الأول عمَّه وكافله ومربيه وحاميه، والثانية حبيبته وأنسه وعرسه التي وهبته نفسها ومالها وجمالها وآمنت به وصدَّقته حتى من قبل البعثة الشريفة ولذا عندما رجع إليها من غار حراء يوم نزل عليه الوحي آمنت به وصلَّت معه بنفس اليوم الإثنين، وذلك لما رأت به من...
توفي أبو طالب في 7، والسيدة خديجة في 10 شهر رمضان في مكة المكرمة
مقدمة واقعية
بنظرة فاحصة وسريعة للتاريخ الإسلامي نجد فيه من الشخصيات العظيمة التي قلَّ نظيرها ولها أثرها الملموس والواقعي الذي لا يمكن لأحد أن ينكره مهما بلغ من الجحود والإنكار، وذلك لما قدَّموه للإسلام دين ودعوة إلى الحق وللرسول الأكرم كداعية وحامل رسالة من الدَّعم وتأييد وما كان له أن يقوم بتأدية وتبليغ رسالته لولا وجود هؤلاء الذين ضحُّوا بكل شيء في سبيل الله ولكن بصمت وخفاء دون جلبة أو ضوضاء ولكن المشكلة بأن الذي كتب تاريخنا كان من أتباع بني أمية وأزلامهم والذين يعيشون في قصورهم ويسبَحون في مياههم الآسنة ويسبِّحون بحكمهم الذي قام على الكذب والخداع بعد أن سَبَح بالدِّماء البريئة للمسلمين في صفين بعد الجمل وكل المآسي التي فعلها معاوية بن هند الهنود في سبيل توطيد كرسيه الذي أقامه على الجماجم والأشلاء، وساعده عمرو بن ليلى بالمكر والدَّهاء.
فهؤلاء كتبوا التاريخ الذي حاولوا فيه أن يبيِّضوا في سواد وجوههم وتغطية جرائمهم بحق الإسلام والمسلمين، لا سيما رسوله وأهل بيت الطاهرين، ولما لم يستطيعوا أن ينظِّفوا وجوههم السوداء لأنهم لو نزلوا وغُسِّلوا بماء البحر لما طهروا، فعمدوا إلى أهل البيت وخاصة أمير المؤمنين الإمام علي (ع) ووالده العظيم أبو طالب وراحوا يشوِّهون تلك الصور الراقية والوجوه النورانية والتاريخ الناصع لهما، فسنُّوا مسبتهما على المنابر لأكثر من ستين سنة على منابر المسلمين بهذه الغاية والهدف كما هم عبَّروا عن ذلك لأبنائهم كما يروون هم أيضاً كعمر بن عبد العزيز الذي رفع المسبة ووضع مكانها الآية الكريمة.
فالتاريخ الإسلامي الذي وصلنا كان من فُتاة بني أمية وأذنابهم وصبيانهم ولكن شاء الله تعالى أن يصلنا الكثير من الحقائق التاريخية نستخلصها من بين هذا الركام من الظلام والباطل الذي كتبوه ودرَّسوه في المدارس والجامعات حتى صار كالحقائق والمسلمات، والحقيقة أنه الباطل كله والفاسد جله ولولا إرادة الله بأن يبقى هذا الدِّين الحنيف لدفنه رجال بني أمية منذ معاوية الذي كان يأمل ويحلم بدفنه حيث يقول للمغيرة بن شعبة صديقه ونديمه: (لا والله إلا دفناً دفناً)، ولكن إرادة الله غالبة ونافذة حيث أراد للرسالة الخاتمة والدِّين الكامل أن يستمر رغم كل ما يعترضه من تشويه وعداء ومؤامرات لقتله ودفنه وإطفاء نوره، قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة: 32)
وقال سبحانه: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف: 8)
ولكن للتاريخ وللأجيال المسلمة والمؤمنة نشهد بأن معاوية وزمرته وأمثاله من صبيان النار لم يألوا جهداً في محاولاتهم حتى أن معاوية عندما كان يسمع المؤذن يؤذِّن يستشيط حسداً وحنقاً كما يروي أحمد بن أبي طاهر في كتاب (أخبار الملوك) أن معاوية سمع المؤذن يقول: (أشهد أن لا إله إلا الله)، فقالها ثلاثاً، فقال: أشهد أن محمداً رسول الله! فقال: لله أبوك يا ابن عبد الله! لقد كنت عالي الهمَّة، ما رضيت لنفسك إلا أن يقرن اسمك باسم رب العالمين!). (شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد: ج ١٠ صفحة ١٠١)
جناحا الإسلام وعام الحزن
من المعروف أن أي دعوة إصلاحية، وأي نهضة تغييرية تقوم في المجتمع لا يمكن أن تقوم بدون وجود أُناس يحملونها ويضحُّون في سبيلها بكل غال ونفيس في سبيل نجاحها وهؤلاء يعاضدون المبشر، والمبلغ، والمصلح لأنهم يؤمنون به ويخلصون له النصيحة، وكذلك الأنبياء والرسل لا سيما أصحاب الرسالات العامة والتشريعات الإصلاحية التي تهدف إلى تغيير الفاسد وإقامة مجتمع متقدم ومتطور إيذاناً ببناء حضارة إنسانية راقية كما فعل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث بعثه الله سبحانه برسالته الخاتمة ودينه للإنسانية كلها في مكة المكرمة حيث عبادة الأصنام على أشدها والتخلف والجهل ضارب بأطنابه بينهم ففي كل الجزيرة لا تجد بعدد أصابع اليدين يجيدون القراءة والكتابة، والعصبية و(العرب يهلكون بالعصبية)، ولكن كان في قريش طغاة بشكل غريب وعجيب وكانوا يتنافسون مع طغاة ثقيف في الطائف، وهو يتيم الأبوين وعاش في كفالة وحماية عمِّه ولذا كانوا يسمونه بيتيم أبي طالب.. فكيف يقبلونه وهو من بني هاشم الأكارم حيث يتنافسون الشَّرف معهم رجالات وبيوت قريش المختلفة ولذا قال أبو الجهل عمرو بن هشام المخزومي ولكن القول أشبه بمنطق أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية لأن هؤلاء هم المنافسون لبني هاشم: (تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء! فمتى ندرك هذه! والله لا نسمع به أبداً ولا نصدقه).
ويروي البيهقي بسنده عن المغيرة بن شعبة، قال: إن أول يوم عرفت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنى أمشى أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة، إذ لقينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي جهل: (يا أبا الحكم، هلم إلى الله وإلى رسوله، أدعوك إلى الله).
فقال أبو جهل: يا محمد، هل أنت منته عن سب آلهتنا؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت؟ فنحن نشهد أن قد بلغت، فوالله لو أنى أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك.
فانصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأقبل عليَّ فقال: والله إني لأعلم أن ما يقول حق، ولكن [يمنعني] شيء، إن بني قصي، قالوا: فينا الحجابة، فقلنا: نعم؛ ثم قالوا: فينا السقاية، فقلنا: نعم؛ ثم قالوا: فينا الندوة، فقلنا: نعم؛ ثم قالوا: فينا اللواء، فقلنا: نعم.. ثم أطعموا وأطعمنا، حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي! والله لا أفعل). (السيرة النبوية؛ لابن كثير: ج ١ صفحة ٥٠٧)
بهذا المنطق كانوا يواجهون النبي وهو الصادق الأمين فيعرفونه أنه صادق فيما يقول ولكن استكبارهم وطغيانهم لا يجعلهم يسلِّمون له لأنه فقير ويتيم، ولذا قالوا له كما أخبر الله تعالى عنهم: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (الزخرف: 31)، إِمَّا اَلْوَلِيدُ بْنُ اَلْمُغِيرَةِ بِمَكَّةَ، وَإِمَّا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ اَلثَّقَفِيُّ بِالطَّائِفِ، فهذين من أصحاب الثروة والأولاد والقوة والشرف كما كانوا يظنون، وأما محمد بن عبد الله فما كان لديه شيء من حطام الدنيا، ولذا احتاج لمَنْ يقف معه حتى يحميه من غوائلهم ويحرسه من أراذلهم، حتى يستطيع أن يعيش بسلام ويبلغ رسالة ربه براحته وكما يجب عليه وينبغي له.
وكما هو معروف بأن الطائر لا يطير إلا بجناحين، والحكمة العلوية تقول: (يطير المرء بهمته كما يطير الطائر بجناحيه)، فكيف طار النبي الأكرم في مكة؟ ومَنْ كان جناحاه الذي طار بهما فيها؟
التاريخ يقول بأنه طار بجناح اسمه أبو طالب (عليه السلام)، وجناح آخر اسمه السيدة خديجة بنت خويلد (عليها السلام)، الأول عمَّه وكافله ومربيه وحاميه، والثانية حبيبته وأنسه وعرسه التي وهبته نفسها ومالها وجمالها وآمنت به وصدَّقته حتى من قبل البعثة الشريفة ولذا عندما رجع إليها من غار حراء يوم نزل عليه الوحي آمنت به وصلَّت معه بنفس اليوم الإثنين، وذلك لما رأت به من علامات النبوة وضياء الرسالة وشرف النفس وعلو الهمة وطيب الأصل وكرم المحتد، وصفاء الروح وحسن السيرة والمعاشرة ومكارم الأخلاق والفضائل فسلَّمت له بكلها سلام الله عليها، ولذا قال عنها الكثير ومدحها طيلة حياته الشريفة حتى نساءه الأخريات على كثرتهن كن يغرن منها وهي في قبرها لشدة حبه لها وإكرامها حتى في صديقاتها وإعظام ذكرها عنده.
يروي الإمام الشيرازي الراحل بعضاً من سيرتها العطرة في كتابه الجميل عن أمهات المعصومين (عليهم السلام) حيث يتناول في الفصل الثاني منه سيرة السيدة خديجة (عليها السلام) باعتبارها أم السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وفينا يروي عن معرفتها بشخص وشخصية النبي الأكرم حيث يقول: (في أحد الأيام وبينما كان أحد الأحبار في بيتها وهي جالسة مع جماعة من نسائها وجواريها إذا بالنبي (صلى الله عليه وآله) يمرّ، فنظر إليه ذلك الحبر وقال: يا خديجة قد مرّ الآن بدارك شاب حدث السن، فأمري من يأتي به.
فأرسلت إليه جارية من جواريها وقالت: يا سيدي مولاتي تطلبك.
فأقبل (صلى الله عليه وآله) ودخل منزل خديجة.. فقالت: أيّها الحبر هذا الذي أشرت إليه؟
قال: نعم هذا محمّد بن عبد الله.. وقال: طوبى لمن تكون لـه بعلاً وتكون لـه زوجة وأهلاً، فقد حازت شرف الدنيا والآخرة.
فتعجّبت السيّدة خديجة، وانصرف الرسول (صلى الله عليه وآله) وقد اشتغل قلبها بحبّه، وكانت السيّدة خديجة ملكة عظيمة ولها من الأموال والثروة الطائلة ما لا يحصى، فقالت: أيّها الحبر بم عرفت أنه نبي؟
قال: وجدت صفاته في التوراة أنه المبعوث آخر الزمان يموت أبوه واُمّه ويكفله جدّه وعمّه وأنّه سيتزوّج بامرأة من قريش سيدة قومها وأشار بيده إليها، ثم قال لها: احفظي ما أقول لك يا خديجة.
فلمّا سمعت السيّدة خديجة ما نطق به الحبر تعلّق قلبها بالنبي (صلى الله عليه وآله) أكثر وكتمت أمرها.. فلمّا أراد الخروج من عندها قال: اجتهدي ألا يفوتك محمد (صلى الله عليه وآله) فهو الشرف في الدنيا والآخرة). (أمهات المعصومين (ع) عن بحار الأنوار: ج16 ص20 ح19)
أبو طالب مؤمن قريش
وأما الذي تحمل وزر الرسالة كلها في قريش فكان مؤمنها الأول وعظيمها البطل عبد مناف سيد البطحاء وبيضة البلد من آل عبد مناف، الذي ورث النجابة والقيادة والسماحة والفصاحة من أبيه عبد المطلب شيبة الحمد الذي كانت قريش تسميه: (إبراهيم الثاني).
فهو الذي كفل ابن أخيه عبد الله بعد والده العظيم حيث أوصاه به وأخبره بأنه سيكون له شأن وسيسود العرب والعجم وسيكون له خبر في تغيير العالم من حوله، وكان علم أبو طالب لا يقل عن علم والده بابن أخيه ولذا قال لزوجته فاطمة بنت أسد يوم رأت من آياته المبهرة حيث كلم النخلة فانحنت إلى عند قدميه فأكل منها حتى شبع ثم عادت إلى ما كانت عليه: (يا فاطمة اصبري سبتاً (30 سنة) فإنك تلدين مثله إلا النبوة)، وفعلاً بعد ثلاثين سنة ولدت ولدها علي بن أبي طالب في الكعبة حيث لم يولد لا قبله ولا بعده أحد فيها.
فأبو طالب (ع) كان الجناح القوي الذي اعتمد عليه محمد بن عبد الله إلى أن شبَّ وقوي وكبر وتزوج السيدة خديجة بنت خويلد، ولم يتخلَّ عنه ولا لحظة واحدة لا في سفر ولا حضر، وكذلك عندما بلغ الأربعين وجاءته الرسالة كان الجناح القوي الذي نهض به رسول الله في بداية الدَّعوة حيث واجه أخاه عبد العزى أبو لهب وزوجته أم جميل أروى بنت حرب بن أمية أخت أبو سفيان، الذي قال يوم الدار والإنذار للعشيرة الأقربين: (خذوا على يدي صاحبكم قبل أن يأخذ على يده غيركم، فإن منعتموه قتلتم وإن تركتموه ذللتم).
فقال أبو طالب: يا عورة، والله لننصرنه، ثم لنعيننه.. يا ابن أخي إذا أردت أن تدعو إلى ربك فأعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح) (تاريخ اليعقوبي: ج ٢ صفحة ٢٨)، وراح يدافع عن النبي ويحفظه ويحمه من شياطين قريش ويحرسه في الليل والنهار، كما أنه أعطاه جناحين من أبنائه حيث تروي كتب السيرة: (أنه مرَّ أبو طالب ومعه ابنه جعفر برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلي عن يمينه (يصلي)، فقال أبو طالب لجعفر: صل جناح ابن عمك، فجاء جعفر فصلى مع النبي (صلى الله عليه وآله) فلما قضى صلاته قال له النبي (صلى الله عليه وآله): (يا جعفر وصلت جناح ابن عمك، إن الله يعوضك من ذلك جناحين تطير بهما في الجنة). (بحار الأنوار؛ العلامة المجلسي: ج ٣٥ صفحة ١٢١)
ففي الحقيقة كان جناحا الإسلام ما قاله رسول الله (ص): (ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب) (شجرة طوبى؛ الشيخ محمد مهدي الحائري: ج ٢ صفحة ٢٣٣)، فكان جناحاه في مكة كل من أبي طالب وخديجة، وهما الجناحان القويان الذي نهض الإسلام بهما وقام واستقام بجناحين أيضاً وهو المال والسلاح (السيف) والشجاعة في البذل والعطاء، والفروسية والشهامة والرجولة، وكان الأول السيدة خديجة أم المؤمنين الأولى (سلام الله عليها)، والثاني أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
عام الحزن على النبي
وتمادت قرش في طغيانها عندما لم تستطع أن تصل إلى رسول الله (ص) بأي طريقة ووسيلة حيث استبسل عمَّه أبو طالب في حمايته والدفاع عنه، فاجتمعوا وكتبوا الصحيفة الملعونة الأولى بمقاطعة بني هاشم حتى ألجأوهم إلية شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات إلى أن انتهت القصة بمعجزة رأوها بأم أعينهم ولكن أصروا على جبروتهم وطغيانهم بوجه الرسالة الجديدة والرسول العظيم، ولكن الجناحان الكريمان العظيمان أنهكهما التعب والجوع في هذا الحصار وما أن خرجوا حتى مرض الشيخ الكبير أبو طالب وتوفي في السابع من شهر رمضان السنة العاشرة من البعثة، وبعد ثلاثة أيام مرضت الحبيبة والمواسية العظيمة وتوفيت في العاشر منه فأطلق على تلك السنة ب(عام الحزن) حيث أعلن الحداد عليهما لمدة عام كامل.
والعجيب أن الله سبحانه أرسل إليه: بأنه مات كافلك فاستعد للهجرة لأن قريش تأتمر عليك: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30)، وفعلاً صار الرسول والرسالة مهيضة الجناح في مكة المكرمة فكان لا بدَّ من مكان آخر لتنطلق الرسالة وتطير بجناحين وهبهما له عمَّه قبل وفاته وهما الأخوان جعفر حيث كان قائد المسلمين في الحبشة، وعلي قائدهم في المدينة وحامل لواء رسول الله في كل حروبه ومعاركه الحضارية.
فوجود الإسلام يدين لجناحيه القويين أبو طالب، والسيدة خديجة (عليهما السلام) بوجوده ونهوضه.
فالسلام على جناحي الإسلام وشهيدي الحصار القرشي الظالم أبو طالب، والسيدة خديجة ورحمة الله وبركاته، وعظم الله أجركم يا مؤمنين بهذين المظلومين العظيمين الكريمين الذين حزن عليهما الإسلام سنة كاملة لعظيم خطرهما عليه.
اضف تعليق