q
غالباً ما يبدو العثور على لحظة هدوء خلال يوم حافل أمراً مستحيلاً، لكن تحقيق لحظات قليلة من الهدوء قد يكون له أثر كبير في الحياة، وتبين أن ممارسة التأمل بشكل منتظم يخفض مستويات الضغط والقلق، ويحسن النوم والتركيز، ويعزّز الأفعال الطيبة والوعي بالذات، ويقلل ضغط الدم، وتدهور المعرفة...

غالباً ما يبدو العثور على لحظة هدوء خلال يوم حافل أمراً مستحيلاً، لكن تحقيق لحظات قليلة من الهدوء قد يكون له أثر كبير في الحياة، وتبين أن ممارسة التأمل بشكل منتظم يخفض مستويات الضغط والقلق، ويحسن النوم والتركيز، ويعزّز الأفعال الطيبة والوعي بالذات، ويقلل ضغط الدم، وتدهور المعرفة.

لكن ما التأمل بالتحديد؟ يوضح الخبراء أن الأمر لا يدور عن تصفية الذهن. والأمران الأكثر شيوعاً اللذان يؤديان إلى تجنب الأشخاص ممارسة التأمل هما الاعتقاد بأن عليك الجلوس وتصفية الذهن، وأنك فشلت في هذه الممارسة إذا ما شردت في التفكير.

وإن من المهم حقاً أن يفهم المرء أنه لا يمكننا تفريغ الذهن بالكامل من الأفكار، فعقولنا خلقت من أجل التفكير.

ويشير الخبراء إلى أن التأمل الواعي هو ممارسة الملاحظة البسيطة للأفكار التي تظهر. نحن نبدأ بنية التركيز على التنفس، وعندما نلاحظ شرود الذهن، نعيد اليقظة مجدداً بلطف إلى التنفس.

وبمرور الوقت، يصبح المرء واعياً بنوعية الأفكار التي تأتي له، دون الشرود فيها أو الحكم عليها على أنها جيدة أو سيئة.

وبالنسبة للمبتدئين، من الطرق البسيطة للتفكير في التأمل هو أنه تمرين للذهن، أشبه قليلاً بكيف تعمل تدريبات اللياقة البدنية على تدريب الجسم. وكلما مارسنا التأمل، صار أسهل، وأن الذهن غالباً ما يبدأ في الشرود بعد نفس واحد فقط، لكن لا بأس في هذا، فهي تشير إلى أنه مع مرور الوقت، قد تبدأ لحظات السكون والهدوء بين الأفكار في الاتساع، ما يساعد المرء على الشعور بأنه أكثر هدوءاً وتركيزاً.

وبالنسبة لمدة التأمل، ينصح الخبراء بتحديد أهداف صغيرة، مثل التأمل لدقيقتين يومياً في الصباح. وعندما يشعر المرء أن الأمور تسير على ما يرام، عليه تمديد الوقت إلى خمس دقائق، أو 10 أو 20.

من ناحية أخرى، يقول الخبراء إنه لا يجب على المرء الجلوس دائماً للتأمل، فيمكن استغلال المهام اليومية كوسيلة للسقوط في اللحظة الحاضرة، ويوصى غالباً ما نكون أثناء الأكل مشغولين أو نقوم ببعض الدردشة، لكن على الواحد منا ملاحظة كيف يبدو الطعام - مذاقه والإحساس الناجم عنه وصوته - أثناء عملية المضغ.

8 أسابيع من التأمل تغير حياتك وعاداتك لسنوات

من الفوائد المعروفة للتأمل أنه يخفف التوتر والقلق. وبحسب ما نشره موقع "Care2"، يمنح التأمل من يمارسه شعوراً بالرضا عن طريق تغيير التركيب الفعلي للمخ، حيث أثبتت الدراسات أن ممارسة التأمل باستمرار تؤدي إلى تغيرات جسدية ملموسة.

وليس عليك الانتظار لأشهر عديدة لتلاحظ فوائد التأمل، لأن جلسة لمدة 20 دقيقة تجعلك أكثر هدوءاً وحيوية، وتشير الدراسات إلى أن مجرد 8 أسابيع من التأمل المستمر يمكن أن تغير مزاجك وعاداتك لسنوات.

وتتعدد فوائد التأمل كما يلي:

1- خفض حجم الخلايا في اللوزة الدماغية

إن اللوزة الدماغية هي الجزء من المخ المسؤول عن التوتر والقلق والخوف. ومن خلال التأمل، يمكنك تقليل الخلايا في هذا الجزء من المخ، وبالتالي تنخفض مستويات التوتر وسرعة الشعور بالقلق.

2- تقليل التفكير في الذات

إذا كنت دائم التركيز على نفسك، فمن المستحيل فعليًا أن تقضي أوقاتاً ممتعة، ويصعب أن تكون سعيداً. ولكن لحسن الحظ، تظهر الأبحاث أن التأمل يمكن أن يهدئ من الأفكار ذاتية التركيز، عن طريق تحويل التركيز إلى الأشياء المحيطة، مما يسمح لك بمعايشة الحاضر.

3- إبطاء شيخوخة المخ

إذا أضفت إلى التأمل نظاماً غذائياً صحياً تتبعه، وتمارين رياضية تمارسها بانتظام، يمكن لعقلك أن يعيش شباباً دائماً. أثبتت دراسة من جامعة كاليفورنيا الأميركية أن الأشخاص الذين مارسوا التأمل لمدة 20 عاماً لديهم أمخاخ في حال أفضل بكثير من غيرهم ممن لم يمارسوا التأمل.

4- تعزيز التحكم الذاتي في المخ

يعزز التأمل مناطق التحكم الذاتي في المخ، مما يجعل من السهل التخلص من العادات السيئة. وتظهر نتائج دراسة جامعة كاليفورنيا أن التأمل يكون أكثر فعالية من العلاجات التقليدية في المساعدة على الإقلاع عن التدخين. وينطبق الأمر على خفض تناول السكر والقهوة وأي أنواع إدمان أخرى.

5- تحسين التركيز والذاكرة

يتمتع ممارسو التأمل بالوضوح العقلي بعد أول مرة مباشرة، ولكن تحسين التركيز والذاكرة يستلزم ممارسة التأمل لعدة أسابيع. ولعل أبلغ دليل على تلك الفائدة أن من شاركوا بالفعل في الدراسة العلمية التي أجرتها جامعة كاليفورنيا حصلوا على نتائج أفضل بنسبة 16% في الاختبارات، بعد أسابيع الممارسة التي أجريت الأبحاث والتجارب عليهم خلالها.

كيف تتعلم التأمل في سبع خطوات؟

1. اختيار التقنية

إن التأمل هو مصطلح شامل لمئات التقنيات، يعود البعض منها إلى عصر الألفية والتي وقع التحقق من فعاليتها باستعمال التقاليد والعلوم، في حين يُعد البعض الآخر من اختراع معلمي العصر الجديد، الحريصين على تعزيز حساباتهم المصرفية. فكيف نميز بينهما؟

يمنح اتباع دليل مسجل فائدة أكبر خاصة للمبتدئين. وبمجرد استيعاب تعليماته، ينبغي التوقف عن استخدامه، لأنه بحلول تلك المرحلة، سيتحول إلى عقبة أكثر من كونه عاملا مساعدا.

إجمالا، يكون ذلك عن طريق التجربة والخطأ والحس السليم، علينا تجربة تقنيات مختلفة حتى نتوصل إلى أفضل التقنيات التي تناسب احتياجاتنا. في الوقت نفسه، يتعين علينا أيضا التحقق من أصل كل منها ومؤهلات الشخص الذي يشرف على هذه التمارين.

في هذه الحالة، تتوفر أمامنا عديد التطبيقات الممتازة لمثل هذه التمارين، على غرار تطبيق انسايت تايمر وهيد سبيس، حيث يوفر كلاهما مجموعة واسعة ومفصلة من تمارين التأمل الموجهة. وإذا كنا نريد رهانا آمنا، فإن تمرين اليقظة التامة يفي بجميع المتطلبات.

من جهة أخرى، يمنح اتباع دليل مسجل فائدة أكبر خاصة للمبتدئين. وبمجرد استيعاب تعليماته، ينبغي التوقف عن استخدامه، لأنه بحلول تلك المرحلة، سيتحول إلى عقبة أكثر من كونه عاملا مساعدا. في ذلك الوقت، سيكون الاستغناء عن التسجيل الصوتي شبيها بالتخلص من العجلات المساعدة للدراجات التي كانت لدينا خلال السنوات الأولى من أعمارنا.

2. العثور على مكان ووقت لممارسة التأمل

يكمن سر نجاح تجربة التأمل في المثابرة، حيث أن التأمل لمدة 15 دقيقة بشكل يومي أفضل بكثير من القيام بذلك لمدة ثلاث ساعات مرة واحدة في الأسبوع. في هذا الصدد، من الضروري أن نجعل حياتنا سهلة وأن نخلق أفضل الظروف الممكنة لتطوير لممارسة التأمل. لذلك، ينبغي أن يتوفر عاملان لا غنى عنهما لنجاح التجربة وهما مكان هادئ لا نشعر فيه بالانزعاج؛ ووقت يومي يمكننا التأمل فيه بسهولة.

عموما، يمكننا اختيار أمكنة مختلفة للتأمل على غرار ركن في غرفة النوم أو حتى في غرفة التخزين أو داخل السيارة ويُنصح بممارسته قبل موعد فطور الصباح. ومع ذلك، ينبغي أن نركز أولاً على تطوير عادة التأمل بشكل يومي وفي أي وقت لذلك من الممكن الاستغناء عن التأمل في الصباح الباكر.

3. اعتماد جلسة مريحة

تعتبر الجلسة المريحة والمستقيمة أساس التأمل حيث نهدف إلى الغوص في أعماق هذه التجربة وهو ما يجعل الاعتناء بوضعية الجلوس أمر مهم جدا. في هذا الصدد، ليس من الضروري أن نشبك أرجلنا أو نقوم بحركات غريبة بالأيدي بل يكفي الجلوس على كرسي أو مقعد أو وسادة التأمل. إثر ذلك، نضع أيدينا فوق الركبتين ونمد العنق قليلا ونغمض أعيننا، وهو ما يجعلنا مستعدين لخوض المغامرة.

4. الاسترخاء

إذا كانت الجلسة المريحة والمستقيمة أساس التأمل، فإن الاسترخاء الجسدي يعتبر المبدأ الذي يدعم تجربة التأمل. والجدير بالذكر أن الجسم المتوتر لا يمكن أن يسمح لصاحبه بالتأمل لأنه بدلا من الاستمرار في التركيز سيعمل التوتر على تشتيت انتباهنا. ولعل الحل البسيط يكمن في قضاء بضع دقائق في الاسترخاء قبل التأمل. بناء على ذلك، يمكننا ممارسة اليوغا أو السباحة أو أي تمرين بدني آخر، أو ببساطة قضاء بضع دقائق في التنفس بعمق.

5. التأمل

ينبغي علينا فقط إتباع الإرشادات الصوتية. ولكن هناك بعض النصائح التي تجعل ممارسة التأمل أكثر مرونة وسلاسة، وفي كل مرة يُصرف فيها العقل وهو شيء طبيعي ولا مفر منه، نعيد انتباهه مجددا إلى محور التركيز. في هذا الصدد، نقوم بتحسين نسبة الانتباه والطريقة التي نعامل بها بعضنا البعض عند الصعوبات. في حال شعرنا بالإرهاق أو الدوار وهو أمر مستبعد لكنه ممكن، ينبغي أن نتنفس بعمق ونفتح أعيننا ببطء ونبدأ التحرك تدريجيا أيضا.

من ناحية أخرى، نحن لا نهدف إلى قضاء وقت سيء ولكن نرغب في تدريب العقل. كما يوصى بشدة ببقاء المتأمل ساكنا خلال هذه التجربة. على الرغم من أن السكون قد يكون غير مريح في البداية، إلا أنه يساعد على التركيز على المدى الطويل؛ وعلينا التخلي عن توقعاتنا حول مفهوم التأمل "الجيد" أو "السيئ". تعتبر كل جلسة تأمل فريدة من نوعها كما أن القيام بذلك يوميا أفضل ما يمكننا فعله.

6. دمج التأمل في الحياة

في هذا الشأن، يكمن سر التقدم في الممارسة العملية للتأمل في دمجه في الحياة اليومية. على سبيل المثال، في حال منحنا التأمل القدرة على التركيز في الوقت الحاضر، فإن الطريقة المثلى لدمجه في حياتنا هي محاولة الحفاظ على تلك الحالة أثناء القيام بأنشطة أخرى مثل ممارسة الرياضة والتحدث مع صديق أو المشي مع الكلب أو الطهي وتناول الطعام والعمل وقضاء الوقت مع الشريك. وبهذه الطريقة، سيمتد التدريب وفوائده من الجلوس في التأمل إلى أن يشمل الأنشطة اليومية.

7. تعميق ممارسة التأمل

مع مرور الوقت، لن نشعر بفوائد التأمل فحسب، وإنما سنطرح الكثير من التساؤلات: كيف نتغلب على صعوبات الممارسة؟ ما الذي ينبغي أن فعله مع التجارب المثيرة للقلق؟ هل يعد تغيير طريقة التأمل بعد التمرين لمدة أشهر أمرا جيدا؟ أو كيف يمكننا الحفاظ على الدافع لمواصلة التأمل يوميا؟

هناك بعض المعايير لتقييم مستوى معلم التأمل ومن بينها الشهادة التي تحصل عليها وسنوات خبرته وآراء وتجارب الطلاب الآخرين الذين تعاملوا معه والمواقف المختلفة المتوفرة على غوغل أو ويكيبيديا بالإضافة إلى تطابق نمط حياته مع ما يقوم بتدريسه.

في الواقع، نستطيع القول إن الوقت قد حان لتعميق هذه الممارسة. تحتوي جميع المدن تقريبًا على مراكز لليوغا وممارسة البوذية والتأمل، ولكن يجب أن نكون حذرين عند الالتزام بأحد هذه الخيارات. من الضروري التأكد أولاً من أن المعلم المسؤول جدير بالثقة لأن هذا المجال يعجّ بأشخاص استغلاليين وغير حرفيين.

بناء عليه، هناك بعض المعايير لتقييم مستوى معلم التأمل ومن بينها الشهادة التي تحصل عليها وسنوات خبرته وآراء وتجارب الطلاب الآخرين الذين تعاملوا معه والمواقف المختلفة المتوفرة على غوغل أو ويكيبيديا بالإضافة إلى تطابق نمط حياته مع ما يقوم بتدريسه. علاوة على ذلك، نستطيع المشاركة في دورات تدريبية عن بعد عبر شبكة الانترنت. وتعتبر "باراميتا" من أفضل المنصات غير الربحية التي تقدم دورات مجانية حول التأمل البوذي والفلسفة لجميع المستويات.

في الختام، تعتبر الكتب التالية ممتازة من أجل إلهامنا وتوسيع معارفنا. نجد من بينها "اليقظة في الحياة اليومية" للكاتب جون كابات زين لدار النشر بايدوس وكتاب "السعادة الحقيقية. التأمل كطريق إلى السعادة" للكاتب آلان والاس وقد صدر عن دار النشر إد إليفتريا، بالإضافة إلى كتاب "تعلم كيفية ممارسة اليقظة" للكاتب بيثنتي سيمون صدر عن سايو إيديتريال وكتاب "فن التأمل" للكاتب ماثيو ريشار صدر عن دار أورانو للنشر فضلا عن كتاب "كيف تتأمل (وكن صديقًا جيدًا لعقلك في نفس الوقت)" للكاتبة بيما شادرون صدر عن سيريو.

التأمل إكسير الشباب الدائم.. ويغير شكل الدماغ

ازدادت شعبية "التأمل" كوسيلة فعالة للاسترخاء وتحسين الصحة النفسية، في خضم جائحة كورونا، لاسيما بعد أن أصبحت ممارسة التأمل متاحة في العالم الافتراضي، عبر تطبيقات مجانية أو مدفوعة، لتكون بذلك ملاذا آمنا لمئات الآلاف من الأشخاص في كل أنحاء العالم، الذين ينشدون الوصول إلى مرحلة من الهدوء والراحة.

وقد أظهرت نتائج دراسة علمية بقيادة غلوبال ادفانسيز هيلث اند ميديسين أن الانخراط في جلسة تأمل افتراضية واحدة، ساعدت على خفض قلق المشاركين، وتخفيف توترهم، وشعورهم بالهدوء والتوازن.

في المقابل تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى وجود العديد من الفوائد الصحية لممارسة التأمل المنتظمة، لمدة خمس دقائق الى عشرين دقيقة؛ كتحسين نوعية النوم ومكافحة الاكتئاب، والمساعدة على التحكم في الشهية وفقدان الوزن، وجعل الدماغ أكبر وأكثر ذكاءً.

وقد وجدت عالمة الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد سارة لازار أن التأمل بمثابة إكسير الشباب الدائم، وأن الاتساق مع التأمل هو المفتاح.. فقد اكتشفت في دراستها أن المتأملين ذوي الخبرة الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عامًا لديهم نفس القدر من المادة الرمادية عند الأشخاص من متوسط عمر 20 إلى 30 عامًا.

وتشير الدراسة نفسها إلى أن شكل الدماغ يتغير بفعل التأمل، اذ توضح البروفيسورة لازار أن الأمر يستغرق ثمانية أسابيع فقط، لتغيير شكل دماغنا، بما في ذلك زيادة حجم المادة الرمادية الموجودة في الجهاز العصبي المركزي، والتي تتألف منها معظم أجسام الخلايا العصبية في الدماغ، وتحديدا في المناطق المسؤولة عن التحكم في العضلات، والإدراك الحسي، والعاطفة، والذاكرة، واتخاذ القرار، والتحكم في النفس.

تقود كل أنواع التأمل إلى زيادة موجات ألفا وثيتا في الدماغ، وتوازن الهرمونات التي تؤثر في الجسم؛ ومن أشهر هذه الأنواع:

التأمل الإرشادي: ويعرف بالتخيل الموجه، حيث يعتمد على تشكيل صور ذهنية، واستخدام أكبر عدد ممكن من الحواس، مثل الروائح والمشاهد والأصوات، وغالبا ما يقود هذه العملية مرشد أو معلم.

التأمل اليقظ: يعتمد هذا النوع من التأمل على تنبيه الذهن، وزيادة الوعي وقبول العيش في الوقت الحاضر، من خلال التركيز على ما يتم اختباره أثناء التأمل، مثل تدفق أنفاسنا وملاحظة أفكارنا ومشاعرنا، لكن يجب أن ندعها تمر دون أحكام.

كي كونغ: هو جزء من الطب الصيني التقليدي، وتجمع هذه الممارسة عمومًا بين التأمل والاسترخاء والحركة البدنية وتمارين التنفس لاستعادة التوازن والحفاظ عليه.

تاي تشي: يعد شكلا لطيفا من فنون الدفاع عن النفس الصينية، ويعتمد على أداء سلسلة من الحركات بطريقة بطيئة ورشيقة أثناء ممارسة التنفس العميق.

التأمل التجاوزي: هو أسلوب بسيط يتم خلاله تكرار عبارة محددة، أو كلمة أو صوت بطريقة معينة. وقد يسمح هذا النوع من التأمل للجسد، بالاستقرار في حالة من الراحة والاسترخاء العميقين، كما يسمح للعقل بتحقيق حالة من السلام الداخلي، دون الحاجة إلى استخدام التركيز أو الجهد.

اليوغا: هي سلسلة من الحركات وتمارين التنفس المتحكم بها، لتعزيز مرونة الجسم والعقل أثناء التنقل في الوضعيات، والذي يتطلب المزيد من التوازن والتركيز.

نصائح للمبتدئين في ممارسة التأمل

• لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للتأمل، يمكن للمرء أن يبدأ بتأملات صغيرة في اليوم لبضع دقائق، والعمل على الاسترخاء، والتدرب ببطء مع التحسن تدريجيا.

• يعد تركيز الانتباه بشكل عام أحد أهم عناصر التأمل وهو الذي يساعد على تحرير العقل من العديد من المشتتات، ويمكن تركيز الذهن على شيء معين مثل صورة أو شعار أو على الأنفاس.

• يتم استرخاء التنفس من خلال تكرار عملية التنفس العميق والمتساوي، باستخدام عضلة الحجاب الحاجز، لتوسيع الرئتين. والغرض من ذلك هو إبطاء التنفس، والحصول على المزيد من الأكسجين.

• أخيرا قد تكون ممارسة التأمل أسهل، إذا تمت في مكان هادئ، مع القليل من عوامل التشتيت، كما ينصح بأن يتم التأمل صباحا تحت ضوء الشمس بين أحضان الطبيعة، في وضع مريح للجسد والعمود الفقري.

10 فوائد صحية مذهلة لتمارين التأمل... اختبريها

التأمل يساعد على الاسترخاء وتجديد طاقة العقل والجسم. المواظبة على تمارين التأمل تحقق فوائد نفسية جمّة وتجعل نظرتك للأمور أكثر إيجابية، كونه يعمل على زيادة الوعي وإدراك الأمور بوضوح.

تعرّفي إلى فوائد التأمل الصحية في الآتي:

تخفيف التوتر

أثبت العديد من الدراسات أنَّ ممارسة تمارين التأمل بشكل دوري يعمل على تخفيف التوتر الناجم عن ضغوط الحياة. فالتوتر يعمل على إيقاظ التفكير السلبي بالعقل، مما يؤثر بدوره على الصحة النفسية ويزيد من احتمال الإصابة بالاكتئاب. والتأمل الذهني يعمل على تحفيز العقل على إعادة التفكير مرة أخرى في الأمور بشكل منطقي، بعيداً عن التفكير السلبي.

تحسين النوم

تعمل ممارسة التأمل على الوقاية من الأرق من خلال تحسين القدرة على النوم عن طريق استرخاء الجسم والتحكم بشكل أفضل في مسار التفكير، كي لا تتسابق الأفكار إلى العقل، وتحول دون النوم الهانىء.

صحة القلب

يعمل التأمل على التحكم بضغط الدم، من خلال تخفيف الإشارات العصبية التي تنسق وظائف القلب. فعند مرور الشخص بمواقف عصيبة يرتفع ضغط الدم، مما يجعل القلب يواجه صعوبة أكثر في ضخ الدم، وهو ما يؤدي إلى ضعف وظائف القلب، في حين أنّ التأمل يقوم بتدريب العقل على كيفية التفكير بهدوء في المواقف العصيبة، بدلاً من بذل مشاعر الانفعال والغضب، التي تؤثر سلباً على صحة القلب.

السيطرة على القلق

من فوائد التأمل أنه يسيطر على القلق الشديد الذي ينتاب الشخص في خلال اللحظات العصيبة. فممارسة تمارين التأمل بانتظام تعمل على الحدّ من اضطرابات القلق، مثل الرهاب الاجتماعي ونوبات الهلع.

تحسين المزاج

التفكير التأملي يعمل على تحسين المزاج، من خلال النظر إلى أمور الحياة بشكل أكثر إيجابية، والابتعاد عن التفكير السلبي.

تعزيز الوعي الذاتي

يساعد التأمل على فهم النفس بشكل أفضل، ومعرفة قدرات ومواطن القوة ونقاط الضعف لدى الشخص. كما يساعد على ترتيب الأفكار وتصنيفها لتعرفي أي الأمور بالفعل تستحق اهتمامك، وأيها يشكل عبئاً عليك لتتخلصي منه.

القدرة على التركيز

يعمل التأمل على زيادة التركيز والانتباه، مما يساعد على أداء المهام بشكل أفضل، لا سيما إذا كان العمل يتطلب التركيز لفترات طويلة.

الحفاظ على الذاكرة

التأمل يعمل أيضاً على إبقاء القلب شاباً، لتظل الذاكرة قوية ولا يصيبها الضعف المرتبط بتقدم العمر.

تعزيز المشاعر الإيجابية

يساعد التأمل على إيقاظ المشاعر الإيجابية بداخلك، كالتسامح والتفاهم واللين؛ لتشعري بذلك تجاه نفسك أولاً وليمتد هذا التأثير بعد ذلك إلى جميع من حولك.

تحمل الألم

أثبتت الدراسات أنَّ المتأملين لديهم مقدرة أكبر على التعامل مع الألم والسيطرة عليه، مما يجعل إحساسهم بالألم منخفضاً. فالإحساس بالألم مرتبط بإدراكه داخل العقل في المقام الأول، وهنا يأتي الدور الفعّال للتأمل في جعل إدراك العقل للألم أقل.

التحكم في الانفعالات

ممارسة تمارين التأمل بانتظام تجعل الشخص أكثر قدرة على التحكم في انفعالاته، مثل السيطرة على الغضب والخوف وحتى مشاعر الانتقام، وذلك لأنَّ التأمل يساعد على تهدئة العقل عند هجوم الانفعالات عليه.

طاقة إبداع

مع حالة السلام التي تعمُّ العقل بسبب التأمل، سيشعر الشخص أيضاً بطاقات من الإبداع والعزيمة تغزو عقله، ليبدع في عمله وفي هوايته التي يحبها.

ممارسة التأمل لمدة 40 دقيقة يوميًا جعلته ملياردير!

ينسب الملياردير راي داليو الفضل في نجاحه إلى 40 دقيقة من التأمل يوميًا، حيث قال الملياردير البالغ من العمر 72 عامًا، إنه يغلق عينيه ويكرر تعويذة قصيرة في رأسه لمدة 20 دقيقة في كل مرة.

إنها ممارسة تُعرف باسم التأمل التجاوزي (TM)، والتي يقول داليو إنه تبناها في عام 1969، قبل ست سنوات من تأسيسه لصندوق التحوط Bridgewater Associates في ويستبورت بولاية كونيتيكت.

على مدى العقود الخمسة التالية، أصبحت Bridgewater على يد داليو أكبر صندوق تحوط في العالم، قبل أن يتنحى عن منصب الرئيس التنفيذي في عام 2017.

واليوم، تدير Bridgewater أصولًا تزيد عن 150 مليار دولار، منذ تنحيه عن منصبه، قال داليو إنه في مهمة لنشر المعرفة على نطاق واسع، والتي ساعدت في تحقيق نجاحه، ويتضمن ذلك ممارسته التأمل، والتي وصفها ذات مرة بأنها "أهم سبب لأي نجاح حققته".

جلسات التأمل للملياردير راي داليو: يقول داليو إن الخطوة الأولى هي إيجاد مكان هادئ، ثم، اجلس بشكل مريح، وأغمض عينيك وفكر في شعارك أو تعويذتك.

بحسب داليو، في التأمل التجاوزي (TM)، لا تشارك تعويذتك، إنها ممارسة خاصة حيث تتعلم تعويذتك الشخصية خلال دورة تدريبية مدتها أربعة أيام، والتي يمكن أن تكلفك ما بين 380 و 960 دولارًا، لكن داليو يقول إن أحد الأمثلة الشائعة هو مقطع يدعى: "om".

وبمجرد أن تحصل على التعويذة الخاصة بك، تجلس بسلام، ومع تكرر هذا الشعار مرارًا وتكرارًا، يحل التكرار محل بقية أفكارك، مما يرسلك إلى حالة متسامية، كما قال داليو.

في يومه العادي، يقوم داليو بجلسة واحدة مدتها 20 دقيقة بمجرد استيقاظه في الصباح، وأخرى قبل تناول العشاء مباشرة، أوضح داليو "كأنها إجازة لمدة 20 دقيقة تخفف من القلق وتضعه في حالة من الاسترخاء، مما يمكّنه من اتخاذ قرارات عمل أفضل"، وأضاف داليو أن الحصول على جلستين يوميًا أكثر أهمية من محاولة إجراء جلستين في نفس الوقت كل يوم.

وتظهر الأبحاث من عام 2016 أن ممارسة التأمل التجاوزي (TM) يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب، ولكن بالنسبة إلى داليو، كان هناك مكافأة أخرى، حيث قال داليو "عندما تقوم بالتأمل، تأتيك الأفكار الرائعة"، وصف داليو ذلك الأمر بأنه رائع ومحبط، لأن الهدف من التأمل هو تنحية أفكارك جانبًا، لكن أحيانًا قد تريد أن يكون بجوارك قلم رصاص وورقة، لكتابة الفكرة التي جاءت إلى ذهنك، وعلى الرغم من ذلك، قال داليو إنه كان يقاوم الرغبة في كتابة أفكاره خلال جلسات التأمل، ويخرج من جلسة التأمل بشكل أفضل، ومهيأ لاتخاذ قرارات صعبة.

6 خرافات عن رياضة التأمل

يوفر التأمل العديد من الفوائد الصحية، إذ يمكن أن يزيد إحساس الأشخاص بالهدوء والاسترخاء والتركيز والتعامل مع العديد من المشكلات الصحية، لكن المفاهيم الخاطئة بشأن التأمل تفوق في بعض الأحيان عدد الفوائد الصحية. وفي ما يلي 6 خرافات حول التأمل:

هناك طريقة واحدة صحيحة

هناك العديد من أساليب التأمل، فكل شخص لديه نهج فريد، ويُعد التركيز على التنفس أداة ممتازة للمساعدة في تدريب الانتباه وبدء ممارسة التأمل، لكن هذا مجرد خيار واحد.

وإذا كنت شخصاً نشطاً، فقد ترغب في التأمل أثناء المشي، أو ربما تجد أن نوعاً معيناً من الموسيقى، أو تسجيلات صوتية لأمواج المحيط تساعدك على الدخول في مزاج تأملي.

اتخاذ وضعية اليوغا

ويقوم التأمل بتدريب العقل على أن يكون مركزاً ومسترخياً ومحايداً، وبالنسبة للمبتدئين، غالباً ما يمارس التأمل في وضع ثابت ومريح في بقعة هادئة وآمنة مع تقليل عوامل الإلهاء وتشتيت الانتباه.

ويمكن الجلوس في وضع مستقيم على كرسي مع وضع اليدين في وضعية تشابك على البطن، أو يمكن التأمل أثناء ممارسة المشي أو الاستلقاء، لكن لا ينبغي أن تملك سجادة لممارسة رياضة اليوغا، إذ يعتبر الركن الهادئ المكان المثالي للبدء.

التأمل دين

التأمل ليس ديناً، إذ يمكن الجمع بين التأمل والصلاة. وفي الدراسات البحثية، أدت إضافة الإيمان إلى ممارسة التأمل في تعزيز جودة التأمل.

التأمل لمدة ساعة

وعند البدء في التأمل، قد تكون قادراً فقط على البقاء ثابتاً ومركزاً لبضع دقائق، وقد تشعر بالارتياح عند الانتهاء. المعاناة من العقل المشغول والمشتت ليست دائماً أمراً مستحباً.

التأمل يُصفي الذهن

ويساعد التأمل على تنمية الانتباه الهادف والمركّز والواعي، إذ لا يتعلق التأمل بتصفية الذهن بقدر ما يتعلق بتدريب الانتباه.

الجانب المظلم من التأمل!

أثبتت البحوث الأخيرة أن فوائد التأمل لا تحصى ولا تعد، ولكنه يمتلك للأسف جوانب سلبية كثيرة، وثبت أن التأمل يحد من الالتهابات وخطر الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى تقوية الجهاز المناعي.

ومع ذلك، فإن الباحثين في جامعة براون، يتحدثون الآن عن التأثيرات السلبية التي يمكن أن تحدثها جلسات التأمل، عند الأشخاص الذين عانوا من الصدمة في الماضي، بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى.

ويؤكد الباحثون على حاجة مدربي التأمل للتعرف على مدى تأثير أساليبهم على مختلف الأشخاص، وقالت ويلوبي بريتون، مديرة مختبر علم الأعصاب السريري والعاطفي في جامعة براون، إنها أصبحت مهتمة بدراسة التأثيرات الضارة للتأمل، في ظل الاهتمام الكبير بالفوائدن وأوضحت بريتون، التي ذكرت أنها تمارس التأمل أيضا، أن فريق البحث قابل الوسطاء والمدربين للنظر في عواقب التأمل، التي لا تُناقش في الكثير من الأحيان.

ووجدوا أن بعض المتأملين يشعرون بالقلق والذعر أثناء جلسات التأمل، لأنه يجلب ذكريات مؤلمة إلى عقولهم، وأضافت بريتون: "هناك العديد من العوامل التي تؤثر على كيفية استجابة الأشخاص للتأمل. فأولئك الذين يأتون من أسر يعاني بعض أفرادها من أمراض نفسية، تكون استجابتهم سلبية للتأمل".

وحذر الباحثون من وجود تاريخ من الصدمات أو المشاكل النفسية، بالإضافة إلى شعور البعض بالإجهاد بسبب ممارسة التأمل، وقالت بريتون، إن دراستها تثبت أن "هذه المسألة تحتاج إلى معالجة"، مع إلقاء الضوء على الطرق التي تجعل تجربة التأمل، أكثر أمانا للأفراد المعرضين للخطر، ويتضمن التدريب اللازم دروسا حول كيفية استجابة الأشخاص للتأمل، بالإضافة إلى ضرورة دراسة تاريخ المتدربين وحالتهم النفسية.

علاج للآلام المزمنة والاكتئاب

وجدت دراسة نشرتها المجلة الصادرة عن الجمعية الأمريكية لتقويم العظام، أن الانخراط في دورة من التأمل يفيد مرضى الألم المزمن والاكتئاب. وأفاد معظم المشاركين في الدراسة بأن ذلك البرنامج ساعدهم في إيجاد طرق للتعامل بشكل أفضل مع الآلام.

أجريت الدراسة على نطاق صغير في سكان شبه ريفيين في إحدى الولايات الريفية، حيث تلقى المشاركون تعليمات مكثفة في التأمل اليقظ واليوجا اليقظة خلال فترة 8 أسابيع.

وجدت الدراسة أن ممارسة التأمل اليقظ واليوجا أدت إلى تحسينات كبيرة في إدراك المرضى للألم، والاكتئاب، والإعاقة. وبعد انتهاء المدة انخفضت درجات استبيان صحة المريض (PHQ-9)- مقياس قياسي للاكتئاب- بمقدار 3.7 نقطة على مقياس مكون من 27 نقطة؛ وهو انخفاض يجده بعض المرضى عند استخدام مضادات الاكتئاب.

ويبحث المرضى عن طرق جديدة للتعامل مع الألم المزمن، كما أن العلاجات غير الدوائية الفعالة متاحة، وتظهر النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن التأمل واليوجا يمكن أن يشكّلا خياراً قابلاً للتطبيق للأشخاص الذين يبحثون عن طرق للتخلص من تلك الآلام.

اضف تعليق