q

توتر العلاقات بين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، والذي تفاقم بعد هجوم واشنطن على قاعدة جوية في سوري ما يزال محط اهتمام واسع، خصوصا وان الفترة الأخيرة قد شهدت بعض التحركات و التطورات المهمة رافقتها بعض التصريحات والاتهامات المتبادلة، أثارت قلق ومخاوف بعض الدول التي تخشى من حدوث صراع جديد قد يقود الى حرب كارثية ستؤثر سلبا على الجميع، وهو ما استبعده بعض الخبراء الذين اكدوا على ان ما يحدث بين امريكا وروسيا، امر طبيعي وهو امتداد لحرب مستمرة بسبب اختلاف وجهات النظر والمصالح، كما ان هذه العلاقات غير مرتبط ايضا بشخصيات رئاسية معينة لذا فمن الصعب جداً الوصول الى هدف وطريق مشترك قد يساعد في تجميد او انهاء هذه الحرب الباردة.

وقد اكد عضو مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير لوكين، في تصريح سابق حول تقييم مستقبل العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، كما سمعه من الأمريكية هنري كيسنجر: إن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة قد تدهورت إلى أدنى مستوى خلال الخمسين سنة الأخيرة.

وكتب مدير معهد كينان في واشنطن، ماتيو رودجينسكي والسفير الأمريكي السابق لدى بيلاروس وجورجيا كينيت يالوفيتس، في صحيفة "غراند فوركس هيرالد" بأن الخلافات الجدية بين الاتحاد السوفيتي- روسيا والولايات المتحدة، ظهرت في السابق أيضا، وتم تجاوزها: أي يجب أن تتطور العلاقات الأمريكية – الروسية مستقبلا من خلال "التعاون في تلك المجالات الممكنة، مع العمل على تسوية الخلافات في المجالات الأخرى التي تمس وجهات نظرنا للعالم ومبادئ إدارة الدولة وأهداف السياسة الخارجية". ويتحدث رودجينسكي ويالوفيتس عن خصوصية العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، "تؤثر روسيا في مصالح الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم. لروسيا حدود مع أوروبا والشرق الأوسط وآسيا- هذه المناطق لها أهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة. لروسيا كما للولايات المتحدة مصالح حيوية في القطب الشمالي... وإن تكثيف التعاون مع روسيا سيفيد الولايات المتحدة في حل المشكلات الدولية، مثل محاربة الإرهاب ومشكلة الاحتباس الحراري وانتشار السلاح النووي".

اما مجلة تايم فتشير إلى عدة أسباب لا تسمح بتحسين العلاقات الروسية – الأمريكية بسرعة. منها الناتو: ترامب يريد تعزيز الحلف، وروسيا إضعافه. ترامب يدعو بلدان الحلف لزيادة نفقاتها العسكرية بنسبة 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. فإذا ازدادت مالية الحلف وعزز قوته، فإن روسيا لن ترحب بذلك. كذلك مساعدو ترامب المقربون في مجال الدفاع والأمن ليسوا من الموالين لموسكو. يضاف الى ذلك البرودة من جانب روسيا تجاه ترامب، وغير ذلك من الاسباب.

كما ويشعر حلفاء الولايات المتحدة بالقلق من تدريبات عسكرية تجريها روسيا وروسيا البيضاء في سبتمبر أيلول قد تضم 100 ألف جندي وتدريبات على أسلحة نووية في أكبر مناورات من نوعها منذ 2013. وخلال التدريبات قد تنشر روسيا قواتها عند الحدود مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا. ونشرت موسكو صواريخ إسكندر في مدينة كالينينجراد الروسية المطلة على بحر البلطيق وتقول إنه يأتي ضمن التدريبات الروتينية. وتستبعد الولايات المتحدة أي رد مباشر على التدريبات الروسية أو احتمال نشر صواريخ. لكن مسؤولين أمريكيين، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أثاروا احتمال نشر بطارية صواريخ باتريوت لفترة وجيزة في منطقة البلطيق أثناء تدريبات حلف شمال الأطلسي المقررة في يوليو تموز وهي التدريبات التي تركز على الدفاع الجوي.

قدرات لردع روسيا

وفي ما يخص بعض تطورات هذا الملف فقد أعلن وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مستعدان لنشر أي قدرات ضرورية للمساعدة في تعزيز أنظمة الدفاع الجوي في منطقة البلطيق. وتأتي تصريحات ماتيس وسط تصاعد التوتر مع روسيا التي تستعد هي الاخرى لاجراء تمارين عسكرية ضخمة في منطقتها العسكرية الغربية في ايلول/سبتمبر، كما انها نشرت نظام دفاع جوي في كالينينغراد المجاورة.

وقال ماتيس ردا على سؤال يتعلق بالدفاعات الجوية الاقليمية "سوف ننشر أي قدرات ضرورية هنا". وأعلن مسؤولان في وزارة الدفاع الأميركية ان واشنطن تنظر في ارسال بطاريات صواريخ متطورة من طراز "باتريوت" الى منطقة البلطيق للمشاركة في مناورات يجريها حلف شمال الأطلسي هذا الصيف، مع تأكيدهما على ان هذه الخطوة سوف تكون مؤقتة.

وقال ماتيس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيسة الليتوانية داليا غريبوسكايتي أن أي "حشد للقوات القتالية الروسية في منطقة يعلمون هم ونحن أن لا شيء يهددهم فيها سواء في ليتوانيا أو غيرها من الدول الديموقراطية هو أمر يشكل عامل عدم استقرار بكل بساطة". لكنه رفض الرد على سؤال عما اذا كانت فيلنيوس طلبت نشر صواريخ "باتريوت" بشكل دائم. وأوضح "سنقرر في هذه المسائل عبر التشاور مع الحكومة الليتوانية".

و"باتريوت" منظومة دفاع جوي متحركة تصنعها شركة "رايثيون" الأميركية وصممت لاعتراض الصواريخ البالستية التكتيكية، واخرى من طراز "كروز" والطائرات التي تحلق على مستوى منخفض. واضاف ماتيس "الجميع يعلم ان هذه ليست قدرات هجومية". وستجري موسكو مناوراتها التي تحمل اسم "زاباد" في أيلول/سبتمبر وتعرض فيها معدات جديدة وتحديثات لأنظمة موجودة في منطقتها العسكرية الغربية، بحسب مسؤولين.

وتوجه ماتيس لاحقا الى منطقة ريفية خارج فيلنيوس لزيارة حقل تدريب كبير على بعد 20 كيلومترا من بيلاروسيا. وتتدرب قوة المانية ضمن حلف شمال الأطلسي في هذه المنطقة مع قوات أخرى من الحلف على العمل معا بشكل أفضل وتحسين التنسيق. وينشر الحلف هذه الفرق في بولندا ودول البلطيق كخطوط مواجهة امام اي مغامرة قد تقدم عليها روسيا في منطقة كانت سابقا تحت السيطرة الروسية، يشجعها على ذلك تدخلها في أوكرانيا وسوريا. بحسب فرانس برس.

وقال ماتيس للصحافيين بعد زيارته القوات الأميركية والليتوانية والالمانية في احد حقول التدريب "سبب الانتشار الذي ترونه الآن هو عدم احترام (روسيا) للقانون الدولي". وزيارة ماتيس إلى ليتوانيا هي الأولى له إلى اوروبا الشرقية كوزير للدفاع، ويمكن تفسير اجتماعه بالرئيسة الليتوانية التي تنتقد علنا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أنه رسالة موجهة إلى موسكو.

الهجمات على سوريا

في السياق ذاته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مستوى الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا تراجع منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه بينما استقبلت موسكو بشكل عدائي غير معتاد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون فيما يعكس مواجهة بين البلدين بشأن سوريا. وتبدد أي أمل لدى روسيا في أن تكون العلاقات مع إدارة ترامب أقل مجابهة بعد أن أطلق الرئيس الأمريكي الجديد صواريخ على سوريا حليفة روسيا لمعاقبتها على ما تعتقد واشنطن أنه استخدام لغاز سام.

وفي واشنطن قال ترامب إن الولايات المتحدة ليست على علاقة ودية "على الإطلاق" مع موسكو مضيفا أن العلاقة "ربما تكون عند أحد أدنى مستوياتها على الإطلاق. وكان ترامب دعا مرارا خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2016 إلى تحسين العلاقات مع بوتين على الرغم من انتقادات من نواب في حزبه الجمهوري. لكن الحرب الأهلية في سوريا دقت إسفينا بين موسكو وواشنطن مغيرة ما كان كثيرون في روسيا يأملون أن يكون تحولا في العلاقات التي وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عقب الحرب الباردة في عهد باراك أوباما سلف ترامب. وفور جلوس تيلرسون إلى مائدة المحادثات انتقد مسؤول روسي بارز أسلوب الخطاب الأمريكي "الفج والفظ"، في إطار تراشق بالكلمات يبدو أن توقيته اختير لتعميق الحرج أثناء أول زيارة يقوم بها عضو من إدارة ترامب.

وقال بوتين في حديث تلفزيوني أذيع بعد لحظات من لقاء تيلرسون بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "يمكن القول إن درجة الثقة على مستوى العمل وخصوصا على المستوى العسكري لم تتحسن بل إنها تدهورت." وأكد بوتين تأييد روسيا للرئيس السوري بشار الأسد وكرر نفيه أن تكون حكومة الأسد وراء هجوم بالغاز مضيفا تصورا جديدا لما يمكن أن يكون قد حدث بقوله أن أعداء الأسد ربما اختلقوا الواقعة لتشويه صورة الحكومة السورية.

وأكد تيلرسون مجددا الموقف الأمريكي بأنه يجب على الأسد أن يتخلى عن السلطة في نهاية المطاف لكنه أبدى موقفا أخف حدة تجاه روسيا. وقال تيلرسون "لقد ناقشنا وجهة نظرنا بأن روسيا بصفتها أوثق حليف لهم في الصراع ربما تملك أفضل الوسائل لمساعدة الأسد على الاعتراف بهذا الواقع." وسئل تيلرسون عما إذا كان الأسد قد يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب فقال إن هناك أشخاصا يعملون على هذه القضية لكنه نبه إلى أن ذلك سيتطلب إزالة عقبة قانونية كبيرة.

واستقبل لافروف نظيره الأمريكي بعبارات فاترة بشكل غير معتاد وشجب الضربة الصاروخية على سوريا باعتبارها غير مشروعة واتهم واشنطن بالتصرف بشكل لا يمكن التكهن به. بل إن أحد نواب لافروف كان أقل دبلوماسية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية قوله للصحفيين "بشكل عام فإن الفجاجة والفظاظة من السمات الأساسية لأسلوب الخطاب الصادر حاليا من واشنطن. نأمل ألا يصبح هذا المكون الجوهري للسياسة الأمريكية."

لكن لافروف قال إن بعض التقدم تحقق في الشأن السوري وإنه سيتم تشكيل مجموعة عمل لمراجعة الحالة السيئة للعلاقات الأمريكية الروسية. وقال أيضا إن بوتين وافق على إعادة تفعيل اتفاق أمريكي روسي للسلامة الجوية فوق سوريا كانت موسكو علقته بعد الضربة الأمريكية. وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى تدني مستوى الثقة بين البلدين. وقال تيلرسون "مستوى الثقة بين بلدينا متدن... مثل هذه العلاقة لا يمكن أن تكون بين أهم قوتين نوويتين في العالم."

ويمثل الطابع العدائي الذي تقابل به موسكو شخصيات من إدارة ترامب تغيرا كبيرا عن موقفها العام الماضي عندما أشاد بوتين بترامب باعتباره شخصية قوية وأغدق التلفزيون الروسي الرسمي في الإشادة به. وفي انتكاسة محتملة أخرى لتحسن العلاقات مع موسكو قال ترامب إن الحلف لم يتجاوزه الزمن مثلما أعلن خلال حملته الانتخابية العام الماضي. لكنه قال في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج إنه لا يزال يتعين على أعضاء الحلف تحمل نصيبهم العادل من تكلفة مظلة الأمن الأوروبية.

وقال ترامب إن العلاقات مع روسيا لا تسير بشكل جيد. وأضاف في مؤتمر صحفي "لسنا الآن على علاقة ودية مع روسيا مطلقا. ربما نكون عند أحد أدنى المستويات على الإطلاق فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا...لكننا سنرى ما يحدث." وفي مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال قال ترامب إن سياسة إدارته لا تطالب بتنحي الأسد في إطار "حل سلمي للصراع" مناقضا بعض الشيء تصريحات تيلرسون في موسكو. وأضاف ترامب "هل تصرون على ذلك؟ لا. لكني أعتقد جازما أنه سيحدث في فترة معينة."

ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله إن استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية مرة أخرى سيتسبب في رد عسكري آخر مشددا في الوقت نفسه على أنه لن يتدخل بشدة في الصراع. واتهم البيت الأبيض موسكو بمحاولة التغطية على استخدام الأسد لأسلحة كيماوية بعد أن قتل الهجوم في بلدة خان شيخون 87 شخصا. ورد ترامب على الهجوم بالغاز بإطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة جوية سورية. وحذرت واشنطن موسكو والقوات الروسية الموجودة في القاعدة قبل الضربة.

ووقفت روسيا في صف الأسد قائلة إن الغاز السام كان في مستودع سلاح تابع لمقاتلي المعارضة قصفته طائرات سورية أو أن المعارضين اختلقوا الواقعة للإساءة إلى الأسد وهو تفسير رفضته واشنطن. ومنعت روسيا مسعى في مجلس الأمن الدولي لإدانة هجوم الغاز في سوريا ودفع الأسد، حليف موسكو، إلى التعاون مع تحقيقات دولية بشأن الحادث. وكانت هذه المرة الثامنة التي تستخدم فيها موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية حكومة الأسد منذ تفجرت الحرب في سوريا. بحسب رويترز.

ووصل ترامب إلى السلطة بعد تعهدات بالسعي لإقامة علاقات أوثق مع روسيا والتعاون معها في قتال عدوهما المشترك في سوريا وهو تنظيم داعش. وتيلرسون رئيس تنفيذي سابق لشركة نفطية منحه بوتين نوط الصداقة الروسي. وأصبحت علاقة ترامب مع روسيا أيضا قضية داخلية فقد اتهمت أجهزة مخابرات أمريكية موسكو باستخدام عمليات تسلل الكترونية للتدخل في الانتخابات لدعم فوز ترامب. ويحقق مكتب التحقيقات الاتحادي فيما إذا كانت شخصيات من حملة ترامب قد تواطأت مع موسكو وهو ما ينفيه البيت الأبيض.

النشاط البحري الروسي

من جانب اخر قالت مسؤولة عسكرية بارزة في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إن النشاط البحري لروسيا في أوروبا في الآونة الأخيرة تجاوز المستويات التي شهدتها الحرب الباردة وأبدت قلقها من إمكان أن تؤدي طبيعة نشر القوات إلى "تقسيم وتشتيت" رؤية حلف شمال الأطلسي. وقالت الأميرال البحرية ميشيل هاوارد التي ترأس قيادة القوات المشتركة المتحالفة في نيبال وتقود قوات البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا إن روسيا صعدت بوضوح تحركاتها البحرية في السنوات الأخيرة رغم أن حجم أسطولها أقل الآن مما كان عليه وقت الحرب الباردة.

وقالت هاوارد "نشهد نشاطا لم نر مثله حتى في عهد الاتحاد السوفيتي. إنه نشاط يمثل سابقة." وأشارت إلى نطاق واسع من الأنشطة التي تشمل نشر روسيا لحاملة طائراتها أميرال كوزنتسوف في البحر المتوسط وزيادة الدوريات في شمال المحيط الأطلسي والبحر الأدرياتيكي ونشر كبير للغواصات في أماكن خارجية وحركة الغواصات في البحر الأسود. وقالت هاوارد "إنها بحرية عالمية، أتفهم ذلك. لكن النشاط على هذه الساحة زاد بدرجة كبيرة في العامين الماضيين."

وقالت إن هناك خطر أن ينصب تركيز الدول الأعضاء في الحلف على مناطق الاهتمام الأقرب لهم في حين يفقدون الرؤية الشاملة للتحركات الروسية في مناطق أخرى. وتابعت "عندما تفكر فيما يحدث عندما يحركون قواتهم، تنظر إلى الحلف وتجد أنهم يقسمون ويشتتون رؤية الحلف." وتأتي تصريحات هاوارد وسط تصعيد حاد في التوترات بين روسيا والولايات المتحدة. وقالت روسيا إن المناورات البحرية الروسية قابلتها زيادة في هجمات موسكو على الانترنت وعدد ثابت من اقتراب الطائرات الروسية من سفن أمريكية أو سفن تابعة لدول التحالف في البحر.

وتوترت العلاقات بين موسكو والغرب منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014 ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. وحشد حلف شمال الأطلسي قوات في بولندا ودول البلطيق لتشكل رادعا وتسلط الضوء على قوة التحالف لكن قلق المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يزداد أيضا بشأن ما يصفونه باستخدام موسكو للدعاية والهجمات الإلكترونية للتأثير على الانتخابات الغربية. بحسب رويترز.

وتنفي روسيا زعم واشنطن بأن موسكو سعت إلى التأثير على الانتخابات الأمريكية وتعتبر حشد حلف شمال الأطلسي للقوات في أوروبا استفزازا. وقالت هاوارد إن أعضاء حلف الأطلسي يتعاونون لزيادة قدراتهم وليرسلوا بإشارة واضحة بشان قوة وعزم الحلف. وأشادت باتفاق وقع في الآونة الأخيرة بين ألمانيا والنرويج لبناء غواصات جديدة معا باعتبار ذلك علامة على زيادة التعاون وقالت إنها ترحب بمزيد من الجهود من جانب الشركات الأوروببين لحشد الموارد.

سباق جديد للتسلح

في السياق ذاته قال ساسة روس مقربون للكرملين إن هدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعلن لجعل الترسانة النووية الأمريكية "الأكثر تفوقا" في العالم يهدد بإطلاق سباق جديد للتسلح بين واشنطن وموسكو على غرار ما حدث أثناء الحرب الباردة. وقال ترامب إن قدرة الولايات المتحدة على انتاج أسلحة نووية تراجعت وهو وضع قال إنه سيغيره. وأضاف أن معاهدة تقيد الترسانتين النوويتين الروسية والأمريكية كانت اتفاقا سيئا لواشنطن.

ولم يصدر رد فعل من المسؤولين الروس لكن ساسة مؤيدين للكرملين عبروا عن قلق شديد من تعليقات ترامب الذي كانت موسكو تأمل بأن يؤذن انتخابه بعلاقات جديدة أكثر ودية بين الدولتين. وقال كونستانتين كوساتشيف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي "إذا كان شعار حملة ترامب ‭‭‭'‬‬‬لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى‭‭‭'‬‬‬ يعني التفوق النووي فإنه سيعيد العالم إلى أسوأ أزمنة سباق التسلح في الخمسينات والستينات (من القرن الماضي)." وأضاف قائلا في تدوينة في صحفته على فيسبوك أن التصريحات التي أدلى بها ترامب "يمكن القول إنها بيان ترامب الأكثر إزعاجا في موضوع العلاقات مع روسيا."

وكتب كوساتشيف في صفحته على فيسبوك أنه أثناء الحرب الباردة أدرك الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أن تحقيق التفوق النووي أمر خطير وقبلا مبدأ التكافؤ كأفضل سبيل لضمان السلام. ومضى قائلا "هل نحن بصدد دخول عهد جديد؟ أرى أننا نحتاج إلى إجابة لذلك السؤال بأسرع ما يمكن." وأثناء السباق الرئاسي في الولايات المتحدة قال ترامب إنه سيحاول إنهاء الخصومة التي تفجرت بين الكرملين وواشنطن خلال رئاسة سلفه باراك أوباما. وتطلع المسؤولون الروس لإعادة ضبط العلاقات.

لكن هذا الاحتمال تراجع بعد حوالي شهر من تولي ترامب الرئاسة خصوصا مع إقالة مايكل فلين -وهو مؤيد بارز لتحسين العلاقات مع موسكو- من منصبه كمستشار للأمن القومي. وكتب ألكسي بوشكوف وهو برلماني آخر مؤيد للكرملين على تويتر أن تعليقات ترامب بشأن توسيع القدرات النووية الأمريكية "تلقي شكوكا على الاتفاق بشأن الحد من الأسلحة الإستراتيجية وهو ما يعيد العالم إلى القرن العشرين." وأضاف أن ذلك الاتفاق الذي يرجع إلى الحرب الباردة وضع أساس الاستقرار النووي بين موسكو وواشنطن. وقال "يجب الحفاظ على ذلك. لا يمكن للولايات المتحدة أن تحقق تفوقا حاسما." بحسب رويترز.

وكتب بوشكوف وهو عضو بلجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي "بدلا من محاولة تحقيق تفوق نووي وهمي على روسيا يجب على الإدارة الأمريكية أن تجد حلا للمشكلة النووية الشديدة التعقيد لكوريا الشمالية." ولا يشارك بوشكوف وكوساتشيف بشكل مباشر في عملية صنع القرارات بشأن الدفاع والسياسة الخارجية لروسيا لكنهما يعكسان بشكل عام موقف الكرملين.

اضف تعليق