يزيد بن معاوية معروف بين ابناء الامة انه كان ماجنا فاسقا، والأمة كانت قريبه عهد بالرسالة وكان في الامة كثير من الفضلاء والصحابة الاجلاء فضلا عن ال محمد المطهرين لكن ابوه الطليق رشح ابنه الفاسق الماجن لخلافة رسول الله صلى الله عليه واله ولذا:
(سألت أم المؤمنين عائشة معاوية عن سبب تعيينه لابنه يزيد خليفة من بعده؟
فأجابها معاوية: إن أمر يزيد قضاء من القضاء، وليس للعباد الخيرة من أمرهم(1)!!.
وهذا ايضا؛ ما أجاب به معاوية عبد الله بن عمر عندما استفسر منه عن سبب استخلافه لابنه يزيد فقال معاوية: إني أحذرك أن تشق عصا المسلمين، وتسعى في تفريق ملتهم، وأن تسفك دماءهم، وإن أمر يزيد قد كان قضاء من القضاء، وليس للعباد الخيرة من أمره(2)!!.
والغريب الذي لا يصدقه العقل: انهم أجمعوا أن النبي صلى الله عليه واله قد مات وترك أمته ولا راعي لها فقد (مات ولم يوص)!!، في حين أجمعوا أنه ما من خليفة إلا وقد بين للناس من يخلفه، لأن الخليفة مخول من الناس أن ينظر لهم بعد وفاته كما كان ينظر لهم حال حياته (على حد تنظير ابن خلدون) بينما كان الرسول ينظر للناس حال حياته، ولكنه منع من أن ينظر لهم بعد وفاته، بمعنى أن الخليفة كان يتمتع بامتيازات تفوق امتيازات النبي، وهكذا كان معاوية الطليق عندهم افضل من النبي!!!
فقد بارك مروان بن محمد للوليد بن يزيد خلافة الله علي عباده (3).
ووصف الحجاج عبد الملك بأنه خليفة الله وصفيه (4).
وكتب الحجاج إلى عبد الملك يعظم أمر الخلافة ويزعم أن السماوات والأرض ما قامتا إلا بها، وأن الخليفة أفضل من الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين.... إلخ(5).!!!
ثم تلطفوا وأنزلوا من قدر الخليفة فجعلوه مساويا للنبي، فقال الحجاج في خطبة له: إن مثل عثمان عند الله كمثل عيسى، وقالوا: من اتبع عثمان فهو مؤمن، ومن خرج عليه فهو كافر. (6)... إلخ.
ان الاصطفاء والاختيار سنة من سنن الله في عباده الذين ارتضى، وهي جوهر الدين ولبه وقد محت السقيفة ما جاءت به هذه السنة، وأفرغت الاسلام من جوهره بعد ان فتحت الباب لمن هب ودب ان يكون امينا لله على رسالته وخليفة في ارضه، إلا ان معاوية بن ابي سفيان الطليق اعاد العمل بهذا الجوهر ولكن بالذين اصطفاهم الشيطان واختصهم ابليس من ابناء ذوات الرايات الحمر ؛ هند و حمامة والزرقاء وسمية ومرجانة والنابغة وميسون...ومثيلاتهن!!!
لاحظ كيف ان الاستلاب جعل الامة بكل ما جمعت من الانصار والمهاجرين مجرد امعات لمعاوية او مغلوبين على امرهم لا يستطيعون ان يردوا على معاوية وهو يسخر من دينهم وقرانهم ؟!
فحين يريد الرسول ان يوصي لهم يمنعوه ويتهموه بأنه (يهجر) وهو الذي وصفه الله بانه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}(7)، وحين يأمرهم معاوية بالسكوت عن تولية يزيد الفاسق الماجن، لان امره من القضاء ليس للعباد ارادة فيه يسمعون ويطيعون؟!!
حين يرى الامامية ما يراه القرآن من ان الاصطفاء والاختيار امر يختص بالله تعالى طبقا للقرآن وانه تعالى اختص ال محمد المطهرين بإمامة الناس يعتبرونهم مغالين، وحين يدعي الطليق بن هند ان ابناء فتيات قريش مختارون بقضاء الله يسكت الجميع ولازال من يدعون العلم منهم يترضون على معاوية لحد الان!!
اضف تعليق