ان تأجيل المهمات المنوط إنجازها باليوم (التسويف)، الذي يُعد أمرًا شائعًا بين طلاب الجامعة، يرتبط بمخرجات صحية سلبية، سواء على مستوى الصحة النفسية أو الصحة البدنية لهؤلاء الطلاب، ويرتبط بمستويات عالية من أعراض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر، وأن التسويف يؤدي إلى اتباع نمط حياة غير صحي...
بقلم: دينا درويش
يؤدي التسويف إلى تعرُّض الطلاب الجامعيين لآلام في الأطراف العلوية وصعوبات في النوم وخمول بدني وشعور بالوحدة، أوضحت دراسة أجراها فريقٌ من الباحثين في جامعة "صوفياهميت" السويدية أن "تأجيل عمل اليوم إلى الغد" يرتبط بالعديد من المشكلات النفسية والصحية بالنسبة للطلاب الجامعيين.
وأوضح الباحثون، في الدراسة التي نشرتها مجلة "جاما نتوورك أوبن" (Jama Network Open)، أن "تأجيل المهمات المنوط إنجازها باليوم (التسويف)، الذي يُعد أمرًا شائعًا بين طلاب الجامعة، يرتبط بمخرجات صحية سلبية، سواء على مستوى الصحة النفسية أو الصحة البدنية لهؤلاء الطلاب، ويرتبط بمستويات عالية من أعراض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر".
وأضافت الدراسة أن "التسويف يؤدي إلى اتباع نمط حياة غير صحي، مثل ضعف نوعية النوم وقلة النشاط البدني، وألم معطل في الأطراف العلوية من الجسم، وانخفاض مستويات عوامل الصحة النفسية والاجتماعية، أهمها زيادة الشعور بالوحدة، فضلًا على المزيد من المصاعب الاقتصادية".
يقول فريد جوهانسون -الباحث في قسم علوم تعزيز الصحة بجامعة صوفياهميت، والباحث الرئيسي في الدراسة- في تصريحات لـ"للعلم": يُبلغ الطلاب الذين يعتادون التسويف عن تعرُّضهم لمشكلات صحية نفسية؛ إذ تُعد العلاقة بين المرضين النفسي والجسدي فائقة التعقيد، وبالنظر إلى أن التسويف منتشر بين طلاب الجامعات، فقد تكون هذه النتائج مهمةً لتعزيز فهم صحة الطلاب النفسية.
يُعرف التسويف بأنه "تأخير طوعي لمسار العمل المراد إنجازه، وهو شكل من أشكال فشل التنظيم الذاتي المرتبط بالسمات الشخصية، مثل الاندفاع والتشتُّت وغياب الضمير الحي"، وتشير الدراسة إلى أن "ما لا يقل عن نصف طلاب الجامعات السويدية ينخرطون في التسويف والمماطلة في أداء المهمات على نحوٍ منتظم، مثل تأجيل المذاكرة حتى وقت الامتحانات، أو تأجيل كتابة الأبحاث المراد تسليمها حتى اللحظة الأخيرة".
أراد الباحثون معرفة ما إذا كان الطلاب الذين احتلوا مرتبةً عاليةً في مقياس التسويف معرضين لخطر أكبر من الأعراض النفسية أو الجسدية اللاحقة مقارنةً بأقرانهم الذين لا يؤجلون أداء مهماتهم، لذا أخضعوا 3525 طالبًا من ثماني جامعات في العاصمة السويدية ستوكهولم للدراسة في الفترة ما بين أغسطس 2019 وحتى ديسمبر 2021؛ إذ تم تتبُّعهم خمس مرات على مدار عام كامل، ثم تقييم الارتباط بين التسويف والمخرجات السلبية للصحة على مدار 9 أشهر لاحقة، وأخذ الباحثون بعين الاعتبار 16 متغيرًا تتضمن الصحة العقلية والألم وأنماط الحياة غير الصحية والعوامل النفسية والاجتماعية والصحة العامة، وأبلغ المشاركون بأنفسهم عن قيامهم بالتسويف باستخدام ردود تراوحت بين "نادرًا جدًّا أو لا يمثلني" وحتى "غالبًا ما يمثلني أو يمثلني دائمًا".
وأوضحت الدراسة أن "التسويف يرتبط بمستويات أعلى من أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر وألم في الأطراف العلوية، ونوعية النوم الرديئة، والخمول البدني، والشعور بالوحدة والصعوبات الاقتصادية".
يقول "جوهانسون": هناك تحفُّظ واحد يتعلق بمنهج الدراسة؛ إذ إن العينة لا تمثل بشكل كامل إجمالي عدد الطلاب السويديين بما في ذلك طلاب كليات الطب، وبالتالي، من غير المؤكد ما إذا كانت تقديراتنا قابلةً للتعميم على الطلاب السويديين بشكل عام أم لا، كما أن فترة إجراء الدراسة تقاطعت مع تنامي تدابير جائحة كوفيد-19، ما قد يؤثر على قابلية التعميم على فترات زمنية أخرى.
ويتابع: من الصعب تحديد مدى نجاح تعميم هذه النتائج على مجموعات سكانية أخرى، لكنني أعتقد أن العديد من التحديات المتعلقة بالتسويف متشابهة بالنسبة للطلاب بغض النظر عن جنسياتهم، لذلك يبدو من المعقول أن هذه النتائج قد تعمم على مجموعات الطلاب الأخرى أيضًا.
اضف تعليق