ربما يبدو لنا المشهد الثقافي في العالم العربي نابضا بالحياة، فهناك معارض متواترة للكتب في أكثر من عاصمة عربية، يُطلق على المعرض اسم أحد الأدباء الكبار ويتم الاحتفاء ببعض الأدباء والكتاب المتميزين ويكرّم عدد آخر منهم في تقاليد تعد جيدة قياسا بما يجري في المجالات الأخرى من إهمال، وهناك أسلوب الجوائز الأدبية العربية، بعضها يأتي على شاكلة بعض الجوائز الأوروبية كما حدث مع جائزة البوكر العربية للرواية، وهي جائزة بريطاني بالأصل حيث قالت الأمانة العامة لجائزة الشارقة للإبداع العربي في بيان إنها تلقت 430 مشاركة في أفرع الجائزة المختلفة من مصر والجزائر وسوريا والمغرب والعراق واليمن والسعودية والسودان والأردن وسلطنة عمان والإمارات وتونس وفلسطين ولبنان وموريتانيا وليبيا والبحرين والكويت كما قبلت مشاركات من خارج الدول العربية من إيران وفرنسا.
وقد أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) قبل شهر من الآن، قائمتها الطويلة لعام 2017 وضمت 16 رواية من العراق والكويت والسعودية والإمارات وسوريا ولبنان ومصر والسودان وليبيا والمغرب، وحاز كتاب العراق النصيب الأكبر من روايات القائمة الطويلة برصيد أربعة أعمال، والروايات وفق الترتيب الذي أورده موقع الجائزة هي (فهرس) للعراقي سنان أنطوان و(السبيليات) للكويتي إسماعيل فهد إسماعيل و(زرايب العبيد) لليبية نجوى بن شتوان و(المغاربة) للمغربي عبد الكريم جويطي و(سنة الراديو) للبناني رينيه الحايك و(مذبحة الفلاسفة) للسوري تيسير خلف و(أولاد الغيتو-اسمي آدم) للبناني إلياس خوري.
كما ضمت (مقتل بائع الكتب) للعراقي سعد محمد رحيم و(باولو) للمصري يوسف رخا و(منتجع الساحرات) للسوداني أمير تاج السر و(في غرفة العنكبوت) للمصري محمد عبد النبي وغيرهم.
ومن اللافت أن هناك حضور عراقي جيد للرواية العراقية في هذه الجائزة، حيث فاز بها في الدورة السابقة الروائي العراقي احمد سعداوي عن روايته (فرانكشتاين في بغداد) وظهر كتاب عراقيون عبر القوائم الطويلة والقصيرة لهذه الجائزة منهم سنان انطوان وسعد محمد رحيم وعبد الخالق الركابي وانعام كجه جي وغيرهم.
أما في مجال النشاطات والفعاليات الاخرى فقد بدأ مؤخرا مؤتمر أدباء مصر بدورته الحادية والثلاثين في محافظة المنيا بمشاركة عشرات الكتاب والمفكرين المصريين وهو المؤتمر الذي يعقد كل عام في محافظة مختلفة بمصر لبحث ومناقشة قضايا الساحة الأدبية وأبرز المستجدات والتحديات الفكرية. ورفع المؤتمر هذا العام شعار "ثقافة الهامش والمسكوت عنه في الثقافة المصرية" ويرأسه وزير الثقافة السابق شاكر عبد الحميد، وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في كلمة الافتتاح الذي أقيم على مسرح محافظة المنيا إنه تلقى عرضين لتنظيم مؤتمر أدباء مصر من محافظتين لكنه حرص على إقامته هذا العام في محافظة المنيا باعتبارها بلد الأديب الراحل طه حسين الذي يمثل الاستنارة والتنوير بالإضافة إلى أنها بلد مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر الذي دعا إلى تجديد الفكر الديني وهدى شعراوي التي تعبر عن كبرياء ووطنية المرأة المصرية، يشمل المؤتمر سبعة محاور هي مداخل نظرية لمفهوم الهامش في الفكر الحديث وثقافة الهامش الجغرافي وثقافة النوع وتجليات الهامش الديني والهامش الاجتماعي والهامش اللغوي.
فيما أسدل الستار على الدورة الثامنة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والتي أقيمت تحت شعار (الشباب وثقافة المستقبل) واتخذت الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور "شخصية المعرض"، وقال هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب في حفل الختام إن هناك زيادة مليون زائر عن العام السابق إذ "اقترب عدد الزائرين من أربعة ملايين زائر كما وصلت مبيعات هيئة الكتاب مليون و800 ألف جنيه".
وقد لفت انتباه النقاد تلك الكثرة في الجوائز العربية، وخضع بعضها لمعايير النقد والتقويم، فيما اتهم بعضها بعدم النزاهة وعقد الصفقات المشبوهة حول الفوز عبر الاتفاق المسبق مع بعض أعضاء لجان التحكيم، ولكن يرى نقاد آخرون أن الجوائز العربية والمعارض هي الشرايين التي ينتظم وينساب فيها دم الإبداع العربي خاصة في مجال كتابة الرواية التي استحوذت على ذائقة القارئ العربي حتى سمي هذا العصر الأدبي بعصر الرواية بعد أن كان ملتصقا بمسمى الشعر، ومن الملاحظ أن سخونة الاحداث وسطوة التطرف في بعض البلدان العربية لم تمنع المبدعين من تحقيق نتائج متقدمة تفوق اقرانهم في الدول المستقرة نسبيا كما حصل مع بعض الأدباء من سوريا والعراق.
مبدعو سوريا يهيمنون على جوائز الشارقة للإبداع
في هذا السياق أعلنت جائزة الشارقة للإبداع العربي نتائج دورتها العشرين متوجة 19 فائزا بالمجالات الستة للجائزة وهي الشعر والقصة القصيرة والرواية والمسرح وأدب الطفل والنقد، وحصد كتاب وشعراء سوريا والمغرب النصيب الأكبر من الجوائز بعد أن حصل مبدعو كل دولة على ست جوائز فيما تقاسم الجوائز المتبقية مبدعون من أربع دول عربية.
وقالت الأمانة العامة لجائزة الشارقة للإبداع العربي في بيان إنها تلقت 430 مشاركة في أفرع الجائزة المختلفة من مصر والجزائر وسوريا والمغرب والعراق واليمن والسعودية والسودان والأردن وسلطنة عمان والإمارات وتونس وفلسطين ولبنان وموريتانيا وليبيا والبحرين والكويت كما قبلت مشاركات من خارج الدول العربية من إيران وفرنسا.
وفي مجال الشعر تنافست 133 مجموعة شعرية وفاز بالمركز الأول السوري أحمد شكري عثمان عن مجموعته (كمآذن ألفت مراثي الريح) وفاز بالمركز الثاني الأردني جعفر عبد الحميد عبد الله ربع عن مجموعته (الغجرية تبحث عن أرضها). بحسب رويترز.
وفاز بالمركز الثالث مناصفة المصري وفيق جودة السيد عبد المقصود عن مجموعته (سألت الله أن..) والسوري حيدر محمد هوري عن مجموعته (كبرت حين ضاق القميص)، وفي مجال القصة القصيرة تنافست 149 مجموعة قصصية. وفازت بالمركز الأول السورية روعة أحمد سنبل عن مجموعتها (حمل هاجر) وفاز بالمركز الثاني السوري محمد أحمد حاج حسين عن مجموعته (اعترافات المسخ) وفاز بالمركز الثالث المغربي محسن أخريف عن مجموعته (حلم غفوة)، وفي مجال الرواية تنافست 75 رواية وفاز بالمركز الأول المصري أحمد الزناتي محمد حسن عن رواية (البساط الفيروزي: في ذكر ما جرى ليونس السمان).
وفازت بالمركز الثاني الفلسطينية هبة كمال أبو ندى عن رواية (الأكسجين ليس للموتى) فيما حصل على المركز الثالث مناصفة المغربيان إلهام زنيد عن رواية (الروائح) وعبد الكريم إبراهمي عن رواية (رهين الصبوتين).
وفي مجال المسرح تنافس 31 نصا وفاز بالمركز الأول المغربي محسن الوكيلي عن مسرحية (حمالة أوجه) وبالمركز الثاني السوري مصطفى تاج الدين الموسى عن مسرحية (صديقة النافذة) وبالمركز الثالث السورية مريم طه العثمان عن مسرحية (الفاقد)، وفي مجال أدب الطفل الذي تناول هذا العام موضوع (الشعر الموجه للطفل) تلقت أمانة الجائزة 38 مشاركة. وفاز بالمركز الأول المغربي محمد عريج عن مجموعته (في بيتنا غيمة) وبالمركز الثاني البحريني جمال مطهر كليب عن مجموعته (قصائد الأطفال الحالمة) وبالمركز الثالث السوري عصام كنج الحلبي عن مجموعته (دفتر الحكايات).
وفي مجال النقد الذي خصص هذا العام لدراسة (تحولات القصة القصيرة بين الجماليات والضرورة) تلقت أمانة الجائزة أربع مشاركات. وفاز بالمركز الأول المغربي عبد الرزاق هيضراني عن دراسته (جداول الكتابة وآفاقها الثقافية في القصة القصيرة العربية المعاصرة) فيما حصلت المصرية هدى عطية محمد سلامة على جائزة تشجيعية عن دراستها (القصة القصيرة في مصر.. رؤية نقدية).
تُمنح الجائزة للأعمال التي لم يسبق نشرها في كتاب ويحصل الفائز بالمركز الأول في كل مجال على ستة آلاف دولار بينما يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة آلاف وصاحب المركز الثالث على ثلاثة آلاف، وتتكفل دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بطباعة جميع الأعمال الفائزة مع الاحتفاظ لنفسها بحقوق الطبعة الأولى من هذه الأعمال.
16 رواية من 10 دول بالقائمة الطويلة للبوكر والعراق يتصدر الترشيحات
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) قائمتها الطويلة لعام 2017 وضمت 16 رواية من العراق والكويت والسعودية والإمارات وسوريا ولبنان ومصر والسودان وليبيا والمغرب، وحاز كتاب العراق النصيب الأكبر من روايات القائمة الطويلة برصيد أربعة أعمال، والروايات وفق الترتيب الذي أورده موقع الجائزة هي (فهرس) للعراقي سنان أنطوان و(السبيليات) للكويتي إسماعيل فهد إسماعيل و(زرايب العبيد) لليبية نجوى بن شتوان و(المغاربة) للمغربي عبد الكريم جويطي و(سنة الراديو) للبناني رينيه الحايك و(مذبحة الفلاسفة) للسوري تيسير خلف و(أولاد الغيتو-اسمي آدم) للبناني إلياس خوري.
كما ضمت (مقتل بائع الكتب) للعراقي سعد محمد رحيم و(باولو) للمصري يوسف رخا و(منتجع الساحرات) للسوداني أمير تاج السر و(في غرفة العنكبوت) للمصري محمد عبد النبي و(هوت ماروك) للمغربي ياسين عدنان و(موت صغير) للسعودي محمد حسن علوان و(غرفة واحدة لا تكفي) للإماراتي سلطان العميمي و (سفاستيكا) للعراقي علي غدير و(أيام التراب) للعراقي زهير الهيتي، ونقل الموقع الرسمي للجائزة يوم الاثنين عن ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة قوله "تحمل القائمة الطويلة لهذا العام أعمالا لكتاب وصلوا إليها في الماضي بالإضافة إلى كتاب جدد تقدمهم للقارئ العربي لأول مرة من على منبرها الذي خدم الرواية العربية واحتفى بها على مدار عشرة أعوام حافلة بالإبداع والعطاء".
وأضاف "هذه الروايات تحكي قصصها بأصوات مختلفة من حيث الموضوع والبناء السردي لتعبر عن آنية الحدث وتجاوزاته لسياقاته في الساحة العربية بمآلاتها المترامية من المحيط إلى الخليج"، ومن المقرر إعلان القائمة القصيرة للجائزة وتضم ستة أعمال فقط في 16 فبراير شباط في الجزائر. ويحصل كل متأهل للقائمة القصيرة على 10 آلاف دولار.
كما أعلنت الأمانة العامة للجائزة أسماء لجنة التحكيم والتي تشكلت برئاسة الروائية الفلسطينية سحر خليفة وعضوية كل من الناقدة والروائية الليبية فاطمة الحاجي والمترجم الفلسطيني صالح علماني والأكاديمية والمترجمة اليونانية صوفيا فاسالو والروائية المصرية سحر الموجي، وقالت رئيسة لجن التحكيم "من بين مائة وست وثمانين رواية تقدمت للجائزة العالمية للرواية العربية اخترنا للقائمة الطويلة ست عشرة رواية. وتضم القائمة الطويلة تنوعا كبيرا في الموضوعات والعوالم الروائية فمنها التاريخي ومنها السياسي والاجتماعي والفنتازي"، ومن المقرر إعلان اسم الرواية الفائزة في 27 أبريل نيسان في احتفال يقام عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. ويحصل الفائز على 50 ألف دولار.
جائزة كتارا للرواية العربية تتلقى 1144 مشاركة في دورتها الثالثة
قالت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) ومقرها قطر إن عدد الأعمال المتقدمة لجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الثالثة بلغ 1144 عملا، وتقدم الجائزة السنوية التي استحدثت في 2014 في فئات الرواية المنشورة والرواية غير المنشورة والدراسات غير المنشورة. وأضيفت في الدورة الثالثة فئة روايات الفتيان غير المنشورة.
وقال خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية إن عدد الروايات المنشورة المشاركة في الدورة الثالثة بلغ 472 رواية نشرت في عام 2016 بزيادة تصل إلى ضعف المشاركة في مثيلتيها في الدورة الثانية التي بلغت 234 رواية والدورة الأولى التي بلغت 236 رواية. بحسب رويترز.
وأضاف أن عدد الروايات غير المنشورة بلغ 550 رواية إضافة إلى 38 دراسة غير منشورة وهو العدد نفسه الذي سجل في الدورة السابقة. وبلغ عدد المشاركات في فئة روايات الفتيان غير المنشورة 84 مشاركة، وقسم الموقع الرسمي للجائزة مجمل الأعمال المتقدمة للجائزة إلى أربع مناطق جغرافية فجاءت مصر والسودان في الصدارة برصيد 403 أعمال تليها بلاد الشام والعراق برصيد 315 عملا ثم دول المغرب العربي برصيد 245 عملا وأخيرا منطقة الخليج برصيد 176 عملا. وسُجلت خمس مشاركات من دول غير عربية.
ونقل الموقع الرسمي للجائزة عن خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام مؤسسة كتارا قوله "هذا الرقم فاق التوقعات ويعكس الصورة الحقيقية لجائزة كتارا للرواية العربية ويبرز حجم التفاعل الكبير للروائيين والنقاد في الوطن العربي مع فئات هذه الجائزة"، وأضاف أن مجموع جوائز الدورة الثالثة بلغ 575000 دولار بعد إضافة فئة روايات الفتيان غير المنشورة إلى قائمة فئات الجائزة، وكانت مؤسسة كتارا أغلقت باب المشاركة بالدورة الثالثة للجائزة في 31 ديسمبر كانون الأول الماضي.
أدباء مصر يناقشون ثقافة الهامش والمسكوت عنه
بدأ مؤتمر أدباء مصر دورته الحادية والثلاثين في محافظة المنيا بمشاركة عشرات الكتاب والمفكرين المصريين وهو المؤتمر الذي يعقد كل عام في محافظة مختلفة بمصر لبحث ومناقشة قضايا الساحة الأدبية وأبرز المستجدات والتحديات الفكرية.
ويرفع المؤتمر هذا العام شعار "ثقافة الهامش والمسكوت عنه في الثقافة المصرية" ويرأسه وزير الثقافة السابق شاكر عبد الحميد، وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في كلمة الافتتاح الذي أقيم على مسرح محافظة المنيا إنه تلقى عرضين لتنظيم مؤتمر أدباء مصر من محافظتين لكنه حرص على إقامته هذا العام في محافظة المنيا باعتبارها بلد الأديب الراحل طه حسين الذي يمثل الاستنارة والتنوير بالإضافة إلى أنها بلد مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر الذي دعا إلى تجديد الفكر الديني وهدى شعراوي التي تعبر عن كبرياء ووطنية المرأة المصرية، يشمل المؤتمر سبعة محاور هي مداخل نظرية لمفهوم الهامش في الفكر الحديث وثقافة الهامش الجغرافي وثقافة النوع وتجليات الهامش الديني والهامش الاجتماعي والهامش اللغوي ويختتم المشهد الإبداعي في محافظة المنيا محاور المؤتمر. بحسب رويترز.
كما يتضمن برنامج المؤتمر خمس موائد مستديرة الأولى حول شخصية المؤتمر (الأديب الراحل يحيى الطاهر عبد الله) والثانية (المسكوت عنه وغير المرئي في الثقافة المصرية) والثالثة (أغنية الهامش) أما الرابعة تتضمن الاستماع لشهادات المكرمين وهم الروائي سعيد نوح والشاعر عبد الرحيم طايع والناقد شريف رزق والروائية منى الشيمي والكاتب الصحفي أسامة الرحيمي والأديبة ابتسام الدمشاوي وشهادة عن الشاعر الراحل محمود مغربي.
ويختتم الأدب الشعبي في المحافظة المضيفة الموائد المستديرة بكلمات محمد إبراهيم مدني والباحثين طه الكيلانى وخالد فوزي، ويقام على هامش المؤتمر معرض كتاب تشارك فيه الهيئة المصرية العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة ودار المعارف كما يقام معرض للفن التشكيلي لفناني المنيا إضافة إلى معرض للحرف اليدوية والبيئية، ويختتم المؤتمر في الخامس والعشرين من ديسمبر كانون الأول حيث من المقرر تكريم عدد من الكتاب والشعراء والأدباء والإعلاميين.
4 ملايين زائر لمعرض القاهرة للكتاب
أسدل الستار على الدورة الثامنة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والتي أقيمت تحت شعار (الشباب وثقافة المستقبل) واتخذت الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور "شخصية المعرض"، وقال هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب في حفل الختام إن هناك زيادة مليون زائر عن العام السابق إذ "اقترب عدد الزائرين من أربعة ملايين زائر كما وصلت مبيعات هيئة الكتاب مليون و800 ألف جنيه".
وأضاف أن دورة هذا العام "شهدت بعض السلبيات مثل إلغاء ندوات معدودة إلا أن أبرز إيجابيات المعرض كانت المشاركة الشبابية سواء على مستوى الحضور أو التنظيم"، وأقيم المعرض في الفترة من 26 يناير كانون الثاني إلى العاشر من فبراير شباط بأرض المعارض في ضاحية مدينة نصر بالقاهرة بمشاركة 670 ناشرا من 35 دولة.
وحلت المملكة المغربية ضيف شرف المعرض هذا العام ببرنامج ثري سواء على مستوى عدد الناشرين أو الشخصيات الأدبية والثقافية والتي كان من بينها الكاتب مبارك ربيع والشاعر محمد بنيس والروائي طارق بكاري والشاعرة عائشة البصري.
وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في حفل الختام إن الرقم الذي ذكره رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بشأن الزائرين "متعلق بالتذاكر فقط لكن العدد الفعلي تخطى الأربعة ملايين زائر لأن رحلات المدارس والجامعات مجانية.. أعتقد أنه تجاوز الستة ملايين"، وأضاف أن الجزائر ستحل ضيف شرف المعرض في دورته التاسعة والأربعين المقررة مطلع 2018 وذلك بعد أن حلت مصر ضيف شرف الدورة 21 للصالون الدولي للكتاب بالجزائر في 2016، وشهد حفل ختام معرض القاهرة الدولي للكتاب إعلان وتوزيع جوائز الدورة الثامنة والأربعين، وفازت في مجال الرواية هدى حسين عن رواية (شاهينوب) وفي مجال القصة القصيرة فاز محمد صلاح العزب عن مجموعته (ستديو ريهام للتصوير) وفي مجال شعر العامية فاز أمين حداد عن ديوان (الوقت سرقنا) وفي مجال شعر الفصحى فاز محمد القليني عن ديوان (أركض طاويا العالم تحت إبطي) وفي مجال النقد الأدبي فاز خيري دومة عن كتاب (أنت ضمير المخاطب في السرد العربي).
افتتاح الدورة 48 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والمغرب ضيف الشرف
بدأ معرض القاهرة الدولي للكتاب دورته الثامنة والأربعين تحت شعار "الشباب وثقافة المستقبل" بمشاركة 670 ناشرا من 35 دولة عربية وأجنبية، ومن الدول المشاركة الإمارات والسعودية والكويت والبحرين والأردن ولبنان والجزائر والسودان والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والصين والهند.
واختارت الهيئة المصرية العامة للكتب - المنظمة للمعرض - الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور "شخصية المعرض" الذي يمتد حتى العاشر من فبراير شباط في أرض المعارض بمدينة نصر.
شارك في الافتتاح رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير الثقافة المصري حلمي النمنم ونظيره المغربي محمد الأمين الصبيحي ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب هيثم الحاج علي وعدد من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب، وقال إسماعيل "افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب بهذا الكم من المشاركة من الدول ودور النشر يؤكد أن الكتاب أحد أدوات الثقافة والعلم والمعرفة"، ونعى رئيس الوزراء أثناء افتتاحه المعرض شاعر العامية سيد حجاب الذي توفي عن 76 عاما وقال إن أعماله "ستبقى شاهدة على تاريخه".
وتشارك دار الأوبرا المصرية لأول مرة هذا العام بالمعرض مقدمة أكثر من 50 عنوان كتاب وأربع حفلات غنائية. كما يولي المعرض اهتماما خاصا بالطفل والمرأة، وقال النمنم إن الكتاب المطبوع "ما زال له قيمته وأهميته ويظهر ذلك جليا من خلال زيادة عدد دور النشر وكذلك زيادة عدد العناوين الصادرة"، وأضاف أن المعرض "لديه اهتمام خاص هذا العام بالأطفال من خلال جناح خاص يحتوي على إصدارات خاصة للأطفال وورش فنية وأدبية لهم إلى جانب تخصيص المعرض محورا خاصا للمرأة". بحسب رويترز.
ويحل المغرب ضيف شرف المعرض هذه الدورة مشاركا بأكثر من 60 مفكرا وأديبا وشاعرا من بينهم الباحث والناقد سعيد يقطين والشاعر محمد بنيس والناقدة زهور كرام والأديب أحمد المديني والروائي عبد الكريم جويطي، كما يشارك أيضا حبيب الصايغ رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العرب والشاعر البحريني قاسم حداد والمفكر التونسي فتحي التريكي والكاتبة اللبنانية سونيا بوماد والباحث والناقد الموسيقي الأردني زياد عساف.
ومن مصر يشارك وزير الثقافة السابق جابر عصفور ونقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد والكاتب الصحفي لويس جريس والمترجم أنور مغيث وعالم الآثار زاهي حواس والمخرج السينمائي خالد يوسف والإعلامية بثينة كامل والمخرج المسرحي مازن الغرباوي، وقالت الهيئة المصرية العامة للكتاب إن المعرض استقبل في دورته السابقة أكثر من ثلاثة ملايين زائر.
670 ناشرا من 35 دولة عربية وأجنبية في معرض القاهرة الدولي للكتاب
قال منظمو معرض القاهرة الدولي للكتاب إن 670 ناشرا من 35 دولة عربية وأجنبية سيشاركون في الدورة الثامنة والأربعين للمعرض، وتنظم الهيئة المصرية العامة للكتاب المعرض هذا العام في الفترة من 26 يناير كانون الثاني إلى العاشر من فبراير شباط في أرض المعارض بمدينة نصر.
ومن أبرز الدول المشاركة الكويت والإمارات والسعودية وقطر والبحرين وتونس ولبنان والسودان واليونان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والصين والهند وروسيا والولايات المتحدة، وقال هيثم الحاج علي رئيس الهيئة في مؤتمر صحفي"كم الإقبال على المعرض هذا العام كبير جدا لدرجة أن لدينا لائحة انتظار لم نستطع قبول الكثير منها ضمن المعرض نظرا لإقبال الناشرين وحرصهم على المشاركة".
ويرفع المعرض هذا العام شعار "الشباب وثقافة المستقبل" كما اختارت اللجنة العليا للمعرض الشاعر صلاح عبد الصبور (1931-1981) شخصية المعرض "انطلاقا من الدور الذي بدأه شابا والتحول الذي أسهم فيه في تاريخ تطور الشعر والثقافة العربية".
وقال الحاج علي "فكرة ‘الشباب وثقافة المستقبل، نابعة من أن إحصاءات العام الماضي أشارت إلى أن 65 بالمئة من جمهور المعرض من الشباب تحت 35 عاما وهو ما دعا اللجنة العليا للمعرض لأن تركز بشكل كبير على أنشطة الشباب هذا العام"، كما يولي المعرض اهتماما كبيرا بالطفل هذا العام من خلال ركن خاص يشمل أنشطة وعروضا ترفيهية وتعليمية إضافة للكتب المتخصصة.
وقال الحاج علي "لدينا شبه معرض خاص بالطفل.. قاعات أنشطة وعروض الطفل سيلحق بها جناح متخصص لكتب الأطفال فكأننا أقمنا ركنا خاصا للطفل تمهيدا لأن يتطور مستقبلا ونعيد ‘معرض كتاب الطفل‘ فيما بعد"، وكشفت الهيئة المصرية العامة للكتاب في المؤتمر الصحفي عن الملصق الدعائي للمعرض والذي حمل صورة الشاعر صلاح عبد الصبور وعلم المملكة المغربية ضيف شرف دورة هذا العام.
ومن بين أبرز ضيوف المغرب بالمعرض الروائي عبد الكريم جويطي والشاعر محمد بنيس والناقدة زهور كرام والأديب أحمد المديني، وقال سفير المغرب بالقاهرة أحمد التازي في المؤتمر الصحفي "الفعاليات التي سيتم تنظيمها خلال هذه الدورة الثامنة والأربعين من طرف المغرب متعددة ومتنوعة وغنية من حيث عددها ومن حيث عناوين هذه الفعاليات بدءا من اللقاءات الشعرية والأمسيات الشعرية والندوات والمحاضرات"، وأضاف "ما يميز مشاركة المغرب بالمعرض أيضا هو عدد المشاركين من مثقفين وأدباء وروائيين وكتاب وشعراء قد يصل عددهم إلى حوالي 60 مشاركا"، وكان المعرض استقبل في الدورة السابقة أكثر من ثلاثة ملايين زائر على مدى 15 يوما ليكون بذلك المعرض الثقافي العربي الأكثر جذبا.
52 كاتبا ومثقفا مغربيا يشاركون في معرض القاهرة الدولي للكتاب
قالت وزارة الثقافة المغربية إن 52 كاتبا ومثقفا مغربيا سيشاركون في أنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب شهر يناير كانون الثاني القادم من أبرزهم الكاتب أحمد المديني والشاعر محمد بنيس والروائي محمد برادة والكاتبة زهور كرام والناقد حسن المودن، ويحل المغرب ضيف شرف الدورة الثامنة والأربعين للمعرض الذي يقام في الفترة من 26 يناير كانون الثاني إلى العاشر من فبراير شباط 2017.
وكانت الهيئة المصرية العامة للكتاب المنظمة للمعرض أعلنت في سبتمبر أيلول الماضي اختيار "الشباب وثقافة المعرفة" شعارا للمعرض في دورته الجديدة كما اختارت الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور "شخصية المعرض".
وجاء في بيان على الموقع الرسمي للوزارة "سطرت وزارة الثقافة برنامجا ثقافيا يشارك فيه 52 كاتبا ومثقفا مغربيا من خلال خمسة أصناف من الفقرات الثقافية من ضمنها فقرة ثنائيات المغرب ومصر ويتحاور فيها كتاب مصريون مع نظرائهم المغاربة.. ثم فقرة الندوات وتتكون من عشر ندوات"، وتابع البيان "أما ثالث أصناف الفقرات فهو خمس محاضرات.. ويتضمن الصنف الرابع من الفقرات أمسيتين شعريتين يشارك فيها إلى جانب شعراء من مصر كل من فتيحة مرشيد وصلاح بوسريف وعدنان ياسين وثريا ماجدولين وصلاح الوديع ووداد بنموسى"، وتابع البيان "أما خامس الأصناف فمخصص لتقديمات كتب ضمن فقرة ‘في حضرة كتاب‘ وستشهد تقديم ديوان ‘منمنمات‘ لعبد الكريم الطبال ورواية ‘هوت ماروك‘ لعدنان ياسين ورواية ‘التوأم‘ لفتيحة مرشيد ورواية ‘المغاربة‘ لعبد الكريم جويطي وغيرها".
وقالت الوزارة إن مشاركة المغرب ستكون عبر جناحين أحدهما للمؤسسات الحكومية والهيئات والمعاهد المغربية مثل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والرابطة المحمدية للعلماء واتحاد كتاب المغرب ومعهد الدراسات الصحراوية وكلية الآداب بالرباط والآخر للناشرين المغاربة.
افتتاح الدورة 23 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء
بدأ المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء بمشاركة نحو 702 عارض بينهم 353 بصفة مباشرة و349 بصفة غير مباشرة من 54 دولة، وتتصدر المغرب قائمة العارضين بمشاركة 183 عارضا تليها فرنسا بمشاركة 112 عارضا ثم مصر بمشاركة 93 عارضا، وتحل المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا ضيف شرف الدورة الثالثة والعشرين للمعرض الممتد من التاسع إلى التاسع عشر من فبراير شباط الجاري.
وتشمل هذه المجموعة دول الجابون وكينيا وأنجولا والكاميرون وأفريقيا الوسطى والكونجو والكونجو الديمقراطية وغينيا الاستوائية ورواندا وتشاد وساوتومي وبرنسيب إضافة للأمانة العامة للمجموعة.
وذكر موقع المعرض على الإنترنت أن الأمير مولاي رشيد افتتح المعرض رسميا يوم الخميس يرافقه وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي ووالي جهة الدار البيضاء خالد سفير ومدير المعرض حسن الوزاني وسفراء المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا.
يستضيف المعرض 11 وزير ثقافة أفريقيا و40 ناشرا وكاتبا. وتتوقع وزارة الثقافة المغربية أن يبلغ عدد زوار المعرض هذا العام 350 ألف زائر، ومن أبرز المشاركين بالمعرض من المغرب الكاتب مبارك ربيع والناقد والباحث سعيد يقطين والشاعرة إكرام عبدي والأديب والناقد أحمد المديني والروائي عبد الكريم جويطي والشاعرة عائشة البصري.
ومن خارج المغرب يشارك الروائي الجزائري واسيني الأعرج والقاص التونسي حسونة المصباحي والشاعر العراقي شاكر لعيبي والروائي السوري عبد الله مكسور والكاتبة الكويتية ليلى العثمان، كما يحتضن المعرض هذا العام الدورة الثانية من (منصة الحقوق) كأرضية لتبادل حقوق النشر والترجمة وغيرها مفتوحة أمام مهنيي الكتاب والنشر لتشجيع إشعاع الكتاب على المستوى الدولي.
وبجانب برنامج البلدان الأفريقية ضيفة الشرف يشهد المعرض عددا من الندوات والأمسيات الشعرية واللقاءات الفكرية مع المبدعين وتوقيع الكتب وأنشطة وورش عمل للأطفال وكذلك تسليم الجائزة الدولية (ابن بطوطة) لأدب الرحلة.
جائزة أبو القاسم الشابي للإبداع الأدبي تذهب للشاعر البحريني قاسم حداد
فاز الشاعر البحريني قاسم حداد بجائزة أبو القاسم الشابي للإبداع الأدبي التي عادت هذا العام للساحة الثقافية في تونس بعد توقفها منذ 2011، تنافس على الجائزة 111 عملا من 13 دولة عربية وفاز بها حداد (68 عاما) عن ديوانه "أيها الفحم يا سيدي" الصادر في 2015 عن دار مسعى للنشر والتوزيع. وتسلم الجائزة نيابة عنه السفير البحريني في تونس.
وتمنح الجائزة - التي تحمل اسم أحد أشهر شعراء تونس - مؤسسة البنك التونسي تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وتهدف إلى الاحتفاء بالأعمال الأدبية للمبدعين التونسيين والعرب، وقال محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية التونسية في كلمة بحفل إعلان وتسليم الجائزة يوم الجمعة "إعادة إحياء هذه الجائزة يفعل الشراكة بين القطاعين العام والخاص ويساهم في دعم جهود المبدعين التونسيين والعرب. سعيد باستعادة الجائزة لسالف إشعاعها وبريقها"، ومن أبرز الفائزين بها في السابق من تونس سمير العيادي وفرج الحوار ومحمد الغزي ورضوان الكوني والمنصف الوهايبي ويوسف رزوقة وبوراوي عجينة ومن خارجها السورية هيفاء بيطار والمصري علاء عبد الهادي والعراقي علي بدر والأردنية سميحة خريس.
الروائي المغربي مبارك ربيع: الرواية أم الإبداع الأدبي
قال الكاتب والروائي المغربي مبارك ربيع إن الرواية هي الفن الإبداعي الأشمل والأوسع الذي بمقدوره استيعاب أشكال كثيرة من الكتابة وفنون أخرى مثل الشعر والمسرح والسينما، وقال ربيع "الرواية تبدو لي هي أم الإبداع الأدبي... تستطيع أن تستوعب الرواية أشكالا مسرحية وسينمائية بأساليبها وكذلك الملحمية وكذلك الأسلوب العلمي المباشر وما شئنا من الأساليب تستطيع الرواية أن تمثله وقد حاولت ذلك في كثير من رواياتي وكان إلى حد ما ناجحا"، وأصدر ربيع (81 عاما) خمس مجموعات قصصية وعشر روايات آخرها (خيط الروح) التي وصلت شهر ديسمبر كانون الأول الماضي للقائمة الطويلة لفرع الآداب بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وعن تصنيف النقاد لأعمال كثيرة من إنتاج ربيع بأنها تندرج تحت مسمى "الكتابة الواقعية" قال الكاتب المغربي يوم الاثنين في ندوة (أصوات مغربية) التي أقيمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب "صُنفت رواياتي من بعض النقاد في مرحلة من المراحل بأنها كتابة واقعية. هناك واقعيات عديدة بقدر ما هناك من كتاب يمكن أن يوسموا بالواقعية علاوة على أن هذا التصنيف هو تصنيف نقدي أكاديمي لكن الكاتب عندما يكتب لا أظن أنه يريد أن يكون واقعيا أو غير واقعي"، وأضاف "المشكلة في الإبداع هي كيف تقول.. كيف تعبر.. وليس ما تعبر عنه. لذلك فالواقع مهما كان يجب أن يُنقل روائيا وبكيفية تجعله عملا إبداعيا من حيث زاوية الرصد.. من حيث طريقة التناول.. من حيث اللغة.. من حيث رسم الشخصيات.. إلى غير ذلك لكي تجعل منه عملا روائيا حيا أي عملا قد يكون فيه شيء من الواقع ولكنه واقع جديد."
واستطرد قائلا "هناك أشياء نقبلها في العالم الروائي لكن لا نقبلها في الواقع الحي كما عندما نكون في مشاهدة فيلم سينمائي هناك أشياء سينمائية نشاهدها باعتبارها مشاهد للعرض لكن ليس بالضروري ربطها بالواقع. عندما نقرأ الرواية فنحن في عالم روائي وليس في عالم واقعي مهما كانت المتشابهات والظروف."
وأكد ربيع أن الرواية لا تخلو من أطروحة فكرية لكن هذه الأطروحة الفكرية لا تقال مباشرة أو بالطريقة التي يتحدث بها الناقد حسب منهجيته في نقده أو الأكاديمي وهو يقدم درسه لكنها تقدم في قالب روائي، وقال "أرى على الخصوص بالنسبة لتجربتي وبالنسبة لما أقرأ - وهو أيضا جزء من تجربتي - أنني أنجذب دائما للأطروحة الفكرية التي في الرواية وهو ما يعطي للقراءة كما للكتابة عدة مستويات"، وعن عاداته في الكتابة وكيفية تعامله مع نصوصه قال ربيع "أستطيع أن أميز بين لحظتين فارقتين في تجربتي الإبداعية.. لحظة البداية ولحظة التنامي الروائي."
وأضاف "في اللحظة الأولى أنت تبحث عن نقطة تبدأ منها وأمامك نقاط كثيرة لا حصر لها.. كيف تختار نقطة البداية. هذا يتكرر في كثير من المقاطع فعندما ينتهي مقطع من الرواية وتبدأ مقطع جديد أنت تحتاج إلى نقطة بداية جديدة".
وتابع قائلا "مرحلة التنامي عندما تحس في وسط الكتابة أن هناك شبه هجوم عليك من أفكار أو شخصيات أو مشاهد وحينها ليس هناك مرجعية إنما المسألة ترجع إلى الحدس والتقدير الفني والسلطة التي يتمتع بها كل مبدع في أن يختار هذه البداية وأن يختار هذا المسار وهذه الشخصية أو هذا المنظور أو هذه الزاوية".
ويقول ربيع إنه ليس مع النهايات المحددة أو "اليقين" في العمل الروائي وإنما يهوى ترك الباب مفتوحا ولكن بدون متاهات معتبرا القارئ شريكا أساسيا في العمل الإبداعي.
ومضى يقول "هذا يتيح فرصة للاستنتاج والتكملة ويجعل من القارئ مؤلفا ثانيا أو شبه مؤلف لكي يضيف من عنده ويحس بأنه يشترك في هذا العالم، وأضاف "الرواية ليس من الضروري أن تقدم أجوبة بقدر ما يتيح العمل الروائي عرض المشكلة وليس أيضا من الضروري أن تكون النهاية مغلقة أو العمل في ذاته مغلقا على فكرة معينة".
اضف تعليق