في ظل تواصل الحرب المأساوية في اليمن، ازدادت معاناة الشعب اليمني بسبب استمرار الغارات والجرائم التي تقوم بها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، التي سعت وبحسب بعض المصادر الى تدمير هذا البلد بشكل تام من خلال الحصار والعمليات العسكرية واستهداف البنى التحتية، حيث يعاني سكان 20 محافظة يمنية من أصل 22 من انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى الطوارئ...
في ظل تواصل الحرب المأساوية في اليمن، ازدادت معاناة الشعب اليمني بسبب استمرار الغارات والجرائم التي تقوم بها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، التي سعت وبحسب بعض المصادر الى تدمير هذا البلد بشكل تام من خلال الحصار والعمليات العسكرية واستهداف البنى التحتية، حيث يعاني سكان 20 محافظة يمنية من أصل 22 من انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى الطوارئ، وتفصل اليمنيين نقطة واحدة فقط عن حالة "المجاعة" أو "الكارثة". وارتفعت ايضا معدلات سوء التغذية بنسبة 60 في المئة عما كانت عليه أواخر العام 2015. وتقول منظمة اليونيسف إن نحو 1.7 مليون طفل دون الخامسة من العمر يعانون من سوء التغذية الحاد والمتوسط، مع استمرار تدهور الخدمات الصحية.
كما واجه اليمن خلال العام 2017 أكبر تفش لمرض الكوليرا في العالم، وفق منظمة الصحة العالمية. وأدت الحرب، التي وصفها مرارا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ “الغبية”، إلى توقف الخدمات الصحية في أكثر من نصف المنشآت الطبية. ولجأت عدة مستشفيات عامة إلى خفض أو إغلاق بعض أقسامها بسبب نقص الإمدادات.
وأوقعت الحرب في اليمن قرابة عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف العسكري في 2015 في النزاع بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة المستمر منذ 2014. ويسيطر الحوثيون على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء. وفيما يخص اخر تطورات هذا الملف فقد أسفر هجوم على حافلة كانت تقل أطفالا في سوق شمال اليمن عن مقتل وجرح العشرات ، وفق ما أعلن الصليب الأحمر على صفحته على تويتر. وعقب الهجوم أعلن التحالف العسكري في اليمن الذي تقوده الرياض أنه قام بـ"عمل عسكري مشروع".
وأوردت قناة "المسيرة" المتحدثة باسم الحوثيين أن عدد القتلى بلغ "39 مدنيا وأصيب 51 آخرون بجروح غالبيتهم أطفال" فيما وصفته بـ"جريمة جديدة" لطائرات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
استهداف الطفولة
قتلت غارات جوية عشرات الأشخاص، بينهم أطفال، استهدفت مدينة صعدة اليمنية، حسبما ذكرت مصادر طبية واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقالت المنظمة الأممية إن قصفا استهدف حافلة تقل أطفالا في سوق مدينة ضحيان، شمالي صعدة، مضيفة أن عشرات القتلى والمصابين نقلوا إلى المستشفيات. وفي تعليق على تويتر، قال يوهانس برور، رئيس وفد الصليب الأحمر في اليمن: "هناك عشرات القتلى وأعداد أكبر من المصابين أغلبهم تحت سن العاشرة." ولم يتضح بعد تحديدا عدد القتلى من الأطفال وعدد الغارات الجوية التي شنت في المنطقة. لكن عبد الغني نايب، مدير إحدى الإدارات الصحية في صعدة، إن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 43 قتيلا و61 مصابا.
ولم يحدد الصليب الأحمر المصدر المحتمل للهجوم، إلا أن مصادر قبلية محلية اتهمت التحالف العسكري بقيادة السعودية بشن الهجوم. ولم يصدر بعد أي تعليق من التحالف، الذي كان قد بدأ في مارس/آذار عام 2015 عملية عسكرية في اليمن قال إنها تستهدف إعادة حكومة عبد ربه منصور هادي، الرئيس اليمني المعترف به دوليا.
وتقاتل السعودية ودول سنية متحالفة معها في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات جماعة الحوثي الشيعية التي تسيطر على شمال اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء. وأخرج الحوثيون الحكومة المدعومة من السعودية من صنعاء عام 2014. وذكر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن الحرب باليمن أودت بحياة أكثر من ألفي طفل. وقالت هنرييت فور، المديرة التنفيذية للمنظمة، إن 2200 طفل على الأقل قتلوا، وأصيب 3400 آخرون بجروح في اليمن خلال الصراع، مضيفة أن الأرقام مرشحة للارتفاع. وتحذر الأمم المتحدة من أن اليمن يعيش اليوم أسوأ كارثة إنسانية في العالم. بحسب رويترز.
وتشير إلى أن أكثر من 60 في المئة من أطفال اليمن تحت سن الخامسة يعانون من سوء حاد في التغذية. كما حذرت منظمات إغاثية من أن البلاد أصبحت مهددة بكارثة إنسانية، بسبب تفاقم مشكلة الجوع، وتدهور الأوضاع المعيشية. ويحتاج ما يربو على 10 ملايين طفل إلى مساعدات إنسانية لمنع تدهور حالتهم. ويتعرض الأطفال باليمن لانتهاكات فادحة، من بينها تجنيدهم في صفوف طرفي الصراع، بحسب تقارير أممية.
جرائم مستمرة
من جانبه أكّد التحالف العسكري في اليمن الذي تقوده السعودية أنه قام بـ"عمل عسكري مشروع". وتضمن بيان للتحالف نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية (واس) أن "الاستهداف الذي تم في محافظة صعدة عمل عسكري مشروع لاستهداف العناصر التي خطّطت ونفّذت استهداف المدنيين في مدينة جازان" في جنوب السعودية حيث اعترضت الرياض في وقت سابق صاروخا بالستيا أطلقه الحوثيون من اليمن وأدى تناثر شظاياه إلى مقتل شخص وإصابة 11 آخرين.
وفي وقت سابق قتل 55 مدنيا وأصيب 170 بجروح في أعمال قصف في مدينة الحديدة في حصيلة للصليب الأحمر. وتبادل التحالف والحوثيون الاتهام بالوقوف خلف الهجمات. ومنذ 2014، يشهد اليمن حربا بين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة. وتتهم السعودية إيران بدعم الحوثيين الشيعة بالسلاح، لكن طهران تنفي. وأوقعت الحرب في اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف العسكري في 2015.
وعبرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن في وقت سابق عن صدمتها إثر تعرض مدينة الحديدة لغارات استهدفت سوق السمك ومستشفى "الثورة" معتبرة أنه أمر لا يمكن تبريره. وقد أسفرت هذه الأحداث عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا، وإصابة 60 آخرين. وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليزا غراندي في بيان إن أعمال العنف هذه "تثير الصدمة"، مشددة على أن "المستشفيات محمية بموجب القانون الإنساني الدولي ولا شيء يمكن أن يبرر خسارة الحياة فيها".
وأضافت أن مستشفى الثورة الذي تعرض للغارة "هو الأكبر في اليمن وأحد المنشآت الصحية القليلة التي لا تزال تعمل في المنطقة. كما أنه يضم أحد أفضل مراكز علاج الكوليرا في المدينة". وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان. لكن التحالف العسكري يعتبر الميناء ممرا لتهريب الأسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر.
وكان التحالف قد بدأ في 13 يونيو/حزيران هجوما على المدينة الساحلية على البحر الأحمر، بقيادة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف، وبمشاركة قوات موالية للرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. وفي مطلع يوليو/تموز، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم على مدينة الحديدة نفسها لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء. وقال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إن الأمم المتحدة تعتزم دعوة الأطراف المتحاربين في اليمن إلى جنيف في 6 سبتمبر/أيلول، للبحث في إطار عمل لمفاوضات سلام.
وكتبت الممثلة المقيمة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ميريتشل ريلانيو في حسابها بتويتر "دمر قصف آخر في الحديدة العائلات والأحلام والآمال بمستقبل أفضل". وتقدمت من جهتها منظمة الصحة العالمية "بالتعازي لأهالي الضحايا" بعد الهجوم على مستشفى الثورة الذي قالت إنه "أحد أكبر المستشفيات التي نقدم لها الدعم في اليمن".
الى جانب ذلك تعتزم الأمم المتحدة دعوة أطراف الصراع في اليمن إلى مباحثات سعيا للتوصل إلى إطار عمل لمفاوضات سلمية. وأبلغ مارتن جريفيث، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مجلس الأمن بأنه سوف يدعو إلى إجراء المباحثات في جنيف في شهر سبتمبر/أيلول المقبل. وعبر جريفيث عن اعتقاده في إمكانية التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب، المستمرة منذ شهر مارس/آذار عام 2015، في اليمن. وحث، في الوقت نفسه، القوى العالمية على دعم مسعاه الجديد لإجراء مفاوضات سلام.
اضف تعليق