هل من صوت داخلي قوي يخبرك أحياناً بالأمور التي ستحدث قبل وقوعها؟ ألا يباغتك الإحساس بحدوث شيء معين، لكن لا تعلم من أي جزء في كيانك صدر، أو لماذا توقّعت ذلك؟ هل هي الحاسة السادسة؟ وما علاقتها بالإحساس العميق؟ وما علاقتها بالمناعة؟ وهل تختلف الحاسة السادسة بين الرجال والنساء؟...
هل من صوت داخلي قوي يخبرك أحياناً بالأمور التي ستحدث قبل وقوعها؟ ألا يباغتك الإحساس بحدوث شيء معين، لكن لا تعلم من أي جزء في كيانك صدر، أو لماذا توقّعت ذلك؟
هل هي الحاسة السادسة؟ وما علاقتها بالإحساس العميق؟ وما علاقتها بالمناعة؟ وهل تختلف الحاسة السادسة بين الرجال والنساء؟
كثيراً ما نسمع مُصطلح الحاسة السادسة في إشارة إلى أشياء خارقة للعادة، أو أن من يتمتّع بها بإمكانه إدراك أمور غير ملموسة لا يُمكن للأشخاص العاديين إدراكها! الحاسة السادسة هو تصوُّر خارج الحواس، يُعرف علمياً باختصار (ESP) يتجاوز حواسنا الخمسة المعترف بها – السمع والذوق والبصر والشم واللمس. وعادة ما يشير الاستخدام العامي لمصطلح «الحاسة السادسة» إلى قدرتنا على إدراك شيء لا يبدو أنه موجود أو ملموس، مثل أن يُراودك شعورٌ ما بأن الشخص الذي يجلس إلى جانبك في محطة القطار قد ارتكب جريمة لتوّه! أو شعورك بأنك لا بد أن تكون نسيتَ شيئاً في المنزل بعد خروجك منه.
يعتقد علماء النفس أن كل شخص يملك حواس خفية موازية للحواس العادية الملموسة. على سبيل المثال، يُمكنك أن تقطف زهرة وتشم رائحتها عبر حاسة الشم، بينما يُمكنك أن تشم رائحة زهرة غير موجودة اعتماداً على الحاسة الخفية لديك، الموازية لحالة الشم. وحيث إن هذه القدرة على إدراك الحواس الخفية لا يستشعرها الجميع، لكنها موجودة عند كل الناس، وبحاجة لتفعيل قبل أن يتمكّنوا من استخدامها.
أما الحاسة السادسة من وجهة نظر علماء النفس، فيعتقدون أنها تكون على عدة أشكال، أكثرها شهرة هي قدرة الشخص على توقّع الحدث القادم بناء على ربط أحداث منطقية في التوقيت الحاضر. هذا التنبّؤ مبني على الواقع وبعيد عما يُعرف بالوساطة الروحية أو الاطلاع على الغيبيّات. ولكن ورغم ذلك، هذا التنبؤ لا يُعتبر صادقاً أو مضموناً مائة في المائة.
هل نمتلك جميعنا الحاسة السادسة؟ كيف نكتشف الحاسة السادسة، إن فسّرنا المقصود بالحاسة السادسة بأنها القدرة على الانتباه وإدراك أمور غير واضحة، فنعم، جميعنا نملك هذه الحاسة، وإن كانت غير مفعّلة لدى البعض. لكن ما يُفسّره بعض المنجّمون والمشعوذون بأن الحاسّة السادسة هي القدرة على إدراك أمور خارقة للعادة، وتفسير أحداث ما وراء الطبيعة، فإن ذلك لا يتناسب مع ما نؤمن به في عقيدتنا الإسلامية. الجميع يمتلك الحدس الذي يُشعرنا بأشياء غير مرئية في بعض الأوقات، ويُخبرنا بالحذر من بعض الناس أو بعض المواقف.
وفقا لدراسة نشرت في مجلة الدماغ والسلوك والمناعة (Brain, Behavior, and Immunity) عام 2006، فإن الدراسات وجدت أن الجهازين العصبي والمناعي يستخدمان لغة كيميائية مشتركة للتواصل داخل الجهاز وفيما بينهما. على وجه التحديد ينتج الجهازان العصبي والمناعي مجموعة مشتركة من الناقلات العصبية الببتيدية وغير الببتيدية والسيتوكينات التي توفر ذخيرة مشتركة من المستقبلات والروابط بين النظامين.
أدت هذه الدراسات إلى مفهوم يقول إنه من خلال مشاركة الروابط والمستقبلات يمكن للجهاز المناعي أن يعمل بمثابة حاسة سادسة لاكتشاف الأشياء التي لا يستطيع الجسم سماعها أو رؤيتها أو شمها أو تذوقها أو لمسها. يكتشف الجهاز المناعي مسببات الأمراض والأورام والمواد المسببة للحساسية بحساسية وخصوصية كبيرتين.
كحاسة سادسة، فإن جهاز المناعة هو وسيلة للإشارة وتعبئة الجسم للاستجابة لهذه الأنواع من التحديات، كيف تعمل الحاسة السادسة؟ تعمل الحاسة السادسة عن طريق تنبيهنا إلى الوقت الذي قد يكون فيه جسمنا غير متوازن، مثلا هذه الحاسة تجعلنا نتناول مشروبا عندما نشعر بالعطش أو إخبارنا بخلع المعطف عندما نشعر بالحر الشديد. يعد هذا الحس الداخلي مهمًا أيضا لصحتنا العقلية؛ هذا لأنه يسهم في العديد من العمليات النفسية، بما في ذلك صنع القرار والقدرة الاجتماعية والرفاهية العاطفية.
دراسة تكشف عن حاسة سادسة لدى البشر
كشفت دراسة بريطانية حديثة، عن وجود حاسة سادسة لدى البشر، وهي حاسة "الحس الداخلي"، حسبما ذكر موقع قناة "الحرة"، ووفقا لورقة بحثية أعدتها الإخصائية في علم النفس من جامعة رويال هولواي بلندن، جينيفر مورفي فإن معظم الناس على دراية بالحواس الخمس اللمس والبصر والسمع والشم والتذوق، لكن لا يعلم الجميع أن لديهم حاسة إضافية تسمى "الحس الداخلي"، ونقل تقرير لموقع "ساينس أليرت" عن الورقة البحثية أن الحاسة السادسة هي الشعور بالحالة الداخلية لجسم الإنسان، وليست القدرة على التنبؤ بالأشياء كما يعتقد عدد كبير من الناس، والشعور بالحالة الداخلية لجسم الإنسان يساعد على فهم وتفسير الإشارات الداخلية التي تنظم الوظائف الحيوية مثل الجوع والعطش ودرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب، وتقوم هذه الحاسة بتنبيه الجسم إلى الوقت الذي قد يكون فيه غير متوازن، مثل تحذير الإنسان بضرورة شرب المياه عند الشعور بالعطش.
ويعتبر الحس الداخلي مهم أيضا للصحة العقلية، إذ أنه يساهم في العديد من العمليات النفسية، بما في ذلك صنع القرار والقدرة الاجتماعية والرفاهية العاطفية، وعلى الرغم من أهمية الإدراك الداخلي لجميع جوانب الصحة، لا يُعرف سوى القليل عما إذا كان الرجال والنساء يختلفون في مدى دقة إحساسهم بالإشارات الداخلية لأجسامهم.
حتى الآن، فإن الدراسات التي بحثت فيما إذا كان الرجال والنساء يستشعرون ويفسرون الإشارات الداخلية، وصلت إلى نتائج مختلفة، ولكن الورقة البحثية جمعت بيانات من 93 دراسة تبحث في الإدراك الداخلي لدى الرجال والنساء، وركزت على الدراسات التي نظرت في كيفية إدراك الإنسان لإشارات القلب والرئة والمعدة.
على سبيل المثال، طلبت بعض الدراسات من المشاركين حساب دقات قلبهم، بينما طلب آخرون من المشاركين تحديد ما إذا كان بإمكانهم اكتشاف اختلاف في أنفاسهم أثناء التنفس، ووجد تحليل النتائج أن الحس الداخلي يختلف في الواقع بين الرجال والنساء، وكانت النساء أقل دقة بشكل ملحوظ في المهام التي تركز على القلب والرئة مقارنة بالرجال.
وقد تكون النتائج مهمة للمساعدة على فهم سبب انتشار العديد من حالات الصحة العقلية الشائعة (مثل القلق والاكتئاب) بين النساء أكثر من الرجال منذ سن البلوغ وما بعده، ووفقا للورقة البحثية، فإن الفهم الأفضل لجميع العوامل التي تؤثر على القدرة الجسدية والمعرفية أمر مهم لتطوير علاجات أفضل في المستقبل للعديد من حالات الصحة العقلية.
هل ينبغي أن نؤمن بالحاسة السادسة؟ وهل يتمتع بها كل البشر؟
اختصاصية علم النفس الإكلينيكي جان سيود فاكشين: يعتمد الحدس على التجميع السريع لكمية كبيرة من المعلومات الحسية في لحظة معينة، وهو نوع من المسح يكون في حدود 360 درجة، وفي مستوى أدنى من الوعي.
يسميها بعض الناس "الحدس" أو "الغريزة"، وتُعرف أيضا بـ"الحاسة السادسة"، ولكن هل هذه الحاسة موجودة فعلا؟ وهل يتمتع بها كل البشر؟
تقول الكاتبة ناتالي سابيرو في تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" (lefigaro) الفرنسية، إن "الحاسة السادسة" شيء مدهش لأغلب الناس، فهي عبارة عن معلومات تُفرض علينا من دون وعي ولا يمكن تفسيرها تفسيرا منطقيا.
وترى اختصاصية علم النفس الإكلينيكي جان سيود فاكشين أن الأمر "ليس فيه أي جانب روحاني"، إذ يعتمد الحدس على التجميع السريع لكمية كبيرة من المعلومات الحسية في لحظة معينة، وهو نوع من المسح يكون في حدود 360 درجة، وفي مستوى أدنى من الوعي، وتضيف فاكشين "يتطلب الحدس قدرة كبيرة على التقاط بعض الإشارات الضعيفة الموجودة في بيئتنا. هذا الإدراك الحسي الواسع للغاية، الذي ينتقل بسرعة عالية في دماغنا، يمكن أن يرتبط أيضا بعناصر تم حفظها بالفعل لتكتسب فجأة معنى محددا. وغالبا ما نرفض هذه القناعة العميقة التي تظهر فجأة لأنه يستحيل علينا تفسيرها، على عكس الاستدلال أو الاستنتاج أو التفسير المدروس الذي يأخذ مسارات أبطأ في الدماغ".
هل الحدس مجرد مصادفة؟ الأشخاص الأكثر ذكاء والأكثر قدرة على معالجة المعلومات بسرعة أعلى مرتين من المعدل الطبيعي غالبا ما يتمتعون بالحدس أو "الحاسة السادسة"، ويسمح لهم ذلك بحل المشكلات بسرعة كبيرة من دون أن يدركوا كيفية التوصل إلى النتائج، حسب الكاتبة، ويقول أليكسيس شامبيون مؤسس مدرسة "إريس" للحدس والمسؤول عن عدد من المشاريع البحثية في هذا المجال إن "الجيش الأميركي أجرى بحثا لمعرفة ما إذا كانت هناك طريقة لتحسين هذا الحدس؛ وقد توصل إلى أن ذلك ممكن".
ويعارض شامبيون أولئك الذين يعتقدون أن الحدس هو في الغالب مجرد مصادفة، قائلا "عندما نلجأ إلى الحدس لمحاولة تخمين ما هو مخفي تحت صورة مقلوبة رأسا على عقب، على سبيل المثال، تكون فرصتنا في النجاح أكبر مما قد نتوقعه من المصادفة؛ وقد ثبت ذلك إحصائيا".
قدرات كامنة، وعند الحديث عن الحيوانات، يبدو الحدس أكثر تطورا، حيث استطاعت الفيلة -على سبيل المثال- بقدرتها على إدراك الاهتزازات فوق الصوتية للموجات الزلزالية أن تختبئ وتنجو من إعصار تسونامي الذي ضرب سواحل المحيط الهندي في قارة آسيا عام 2004. ومن المعروف أن لدى الحيوانات حساسية عالية تجاه التغيرات في الضغط الجوي والمجال المغناطيسي.
وحسب الكاتبة، فقد كان يُعتقد منذ وقت طويل أن البشر يفتقرون إلى تلك الحساسية، لكن عالم الجيوفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا جوزيف كيرشفينك أظهر في بحث نشره عام 2016 أنه من خلال تعريض 34 فردا، وضعوا في أقفاص فاراداي، لمجالات مغناطيسية متحركة ذات كثافة أضعف من المجال المغناطيسي للأرض، أظهر مخطط كهربائية الدماغ تفاعله مع الموجات من دون أن يُدركوا ذلك. وهذا يعني أن الإنسان قد يكون حساسا للموجات المغناطيسية، ولكنه فقد قدرته على تفسير إشاراتها بطريقة واعية.
هل يمكن استعادة هذه القدرة على التفسير الواعي؟ تقول الكاتبة إن هذا الأمر ما زال يحتاج إلى إثبات علمي، لكن ما نعرفه حاليا هو أنه بالتدريب يستطيع بعض الأشخاص تطوير ملكات حسية جديدة. فعلى سبيل المثال، يتيح تحديد الموقع بالصدى التمييز بين موضع وحجم الأجسام من دون رؤيتها، وذلك بارتداد الموجات فوق الصوتية.
تطوير الحدس يؤكد شامبيون أنه "يمكن للجميع تطوير حدسهم. ويتمثل المفتاح الأول في الاهتمام بالأسئلة التي نطرحها على أنفسنا لا شعوريا من خلال العاطفة والرغبة والتحيز وما إلى ذلك، أما المفتاح الثاني فهو أن ننتبه دائما إلى الشعور الذي يظهر فجأة من دون أسباب منطقية، ونفتح له الباب لأن ذلك يزيد احتمالات التأثر به وإدراكه".
وتقدم فاكشين المفتاح الثالث قائلة "علينا العمل على أن نكون أكثر انتباها لما يخبرنا به الجسد، على الأقل بضع دقائق في اليوم. إنها خطوة أولى أساسية للارتباط بوجه أفضل بالعالم من حولنا".
مثل الدلافين والخفافيش! الحاسة السادسة التي يمتلكها الإنسان ونادراً ما يستخدمها
الحاسة السادسة هي قدرة إضافية يمتلكها البشر، لكن نادراً ما يقومون باستخدامها في حياتهم العملية. ومع ذلك، بالتعلُّم والتدريب يمكن تطويرها وتحسين أدائها، خاصة عند الاضطرار للاعتماد عليها في تسيير شؤون الحياة اليومية عند غياب حاسة أخرى.
واكتشف بعض الأشخاص المكفوفين بالفعل كيفية الاستفادة من هذه، واستطاعوا أن يمتلكوا إمكانية التنقّل رغم انعدام الرؤية، فيما يشبه الحاسة السادسة التي تتنقل بها الدلافين تحت الماء، أو التي تجد الخفافيش بها طريقها في الظلام الدامس.
ويقول العلماء إنها مسألة وقت وتدريب فقط قبل أن يكتشف الآخرون كيفية القيام بذلك أيضاً واستغلاله بشكل عملي وبكفاءة، وتساعدنا حواسنا الخمس- البصر والسمع والشم والتذوق واللمس- على فهم وإدراك العالم من حولنا. ولكن وفقاً لدراستين حديثتين نشرهما موقع WebMD الطبي، يمكن للناس الاستفادة مما يسمى بالحاسة السادسة وتعلم كيفية التنقل في الظلام عندما نُحرم لسببٍ أو لآخر من الرؤية بشكل طبيعي.
وتستخدم الدلافين وبعض الحيوانات الأخرى سوناراً بيولوجياً، يُسمّى بعملية "تحديد الموقع بالصدى"، للالتفاف واستشعار الاتجاهات، حتى عندما تتسبب المياه القاتمة والمظلمة في انعدام الرؤية بشكل كامل، ويبدو أن الخفافيش أيضاً، تستشعر الصوت أثناء ارتداده عن الأجسام المحيطة أثناء طيرانها، ودون عوائق عبر المساحات المظلمة.
ويقول أستاذ علم النفس والمشرف على الدراسات: "يستخدم الناس هذه الحاسة السادسة طوال الوقت، مثلما هو الحال عندما يدخل شخص ما إلى غرفة ويفهم بشكل حدسي ما إذا كانت مساحتها صغيرة أم كبيرة، وما إذا كانت تحتوي على أثاث أم لا، فمن المحتمل أنه في تلك الحالة يبني حدسه على الصدى".
وينقر الأشخاص المكفوفون أحياناً على عصا أو يطأون بخطوات متأنية لمساعدتهم على الشعور بالمساحة المحيطة بهم. ويقول العلماء إن البشر يمكنهم أيضاً تحديد المحيط بصدى الصوت؛ عن طريق النقر بالأصابع أو إصدار أصوات بأفواههم، لأن الموجات الصوتية التي يخلقها ذلك الصوت ترتد عن الأشياء القريبة.
ويمكن للأشخاص ذوي التدريب القليل أو بدون تدريب تماماً أن يتعلموا كيفية استخدام هذه الحاسة السادسة لتحديد شكل أو حجم أو ملمس شيء ما، بحسب Express.
هل الحاسة السادسة حقيقية؟ ما علاماتها ومتى يجب أن نثق بها؟ إليك ما يقوله العلم
هل سبق لك أن توقعت حدوث شيء ما وكان توقعك صحيحاً؟ إذاً قد تكون من الأشخاص الذين يمتلكون الحاسة السادسة أو الحدس أو المشاعر الغريزية أو أياً كانت تسميته، ولكن هل هذا فعلاً صحيح ومثبت علمياً؟
الحاسة السادسة أو المشاعر الغريزية هل هي صحيحة فعلاً؟ يمكن أن يثير اللاوعي لديك مجموعة من الأحاسيس في القناة الهضمية (توصف بأنها الدماغ الثاني في الجسم)، وبعضها لا يختلف عن المشاعر الجسدية المرتبطة بالقلق، وقد تبدو أحاسيس أخرى أكثر إيجابية لتؤكد اختيارك.
يمكن أن يثير اللاوعي لديك مجموعة من الأحاسيس في القناة الهضمية (توصف بأنها الدماغ الثاني في الجسم)، وبعضها لا يختلف عن المشاعر الجسدية المرتبطة بالقلق، وقد تبدو أحاسيس أخرى أكثر إيجابية لتؤكد اختيارك.
لا شكّ أنّ اتباع غريزتك في توقع الأمور قد يكون بإمكانه توجيهك لاختيار الطريق الأنسب لك في الكثير من أمور الحياة، لكن في الوقت ذاته قد تتساءل عما إذا كان التمسك بالمنطق والعقل في اتخاذ القرارات سيكون أفضل لك من أن تضع المزيد من الثقة في غريزة لا يمكنك تفسيرها.
ما الذي تشعر به في الحاسة السادسة أو الحدس أو الشعور الغريزي؟ هل واجهت شعوراً مزعجاً بعدم الارتياح بشأن موقف ما؟ أو فجأة شعرت بالريبة تجاه شخص قابلته للتو؟ لا يمكنك تفسير مشاعرك بشكل منطقي، لكنك تعلم أن شيئاً ما ليس صحيحاً تماماً، يمكن أن يثير اللاوعي لديك مجموعة من الأحاسيس في القناة الهضمية (توصف بأنها الدماغ الثاني في الجسم)، وبعضها لا يختلف عن المشاعر الجسدية المرتبطة بالقلق، وقد تبدو أحاسيس أخرى أكثر إيجابية لتؤكد اختيارك.
ووفقاً لما ذكره موقع Health Line فإن بعض الناس يصفون علامات الحاسة السادسة أو المشاعر الغريزية على أنها صوت داخلي صغير، ولكنه غالباً يُسمع بطرق مثل:
توتر أو شد في الجسم
شعور بصراخ داخلي أو وخز
شعور غريب بالمعدة أو الغثيان
إحساس بالغرق
تعرق راحتي اليدين أو القدمين
مشاعر سلام أو أمان أو سعادة
وتميل هذه المشاعر إلى الظهور فجأة إلى الناس كهمس خافت أو شعور خفيف، لكنها أحياناً تأتي بقوة، بحيث لا يستطيع أحد تجاهلها.
من أين تأتي المشاعر الغريزية؟
رغم أن المشاعر الغريزية غالباً ما تظهر من العدم، فإنها ليست عشوائية، إذ توصل الخبراء إلى بعض التفسيرات المحتملة لهذه المشاعر.
فبينما تمضي في يومك يقوم عقلك بجمع ومعالجة البيانات الحسية من بيئتك. على سبيل المثال، إذا لاحظت شخصين يصرخان ويدفعان بعضهما البعض خارج متجر أمامك مباشرة، فمن المحتمل أنك ستعبر الشارع.
لكنك لن تقول إن حدسك قد أخبرك بالانتقال، لأنك اتخذت قراراً منطقياً بناءً على المعلومات المتاحة.
ماذا لو شعرت فجأة برغبة قوية في عبور الشارع؟ لا يوجد سبب واضح وراء اندفاعك لكن لا يمكنك تجاهله، وبعد مرور بضع ثوانٍ على عبورك تنهار لافتة المبنى أمامك، حيث كنت ستمشي تماماً، ولا شكّ أنك ستحدق بانبهار وستتساءل كيف علمت أن ذلك سيحدث.
قد يكون الأمر هنا ليس له أي علاقة بالحاسة السادسة أو ما شابه، وكل ما في الأمر هو أنّ اللاوعي لديك هو من لاحظ بعض الأمور وجعلك تغير طريقك، مثل أن تكون إحدى زوايا اللافتة كانت غير معلقة، أو ربما كان الناس أمامك ملاحظين أنّ اللافتة ستقع، وخرجوا من الطريق، واللاوعي لديك جعلك تتبعهم دون أن تدرك.
التنبؤات على أساس الخبرة يمكنك أيضاً التفكير في المشاعر الغريزية كنوع من التنبؤ بناءً على التجارب، حتى الذكريات التي لا تتذكرها تماماً، أو المعلومات التي لا تدركها بوعي، يمكنها أن ترشدك إلى الطريق الصحيح. في دراسة جرت في العام 2016، حاول فيها الخبراء معرفة مقياس الحدث لكل شخص، قاموا باختبار تلك الفكرة على المشاركين:
طلب الباحثون من الطلاب المشاركين النظر إلى شاشة من النقاط المتحركة الصغيرة، وتحديد ما إذا كانت النقاط قد تحركت نحو الجانب الأيمن أو الأيسر من الشاشة.
في الوقت نفسه، أظهر الباحثون أيضاً للمشاركين صوراً مصممة لإلهام المشاعر الإيجابية أو السلبية: جرو، طفل، بندقية، ثعبان، أخبرتهم هذه الصور بالطريقة التي تتحرك بها النقاط على الشاشة.
رأى المشاركون هذه الصور بعين واحدة فقط، لكنهم لم يعرفوا أن هناك أشياء مثل الطفل أو الحيوانات في الصور، لأنهم شاهدوا النقاط من خلال مجسم مرآة، وهو جهاز يسمح للباحثين بمنع تلك الصور من إدراكهم الواعي.
عندما شاهد المشاركون هذه الصور أصبحت قراراتهم أسرع وأكثر دقة، وبالتالي تم استنتاج أنّ الناس يتفاعلون مع الصور جسدياً، رغم أنهم لم يدركوا أبداً ما كانوا ينظرون إليه.
أمثلة أخرى، للتوضح أكثر إليك هذه الأمثلة حول كيف يمكن للمعرفة الموجودة -حتى لو لم تكن على دراية بها- أن تثير مشاعرك الحدسية.
مجموعة من الأصدقاء تطلب منك تناول العشاء في أحد المطاعم الشعبية، ولكن هناك شيء داخلك يخبرك بعدم الذهاب فتقوم بتجاهل الدعوة، والشيء الذي قد تكون لا تتذكره هو أنك قبل فترة قد قرأت على الفيسبوك مثلاً نقداً لهذا المطعم، يشير إلى ممارسات طهي غير صحيّة، صحيح أنك نسيت هذه المعلومة، لكن اللاوعي لديك لم ينسها، وأعطاك إشارة كي لا تذهب إلى الدعوة.
مثال آخر ينطبق على الأشخاص الذين تتعرف عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي، كي تتفق معه على موعد محدد وتبدو الأمور على ما يرام، لكنك فجأة تشعر بعدم الارتياح تجاهه رغم أنك لا تستطيع تحديد السبب.
بكل تأكيد أنك قمت بالاطلاع على ملفه الشخصي، وقرأت معلوماته، مثل العمل السابق أو المدرسة، وكيف انتهت علاقته الأخيرة، وما إلى ذلك، وهو ما يتعارض تماماً مع ما قاله لك خلال لقائكم، صحيح أنك لم تلتقط تلك الأكاذيب، لكنّ اللاوعي لديك التقطها وأعطاك شعوراً بعدم الارتياح.
متى يجب أن تثق في حدسك؟ في كل موقف تواجهه فكّر فيما إذا كان حدسك قد قيم الموقف بشكل صحيح، وما إذا كان لديك خبرة في هذا الموضوع أو لا، إذا لم يكن كذلك فلا تتردد في الوثوق بحدسك، فأحياناً يمكن أن تكون المشاعر الغريزية أشياء حقيقية ترتكز على الملاحظة والخبرة وفقاً لما ذكره موقع BBC البريطاني. كما توجد حالات أخرى عليك إدراكها قبل أن تثق بحاستك السادسة، وهي عندما يمكنك فصل القرار بين الواقع وما تتمناه، وعندما تكون بحاجة إلى اتخاذ قرار سريع، وأيضاً عندما تكون مفتقراً إلى البيانات والمعلومات.
النساء أقل امتلاكا لها.. لدينا "الحاسة السادسة" دون أن ندرك
نعلم أن جميعنا نتمتع بالحواس الخمس، والتي تتضمن اللمس والبصر والسمع والشم والتذوق، ولكن لا يعلم الجميع أن لدينا حاسة إضافية تسمى "الحس الداخلي"، والتي يمكن تصنيفها على أنها الحاسة السادسة.
ويربط الكثيرون مصطلح "الحاسة السادسة" ببعض الأساطير أو القصص الخيالية أو المنامات أحيانا، لكن إحدى المجلات العلمية، وضحت طبيعة "الحاسة السادسة" ووضحت كيفية إدراكها، إن تفسير الإشارات الداخلية التي يقدمها جسمنا والتي تنظم عمل الوظائف الحيوية لدينا، مثل الجوع والعطش ودرجة حرارة الجسم والعطش ومعدل ضربات القلب لدينا وغيرها، هي حواس داخلية تتيح لنا الشعور بأجسامنا.
ورغم عدم ملاحظتنا لهذه العملية كثيرا، إلا أنه شعور بالغ الأهمية لأنه يضمن أن كل نظام داخل جسمنا يعمل على النحو الأمثل، حيث تتم هذه العملية عن طريق تنبيهنا إلى الوقت الذي قد يكون فيه جسمنا غير متوازن، مثل شرب الماء عند العطش.
والحس الداخلي يعتبر مهما أيضا لصحتنا العقلية، لأنه يساهم في العديد من العمليات النفسية، بما في ذلك عملية صنع القرار والتفاعل الاجتماعي والاستقرار العاطفي. وتم الإبلاغ عن وجود اضطراب داخلي في العديد من حالات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل.
وغم أهمية الإدراك الداخلي لجميع جوانب صحتنا، لا يُعرف سوى القليل عما إذا كان الرجال والنساء يختلفون في مدى دقة إحساسهم بالإشارات الداخلية لأجسامهم، حيث قدمت الدراسات نتائج متباينة حول هذه النقطة، لكن فهم هذه الاختلافات قد يحسن فهمنا للاختلافات في الصحة العقلية والبدنية أيضا.
وقامت الباحثتان جينيفر مورفي وفريا برنتيس، وهما محاضرتان في علم النفس بجامعة "رويال هولواي" بلندن، بدمج بيانات من 93 دراسة تبحث في الإدراك الداخلي لدى الرجال والنساء، خصوصا تلك الدراسات التي نظرت في كيفية إدراك الناس لإشارات القلب والرئة والمعدة عبر مجموعة من المهام المختلفة.
وبين تحليل الدراسات، بحسب الدراسة المنشور في مجلة "Neuroscience & Biobehavioral Reviews" العلمية، أن الحس الداخلي يختلف في الواقع بين الرجال والنساءن وذكر الباحثون أن هذه النتائج قد تكون مهمة للمساعدة في فهم سبب انتشار العديد من مشكلات الصحة العقلية الشائعة (مثل القلق والاكتئاب) بين النساء أكثر من الرجال منذ سن البلوغ وما بعده بحسب المقال المنشور في مجلة "sciencealert" العلمية.
إليك 10 طرق لتحسين قدرات الحاسة السادسة لديك
1- افسح المجال للتواصل مع صوتك الداخلي
إننا نعيش في عالم مزدحم وصاخب. لذلك، كلما استطعت ضمان الصمت بداخلك، زاد احتمال سماع صوتك الداخلي وهو يخاطبك. قد لا يكون ذلك في شكل كلمات، وإنما من خلال مقتطفات من الصور والمشاعر. عليك أن تتصرف بناءً على المعلومات المقدمة إليك واسمح لنفسك بأن تثق بحدسك.
2- اصغِ إلى حدسك
عادة ما تنتابنا المشاعر التي تخبرنا بأن نتجنب خطرا داهما أو عاقبة أمر ما. قد يبدو الأمر غير منطقي في البداية، ولكن كلما اتبعت هذا الشعور الغريزي، زاد احتمال إرشادك للطريق الصحيح.
3- لا تتجاهل العلامات
أكّد الموقع على ضرورة الانتباه للإشارات التي يمنحك إياها الكون، فقد يكون هناك معنى خفي خلف هذه القرائن المرئية.
4- انتبه عندما تختبر حاستك السادسة
أكد الموقع أنه في بعض الأحيان قد تمنحك الحاسة السادسة لحظة استكشاف. وقد يكون هذا الحدث لحظة إلهام أو ردا على سؤال، أو موجة من الأحاسيس التي قد تقودك إلى مستوى جديد من الفهم. فانتبه للأحداث واحتفل بها فور حدوثها. فكلما زاد إدراكك لحكمتك الداخلية وتقديرك لها، زاد احتمال رؤية لحظات كهذه تحدث بانتظام.
5- خمن
لا تأخذ قدراتك الروحية على محمل الجد. العب مع قوتك الداخلية ولا تخشى التخمين من حين لآخر من خلال التنبؤ مثلا بمن يتصل بك، أو تخمين عدد رسائل البريد الإلكتروني التي ستجدها عند فتح حسابك. سيؤدي ذلك إلى زيادة إيمانك عندما تكتشف أنك على حق معظم الوقت.
6- انتبه لأحلامك ورؤياك
أشار الموقع إلى أننا جميعًا لدينا أحلام ورؤى داخلية تقودنا في اتجاه معين. فانتبه إلى المعلومات التي تحصل عليها، وتساءل عن الهدف من وراء هذه المعلومات وكيف تهدف إلى خدمتك في الحياة.
7- قم بتدوينها
عندما تبدأ في خوض تجاربك اليومية، لا تغفل عن تدوين تلك "القصص" التي تبدو لك غريبة أو غير قابلة للتصديق، لأنها ستكون موضوعا لتجاذب أطراف الحديث مع الأشخاص الذين ستشارك معهم تجربتك.
8- انتبه لمشاعرك
شدد الموقع على ضرورة الانتباه إلى المشاعر الحقيقية، ذلك أن حدسك الخاص يحاول التحدث إليك وإرشادك في اتجاه معين. ومع مرور الوقت، ستصبح هذه المشاعر أكثر مصداقية وأكثر استمرارية. لذا كن دائمًا ممتنًا لها، لأنها قد تقودك إلى الفرص وتحميك من الأذى.
9- تصور، وعبر عن نواياك
كلما استطاع الإنسان تطوير مسار بين نيته الواعية وعقله الباطن، كانت حاسته السادسة أكثر تجاوبا معه. وهذا العقل الباطن يتمثل في نهاية المطاف في شكل أشخاص وأماكن وتجارب ستوجهك نحو الهدف.
10- توقف عن قول "لا"
للانفتاح على الحاسة السادسة تمامًا، يجب أن تتوقف عن قول "لا" لتلك الأحاسيس الداخلية أثناء مرورها. وعندما تسأل، كن مستعدًا للإجابة لأنك قد لا تكون مستعدا لقبولها وتبنيها. ولكن العملية لا تتعلق بالحصول على الإجابة التي تريدها في كل مرة، بل بالسماح بمرور معلومات يمكن أن تخدم غرضًا أسمى أو لشخص آخر.
وفي الختام، أكد الموقع أنه لتحسين قدرات الحاسة السادسة يجب عليك أن تطور حدسك وتوظفه لصالحك. وستتمكن في النهاية من الاستنجاد بقدراتك في غضون لحظة وقد ترغب أيضًا في دمج طرق علاجية أخرى على غرار ممارسة اليوغا والتأمل التي تساهم بدورها في تحسين مهاراتك.
ليست قوة خارقة، ولكنها إمكانية مهدورة من إمكانيات الإنسان
وفي دراسة علمية، تم اختبار ما إذا كان يمكن للناس تعلُّم تحديد الموقع من خلال صدى الصوت، أو اكتساب تلك الحاسة السادسة، وحضر المشاركون من الأناس المكفوفين والمُبصرين، 20 جلسة تدريبية- بوتيرة اثنتين في الأسبوع لمدة 10 أسابيع- ثم حاولوا استخدام تلك التقنية لتحديد حجم الشيء وموقعه في المختبر، بحسب موقع WebMD، وبالنسبة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من الرؤية بصورة طبيعية، فإن تطوير قدراتهم الحسية النشطة زاد من قدرتهم على التنقل بشكل مستقل وتحسين شعورهم بالمحيط لهم.
وفي دراسة ثانية، تم اختبار عدد من المشاركين غير المدربين على تحديد المواقع بالموجات الصوتية من خلال أجهزة الكمبيوتر اللوحية، والتي كانت مشابهة للضوضاء التي تستخدمها الخفافيش عندما تطير في الظلام، ثم سُئلوا بعد ذلك عما إذا كان جسم محدد كان يتم تحريكه عبر الغرفة، ولا يمكنهم رؤيته، يتحرك أم لا. وحتى مع عدم وجود تدريب، عرف معظم المشاركين الإجابة الصحيحة. وبالتالي ليس من الصعب على الناس فهم هذه التقنية واستخدامها أثناء تفاعلهم مع بيئتهم.
المهارة تتحسن من خلال التدريب والممارسة، ومع ذلك، فإن بعض المشاركين كانوا أفضل بكثير في هذا من غيرهم. وكان المكفوفون هم الأسرع من غيرهم في اكتساب تلك المهارة والاستفادة منها وتطبيقها، وفقاً لموقع Express، ولأن الدماغ البشري مهيأ لاستخدام العينين في التعرُّف على المحيط، والأشخاص الذين يمكنهم الرؤية يعتمدون بشكل كبير على بصرهم للتنقل في العالم، يضطر الأشخاص المكفوفون أن يعتمدوا على حواسهم الأخرى، وهنا تأتي أهمية تلك الحاسة السادسة.
وقد أظهرت الدراسات بالفعل أنه في حالة غياب البصر، فإن الدماغ سوف يعمل على تنشيط الحواس الأخرى للتعويض عن الحاسة المفقودة، وتصحيح النقص في المعلومات الذي حدث بالنسبة لما يستمده الشخص مما حوله.
وعندما يكرر المشاركون الاختبار عدة مرات، فإنهم يتحسنون. ويقارن خبراء علم النفس مهارة تحديد الموقع من خلال صدى الصوت، بمهارة تعلم لغة ثانية- وذلك من خلال طريقة التحسين والتطوير والممارسة.
وعلى الرغم من أن أي شخص قادر على تطوير هذه القدرة، إلا أن المكفوفين هم من يتعلمون السيطرة عليها. ووفقاً لموقع BBVA Open Mind، يرتبط فقدان البصر في سن أصغر بزيادة حدة تحديد ومهارة تلك الحاسة السادسة.
اضف تعليق