ان الظروف التي مر بها مجتمعنا اليوم من احداث أمنية وتغيرات سياسية، اجتماعية، جعلت من افراد المجتمع وبالأخص الأطفال ان يرتكز في البيت الاسري وذلك من اجل الحفاظ على حياتهم وكذلك عدم للجوءهم الى اكتساب ممارسات سلوكية غير قانونية واجتماعية قد تساهم في ضياع حياتهم الطفولية وهذا ما دفع الكثير من الاسرة العراقية وبالأخص الامهات، خوفهن على اطفالهن، الى منعه من الخروج وحدهم خارج المنزل والذهاب الى المدرسة او التحدث مع شخص غرباء او حتى التجمع مع اولاد الجيران مما قد يؤدي ذلك الى شعور الطفل بالخوف كلما اقترب منه أحد.

كما ان الظروف السيئة التي نعيشها اليوم دفعت الكثير من الاسر الى التنقل من مكان لأخر بحثاً عن الامان والاطمئنان لأفرادها، ادى الى ظهور مخاوف جديدة لم تكن موجودة سابقاً، ومنها ما يسمى بالخوف من مستقبلهم الدراسي فقد وجدت الدراسات ان الاسر التي تنتقل كثيراً في عدد من المدن او البلدان تزداد في أبنائها حالات الخوف ويعود ذلك الى عدة عوامل منها عدم اتاحة الوقت الكافي لإقامة علاقات اجتماعية مستمرة ومتكررة، مما يجعل فرص الأبناء امام اكتساب هذه القدرات وتطويرها قليلة فاصبح الخوف من المشكلات النفسية الأكثر شيوعاً في وقتنا الحاضر.

وانسجاما مع أعلاه فانه هذه الدراسة تهدف الى معرفة مفهوم الخوف وكذلك مفهوم التكيف الدراسي كما نتناول في هذه الدراسة أنواع الخوف التي قد تواجه الطفل في مرحلة الدراسية وفي البيت وكذلك سوف نركز في دراستنا هذه على العلاقة بين الخوف والتكيف الدراسة في المدراس العراقية وخاصة الأطفال منهم وأخيرا وقبل الأخير تم وضع بعض الاستنتاجات التي قد تساهم في النهوض بالدراسة الحالية وكذلك التوصيات من اجل الوصول معرفة الإجابة على التساؤل الاتي ما علاقة الخوف بالتكيف الدراسي؟

مفهوم الخوف

هو انفعال يبدو في استجابة الفرد لمثيرات معينة كالانسحاب او الهروب من الواقع المجهول(1) او هو شعور بالقلق والخشية من المستقبل دون سبب معين يدعو للخوف، أو هو الخوف المزمن، فالخوف مرادف للقلق، الا ان الخوف استجابة لخطر محدد، بينما القلق استجابة لخطر غير محدد، وطالما ان المصدر الحقيقي للخطر غير معروف للشخص العصابي، فان استخدام القلق يقتصر على المخاوف العصبية (2).

بالإضافة الى ذلك فإن الخوف يعد حالة رد فعل طبيعي لموقف غير طبيعي، وزيادة على ذلك فان الخوف يشار أليه بعض المختصين في العلوم النفسية على انه شعور الفرد بالارتباك والاحراج من المواقف التي تواجه في الحياة او من مقابلة اشخاص جدد في المدرسة او الاكل والشرب امام الاخرين. فالخوف اذ انفعال أساسه فطري مرتبط ارتباطا وثيقا بالمحافظة على البقاء فالخوف هو سمة تتأثر بمتغيرات الوسط الذي يعيش فيه الانسان كالعادات والتقاليد والثقافية الاجتماعية وغيرها وهي تؤثر على نفسية الفرد فتجعله غير قادرا على التكيف الاجتماعي والمدرسي والاختلاط بالناس.

ويعد الخوف من الناس والمدرسة او الخوف من مدرسين والوالدين اشد أنواع الخوف تأثير في حياة الطفل اذ يجعله يتحاشى لموقف يعرضه لمقابلة او مواجه الناس لكونه يؤدي الى السيطرة إحساس غريب عليه بانه محط انتقادهم او اهانتهم او بانه يرتكب حماقة تعرضه للسخرية وهذا يتمثل مشكلة له ويكون غير راضي عن نفسه وقد يعوق تقدمه في مجالات حياته الدراسية المختلفة(3)

التكيف الدراسي

يقصد بالتكيف الدراسي على انه قدرة الفرد في موجهة امور الحياة باعتماده على نفسه وتحقيق ذاته، مع شعوره بالحرية وسلامته من الامراض العصابية، ومعرفته للمهارات الاجتماعية، وايجاد علاقات طيبة بينه وبين اسرته ومجتمعه(4)

بالإضافة الى ذلك يرى بعض المختصين في العلوم والتربوية والنفسية والاجتماعية ان التكيف هو قدرة الطفل على تحقيق حاجاته الاجتماعية من خلال علاقاته مع زملائه، ومع مدرسيه، ومع المدرسة وادارتها، ومن خلال مساهمته في ألوان النشاط الاجتماعي المدرسي بشكل يؤثر في صحته النفسية وفي تكامله الاجتماعي، ويظهر التكيف في حياتنا اليومية في مناسبات مختلفة وميادين متنوعة ويحمل الانسان معه عددا غير قليل من الحاجات ويصرف وقتاً غير قصير من يومه في العمل من اجل قضائها، انه يجوع ويسعى وراء الطعام، ويشعر بالوحشة ويسعى وراء الاجتماع بالأخرين، ويقضه الخوف فيسعى وراء السلامة، وهو في كل حالة من الحالات وما يشبهها يظهر وكأن خللاً قد طرأ على التوازن اللازم بالنسبة لما هو موجود عنده، فيسعى نحو اعادة التوازن الة وضع يرضى عنه، ان سعيه لإعادة التوازن ظاهرة صحية من ظواهر التكيف.

اذ ان موضوع التكيف الاجتماعي والدراسي أحد المواضيع التي أثارت اهتمام المختصين في العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية لما يتضمنها من علاقة مترابطة من حيث العامل النفسي والاداء التربوي والاجتماعي أي حالة من التأقلم والتكيف والاداء الدراسي لان التكيف يعد من أحد الظواهر الاجتماعية التي تؤثر وتتأثر بالمجتمع.

وانطلاقا من هذه الحقيقة فان علم الاجتماع يتصدر بقية العلوم بل هو الاقرب الى تناول هذه الظاهرة بالتفسير والتحليل وصولاً لأفضل السبل والاجراءات لمعالجتها إذا افترضنا ان التكيف أصبح من المشكلات التربوية والاجتماعية التي تشمل الطلبة من جهة والمجتمع من جهة أخرى.

أنواع الخوف

ان الخوف كونه غريزة كامنة في الطينة الإنسانية فإن للخبرات التي يتعرض لها الإنسان منذ طفولته دوراً في كسب المعرفة بالأسباب التي تثير هذه الغريزة وتوقظها في أعماق التكوين النفسي للإنسان، ومن اهم أنواع الخوف هي على النحو الاتي:

الخوف الطبيعي: هو الخوف العادي بسبب شعور الطفل بانتقاله فجأة من بيئة البيت الى بيئة جديدة لم يألفها من قبل المدرسة وهي عالم مجهول بالنسبة له يلتقي فيها اشخاص جدد لا يعرفهم ولم يعتد عليهم ومن الطبيعي ان يجاف الطفل في مثل هذا الموقف او عندما يشعر انه يتعرض الى تغيرات في نظامه اليومي كالنهوض من النوم مبكرا ومغادر المنزل والابتعاد عن والديه والالتقاء بأطفال جدد ولكن لا يلبث ان يزول من خلال اندماجه مع الأطفال واللعب معهم والاشتراك في الفعاليات اليومية بالمدرسة

الخوض المرضي: وهذا ينتج عن ارتباط الطفل بالبيت بصورة مبالغ فيها بسبب تعلقه بالوالدين او تدليلهم له او ينتج عن تعرض الطفل لموقف سلبي في المدرسة كالأحراج او العقاب البدني او النفسي وا عند وجود عوامل تخويف أخرى في المدرسة كالصراخ او الإهانة امام الأصدقاء او قسوة المدرس او استخدام العصي او صعوبة المنهج وهناك خوف مرضي مثل الخوف من الأماكن المرتفعة الضيقة، والخوف من الناس(5)

وهناك أنواع أخرى من الخوف: الخوف من الأماكن المرتفعة كالبنايات العالية والمصاعد وركوب الطائرات والأماكن المزدحمة والأماكن المغلقة كالقاعات المغلقة المزدحمة والباصات المكتظة والخوف من الزواحف كالأفاعي والعقارب والخوف من الحيوانات مثل الكلاب والخوف من السفر بالسيارة خارج المدن والخوف من الظلام والنوم على انفراد، وغيرها من الظواهر الاجتماعية والنفسية التي تقد تؤثر على مخاوف الفرد.

العوامل المؤدية بالخوف لدى الاطفال

العوامل النفسية: ضعف الثقة بالنفس واعتماد الطفل الشديد الى والديه والقلق الشديد والضغوط الى تهدد شعور الطفل باحترامه لذاته بسبب عدم قدرته على التغلب على بعض الحرمان والنبذ من قبل الوالدين الخجل والنبذ من قبل رفاقه في المدرسة الإحساس برداءة ملابسه مما قد يسبب له الشعور بالحرج اما زملائه.

العوامل الاسرية: تعلم الخوف من أحد والدية بشكل مباشر مثل الخوف أحد الوالدين من المواقف الجديدة وهذا ينمي الخوف في نفس الطفل مثل هذه المواقف خاصة عند دخول الطفل للمدرسة كبيئة جديدة. وفي دراسة قام بها (بيرت) بعد فترة قصيرة من الحرب العالمية الثانية حيث وجد ان كثيرا من الأطفال الذين اخذوا من قبل امهاتهم الى الملاجئ الواقعة قرب المدرسة من اجل وقايتهم من الغارات الجوية كانوا يخافون من الغارات الجوية بالقدر الذي تخاف من امهاتهم وقد ارتبط خوفهم هذا بالمدرسة الموجودة بالقرب من الملاجئ احتمال وجود مشاكل عنيفة بين الإباء كسوء العلاقات بينهم عدم المبالاة من الوالدين بالأطفال المبالغة الشديدة في الحماية والرعاية للطفل مرض الام ام الاب.

العوامل المدرسية : وتشمل فشل الأمتحاني ان يذهب الطفل الى المدرسة متأخرا ضعف في القراءة التوبيخ الخوف من المدرسين الصارمين التعرض الى للإيذاء او السخرية من جانب رفاق المرسة او خبرة سيئة في تكوين صداقات مع الأصدقاء ومعلمين وبعد المسافة بين البيت والمدرسة, والخوف من الفشل في المدرسة والعقاب الابوي النتاج عنه الإحساس بالضعف البدني بالمقارنة مع زملائه، او انتقاله من مجموعة الى أخرى او من مدرسة لأخرى، او الخوف من الحشود والزحام والضوضاء داخل المدرسة والخوف من الامتحانات والخوف من ضعف في التحصيل الدراسي(6)

الخوف وعلاقته بالتكيف الدراسي قراءة تحليلية

تعد مرحلة الطفولة من اهم المراحل التي يمر بها الفرد فهي أساس تشكيل كثير من معلوماته ومعارفه واتجاهاته وقيمة ومبادئه ويقدر ما يجده الطفل في تلك المرحلة من رعاية واهتمام من قبل القائمين على تربيته بقدر ما يحقق من نمو سليم في المراحل التي تلي تلك المرحلة كالمراهقة والرشد ونظرا لأهمية هذه المرحلة وما يترتب عليها من اثار تربوية تحدد المعالم الأساسية للشخصية الإنسانية بشكل عام ولعل الاهتمام بثقافة الكفل التي تستند عليها سلوكياته وتصوراته للعالم المحيط به من اقوى تلك الأولويات التي تلح على الباحثين ان يجعلوها الهدف المنشود من دراساتهم وأبحاثهم التربوية لا يما في هذا الزمان الذي يمارس فيه على الطفل صور شتى من الأفكار والممارسات التربوية التي ترجع الى ثقافات خطيرة تمس هذا الكيان الطفولي.

اذ ان في بداية كل عام دراسي تواجه الاسرة العراقية مشكلة اجتماعية ونفسية خطير تسيطر على اطفالها الا هي رفض العديد من الاطفال الذهاب الى المدرسة ويصرون البقاء في البيت وهنا تبدا معانا الاسرة في الكيفية التي يتم فيها اقناع اطفالها بالذهاب الى المدرسة وذلك لان التجربة الى يخوضها الأطفال هي تجربة جديدة وسوف يخوضوها لوحدهم بعد ان اعتادوا على ان تكون اسرتهم الى جانبهم في كل أماكن تواجدهم فهم بحاجة لفترة زمنية للتكيف معها فدفء الاسرة يعني لهؤلاء الأطفال مركزا للأمن والاستقرار والمحافظة على حياتهم اما الخروج على هذا الدفء أي الخروج عن البيت الاسري يعني الخوف والقلق والتوتر وكذلك قد يجعلهم يعشون حياة متقلبة وغير قادرة على مواجه التحديات الجديدة التي قد تواجههم في حياتهم سواء كانت الاسرية ام الدراسية.

إضافة الى تلك المخاوف نتيجة الظروف السيئة التي يعيشها المجتمع العراقي منذ الاحتلال الأمريكي (2003) ولحد الان وما رافقه من احداث امنية وتفشي عمليات التهديد والقسري للعوائل حيث تركت اكثر العوائل منازلها مما كان الأثر الكبير في انتشار ظاهرة الخوف بين الاسر مما جعلها تتولد دائما في البيت وقد انحسرت العلاقات الاجتماعية بين الجيران وان الافراد الاسرة لا يتركون البيت الا للحالات الطارئة هذا كله دفع اغلب الاسرة ان تخاف على أبنائها ومنعهم من الخروج مع الغرباء وذلك خشية عليهم من الخطف وغيرها من العمليات الاجرامية(7).

هذا ولابد من ان يكون هناك التعاون بين الاسرة والمدرسة وثيقا حتى يصلا بتربية التلميذ الى الهدف المراد، وحتى لا يحدث بينها تناقض بترتيب عليه تفكيك في شخصية التلميذ او اضطراب، وفقدان الثقة في المدرسة او الاسرة او كليهما وهذا التوازن بين المدرسة والاسرة ضروري حتى يتكامل نمو التلميذ ويتجه اتجاها واحدا متشرعا، فاذا كانت الاسرة لا تحترم نظام المدرسة مثلا فلا تساعد التلميذ على الحضور اليها المواليد المقررة وبالتالي تعطل وظيفة المدرسة، وعوقب التلميذ وضاعت عليه فرص التربية بها واذا كانت المدرسة تكلف التلميذ من ما لا يستطيع القيام به، بسبب حالة الاسرة المادية او الاجتماعية ارتبك التلميذ وقصر في واجبه ونمت فيه كراهية الاسرة او المدرسة وربما اي ان سلوك ثان يتخلص من هذه الواجبات وبالتالي نجد ان المدرسة من خلال وظيفتها التعليمية اي قيامها بإكساب الطلاب للمهارات والخبرة بالإضافة الى قيامها بعملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي اي غرس القيم الايجابية ونشر المبادئ الخلقية السامية فأنها تسهم مساهمة فعالة في تنشئة الذات والمجتمع تنشئة مستدامة، تهدف بدورها الى ترقية المستويات المعيارية وتحسين المستوى العلمي وتقدم نوعية الحياة العامة لذلك رسالة المدرسة (التعليمية - التربوية) جزء لا يتجزأ من عملية تعزيز التنشئة الاجتماعية والاقتصادية ولتحقيق هذه الفقرة وادارة استخدام الموارد الطبيعية وتشجيع الاستهلاك(8)

ومن المواقف التي نعدها أنموذجاً التي تساعد على التكيف الدراسي مثل دور المدرس وهو يلقي المحاضرة على الطلاب ان هذا التكيف والتفاعل يعد تكيف ديناميكي ينطوي على تأثير متبادل بين الاستاذ وطلابه. فالأستاذ يؤثر في تحصيلهم الدراسي، بأن يعطيهم قدرا من المعلومات والمعارف الجديدة، وتحاول ان تؤثر في منهج التفكير لديهم، وبالمقابل يكون هؤلاء الطلاب مصدراً للعديد من المثيرات بالنسبة للأستاذ، فيعض الوجوه تكون يقظة منتبهة وهذه كلها مثيرات تشجع الاستاذ على الاستمرار في القاء المحاضرة. ومن هنا فأن التعليم يسهم بدرجة كبيرة في النمو العقلي والعاطفي والاخلاقي والاجتماعي للطلبة، كما يسهم في زيادة انتاجهم الاقتصادي واسلوبهم في الحياة وفي تعزيز فهمهم واطلاعهم على العلوم والثقافة وفي تطوير مهاراتهم الشخصية. وقد تبين للمربين التربويين ان العملية التربوية التعليمية انما هي عملية تفاعل عقلي حي بين كائنين بشريين أحدهما مكتمل العقل والمعرفة والخبرة وهو الاستاذ، وثانيهما مبتدي فيها ومن هنا يبرز اتجاهان تربويان مهمان غاية في الأهمية الاول؛ الكتاب لا يقوم مقام الاستاذ في التعليم. والثاني اعترافهم بحيوية دور الاستاذ في العملية التربوية التعليمي(9)

وزيادة على ذلك للمنهج الدراسي تأثير بالغ الأهمية على مستوى تكيف وتحصيل التلميذ حيث يتمثل هذا المنهج في مواد المقررة وكيفية ايصالها للطالب فان كان المنهج الدراسي متبني على أساس تربوي يأخذ بعين الاعتبار خصائص النمو النفسي والمعرفي للتلميذ بحيث يساعده على التفكير السليم والمتابعة الجيدة اما اذا كان المنهج الدراسي غير مناسب لمستواهم المعرفي فان ذلك يعيفهم على التحصيل الدراسي, فصلاحية المناهج الدراسية لا تكون بمجرد اعدادها اعداداً تربويا سليما فقط بل اسناده الى المدرس الذي تتوفر فيه الشروط والفقرات اللازمة أي ان تتوافق مع قدرات الطلاب وامكانياتهم لذلك يكمن تحديد اهم العوامل للمناهج الدراسية المؤثرة على الطلاب.

اذ ان المنهج هو المرآة التي تعكس فلسفة النظام التربوي وتطلعاته في ترجمة فلسفة المجتمع وحاجته وطموحاته من خلال تربية ابنائه التربية التي يهدف اليها كما ان المنهج له دور فاعل لأنه نظام يعكس في ملامحه مظاهر الصحة والكفاية الداخلية والخارجية في النظام التربوي، فإن صلح المنهج في التخطيط وعلى مستوى التنقيد كان النظام التربوي موفقا وناجحا في اداء دوره في المحافظة على تراث الامة وثقافته ومسايرة كل ما يستحقه من تقدم علمي ومعرفي معاصر(10).

كما إن ضعف العلاج النفسي الذي يعاني منه الطفل قد يسبب له الخوف والقلق وينعكس ذلك التحصيل الدراسي ويولد شعور بعدم الثقة بالأداء الجيد والامتحان وينعكس سلباً على استقراره النفسي والتأثير المتبادل بينهما كل هذه الأسباب جعل الباحثين النفسانيين على تشخيص الخوف لدى الأطفال بانه اضطراب نفسي حينما يصل الى درجة تؤدي الى معاناة الطفل ومن حوله وذلك بسبب طول مدته مما يؤدي الى استحالة مزاولته في الحياة اليومية وخصوصا عندما لا يستطيعون بعد مرور أسابيع قلية ان يتأقلموا مع حياة الدراسية في بداية العام الدراسي بسبب ما يعانوه من مخاوف من الظلام والاشباح والكوارث الطبيعية وكذلك العقاب البدني واللفظي الموجه لهم من قبل الوالدان وقد اكدت الدراسة التي اجراها العالمان النفسيان (جيرسلو وهولمر) ان معرفة مدى المخاوف التي يعاني منها الأطفال ما قبل المدرسة حيث سجلت مخاوف الأطفال والظروف المتصلة بها لمدة (21 يوما) وقد أظهرت نتيجة الدراسة ان المخاوف من الأشياء الحقيقة مثل الضوضاء والأشخاص والحركات المفاجئة كانت تتناقض بتقدم العمر بينما المخاوف من الظواهر الطبيعية مثل الرعد والبرق والامطار والعواصف فكانت تزداد بتقدم العمر كما لوحظ ان العلامات النفسية المرتبطة بالخوف كانت تتمثل بالبكاء والهلع والانسحاب كانت تتناقض من حيث التكرار او الشدة كلما تقدم الطفل بالعمر(11)

وفيما يلي بعض الارشادات للوالدين والمعلمين من اجل التغلب على خوف الأطفال من المدرسة:

1-ينبغي على الإباء والمربين تحسين المناخ الاسري والمدرسي وذلك بجعلة مناخا يتسم بالأمن والطمأنينة ما يشجع الطفل على الذهاب الى المدرسة فالطفل الذي يعيش وسط الخلافات الوالدية والشجار المستمر في مرحلة الطفولة المبكرة يعاني من انخفاض في مستوى ودرجة الامن والتحمل للمتغيرات البيئة وتقبلها وكذلك انخفاض مستوى الثقة بالنفس وبالأخرين وبالتالي الخوف.

2-اتباع الأساليب السوية في الرعاية والمعاملة وتجنب الأساليب غير التربوية التي تنمي لدى الطفل المخاوف بصفة عامه والخوف من المدرسة بصفة خاصة.

3-التركيز على تأقلم الطفل مع جو المدرسة كهدف رئيس في البداية بدلا من التركيز على الواجبات المدرسية التي ترهق الطفل وتزيد من توتره وقلقة وخوفه مع تعزيز الطفل على السلوك المرغوب فيه مهما كان صغيرا وتنمية نسيج من العلاقات الاجتماعية والصداقات مع زملائه الجدد.

4-استخدام أسلوب التعلم عن طريق اللعب والتعلم الوجداني الملطف كوسيلة تربوية لايصال المعلومة واشعار الطفل بانه في بيئة حرة الى حد ما ولا تختلف عن جو البيت وعدم الجفاف في التعامل واستخدام العقاب.

5- جعل الاسرة ان تبتعد عن الاعتقادات والتصورات الخاطئة التي يمتلكها الطفل عن المدرسة وتصويبها وإظهار الإيجابيات والمحاسن الموجود في المدرسة من العاب ورحلات وممارسة للأنشطة والهوايات وإتاحة المجال للطفل للاحتكاك مع نماذج من الأطفال الناجحين الذين يكبرونه للاستفادة من تجاربهم واخذ الانطباعات السلمية عن المدرسة ولابد من التأكيد في حالات الأطفال المصابين بالخوف المرضي من المدرسة على ضرورة بقائهم في المدرسة الى نهاية الدوام قدر الإمكان والتخفيف من مخاوفهم وقلقهم اثناء وجودهم في المدرسة من خلال تطمينات المدرس مثلا او الموجه التربوي وتوجيه انتباههم الى العاب او أمور أخرى بدل عن الخوف والقلق أيضا تدريبهم على التحكم بالتنس وغير ذلك من الأساليب السلوكية وتدريجيا يمكن للخوف ان يخف الى ان يعتاد الطفل المدرسة ويستمتع(12) الاستنتاجات

1-نستنتج من خلال الدراسة هذه ان الخوف يعد حالة من التوتر وباعث كالجوع والجنس، وانه لا ينشأ عن ظروف داخلية، بينما ينشأ اساساً بفعل اسباب خارجية، وعندما ينشأ الخوف فأنه يدفع الشخص الى القيام بشيء ما، فقد يهرب من المنطقة التي تهدده، أو يكف الدفعة الخطرة.

2-نستنتج من خلال الدراسة هذه ايضا ان التكيف الدراسي يعد عملية ديناميكية مستمرة، تتضمن محصلة التفاعل بين الفرد وبيئته(المدرسة)، ضمن علاقات وتأثيرات متبادلة تؤدي بدورها الى اشباع الفرد لحاجاته المتعددة والمحافظة على التلائم التام بين هذه الحاجات ومتطلبات البيئة وظروفها المختلفة.

التوصيات

1-وضع برامج ارشادية تربوية نفسية لمعالجة حالات الخوف لدى الأطفال المدارس الابتدائية.

2-الاهتمام بالأنشطة والرامج الرياضة من اجل تعميق روح المحبة والتخفيف من حالات الخوف اثناء 3-الممارسة العملية.

4-الاهتمام بالجوانب النفسية واعطائها أهمية كبيرة مثل القل والخوف من خلال المناهج الدراسية.

5-تبصير الأهل والتدريسيين والادارة المدرسية والمدرسين والمسؤولين في الدولة بضرورة الاهتمام بأعداد التلاميذ اعداد نفسياً لدخول المدرسة للتقليل من قلقه وخوفه وتسهيل تكيفه لمجتمع أكبر.

6-الاهتمام بالمناهج وطرق التدريس بتشجيع الطلبة على المناقشات مع المدرسين أمام زملائهم وابداء آرائهم من اجل كسر حاجز الخوف لديهم.

7-الاهتمام ببناء شخصيات الأطفال عن طريق الاهتمام بهواياتهم وتطويرها لأنهم مستقبل تقدم كل مجتمع.

8-اقامة السفرات بين طلاب الاعدادية وطلاب المرحلة الجامعية وبين المرحلة الاولى وبقية المراحل الجامعية حتى تساعد التلاميذ على التكيف فيما بينهم والقضاء على حالة الخوف عندهم.

-------------------------------

المصادر
(1) طلعت منصور، أسس علم النفس العام، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة, 1978، ص454.
(2) عبد المنعم الحفني، موسوعة علم النفس والتحليل النفسي، ج1، مكتبة مدبولي، القاهرة ,1972، ص37.
(3) سمير قوته، العلاج السلوكي، مكتبة آفاق، غزة, 2005، ص56.
(4) طارق محمود رمزي رؤوف، دراسة تجريبية لبناء مقياس التكيف الاجتماعي المدرسي لطلاب المرحلة الثانوية في بغداد، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بغداد, 1974، ص14.
(5) منى عبد الستار محمد حسن، دور الاسرة والمدرسة في تباين سلوك الخوف لدى أطفال صف الأول الابتدائي من المدرسة "دراسة ميدانية"، مجلة كلية التربية الإسلامية، النجف الاشرف، المجلد(2)، العدد(41) 2016، ص587.
(6) المصدر نفسه، ص592-593.
(7) نبيل عبد الهادي، علم الاجتماع التربوي، ط1، دار اليازوري، عمان , 2012، ص307
(8) بشير صالح الرشيدي، مناهج البحث التربوي، ط1، دار الكتاب الحديث، الإسكندرية,2000، ص21.
(9) منى عبد الستار محمد حسن، المصدر السابق، ص594.
(10) محمد جواد رضا، العرب التربية والحضارة، ط3، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت,1993، ص167.
(11) انوار فاضل عبد الوهاب، قياس الخوف من بعض الظواهر الطبيعية لدى أطفال الرياض، مجلة البحوث التربوية والنفسية، العدد(50)، جامعة بغداد، كلية التربية للبنات، قسم رياض الأطفال, 2016, 404.
(12) منى عبد الستار محمد حسن، المصدر السابق، ص596-597.

اضف تعليق