q

اولا- في اطار الطعن في الاسلام وفي النبوة: ان النبي ترك الامة ولم يوص، وعمل صلى الله عليه واله خلاف ما يوص به في لزوم الوصية على الناس، وكان صلى الله عليه واله - كما يتهمه عمر في رزية الخميس انه يهجر في مرضه وما عليه ان يكتب لهم كتاب لن يضلوا بعده ([1]) وان الله تعالى علم ما في نفس عمر من صلاح الامة جاءت فلتة السقيفة وخرج من تلك الفلتة خليفة لرسول الله صلى الله عليه واله!!!

ثانيا - اطار الاجتهاد مقابل النص: الذين خرجوا على ابي بكر خليفة زمانهم مرتدون كفرة يحق قتلهم، فقتلوهم وزنا خالد بن الوليد بزوجة مالك بن نويرة المبشر بالجنة وسبوا عيالهم وخالد مثاب لفعله الشنيع هذا لانه ضمن اطار الاجتهاد لان المجتهد مثاب مرتين ان اصاب ومرة ان اخطأ!!!

والذين خرجوا على علي بن ابي طالب في حرب الجمل ايضا مجتهدون مثابون!!

وضمن نفس الاطار ولأنهم مجتهدون مقابل النص فالذي خرجوا على امام زمانهم علي بن ابي طالب مجاهدون مثابون بما فيهم الذين قتلوا عمار بن ياسر رضوان الله عليه مع قول الرسول صلى الله عليه واله (ياعمار تقتلك الفئة الباغية).

والذين يسبون الصحابة كفرة، اما الذين جعلوا سب علي بن ابي عليه السلام سيد صحابة رسول الله سنة لا تصح الصلوات الا بها فانهم مجتهدون مثابون يترضون عليهم.

ان الاسلام الذي اقصى المطهرون من ال محمد صلوات الله عليهم انما هو اسلام مؤطر خرج بتلك الاطر السياسية عن الاسلام الحق وان ما نجده في تنظيمات القاعدة والنصرة وداعش والتكفير والهجرة... الخ هو نتاجات تلك الاطر التي منعها الرسول صلى الله عليه واله.

ثالثا- التقمص؛

التلبس ويقال دوما لمن يلبس ما ليس له:

عرف تاريخيا وعلى الواقع ان الذين انقلبوا على الاسلام تبنوا التأطير من خلال الاسلام، وهو تأطير السلطة بأنها قميص الله للمتسلط بما يمنح المتقمص سلطات الله المطلقة على الناس لأخرج الاسلام عن اطاره الحق وجاءت بعد ذلك الاحاديث الموضوعة فيضعوها في صحاحهم لإتمام التقمص:

ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: (والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إلي الطير، ولكني سدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا....)([2]).

رابعا- الوضع الممنهج ضمن التأطير السياسي لأحاديث عن النبي صلى الله عليه واله:

في سبيل نجاح التأطير السياسي للإسلام ليستغل خلاف مضمونه ومنهجه الرباني؛ وضعوا الاحاديث الكاذبة المخالفة للقران وسنة نبيه والمتناقضة مع روح الدين والرسالات السماوية كما في الامثلة التالية:

- عن رسول الله (صلى الله عليه واله): قال:(يكون بعدى ائمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس قلت كيف اصنع يا رسول الله ان ادركت ذلك قال تسمع وتطيع للامير وان ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع - رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عبد الرحمن ومحمد بن سهل بن عسكر))([3]).

ومن اغرب الوضع في الاحاديث، ان يسمي الظالم خليفة لله (فان كان لله يومئذ خليفة) تدل على ان الواضع محض كافر كما جاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم:

عن رسول الله (صلى الله عليه واله): (فإن كان لله عز وجل يومئذ خليفة ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع وإلا فمت عاضا بجذل ([4]) شجرة)([5]).

وفي نفس المصدر: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال في جثمان إنسان «فقلت: كيف أصنع إن أدركني ذلك؟ قال: » تسمع للأمير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك « » هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)([6])

وفي عن هذا الحديث في المستدرك بتعليق الذهبي (4/479)؛ جاء تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح.

وقال عن هذا الحديث في جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي (ص: 13468)؛ قال: أخرجه أيضًا: مسلم (3/1476، رقم 1847)، والطبرانى فى الأوسط (3/190، رقم 2893)، والحاكم (4/547، رقم 8533) وقال: صحيح الإسناد.

ومضمون هذا الحديث هو تأطير لتقمص السلطة باسم الله تعالى الله خارج عن جوهر الاسلام بل وخارج عن كل رسالات السماء في مناهضة الظلم وبغض الظالمين، ووهو نص منافي تماما لقوله تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [[7]]. والركون هو الميل الخفيف كما يقول المفسرون.. والحديث ايضا مناف لقول الرسول صلى الله عليه واله: (افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)([8]).

وهو مناف ايضا لقوله صلى الله عليه واله:.. (ومن يعلق سوطاً بين يدي سلطان جائر، جعله الله عز وجلّ حية طولها سبعون ألف ذراع، وتسلط عليه في نار جهنم خالداً فيها مخلداً([9]).

وعن هذا الحديث في جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي (ص: 4282): أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ (أبو داود، وابن ماجه عن أبى سعيد. أحمد، وابن ماجه، والطبرانى، والبيهقى فى شعب الإيمان عن أبى أمامة. البزار عن سمرة. أحمد، والبغوى، والنسائى، والبيهقى فى شعب الإيمان، والضياء عن طارق بن شهاب).

حديث أبى سعيد: أخرجه أبو داود (4/124، رقم 4344)، وابن ماجه (2/1329، رقم 4011). وأخرجه أيضاً: الديلمى (1/358، رقم 1448).

حديث أبى أمامة: أخرجه أحمد (5/251، رقم 22212)، وابن ماجه (2/1330، رقم 4012). قال البوصيرى (4/184): هذا إسناد فيه مقال، أبو غالب مختلف فيه ضعفه ابن سعد وأبو حاتم والنسائى ووثقه الدارقطنى وقال ابن عدى: لا بأس به وراشد بن سعيد قال فيه أبو حاتم صدوق وباقى رجال الإسناد ثقات. والطبرانى (8/282، رقم 8081)، والبيهقى فى شعب الإيمان (6/93، رقم 7581). وأخرجه أيضاً: البغوى فى الجعديات (1/480، رقم 3326)

جاء في الصحاح:

(ومن آمَّ قوماً ولم يقتصد بهم حضوره وقراءته وركوعه وسجوده وقيامه وقعوده، (لم تقبل) صلاته ولا تجاوز تراقيه، وكانت منزلته عند الله تعالى كمنزلة إمام جائر معتد. فقام أمير المؤمنين – علي صلوات الله عليه - فقال: بأبي أنت وأمي، ما منزلة إمام جائر معتد؟

قال: هو رابع أربعة أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة: إبليس، وفرعون، وقاتل النفس، ورابعهم سلطان جائر.

وعن السبط الشهيد الحسين بن علي (عليهما السلام) عن جدّه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله:(من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرُم اللّه، ناكثاً لعهد اللّه، مخالفاً لسنة رسول اللّه، يعمل في عباد اللّه بالإثم والعدوان، فلم يعيّر عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على اللّه أن يدخله مدخله)([10]).

فالتأطير للتشريع الاسلامي والوضع في الحديث النبوي الشريف سياسة معاوية وقد اسس لهما ومولهما من بيت مال المسلمين.

ان السكوت امام الظالم وإطاعة أمره تقوية شوكته ودعم لمبدأ الظلم وتحطيم لكل القيم التي اتت بها عقائد السماء. في مخالفة صريحة وواضحة لما جاء به القرآن الكريم: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبِع هَواهُ وَكانَأَمْرُهُ فُرُطاً) ([11]). وهو امر ظاهر بالوجوب لعدم طاعة الجائر. فمن اين جاءوا باسمع وأطع!!!

وقال سبحانه بنص صريح بعدم طاعة الآثمين: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثماً أَوْ كَفُوراً)([12]).

كما يخالف ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق أئمة أهل البيت (عليهم السلام)([13]).

روى الطبري، عن الحسين بن علي (عليهما السلام)، انّه خطب أصحابه وأصحاب الحر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس انّ رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم اللّه، ناكثاً لعهد اللّه، مخالفاً لسنّة رسول اللّه، يعمل في عباد اللّه بالاِثم و العدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على اللّه أن يدخله مدخله. ([14])

واحاديث كثيرة تثبت وتجعلنا مطمئنين ان مضمون حديث الركون للظلام بل السكوت عنهم هو تأطير المتقمصين والانقلابيين لأنهم هم المنتفعون وحدهم من هذا التأطير..

...............................
[1] صحيح البخارى: (19/73)باب مرض النبي - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ وَحَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفِى الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ». فَقَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا، مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاِخْتِلاَفَ عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « قُومُوا ». قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنِ اخْتِلاَفِهِمْ وَلَغَطِهِمْ. أطرافه 114، 3053، 3168، 4431، 4432، 7366 - تحفة 5841 - 156/7.
[2] نهج البلاغة: الخطبة 3، معاني الأخبار: 361/1، الإرشاد: 1/287، علل الشرائع: 150/12، الجمل: 126، الاحتجاج: 1/452/105 كلّها عن ابن عبّاس، الأمالي للطوسي: 372/803 عن زرارة عن الإمام الباقر(عليه السلام) عن ابن عبّاس وعن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه عنه(عليهم السلام)، نثر الدرّ: 1/274 كلّها نحوه...
[3] السنن الكبرى للبيهقي (8/157)، والمسند الجامع (5/50) أخرجه مُسْلم 6/20(4813)، الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم (1/164)، و[كنز العمال 31305]
[4] الجذل: الأصل أو ساق الشجرة
[5] المستدرك على الصحيحين للحاكم (19/209، بترقيم الشاملة آليا)
[6] المستدرك على الصحيحين للحاكم (19/432، بترقيم الشاملة آليا)
[7] هود: 113
[8] الحديث النبوي (35/4): أخرج أبو داود في سننه، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري: قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر. (سنن أبي داود: 4|124 برقم 4344.)، وسنن ابن ماجة: 2|1330 برقم 4012. والمستدرك على الصحيحين للحاكم (19/443، بترقيم الشاملة آليا)، المسند الجامع (6/188)، والتِّرْمِذِي:2174، و أخرجه أحمد 5/251(22510)، المستدرك بتعليق الذهبي (4/551) تعليق الذهبي قي التلخيص: ابن جدعان صالح الحديث. أخرجه الطبرانى (22/78، رقم 193). وأخرجه أيضاً: أبو يعلى (13/478 رقم 7492)
[9]) أعلام الدين في صفات المؤمنين (24/8)، واتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/89)
[10] تاريخ الطبري: 4|304 حوادث سنة 61. وهم لا ينقلون الاحاديث في كتب حديثهم عن الحسين سيد شباب اهل الجنة ولا عن اهل البيت صلوات الله عليهم المطهرين من الرجس بنص الكتاب بتاثبر تاطير السلطة الحاكمة لمعايير النقل.
[11] الكهف|28
[12] الاِنسان|24.
[13] الحديث النبوي (13/14)
[14] تاريخ الطبري: 4|304 حوادث عام 61هـ وقد مرّ معنا النص أيضاً.
..................................
للاطلاع على الموضوعات السابقة:
التأطير الايدلوجي: التأطير سبيل الانحراف
http://annabaa.org/arabic/dogmas/7786
تاريخ التأطير السياسي في الإسلام
http://annabaa.org/arabic/dogmas/7973

اضف تعليق