطور العلمي والتكنولوجي الكبير يعد من أهم العوامل الفاعلة في انتشار الإرهاب، حيث عمدت الجماعات الإرهابية الى الاستفادة من هذا التطور في نشر أفكارها ومعتقداتها المتطرفة في اغلب دول العالم وخصوصا الدول الغربية، التي تعج اليوم بالآلاف المقاتلين والمجندين او ما يسمى بالذئاب المنفردة الذين يستخدمون لتنفيذ هجمات مسلحة على أماكن او مقرات لا يمكن للمجموعات الإرهابية دخولها أو مهاجمتها. هذه الظاهرة الخطيرة التي غزت تلك المجتمعات أصبحت اليوم محط اهتمام الإعلامية والعديد من العلماء والباحثين الساعين الى تشخيص بعض السلبيات التي أدت الى تجنيد الجهاديين والجهات الممولة لهم، هذا بالإضافة الى تسليط الضوء على بعض الشخصيات الخطرة من الإرهابيين.

أفراد العصابات يتحولون

وفي هذا الشأن فقد حذر محلل شؤون الإرهاب بول كروكشانك، من وصول خطر التطرف الديني إلى مسلمين في الغرب على صلة بنشاطات العصابات الإجرامية، قائلا إنه بحال تجربة أمادي كوليبالي في فرنسا وعمر حسين في الدنمرك تؤسس لمرحلة أكثر خطورة من تحول أصحاب الماضي الإجرامي إلى التيار المتشدد ناقلين معهم خبرتهم العملية. وقال كروكشانك، متحدثا عن عمر حسين الذي نفذ هجوم كوبنهاغن: "حسين كان معروفا لدى أجهزة الأمن الدنماركية بسبب صلته بالعصابات المحلية، ولم يكن لدى أجهزة الأمن فكرة عن إمكانية ارتباطه بنشاطات أو جماعات إرهابية، غير أنه من المؤكد أن لديه سجلا من الأعمال العنيفة وقد سُجن لفترة بتهمة توجيه عدة طعنات لشاب آخر، وبعد خروجه من السجن بأسابيع قام بتنفيذ هذا الهجوم، لذلك من الممكن القول بأنه ربما اعتنق أفكارا متشددة في السجن."

وتابع بالقول: "حسين يبدو وكأنه أحد المهاجمين المنفردين الذين يتحركون وحدهم دون الارتباط بالضرورة بجماعات إرهابية خارجية، وربما تحرك لمهاجمة رسام الكاريكاتور لارس فيلكس بسبب الجائزة التي خصصها تنظيم القاعدة لقاتله والمقدرة بمائة ألف دولار." وعن إمكانية وجود تبدل في المشهد بمعنى أن هناك الكثير من المجرمين الذين يتحولون لأصحاب أفكار متطرفة قال كروكشانك: "هذا صحيح تماما، إذ يبدو أن هناك نمطا واضحا من التحول، فمنفذ الهجوم على المتجر اليهودي في باريس مثلا، أمادي كوليبالي، كان قد نفذ قبل ذلك عمليات سطو مسلح قبل أن يعود ليعتنق الأفكار المتشددة، وفي الدنمارك على وجه التحديد هناك رابط بين الجهاديين وأنشطة العصابات." بحسب CNN.

وتابع بالقول: "هذا أمر مقلق فعلا لأن أعضاء العصابات لديهم القدرة على الوصول إلى مصادر التمويل والتسليح وهم يعتنقون الأفكار الدينية المتشددة كطريقة يتصورون أنها تكفّر عن ذنوبهم وتجعلهم يواجهون الغرب الكافر." وحذر كروكشانك من تداعيات ذلك بالقول: "لدى أعضاء العصابات خبرة في عمليات القتل وترتيب المخططات وليسوا كبعض المهاجمين المنفردين الذين شاهدناهم في السابق ونفذوا عمليات بسيطة لأنهم هواة لكن العصابات الإجرامية لديها قدرة تنفيذ أعلى بكثير."

تمويل سعودي

في السياق ذاته اتهم الفرنسي زكريا موسوي، الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد في سجن في كولورادو الواقعة غرب الولايات المتحدة، على خلفية مشاركته في التحضير لاعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر، أمراء سعوديين نافذين بتمويل تنظيم القاعدة والمشاركة في التحضير لهجوم على الأراضي الأمريكية. وسارعت السفارة السعودية في واشنطن إلى نفي هذه الاتهامات مؤكدة في بيان أن "أي دليل لا يثبت مزاعم" موسوي وأن "أقواله لا تتمتع بأي صدقية".

وجاءت أقوال موسوي ضمن جلسة استماع في إطار التحقيق حول شكوى ضد السعودية تقدمت بها في نيويورك أسر لضحايا اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر. وكان موسوي أقر بأنه أعد لهذه الاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، وهو يمضي عقوبته في سجن سوبرماكس بولاية كولورادو. وأكد موسوي أن أموال السعوديين الأثرياء كانت "أساسية" بالنسبة إلى القاعدة أواخر التسعينات، لافتا إلى أن هذا المال كان يستخدم في شراء بنادق كلاشنيكوف ومعدات عسكرية ومواد غذائية وأيضا في دفع رواتب عناصر القاعدة.

وفي هذه الشهادة التي سجلتها محكمة في نيويورك، أورد موسوي أن زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن طلب منه إعداد قاعدة معلومات حول كل من يمولون التنظيم الإرهابي، وأشار خصوصا في هذا السياق إلى الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، وإلى الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في واشنطن. وتحدث موسوي عن دفع مبالغ تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين دولار، مؤكدا أن "معظم المسؤولين الكبار القريبين من أسامة بن لادن كانوا يتحدرون من عائلات كبيرة في السعودية".

وكتب شون كارتر، الذي أدار قسما من جلسة استجواب موسوي، أن الأخير كان على اتصال بمسؤول ديني في السفارة السعودية في واشنطن "في شأن جهود القاعدة لشن هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية". وأضاف كارتر أن موسوي "كان سيلتقي هذا المسؤول في واشنطن لتلقي مساعدته في مؤامرة لإسقاط طائرة (الرئيس الأمريكي) إير فورس وان". ويجهد كارتر لإظهار دور السعودية في اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر. بحسب فرانس برس.

وبين الشهود الذين أدلوا بأقوالهم أمام المحكمة السناتور السابق بوب غراهام الذي أكد "ثقته بوجود صلة مباشرة بين بعض إرهابيي 11 أيلول/ سبتمبر وحكومة السعودية"، الأمر الذي نفته السفارة السعودية في بيانها. وشدد بيان السفارة على أن "اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر خضعت لتحقيق هو الأكثر دقة في التاريخ والخلاصات لا تظهر أي ضلوع للحكومة السعودية أو لمسؤولين سعوديين".

السفاح جون

على صعيد متصل كشفت صحيفة "واشنطن بوست" والـ"بي بي سي" أن "الجهادي جون" سفاح ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" المقنع الذي كان يقوم بذبح الرهائن الأجانب يدعى محمد إموازي. ولم تؤكد شرطة لندن التقرير الذي كشف هوية إموازي المولود في الكويت والذي نشأ في غرب لندن. وأعلن ريتشارد والتون من وحدة مكافحة الإرهاب "لن نؤكد هوية أي كان في هذه المرحلة أو نتحدث عن أي تطور في هذا التحقيق الجاري حول مكافحة الإرهاب". وكشفت "بي بي سي" وكذلك "ذي غارديان" عن هوية السفاح لكن دون ذكر أي مصدر.

وكانت وسائل الإعلام البريطانية أوحت في وقت سابق أن "الجهادي جون" يمكن أن يكون بريطانيا. وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" أن أصدقاء تعرفوا على إموازي وأن أحد المقربين منه قال للصحيفة "لا شك لدي بأن محمد هو الجهادي جون". وتابع التقرير أن المشتبه به، وهو في أواسط العشرينات، ينحدر من أسرة متوسطة وحصل على شهادة في البرمجة قبل أن يتوجه إلى سوريا في 2012.

ويبدو أنه وقع في براثن التطرف بعد توقيفه من قبل السلطات إثر رحلة إلى تنزانيا واتهامه من قبل الاستخبارات البريطانية بأنه يحاول التوجه إلى الصومال. ويشتبه بأن "الجهادي جون"، وهو اسم أطلق اصطلاحا عليه نظرا للكنته البريطانية، هو منفذ عمليات قطع رؤوس الصحافيين الأمركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف والعاملين الإنسانيين البريطانيين ديفيد هينز وألان هيننغ والأمريكي عبد الرحمن كاسيغ. بحسب فرانس برس.

كما ظهر " جون" في تسجيل فيديو مع الرهينتين اليابانيين هارونا يوكاوا وكنجي غوتو قبيل مقتلهما. ويبدو "الجهادي جون" في تسجيلات الفيديو وهو يرتدي الأسود ولا تظهر منه سوى عينيه ويحمل في يده سكينا ويطلق خطابات ضد الغرب. وبعد نشر التقرير علق شيراز ماهر، الخبير بشؤون الإرهاب ومقره بريطانيا على تويتر، "لقد كشف الاسم إذن. الجهادي جون هو محمد إموازي". وتقدر الاستخبارات البريطانية أن هناك قرابة 500 ناشط بريطاني يحاربون إلى جانب تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق.

من تلميذ إلى قاتل

جابر الخشناوي هو أحد منفذي الاعتداء الإرهابي على متحف باردو في تونس العاصمة، وكان هذا الشاب (21 عاما) تلميذا انطوائيا في المدرسة الثانوية بولاية القصرين قبل أن يسافر فجأة إلى ليبيا حيث تلقى تدريبات على حمل السلاح. ولد جابر، بحسب أحد أقاربه، سنة 1994 في قرية إبراهيم الزهار التابعة لمعتمدية سبيبة من ولاية القصرين (وسط غرب)، الحدودية مع الجزائر. ونشأ في عائلة "متدينة ومتواضعة لكنها غير فقيرة" وفق المصدر نفسه، والذي قال إن جابر كان انطوائيا منذ طفولته.

وتعيش عائلة جابر من قطعة أرض زراعية يملكها الأب، وتقطن منزلا بغرف عديدة مزوّدا بالكهرباء ومياه الشرب. وقال قريبه إن كل سكان قرية إبراهيم الزهار، متدينون وقليل منهم "متشدد" لكنهم ليسوا "سلفيين جهاديين". وتابع جابر دراسته في المعهد الثانوي لمعتمدية سبيبة، وكان من المفترض أن يجتاز امتحان البكالوريا هذا العام. ويعمل ثلاثة من أعمامه في هذا المعهد: أحدهم مدرس فلسفة والآخر مدرس تربية بدنية (رياضة) والأخير ناظر. وكان الشاب يؤم تلاميذ المعهد في الصلاة. ولم تعرف عنه علامات تطرف ولا ألقى خطبا متشددة خلال الفترة التي قضاها إماما في المعهد. بحسب فرانس برس.

واختفى الشاب فجأة منذ شهر كانون الأول/ديسمبر 2014 بعدما تابع الدراسة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الدراسية، وفق قريبه. وقد علمت عائلته في وقت لاحق أنه غادر إلى ليبيا. وفي وقت سابق، أبلغ والد جابر الشرطة أن ابنه اتصل به من رقم هاتف عراقي، مرجحا أن يكون موجودا في العراق. وقد أكدت وزارة الداخلية إثر الهجوم على متحف باردو، أن جابر انتقل فعلا مع شريكه في الهجوم على المتحف، إلى ليبيا حيث تلقيا تدريبات على حمل السلاح. وبحسب الوزارة، يقاتل آلاف من الشبان التونسيين مع تنظيمات إسلامية متطرفة في سوريا والعراق وليبيا. وقال قريب جابر إن الشاب كان قريبا بشكل خاص من شقيقته لبنى التي وصفها بأنها "كاتمة أسراره".

محمد محمود المخادع

من جانب اخر تتهم السلطات الكينينة الأستاذ السابق والجهادي الإسلامي المتشدد محمد محمود بالتخطيط للهجوم الإرهابي على جامعة غاريسا الذي خلف 148 قتيلا. وعرضت الشرطة الكينية مكافأة قيمتها 200 ألف يورو لمن يمدها بمعلومات حوله. ويعرف محمد محمود، العضو في حركة الشباب الصومالية، أيضا باسم "دوليادن" (النافذ) و"غمادهير" (المخادع). وهو مطلوب لعلاقته بسلسلة من الجرائم والمجازر في المنطقة الحدودية في شمال شرق كينيا.

ومحمود كيني الجنسية ومن أصول صومالية، مثل حوالى مليونين من الكينيين أي ستة في المئة من عدد السكان. وتعيش تلك الأقلية بشكل كبير في المنطقة الواسعة والفقيرة في شمال شرق البلاد، وغاريسا واحدة من أكبر مدنها. كذلك تدعي حركة الشباب أن المنطقة الصومالية في كينيا جزء من الصومال، وهي منطقة طالما غاب عنها القانون وشهدت حركة انفصالية دموية بين العامين 1963 و1967 عرفت باسم "حرب شيفتا".

وبرغم عدم مشاركة محمود بشكل مباشر في هجوم جامعة غاريسا، شبه بعض الطلاب الناجون المهاجمين به خاصة أنهم كانوا يتحدثون اللغة "السواحلية" مثله، وقال البعض إنهم قد يكونون كينيين أيضا. وتقول الشرطة الكينية إنه كان يدرس في مدرسة دينية في غاريسا، ولكنه تطرف وانتقل إلى جنوب الصومال للانضمام إلى "اتحاد المحاكم الإسلامية" الذي سبق حركة الشباب الصومالية. وقاد محمود قوة "ضاربة" شديدة الخطورة في مقديشو شنت العديد من المعارك الأكثر عنفا. وفي المقابل ظهر محمود أيضا كرجل متعلم "هادئ ولطيف".

وظهر محمود في العديد من أشرطة الفيديو التي تروج لحركة الشباب في معاركهم في جنوب الصومال، ثم أصبح في وقت لاحق قياديا في ميليشيا مدينة راس كامبوني في جنوب الصومال في ظل قيادة أحمد مادوبي، الزعيم الإسلامي السابق، والذي تحول في وقت لاحق إلى حليف لكينيا. وأعلنت وزارة الداخلية الكينية أن الشرطة اعتقلت خمسة أشخاص في إطار التحقيق في المجزرة التي ارتكبتها حركة الشباب الصومالية في جامعة غاريسا .

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية مويندا نجوكا "اعتقل خمسة أشخاص، هم الآن قيد الاحتجاز ويجري التحقيق معهم"، مشيرا إلى أن المسلحين الأربعة الذين شنوا الهجوم قتلوا بعد انتهاء العملية العسكرية. وأوضح أنه "اعتقل ثلاثة منسقين (للهجوم) أثناء محاولتهم الفرار إلى الصومال، فيما أوقف اثنان في حرم جامعة غاريسا". ولم يتم التصريح عن أسماء المشتبه بهم الثلاثة، ولكن بحسب نجوكا فان اللذين اعتقلا في الجامعة هما حارس أمن وشاب تنزاني وجد مختبئا. بحسب فرانس برس.

وقال نجوكا إن "التنزاني يدعى رشيد تشارلز مبيريسرو، وكان يختبئ على سقف الجامعة وبحوزته قنابل". وتابع المتحدث أن "الرجل الثاني هو حارس أمن في الكلية سهل عمل المهاجمين، واسمه عثمان علي دغان وهو كيني من أصول صومالية". وشوهدت سيارات تابعة للسفارة الأمريكية تدخل مبنى الجامعة. وقد ساعد مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي الشرطة الكينية في التحقيقات الجنائية في هجمات سابقة.

فضل شاكر والتوبة الثانية

الى جانب ذلك أعلن الفنان اللبناني فضل شاكر مؤخرا خلال إحدى اللقاءات المتلفزة توبته من الفكر الديني المتشدد، وهو ما أكدته محاميته مي خنسا مضيفة أنه سيسلم نفسه قريبا للسلطات اللبنانية، وقد أثار هذا الخبر جدلا واسعا واعتبر بمثابة توبة ثانية للفنان. كالحال مع "توبته" الأولى، أشعل الفنان اللبناني فضل شاكر الجدل عندما ظهر "تائبا" للمرة الثانية، فالفنان الذي عرف لبنانيا وعربيا منذ صعوده الفني منتصف التسعينات، لا يكف عن صدمة جمهوره. في العام 2012، أعلن صاحب الأغاني الرومانسية التي رددها الآلاف، وتلميذ الفنانة الجزائرية الراحلة وردة اعتزاله. ليستبدل في العام 2013 صورته المعروفة كـ"فنان الرومانسية" بلحية طويلة وخطاب تحريضي متشدد في صفوف الشيخ أحمد الأسير، الذي انخرط في معارك طاحنة مع الجيش اللبناني.

واليوم، يعود فضل ليتوب عن "توبته الأولى". في مقابلة حصرية أجرتها معه قناة "أل بي سي" اللبنانية، خلع شاكر المظهر المتشدد واختار زوايا المشهد بعناية، فوضع العود في الخلفية إلى جانب صورة لحفيده مبتسما. صفاء المشهد انعكس على الخطاب الذي بدا هادئا بعكس المقابلتين الصحافيتين اللتين أجراهما خلال العامين الماضيين، حيث كان يختبئ في مخيم عين الحلوة الفلسطيني في صيدا، جنوبي لبنان. وبتلقائية، أمعن شاكر في نسف كل الفيديوهات التي انتشرت له خلال فترة تشدده. الفيديو الشهير الذي يتحدث فيه صاحب أغنية "أوعى تصدقني إن قلتلك" عن "فطيستين" (قتيلين من دون قيمة كالحيوانات) للجيش اللبناني، قال شاكر عنه إنه لا يقصد بالكلمة الجيش، كما نفى أن يكون قد حمل السلاح بوجهه. وعليه، حاول صاحب أغنية "بياع القلوب" الشهيرة التنصل من علاقته بالشيخ أحمد الأسير الذي حكم بالإعدام كما من "حسابه المسروق على فيس بوك".

أما تصريحاته المعادية للنظام السوري وتهديداته بالقتل لعناصر "حزب الله" ورئيس بلدية صيدا العام الماضي فأتت منه "كأي شخص سني تأثر باغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 وتفاقم إحساسه بالظلم بعد اندلاع الثورة السورية". لكن هل يغفر جمهور فضل شاكر المحب لأغانيه له "توبته الأولى"؟ لا تبدو الأمور بهذه البساطة، فالذاكرة الانتقائية لم تعد ترفا في مرحلة تحفظ فيها وسائل التواصل الاجتماعي، كما الإعلام التقليدي، "أخطاء" المشاهير قبل "إنجازاتهم"، لا سيما إن كانت تتعلق باستهداف المؤسسة العسكرية التي تنخرط في "معركة وجودية" ضد الجماعات الإرهابية.

أعقب المقابلة، التي حققت خلال ساعات قليلة أكثر من 315 ألف مشاهدة، سيلا من الشتائم لشاكر والقناة. فاحتج كثيرون على إعطاء "أل بي سي" المساحة لـ"إرهابي فار من وجه العدالة كي يلمع صورته"، ورأى فيها آخرون استفزازا لأهالي العسكريين الذين سقطوا في معارك عبرا. وتصدر وسم "الإرهابي المجرم فضل شاكر" على "تويتر" لائحة العبارات الأكثر تداولا على الموقع، بعد إطلاقه بأقل من ساعة.

وقليلة كانت الأصوات التي خرجت للاحتفاء بـ"عودة الفنان الضال"، لكن البعض عبر عن ارتياحه من حالة "الفصام" التي اضطر أن يعيشها كـ"مستمع شغوف" بين أغاني فضل شاكر الرومانسية وصورته كـ"إرهابي". يقول أحد المعلقين فضل عدم الكشف عن اسمه، بأنه اضطر أحيانا لسماع أغاني فضل شاكر بصوت منخفض كي يجنب نفسه لوم المحيطين به، يضيف "اليوم باتت الأمور أسهل، وإن لم ينف ذلك جرائم فضل، وعليه تبقى الكلمة الأخيرة للقضاء".

ويرد صاحب المقابلة إدمون ساسين في حديث قائلا "كنت آخر من أجرى المقابلة مع فضل شاكر قبل هربه عندما كان يهدد ويتوعد وقد سمحنا له بالكلام حينها، واليوم من حقه أن ينقل صورته الجديدة، وأنا كصحافي أقيس الأمور من زاوية السبق الصحافي لكن مسألة البراءة فمتروكة للقضاء الذي أصدر حكما ظنيا غيابيا بالإعدام بحق شاكر، لكن لم يكشف بعد مستوى تورطه في أحداث عبرا". وعن كيفية إجراء المقابلة مع "فار من وجه العدالة" يلفت ساسين إلى أن "القوى الأمنية كانت على علم بسبب دخولنا إلى المخيم، وعند خروجنا لم تطلبنا للسؤال عن تفاصيل إقامته ما يعني بأن جميع التفاصيل بحوزتها". بحسب فرانس برس.

المحامي نزار صاغية يقول أن "لا مادة قانونية تمنع وسيلة إعلامية من استضافة مطلوب للعدالة، لا سيما إن كان القرار بحقه ظنيا ولم يمثل للمحاكمة بعد". لكن هذا الكلام لم يهدئ من روع من اعتبروا المقابلة مدخلا لحل أزمة شاكر. فالقضية اتخذت بعدا سياسيا، وسط الكلام عن تسويات تبرئ شاكر منها قطرية بحسب مقربين من الأخير، ومنها ما كشفت عنه صحيفة "الأخبار" المحلية، عن "مساعي الأمير السعودي الوليد بن طلال، المتضامن مع شاكر لأسباب دينية وسياسية، وقريبته الوزيرة السابقة ليلى الصلح للتواصل مع قيادة الجيش لهذا الغرض". واليوم ينتظر شاكر حلا لا يكلفه الكثير، بينما يحمل ذوي الجنود القضاء مسؤولية محاسبته بأشد العقوبات، أما ذوي المتشددين المرميين في السجن، دون أي اعتبار لظروفهم "الفنية"، فلهم في ذلك كلمتهم أيضاً.

اضف تعليق