على الرغم من أن التقدم في العمر يُعتبر عامل الخطر الأبرز للإصابة بالمرض، إلا أن الأبحاث الحديثة تكشف عن مجموعة متنوعة من العوامل البيئية والوراثية والصحية التي قد تسهم في تطور المرض أو تسريع ظهوره، فقد أثبتت الدراسات وجود روابط بين الزهايمر وعوامل مثل التلوث البيئي، الرجفان الأذيني، السكري...

يعد داء الزهايمر من أكثر الأمراض العصبية التنكسية شيوعًا وتأثيرًا على الصحة العامة، حيث يمثل السبب الرئيسي للإصابة بالخرف بين كبار السن. وعلى الرغم من أن التقدم في العمر يُعتبر عامل الخطر الأبرز للإصابة بالمرض، إلا أن الأبحاث الحديثة تكشف عن مجموعة متنوعة من العوامل البيئية والوراثية والصحية التي قد تسهم في تطور المرض أو تسريع ظهوره. 

فقد أثبتت الدراسات وجود روابط بين الزهايمر وعوامل مثل التلوث البيئي، الرجفان الأذيني، السكري، الكوليسترول، والالتهابات الفيروسية كالهربس، إضافة إلى حالات نفسية مثل الاكتئاب والشعور بالوحدة، وحتى نمط الحياة كقلة النوم وضعف حاسة الشم. وتُظهر هذه النتائج أن مرض الزهايمر ليس مجرد نتيجة حتمية للتقدم في السن، بل إنه اضطراب معقّد تتداخل فيه عوامل متعددة. ويهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على أبرز هذه العوامل، استنادًا إلى أحدث الدراسات العلمية، لفهم أعمق لأسباب المرض وسبل الوقاية منه.

العمر

داء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف. داء الزهايمر عملية حيوية تبدأ بتراكم البروتينات على هيئة لويحات أميلويد وحُبَيْكات عصبية ليفية في الدماغ. يؤدي ذلك إلى موت خلايا الدماغ مع مرور الوقت وانكماش الدماغ.

يعيش في الولايات المتحدة نحو 6.9 ملايين شخص مصاب بداء الزهايمر في سن 65 فأكبر. ومنهم أكثر من 70% في سن 75 عامًا فأكبر. ويُقدر المصابون بداء الزهايمر بنسبة تتراوح بين 60% و70% من بين أكثر من 55 مليون شخص تقريبًا من المصابين بالخَرَف في العالم. بحسب موقع "مايو كلينيك".

مرض الرجفان الأذيني

مرضى الرجفان الأذيني الأحدث سنا أكثر تعرضا لمخاطر الإصابة بكافة صور العته، خاصة مرض ألزهايمر، من نظرائهم الأكبر سنا. فكان هؤلاء المرضى تحت سن 70 عاما أكثر تعرضا بنسبة 130% للإصابة بألزهايمر. بحسب موقع "الجزيرة نت".

تلوث الهواء 

توصلت دراسة لوجود صلة بين تلوث الهواء ومرض ألزهايمر، وهي الحالة المنهكة التي تؤدي في النهاية إلى فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي وانخفاض نوعية الحياة.

وقال باحثو الدراسة «ان المغنتيت، وهو جسيم صغير موجود في الهواء الملوث، قد يؤدي إلى ظهور أعراض مرض ألزهايمر».

والمغنتيت هو مركب أكسيد الحديد المغناطيسي الذي يتكون من عمليات الاحتراق ذات درجة الحرارة العالية، مثل عوادم المركبات، وحرائق الأخشاب، ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وتآكل المحركات. وهو من ملوثات الهواء الشائعة التي يمكن أن تدخل الدماغ عبر الأنف. ويمكنه أيضا تجاوز حاجز الدم في الدماغ، وهو طبقة واقية تمنع وصول المواد الضارة إلى الدماغ.

وفي هذا الاطار، تعاون العلماء بقيادة البروفيسورة سيندي جوناوان والأستاذة المساعدة كريستين ماكغراث بجامعة التكنولوجيا بسيدني (UTS) مع علماء في أستراليا وسنغافورة للتعمق في العلاقة بين تلوث الهواء وصحة الدماغ. حيث قامت دراستهم الرائدة بتعريض الفئران والخلايا العصبية البشرية في المختبر لجزيئات تلوث الهواء السامة لفهم دورها في تطور مرض ألزهايمر.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قالت جوناوان «في حين أن أقل من 1 % من حالات مرض ألزهايمر لها أصل وراثي، يبدو أن البيئة وخيارات نمط الحياة لها تأثير كبير على المرض». مضيفة «لاحظت الدراسات السابقة العلاقة بين تلوث الهواء ومرض ألزهايمر. وهذا العمل هو الأول الذي يحلل ما إذا كانت جزيئات المغنتيت المرتبطة بالدماغ يمكن أن تؤدي بالفعل إلى ظهور أعراض مرض ألزهايمر».

وذلك وفق ما ذكر موقع «Interesting Engineering» العلمي.

وخلال الدراسة التي استمرت أربعة أشهر، تم تعريض الفئران السليمة والمعرضة وراثيا للمرض للحديد والمغنتيت وهيدروكربونات الديزل.

وقد أظهرت الفئران المعرضة للمغنتيت باستمرار علامات مرض ألزهايمر مثل فقدان خلايا الدماغ الأساسية، وتراكم لوحة الأميلويد، وزيادة التوتر والقلق وضعف الذاكرة على المدى القصير. فيما كشفت البروفيسورة المشاركة ماكغراث بالقول «نحن نتنفس هذه الجزيئات، ولها قدرة على دخول الدماغ عبر الممرات الأنفية، متجاوزة الحاجز الدموي الدماغي الوقائي».

جدير بالذكر، ان المغنتيت أثار في كل من الفئران والخلايا البشرية استجابة مناعية، ما أدى إلى الالتهاب والإجهاد التأكسدي، ما يساهم في الإصابة بالخرف.

من جهتها، تقول الدكتورة شارلوت فليمنغ المؤلفة المشاركة في الدراسة «يبدو أن المغنتيت يسبب تنكسا عصبيا حتى في الفئران السليمة؛ وهو اكتشاف مثير للقلق. وهذا يعني أن أي شخص يتعرض لجزيئات المغنتيت في الهواء يمكن أن يصاب بمرض ألزهايمر، بغض النظر عن خلفيته الوراثية أو عوامل الخطر الأخرى». مبينة «لذلك، من الضروري مراقبة وتنظيم مستويات المغنتيت في الهواء، وزيادة الوعي بالمخاطر الصحية المحتملة لتلوث الهواء. نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط".

السكري

إن داء السكري من النوع 3 ليس مصطلحًا معترفًا به طبيًا وليس شيئًا يستخدمه الأطباء لأغراض التشخيص. ولكن ربما تلعب مقاومة الأنسولين وانخفاض إشارات الأنسولين في الدماغ دورًا في تطور مرض الزهايمر. ناهيك عن أن خطر الإصابة بمرض الزهايمر أعلى بشكل ملحوظ لدى المصابين بداء السكري من النوع 2. على هذا النحو، تم استخدام مصطلح "مرض السكري من النوع 3" بالعامية من قبل البعض في هذا المجال لتوضيح هذه الصلات.

حاسة الشم

طوّر فريق من العلماء في الولايات المتحدة اختبارا بسيطا للشم قد يساعد في الكشف المبكر عن مرض ألزهايمر، ما يتيح فرصة للتدخل العلاجي قبل تفاقم الأعراض.

وأظهرت التجارب، التي أجريت على نحو 200 شخص، أن المصابين بضعف الإدراك سجلوا نتائج أقل في الاختبار مقارنة بغيرهم، ما يشير إلى إمكانية استخدامه كأداة فحص أولية منخفضة التكلفة.

ويرى العلماء أن هناك علاقة وثيقة بين مرض ألزهايمر وفقدان حاسة الشم، حيث تتراكم البروتينات السامة المرتبطة بالمرض في مناطق الدماغ المسؤولة عن التمييز بين الروائح.

ويعتمد الاختبار على استنشاق قطعة قماش مبللة بمستخلص جوز الهند ومحاولة تحديد رائحتها، إضافة إلى التمييز بين رائحتين مختلفتين مثل جوز الهند والخبز الطازج.

ويؤكد العلماء أن هذا الاختبار لا يعد أداة تشخيصية بحد ذاته، لكنه يساعد في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى فحوصات إضافية أكثر دقة.

وفي حال تأكيد التشخيص، قد يكون المرضى مؤهلين لتلقي العلاجات المبكرة التي قد تبطئ تطور المرض.

وأوضح الدكتور مارك ألبيرز، كبير معدي الدراسة وخبير علم الأعصاب في مستشفى ماساتشوستس العام، أن الكشف المبكر عن ضعف الإدراك قد يحدث فرقا كبيرا في فرص العلاج وإبطاء تطور المرض.

تعد هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة Scientific Reports، الأحدث ضمن سلسلة أبحاث تربط بين فقدان حاسة الشم ومرض ألزهايمر.

وسبق أن أشارت دراسات سابقة إلى أن تراجع القدرة على الشم قد يكون مؤشرا مبكرا للخرف. ففي عام 2022، وجدت دراسة شملت 500 شخص أن من فقدوا حاسة الشم بسرعة كانوا أكثر عرضة بنسبة 89% للإصابة باضطراب فقدان الذاكرة. كما أظهرت دراسة أجريت عام 2023 على 2400 شخص، أن من يعانون من ضعف في الشم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار 2.5 ضعف.

ورغم ذلك، فإن فقدان حاسة الشم لا يعني بالضرورة الإصابة بالخرف، إذ يمكن أن يكون ناتجا عن أسباب أخرى مثل نزلات البرد والإنفلونزا والتهابات الجيوب الأنفية أو الحساسية. ويوصي الأطباء بمراجعة الطبيب في حال استمرار فقدان الشم لعدة أسابيع دون تحسن. نقلًا عن موقع "RT".

الكوليسترول

خلصت دراسة إلى أن الكوليسترول، الذي يصنعه دماغ الإنسان، يلعب دورا رئيسيا في الإصابة بمرض الزهايمر.

ووجد باحثون في جامعة فيرجينيا الأميركية ومتعاونون معهم أن الكوليسترول الذي تنتجه "الخلايا النجمية"، أكثر خلايا الجهاز العصبي انتشارا، ضرورية من أجل السيطرة على إنتاج أميلويد بيتا، وهو بروتين لزج يتراكم في أدمغة مرضى الزهايمر، بحسب موقع "neurosciencenews"، المتخصص في أخبار الجهاز العصبي.

وداء الزهايمر اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى تقلص الدماغ (ضموره) وموت خلاياه، وهو السبب الأكثر شيوعا لحالة الخرف التي تصيب البشر.

ومن أعراض الداء الذي يصيب عادة كبار السن، اختلال الذاكرة فلا يعود الإنسان قادرا على تذكر الأحداث الأخيرة، ومع استفحال المرض، يفقد المصاب القدرة على أدء المهام اليومية، بحسب موقع عيادة "مايو كلينك".

ويتراكم البروتين في صفائح غير قابلة للذوبان، وحاولت العديد من الجهود الطبية استهداف هذه الصفائح على أمل أن إزالتها أو منع تراكمها يمكن أن يقي من مرض الزهايمر.

وتقدم الدراسة الجديدة نظرة عميقة حول كيف ولماذا تتشكل هذه الصفائح، وتفسر سبب ارتباط الجينات المتصلة بالكوليسترول بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، كما تمنح الأطباء توجيهات مهمة أثناء سعيهم لحماية الأشخاص من المرض.

وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة، هيذر فيريس: "إن بيانات الدراسة مهمة لتركيزها على عملية إنتاج الكوليسترول في الخلايا النجمية، ونقله إلى الخلايا العصبية، كطريقة لتقليل بروتين أميلويد بيتا، ومنع تكون الصفائح".

 والكوليسترول ليس سيئا دائما، فصحيح أنه مرتبط بانسداد الشرايين وأمراض القلب، لكنه في المقابل يؤدي دورا مهما في الجسم السليم، الذي يصنع الكوليسترول بشكل طبيعي حتى يتمكن من إنتاج الهرمونات للقيام بوظائف أخرى.

وتضيف الدراسة الجديدة مسؤولية أخرى للكوليسترول في جسم الإنسان، لم تكن معروفة في السابق.

وتلقي الدراسة الضوء أيضا على دور الخلايا النجمية في مرض الزهايمر، فهذه الخلايا تتعرض لتغيرات جذرية في حال الإصابة بهذا المرض، لكنهم لم يكونوا متأكدين في السابق مما إذا كانت هذه الخلايا تعاني من المرض أو تساهم فيه.

وحسمت الدراسة بأن الخلايا النجمية تساعد في تطور مرض الزهايمر، عن طريق صنع الكوليسترول وتوزيعه على خلايا الدماغ، ويؤدي تراكم الكوليسترول إلى زيادة بروتين أميلويد بيتا، وبالتالي يزيد من تراكم الصفائح.

وفي العادة، يكون مستوى الكوليسترول منخفضا في الخلايا العصبية، مما يقلل من تراكم أميلويد بيتا، لكن في حالة الإصابة بمرض الزهايمر، تفقد الخلايا العصبية قدرتها على تنظيم إنتاج البروتين، الذي يؤدي إلى زيادة الصفائح.

ونجح العلماء في دراستهم الجديدة في منع تصنيع الكوليسترول في أجساد الفئران، وهو ما أدى عمليا إلى خفض إنتاج بروتين أميلويد بيتا. بحسب موقع "سكاي نيوز عربية".

الهربس

توصل باحثون إلى أن الفيروس الذي يسبب قروح الفم التي تعرف بـ "القروح الباردة"، هو ذات الفيروس الذي يسبب على ما يبدو تلفا دائما في الدماغ، وهو اكتشاف يمكن أن يؤدي للتوصل لعلاجات جديدة ومثيرة لمرض الخرف.

لكن بحثي هذا الذي أجريته مؤخرا يشير إلى طريقة لعلاج هذا المرض، فقد توصلتُ إلى دليل قوي بأن فيروس الهربس يعد سببا للإصابة بألزهايمر، مما يشير إلى أن التوصل لعلاج فعال وآمن مضاد لهذا الفيروس قد يمكننا من علاج ألزهايمر.

ويرتبط فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV1) بوضوح بمرض ألزهايمر، ويُعرف عنه أنه يسبب قروحا تعرف بالقروح الباردة التي تظهر عادة في محيط الفم وحول الشفتين.

وقد اكتشفنا في عام 1991 أنه في العديد من كبار السن يظهر فيروس الهربس البسيط من النوع الأول في الدماغ أيضا.

وفي عام 1997، تمكنا أيضا من معرفة أن هذا الفيروس يُسهم بقوة في ظهور مرض ألزهايمر عندما يكون حاضرا في دماغ الأشخاص الذين لديهم جين محدد يعرف باسم "APOE4".

ويمكن لهذا الفيروس أن يصبح نشيطا في الدماغ في أوقات التوتر والضغط النفسي كما ذكرنا - وهو ما قد يحدث بشكل متكرر أيضا- وبالتالي يؤدي إلى إحداث تلف متراكم في الدماغ.

وتصل احتمالية الإصابة بألزهايمر إلى 12 ضعفا لدى الأشخاص الذين يحملون الجين "APOE4"، ممن لديهم بالفعل إصابة بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول، وذلك مقارنة بمن لا يحملون هذا الجين ولا الفيروس. بحسب موقع "BBC".

اكتئاب

إذا كنت تعاني من الاكتئاب، أو عانيت منه سابقًا، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بالخرف. لم يتأكد العلماء بعد من كونه سببًا. قد يكون مجرد عرض مبكر أو علامة على أسباب أخرى مثل مرض باركنسون أو مرض هنتنغتون. تحدث إلى طبيبك أو معالجك إذا شعرت بالاكتئاب لأكثر من أسبوعين، واستشره فورًا إذا فكرت في إيذاء نفسك. يمكن أن يساعد العلاج والأدوية في علاج الاكتئاب.  

إصابة في الرأس

أظهرت دراسة باستخدام "أدمغة صغيرة" من الخلايا الجذعية، أن الإصابات المتكررة في الدماغ، سواء كانت نتيجة ضربات قوية أو ارتجاجات خفيفة، تُسهم في تنشيط الفيروسات الخاملة في الدماغ، مثل فيروس "الهربس البسيط" الذي يسبب التهاباً وتلفاً طويل الأمد يؤدي بدوره إلى مرض الزهايمر.

وقالت مهندسة الطب الحيوي دانا كيرنز من جامعة تافتس الأميركية: "لقد فكرنا، ماذا سيحدث إذا أخضعنا نموذج أنسجة المخ لاضطراب جسدي، شيء أشبه بالارتجاج، وبعد أسبوع من الإصابة لاحظ الباحثون تكوين كتل وتشابكات من البروتينات في أنسجة المخ، وهي السمة المميزة للأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر.

وأظهرت بعض خلايا المخ أيضًا تلفًا يتماشى مع الالتهاب العصبي، وكانت هناك زيادات كبيرة في الخلايا المناعية المؤيدة للالتهابات، وفق موقع "ساينس أليرت".

في دراسة أجريت عام 2008، اكتشف الباحثون أن جينات فيروس الهربس البسيط من النوع 1 كانت موجودة في 90 % من لويحات البروتين في أدمغة مرضى الزهايمر بعد الوفاة. وقد تم العثور على غالبية هذا الحمض النووي الفيروسي داخل اللويحات.

وأظهرت الأدمغة الصغيرة التي تم تقادمها لمدة 8 أسابيع تحسنًا بعد الإصابة، مقارنة بتلك التي تم تقادمها لمدة 4 أسابيع، مما يشير إلى أن صدمة الرأس قد تكون لها تأثيرات أكثر عمقًا في الأدمغة الصغيرة النامية. نقلًا عن صحيفة "الصباح".

الوحدة

الشعور بالوحدة المزمنة يؤثر سلبًا على الصحة العقلية والبدنية، ويزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف والتدهور المعرفي.

يشير باحثون إلى أن نوبات الوحدة القصيرة قد تكون دافعًا للتواصل الاجتماعي، لكنها تتحول إلى عامل ضار عند استمرارها، فتفقد فاعليتها وتؤدي إلى نتائج عكسية.

بحسب نانسي دونوفان، فإن الأشخاص الذين يشعرون بمستويات عالية من الوحدة لديهم مستويات مرتفعة من بروتينات تاو وأميلويد، المرتبطة بمرض الزهايمر.

الوحدة تؤثر أيضًا على الجهاز القلبي الوعائي، وترفع من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يسهم في تدهور صحة الدماغ.

كذلك، ترتبط الوحدة ارتباطًا وثيقًا بالاكتئاب، وهو عامل خطر آخر للإصابة بالخرف. كما أن الأشخاص الوحيدين أقل ممارسة للنشاط البدني وأكثر عرضة للتدخين، وهي عوامل تسرّع من التدهور العقلي.

الباحثة إلين لي تؤكد أن جميع هذه العوامل تؤثر على الدماغ، وتؤدي إلى الانتقال من الوحدة إلى الزهايمر.

لمواجهة هذه المخاطر، يُنصح بتكوين علاقات اجتماعية من خلال النشاطات الجماعية كدروس الفن، الفرق الرياضية، ومجموعات الدعم.

النوم 

كشفت دراسة حديثة وجود علاقة بين مرض الزهايمر والنوم أقل من سبع ساعات يوميا. وأجريت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "براين كوميونيكشن" بواسطة فريق بحثي من مؤسسة باسكال ماراغال ومركز أبحاث المخ في إسبانيا بالاشتراك مع جامعة بريستول وصندوق نورث بريستول إن إتش إس للرعاية الصحية.

واتضح من خلال الدراسة أن قلة ساعات النوم تزيد من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، وتنطوي هذه النتائج على أهمية بالغة في التوصل إلى علاجات مستقبلية للمرض، لاسيما في مراحل ما قبل ظهور الأعراض.

ونقل الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث العلمية عن الباحثة لورا ستانكيفيكيوت، وهي أحد المشرفين الرئيسيين عن البحث قولها إن "البيانات المتاحة لدينا حتى الآن تشير إلى أن اضطرابات النوم تسهم في زيادة مخاطر الإصابة بالزهايمر"، مضيفة أن "التجارب السابقة كانت قاصرة بسبب نقص الدلالات الحيوية الخاصة بمرض الزهايمر، نظرا لأنها لم تكن دراسات مستعرضة أو بسبب نقص عينات المشاركين في هذه التجارب".

وشملت الدراسة بيانات تخص 1168 شخصا تزيد أعمارهم عن خمسين عاما، وتضمنت معلومات عن الدلالات الحيوية لمرض الزهايمر في سوائل المخ والعمود الفقري لدى المتطوعين، فضلا عن بيانات تتعلق بعدد ساعات النوم وجودته، ومستوى الأداء الذهني الخاص بهم. وتقول الباحثة ليز كورلتارد المتخصصة في مجال طب الاعصاب والخرف بجامعة بريستول إن "النوم يعتبر فرصة غير مستغلة للوقاية من الزهايمر والحفاظ على صحة المخ"، مضيفة أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة تتيح فهما أفضل للعلاقة بين النوم ومرض الزهايمر". بحسب موقع "DW".

اضف تعليق