q
ما تزال قوات الاحتلال الاسرائيلي تواصل حربها الاجرامية ضد ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل، حيث صعدت قوات الاحتلال اجراءاتها القمعية بشكل كبير في الفترة الاخيرة في قطاع غزة المحاصر، وتبرر اسرائيل حصارها المشدد المفروض على القطاع بانه ضروري لعزل حماس التي خاضت معها ثلاث حروب...

ما تزال قوات الاحتلال الاسرائيلي تواصل حربها الاجرامية ضد ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل، حيث صعدت قوات الاحتلال اجراءاتها القمعية بشكل كبير في الفترة الاخيرة في قطاع غزة المحاصر، وتبرر اسرائيل حصارها المشدد المفروض على القطاع بانه ضروري لعزل حماس التي خاضت معها ثلاث حروب. وتؤكد منظمات حقوق الإنسان إن الحصار عقاب جماعي لسكان القطاع البالغ عددهم مليونا نسمة ويؤدي إلى مزيد من التطرف. في حين أن المدنيين يتخوفون من جولة عنف جديدة.

وتصاعد التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة منذ 30 آذار/مارس عندما بدأ الفلسطينيون بتنظيم "مسيرات العودة" لتأكيد حق اللاجئين بالعودة الى أراضيهم وبيوتهم التي هجروا منها عام 1948 لدى قيام دولة إسرائيل وللمطالبة برفع الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2006. وتتخلل التظاهرات المتكررة على حدود قطاع غزة مواجهات قتل فيها منذ انطلاقها نهاية آذار/مارس 155 فلسطينيا.

وتأتي موجة العنف الجديدة هذه بعد ايام على بدء العمل بوقف لاطلاق النار أعلنت عنه حماس بعد اطلاق قذائف من قطاع غزة ردت عليها اسرائيل بغارات جوية كثيفة هي الاعنف منذ 2014 بعد مقتل جندي اسرائيلي. وتصاعد التوتر بعد مقتل أربعة فلسطينيين بينهم ثلاثة عناصر من كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، خلال عشرات الغارات الجوية الاسرائيلية. وعلى الإثر أعلنت الكتائب حالة "الاستنفار القصوى". وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الفقير باستخدام الاحتجاجات غطاء لتنفيذ هجمات. ويقول الفلسطينيون وجماعات حقوق الانسان ان المتظاهرين غير مسلحين ولا يشكلون أي تهديد حقيقي للجنود الذي يطلقون عليهم الرصاص الحي.

جرائم مستمرة

وفي هذا الشأن قتل فلسطينيان وأصيب عشرات آخرون برصاص الجيش الاسرائيلي خلال الاحتجاجات على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع اسرائيل، بحسب وزارة الصحة في غزة. واعلنت الوزارة في بيان صحفي "استشهاد طفل (14 عاماً) جراء اصابته في الرأس برصاص الاحتلال شرق رفح". وجاء مقتل الفتى بعد وقت قصير من مقتل فلسطيني يدعى غازي ابو مصطفى (43 عاما) برصاص الجيش الاسرائيلي على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بحسب نفس المصدر.

كما اعلنت الوزارة في بيان وقوع "184 اصابة بجراح مختلفة، منها 70 اصابة بالرصاص الحي ومن بين الاصابات 14 طفلاً و10 إناث ومن بين الاصابات 4 مسعفين وصحفي". وتظاهر آلاف الفلسطينيين في المنطقة الحدودية شرق قطاع حيث أشعل بعض الشبان إطارات السيارات بينما رشق آخرون الجنود بالحجارة. ورد الجيش الاسرائيلي باطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. بحسب فرانس برس.

من جهته، قال الجيش الاسرائيلي في بيان ان نحو سبعة الاف فلسطيني شاركوا في اعمال شغب على طول حدود القطاع و كانوا "يلقون الحجارة ويدحرجون اطارات السيارات المشتعلة باتجاه الجنود والسياج الامني". وتابع ان قواته ردا على ذلك استخدمت "وسائل تفريق الشغب واطلاق النار وفقا لقواعد الاشتباك".

الى جانب ذلك قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن القوات الجوية والبرية الإسرائيلية قتلت أربعة فلسطينيين في قطاع غزة وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعرضت لإطلاق نار. وقال الجيش إن طائراته ودباباته أصابت ثمانية مواقع لحماس في غزة بعد أن تعرضت قواته لإطلاق نار كما ألقيت عليها عبوات متفجرة بمحاذاة الحدود. وتعرضت غزة لمزيد من الضربات الجوية فيما وصفه الجيش ”بهجوم واسع النطاق على حماس“.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري مناقشات مع الوزراء والقادة العسكريين حول التصعيد العسكري خلال الاحتجاجات التي تنظم منذ وقت طويل على الحدود بين غزة وإسرائيل. وقالت حماس إن ثلاثة من القتلى من أعضائها. وقال سكان ومسعفون إن القتيل الرابع مدني. وأصيب 120 فلسطينيا على الأقل.

وفي وقت سابق تحدت حماس الدعوات الإسرائيلية لوقف إطلاق البالونات الحارقة من القطاع في الوقت الذي هدد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي بإصدار أمر بهجوم عسكري لوقفها. ودمرت حرائق ناجمة عن البالونات المملوءة بغاز الهيليوم وطائرات ورقية تحمل مواد حارقة أطلقها فلسطينيون من غزة إلى إسرائيل مساحات من الأراضي الزراعية خلال الشهور القليلة الماضية.

قال خليل الحية نائب زعيم حركة حماس في غزة إن عمليات الطائرات الورقية ستستمر. وقال ”نقول أمام هذه التهديدات الصهيونية ستبقى المقاومة مشرعة سلاحها وستبقى المسيرات مستعرة وقائمة وأدواتها تتلون وتتشكل وتتعدد ومنها الطائرات (الورقية)“. وخلال زيارة إلى بلدة سديروت الإسرائيلية طالب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان حماس مجددا بوقف إرسال الطائرات الورقية. وقال ”نحن نحاول أن نكون متوازنين ونتحلى بالمسؤولية لكن زعماء حماس يدفعوننا إلى وضع لن يكون أمامنا فيه من خيار سوى الشروع في عملية عسكرية واسعة ومؤلمة“.

وأضاف ”أعتقد أن المسؤولية ستقع كاملة على عاتق حماس، لكن يؤسفني أن أقول إنه سيتعين على أهل غزة أن يدفعوا الثمن“.

تحقيق اممي

‭‭‭‭‭في السياق ذاته ‬‬‬‬‬قالت الأمم المتحدة إن ديفيد كرين، المسؤول القانوني السابق في الولايات المتحدة، سيقود تحقيقا للمنظمة في العنف بقطاع غزة. وقتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 140 فلسطينيا في إجراءات قال إنها تهدف لحماية الحدود. وقتل جندي إسرائيلي خلال الاحتجاجات الأسبوعية التي بدأت في 30 مارس آذار.

وكان مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة صوت في مايو أيار لصالح فتح تحقيق في وقائع القتل، وهو ما أثار حفيظة إسرائيل التي تقول إنها تواجه مساعي تستهدف شيطنتها. وامتنع متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق. ولإسرائيل تاريخ طويل من عدم التعاون مع التحقيقات التي تجريها المنظمة الدولية في انتهاكات حقوق الإنسان أو السماح لمحققيها بالوصول إلى غزة. وكرين، الذي يقود لجنة تحقيق من ثلاثة أفراد، هو أستاذ في القانون بجامعة سيراكوز. وقالت الأمم المتحدة إن لديه خبرة تتجاوز 30 عاما في الحكومة الاتحادية الأمريكية، بما في ذلك شغله منصب المفتش العام بوزارة الدفاع.

وجاء في بيان الأمم المتحدة ”عمل الأستاذ الجامعي كرين رئيسا للادعاء بالمحكمة الخاصة لسيراليون من أبريل 2002 إلى 15 يوليو 2005، ووجه خلال هذه الفترة لوائح اتهام لرئيس ليبيريا آنذاك تشارلز تايلور وآخرين“. وشريكتاه الأخريان في اللجنة هما سارة حسين، المحامية بالمحاكم العليا في بنجلادش والتي عملت من قبل في تحقيقات الأمم المتحدة في الانتهاكات الحقوقية بكوريا الشمالية، وكاري بيتي مورونجي، عضو اللجنة الكينية لحقوق الإنسان وسبق لها العمل مستشارة قانونية بالمحكمة الجنائية الدولية لرواندا. وسيقدم أعضاء اللجنة تقريرا نهائيا مكتوبا في مارس آذار من العام المقبل. بحسب رويترز.

وأبلغ منسق الأمم المتحدة الخاص للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف مجلس الأمن بأنه زار غزة في مسعى عاجل لخفض حدة التوتر. وقال ”ناشدت الفصائل الفلسطينية ألا تثير أي أحداث عند السياج وأن تكف على الفور عن إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر والطائرات الورقية والبالونات الحارقة. وناشدت إسرائيل أن تعيد فتح المعابر وتوقف القصف خاصة في المناطق المأهولة وأن تمارس ضبط النفس تجاه غزة“.

وتتهم إسرائيل، التي تواجه انتقادات دولية بسبب أساليبها، حركة حماس التي تحكم غزة بالتخطيط للاحتجاجات التي اتخذت في بعض الأحيان طابعا عنيفا لصرف الأنظار عن مشاكلها في الحكم وتوفير غطاء لهجمات مسلحة عبر الحدود. ويعاني قطاع غزة، الذي يسكنه مليونا فلسطيني، من الفقر المدقع كما تنهار بنيته التحتية بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ 12 عاما فضلا عن القيود التي تفرضها مصر من وقت لآخر. ويقول البلدان إن الهدف هو تحجيم خطر حماس.

مسيرة نسائية

شاركت آلاف الفلسطينيات في أول مسيرة نسائية تحت شعار "فلسطينيات نحو العودة وكسر الحصار"، على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. وردت إسرائيل بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع على المتظاهرات ما أسفر عن إصابة العشرات منهن. وتجمعت المشاركات في خيمة على بعد نحو 300 متر من السياج الفاصل مع إسرائيل على الحدود الشرقية لمدينة غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن "الاحتلال الإسرائيلي يستهدف النساء المشاركات في فعاليات مسيرة العودة الكبرى شرق غزة بالأعيرة النارية والغازات ويصيب العشرات منهن بجروح وبالاختناق". وأوضحت لوكالة الأنباء الفرنسية أن 17 من الجرحى أصيبوا بالرصاص الحي والشظايا.

من جانب اخر خرج مئات الفلسطينيين في مسيرة دعا اليها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لمطالبة السلطة الفلسطينية بدفع رواتب موظفي قطاع غزة. وسار المشاركون في المسيرة وسط شوارع مدينة رام الله وهم يرددون الشعارات الداعية لدفع رواتب موظفي قطاع غزة ووقف الحصار المفروض عليها كما رفعوا لافتات كتبوا عليها ”مطالبنا واضحة.. عقوباتكم فاضحة .. أرفعوا العقوبات“. واتخذت السلطة الفلسطينية مجموعة من الإجراءات شملت إحالة آلاف الموظفين في القطاعين المدني والعسكري في قطاع غزة إلى التقاعد الإجباري ولم تدفع السلطة سوى خمسين في المئة من رواتب الموظفين للشهر الثاني على التوالي.

واتخذت هذه الإجراءات بعد تعثر إتمام المصالحة التي رعتها مصر العام الماضي بين حركتي فتح وحماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات. وشهدت المسيرة اشتباكات بالأيدي بين بعض المشاركين ومناصرين للرئيس الفلسطيني محمود عباس وقال البعض إنهم من أفراد الأجهزة الأمنية بلباس مدني. وردت حركة فتح على المسيرة بتعليق لافتات كبيرة على واجهات عدد من البنايات وسط مدينة رام الله كتب عليها ”الانقلاب الحمساوي هو سبب كل المصائب“. وانتهت المسيرة دون التوجه الى مقر السلطة الفلسطينية في المقاطعة حيث تم نشر مئات من عناصر الأمن في محيطها.

اضف تعليق