مع ارتفاع حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران تزايدت المخاوف من حدوث مواجهة عسكرية، خصوصا بعد ان عمدت الولايات المتحدة الامريكية الى تعزيز قواتها العسكرية في منطقة الخليج، وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ قرار إدارة ترامب العام الماضي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني...
مع ارتفاع حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران تزايدت المخاوف من حدوث مواجهة عسكرية، خصوصا بعد ان عمدت الولايات المتحدة الامريكية الى تعزيز قواتها العسكرية في منطقة الخليج، وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ قرار إدارة ترامب العام الماضي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية. وإذا استمر التصعيد الحالي وكما يرى بعض الخبراء، فإن حرباً وشيكة قد تنشب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وتحمل واشنطن طهران مسؤولية الهجمات الاخيرة التي استهدفت ناقلات النفط في بحر عمان. ورغم اتهامات واشنطن لطهران، فإن إيران تنفي مسؤوليتها عن الحادثتين.
وتدرك الولايات المتحدة جيدا أن أي حرب مع إيران لن تكون كلاسيكية، فهي تمتلك قدرات عسكرية كبيرة ومتطورة. وجهزت إيران لهذه المواجهة صواريخها الباليستية التي يصل مداها إلى ألفي كيلومتر، إلى جانب أساليب حرب غير متماثلة، كالزوارق البحرية السريعة المحملة بالمتفجرات أو الصواريخ من جهة، ومن جهة ثانية الألغام البحرية. والحرب بالواسطة ستكون إحدى أدوات إيران الرئيسية من خلال حلفائها في الشرق الأوسط، ما يهدد بإشعال حرب أخرى.
والجنود الإيرانيون وقادتهم اكتسبوا ايضا الكثير من الخبرة في القتال في أماكن مثل العراق وسوريا، وتلك التجارب القتالية جعلت من الجيش الإيراني واحداً من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط. ويقول قائد الحرس الثوري السابق، حسين الكناني إن هذه القوات يمكن تعبئتها في أي وقت، مضيفاً: “بجانب كل قاعدة أمريكية، هناك قاعدة مقاومة، القوى الشعبية التي تدعم الثورة الإسلامية، وكل سلوك أمريكا تحت سيطرتنا، إذا كنا سنتحرك فإن كل من صواريخنا وقواتنا الشعبية سوف تكون في العمل “.
استخدام القوة
وفي هذا الشأن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة مستعدة جيدا فيما يتعلق بإيران، وذلك مع تصاعد التوتر بعد هجمات على عدة ناقلات نفط وإعلان طهران أنها ستزيد من تخصيب اليورانيوم. وقال ترامب للصحفيين ”نحن مستعدون جيدا لإيران. سنرى ما سيحدث“. وكانت واشنطن أعلنت أنها ستنشر نحو ألف جندي إضافي في الشرق الأوسط، متعللة بمخاوف من تهديد إيراني.
وألقى مسؤولون أمريكيون باللوم على إيران في هجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان وهجمات على أربع ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات في مايو أيار. ونفت إيران ضلوعها في الواقعتين. وقال ترامب ”إذا نظرتم إلى ما يفعلونه وأنا أتحدث عن سنوات طويلة. إنها بلد إرهاب“. وفي مقابلة مع مجلة تايم، قال ترامب إنه مستعد لاتخاذ عمل عسكري لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية لكنه ترك الاحتمال مفتوحا بشأن إن كان سيلجأ للقوة لحماية إمدادات النفط في الخليج.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة نشرتها مجلة تايم إنه سيبحث استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي لكنه لم يجب على سؤال بشأن ما إذا كان سيلجأ لذلك لحماية إمدادات النفط. ورغم دعوة بعض الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي لرد عسكري، قال ترامب للمجلة إن تأثير أحدث هجمات على ناقلتي نفط نرويجية ويابانية في خليج عمان يبدو ”ضعيفا للغاية“ حتى الآن.
وردا على سؤال عما إذا كان سيفكر في اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي أو لضمان حرية تدفق النفط من الخليج، قال ترامب ”قطعا سأجري مراجعة للقوات فيما يتعلق بالأسلحة النووية وسأبقي (الشق) الآخر (من السؤال) علامة استفهام“. وحملت الولايات المتحدة إيران مسؤولية الهجمات على ناقلتي النفط ونشرت سلسلة من الصور التي أظهرت زورقا للحرس الثوري الإيراني أثناء إزالة لغم لم ينفجر من ناقلة النفط اليابانية التي تعرضت للهجوم في 13 يونيو حزيران الجاري.
وأعلن باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي نشر نحو ألف جندي إضافي في الشرق الأوسط لأغراض وصفها بأنها دفاعية متعللا بمخاوف من تهديد إيراني. وقال ترامب إنه يتفق مع تقديرات المخابرات الأمريكية بأن إيران كانت وراء الهجوم على ناقلتي النفط، لكنه أضاف أن عداء طهران للولايات المتحدة أصبح أقل منذ أن أصبح رئيسا لها. وقال ”إذا نظرت في الخطاب الحالي مقارنة بما كان عليه في الوقت الذي أبرموا فيه الاتفاق (النووي الإيراني في 2015)، حين كان (الخطاب) السائد هو ’الموت لأمريكا، الموت لأمريكا، سندمر أمريكا، سنقتل أمريكا‘، لم أعد أسمع هذا كثيرا الآن“. وأضاف ”ولا أتوقع أن أسمعه“.
من جانبه ذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستواصل حملة الضغط على إيران وستواصل ردع العدوان في المنطقة، لكنها لا تريد للصراع مع طهران أن يتصاعد. وقال بومبيو للصحفيين في قاعدة ماكديل التابعة لسلاح الجو في فلوريدا ”تبادلنا رسائل عديدة، وحتى في الوقت الحالي، لنوصل لإيران أننا هناك لردع العدوان“. وقال بومبيو ”الرئيس ترامب لا يريد الحرب وسنواصل توصيل تلك الرسالة بينما نفعل ما يلزم لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة“. وأضاف ”نريد الآن التأكد من أننا نواصل فعل ذلك حتى نحصل في النهاية على فرصة إقناع إيران بأنه ليس من مصلحتها التصرف بهذه الطريقة“.
ألف جندي إضافي
الى جانب ذلك أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان عن نشر نحو ألف جندي إضافي في الشرق الأوسط ضمن ما قال إنها ”أغراض دفاعية“، مشيرا إلى الخطر من إيران. وقال شاناهان في بيان ”الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكد صحة معلومات المخابرات الموثوقة التي تلقيناها بشأن السلوك العدواني للقوات الإيرانية والجماعات الوكيلة لها التي تهدد أفراد الجيش الأمريكي والمصالح الأمريكية في المنطقة“.
وأعلنت إيران أنها ستنتهك قريبا الحد الأقصى لكمية اليورانيوم المخصب المتاح لها تخزينها بناء على الاتفاق النووي الدولي الموقع في عام 2015 وذلك في نقطة خلاف جديدة مع الولايات المتحدة التي اتهمت طهران ”بالابتزاز النووي“. وزاد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد أكثر من عام على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
وزادت المخاوف من نشوب مواجهة بعد هجوم على ناقلتي نفط بخليج عمان. ونشر الجيش الأمريكي صورا جديدة يقول إنها لقوة من الحرس الثوري الإيراني وهي تزيل لغما لاصقا لم ينفجر من ناقلة يابانية تعرضت للهجوم في خليج عمان يوم 13 يونيو حزيران. ويلزم الاتفاق إيران بالحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم ويضع حدا لمخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب عند 300 كيلوجرام من سادس فلوريد اليورانيوم المخصب حتى نسبة 3.67 بالمئة أو ما يعادلها لمدة 15 عاما.
وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ”رفعنا وتيرة التخصيب إلى أربعة أمثالها بل وزدنا على ذلك في الآونة الأخيرة حتى نتجاوز حد 300 كيلوجرام خلال عشرة أيام“. وأضاف في تصريح للتلفزيون الرسمي ”مخزونات إيران تزيد كل يوم بوتيرة أسرع...سيتم وقف الإجراء بمجرد أن تنجز الأطراف الأخرى ما عليها من التزامات“.
ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق إلى تعزيز جهودها لإنقاذ الاتفاق الذي قال إن انهياره لن يكون من مصلحة المنطقة أو العالم. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن خطة إيران لتجاوز حدود التخصيب النووي ”ابتزاز نووي“ ويجب مواجهتها بمزيد من الضغوط الدولية. ويسعى الاتفاق النووي إلى قطع أي طريق أمام امتلاك إيران قنبلة نووية وذلك مقابل رفع معظم العقوبات الدولية عليها.
وقالت بريطانيا إنها ستبحث ”جميع الخيارات“ إذا انتهكت إيران الحدود المنصوص عليها في الاتفاق. وحثت إسرائيل، الحليف المقرب من الولايات المتحدة وعدو إيران اللدود، القوى العالمية على زيادة العقوبات على طهران بسرعة إذا ما تجاوزت حد تخصيب اليورانيوم. لكن فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قالت إن الاتحاد سيتحرك فقط ضد أي انتهاك إذا حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذلك بشكل رسمي.
وزادت التوترات الأمريكية-الإيرانية مجددا عقب هجوم على ناقلتي نفط بخليج عمان وهو ممر حيوي في شحن النفط. وقالت إدارة ترامب إن إيران مسؤولة عن الهجوم، ونفت طهران الاتهام. ونفى رئيس الأركان الإيراني الميجر جنرال محمد باقري مسؤولية إيران عن الهجمات وقال إنه إذا قررت الجمهورية الإسلامية إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي فإنها ستفعل ذلك علنا.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير مايك بومبيو تحدث مع مسؤولين من حلف شمال الأطلسي، والصين، والكويت، وكوريا الجنوبية، وبريطانيا ودول أخرى لعرض أدلة تثبت تورط إيران في الهجوم على ناقلتي النفط اليابانية والنرويجية. واتهمت إيران حكومة السعودية باتباع ”نهج عسكري يقوم على الأزمات“ في الشرق الأوسط وذلك بعد أن قالت الرياض إن طهران تقف وراء هجوم على ناقلتي النفط.
وكانت إيران قالت في مايو أيار إنها ستحد من التزامها بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية عام 2015 احتجاجا على قرار الولايات المتحدة الانسحاب أحادي الجانب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات العام الماضي. وتحققت سلسلة من عمليات التفتيش التي أجرتها الأمم المتحدة بموجب الاتفاق من أن إيران تفي بالتزاماتها. ونقل عن روحاني قوله خلال اجتماع مع السفير الفرنسي الجديد لدى إيران ”إنها لحظة حاسمة ولا يزال بوسع فرنسا العمل مع موقعين آخرين على الاتفاق ولعب دور تاريخي لإنقاذه في هذا الوقت القصير للغاية“.
وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أسفه بشأن إعلان إيران بأنها ستتجاوز حدود تخصيب اليورانيوم المسموح بها لكنه أوضح أن باريس ستجري مشاورات مع طهران وشركائها لتفادي أي تصعيد آخر بالمنطقة. وقال كمالوندي في مؤتمر صحفي بمفاعل أراك النووي الإيراني الذي يعمل بالماء الثقيل والذي توقف العمل فيه بموجب الاتفاق إن طهران ستعيد بناء المنشأة الموجودة تحت الأرض حتى تعمل من جديد. ويمكن استخدام الماء الثقيل في المفاعلات لإنتاج البلوتونيوم وهو وقود يستخدم في صنع رؤوس حربية نووية.
وفي يناير كانون الثاني، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي للتلفزيون الرسمي ”رغم صب الخرسانة في أنابيب داخل قلب مفاعل أراك... فقد اشترت إيران أنابيب بديلة تحسبا لانتهاك الغرب للاتفاق“. وقال مجتبى ذو النور رئيس اللجنة النووية بالبرلمان الإيراني إن بلاده ستنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي ما لم تنقذ القوى الأوروبية الاتفاق النووي. ودافعت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، عن الاتفاق بوصفه السبيل الأمثل للحد من تخصيب اليورانيوم في إيران. بحسب رويترز.
لكن إيران انتقدت مرارا تأخيرات في التأسيس لآلية أوروبية ستوفر الحماية للتجارة معها من العقوبات الأمريكية في مسعى لإنقاذ الاتفاق النووي. وترى الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كان لديها برنامج للتسلح النووي لكنها تخلت عنه. وتنفي طهران امتلاكها برنامجا للأسلحة النووية. وقال بومبيو إن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع إيران وستتخذ كل الخطوات اللازمة، بما في ذلك الدبلوماسية، لضمان الملاحة الآمنة في ممرات الشحن بمنطقة الشرق الأوسط. وقالت إيران إنها سبق وكشفت شبكة تجسس الكترونية واتهمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإدارتها مضيفة أن عددا من الجواسيس الأمريكيين ألقي القبض عليهم في عدد من الدول نتيجة لذلك.
روسيا والصين
من جانب اخر طالبت روسيا الولايات المتحدة بالتخلي عما وصفته بالخطط الاستفزازية لنشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط والكف عن الأفعال التي بدت وكأنها محاولات متعمدة لإشعال حرب مع إيران. وجاءت التصريحات على لسان سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي لوكالات أنباء روسية وبعد إعلان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان عن اعتزام واشنطن إرسال نحو ألف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط لأغراض دفاعية.
وقال ريابكوف للصحفيين إن موسكو حذرت واشنطن وحلفاءها الإقليميين مرارا مما أسماه ”تصاعد التوتر والتهور في منطقة متفجرة“. وأضاف ”الآن ما نراه هو محاولات أمريكية متواصلة ومستمرة لتكثيف الضغط السياسي والنفسي والاقتصادي وأيضا العسكري على إيران بطريقة استفزازية تماما. لا يمكن وصف (هذه الأعمال) إلا على أنها مسار متعمد لإشعال الحرب“. وقال ريابكوف إنه إذا كانت واشنطن لا تريد الحرب فعليها أن تظهر ذلك. وأضاف ”إذا كان الأمر كذلك حقا، فعلى الولايات المتحدة أن تتراجع عن تعزيز وجودها العسكري“.
في السياق ذاته حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي العالم من فتح ”أبواب الجحيم“ في منطقة الشرق الأوسط وندد بالضغوط الأمريكية على إيران داعيا إياها لعدم الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وفي تصريحات أدلى بها في بكين بعد لقائه بوزير الخارجية السوري وليد المعلم قال وزير الخارجية الصيني إنه ينبغي على الولايات المتحدة ألا تستخدم ”الضغط المبالغ فيه“ عند تسوية الأمور مع إيران.
وقال للصحفيين إن الصين ”قلقة جدا بالقطع“ إزاء الوضع في الخليج ومع إيران ودعا كل الأطراف إلى تهدئة التوتر وتجنب الاشتباك. وأضاف وانغ ”ندعو كل الأطراف إلى مواصلة الاحتكام للعقل والتحلي بضبط النفس وعدم الإقدام على أي تصرفات تصعيدية تثير توترات إقليمية وعدم فتح أبواب الجحيم“. ومضى قائلا ”وبالأخص ينبغي على الجانب الأمريكي تغيير أساليب الضغط المبالغ فيه التي يتبعها“.
وقال ”لا أساس في القانون الدولي لأي سلوك أحادي الجانب. فذلك لن يحل المشكلة بل سيثير أزمة أكبر“. وأشار إلى أن الاتفاق النووي مع إيران هو السبيل الناجع الوحيد لحل القضية النووية وحث إيران على التحلي بالحكمة. وقال ”نتفهم أن الأطراف المعنية ربما تكون لديها مخاوف مختلفة لكن ينبغي قبل أي شيء تنفيذ الاتفاق النووي الشامل على النحو الصحيح... ونأمل في أن تتوخى إيران الحذر عند صنع القرار وألا تتخلى ببساطة عن هذا الاتفاق“. بحسب رويترز.
وذكر وانغ أن الصين تأمل في الوقت نفسه أن تحترم الأطراف الأخرى مصالح وحقوق إيران القانونية المشروعة. وترتبط الصين بعلاقات وثيقة مع إيران في مجال الطاقة، وأغضبتها تهديدات وجهتها الولايات المتحدة للدول والشركات التي تنتهك العقوبات الأمريكية باستيراد النفط الإيراني بما في ذلك الشركات الصينية. وكان لزاما على الصين السير على خيط رفيع في وقت تعمل فيه على تطوير علاقاتها بالسعودية، خصم إيران في المنطقة وأكبر مورد نفطي لبكين.
ترامب لا يستحق الرد
على صعيد متصل قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إنه لا جدوى حتى من الرد على رسالة حملها آبي إلى طهران من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في زيارة تهدف لتحقيق السلام لكن هجمات على ناقلتين في خليج عمان ألقت بظلالها عليها. وتشكل الهجمات على ناقلتي النفط أحدث واقعة تصعد من المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران بعد أسابيع شهدت تشديد العقوبات الأمريكية وحربا كلامية.
وإحدى الناقلتين اللتين أصيبتا في الهجوم يابانية، وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر أن وقوع الهجوم أثناء زيارة آبي لطهران أمر ”مريب“. وقال ترامب يوم إنه يقدر زيارة آبي لإيران للاجتماع مع قادتها، لكنه يعتقد أن من السابق لأوانه الحديث عن إبرام واشنطن لاتفاق مع طهران. وأضاف ترامب في تغريدة على تويتر ”لا هم مستعدون ولا نحن أيضا“.
وكانت اليابان من المشترين الرئيسيين للنفط الإيراني حتى الشهر الماضي عندما طالبت واشنطن جميع الدول بوقف كل واردات النفط الإيراني وإلا واجهت عقوبات. وجاء آبي برسالة من ترامب لكن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رفضها. ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن خامنئي قوله لرئيس وزراء اليابان ”لا أعتبر ترامب أهلا لتبادل الرسائل وليس لدي أي رد له الآن أو في المستقبل“.
وذكر ظريف على تويتر أن الهجمات على ناقلتي النفط ”المرتبطتين باليابان“ مريب خاصة أنها جاءت في اليوم الذي التقي فيه آبي وخامنئي. وقال خامنئي إن تعهدا قطعه ترامب في الآونة الأخيره بعدم السعي لتغيير النظام في إيران ”كذبة“. وأضاف ”لا تثق الجمهورية الإسلامية الإيرانية مطلقا في أمريكا ولن تكرر أبدا تجربة المفاوضات السابقة المريرة مع أمريكا في إطار خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي)“. وتابع قائلا ”لن تقبل أمة حكيمة وأبية التفاوض تحت الضغوط“.
وقال آبي للصحفيين في طهران إن خامنئي أكد أن إيران ليست لديها نية السعي لامتلاك أسلحة نووية. ورحب ترامب خلال زيارة لليابان بمساعدة آبي في التعامل مع إيران. وألغت واشنطن إعفاءات من العقوبات كانت تسمح لبعض الدول، بما في ذلك اليابان، بشراء النفط الإيراني. وفي أحدث تحرك لها، منعت وزارة الخزانة الأمريكية الشركات من إبرام أي تعاملات مع أكبر مجموعة إيرانية للبتروكيماويات استنادا إلى الصلات التي تربطها بالحرس الثوري الإيراني. بحسب رويترز.
وقال خامنئي لآبي ”فرض الرئيس الأمريكي، بعد اجتماعه معك والمباحثات بشأن إيران... عقوبات على قطاع البتروكيماويات. هل هذه رسالة تعكس الصدق؟ هل تظهر سعيه لمفاوضات صادقة؟“. وأضاف ”اليابان بلد آسيوي مهم وإذا كان يريد توسيع نطاق العلاقات مع إيران فعليه إبداء موقف حازم كما فعلت دول أخرى“.
اضف تعليق