في هذا التقرير نسلّط الضوء على مجموعة من الممارسات الشائعة التي قد تُضعف وظائف الكلى أو تساهم في تدهورها دون أن يدرك الكثيرون ذلك، ومن أبرزها الإفراط في تناول بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية. كما نتطرق إلى أهمية الحفاظ على نمط حياة صحي...
تؤدي الكليتان دورًا أساسيًا في الحفاظ على توازن الجسم من خلال تصفية الفضلات وتنظيم مستويات السوائل والمعادن في الدم. ومع ذلك، فإن نمط الحياة والعادات اليومية قد يؤثران بشكل كبير على صحة الكلى، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. في هذا التقرير نسلّط الضوء على مجموعة من الممارسات الشائعة التي قد تُضعف وظائف الكلى أو تساهم في تدهورها دون أن يدرك الكثيرون ذلك، ومن أبرزها الإفراط في تناول بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية. كما نتطرق إلى أهمية الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، النشاط البدني، النوم الكافي، وتجنب العادات الضارة، من أجل دعم صحة الكلى والوقاية من أمراضها.
لا تفرط في تناول بعض الأدوية
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين
تُعدّ الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) علاجات شائعة للألم والحمى. وبعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الشائعة هي:
إيبوبروفين (أدفيل، موترين)
نابروكسين (أليف، نابروسين)
ميلوكسيكام (موبيك)
ديكلوفيناك (كامبيا)
رغم أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين، تُتحمل بشكل جيد عمومًا، إلا أن تناولها ينطوي على بعض المخاطر. فقد تُقلل هذه الأدوية من تدفق الدم عبر الكلى، مما قد يُسهم في تلفها أو فشلها. الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب، أو أمراض الكبد، أو مشاكل الكلى الحالية هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل كلوية جديدة أو متفاقمة بسبب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
بشكل عام، يُفضّل تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية باعتدال، بأقل جرعة فعّالة، ولأقصر فترة زمنية ممكنة. تناول جرعات عرضية من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بالكميات الموصى بها أقلّ احتمالاً بكثير للتسبب بتلف الكلى.
حافظ على وزنك المثالي
من المهم جداً ان تراعي مسألة الوزن المثالي لتحافظ عل صحتك بشكل عام وعلى كليتيك بشكل خاص. فمن المعروف أن الوزن الزائد والسمنة هما مسببات رئيسية للأمراض المزمنة مثل امراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة الى مرض السكري من النوع الثاني. وكلها أمراض مرتبطة بشكل اساسي بزيادة خطر اصابتك بأمراض الكلى ومشاكلها وتأثر شعيراتها الدموية الدقيقة وعملها. لذا فان الطريقة الافضل لوقايتك ذلك هي حفاظك على وزن صحي باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني واتباع نمط حياة وعادات صحية.
الحصول على القدر الكافي من النوم
بينت إحدى الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات يوميًا كان لديهم خطر متزايد للإصابة بالفشل الكلوي المزمن مقارنة بالذين ينامون ما بين 7 - 8 ساعات يوميًا، بالإضافة إلى ذلك كان الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في النوم أو يستخدمون الحبوب المنومة والمهدئات أكثر عرضة للإصابة بأمراض في الكلى أيضًا.
ومن المهم جدًا مراعاة أوقات ثابتة للنوم وتنظيمها بهدف الحصول على نوعية جيدة من النوم، مع الحرص على تجنب الكافيين خاصة في ساعات العصر والمساء، وتحسين أجواء وإضاءة الغرفة أثناء النوم، وتجنب استخدام شاشات الحاسوب والهاتف في غرفة النوم.
ممارسة الرياضة بانتظام
ممارسة الرياضة بانتظام تُقلل من خطر الإصابة بأمراض الكلى. كما تُساعد على خفض ضغط الدم، وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وضبط مستويات السكر في الدم، وهي عوامل مهمة للوقاية من أمراض الكلى.
يُقصد بالتمرين المنتظم ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة (حوالي ساعتين ونصف) من التمارين الهوائية متوسطة الشدة، مثل المشي والجري وركوب الدراجات والرقص والسباحة. قد تبدو ساعتان ونصف مدة طويلة، لكن ليس عليك القيام بها دفعة واحدة. فكّر في تقسيمها إلى 30 دقيقة خمسة أيام أسبوعيًا. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بممارسة أنشطة تقوية العضلات، مثل رفع الأثقال واستخدام أربطة المقاومة، أو تمارين وزن الجسم مثل تمارين الضغط والاندفاع وتمارين البطن، يومين أسبوعيًا على الأقل.
تجنب الإفراط في تناول اللحوم والبروتينات
قد يسبب الإفراط في تناول اللحوم مشاكل للكلى، فعندما يهضم جسمك البروتينات، فإنه يفرز مواد ثانوية ينبغي تصفيتها من الدم والتخلص منها عن طريق الكلى.
هذه العملية قد تؤدي إلى إجهاد الكلى المريضة، كما أن هناك أدلة علمية على أن تناول كثير من البروتينات قد يضرّ أيضا بالكلى السليمة.
شرب كميات كافية من المياه
احرص على شرب كميات كافية من المياه للحفاظ على رطوبة جسمك كما يجب، وبالتالي الحفاظ على صحة كليتيك.
في الوضع الطبيعي تعمل الغدد فوق الكظرية الموجودة فوق الكليتين على إفراز الأدرينالين (adrenaline)، وهرمون الألدوستيرون (Aldosterone) المسؤول عن تنظيم ضغط الدم، والذي يعمل على مساعدة الكلى لإعادة المياه والصوديوم إلى الجسم والدورة الدموية، وتنظيم حجم الدم.
ابتعد عن العادات السيئة
تجنب كل ما يمكن أن يؤذي جسمك، ويعيق عمل أعضائك بالشكل السليم، فبعض العادات قد يكون لها تأثيرات مباشرة وسلبية على الصحة وأعضاء الجسم بما فيها الكليتين. ومن ضمن هذه العادات:
_التدخين
_شرب الكحول
_تعاطي المخدرات
فهذه عادات تساهم في رفع خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم الذي قد يجعلك أكثر عرضة للاصابة بالامراض الكلوية.
تناول أغذية تفسد صحة الكلى
اعتماد النظام الغذائي الغني بالأطعمة النباتية مهم جدًا للحفاظ على صحة الكلى، لذا ضمن عادات تساعد في الحفاظ على الكلى اعتمد في نظامك اليومي على الخضار والفواكه التي تعزز من وظائف الكلى، مثل: التوت البري، والفجل، والثوم، والهليون، والسبانخ، والفلفل الرومي الأحمر، والتفاح، والتوت الأزرق، والعنب.
كما يقول المختصون أن تناول نظام غذائي قليل بالسكر والغلوتين والصويا يُساهم في التقليل من خطر الإصابة بالالتهابات مما يعزز من وظيفة الكلى وعملها.
كما تُنصح السيدات ما فوق سن الخمسين بالتركيز على تناول الأغذية التي تمدها بالإستروجين النباتي، مثل: الحمص، والبرسيم، وبذور الكتان، والميرمية، والشمر، والرمان والذي قد يساهم في خفض خطر تليف الكلى وهي إحدى المشكلات الشائعة في النساء ما بعد انقطاع الطمث.
الإقلاع عن التدخين
يُسبب التدخين تلفًا في الأوعية الدموية ويزيد من خطر تلف الكلى. مع الإقلاع عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة.
الحد من استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية
وفقًا للمؤسسة الوطنية للكلى، فإن استخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبية، بما في ذلك الإيبوبروفين والنابروكسين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى، قد يُلحق الضرر بالكلى إذا تم تناولها لأكثر من 10 أيام متتالية لتخفيف الألم أو لأكثر من 3 أيام متتالية لتخفيف الحمى. يُرجَّح أن يكون الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في الكلى والذين يتناولون هذه الأدوية من حين لآخر بخير. ومع ذلك، إذا كنت تستخدم هذه الأدوية يوميًا، فاستشر طبيبك بشأن بدائل علاجية آمنة للكلى لتقليل خطر تلفها.
كليتاك عضو حيوي لصحتك العامة. من المهم العناية بكليتيك باتباع نمط حياة صحي ونشط. إذا كنت تعاني من أمراض الكلى أو كنت معرضًا لخطر متزايد، فتواصل مع طبيبك عن كثب لمراقبة وتقليل خطر تلف الكلى.
اضف تعليق