توجهت باكستان بالشكر مرارا إلى ترامب على عرضه بشأن كشمير بينما لم تعترف الهند بأي دور لطرف ثالث في التوصل إلى الهدنة مؤكدة أنها جاءت باتفاق بين الطرفين فقط. وبدأ محللون وأحزاب من المعارضة في الهند بالتشكيك فيما إذا كانت نيودلهي حققت أهدافها الاستراتيجية بإطلاقها صواريخ على باكستان...
قال محللون إن الهند وباكستان ابتعدتا عن شفير حرب شاملة بفضل تدخل أمريكي، لكن تطلعات نيودلهي بوصفها قوة دبلوماسية عالمية تواجه الآن اختبارا رئيسيا بعد أن عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوسط في النزاع حول كشمير.
وأدى الصعود السريع للهند لتصبح خامس أكبر اقتصاد في العالم إلى تعزيز ثقتها ونفوذها على الساحة العالمية، إذ أدت دورا مهما في معالجة أزمات إقليمية مثل الانهيار الاقتصادي في سريلانكا وزلزال ميانمار.
لكن الصراع مع باكستان حول كشمير يلامس وترا حساسا في السياسة الهندية. وتصاعد الصراع في الأيام القليلة الماضية بعد أن تبادل البلدان إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وشن غارات جوية، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 66 شخصا.
وستكون الطريقة التي ستتبعها الهند دبلوماسيا لكسب ود ترامب في قضايا مثل التجارة مع عدم المساس بمصالحها الخاصة في الصراع في كشمير مرهونة إلى حد بعيد بالسياسة الداخلية وقد تحدد آفاق الصراع في كشمير في المستقبل.
وقال مايكل كوجلمان، وهو محلل لشؤون جنوب آسيا يقيم في واشنطن "الهند... ليست متحمسة على الأرجح لإجراء محادثات أوسع (تدعو إليها الهدنة). الالتزام بهذا (النهج) سيشكل تحديا".
وفي إشارة إلى مدى هشاشة الهدنة، تبادلت الحكومتان الاتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة في وقت متأخر من مساء يوم السبت.
وأشار كوجلمان إلى أن وقف إطلاق النار "تم التوصل إليه على عجل" عندما كان التوتر في ذروته.
وقال ترامب يوم الأحد "سأعمل على زيادة التجارة بصورة كبيرة مع هاتين الدولتين العظيمتين".
من جانبه، لم يعلق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي علنا على الصراع منذ بدايته.
وتعتبر الهند كشمير جزءا لا يتجزأ من أراضيها وغير قابلة للتفاوض، ولا سيما عبر وسيط خارجي. وتسيطر كل من الهند وباكستان على أجزاء من إقليم كشمير الواقع في جبال الهيمالايا وتطالب كلتاهما بالسيادة الكاملة عليه، وخاضتا حربين ونزاعات أخرى عديدة بسبب ما تصفه الهند بتمرد مدعوم من باكستان هناك. وتنفي باكستان دعمها للتمرد.
وقال المحلل الدفاعي الهندي برهما تشيلاني "بموافقتها على وقف العمليات العسكرية بعد ثلاثة أيام فقط من بدئها تحت ضغط أمريكي، تلفت الهند انتباه المجتمع الدولي إلى النزاع في كشمير، بدلا من التركيز على الإرهاب العابر للحدود الذي تدعمه باكستان وتسبب في هذه الأزمة".
وبعد انفصال البلدين عام 1947، ظل الغرب ينظر إلى الهند وباكستان من منظور واحد لعقود في ظل نزاعهما المستمر على كشمير. لكن ذلك تغيّر في السنوات القليلة الماضية لعدة أسباب منها صعود الهند الاقتصادي بينما بقي الاقتصاد الباكستاني يعاني ولم يتجاوز حجمه عُشر حجم اقتصاد الهند.
لكن كثيرين في الهند شعروا بالاستياء بعدما اقترح ترامب السعي لإيجاد حل لمشكلة كشمير إلى جانب تصريح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الهند وباكستان ستبدآن محادثات حول قضايا أوسع في موقع محايد.
وتوجهت باكستان بالشكر مرارا إلى ترامب على عرضه بشأن كشمير بينما لم تعترف الهند بأي دور لطرف ثالث في التوصل إلى الهدنة مؤكدة أنها جاءت باتفاق بين الطرفين فقط.
وبدأ محللون وأحزاب من المعارضة في الهند بالتشكيك فيما إذا كانت نيودلهي حققت أهدافها الاستراتيجية بإطلاقها صواريخ على باكستان يوم الأربعاء الماضي، والتي قالت إنه رد على هجوم استهدف سائحين في كشمير الشهر الماضي وأودى بحياة 26 شخصا. وحمّلت الهند باكستان مسؤولية الهجوم، وهو ما نفته إسلام اباد.
وأظهر إطلاق الصواريخ في عمق باكستان أن مودي يميل أكثر للمخاطرة مقارنة بأسلافه. لكن وقف إطلاق النار المفاجئ عرّضه لانتقادات نادرة في بلاده.
وقال سوابان داسجوبتا، وهو برلماني سابق عن حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بزعامة مودي، إن وقف إطلاق النار لم يلق استحسانا في الهند لعدة أسباب منها أن "ترامب ظهر فجأة من العدم وأعلن حكمه".
وانضم حزب المؤتمر، وهو حزب المعارضة الرئيسي في الهند، إلى وجهة النظر هذه وطالب الحكومة بتفسير سبب "إعلان واشنطن وقف إطلاق النار".
وتساءل جايرام راميش المتحدث باسم حزب المؤتمر "هل فتحنا الأبواب أمام وساطة طرف ثالث؟".
ورغم توقف القتال، لا يزال هناك عدد من النقاط الساخنة في العلاقة التي ستختبر صلابة الموقف الهندي وقد تدفعها لتبني نهج أكثر تشددا.
وقال دبلوماسيون ومسؤولون حكوميون باكستانيون إن القضية الأهم لبلدهم ستتمثل في معاهدة مياه نهر السند، التي علّقتها الهند الشهر الماضي والتي تشكل مصدرا حيويا للمياه لعدد كبير من المزارعين ومحطات الطاقة الكهرومائية في باكستان.
وقال بيلاوال بوتو زرداري، وزير الخارجية السابق ورئيس حزب الشعب الباكستاني الداعم للحكومة الحالية "لم تكن باكستان لتوافق (على الهدنة) دون ضمانات أمريكية بشأن حوار أوسع".
وقال معيد يوسف، مستشار الأمن القومي الباكستاني السابق، إن اتفاقا شاملا سيكون ضروريا لكسر حلقة المخاطر المتعلقة بكشمير.
وأضاف "لأن جذور الأزمة لا تزال قائمة، وكل ستة أشهر أو سنة أو سنتين أو ثلاث، يحدث شيء مماثل، ثم نعود إلى شفا الحرب في بيئة نووية".
واندلعت المعارك يوم الأربعاء عندما شنت الهند ضربات على ما وصفتها بأنها "بنية تحتية إرهابية" في باكستان وفي الجزء الخاضع لباكستان من إقليم كشمير وذلك بعد أسبوعين من مقتل 26 شخصا في هجوم على سياح هندوس في الجزء الخاضع للهند من كشمير.
ونفت باكستان اتهامات الهند بضلوعها في الهجوم على السياح. وتبادل البلدان منذ يوم الأربعاء إطلاق النار والقصف عبر الحدود، وأرسلت كل واحدة منهما طائرات مسيرة وصواريخ إلى المجال الجوي للأخرى.
ويدور نزاع بين الجانبين حول كشمير منذ تأسيس الهند وباكستان بعد انتهاء الحكم الاستعماري البريطاني عام 1947. وتطالب كل من الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان الإسلامية بكشمير بالكامل، لكن كل جانب يسيطر على جزء من الإقليم المتنازع عليه.
وخاض البلدان ثلاثة حروب منذ ذلك الحين منها حربان بسبب كشمير ونشبت بينهما اشتباكات عدة مرات.
وتتهم الهند باكستان بالمسؤولية عن تمرد في الجزء الخاضع لها من كشمير بدأ عام 1989 وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف. وتتهم أيضا جماعات باكستانية إسلامية مسلحة بتنفيذ هجمات في أماكن أخرى بالهند.
وترفض باكستان الاتهامين، وتقول إنها لا تقدم سوى الدعم المعنوي والسياسي والدبلوماسي للانفصاليين الكشميريين.
معاهدة نهر السند
وقالت أربعة مصادر حكومية بالهند لرويترز إن معاهدة مياه نهر السند بين الهند وباكستان لا تزال مُعلقة، رغم توصل البلدين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يوم السبت بعد أيام من القتال الدامي.
تُنظم معاهدة عام 1960 التي تمت بوساطة البنك الدولي تقاسم مياه نهر السند وروافده بين الهند وباكستان. وانسحبت الهند منها الشهر الماضي بعد هجوم على سياح هندوس في كشمير أسفر عن قتلى. واتهمت نيودلهي إسلام اباد بدعم الهجوم.
وتنفي باكستان تورطها في أعمال عنف، وقالت إنها تعد لإجراء قانوني دولي بشأن تعليق المعاهدة التي تضمن المياه لنحو 80 بالمئة من مزارعها.
وقال مصدر من وزارة المياه الباكستانية "لم تكن معاهدة مياه نهر السند جزءا من مناقشات (وقف إطلاق النار)".
وذكر مصدر حكومي هندي لرويترز أنه "لا تغيير في الموقف" من المعاهدة.
ولم يصدر أي رد بعد من وزارة الخارجية الهندية بشأن القضية. كما لم يصدر تعقيب بعد من مسؤولي وزارة المياه الباكستانية ووزير الإعلام.
ويعد تعليق الاتفاقية واحدا من العديد من الإجراءات المتبادلة التي اتخذتها الجارتان بعد هجوم كشمير، بما في ذلك إغلاق الحدود البرية وتعليق التجارة ووقف إصدار جميع فئات التأشيرات تقريبا لمواطني كل منهما.
وقال مصدران من الحكومة الهندية لرويترز إن جميع الإجراءات المتخذة ضد باكستان، بما في ذلك المتعلقة بالتجارة والتأشيرات، ستظل سارية رغم توقف الأعمال القتالية بين البلدين.
حرب نووية ووشيكة
كان القتال خلال الأيام القليلة الماضية الأسوأ بين العدوين القديمين في جنوب آسيا منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وهدد باندلاع حرب شاملة في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابا واكتظاظا بالسكان.
ولطالما خشي المحللون والدبلوماسيون من أن يصل تصاعد الصراع بين الخصمين اللدودين إلى درجة استخدام الأسلحة النووية، في واحدة من أخطر مناطق بؤر الصراع المسلحة نوويا في العالم وأكثرها كثافة سكانية.
وجاء الإعلان المفاجئ في يوم تزايدت فيه المخاوف من احتمال لجوء البلدين إلى أسلحتهما النووية، إذ قال الجيش الباكستاني إن أعلى هيئة عسكرية ومدنية تشرف على أسلحته النووية ستعقد اجتماعا.
لكن وزير الدفاع الباكستاني قال في وقت لاحق إنه لم يتحدد موعد لعقد مثل هذا الاجتماع، وذلك بعد ساعات من قتال عنيف شهد استهداف البلدين قواعد عسكرية لكل منهما.
وقال الجيش الباكستاني في وقت سابق إن رئيس الوزراء دعا الهيئة لعقد اجتماع. ولم يرد وزير الإعلام الباكستاني بعد على طلب للتعليق.
وقال الوزير الباكستاني آصف لقناة (آري) التلفزيونية "هذا الشيء الذي تتحدثون عنه (الخيار النووي) موجود، ولكن دعونا لا نتحدث عنه، يجب أن نتعامل معه على أنه احتمال بعيد للغاية، وينبغي علينا ألا نناقشه حتى في السياق الحالي".
وأضاف "قبل أن نصل إلى تلك النقطة، أعتقد أن الأمور ستهدأ. لم يُعقد أي اجتماع لهيئة القيادة الوطنية، ولم يُجدول أي اجتماع من هذا القبيل".
واتصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بقائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشينكار، وحث الجانبين على التهدئة "وإعادة الاتصالات المباشرة لتجنب سوء التقدير".
وقال جيشينكار على منصة إكس بعد الاتصال مع روبيو "دائما ما كان نهج الهند مدروسا ومسؤولا وسيظل كذلك".
ومن ناحيته قال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار لتلفزيون محلي إنه إذا توقفت الهند عند هذا الحد "فسنفكر في التوقف عند هذا الحد".
من جهته توعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الإثنين بـ”رد حازم” على أي “هجوم ارهابي” جديد بعد يومين من دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الذي أنهى أخطر مواجهة عسكرية مع باكستان منذ عقود.
وفي كلمة متلفزة هي الأولى له منذ وقف إطلاق النار الذي أعقب المواجهة العسكرية بين بلاده وباكستان، اتهم مودي مجددا اسلام آباد بمهاجمة الهند بدلا من محاربة الإرهاب.
وقال مودي مساء الاثنين إن باكستان اختارت “مهاجمة” الهند بدلا من محاربة الإرهاب، وأكد أن بلاده “لن تسمح بالابتزاز النووي”.
إذا كانت الخطابات العدائية لا تزال سيدة المشهد، للمرة الأولى منذ عدة ليال أبلغ الجيش الهندي الاثنين عن عدم تسجيل أي خرق على طول “الخط الفاصل” في منطقة كشمير التي يتنازع عليها البلدان الجاران منذ تقسيمهما عام 1947.
أثارت المواجهة الأخيرة وهي الأعنف منذ آخر حرب خاضها الطرفان عام 1999، مخاوف عالمية من احتمال اندلاع حرب شاملة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عن الهدنة مساء السبت، وقال الاثنين للصحافيين في البيت الأبيض “أوقفنا نزاعا نوويا. أعتقد أنها كانت لتكون حربا نووية وخيمة يُقتل فيها الملايين. لذا أنا فخور جدا بذلك”.
وأجرى قادة عسكريون من البلدين محادثات هاتفية مساء الإثنين، وفق ما أعلنت رئاسة الأركان الهندية التي أشارت إلى أن الجانبين تطرّقا إلى تدعيم الهدنة و”اتفقا على درس إجراءات فورية لخفض عديد الجنود المنتشرين على الحدود”.
وقال عبد الباسط من كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة إن التواصل يتناول آليات وقف إطلاق النار ولا يتخلله تباحث في قرارت على مستوى السياسات.
وأضاف لوكالة فرانس برس أن الهدف هو “تجنب أي حسابات خاطئة، لأن شرارة واحدة في الوقت الحالي قد تدفع بسرعة نحو كارثة نووية”.
وقال الجيش الهندي “شهدت الليلة هدوءا إلى حد كبير في أنحاء … كشمير ومناطق أخرى على الحدود الدولية”. وأضاف في بيان “لم تُسجل أي حوادث، لتكون بذلك أول ليلة هادئة منذ أيام”.
وأعلنت السلطات أن الهند أعادت فتح 32 مطارا الاثنين بعد إغلاقها بسبب المواجهة الأخيرة.
وعقد كبار المسؤولين العسكريين في الهند وباكستان مؤتمرات صحافية مساء الأحد أعلن كل جانب خلالها أن الغلبة له وأكد أنه مستعد للرد في حال وقوع هجمات جديدة.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الفريق أحمد شريف شودري “لقد وفينا بالوعد الذي قطعناه لشعبنا”، مؤكدا تحقيق “نجاح في ساحة المعركة”.
وقال الضابط الكبير في سلاح الجو الباكستاني أحمد أورنغزيب للصحافيين “أعدنا إرساء الردع ونجحنا في القضاء على التهديدات”.
وقال الضابط الهندي راجيف غاي “لقد مارسنا حتى الآن ضبط النفس على نحو كبير، وكانت إجراءاتنا مركزة ومدروسة وغير تصعيدية”.
وأضاف أن “أي تهديد لسيادة وسلامة أراضينا وسلامة مواطنينا سيُواجَه بقوة حاسمة”.
عبد الرزاق الذي فر مع أربعة أطفال واثنين من أقربائه على متن دراجتين ناريتين بما عليهم من ملابس قال لوكالة فرانس برس بعد عودته إلى منزله “عشنا أسوأ كابوس … رأينا أقاربنا يسقطون قتلى من حولنا، لهذا ما من أحد منا يريد الحرب”.
وأكد المسؤول في المنطقة نافد الحسن بخاري أن آلاف المدارس ما زالت مغلقة في أنحاء كشمير الخاضعة لإدارة باكستان، حيث يجري رفع الحطام الناجم عن الغارات وإطلاق النار.
وفي مدينة أمريتسار الحدودية الهندية، حيث يقع المعبد الذهبي المقدس لدى السيخ، انطلقت صفارة في الصباح لاستئناف الأنشطة بشكل عادي مما بث شعورا بالارتياح وشوهد الناس في الشوارع.
وفي بعض المناطق الحدودية، طُلب من السكان عدم العودة فورا. ففي مدينة بارامولا في كشمير الهندية، طلبت السلطات من السكان الانتظار بسبب خطر الذخائر غير المنفجرة.
وفي أوري بالجزء الهندي من كشمير أيضا، لا تزال الإصلاحات جارية في محطة طاقة رئيسية تضررت في هجوم بطائرات مسيرة شنته باكستان.
واتهمت الهند باكستان بدعم الهجوم، لكن إسلام آباد نفت تورطها وردت على الفور على الضربات بنيران المدفعية الثقيلة، ثم أعلنت إسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية، وهو أمر لم تعلق عليه نيودلهي. صعّد المسلحون الانفصاليون عملياتهم في كشمير منذ العام 2019 عندما ألغت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي القومية الهندوسية الحكم الذاتي المحدود للمنطقة، وأخضعتها لحكمها المباشر.
وخاضت الهند وباكستان عدة حروب من أجل السيطرة على كشمير ذات الغالبية المسلمة والتي يطالب بها البلدان بالكامل.
وتدير كل من الدولتين جزءا منفصلا من الإقليم منذ استقلتا عن الحكم البريطاني عام 1947.
ترامب توسط للهدنة والهند ممتعضة
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار يوم السبت، قائلا إنه جرى التوصل إليه بعد محادثات بوساطة واشنطن.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الهند وباكستان اتفقتا أيضا على بدء محادثات حول "مجموعة كبيرة من القضايا في موقع محايد".
وشكرت إسلام اباد واشنطن على تسهيل وقف إطلاق النار ورحبت بعرض ترامب التوسط في النزاع حول كشمير مع الهند، لكن نيودلهي لم تعلق على مشاركة الولايات المتحدة في الهدنة أو إجراء محادثات في موقع محايد.
وتؤكد الهند أن النزاعات مع باكستان يجب أن تُحل مباشرة بين البلدين، وترفض أي تدخل من طرف ثالث.
وأشاد ترامب بقادة البلدين لاتفاقهم على وقف إطلاق النار وقال إنه سيزيد التجارة معهما "بشكل كبير".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيعمل على توفير حل بشأن كشمير.
ورحبت وزارة الخارجية الباكستانية بمنشور ترامب يوم الأحد وقالت "أي تسوية عادلة ودائمة للنزاع في جامو وكشمير... يجب أن تضمن إقرار الحقوق الأساسية لشعب كشمير، بما في ذلك حقه الثابت في تقرير المصير".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنه ونائب الرئيس جيه.دي فانس تحدثا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ووزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار وقائد الجيش الباكستاني عاصم منير ومستشاري الأمن القومي على مدار 48 ساعة.
قال وزير الخارجية الباكستاني لقناة جيو نيوز إنه جرى تفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين الهند وباكستان وإن أكثر من ثلاثين دولة ساهمت في تسهيل الاتفاق.
العلاقات بين الهند وباكستان على مر السنين
فيما يلي تسلسل زمني لأهم وقائع التصعيد العسكري والدبلوماسي في العلاقة المضطربة بين البلدين منذ 1999:
* مايو أيار-يوليو تموز 1999:
خاضت الهند وباكستان حربا غير معلنة في منطقة كارجيل بكشمير، بعد أن احتلت قوات غير نظامية مدعومة من الجيش الباكستاني مواقع هندية على خط المراقبة أو خط وقف إطلاق النار. الهند توقف القتال بعد اشتباكات عنيفة، وضغطت الولايات المتحدة على باكستان للانسحاب.
* ديسمبر كانون الأول 2001:
استهدف مهاجمون مدججون بالسلاح مبنى البرلمان الهندي في نيودلهي، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص. وألقت الهند باللوم على جماعتي جيش محمد وعسكر طيبة المتشددتين المتمركزتين في باكستان. وكادت حرب رابعة تندلع بين البلدين.
* نوفمبر تشرين الثاني 2008:
استهدف عشرة مهاجمين مدججين بالسلاح مواقع رئيسية في مومباي، بما في ذلك فندقان فاخران ومركز يهودي ومحطة القطار الرئيسية، مما أسفر عن مقتل 166 شخصا. أوقفت الهند جميع أشكال الحوار مع باكستان، ثم استأنفتها لفترة وجيزة بعد سنوات في إطار عملية سلام.
* يناير كانون الثاني 2016:
اقتحم مهاجمون يرتدون زي جنود قاعدة جوية هندية بالقرب من الحدود مع باكستان، وتبادلوا إطلاق النار مع القوات الهندية التي خاضت معارك استمرت أكثر من 15 ساعة مدعومة بدبابات وطائرات هليكوبتر قبل أن تستعيد السيطرة على القاعدة.
قُتل جميع المهاجمين الخمسة وحارسان على الأقل في الهجوم.
وتقول الهند إن المهاجمين تسللوا من باكستان، بينما نددت السلطات الباكستانية بالهجوم. ومن جديد تعثرت محادثات السلام، التي استؤنفت لفترة وجيزة عام 2015.
* سبتمبر أيلول 2016:
قتل 18 جنديا هنديا في هجوم على قاعدة عسكرية في أوري بكشمير الهندية. حمّلت نيودلهي باكستان مسؤولية الهجوم، وردّت بشن "ضربات دقيقة" عبر خط المراقبة على ما وصفتها بأنها منصات إطلاق إرهابية.
ونفت باكستان وقوع أي توغل في أراضيها.
* فبراير شباط 2019:
تفجير انتحاري يسفر عن مقتل 40 من أفراد الأمن الهنود في كشمير. الهند تنفذ غارات جوية على بالاكوت في باكستان.
ردت باكستان بغارات جوية وأسقطت طائرة هندية. وقالت الهند أيضا إنها أسقطت طائرة باكستانية لكن ذلك لم يتأكد. وهدأت المواجهة بعد ضغوط دولية.
* أغسطس آب 2019:
الهند تلغي الوضع الخاص لكشمير، لتنهي بذلك بندا دستوريا كان يسمح لولاية جامو وكشمير بسن قوانينها الخاصة. باكستان تخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية وتعلق التجارة.
* أبريل نيسان 2025:
قتل 26 شخصا بعد أن استهدف مسلحون متشددون سياحا من الهندوس في كشمير الهندية. اتهمت الهند جماعات مدعومة من باكستان بالوقوف وراء الهجوم، بينما نفت إسلام اباد تورطها ودعت إلى تحقيق محايد.
الهند تعلق معاهدة مياه نهر السند لعام 1960 التي تنظم تقاسم المياه من نهر السند وروافده، في حين علقت باكستان كل أشكال التبادل التجاري مع الهند بما في ذلك من خلال دول ثالثة.
أغلقت الدولتان مجالهما الجوي أمام بعضهما البعض، وألغتا معظم التأشيرات الممنوحة لمواطني كل منهما.
* مايو أيار 2025:
هاجمت الهند مواقع في باكستان وكشمير الباكستانية، مستهدفة ما وصفتها "بالبنية التحتية للإرهاب".
وعلى مدار أربعة أيام، تبادل البلدان الضربات على منشآت عسكرية بكل منهما.
وفي 10 مايو أيار، أعلنت الهند وباكستان عن اتفاقهما على وقف إطلاق النار بعد ضغوط ومحادثات من جانب الولايات المتحدة.
اضف تعليق