منذ زمن ليس بالقصير، أُتّهِم الأدب بالنخبوية والأدباء بأنهم وسط نخبوي مترفّع على المجتمع، وهو اتهام لم يأت من فراغ، فهناك الكثير من الاسباب التي تدفع بالناس الى مثل هذا الاعتقاد، لاسيما اذا لاحظنا عدم قدرة الادباء على الانسجام مع الأوساط الشعبية، وهناك منهم من يتهم الثقافة الشعبية بالقصور ويلحق بها شتى الصفات التي تنتقص من قيمتها، وهذا في الحقيقة أمر لا يمت للصحيح بصلة، لهذا ربما تطورت حالة العزوف عن القراءة.
فقد جاء في تقرير للمفوضية الاوروبية في العام 2013 ان 39 % من الاسبان لم يقرأوا اي كتاب في الاشهر الـ12 الاخيرة في مقابل 32 % من الاوروبيين بشكل عام بحسب فرانس برس.
وقال ايتان فيلنر مؤسس شركة "بوك تايستينغ" التي تنظم مناسبات لـ"تذوق الكتب" يقرأ كل شخص خلالها بصوت عال نصوصا حول موضوع معين، ان اهمال القراءة عائد الى كون الادب يقدم كثيرا على انه "نشاط نخبوي".
ومع ذلك بدأت جماعات تفكر وتبتكر بعض الفعاليات التي تسحب الناس الى منطقة القراءة وشراء الكتب، منها مثلا بمناسبة "ليلة الكتب" في مدريد نزلت "فرق ادبية خاصة" الى قطارات الانفاق للتشجيع على القراءة من خلال قراءة نصوص قصيرة بصوت عال. فقد دخلت مجموعات من خمسة اشخاص الى عربات قطارات الانفاق وعند اقفال الابواب كان يباشر احد افرادها بقراءة مقطع بصوت عال ومن ثم يتناوب الافراد الاخرون على المهمة.
لا يتعلق الأمر بالكتابة فقط، فمجالات الابداع متعددة يدخل بضمنها الفنون كافة، الرسم والتشكيل بانوعه النحت وما شابه، حتى الفن السينمائي له حصة في الابداع، وصار يستهوي الجمهور كما نلاحظ ذلك مع فيلم "كتاب الأدغال" الذي تصدّر عائدات دور العرض في أمريكا الشمالية للأسبوع الثالث على التوالي، وحصد 42.4 مليون دولار، وفقا للتقديرات المبدئية. وحصدت النسخة الجديدة من الفيلم الكلاسيكي المأخوذ عن كتاب روديارد كيبلينغ الشهير بنفس الإسم 684.8 مليون دولار منذه صرحه العالمي الشهر الماضي.
وفي مجال اصدارات الكتب هناك بعض الغموض يلف حالات الاقبال على بعض الكتب، فهتلر النازي صاحب كتاب (كفاحي) هو شخصية لا يستسيغها معظم سكان العالم وخاصة الغربيون، فما هو السر في هذا الاقبال الشديد على شراء وطلب كتابه المذكور؟، فقد تلقى ناشر كتاب (كفاحي) لهتلر الذي يطبع للمرة الأولى في ألمانيا منذ وفاته طلبا هائلا عليه مع وصول عدد النسخ المطلوبة إلى أربعة أمثال النسخ المطبوعة من الكتاب. ويعتبر الكتاب السياسي الذي يقع في جزأين وكتب بين 1924 و1926 أحد أهم وسائل الدعاية السياسية للحركة النازية. وصدر الكتاب في نسخة منقحة من ألفي صفحة بعد أن انتهت حقوق الطبع والنشر التي صدرت قبل 70 عاما.
وثمة انحياز واضح للقراء نحو الكتب والرويات الرومانسية، وخاصة من لدن النساء، حيث تشكل مبيعات الروايات الرومانسية تجارة ضخمة تصل إلى مليار دولار أمريكي، متقدمة بشكل كبير على مبيعات قصص الخيال العلمي والألغاز، وغيرها من الكتب الأدبية الأخرى. عند كتابة رواية رومانسية، هناك قاعدة واحدة مفادها أنه ينبغي أن تنتهي القصة بنهاية سعيدة. لكن الأسلوب الرومانسي في الكتابة ظل مهجورا لفترة طويلة، باعتباره بذيئاً أو تافهاً في نظر أصحاب العديد من دور النشر.
وفي كل الاحوال يبقى مستوى الاقبال على القراءة محكوما بعوامل عدة، منها مستوى القراء، والوضع المعيشي لهم، والقدرة الشرائية، وطبيعة البيئة التي يتربى بها الانسان، لكن تبقى القراءة هي العنصر الحيوي القادر على رفع كفاءة الانسان علما وتفكيرا وسلوكا، لهذا هناك محاولات وابتكارات دائمة للترويج للقراءة وكسب القراء.
فرق ادبية خاصة للتشجيع على القراءة
في هذا السياق وبمناسبة "ليلة الكتب" في مدريد نزلت "فرق ادبية خاصة" الى قطارات الانفاق للتشجيع على القراءة من خلال قراءة نصوص قصيرة بصوت عال. فقد دخلت مجموعات من خمسة اشخاص الى عربات قطارات الانفاق وعند اقفال الابواب كان يباشر احد افرادها بقراءة مقطع بصوت عال ومن ثم يتناوب الافراد الاخرون على المهمة.
واختارت هذه الفرق نصوصا لليوناني ايسوبوس والاسباني لوبيه دي فيغا والفرنسي-التشيكي ميلان كونديرا من بين ادباء اخرين، محاولين لفت انتباه الركاب المنهمكين بهواتفهم الذكية. واوضحت ايفا ساغاردوي (36 عاما) المشاركة في هذا الحدث "الهدف هو الترويج اجتماعيا للقراءة. نحن محبو القراءة اشخاص منعزلون. اردنا ان نجعل القراءة شيئا يمكن تشاطره مثل وجبة طعام لذيذة".
وجاء في تقرير للمفوضية الاوروبية في العام 2013 ان 39 % من الاسبان لم يقرأوا اي كتاب في الاشهر الـ12 الاخيرة في مقابل 32 % من الاوروبيين بشكل عام بحسب فرانس برس.
وقال ايتان فيلنر مؤسس شركة "بوك تايستينغ" التي تنظم مناسبات لـ"تذوق الكتب" يقرأ كل شخص خلالها بصوت عال نصوصا حول موضوع معين، ان اهمال القراءة عائد الى كون الادب يقدم كثيرا على انه "نشاط نخبوي". وقال المستشار السابق لدى الامم المتحدة "مع تذوق الكتب احاول ان اظهر انه يمكن قراءة الادب بطريقة غير نخبوية".
ويبرر 42 % من الاسبان الذين لا يقرأون بتاتا او قليلا جدا هذا الامر خصوصا بعدم اهتمامهم بذلك على ما اظهرت نتائج استطلاع للرأي اجراه في كانون الاول/ديسمبر 2014 مؤسسة "سي اي اس" العامة. وتندرج المبادرة في اطار "ليلة الكتب" التي تشمل حوالى 600 فعالية تتمحور على الكتب نظمتها سلطات منطقة مدريد عصر الجمعة ومساء عشية احياء مرور 400 سنة على وفاة الكاتب الاسباني ثيرفانتيس. وتنظم بلدية مدريد السبت فعاليات تكرم ثيرفانتيس شأنها في ذلك شأن الكثير من البلديات عبر البلاد.
كتاب الأدغال يتصدر عائدات دور العرض
من جهته تصدر فيلم "كتاب الأدغال" عائدات دور العرض في أمريكا الشمالية للأسبوع الثالث على التوالي، وحصد 42.4 مليون دولار، وفقا للتقديرات المبدئية. وحصدت النسخة الجديدة من الفيلم الكلاسيكي المأخوذ عن كتاب روديارد كيبلينغ الشهير بنفس الإسم 684.8 مليون دولار منذه صرحه العالمي الشهر الماضي.
ولم يحصل فيلم "الصياد: حرب الشتاء" إلا على 9.4 مليون دولار في الأسبوع الثاني لطرحه.
وجاء الفيلم الكوميدي "كينو"، الذي يدور حول عثور رجل تركته حبيبته على قطة صغيرة ومغامراته معها، في المرتبة الثالثة، حيث حقق 9.35 مليون دولار. وتتجه الأنظار إلى فيلم "كابتن أمريكا: الحرب الأهلية" الذي يبدأ عرضه الأسبوع القادم في الولايات المتحدة، والذي حقق نتائج طيبة في مناطق أخرى من العالم.
وبدأ عرض "كابتن أمريكا: الحرب الأهلية" في 37 منطقة في العالم في عطلة نهاية الأسبوع وحقق إيرادات تقدر بـ 200.2 مليون دولار. ويشمل ذلك إيرادات افتتاحية قياسية في المكسيك والبرازيل والفلبين للفيلم الذي يعتقد الكثيرون أنه فيلم العام.
طلب هائل على طبعة جديدة من كتاب (كفاحي)
في سياق مقارب يتلقى ناشر كتاب (كفاحي) لهتلر الذي يطبع للمرة الأولى في ألمانيا منذ وفاته طلبا هائلا عليه مع وصول عدد النسخ المطلوبة إلى أربعة أمثال النسخ المطبوعة من الكتاب. ويعتبر الكتاب السياسي الذي يقع في جزأين وكتب بين 1924 و1926 أحد أهم وسائل الدعاية السياسية للحركة النازية. وصدر الكتاب في نسخة منقحة من ألفي صفحة بعد أن انتهت حقوق الطبع والنشر التي صدرت قبل 70 عاما.
وقال أندرياس ويرشينج رئيس مؤسسة ميونيخ للتاريخ المعاصر التي طبعت الكتاب إن المؤسسة تلقت طلبات لنحو 15 ألف نسخة بينما النسخ المطبوعة تبلغ أربعة آلاف فقط. وأضاف في مؤتمر صحفي يوم الجمعة أنهم تلقوا طلبات لترجمة الكتاب إلى الإيطالية والفرنسية والإنجليزية فضلا عن طلبات من تركيا والصين وكوريا الجنوبية وبولندا.
وأثار الكتاب جدلا حادا في ألمانيا التي ما زالت تعاني من ماضيها النازي ومسؤوليتها عن قتل أكثر من ستة ملايين يهودي في المحرقة. وقال بعض أفراد الجالية اليهودية في ألمانيا إن "التهجم اللاذع المعادي للسامية" الذي يمثله الكتاب يجب أن يبقى محظورا بحسب رويترز.
غير أن المؤسسة التي أضافت 3500 حاشية إلى الكتاب دافعت عن إعادة طباعته. وقال ويرشينج "إن هذه الطبعة تميط اللثام عن مزاعم هتلر الكاذبة وتجميله لأفكاره وأكاذيبه الصريحة."
وكان الكتاب هو الأكثر مبيعا في ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي بعد أن أصبح هتلر مستشارا وبيع منه 12 مليون نسخة حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.
أكثر من ربع مليون زائر لمهرجان الشارقة
من جهته اجتذب مهرجان الشارقة القرائي الطفل في دورته الثامنة التي اختتمت أكثر من 254 ألف زائر على مدى 11 يوما بزيادة 18 بالمئة عن العام السابق. وأقيم المهرجان- الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب- في الفترة من 20 إلى 30 أبريل نيسان بمركز إكسبو الشارقة بمشاركة 130 دار نشر من 15 دولة تحت شعار "تألق بها" والذي يقصد به "التألق بالقراءة" إذ أعلنت دولة الإمارات عام 2016 عاما للقراءة.
وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري في ختام المهرجان "لقد حققت دورة مهرجان الشارقة القرائي للطفل الثامنة نجاحا ملحوظا وبلا شك فإن ارتفاع أعداد الزوار هذا العام 18 بالمئة مقارنة مع دورة العام الماضي فيه دلالة على مدى تأثير المهرجان وفعالياته بين الأطفال حيث تحول إلى وجهة مفضلة لهم ومنصة فاعلة قادرة على توجيههم نحو القراءة واتخاذ الكتاب صديقا."
وأضاف "استقطب المهرجان مئات المدارس التي وجدت فيه مكانا جميلا ومفيدا لمنح طلبتها فرصة الاطلاع على أحدث أساليب التعلم والمعرفة خاصة أن المهرجان أطلق هذا العام أول كتاب يتم تنفيذه بتقنية الواقع الافتراضي للأطفال في العالم والتي تمكن الطفل من العيش داخل الكتاب نفسه وملامسة أحداثه مباشرة."
واختير كتاب (بابا زايد) ليكون أول كتاب يقدم بهذه التقنية والتي تستخدم منذ عدة سنوات بمجال الترفيه والألعاب. وتتضمن التجربة ارتداء الطفل "نظارة الواقع الافتراضي" ثم تحميل الكتاب بنسخته الرقمية على منصة الكترونية ليبدأ في الاستماع ومشاهدة أحداث الكتاب بتقنية الأبعاد الثلاثية.
وأقيم على هامش المهرجان هذا العام معرض (بعيدا عن كوكب الأرض) الذي أخذ الزوار في رحلة لاستكشاف حدود المستقبل واستعراض إمكانيات الرحلة الفضائية وشمل مجموعة من العروض المصغرة التفاعلية التي قدمت لمحات عما قد يحدث في المراحل المستقبلية على مدى الخمسين أو المئة عام المقبلة. ووزعت خلال المهرجان جائزة الشارقة لكتاب الطفل والتي تقدم لثلاث فئات قيمة كل منها 20 ألف درهم إماراتي (نحو 5400 دولار).
وفازت بفئة كتاب الطفل باللغة العربية الطفلة السعودية أروى خميس عن كتابها (أنا رومي) وعن فئة كتاب اليافعين باللغة العربية التونسي نصر سامي عن كتابه (حكايات جابر الراعي) وعن فئة كتاب الطفل باللغة الأجنبية الباكستانية طاهرة أرشد عن كتابها (الحجر الأسود).
قصة نجاح أول متجر لبيع الكتب
وتشكل مبيعات الروايات الرومانسية تجارة ضخمة تصل إلى مليار دولار أمريكي، متقدمة بشكل كبير على مبيعات قصص الخيال العلمي والألغاز، وغيرها من الكتب الأدبية الأخرى. عند كتابة رواية رومانسية، هناك قاعدة واحدة مفادها أنه ينبغي أن تنتهي القصة بنهاية سعيدة. لكن الأسلوب الرومانسي في الكتابة ظل مهجورا لفترة طويلة، باعتباره بذيئاً أو تافهاً في نظر أصحاب العديد من دور النشر.
وتلك هي الحقيقة التي حيرت الأختين بيا ولياه كوتش، اللتين افتتحتا مؤخرا أول متجر لبيع روايات الحب والغرام حصرياً في الولايات المتحدة الأمريكية في لوس أنجيليس، والذي يحمل اسم "ذا ريبيد بوديس"، بالإضافة إلى شعار "الفتيات الذكيات يقرأن الروايات الرومانسية".
تقول لياه كوتش: "إن حقيقة عدم وجود مكتبة تختص ببيع هذا النوع من الأسلوب القصصي في كتابة الروايات الرومانسية، وهو الأسلوب الأكثر مبيعاً في أمريكا، لم يكن أمرا محقّاً بالنسبة لنا بكل صراحة". وتضيف: "تجد محلات تختص ببيع المجلات والكتب المصورة، وأخرى لبيع قصص الخيال العلمي، وثالثة لبيع روايات الغموض والألغاز، بينما قد تتجاوز مبيعات الروايات الرومانسية مبيعات هذه الكتب مجتمعة. نحن نستحق أيضا أن يكون لدينا متجرنا الخاص لبيع هذه الروايات فقط."
وتُقرأ روايات الرومانسية بالدرجة الأولى من قبل النساء. أما موقعها بين الأساليب الأدبية في كتابة الروايات فهي الأكثر مبيعاً في أمريكا الشمالية. فوفقا لرابطة "مؤلفي الروايات الرومانسية الأمريكيين"، فقد وصلت المبيعات في عام 2013 إلى 1.08 مليار دولار أمريكي (760 مليون جنيه استرليني).
أما قرّاء الروايات الرومانسية فإنهم "يريدون مكتبة لبيع الروايات يكون فيها البائع على دراية بما يبيع، ولا يسخر من قرّاء روايات الغرام"، حسب قول بيا المختصة بدراسة "عصر النهضة"، والتي حصلت على شهادات من جامعتي يال، ونيويورك. وفوق ذلك تقول بيا ولياه، اللتان نشأتا في شيكاغو، إن أقسام روايات الغرام في معظم المكتبات غير وافية بالمرّة ناهيك عن إيجاد أحد العاملين فيها من القادرين على المساعدة في اقتراح رواية منها. "هناك ما يصف روايات الغرام بصفات سلبية باعتبارها منحازة بإفراط لصالح أحد الجنسين"، كما تقول لياه البالغة 23 عاماً.
وأثبت متجر "ذا ريبيد بوديس" شعبيته بالفعل لدى جمهور الروايات الرومانسية "ما يثير الاهتمام حقاً هو أنك عندما تتطلع إلى الفتيات المراهقات، تجد رفضاً متأصلاً في كل ما تحبذه الفتيات المراهقات، بالرغم من حقيقة قوتهن الشرائية الهائلة، ولا يجب صرف النظر عنهن. كما أعتقد أن الانحياز (نحو أحد الجنسين) يمتد ليشمل النساء من جميع الأعمار."
ويتميز متجر "ذا ريبيد بوديس" بنظافته، والإنارة الجيدة المتوفرة فيه، وقد كرس أجزاء منه لبيع العديد من الأساليب القصصية المتفرعة عن روايات الرومانسية، مثل رعاة البقر، ومخلوقات الفضاء، وشعوب "الفايكينج" الجرمانية، وراكبي الدراجات النارية، والأشخاص أصحاب القوة الخارقة بحسب صحفية - بي بي سي.
كما يوجد قسم للروايات الجنسية بأنواعها المختلفة، وجزء مخصص للروايات باللغة الإسبانية، والكثير من الروايات الأخرى التي تناسب الشباب البالغ. ويتضمن قسم الروايات التاريخية قصصاً للكاتبة جين أوستن وحكاياتها الرومانسية، إضافة إلى سكان المناطق الجبلية من الأسكتلنديين. "يمكن أن تقع في الغرام بعدة أشكال"، كما تقول بيا، البالغة 26 عاماً، مع ابتسامة ظاهرة.
وافتتح المتجر بمساعدة عشاق القصص الرومانسية. ولأنهما فتاتان من رواد التجارة والأعمال اللتين لم يُختبر نجاحهما قبل ذلك، لم تتوقعا أن تحصلان على أية مساعدة من البنوك. لذا، اتجهتا مباشرة صوب الشبكة العنكبوتية لجمع التمويل الأولي من أقرانهما من الأقرباء والأصدقاء. وقد عثرتا على موقع "كيكستارتر" للتمويل الجماعي للمشاريع على الإنترنت، لجمع ما يقرب من مائة ألف دولار أمريكي لافتتاح المتجر.
وتقول الأختان إن العمل التجاري في المتجر فاق توقعاتهما خلال الأسابيع القليلة الأولى، وإن تخصصهما المحدد سيكون مفتاح نجاح المتجر على المدى البعيد. تقول لياه: "نعتقد أن متاجر بيع الكتب المتخصصة ستكون هي السائدة بلا محالة في المستقبل، وخاصة إذا ما نظرنا إليها من منظور تجاري، ومن أجل الحصول على موارد مالية كافية." وتضيف: "لمنافسة ’أمازون‘، عليك أن تقدم شيئاً استثنائياً."
تقول الأختان إن قراء القصص الرومانسية يريدون مكاناً يلتقون فيه، ويتبادلون فيه الأحاديث المتعلقة بالكتب والروايات، وأن يلتقوا بمؤلفيها. مكان يستطيع فيه عشاق هذا الأسلوب الأدبي أن يقرأوا الروايات الرومانسية بدون خجل. وتبين أرقام مبيعات الكتب أن من يشترون قصص الخيال الرومانسي هم أكثر ولاءً للمكتبات ومتاجر بيع الروايات مقارنة بعامة القراء.
وأعطى نجاح رواية "خمسون ظلا من الرمادي" زخماً هائلاً للروايات الرومانسية فهناك41 في المئة من إجمالي مبيعات الكتب في الولايات المتحدة الأمريكية تتم في الوقت الراهن من خلال متاجر على الأرض لبيع الكتب، وليس من خلال مواقع الإنترنت. ويقول تقرير "نيلسون لمشتري الكتب الرومانسية" إن 56 في المئة من عشاق الرومانسيات لا يزالون يشترون كتبهم في المقام الأول من المتاجر الخاصة ببيعها في الشارع.
كما أن جمهور قرّاء الأدبيات الرومانسية يقرأون بنهم. فحسب تقرير نيلسون، يشتري قرابة ستة في المئة منهم أكثر من عمل رومانسي واحد في الأسبوع، و15 في المئة منهم يفعل ذلك مرة واحدة في الأسبوع على الأقل. وتتغير في الوقت نفسه وصمة العار الموجهة ضد المؤلفات الرومانسية. فنجاح رواية "خمسون ظلا من الرمادي" قد أذهل العاملين في عالم النشر والتوزيع، وعرّف الكثير من القراء الجدد ـ بمن فيهم رجال أكثرـ على هذا الأسلوب القصصي. ومع ذلك، تبقى الكتابة الرومانسية، بالدرجة الأولى، مكتوبة ومقروءة من قبل النساءـ اللاتي يشكّلن أكثر من 85 في المئة من قرّاء المؤلفات الرومانسية.
طبعة مختصرة من رواية "شفرة دافنشي"
من جهته أعلن ناشر رواية "شفرة دافنشي" عن إصدار طبعة جديدة مختصرة من الرواية، التي كانت ضمن الكتب الأكثر مبيعا في العالم، لصغار السن من الشباب. وحققت الرواية الأصلية، التي نشرت عام 2003، مبيعات وصلت إلى 82 مليون نسخة حول العالم، كما تحولت إلى فيلم سينمائي قام ببطولته توم هانكس حقق بدوره إيرادات تجاوزت 758 مليون دولار. وستكون الطبعة الجديدة من الرواية لصغار القراء الذين تزيد أعمارهم عن 13 عاما، ولن تتغير حبكة الرواية أو موضوعها الرئيسي وهو أن للمسيح احفاد على قيد الحياة.
وقال مؤلف الرواية دان براون "آمل بشدة أن تبعث الطبعة الجديدة من شفرة دافنشي بين القراء صغار السن، نفس متعة الاكتشاف التي أستشعرها عندما أستكشف التاريخ الخفي وخفايا العالم الذي نعيش فيه." وتحوي الطبعة الأصلية للرواية 525 صفحة، بينما تتألف أطول روايات هاري بوتر "جماعة العنقاء" من 768 صفحة.
وقالت ليسا كامبل، محررة مجلة "بوك سلر" أو بائع الكتب، التي تعني بشؤون صناعة الكتب، لبي بي سي "من وجهة نظر تجارية، فإن سوق نشر كتب صغار القراء رائج ويشهد نموا، وبالتالي فمن المعقول أن يوسع دان براون قاعدة قرائه إلى هذه الشريحة." وأضافت "كما أن هذا يمثل تهيئة مناسبة قبل طرح الفيلم المأخوذ عن روايته الجحيم (التي نشرت عام 2013) هذا الخريف، بينما ينتظر قراؤه الدائمون روايته الجديدة روبرت لانجدون، التي أعلن في نوفمبر 2014 عن كتابتها، والتي لم يُحدد تاريخ لنشرها بعد."
وذكرت مجلة بست سلر أن سوق كتب الأطفال (الذي يشمل كتب صغار القراء) قد زاد بنسبة 7.45 في المائة ليحقق 71.9 مليون جنيه استرليني خلال الربع الأول من عام 2016، مقارنة بنفس الفترة عام 2015. وتظهر أرقام مؤسسة "نيلسن بوك سكان" مبيعات الكتب المطبوعة فقط بينما تستثني الكتب الإلكترونية. وسوف تطرح الطبعة الجديدة من رواية شفرة دافنشي في بريطانيا في 8 سبتمبر/ ايلول 2016 وفي الولايات المتحدة في 13 من نفس الشهر.
اعادة طبع كتاب "فوينيتش" الغامض
من جهتها تعكف دار نشر إسبانية على إعادة طبع الكتاب الأعجوبة "فوينيتش" للغموض الذي ظل يلف نصوصه لقرون. وعجز كبار الخبراء عن فك شفراتها كما أنه لم يعرف صاحبه. ومن المقرر أن تبيع دار النشر، التي رخص لها بطبعه، النسخة الواحدة منه بين 7 و8 آلاف يورو.
سيعاد في إسبانيا طبع كتاب "فوينيتش"، أحد أكثر كتب العالم غموضا والذي يعود إلى القرون الوسطى والمكتوب بلغة عجز كبار الخبراء في العالم عن فهمها. فقد أمضى مئات الباحثين سنوات حياتهم محاولين كشف أسرار هذا الكتاب الذي يحتوي لوحات وصورا لنباتات غريبة ونساء عاريات، لكن دون جدوى، حتى أن البعض لم يتردد عن نسب مقدرات خارقة إلى هذا الكتاب المجهول المؤلف بحسب فرانس برس.
ولا يخرج هذا الكتاب إلا نادرا من خزنة مكتبة "بينيك" في جامعة "يال" الأمريكية. لكن دار النشر الإسبانية "سيلوي" حصلت على ترخيص بطبع ألف نسخة منه، بعد عشر سنوات من الجهود.
ويعرب خوان خوسيه غارسيا مدير دار النشر والمتخصص في إعادة طبع المخطوطات القديمة عن سعادته بحصوله على إذن الطبع، ويقول "إنه كتاب لطالما لفه الغموض، ورؤيته للمرة الأولى تجعل المرء يحس بمشاعر يصعب وصفها".
وستستغرق طباعته 18 شهرا، وقد بدأت عملية الطباعة في نيسان/أبريل الماضي مع التقاط الصور للنسخة الأصلية الوحيدة المتوفرة للكتاب، تمهيدا لطبعها. وسيستخدم نوع من الورق يحاكي ورق الكتاب القديم الواقع في 200 صفحة.
ويقول ريموند كليمينس أمين مكتبة "بينيك" إن الجامعة قررت التخلي عن ملكيتها الحصرية لهذا الكتاب ومضمونه "لأن أشخاصا كثيرين يريدون أن يطلعوا عليه، فإذا تركناه بين الأيدي سيتلف". وستتيح عملية طبعه توفير نسخ في المكتبات والجامعات يعود إليها الأشخاص المهتمون.
وتكثر النظريات الساعية إلى أن تفسر سر هذه المخطوطة التي تحمل اسم ويلفريد فوينيتش الذي أعاد اكتشافها في إيطاليا عام 1912. ولم يتمكن أحد حتى الآن من فهم لغة الكتاب، كما أن النبات المرسوم عليه غير معروف، وصور النساء العاريات والمواضيع حول الفلك يلفها الغموض التام.
وذكر هذا الكتاب في مخطوطات تعود إلى القرن السابع عشر. وساد اعتقاد لوقت طويل أن واضع الكتاب هو راهب فرنسيسكاني يدعى روجر بايكون انتهى به الأمر في السجن بسبب اهتماماته في الكيمياء القديمة والسحر. لكن هذا الاعتقاد تبدد في العام 2009 حين تبين بفحص الكربون 14 أن الكتاب يعود إلى ما بين العامين 1404 و1438.
وكان البعض يظنون أن الكتاب من وضع ليوناردو دا فينشي، أو أنه من وضع شخص مجهول كتبه بلغة مرمزة ليتجنب الملاحقة، وحتى أن البعض ذهبوا إلى القول إنه من كتابة مخلوقات من خارج الأرض.
في السياق نفسه امضى مئات الباحثين سنوات حياتهم محاولين كشف اسرار الكتاب المذكور الذي يحتوي لوحات وصورا لنباتات غريبة ونساء عاريات، حتى ان البعض لم يتردد عن نسبة مقدرات خارقة الى هذا الكتاب المجهول المؤلف.
لكن دار النشر الاسبانية "سيلوي" حصلت على اجازة بطبع الف نسخة منه، بعد عشر سنوات من الجهود. ويعرب خوان خوسيه غارسيا مدير دار النشر والمتخصص في اعادة طبع المخطوطات القديمة عن سعادته بحصوله على اذن الطبع، ويقول "انه كتاب لطالما لفه الغموض، ورؤيته للمرة الاولى تجعل المرء يحس بمشاعر يصعب وصفها".
ويقول ريموند كليمينس امين مكتبة "بينيك" ان الجامعة قررت التخلي عن ملكيتها الحصرية لهذا الكتاب ومضمونه "لأن اشخاصا كثيرين يريدون ان يطلعوا عليه، فاذا تركناه بين الايدي سيتلف".
وتكثر النظريات الساعية الى ان تفسر سر هذه المخطوطة التي تحمل اسم ويلفريد فوينيتش الذي اعاد اكتشافها في ايطاليا عام 1912. ووجد ذكر لهذا الكتاب في مخطوطات تعود الى القرن السابع عشر.
وساد اعتقاد لوقت طويل ان واضع الكتاب هو راهب فرنسيسكاني يدعى روجر بايكون انتهى به الامر في السجن بسبب اهتماماته في الكيمياء القديمة والسحر. لكن هذا الاعتقاد تبدد في العام 2009 حين تبين بفحص الكربون 14 ان الكتاب يعود الى ما بين العامين 1404 و1438.
وكان البعض يظنون ان الكتاب من وضع ليوناردو دا فينشي، او انه من وضع شخص مجهول كتبه بلغة مرمزة ليتجنب الملاحقة، وحتى ان البعض ذهبوا الى القول إنه من كتابة مخلوقات من خارج الارض. ولم يتمكن احد حتى الآن من فهم لغة الكتاب، كما ان النبات المرسوم عليه غير معروف، وصور النساء العاريات والمواضيع حول الفلك يلفها الغموض التام.
ومن بين الذين فشلوا في فهم لغة الكتاب العالم الاميركي ويليام فريدمان..وهو تمكن من فك شيفرة الجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية لكنه وقف عاجزا امام هذا الكتاب. واليوم، تتلقى مكتبة "بينيك" شهريا الاف الرسائل من اشخاص يظنون انهم عرفوا سر الكتاب، بحسب ريني زاندبرغن وهو مهندس فضاء اصبح خبيرا في المخطوطات.ويقول "اكثر من 90 % من الذين يدخلون الى الموقع الالكتروني للمكتبة يبحثون عن مخطوطة فوينيتش".
وستستغرق طباعة الكتاب في دار "سيلوي" 18 شهرا، وقد بدأ مسار الطباعة في نيسان/ابريل الماضي مع بدء التقاط الصور للنسخة الاصلية الوحيدة المتوفرة للكتاب، تمهيدا لطبعها. وسيستخدم نوع من الورق يحاكي ورق الكتاب القديم الواقع في 200 صفحة.
اضف تعليق