q

ينصح الكثير من الخبراء على ضرورة التعامل بحذر مع استخدام العديد من المضادات الحيوية التي يعتبرها الكثير علاجات سهلة وسريعة للشفاء من بعض الأمراض، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية وكما نقلت بعض المصادر، من هذه المضادات التي باتت تشكل خطرا وتهديدا على صحة البشر، والمضاد الحيوي عبارة عن مركب يوقف نمو الجراثيم ويستخدم لعلاج الأمراض التي تسببها الكائنات الحية الدقيقة مثل الفطريات والطفيليات.

وبحسب بعض المتخصصين فان العالم اليوم يعيش أزمة صحية وتحدي جديد بسبب قدرة بعض الجراثيم على مقاومة المضادات الحيوية، وغيرها من الأدوية والعقاقير التي تكافح انتقال العدوى، وهو ما يشكل خطرا على الصحة العامة، وتعرف مقاومة المضادات الحيوية بحسب بعض المصادر، على أنها الحالة التي تفقد فيها هذه الطائفة من العقاقير الطبية فعاليتها ضد أنواع الجراثيم المختلفة، من بيكتيريا، وفيروسات، وفطريات، وطفيليات، مما يعيق ويحبط محاولات علاج المرضى المصابين بأي من هذه الجراثيم، ويتيح الفرصة أمامها للانتقال والانتشار إلى شخص آخر، وإلى بقية أفراد المجتمع، متسببة في معدلات مرتفعة من العدوى والمرض، ومن الوفيات.

وتنتج هذه الحالة في الغالب من الإفراط أو من سوء استخدام المضادات الحيوية، من قبل المرضى أو حتى من أفراد المجتمع الطبي، مما يوفر الظروف لهذه الجراثيم لأن تتطور وتغير من مادتها الوراثية، بشكل يسمح لها بالبقاء والحياة في وجود المضادات الحيوية. وتعرف هذه الجراثيم، وخصوصاً إذا ما كانت مقاومة لعدد من المضادات الحيوية المختلفة الأنواع، بالسوبر جراثيم، أو السوبر بيكتيريا (superbugs).

بيكتيريا قاتلة

وفي هذا الشأن قال محام إن موكله وهو شاب يبلغ من العمر 18 عاما من بين سبعة أشخاص أصيبوا بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أثناء إجراء طبي في مدينة لوس انجليس الأمريكية وإنه يخضع للمراقبة لمدة 24 ساعة في مستشفى لإصابته بعدوى شديدة. وتسببت عدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أثناء عمليات منظار في مستشفى تعليمي كبير بجامعة كاليفورنيا في حالتي وفاة من بين المصابين السبعة.

وحذر المسؤولون من أن ما يصل إلى 179 شخصا خضعوا لعمليات منظار في مركز رونالد ريجان الطبي التابع للجامعة ربما يكونوا قد تعرضوا لهذا النوع من البكتيريا. وأجريت العمليات بين الثالث من أكتوبر تشرين الأول و28 يناير كانون الثاني. وقالت ديل تاتي المتحدثة باسم جامعة كاليفورنيا إن المصابين الخمسة الذين ما زالوا على قيد الحياة يخضعون للعلاج. بحسب رويترز.

ولم يكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن حالة المصابين الخمسة كما لم تعلن ملابسات حالتي الوفاة. وتصف الإدارة الأمريكية قضية مقاومة المضادات بأنها من أهم القضايا الملحة الخاصة بالصحة العامة في العالم مشيرة إلى تقديرات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تقول إن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تتسبب في إصابة مليوني شخص على الأقل بالأمراض ووفاة 23 ألفا سنويا في الولايات المتحدة وحدها.

حملة تحذيرات مستمرة

الى جانب ذلك حذر علماء من أن الدول النامية تضخ في الاسواق ماشية مليئة بالمضادات الحيوية بمعدلات مخيفة مما يزيد من مخاطر ظهور أمراض مقاومة للمضادات الحيوية. وأظهرت دراسة لجامعة برينستون انه من المتوقع ان يزيد استخدام المضادات الحيوية مع الحيوانات بمقدار الثلثين على مستوى العالم في الفترة ما بين 2010 و2030 وان يتضاعف في دول مثل الصين والبرازيل والهند وروسيا وهي قوى اقتصادية كبرى صاعدة.

وحذرت الدراسة من ان هذا الأسلوب يدفعنا للاقتراب من وقت قد تصبح فيه الامراض المعدية المعتادة بمثابة أحكام اعدام لانها لن تستجيب لأي دواء. واستهلاك اللحوم والالبان والبيض في تزايد سريع في العديد من الدول النامية وذات الاقتصادات المتوسطة. فاتساع مناطق الحضر زاد من الثروة وغير أنماط الغذاء وهو ما يترجم إلى توسع سريع أمام صناعة تربية المواشي.

وقال تيم روبينسون المشارك في الدراسة والباحث في المعهد الدولي لابحاث الماشية ان المشتغلين في هذه الصناعة يزيدون من اعتمادهم على المضادات الحيوية للسيطرة على الامراض على المدى القصير. وقال روبينسون ان الاستخدام الممنهج للجرعات الصغيرة التي تعطى للماشية تخلق "المناخ الأمثل لظهور بكتيريا مقاومة (للمضادات)."

وأضاف روبينسون ان بكتيريا مثل البكتيريا القولونية (إي كولاي) والسالمونيلا أصبحت بالفعل مقاومة للمضادات الحيوية مما يزيد المخاوف من ان تشكل تلك الأمراض خطرا على البشر. وأضاف ان البكتيريا المقاومة للمضادات التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان من خلال تلوث الطعام أو الاتصال المباشر أو من خلال البيئة سيصبح علاجها أصعب على الاطباء مقارنة بالعدوى المعتادة أو الامراض الاخرى. وهذه الدراسة التي شارك فيها خبراء من جامعة برينستون والمعهد الدولي لابحاث الماشية والمعاهد الوطنية للصحة هي أول دراسة تقيس استهلاك الماشية للمضادات الحيوية.

في السياق ذاته حذر مسؤولون أمريكيون في مجال الصحة العامة في دراسة من ان الافراط في استخدام المضادات الحيوية جعل الامريكيين أكثر عرضة لسلالة من البكتريا تسببت في اصابة نحو نصف مليون شخص بالعدوى وساهمت في وفاة 29 ألفا على الاقل خلال عام واحد. وركزت الدراسة التي أجرتها المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها على بكتريا (كلوستريديوم دفيسيلي) التي يمكن أن تسبب اسهالا حادا يفضي إلى الوفاة. وتبرز هذه النتائج التي اوردتها دورية (نيو انجلاند ‭New England‬) الطبية كيف أدى الافراط في تناول المضادات الحيوية إلى زيادة أعداد البكتريا المقاومة للعقاقير.

ومن يتعاطون المضادات الحيوية أكثر عرضة عن غيرهم للاصابة ببكتريا (كلوستريديوم دفيسيلي) لأن هذه العقاقير تقضي على البكتريا "الحميدة" التي تقي الشخص السليم من العدوى. وقال كليفورد مكدونالد كبير المستشارين بالمراكز الأمريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها لشؤون العلوم والسلامة للصحفيين "المضادات الحيوية تخلق هذه المشكلة برمتها". وقالت الدراسة إن واحدة من ثلاث حالات للعدوى تصيب المرضى في سن 65 عما وأكثر فيما تم رصد 100 حالة مصابة بهذه البكتريا في المراكز الطبية. بحسب رويترز.

وتنتشر بكتريا (كلوستريديوم دفيسيلي) من خلال الأيدي والمعدات الطبية الملوثة لدى الأطباء المتخصصين وفي المستشفيات. وأضافت الدراسة ان معدلات نقل المرضى إلى المستشفيات بسبب الاصابة بهذه البكتريا تضاعفت بين عامي 2000 و2010 ويرجع ذلك جزئيا إلى ظهور سلالة خطيرة للغاية تسبب العدوى وتفرز سموما قوية تؤدي إلى الاصابة بالاسهال القاتل علاوة على تلف في الجهاز الهضمي يستلزم استئصال جزء من القولون. وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن القدر الأكبر من المشكلة يكمن في سوء أساليب التشخيص والرصد. وقال مايكل بيل نائب مدير قسم تحسين جودة الرعاية الصحية في المراكز الامريكية إنه يتعين "تشخيص هذه البكتريا بسرعة وعلى نحو سليم".

مضادات فتاكة

على صعيد متصل قال العالم المسؤول عن جهود منع إعادة استخدام المعدات الطبية المتسببة في نقل كائنات دقيقة ممرضة لا تتأثر بالمضادات الحيوية قد تكون فتاكة والحيلولة دون انتشارها بين المرضى إن الحكومة الامريكية على وشك الانتهاء من اللوائح الخاصة بذلك. وتعكف المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها على وضع لوائح جديدة لضبط الاستعانة بالمعدات الطبية التي يعاد استخدامها. ويجري مسؤولو المراكز الامريكية على اجراء فحوص منذ عام 2013 بشأن المناظير المعوية التي تستخدم لمناظرة الاثنى عشر والتي تنقل العدوى ايضا.

وفي أحدث تفش أدت المناظير المعوية الى انتشار بكتريا مقاومة للمضادات الحيوية واصابة سبعة من المرضى بمستشفى لوس انجليس التابع لجامعة كاليفورنيا ما أدى الى وفاة شخصين. ولن تكون اللوائح الجديدة الخاصة بالمراكز اجبارية. ولدى الادارة الامريكية للاغذية والعقاقير (إف دي ايه) دون غيرها سلطة الزام شركات التصنيع بمراعاة ارشادات سلامة أكثر صرامة للمعدات الطبية ومن بين صلاحياتها أيضا اصدار اوامر باعادة تصميم المنتجات.

ولم تتخذ الادارة الامريكية للاغذية والعقاقير أي خطوات على الرغم من علمها منذ عام 2009 على الأقل بأن هذه المناظير تنشر الكائنات الممرضة بين المرضى لكنها حذرت في الآونة الاخيرة المجتمع الطبي من ان هذه الاجهزة يمكنها ان تنقل العدوى. وعلى الرغم من ان لوائح المراكز الامريكية ليست الزامية إلا انها ذات أهمية كبرى لان المستشفيات التي تتجاهلها قد تواجه دعاوى قضائية.

ورحب خبراء في مجال مكافحة الامراض المعدية بمشاركة المراكز الامريكية على الرغم من قولها إن الامر يثير علامات استفهامات بشأن الادارة الامريكية للاغذية والعقاقير. وقال لورانس موسكاريللا استشاري المناظير ومؤلف بحث نشر عام 2014 عن مخاطر هذه المعدات بشأن نقل العدوى "اذا كانت المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها -التي ليست لها سلطة رقابية وتنظيمية- تبذل جهدا أكبر (في مجال تأمين سلامة المناظير) من الادارة الامريكية للاغذية والعقاقير فان ذلك يثير شكوكا بمن يقود السفينة هنا".

وقالت ليزلي وولدريدج المتحدثة باسم إدارة الاغذية والعقاقير إن الوكالة "منخرطة بفاعلية لدى شركات تصنيع مناظير الاثنى عشر" ومع المراكز الامريكية "لإيجاد حلول للحد من المخاطر التي يتعرض لها المرضى والمرتبطة" بتلك المعدات. ويجري إدخال مناظير الاثنى عشر عبر الحلق خلال مناظرة الجهاز الهضمي وتنشأ المشاكل عند عدم تعقيم هذه الاجهزة -التي يصل سعرها إلى 40 الف دولار- على النحو الاكمل عند استخدامها من مريض إلى مريض آخر. بحسب رويترز.

وقال خبير الامراض المعدية الكسندر كالين الذي يعمل بالمراكز الامريكية إنها على وشك كشف النقاب عن اجراءات تفصيلية بغية الحيلولة دون حدوث مزيد من العدوى. وتتضمن ما يطلق عليها "ثقافة الاجراءات الاحترازية" أخذ مسحة من المعدات الطبية بعد ما يفترض مرورها بمرحلة التطهير للاطمئنان إلى عدم تلوثها بالميكروبات. وتتولى مؤسستا اوليمبوس وفوجي فيلم بنتاكس انتاج مناظير الاثنى عشر. وتعرضت هذه المؤسسات لانتقادات لعدم اعادة تصميم اجهزتها بعد ست سنوات من إعلان اطباء وأجهزة رقابة صحية عن احتمالية نقلها للعدوى. وقال موسكاريللا إن من المفارقات ما قد تسببه لوائح المراكز الامريكية من زيادى في مبيعات هذه المعدات.

مناظير طبية ملوثة

من جهة أخرى طالب برلمانيون أمريكيون الكونجرس بالتحقيق في وقائع اعادة استخدام مناظير طبية ملوثة بكائنات دقيقة ممرضة لا تتأثر بالمضادات الحيوية بمستشفى لوس انجليس التابع لجامعة كاليفورنيا ما أدى الى اصابة سبعة مرضى. وطالب تيد ليو وهو نائب ديمقراطي عن كاليفورنيا بمجلس النواب في مذكرة بعقد جلسة للجنة رقابية بالكونجرس قائلا بان تفشي البكتريا المعوية المقاومة للعقاقير يشكل مخاطر "تتعلق بالصحة والامن على حد سواء". وكتب ليو يقول في رسالته "إذا لم يتم استكمال التحقيقات فان تكلفة تفشي البكتريا المعوية على الصعيدين البشري والاجتماعي ستواصل ارتفاعها". وأضاف "إن العدوى بالميكروبات المقاومة للعقاقير ستقتل ليس فقط المريض الذي تعرض لمنظار اثنى عشر ملوث بل أيضا اعضاء اسرته واصدقائه والعاملين بالمستشفى ممن خالطوا المريض".

يقول الباحثون إن مناظير الاثنى عشر التي يجري ادخالها عبر الحلق خلال مناظرة الجهاز الهضمي نشرت البكتيريا المقاومة للعقاقير الى سبعة أشخاص في مركز رونالد ريجان الطبي التابع لجامعة كاليفورنيا بلوس انجليس ما أدى الى وفاة شخصين فيما يجري علاج خمسة أشخاص. وقالت الجامعة إن 179 شخصا آخرين ممن خضعوا لفحص المناظير بالمستشفى التعليمي الكبير ربما يكونون قد تعرضوا لهذه الكائنات الممرضة الفتاكة.

وقال العالم المسؤول عن جهود منع إعادة استخدام المعدات الطبية المتسببة في نقل البكتريا والذي يعمل لدى المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها إن الوكالة على وشك الانتهاء من وضع لوائح خاصة بمنع العدوى بالمناظير. وتتضمن ما يطلق عليها "ثقافة الاجراءات الاحترازية" أخذ مسحة من المعدات الطبية بعد ما يفترض مرورها بمرحلة التطهير للاطمئنان إلى عدم تلوثها بالميكروبات. وقالت الادارة الامريكية للاغذية والعقاقير (إف دي ايه) إنها ستتعاون "بفاعلية مع شركات تصنيع مناظير الاثنى عشر" ومع المراكز الامريكية "لايجاد حلول للحد من المخاطر التي يتعرض لها المرضى والمرتبطة" بتلك المعدات.

توصية للأطباء بالتدقيق

أوصت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية الأطباء بمراقبة زملائهم للتأكد من أنهم لا يصفون للمرضى الكثير من المضادات الحيوية. ويوصي المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة في المملكة المتحدة بتجنب تفاقم مشكلة الاعتماد على المضادات الحيوية. ويقول المعهد في مسودة مبادئه التوجيهية إنه يتعين على الأطباء أن يرفضوا الاستجابة للمرضى الذين يصرون على استخدام المضادات الحيوية. وأضاف أن الوقت قد حان لـ "التعامل مع المشكلة من جذورها" بعد سنوات من السياسات الفاشلة لخفض استخدام المضادات الحيوية.

وتظهر الأرقام زيادة بنسبة 6 بالمئة في وصفات المضادات الحيوية خلال الفترة بين عامي 2010 و2013، وتشير الإحصاءات إلى أن نصف هذه الوصفات "غير مناسبة." يأتي هذا بالرغم من التحذيرات المتكررة من أن الأطباء يخسرون أحد أفضل أسلحتهم مع زيادة قدرة المرضى على مقاومة المضادات الحيوية التي لا تزال مهمة في علاج بعض الالتهابات المستعصية وفي جراحات معينية وأثناء العلاج الكيميائي وزرع الأعضاء. وقال مايك بيكر، من المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة: "يتزايد استخدام المضادات الحيوية كل عام بالرغم من وجود مبادرات تهدف إلى تقليل الاعتماد عليها."

تظهر الأرقام زيادة بنسبة 6 بالمئة في وصفات المضادات الحيوية خلال الفترة بين عامي 2010 و2013 وأعد المعهد مبادئ توجيهية جديدة لكيفية استخدام المضادات الحيوية، وشملت اقتراحا بأن يراقب الأطباء زملائهم. وقال بيكر "أعتقد أن الضغط من جانب الأطباء على زملائهم يجب أن يكون جزءا من أي استراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على استخدام المضادات الحيوية." وأضاف: "يتعين على أرباب المهن الصحية أن يشككوا في ممارسات زملائهم عندما لا تتماشى مع المبادئ التوجيهية المحلية والوطنية. ويتعين علينا أن نواجه المشكلة من جذورها."

وتقول المبادئ التوجيهية أيضا إنه يتعين على الأطباء أن يرفضوا الاستجابة للمرضى الذين يصرون على استخدام المضادات الحيوية. وتضيف: "الضغط من جانب المرضى يعد مشكلة حقيقية ويضع الأطباء تحت ضغط، وقد يخشى الأطباء من عدم وصف المضادات الحيوية حتى لو كانوا يعرفون أن هذا خطأ." وينصح بأن يقضي الأطباء وقتا أكبر في توضيح السبب في أن المضادات الحيوية لا تناسب كثير من المرضى. بحسب بي بي سي.

وقالت مورين بيكر، رئيسة الكلية الملكية للمارسين العامين في بريطانيا: "ساعدتنا المضادات الحيوية بشكل جيد في علاج الالتهابات على مدى أكثر من 60 عاما، لكننا أصبحنا نعتمد عليها بصورة مبالغ فيها وينظر إليها الآن على أنها علاج لكل مرض وعدوى". وأضافت: "يمكن أن يتعرض الأطباء لضغط كبير من المرضى لوصف المضادات الحيوية، لذلك نرحب بنهج يضمن استخدام المضادات الحيوية بشكل مناسب ومسؤول". وأردفت: "من الضروري أن يعمل الأطباء والصيادلة على مناقشة البدائل مع المرضى الذين يطلبون المضادات الحيوية لعلاج الأمراض البسيطة، والتي يتحسن معظمها من تلقاء نفسها مع مرور الوقت".

عقاقير للعلاج التجريبي

في السياق ذاته قالت رابطة شركات أبحاث المستحضرات الطبية بألمانيا إن البلاد تتطلع إلى تشجيع ابتكار المزيد من المضادات الحيوية القوية لمكافحة الخطر المتزايد للبكتريا المقاومة للعقاقير. وقال هاجن فوندر رئيس مجلس إدارة رابطة شركات أبحاث المستحضرات الطبية إن وزارة الصحة في برلين تعتزم إجراء مباحثات في أواخر العام الجاري مع الرابطة التي ستقترح صياغة فضفاضة لأي لوائح جديدة خاصة بالمضادات الحيوية بشأن وضعية العقاقير المخصصة للعلاج التجريبي للامراض النادرة.

وأضاف ان واحدة من أكبر العقبات التي تواجه شركات تصنيع الأدوية هي ان أي مضادات حيوية قوية جديدة تستلزم استخدامها في أضيق نطاق لان الافراط في استخدامها قد يؤدي الى زيادة مقاومة البكتريا للعقاقير. وقال فوندر وهو أيضا رئيس فرع شركة روش السويسرية للمستحضرات الدوائية في ألمانيا في مؤتمر لوسائل الإعلام "عندما تبتكر وتنتج وتسوق مضادا حيويا ليس من المفترض ان يستخدم بادئ ذي بدء ما لم تخفق جميع العلاجات الاخرى الموجودة لذا فانك تحتاج الى مناخ رقابي خاص".

وحذرت منظمة الصحة العالمية من انه اذا لم تتخذ اجراءات حاسمة فان الكثير من المضادات الحيوية ستفقد مفعولها خلال القرن الحالي ما يترك المرضى فريسة للعدوى القاتلة لاسيما خلال العمليات الجراحية. وتوصلت مراجعة ساندتها الحكومة البريطانية هذا الشهر الى ضرورة إنشاء صندوق عالمي لتسريع وتيرة ابتكار مضادات حيوية جديدة. بحسب رويترز.

وفي الولايات المتحدة نبهت صناعة الدواء وخبراء الصحة العامة المشرعين في سبتمبر ايلول من العام الماضي إلى ان الأمر يستوجب تخصيص حوافز مالية ومنهجا أكثر مرونة في الرقابة لاقناع شركات الادوية بابتكار مضادات حديثة. وقالت وزارة الصحة بألمانيا على موقعها الالكتروني إن برلين ستسعى لاثارة موضوع البكتريا المقاومة للعقاقير في اطار رئاستها لمجموعة الدول السبع قبل قمة المجموعة التي ستعقد في بافاريا في يونيو حزيران القادم.

اضف تعليق