يبدو أن الخلافات بين الولايات المتحدة والصين، ربما ستتفاقم في المستقبل القريب بسبب بعض الملفات والقضايا السياسية والتجارية المهمة، هذه الخلافات التي زدادت بعد تولي الرئيس الامريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم تهدد وبحسب بعض المصادر تهدد بوقوع حرب تجارية بين الطرفين، وتتصاعد وتيرة الخلافات بين أمريكا والصين فى الفترة الأخيرة...
يبدو أن الخلافات بين الولايات المتحدة والصين، ربما ستتفاقم في المستقبل القريب بسبب بعض الملفات والقضايا السياسية والتجارية المهمة، هذه الخلافات التي زدادت بعد تولي الرئيس الامريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم تهدد وبحسب بعض المصادر تهدد بوقوع حرب تجارية بين الطرفين، وتتصاعد وتيرة الخلافات بين أمريكا والصين فى الفترة الأخيرة، بشأن الفائض التجاري، وترى واشنطن أن الصين تحاول فرض رأى سياسي صيني على الشركات والمواطنين الأمريكيين. وطالبت إدارة ترامب خفض الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار بحلول عام 2020، وخفض الرسوم الجمركية بشدة ووقف دعم التكنولوجيا المتقدمة.
يضاف الى ذلك الخلافات الاقليمية المستمرة حول الحدود البحرية في بحر الصين الجنوبي، حيث حذّر البيت الأبيض الصين من "عواقب" ستواجهها من جراء "عسكرة" بحر الصين الجنوبي. وأكّدت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز "نحن على علم (بإقدام) الصين على عسكرة بحر الصين الجنوبي". وذكرت وسيلة إعلام أميركية أن الصين نشرت صواريخ في ثلاث جزر في بحر الصين الجنوبي متنازع عليها مع فيتنام والفيليبين، ما يتيح لها تعزيز مطالبتها بالسيادة عليها. ونقلت قناة "سي إن بي سي" عن مصادر قريبة من الاستخبارات الأميركية أنّ الجيش الصيني نصب هذه المعدات الدفاعية المضادة للسفن والطائرات في الأيام الثلاثين الأخيرة. وإذا تأكدت هذه المعلومات فمن شأنها زيادة التوتر مجددا بين الدول المطلّة على بحر الصين الجنوبي.
وسبق أن أقامت الصين منشآت مدنية في هذه المنطقة إضافة إلى مدارج قادرة على استقبال طائرات عسكرية. وأضافت "سي إن بي سي" ان الصواريخ الصينية نصبت في أرخبيل سبراتليز الواقع شرق فيتنام وغرب الفيليبين وأقصى جنوب الصين. وسئلت المتحدثة باسم الخارجية الصينية عن هذا الأمر فلم تشأ تأكيده أو نفيه. وقالت هوا شونيينغ إنّ "أعمال البناء السلمية للصين في أرخبيل سبراتليز بما فيها المنشآت الضرورية للدفاع عن التراب الوطني تهدف إلى حماية سيادة الصين وامنها". وأضافت ان "اولئك الذين ليست لديهم نية لانتهاك (هذه السيادة) ينبغي الا يقلقوا". وفي 2016، اعتبرت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي التي لجأت إليها الفيليبين أن لا حقوق تاريخية لبكين في بحر الصين الجنوبي. لكن بكين رفضت هذا التحكيم. وتعد هذه أول مرة تنشر فيها الصين صواريخ في أرخبيل سبراتلي. وتطالب كل من فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي بالسيادة في الأرخبيل.
شكوى امريكية
الى جانب ذلك شكت الولايات المتحدة رسميا للصين بعدما قام مواطنون صينيون بتوجيه أشعة ليزر لطائرة عسكرية أمريكية قرب جيبوتي في عدد من المواقع. ويعاني الجيش الأمريكي منذ عقود من توجيه أشعة الليزر لطائراته. بيد أن الوقائع تبرز قلق الولايات المتحدة بشأن قاعدة عسكرية صينية تبعد أميالا قليلة عن قاعدة أمريكية حيوية في جيبوتي.
وقالت دانا وايت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) للصحفيين ”إنها وقائع خطيرة للغاية... فاتحنا الحكومة الصينية رسميا في الأمر وطلبنا من الصينيين التحقيق في تلك الوقائع“. وأضافت وايت أن البنتاجون واثق من أن الصينيين هم من وجه أشعة الليزر وأن أقل من عشر وقائع حدثت في الأسابيع الماضية. بحسب روترز.
وأفاد مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، بأنه في واقعة تعرض طياران في طائرة سي-130 لإصابات طفيفة في العين. وقال المسؤول إن أشعة ليزر من التي يمكن استخدامها في الأغراض العسكرية وجهت في حالات قليلة من القاعدة الصينية إلى الطائرات. وتحتل جيبوتي موقعا استراتيجيا عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر على الطريق المؤدي إلى قناة السويس. وتستضيف جيبوتي قاعدة عسكرية أمريكية يوجد بها أربعة آلاف عسكري، بينهم قوات من العمليات الخاصة، وهي قاعدة انطلاق للعمليات في اليمن والصومال. ووضع الجيش الأمريكي هذا العام مواجهة الصين إلى جانب روسيا، في القلب من استراتيجية جديدة للدفاع الوطني.
مكاسب تجارية
في السياق ذاته أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الصين "تستفيد كثيرا" من المكاسب التجارية التي تحققها ازاء الولايات المتحدة وذلك بعد عودة وفد اقتصادي أميركي رفيع من محادثات في بكين. وكتب ترامب في تغريدة "وفدنا الرفيع في طريق عودته من الصين حيث عقد اجتماعات طويلة مع مسؤولين صينيين وممثلين لقطاع الاعمال". وأضاف "سنلتقي لتحديد النتائج لكن الوضع صعب بالنسبة الى الصين التي باتت تستفيد كثيرا من مكاسبها التجارية".
وكان ترامب اتهم الصين بممارسات "غير نزيهة" ادت الى عجز ضخم في الميزان التجاري الاميركي مع بكين، كما ندد ب"سرقة" الملكية الفكرية الاميركية. وتواجه الصين تهديد رسوم جمركية جديدة قد تفرض اعتبارا من 22 أيار/مايو وتطال حوالى 50 مليار دولار من المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة. وتلوح بكين بالرد من خلال فرض ضرائب بقيمة 50 مليار دولار على وارداتها من منتجات اميركية مثل الصويا والسيارات ولحوم الابقار وغيرها.
من جهتها، اوردت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية في بيان ان "الجانبين أقرا بوجود خلافات كبيرة حول بعض المسائل وان عليهما مواصلة العمل لتحقيق تقدم". وتابع البيان "تبادل الجانبان الاراء حول زيادة الصادرات الى الصين وتبادل الخدمات والاستثمار الثنائي وحماية حقوق الملكية الفكرية وحل مسائل الرسوم الجمركية". وأضاف ان الجانبين "اتفقا في بعض النواحي" من دون اعطاء تفاصيل وانهما قررا انشاء "آلية عمل" لمواصلة المحادثات. بحسب فرانس برس.
وكانت بكين تعهدت اجراء اصلاحات على عدة مستويات في الاشهر الاخيرة بما في ذلك رفع القيود على ملكية الاجانب لشركات تصنيع السيارات والسماح للمستثمرين الاجانب بامتلاك حصص كبيرة في شركات مالية. الا ان لائحة المطالب التي تقدمت بها واشنطن اظهرت ان هذه الاجراءات لا تزال اقل بكثير من التوقعات الاميركية. واعتبر البيت الابيض ان المحادثات "صريحة"من دون الاشارة الى انها ستستكمل.
من جانب اخر قال مصدران مطلعان على محادثات تجارية أمريكية صينية يوم الجمعة إن الولايات المتحدة طلبت من الصين خفض فائضها في التجارة مع الولايات المتحدة بواقع 200 مليار دولار، ووقف الدعم لصناعات التكنولوجيا المتطورة وخفض حاد للرسوم الجمركية على الواردات إلى المستويات المطبقة في الولايات المتحدة. وقال ترامب إنه عازم على تحقيق النزاهة في العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وأضاف قائلا ”سنقوم بالإعلان عن بعض الصفقات التجارية الرائعة“ مضيفا أن لديه ”احتراما كبيرا“ للرئيس الصيني شي جين بينغ. وقال ”هذا هو السبب في أننا كنا لطفاء جدا، لأن لدينا علاقة رائعة“.
وقالت مصادر مطلعة إن الصين طالبت الولايات المتحدة أثناء الاجتماعات بتخفيف عقوبات كبيرة على شركة زد.تي.إي الصينية لتصنيع معدات الاتصالات. ويزيد طلب واشنطن لخفض الفائض في تجارة الصين للسلع مع الولايات المتحدة بواقع 200 مليار دولار عن مثلي طلب ترامب السابق لخفض قدره 100 مليار دولار. وسجلت الصين فائضا في تجارة السلع بقيمة 375 مليار دولار مع الولايات المتحدة في 2017.
وطالب ترامب أيضا بتطبيق المعاملة بالمثل بين الرسوم الجمركية الأمريكية والصينية، حيث كثيرا ما يشكو من أن فرض الصين رسوما بنسبة 25 بالمئة على سيارات الركاب في حين أن الرسوم الأمريكية المناظرة تبلغ 2.5 بالمئة. وقالت المصادر المطلعة على المطالب إن الفريق الأمريكي طالب الصين بخفض الرسوم إلى مستويات لا تزيد عن تلك المفروضة في الولايات المتحدة. وأضافت المصادر أن الوفد طالب الصين بوقف الدعم للتكنولوجيا المتطورة التي ترتبط بخطة ”صنع في الصين 2025“.
وتهدف الخطة الصناعية 2025 إلى تحديث قطاع الصناعات التحويلية الصيني إلى منتجات أكثر تطورا، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات وأشباه الموصلات والطائرات، وهي قطاعات تتمتع فيها الولايات المتحدة بقدرات تنافسية كبيرة. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر على دراية بالمحادثات قولها إن المسؤولين الصينيين يعتقدون أن المقترح الأمريكي ”غير عادل“. وفي مقترح قدمه الجانب الصيني، عرضت بكين زيادة وارداتها من الولايات المتحدة وخفض الرسوم على بعض السلع بما في ذلك السيارات وفقا للمصادر.
لكن الصين طلبت أيضا من واشنطن معاملة الاستثمارات الصينية على قدم المساواة في مراجعاتها المتعلقة بالأمن القومي، ووقف إصدار أي قيود جديدة على الاستثمارات، وألا تفرض رسوما جمركية مقترحة بنسبة 25 بالمئة في إطار تحقيقها بموجب ”البند 301“. كما عرضت الصين أن تعيد دراسة رسوم مكافحة الإغراق المفروضة على السورجم الأمريكي وفقا للاقتراح.
استعداد صيني
من جهة اخرى قالت وزارة التجارة الصينية إن بكين مستعدة تماما للتعامل مع أي آثار سلبية قد تنتج عن نزاعها التجاري مع الولايات المتحدة مضيفة أن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية لن يكون لها أثر كبير بشكل عام على صناعاتها المحلية. وقال المتحدث باسم الوزارة قاو فينغ خلال إفادة صحفية في بكين إن الولايات المتحدة ستكون مخطئة إذا كان هدفها احتواء صعود الصين. وأضاف ”إذا حاولت الولايات المتحدة استخدام سياسات الحماية التجارية لاحتواء نمو الصين وإجبار الصين على تقديم تنازلات ولو على حساب مصالح الشركات فستكون قد اتخذت خطوة غير محسوبة جيدا“.
وفي أحدث تصعيد لنزاع تجاري آخذ في الاتساع قالت الولايات المتحدة إنها منعت الشركات الأمريكية من بيع المكونات إلى شركة صناعة معدات الاتصالات الصينية زد.تي.إي لمدة سبع سنوات. وأعلنت الصين فرض رسوم مكافحة إغراق باهظة على واردات نبات السورجم الأمريكي المستخدم كعلف حيواني إضافة إلى إجراءات تتعلق بواردات المطاط الصناعي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسنغافورة.
وقال قاو ”نحن قادرون على التعامل مع التحديات الناتجة عن الخلافات التجارية بين الصين والولايات المتحدة“. وقال قاو إن بكين تأمل ألا تقلل الولايات المتحدة من أهمية عزم الصين على الرد. وأضاف ”سنرد دون هوادة“ وأشار إلى أن الصين ستتخذ أي إجراء ضروري وفي أي وقت للرد على القرار الأمريكي بحق زد.تي.إي. ويرى معظم المحللين أن الجانبين سيتوصلان في النهاية لحل وسط وسيتجنبان حربا تجارية شاملة. لكن حتى الآن لم تعقد أي محادثات تجارية رسمية بين الولايات المتحدة والصين حسبما ذكر قاو. بحسب روترز.
وفي وقت سابق قالت الجهة المنظمة لسوق الصرف الأجنبي في الصين إن من الممكن السيطرة على أي تأثير محتمل للخلافات التجارية الصينية الأمريكية على تدفقات رؤوس الأموال. وتعهدت الهيئة بمواصلة خطط فتح أسواق المال بثاني أكبر اقتصاد في العالم.
اضف تعليق