تسعى الصين التي اكتسحت العالم بصادراتها ومنتجاتها الصناعية حتى أصبحت إحدى أهم واكبر الدول العالمية كما تنقل بعض المصادر، الى البحث عن موطئ قدم لها على خريطة كرة القدم العالمية، يوازي ثقلها الصناعي والسياسي والعسكري وتأثيرها الدولي، ويعادل تصدرها لقائمة أكبر دول العالم من حيث التعداد السكاني بما يقترب من 1.4 مليار نسمة، فبعد نجاحها في تنظيم أولمبياد عام 2008 بدأت الصين في توجيه اهتمامها لكرة القدم. وبالرغم من أن الدوري الصيني الممتاز لم ينطلق في نسخته الجديدة إلا في عام 2004، فإن الأندية الصينية بدأت تتهافت على التعاقد مع نجوم المستديرة وأصبحت تنافس أندية كبيرة في أوروبا في هذا المجال. ويفسر ذلك الاستثمارات الضخمة في صفقات تعقدها أندية كرة قدم صينية مؤخرا، التي لا تعكس هوس الشعب الصيني باللعبة الشعبية الأولى في العالم، بل هي فيما يبدو تطبيق حرفي لتوجه حكومي للاهتمام بكرة القدم يدعمه الرئيس الصيني شخصيا.
أرقام خرافية تلك التي تعرضها الفرق المحلية الصينية لشراء خدمات لاعبين كبار من أوروبا وأميركا الجنوبية. الأموال الصينية تغزو الأسواق الرياضية، ففريق شنغهاي شينهوا اشترى المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز من نادي العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس نادي بوكا جونيور. تيفيز وقع عقدا لعامين مع النادي الصيني ليحصل على راتب 80 مليون يورو لعامين، مبلغ يفوق ما يحصل عليه ميسي وكذلك رونالدو مع برشلونة وريال مدريد.
وقبل أيام اشترى نادي شنغهاي اس بي جي اي خدمات اللاعب البرازيلي اوسكار من نادي تشيلسي لندن الانكليزي مقابل 71 مليون يورو، كما سيحصل اللاعب على 417 ألف يورو أسبوعيا. وهو مبلغ خيالي بالنسبة للاعب البرازيلي البالغ من العمر 25 عاما فقط. صحيفة "بيلد" نقلت أن رونالدو رفض عرضا بمبلغ يفوق 300 مليون يورو للانتقال إلى أحد الأندية الصينية. المبلغ الذي عرض يفوق التوقعات، فقد قال مدير أعمال رونالدو خورخه منديس لقناة سكاي سبورت الإيطالية، إن ريال مدريد تلقى عرضا بمبلغ 300 مليون يورو لترك رونالدو يرحل عن النادي الملكي. هذه فقط حصة النادي. أما النجم البرتغالي فسيحصل على 100 مليون يورو سنويا. لكن رونالدو رفض العرض، كما نقل مدير أعماله.
نفس الصحيفة الألمانية نقلت أن عرض شراء من نادي بيجين غوان قدم إلى نادي غلطة سراي التركي للألماني لوكاس بودولكسي مقابل 7 ملايين يورو فقط. ولم يذكر المبلغ الذي سيتقاضاه بودولسكي للعب في النادي الصيني. لكن النادي التركي تحدث عن احتمالية قبول انتقال لوكاس مقابل 20 مليون يورو.
ومن شأن التعاقدات الجديدة جعل الأندية الصينية قوة ضاربة في المسابقات الآسيوية، ويهدف المشرفون على الكرة في الصين من خلال التعاقد مع لاعبين دوليين إلى تطوير مستوى كرة القدم في البلاد ومنح فرصة للاعبين المحليين للاحتكاك مع نجوم من مختلف أنحاء العالم. وهو ما سيعود بالنفع على المنتخب الصيني الذي يسعى إلى تبوء مكانة بين المنتخبات العالمية. وأصبحت كرة القدم أحد أهم المشاريع الكبرى بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يطمح إلى أن تحظى بلاده بشرف تنظيم كأس العالم في 2026 أو 2030. لذلك فكل الجهود المبذولة لتطوير الكرة الصينية تصب في هذا الإطار.
وتأتي حمى التعاقد مع اللاعبين بعد أن أعلنت لجنة في الحزب الشيوعي برئاسة شي جين بينغ رئيس الصين وأشد أنصار اللعبة، أن "إنعاش كرة القدم واجب لجعل الصين قوة عظمى رياضية في إطار الحلم الصيني". ومن أبرز النقاط في مشروع الرئيس لتطوير كرة القدم في الصين، إنشاء 50 ألف مدرسة كرة خلال السنوات العشر المقبلة، وإجبار بعض التلاميذ على ممارسة كرة القدم. كما أن معظم الأندية الصينية أصبحت الآن مملوكة لشركات كبرى بميزانيات ضخمة. كلها إشارات توحي على أن كرة القدم الصينية قادمة بقوة على الصعيد العالمي بعد نجاحها على المستوى الأسيوي.
جذب الناشئين
وفي هذا الشأن تأمل الصين في ان تصبح قوة كبرى في كرة القدم، الا ان الامر يتطلب اقبال ناشئيها على مزاولة اللعبة، وهي مهمة غير سهلة لان العائلات تفضل ان يركزوا على الدراسة بدل التلهي بالرياضة. وسبق للرئيس الصيني تشي جينبينغ ان اعلن عزمه جعل البلاد قوة كروية عالمية، محددا ثلاثة اهداف اساسية: استضافة كأس العالم، والتأهل اليها، والفوز بها. الا ان حلما كهذا لا يزال بعيد المنال.
فالمنتخب الصيني مصنف 83 عالميا، ويحتل المركز الاخير في مجموعته ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، على رغم انه استقدم مؤخرا المدرب السابق للمنتخب الايطالي مارتشيلو ليبي. وجعلت الصين من تطوير برامج كرة القدم للناشئين أولوية، مع خطة رسمية تشمل اقامة 20 الف اكاديمية، وجعل 30 مليون تلميذ يزاولون اللعبة في السنوات الاربع المقبلة.
ويسعى المارد الآسيوي الى ان يصبح احد افضل المنتخبات عالميا بحلول 2050، واحياء حلم "القوة الكروية العظمى". الا ان دون ذلك عوائق اجتماعية، اذ يشير مدربو كرة القدم الى ان العائلات تركز على اولوية تعليم ابنائها، لانهم سيتحملون مسؤولية اعالة والديهم عندما يتقاعدون، لاسيما وان للعديد من العائلات ولد واحد فقط نتيجة سياسات تحديد النسل التي سادت لاعوام في البلد الاكثر تعدادا للسكان في العالم (1,37 مليار نسمة نهاية 2015).
ويقول طوم باير، وهو مستشار كرة قدم مقيم في اليابان كلفته وزارة التربية الصينية اعداد برامج لتدريب النائشين، ان "التحدي الكبير هو الذهنية السائدة بان كرة القدم تلهي عن التعليم". ويضيف "اذا نظرت الى العائلات ذات الطفل الواحد، فالامر فعلا لا يحتاج الى تفكير. اذا كنت تفكر بمستقبل طفلك، هل يجب ان تركز على الرياضة أم تسعى ليكون ابنك افضل على المستوى الاكاديمي؟".
وللحد من هواجس ذوي الامر، يحاول باير اقناعهم بأن الدراسات تظهر ان للناشطين بدنيا نتائج اكاديمية افضل. الا ان الاهل يسألون عما اذا كان السماح لاولادهم بمزاولة اللعبة ينم عن "عدم مسؤولية". وفي حصة تدريبية في ناد للاطفال في بكين، اثنى أهل على مساهمة الرياضة في تنمية قدرة اولادهم على تخطي العوائق والتحديات والشعور بالهزيمة، الا انهم لم يخفوا قلقهم من تأثيرها على الدراسة.
وتقول سونغ فينغ (41 عاما) ان كرة القدم "هي مجرد هواية" لابنها البالغ من العمر 11 عاما، وان الدراسة يجب ان تحظى دائما بالاولوية "لان هذه طبيعة النظام التربوي في الصين حاليا". وتحاول وسائل الاعلام الصينية التأثير ايجابا على الاهل. وذكر مقال على موقع "سوهو" الالكتروني ان الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو والفيزيائي الدانماركي نيلز بور كانا يزاولا كرة القدم خلال ايام الشباب، للدلالة على ان الرياضة لا تتعارض مع التفوق الاكاديمي. وسأل المقال "مزاولة كرة القدم تعني التراجع في الدراسة؟ ايها الاساتذة والاهل، أفيقوا، لا تضيعوا مستقبل اولادكم!".
وعلى رغم المسعى الرسمي لاقبال التلامذة على الرياضة، الا ان النظام التعليمي لا يزال قائما بشكل كبير على تنافسية عالية، واختبارات اكاديمية صارمة تحدد التوجهات الجامعية والفرص المهنية. ويصعب نظام كهذا تحفيز الجيل الشاب على مزاولة كرة القدم لان هيكلية تعليمية كهذه "تترك وقتا قليلا جدا للرياضة"، بحسب استاذة العلوم السياسية في جامعة ميشيغن ماري غالاغر. وتسأل "هل سيخاطر اولياء الامر بخسارة ابنائهم نقاطا في امتحان اثبات الجدارة الجامعية (الذي يحدد المسار الجامعي لتلامذة المدارس)، في مقابل ان يزاول الابناء كرة القدم بشكل يومي؟".
ورغم تعدادها السكاني، ما زال عدد نوادي الكرة في الصين متواضعا. ويقول مؤسس احد النوادي في بكين روان سيمونز انه في غياب النوادي الصغيرة واللاعبين الناشئين "لا تهم كمية الاموال التي تنفقها الحكومة... لن تزدهر كرة القدم الا اذا احبها الناس". ويضيف "لن ينجح التمويل الرسمي بفرض الامور من الاعلى".
الا ان العوائق امام تنمية كرة القدم لا تقتصر على الاهل، بل تشمل ايضا انظمة التدريب شبه العسكرية المعتمدة، بحسب مارك دراير من موقع "تشاينا سبورتس انسايدر" المتخصص بالرياضة الصينية. ويوضح ان مدربي كرة القدم "لا يزالوا يرون انفسهم عسكريين يعطون الاوامر ويرغمون (الناشئين) على القيام بتمارين مكررة". ويسأل "اي طفل سيستمتع بهذا الامر؟"، مضيفا ان الاولاد في دول اخرى "يزاولون كرة القدم والابتسامة تعلو وجوههم". وفي ظل هذا المد والجزر، تلقفت اندية الدوري الممتاز مسعى التحول لقوة عالمية، واستقطبت لاعبين بارزين بصفقات مالية ضخمة. كما انفقت مبالغ طائلة لاستقطاب مدربين لاسيما من اميركا الجنوبية، حيث يقول باير ان الاطفال يكتسبون مهارات التعامل مع الكرة مبكرا. بحسب فرانس برس.
ويضيف ان البلدان الراغبة في تكرار نجاحات البرازيل الكروية، عليها ان تضمن تحول كرة القدم الى نشاط يزاول في المدرسة كما المنزل. ويرجح ان يتطلب الامر من الصين "بضعة عقود (...) عندما تتعامل مع تنمية الناشئين، لا تعلم ما اذا كنت ستحصد النتائج في 10 سنوات". الا ان السؤال المطروح هو ما اذا كان الدفع الحكومي لتطوير كرة القدم، سيتواصل. وفي حين ان الرئيس الحالي هو من عشاق الكرة، الا انه سيترك الحكم في 2022، ولا يعرف ما اذا كان خلفه سيجعل من كرة القدم احدى اولوياته. ويقول دراير "هل يمكنهم مواصلة المسار؟ الامر ممكن (...) لكن بعد خمس سنوات او عشر، من يعرف؟ اذا غادر تشي جينبينغ، والرئيس المقبل لا يحب كرة القدم، ربما سيصبح التركيز على كرة السلة".
تيفيز الى شنغهاي
على صعيد متصل بات المهاجم الارجنتيني كارلوس تيفيز آخر الصفقات الكبرى التي تبرمها اندية صينية لكرة القدم، بعدما اغراه شنغهاي غرينلاند بالراتب السنوي الاعلى في تاريخ كرة القدم لترك نادي طفولته بوكا جونيورز. وسيحصل تيفيز (32 عاما) على زهاء 40 مليون يورو في كل من الموسمين اللذين سيمضيهما مع النادي الصيني. ويعد هذا المبلغ اعلى راتب للاعب كرة قدم، علما ان لاعبين آخرين يحققون دخلا سنويا اعلى، الا انه يكون مزيجا من راتب وعقود اعلانية ومكافآت.
ومع سعي العملاق الآسيوي للتحول قوة كروية عالمية، أبرمت الاندية الصينية في 2016 صفقات بعشرات ملايين الدولارات لضم لاعبين بارزين، آخرهم البرازيلي أوسكار المنتقل في كانون الاول/ديسمبر، من تشلسي الانكليزي الى شنغهاي سيبغ مقابل 70,5 مليون يورو. واكد شنغهاي غرينلاند الخميس انتقال تيفيز (32 عاما) لصفوفه، معتبرا اياه "أفضل مسجل في تاريخ الارجنتين"، وانه سيحسن "بشكل ملموس" اداء النادي، من دون كشف قيمة الصفقة او راتب اللاعب.
الا ان مصدرا مقربا من الاخير افاد، ان تيفيز سينال راتبا سنويا يناهز 40 مليون يورو، وهو ما لا يقارن مع راتبه السنوي في النادي الارجنتيني، والذي كان يناهز مليوني يورو فقط. ويتجاوز هذا الراتب أجر نجم برشلونة الاسباني الارجنتيني ليونيل ميسي، ونجم ريال مدريد الاسباني البرتغالي كريستيانو رونالدو، اللذين يستحوذان على الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم منذ 2008.
وعلى سبيل المقارنة، مدد رونالدو في تشرين الثاني/نوفمبر عقده مع ريال مدريد حتى سنة 2021، براتب سنوي يقدر بـ 23,6 مليون يورو. اما ميسي، فيحصل على راتب سنوي يناهز 20 مليون يورو، علما ان النادي الكاتالوني اكد نيته تمديد عقد اللاعب الممتد حتى 2018. وكان بوكا جونيورز يطالب بعشرة ملايين يورو للاستغناء عن تيفيز. وافاد النادي الارجنتيني مساء الاربعاء انه "توصل الى اتفاق مع شنغهاي غرينلاند الصيني حول انتقال كارلوس تيفيز نزولا عند رغبة اللاعب الذي يريد ان ينهي مسيرته الكروية في هذا البلد الاسيوي".
ويتم اللاعب عامه الثالث والثلاثين في شباط/فبراير، وهو خاض مسيرة كروية متنوعة دافع خلالها عن الوان اندية عدة ابرزها مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي الانكليزيان، ويوفنتوس الايطالي. ونشأ تيفيز في بوكا جونيورز وعاد اليه في تموز/يوليو 2015 بعد تجربته الاحترافية في اوروبا، وذلك بعيد خسارة فريقه يوفنتوس امام برشلونة الاسباني في نهائي دوري ابطال اوروبا.
وينتظر ان يخضع تيفيز للفحوص الطبية، وفي حال جرت الامور على ما يرام، سينضم الى زملائه الجدد في مدينة اوكيناوا اليابانية، حيث يستعدون حتى نهاية كانون الثاني/يناير، للموسم المقبل. وانهى شنغهاي غرينلاند الموسم الماضي في المركز الرابع في الدوري الصيني، وسيشارك هذا الموسم في دوري ابطال آسيا. وعلى رغم ان لاعبين بارزين آخرين سبقوا تيفيز للنادي، كالفرنسي نيكولا انيلكا والعاجي ديدييه دروغبا، الا ان المهاجم القصير القامة قام بهذه الخطوة وهو لا يزال يقدم أداء يليق بدوريات اكثر تنافسية.
ويعد تيفيز "معبود الجماهير" في بوكا جونيورز الذي رفع مشجعوه خلال الايام الماضية لافتتات في ملعبه "لا بومبونيرا" كتب فيها "كاريلتو، لا ترحل"، وهو الاسم الذي يطلق تحببا على تيفيز. كما يكنى اللاعب بكنيات عدة، منها "لاعب الشعب" و"الاباتشي". وبعد ستة اشهر من عودته الى نادي الطفولة، ساهم تيفيز في احراز بوكا جونيورز لقب الدوري في الموسم الماضي، بعد انقطاع لاعوام. وكان اللاعب احتفل في كولومبيا بزفافه من فانيسا مانسيل (لهما ثلاثة اولاد). ويقضي حاليا اجازة في المكسيك. بحسب فرانس برس.
ويسعى النادي الصيني الى تعزيز صفوفه بلاعبين بارزين، لمنافسة غريمه في المدينة شنغهاي سيبغ الذي ضم اوسكار مؤخرا، والسعي لمنافسة غوانغجو ايفرغراند، بطل الدوري الممتاز ست مرات. وسيعتمد مدرب شنغهاي الاوروغوياني غوستافو بويت على السنغالي دمبا با اللاعب السابق في صفوف نيوكاسل الانكليزي، والنيجيري اوبافيمي مارتينز، اللاعب السابق في صفوف انتر ميلان الايطالي.
الصين والدوري الانكليزي
الى جانب ذلك وقع الدوري الانكليزي لكرة القدم اتفاقا مع شركة صينية حصلت بوجبه الاخيرة على حقوق مشاهدة مباريات الدوري الممتاز لمدة ثلاثة اعوام مقابل 650 مليون دولار، وذلك بحسب ما كشفت وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية. ونقلت الوكالة عن مصدر مقرب من ملف المفاوضات بين الطرفين ان الدوري الانكليزي الممتاز توصل الى اتفاق مع الناقل التلفزيوني على الانترنت "بي بي تي في" يحصل بموجبه الاخير على حق بث المباريات لمدة ثلاثة اعوام، كاشفة بان قيمة الصفقة التي يبدأ مفعولها اعتبارا من موسم 2019-2020 اكثر بـ12 مرة من قيمة عقد النقل الحالي لمباريات الدوري الممتاز في الصين.
وفي حال كانت معلومات "بلومبرغ" دقيقة، فستكون الصفقة مع "بي بي تي في" الاكبر على صعيد حقوق نقل مباريات الدوريات الاجنبية. ولم تؤكد رابطة الدوري الممتاز ما ذكرته الوكالة الاميركية حول العقد مع "بي بي تي في"، الناقل المملوك من قبل عملاقة الالكترونيات "سونينغ" التي اشترت في حزيران/يونيو الماضي حوالي 70 بالمئة من اسهم النادي الايطالي العريق انتر ميلان مقابل 270 مليون يورو.
وكثف المستثمرون الصينيون نشاطهم في سوق كرة القدم الاوروبية بتشجيع من رئيس البلاد شي جين بينغ الذي يركز كثيرا على الترويج لبلاده من خلال كرة القدم عبر استقطاب العديد من النجوم الكبار الى الدوري المحلي اضافة الى التعاقد مؤخرا مع مدرب ايطاليا السابق مارتشيلو ليبي للاشراف على المنتخب الوطني. ونشط الصينيون في الاستثمار على صعيد الاندية الاوروبية مثل ميلان الايطالي الذي اعطى مالكه سيلفيو بيرلوسكوني موافقته على بيع 90 بالمئة من حصته لشركة صينية اسمها "سينو يوروب سبورت" مقابل 740 مليون يورو. وتملك شركة "واندا" الخاصة بالملياردير الصيني وانغ جاينلين 20 بالمئة من اسهم اتلتيكو مدريد الاسباني منذ عام 2015 واصبحت مؤخرا من الرعاة الاساسيين للاتحاد الدولي "فيفا". بحسب فرانس برس.
وفي كانون الاول/ديسمبر 2015، حصلت شركة "تشاينا ميديا كابيتل" على 13 بالمئة من اسهم مانشستر سيتي الانكليزي مقابل 375 مليون يورو، فيما بيع الفريق الانكليزي الاخر استون فيلا الى شركة "ريكون" مقابل 75 مليون يورو. وكان وست بروميتش البيون اخر الفرق الانكليزية التي تنتقل ملكيته الى الصينيين اذ بيع في ايلول/سبتمبر الماضي لشركة تابعة لرجل الاعمال غووشان لاي. ولم يكشف عن قيمة الصفقة لكن الرئيس السابق لوست بروميتش جيريمي بيس كشف قبل اتمام الصفقة بانه يبحث عن مستثمرين مستعدين لدفع حوالي 232 مليون يورو.
كوتا اللاعبين الاجانب
من جانب اخر اعلن الاتحاد الصيني لكرة القدم انه سيخفض كوتا اللاعبين الاجانب في النوادي من خمسة لاعبين الى اربعة، في مسعى للحد من اقبال النوادي على استقطابهم في مقابل مبالغ مالية طائلة. وانفقت نوادي دوري السوبر الصيني خلال هذه السنة، اكثر من 400 مليون دولار على اللاعبين المحليين والاجانب، في اعقاب اعلان الرئيس الصيني تشي جينبينغ عزمه على جعل البلاد قوة كروية بارزة.
وشمل الانفاق هذه السنة، خمس صفقات كبرى بعشرات ملايين الدولارات، كان آخرها اعلان نادي شنغهاي سيبغ انجاز انتقال لاعب الوسط البرازيلي اوسكار من تشلسي الانكليزي، في صفقة تقدر قيمتها بستين مليون جنيه استرليني (زهاء 74 مليون دولار اميركي). واضافة الى تقليص كوتا اللاعبين الاجانب الى اربعة، سيمنع على النوادي اشراك اكثر من ثلاثة منهم في المباراة الواحدة.
وقال الاتحاد ان "اللاعبين الاجانب ذوي المستوى المرتفع اضافوا طاقة الى دوري السوبر الصيني، وجعلوا مباريات الدوري ممتعة اكثر، الا انهم تسببوا بأعباء مالية للنوادي وقلصوا فرص اللاعبين المحليين". وتأتي القواعد الجديدة قبل فتح نافذة الانتقالات للدوري الصيني الذي كسرت نواديه الرقم القياسي الآسيوي في صفقات الانتقالات ثلاث مرات خلال عشرة ايام، آخرها مع صفقة اوسكار. ومن المقرر ان تدخل القواعد الجديدة حيز التنفيذ مع انطلاق دوري 2017 في آذار/مارس، وستساهم في "النمو البعيد المدى لكل ناد ضمن الدوري المحترف"، بحسب ما رأى الاتحاد الصيني في بيانه. بحسب فرانس برس.
وبات الاسراف في الانفاق على اللاعبين يدق ناقوس خطر في الصين، اذ حذرت وسائل اعلام رسمية مؤخرا من "فقاعة". الا ان الاندية الصينية تبدو ماضية في هذا التوجه، اذ رجحت تقارير صحافية انضمام المهاجم الارجنتيني كارلوس تيفيز الى شنغهاي غرينلاند مقابل عرض يحصل بموجبه على 40 مليون يورو سنويا، في مقابل مليونين فقط حاليا مع ناديه بوكا جونيورز الارجنتيني.
اضف تعليق