لا يخلو العالم من العجائب والغرائب حتى في الرياضة التي تستقطب عددًا من النشاطات الغريبة والغامضة، وانطلاقاً من مبدأ أن الحاجة أم الاختراع، أكد أناس من مختلف دول العالم أن الرياضة ليست فقط تلك الألعاب التي تمارس وفق قوانين اتحادية وغيرها، بل هي أيضاً تلك التي يبتكرها الناس من أجل بناء أنفسهم، أو لمجرد المتعة والتسلية.
بعض الشعوب لجأت إلى بعض الرياضات الغريبة غير التقليدية التي لا يعرفها الناس؛ بغرض البعد عن الرتابة والتخفيف من حدة المنافسة القوية، وتوفير بعض الطرافة والمتعة في النفوس، بعيدًا عن الرياضات الروتينية المعروفة، قد تودّ التعرّف على رياضات أخرى غريبة من العالم، ربما لم تسمع عنها قط، كما هو الحال مع الملاكمة البورمية حيث يملأ ضجيج يصم الآذان ارجاء قاعة في رانغون عاصمة بورما، احتفاء بملاكم اميركي يعتلي الحلبة، وهو واحد من اجانب كثر باتوا شغوفين بفنون القتال التقليدية العنيفة جدا في بورما، يتميز كل بلد من بلدان جنوب شرق آسيا بلعبته القتالية، ولعل اشهرها على الاطلاق الملاكمة التايلندية، الا ان الملاكمة البورمية تفوقها قسوة وعنفا.
ففي هذا الفن القتالي، يسمح بكل انواع الضربات في سبيل تحقيق الفوز، بما في ذلك النطح بالرأس، ولا يفوز اللاعب الا باسقاط خصمه بالضربة القاضية، وبعد خمس جولات تمتد كل منها على ثلاث دقائق تنتهي المباراة بالتعادل ان لم يستطع احد اللاعبين جعل خصمه يفقد الوعي او القدرة على الحركة، ولذا، لا يضع المتبارون قفازات، بل يتصارعون بالايدي العارية من اي شيء من شأنه ان يخفف قوة الضربة.
من جانب مختلف، و مع تطور اسلوب الحياة العصرية وتوفر وسائل الترفيه بشكل مذهل ركن الكثيرون الي حياة الدعة والراحة بصورة لم تعد معها ممارسة الرياضة ضمن مفردات انشطتهم اليومية. وانعكس هذا التجاهل المتعمد لممارسة الرياضة في تزايد نسبة لما بين المصابين بأمراض القلب بشكل خاص اذ تشير بعد الدراسات الي ان الافراد الذين لا يمارسون الرياضة يكونون اكثر عرضة لأمراض القلب عكس من يمارسون الرياضة بصفة منتظمة، وفيما يخص هذا الشأن جاء في تحليل جديد لأبحاث سابقة أن رياضة التاي تشي يمكن أن تفيد الاشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان والتهاب المفاصل وتحسن قدرتهم على المشي وتقوي أبدانهم وتخفف لديهم الالم، وكتب باحثون في دورية سبورتس مديسن البريطانية ان حركات التاي تشي البسيطة والبطيئة وهي شكل عصري لفنون القتال الصينية القديمة قد تناسب على الاخص متوسطي الأعمار والمسنين الذين يعانون من حالات صحية مركبة.
من جانب آخر هناك بعض الدول لها تقاليد في ممارسة الرياضات كما هو الحال مع إنكلترا التي تتميز بما يعرف بـ " بوكسينغ داي" (يوم الصناديق) الخاصة بكرة القدم، لكن عام بعد عام، الضغط يزداد والاصوات ترتفع من اجل ايقاف هذا التقليد وللرد على المتذمرين منه، يعود البعض بالزمن الى الوراء للتذكير بالخمسينات حيث كانت المباريات في يوم عيد الميلاد و"بوكسينغ داي" في انكلترا، والامر ذاته في اسكتلندا خلال فترة السبعينات.
كما انتقلت عدوى " بوكسينغ داي" الى اسبانيا ففي السابق اعتاد لاعبو الدوري الاسباني على الاستمتاع بعطلة الاعياد فيما ينشط نظراؤهم في الدوري الانكليزي الممتاز ويضاعفوا جهودهم من اجل الخروج من عطلة الميلاد وما يتبعها من مباريات متلاحقة باقل اضرار ممكنة، لكن في 2015 اصبح لاسبانيا "بوكسينغ داي" خاص بها وذلك للمرة الاولى منذ 1990، فيما يلي ادناه ابرز الاخبار والتقارير حول مختلف الرياضات في العالم.
"بوكسينغ داي" تقليد عريق في بريطاني وحديث في اسبانيا
في الوقت الذي تخلد فيها الاندية الاوروبية الى الراحة وتستمتع بالعطلة الشتوية، تسرع انكلترا من وتيرة مبارياتها بإجراء 6 مباريات على مدى 20 يوما، وذلك بمناسبة تقليد عريق في عالم المستديرة ولكنه فريد من نوعه يطلق عليه اسم "بوكسينغ داي" (يوم الصناديق). بحسب فرانس برس.
لا وقت للاستمتاع بعيد الميلاد، مثل كل يوم بعد عيد الميلاد، يستأنف اللعب في انكلترا، اللعب كثيرا، أربعة مراحل من الدوري، الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الرابطة والدور الثالث لمسابقة كأس انكلترا: من هنا حتى 11 كانون الثاني/يناير المقبل، ستخوض بعض الاندية مثل ليفربول ومانشستر سيتي ست مباريات في ثلاثة أسابيع.
وخوفا من الإرهاق، يصرخ مدربون عدة لوقف هذا التقليد، كما اللاعبين الذين يحرمون من التواجد مع عائلاتهم في فترة الاعياد، ولكن الجماهير يعشقون هذا التقليد الذي يبلغ ذروته في كل عام مع "بوكسينغ داي"، يوم عطلة منذ عام 1871 في المملكة المتحدة، "يوم الصناديق" استلهم من الوقت الذي كان فيه أصحاب المنازل يعطون الخدم صناديق فيها نقودا وهدايا وأحيانا طعاما لأخذها لأسرهم غداة عيد الميلاد.
ومنذ ذلك الحين، يكرس "بوكسينغ داي" للرياضة: لعبة الكريكيت وسباق الخيل، والركبي، وبالطبع لكرة القدم، اول مباراة رسمية بين الاندية تعود الى عام 1860 بين هالام وشيفيلد، وبعد مرور أكثر من 150 سنة، لا زال التقليد مستمرا، في شيفيلد ونزداي، الأغنية المفضلة لانصار النادي تبقى حتى اليوم تشير إلى "بوكسينغ داي المذبحة" في عام 1979، يومها مني المنافس التقليدي شيفيلد يونايتد بخسارة مذلة 4-0 في مباراة على حقل موحل تابعها 49309 متفرج، وهو رقم قياسي لا يزال صامدا حتى الان في مباراة في دوري الدرجة الثالثة.
"بوكسينغ داي" هو يوم للراحة بعد شرب واكل أكثر من اللازم من خلال الغناء في الملعب وسط رائحة البصل المقلي، والتنكر في زي بابا نويل، بالنسبة للبعض هو مباراة فريدة في العام، ما يعادل قداس منتصف الليل لكن من وجهة نظر كروية حيث تتوجه عائلات باكملها الى الملاعب من اجل متابعة المباريات التي تلي يوم الميلاد.
"في اليوميات والصحف هناك الكثير من الحديث عن الرجال الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع عيد الميلاد، وذلك لانهم غير معتادين على تمضية هذا الكم من الوقت مع عائلاتهم"، هذا ما يقوله المؤرخ الكروي في جامعة سوانسي مارتن جونز، مضيفا بان "بوكسينغ داي" يشكل وسيلة "للخروج من المنزل، اخذ عطلة من العائلة، تناسي الهموم لبعض الوقت".
في العديد من العائلات، يتم التخطيط للاعياد استنادا الى روزنامة مباريات كرة القدم، "في عائلتي، الذهاب الى اهلي او اهل زوجتي يعتمد بشكل جزئي على لائحة المباريات... هناك تفاهم بهذا الخصوص مع زوجتي"، هذا ما يضيفه جونز، ما هو مؤكد انه يجب متابعة مباريات "بوكسينغ داي" لان المفاجآت تكون دائما على الموعد وغالبا من تكون المباريات ممتعة، ففي 1963، سجل 66 هدفا في دوري الدرجة الاولى ومني ايبسويتش تاون بهزيمة مذلة 1-10 على يد فولهام.
الخسارة في هذا اليوم بالذات تكون قاسية، فمدرب ليفربول السابق الايرلندي الشمالي برندن رودجرز ما زال يتذكر انه وبعد الخسارة امام ستوك سيتي عام 2012 عاد الى منزله الذي يعج بضيوف يعيشون اجواء الميلاد الى اقصى الحدود "لكني ذهبت مباشرة الى غرفتي ولم اخرج منها"، وترتدي مواجهات الدربي اهمية مضاعفة في هذا اليوم بسبب توفر القليل من وسائل النقل في عطلة الاعياد، ما يضيف المزيد من الحماوة على هذه المباريات.
وفي ظل توقف الدوريات الاوروبية الاخرى، تكون الانظار شاخصة بالكامل على الدوري الممتاز، "انها فترة مميزة من العام بالنسبة للمشجعين، عندما يكون العالم باكمله يشاهد الدوري الممتاز"، هذا ما قاله لاعب وسط ارسنال التشكي توماس روزيسكي لشبكة "بي بي سي" العام الماضي، مضيفا: "انها فترة صعبة جدا علينا كلاعبين لكن يجب ان نتقبلها".
اما مدرب مانشستر يونايتد الهولندي لويس فان غال فكان اقل دبلوماسية من روزيسكي حيث انتقد بشدة مباريات الاعياد، قائلا: "ليست هناك عطلة شتوية واعتقد انه الامر الاكثر شرا في هذه الثقافة. هذا ليس بالامر الجيد بالنسبة للكرة الانكليزية، انه ليس جيدا للاندية او المنتخب الوطني. كم مضى من الوقت على اللقب الاخير لانكلترا؟ لان جميع اللاعبين يصلون الى نهاية الموسم وهم مرهقون"، وفي عام 1983، حاول نادي الدرجة الثالثة برنتفورد اقامة مباراته ضد مضيفه ويمبلدون في الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم عيد الميلاد في خطوة تهدف بحسب المتحدث باسمه الى "اعادة احياء التقليد القديم القاضي بذهاب الرجال الى مباريات كرة القدم في يوم الميلاد فيما تتفرغ النساء لطهو الحبش"، لم يحقق برنتفورد ما اراده لان مخططه لاقى اعتراضات كثيرة فتم تقديم المباراة الى يوم الـ24 وفاز ويمبلدون 4-3 امام 6689 متفرجا، "المشجعون متعلقون بـ+بوكسينغ داي+ لانه جزء مما يجعل الميلاد ميلادا"، هذا ما ختم به جونز.
في 2015، كانت طريق برشلونة ونجمه الارجنتيني ليونيل ميسي مفروشة بالالقاب، اذ رفع النادي الكاتالوني خلال هذا العام خمس كؤوس هي الدوري والكأس ودوري ابطال اوروبا والكأس السوبر الاوروبية وكأس العالم للاندية ولم تفلت منه سوى الكأس السوبر الاسبانية، "كان عاما مذهلا"، هذا كان تلخيص ميسي لمشوار فريقه في 2015 والمرجح ان يتوجه الارجنتيني بجائزة الاتحاد الدولي "فيفا" والكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم للمرة الخامسة في مسيرته وذلك في الحفل الذي سيقام في 11 كانون الثاني/يناير المقبل.
ومن اجل اختتام العام بافضل طريقة ممكنة، سيكون ميسي امام فرصة الاحتفال بمباراته الـ500 بقميص برشلونة في جميع المسابقات عندما يتواجه الاخير مع ضيفه ريال بيتيس في المرحلة التاسعة عشرة من الدوري المحلي الذي يتصدره فريق المدرب لويس انريكي بفارق الاهداف فقط عن اتلتيكو مدريد لكنه يملك مباراة مؤجلة ضد سبورتينغ خيخون يخوضها في شباط/فبراير المقبل. بحسب فرانس برس.
وستكون مباراة في "كامب نو" خطوة اضافية بالنسبة لميسي الذي سجل 424 هدفا في 499 مباراة، من اجل الاقتراب اكثر من الرقم القياسي لاكبر عدد مباريات بقميص برشلونة والمسجل باسم تشافي هرنانديز (767)، كما ترتدي المباراة اهمية مضاعفة لبرشلونة، لان النادي الكاتالوني امام فرصة تحطيم الرقم القياسي لعدد الاهداف المسجلة خلال عام اذ سجل 176 هدفا ما جعله على بعد هدفين من انجاز ريال مدريد في 2014 (178).
واذا كان برشلونة مغتبطا بالقابه الخمسة في 2015، فان ريال مدريد يودع العام دون اي لقب كما انه خرج من دائرة المنافسة في مسابقة الكأس المحلية بعد تثبيت اقصائه نتيجة اشراكه لاعبا موقوفا ضد قادش (درجة ثالثة)، ويحتل النادي الملكي حاليا المركز الثالث في ترتيب الدوري وقد نجح في تقليص الفارق الذي يفصله عن برشلونة وجاره اللدود اتلتيكو مدريد الى نقطتين بعد تعثر الاول وسقوط الثاني في المرحلة السابقة التي شهدت فوزا كاسحا لريال على رايو فايكانو 10-2 الا ان ذلك لم يجنب مدربه رافايل بينيتيز صافرات الاستهجان وذلك وسط الحديث عن احتمال استبداله بنجم الفريق السابق الفرنسي زين الدين زيدان.
وستكون المباراة امام ريال سوسييداد مصيرية لبينيتيز لان اي تعثر فيها سيجعله يمضي رأس السنة دون عمل في ظل الضغط الذي يمارسه الجمهور على ادارة النادي من اجل التخلص من مدرب فالنسيا وليفربول الانكليزي سابقا، اما بالنسبة لاتلتيكو مدريد الذي فرط في المرحلة السابقة بفرصة التصدر وحيدا بعد ان مني على يد ملقة بهزيمته الاولى في المراحل العشر الاخيرة (صفر-1)، فهو يبدأ سلسلة مواجهاته المتتالية مع جاره رايو فايكانو الذي يحتل المركز الثامن عشر.
ويحل اتلتيكو ضيفا على رايو فايكانو غدا الاربعاء قبل ان يلتقيه في 6 و13 كانون الثاني/يناير في ذهاب واياب الدور ثمن النهائي من مسابقة الكأس والامر ذاته ينطبق على برشلونة الذي يلتقي مع جاره الكاتالوني اسبانيول في الدوري ثم يواجهه ايضا مرتين في الكأس.
وستشهد ليلة رأس السنة مباراة واحدة تجمع فياريال بفالنسيا اللذين سيدخلان التاريخ لانها المرة الاولى التي تقام فيها مباراة في الدوري الاسباني في اليوم الاخير من العام، ورأى رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس ان اقامة هذه المباراة بين الجارين في فترة بعد الظهر من ليلة رأس السنة ستحمل نكهة خاصة لان الجمهور ليس مضطرا للسفر طويلا من اجل الوصول الى ملعب "ال مادريغال".
وكان من المفترض ان تقام مباراة الجارين اتلتيكو ومضيفه رايو فايكانو يوم الخميس ايضا في الساعة الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي لكن تم تغيير الموعد الى غد الاربعاء بسبب سباق سان سيلفستري فايكانا الذي يقام سنويا في مدريد في اليوم الاخير من العام ويمتد لمسافة 10 كلم وينتهي في ملعب "تيريزا ريفيرو" الخاص برايو فايكانو.
رياضة التاي تشي تزيد القوة البدنية وتخفف الالم
على صعيد مختلف قالت كبيرة الباحثين يي-وين تشين من جامعة بريتيش كولومبيا في فانكوفر بكندا لرويترز هيلث في رسالة بالبريد الالكتروني "نظرا لان المتوسطين في العمر والمسنين يعانون من أكثر من حالة مزمنة من المهم فحص مزايا تدخل العلاج/والتدريب بالنسبة لعدد من الحالات (الصحية) القائمة معا"، وحلل فريق تشين نتائج 33 دراسة بحثت في تأثير رياضة التاي تشي على مرضى أربعة أمراض مزمنة هي السرطان والازمات القلبية والتهاب المفاصل ومرضى (سي.او.بي.دي) الذي يعانون من مشاكل في الرئة تجعل التنفس صعبا. بحسب رويترز.
كما كان البعض يشكو من مشاكل صحية اخرى، وكتب الباحثون أن التاي تشي هي تدريبات تركز على التنفس وتشمل تدريبات بدنية تغطي الجسم كله مع ثني الركب وتواصل الحركة ببطء وتناغم. والى جانب تقوية الجسم يمكن لهذه الرياضة ان تحسن الاتزان والتركيز، وشملت الدراسات التي حللتها تشين وزملاؤها أكثر من 1500 شخص، كما درس الباحثون تأثير الرياضة على أعراض أخرى منها الالم والتيبس.
اصابات الرأس شائعة بين لاعبي كرة القدم
فيما أظهرت مجموعة من الدراسات البحثية أن أكثر من 50 في المئة من تلاميذ المدارس الذين يمارسون رياضات يتعرضون خلالها للارتطام مثل كرة القدم الامريكية وكرة القدم يتعرضون لاصابات في الرأس وتغير في وظائف المخ حتى في غياب أعراض الارتجاج، الكل يعرف ان كرة القدم الامريكية لعبة خطرة حتى مع ارتداء أفضل الدروع الحمائية وتحدث اصابات الركبة والشد العضلي بل كسر الانف في أحيان، لكن تشير أبحاث استمرت سبع سنوات على تأثير اصابات الرأس بين تلاميذ المدارس الثانوية الى مخاطر جديدة قد يجدها الاباء مقلقة للغاية. بحسب رويترز.
وقال لاري ليفيرنيس استاذ الصحة ومبحث الحركة بجامعة بيردو "نرصد تغيرات في أنشطة المخ حتى عندما لا تشخص الحالة بانها حالة ارتجاج وبدون أي أعراض ظاهرة وهذا حدث لدى عدد كبير" ممن شملهم البحث، وظهر على ما يتراوح بين 50 و70 في المئة من اللاعبين الذين شملتهم الدراسة تغيرات في الوظائف العصبية وتغيرات كبيرة ايضا في الكيمياء الحيوية للمخ ووظائف ارسال الاشارات، ووضع الباحثون على رؤوس اللاعبين مجسات لتسجيل أثر الارتطام وأخضعوهم في الوقت نفسه لفحوص واشعة على المخ لقياس وظائفه.
رياضة "سبينينغ" للسيارات
من جهة أخرى في الاحياء الفقيرة في سويتو تسعى شابة طفولية الملامح بعزم الى ان تتوج ملكة لرياضة "سبينينغ" للسيارات في جنوب افريقيا، وتؤدي ستايسي-لي ماي احدى حركاتها البهلوانية المفضلة امام جمهور من المشجعين. فتخرج جسمها من سيارة "بي ام دبليو 325" زهرية اللون وتضع رأسها الى اسفل فيما رجلاها معلقتان بالباب والسيارة تدور على نفسها. بحسب فرانس برس.
وتوضح ستايس-لي ماي لوكالة فرانس برس "عندما استعد للقفز من السيارة وهي تدور اشعر باني النجمة، هذه موهبة فطرية لدي"، وتمارس الشابة هذه الرياضة في سويتو، مدينة الصفيح الكبيرة حيث عاش نلسون مانديلا لفترة طويلة، والشابة البالغة 19 عاما بعيدة كل البعد عن ممارسي هذه الرياضة المعتادين. فقد رسخ في اذهان الناس ان هذا النشاط حكر على افراد العصابات في الاحياء الفقيرة الذين يسرقون السيارات لتأمين لقمة العيش ويستخدمون بعضا منها في حلقات "سبينينغ" مع حركات بهلوانية خطرة.
وتقول ليزيل والدة ستايسي لي "يجب ان يتوقف الناس عن القول اننا نسرق السيارات لنستخدمها في رياضة +سبينينغ+. لقد ولى ذاك الزمن منذ فترة طويلة"، وتنتمي الشابة الى جيل جديد يسعى الى الا تكون هذه الرياضة حكرا على رجال العصابات والاعتراف بها رياضة فعلية في جنوب افريقيا.
وتقول الفتاة بحماسة "اريد ان ارى الصحف تتحدث عن هذا النشاط في الصفحات الرياضية. اريد ان انقل الاسلوب الجنوب الافريقي الى نيويورك او باريس"، وهي تلفت الانظار بموهبتها في مجال "سبينينغ" التي تقوم على الدوران بالسيارة الى ان تنفجر اطاراتها وتشمل ما يعرف ب"سويسايد سلايدز" عندما تخرج الشابة من النافذة فيما السيارة تتحرك بسرعة او "كرايزي فليبس" عندما تزيد من سرعة السيارة فجاة لكي تجعلها تلتف على نفسها 360 درجة.
ولا تتجاوز مدة كل جولة من هذه الرياضة الثلاث دقائق وتنتهي دائما بانفجار مدو للاطارين الخلفيين، وهذا النشاط موروث عن مرحلة نظام الفصل العنصري ، ويقام تقليدا في الاحياء الفقيرة مثل ميدواي في سويتو حيث يعيش الناس في منازل صغيرة جدا بين كومات مخلفات استغلال مناجم الذهب. الا ان البيض باتوا اليوم يشاركون في هذه التجمعات التي كانت حكرا على مدن الصفيح في ما مضى.
وخلال تجمع اقيم اخيرا في ايلول/سبتمبر في ارض خلاء في سويتو محاطة بجدار من الاطارات، طلب المنظمون انتشار فرق اسعاف وارغموا سائقي السيارات على الحصول على ترخيص من هيئة تشرف على الرياضات الميكانيكية في البلاد، وهم يأملون تشريع هذا النشاط قريبا، وساهم اعتماد هذه القواعد في بروز هذه الرياضة فيما يساعد نجوم شباب مثل ستايسي-لي في حشد الجماهير.
وتكلف البطاقة لحضور العرض مئة راند (6,5 يورو) فيما يحصل السائقون على جوائز تراوح بين الفي راند (130 يورو) وعشرة الاف راند (650 يورو)، وستايسي لي هي من النساء القليلات اللواتي يمارسن هذه الرياضة وتواجه صعوبة في فرض نفسها في هذه الاوساط، وتقول مبتسمة "الاخرون كانوا يقولون اني غير قادرة على القيام بذلك وان هذه الرياضة ليست للنساء، الا انني اثبت لهم عكس ذلك. وقد صدموا عندما رأوني اقوم بالحركات البهلوانية"، وطموح الفتاة اكبر من ذلك، فهي تقول حالمة "اريد ان اقدم +توب غير+" في اشارة الى البرنامج التلفزيوني عبر "بي بي سي" المكرس للسيارات، مضيفة "اريد ان اقود سيارة لامبورغيني او بورشه".
الملاكمة البورمية العنيفة تجذب هواة من مختلف انحاء العالم
على صعيد مثير، يقول زين لين هتون الخبير في الملاكمة ان طلائع رواده من بين الاجانب كانوا من تايلاند المجاورة، وذلك في التسعينات من القرن الماضي، وفي الآونة الاخيرة، ومع انفتاح البلد على العالم اثر طي صفحة الحكم العسكري، بدأ ملاكمون من مختلف اصقاع الارض يتوافدون لتعلم هذا الفن العنيف، من اليابان والولايات المتحدة والفيليبين، الى المكسيك ونيوزيلندا واستراليا.
ويقول هتون "يعطي الفوز بمباراة من هذه اللعبة شعورا بالقوة، لكونها من اقسى الفنون القتالية في العالم"، وهذا الامر هو ما اثار اهتمام الملاكم الاميركي سايرس واشنطن المتخصص في الملاكمة التايلندية، والمسمى "الديناميت الاسود"، وروى الملاكم لمراسل وكالة فرانس برس قبيل شروعه في مباراة عنيفة ضد احد ابطال اللعبة البورميين "ضربات الرأس خطيرة، لكني اعتقد ايضا ان كل الالعاب القتالية خطرة"، واضاف "كل الضربات خطرة على حلبة القتال". بحسب فرانس برس.
انتهت المباراة بسقوط الملاكم الاميركي بالضربة القاضية امام خصمه تون تون مين بعد دقيقة من بدء المباراة، لكن ذلك لا يعني ان واشنطن مبتدئ في هذه اللعبة، فهو سبق ان خاض مواجهتين مع تون تون مين فاز باحداهما، يقول وين زين أو نائب رئيس الاتحاد الوطني للعبة ليثواي سابقا، ان نقوشا على المعابد في باغان في السهل الاوسط في بورما تشير الى ان تاريخ هذه اللعبة يعود الى الف سنة.
في شرق البلاد، معقل هذه اللعبة، تنظم مباريات في تشييع الرهبان البوذيين او احتفالا برأس السنة، وتجذب هذه المباريات كل افراد العائلة، وغالبا ما يتواجه فيها فتيان صغار، يجلس الجمهور بالقرب من اللاعبين، ليتمكنوا من سماع اصوات طقطقة العظام ويصابوا بقطرات الدماء السائلة من اللاعبين النازفين او عرقهم او اللعاب الذي يخرج من افواههم وهم يتلقون الضربات القاسية على وجوههم.
تشير سجلات المباريات المنظمة أخيرا الى ان هذه اللعبة لم تعد شأنا بورميا فحسب، بل اصبحت اهتماما عالميا، ويقول اللاعب تون تون مين "في المباريات التسع التي لعبتها أخيرا لم يكن خصمي من بورما"، ولد تون تون مين في عائلة فقيرة، وكان والده ملاكما، وقد بدأ حياته الرياضية متقاضيا يورو وحدا عن كل مباراة، اما الان فهو يجني 4500 يورو عن المباراة كما يقول، وهو دخل قياسي يحققه ملاكم في بورما، رغم ذلك، ما زالت الملاكمة البورمية اقل شهرة من تلك التايلاندية، ويقول ساي زاو زاو المسؤول في الاتحاد الوطني للملاكمة "حتى نتمكن من الترويج للملاكمة البورمية دوليا، ينبغي اولا ان نحصل على دعم من الحكومة".
بنغلادش تنظم اكبر برنامج لتعليم السباحة في العالم
الى ذلك تبدي جهانارا انور تصميما على تسجيل ابنها الصغير في دروس للسباحة بعدما غرق ابنها البكر في احدى القنوات المائية قبل سنوات، في حادث يتكرر بمعدل خمسين مرة يوميا في بنغلادش التي تسعى سلطاتها الى فرض برنامج تعليم الزامي للسباحة، وتقول جهانارا مستذكرة ذاك اليوم من سنة 2011 حين خرج ابنها امانتو البالغ 14 سنة للعب قرب قناة مائية لكنه لم يعد يوما الى منزله "كنت قد وعدته بإرساله الى مركز لتعليم السباحة فور انتهاء فترة امتحاناته لكنني لم أكن ادرك اهمية الأمر"، وتضيف "لا أريد لأي أم اخرى ان تقاسي مثل هذا الألم". بحسب فرانس برس.
تشهد بنغلادش مقتل حوالى 18 الف طفل غرقا كل سنة اي ما يوازي حوالى 49 طفلا يوميا، إذ يمثل الغرق السبب الأول للوفيات لدى الأطفال بين سن الأولى والسابعة عشرة، هذا الخطر جاثم على السكان في سائر انحاء البلاد التي تنتشر فيها المجاري المائية وتتعرض لفيضانات مدمرة في كل موسم امطار، كما أن ما يقرب من ربع سكانها البالغ عددهم 160 مليون نسمة يعيشون في مناطق ساحلية.
إلا أن قلة من الأطفال يجيدون السباحة خصوصا في ظل عجز الاهل عن دفع تكاليف تعليم هذه الرياضة بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة في أحد افقر بلدان العالم، لكن خلال العام الحالي، أعلنت الحكومة عزمها جعل حصص تعليم السباحة مادة الزامية في المدارس، في برنامج هو الاكثر طموحا من نوعه في العالم، وتفرض بلدان اخرى، مثل استراليا، التعليم الالزامي للسباحة في مناهجها الدراسية، لكن المهمة في بنغلادش ستكون الاكبر والاصعب بين هذه البلدان.
وتقول فرحانة حق وهي مسؤولة رفيعة المستوى في وزارة التربية البنغلادشية لوكالة فرانس برس "نريد تعليم السباحة لحوالى 40 مليون طفل وفتى بين سن الخامسة والسابعة عشرة، اعتقد أننا في صدد اكبر برنامج لتعليم السباحة في العالم"، ويتعين انتظار سنوات عدة اضافية قبل التمكن من تعليم جميع الاطفال السباحة، ونظرا الى النقص في احواض السباحة، طلبت الحكومة من المدارس الاستعانة بالبرك المتوافرة في محيط المدارس في وقت تعمل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) على نشر احواض سباحة مطاطية كما تقدم التمويل والتنظيم لبعض البرامج.
في صبيحة يوم بارد في العاصمة دكا، يتدرب حوالى عشرة فتيان وفتيات في احد احواض اليونيسف التي لا يزيد عمق المياه فيها عن 1,2 متر، وتقول كوبيتا اختر ابنة العشرة اعوام "من قبل، كنت اخاف حقا من المياه. أما الان فأتشوق للمجيء الى هنا"، وبحسب ايمي ديلنوفيل المتخصصة في حماية الطفولة في اليونيسف، لاقى البرنامج استقبالا ممتازا من جانب السكان بمن فيهم اولئك القاطنون في المناطق الريفية حيث من شأن رؤية فتيات بثياب البحر اثارة استياء الأهالي المحافظين.
وتقول لوكالة فرانس برس "ثمة الكثير من المجاري المائية في بنغلادش لدرجة أن خطر الغرق جدي للغاية بالنسبة للاطفال، المجتمعات المحلية سعيدة للغاية بهذا البرنامج وتعلم مدى الخطر الذي تحمله المياه"، وبالإضافة الى حصص تعليم السباحة للأشخاص اليافعين، يقدم المدربون دروسا للبالغين ايضا، وشهدت بنغلادش اسوأ حوادث الغرق اثر جنوح سفن محملة بأوزان تفوق قدرتها الاستيعابية. وتعج شبكة الانهر في البلاد بهذه القوارب.
وقضى ما لا يقل عن 78 شخصا في شباط/فبراير اثر غرق سفينة جراء اصطدامها بمركب للصيد في بادما أحد متفرعات نهر غانج، وتضم بنغلادش اكثر من 230 نهرا غالبا ما تشهد فيضانات الا ان اعنفها هي تلك التي يشهدها نهر بادما، كما أن رؤية المياه تغمر الشوارع خلال موسم الرياح الموسمية بين حزيران/يونيو وتشرين الاول/اكتوبر امر اعتيادي.
ومع تعلم ابنها الاصغر انانتو البالغ ثماني سنوات السباحة، باتت جهانارا انور على قناعة بأنه سيتمكن من تدبر امره في حال حصول كوارث غرق، ومساعدة الآخرين ايضا، وتقول "علمت انانتو ضرورة انقاذ الناس الذين يراهم يغرقون امامه، إذ لم يتمكن احد من انقاذ شقيقه والآن يتعين عليه القيام بذلك" مع الآخرين.
اضف تعليق