q
لا تقتصر الدعاية من أجل تحقيق غايتها وإصابة هدفها على أسلوب واحد من أساليب التأثير والإقناع، ويعكس هذا طبيعة عمل الدعاية وفنون هجوماتها التي تستند إلى أساليب مختلفة ومتنوّعة، عبر وسائل إعلامية عديدة حتى تكون حربها شاملة...

لا تقتصر الدعاية من أجل تحقيق غايتها وإصابة هدفها على أسلوب واحد من أساليب التأثير والإقناع، ويعكس هذا طبيعة عمل الدعاية وفنون هجوماتها التي تستند إلى أساليب مختلفة ومتنوّعة، عبر وسائل إعلامية عديدة حتى تكون حربها شاملة.

عد الباحثون أكثر من ثلاثين أسلوبًا للدعاية، غير أنّهم استخلصوا أنّ قوّة الدعاية لا تكمن في كمية هذه الأساليب، إنّما في الطريقة التي تُمارَس بها، وأنّ فاعليتها في تنوعها واستمرارها في أوسع نطاق لتمس مختلف الشرائح والطبقات، وتؤثر في كل أفراد المجتمع من الشخص البسيط إلى ذلك المسؤول الذي يشغل وظيفة سامية في الدولة، وان قوتها فى بساطتها، وضعفها في عنفها، حيث ينبغي أن تكون حازمة في غير شدة على الناس، وان لا تبالغ بصورة فاضحة مكشوفة كي لا ينفر منها الأفراد بعدما يتشككوا فى حقيقة نواياها وأهدافها.

يستخدم رجل الدعاية من أجل إصابة هدفه من أساليب الدعاية ما يراها أحسن وأسرع الطرق إلى تحقيق التأثير المطلوب على سلوك الفرد واستجابته، وقد تكون هذه الأساليب في حدّ ذاتها فاسدة أو طيّبة، وقد يكون الغرض منها شرًا أو إصلاحًا، وسواء كان هذا أو ذاك، فإنه لا يمس جوهر الدعاية كدعاية.

اختلف الدارسون في تقييم مدى قوة وفاعلية أساليب الدعاية، فمنهم من رأى في الكذب أسلوبًا قويًا للتأثير في الأشخاص مثل خبراء الدعاية النازيون الذين كان شعارهم: "أكذب، ثم أكذب حتى يصدقك الناس"، فى حين، يرى البعض الآخر أنَّ الكذب أضعف أساليب الدعاية وهو يضر بالجهة القائمة بالدعاية أكثر مما ينفعها.

الدعاية في السلم

اتخذت أساليب الدعاية أشكالا عدة نذكر هنا أهمها:

1_ إطلاق ألشعارات:

الشعارات هي عبارة عن الكلمات البسيطة التي تصدر عن الزعماء في كل حركة من الحركات السياسية والاجتماعية ثم يرددها الشعب نفسه وربما تدخل الأناشيد والقصائد الشعرية والأغانى كواحد من مصاديقها أيضا، وهو أسلوب شائع في الدعايات التجارية والسياسية.

2- القولبة والتنميط:

لعل هذا الأسلوب من أكثر أساليب الدعاية شيوعاً ووضوحاً، إذ تقدم لنا وسائل الإعلام وجهات نظر أصحابها الخاصة في كل شيء، كأن يحرص على تقديم المسلم في صورة رجل طويل اللحية غريب الملبس، أو في صورة امرأة تتشح بالسواد وتجلس في مقعد السيارة الخلفي، حيث يعمل تكرار هذه الصورة على الربط التلقائي لكل ما تستدعيه من توابع قد لا يُصرح بها، فيغدو الإسلام مرتبطاً في ذهن الغربي بكل الصفات السلبية.

3- التأكيد بدلا من المناقشة والبرهنة:

بالرغم من تساهل وسائل الإعلام مع أصحاب الاراء الشاذة في عرض وجهات نظرها، إلا أنها غالباً ما تغفل الآراء التي لا تتفق مع مصالحها بشكل شبه تام، فتقدم وجهات نظرها على أنها من المسلمات التي يتفق عليها الجميع دون نقاش، وتتجنب حتى الرد على الرأي الآخر خشية تسليط الضوء عليه والمساعدة على انتشاره بلفت الأنظار إليه، ومن ذلك تقديم الديمقراطية الليبرالية الغربية على أنها الحل المجمع عليه في الكثير من وسائل الإعلام العربية وكأن المجتمع العربي الإسلامي بكافة أطيافه قد قال كلمته في ذلك.

4- اسلوب النكتة:

للنكتة أثر كبير في الرأي العام وخاصة في الشعوب التي تميل بطبيعتها إلى ذلك، وقد يحدث أحياناً أن يكون لبعض النكات تأثير في الرأي العام أكبر واعمق من تأثير المقالات الصحفية والأحاديث الإذاعية، ولذلك تعني البلاد المعادية دائما بجمع النكات ذات الهدف السياسي.

5- استخدام الصور الذهنية:

إعطاء تسميات معينة تصبح معها هذه التصورات كتعابير لا تتأثر بالممارسة مثل الاشتراكية الرأسمالية، السلام، الإرهاب".

6- أسلوب الكذب والاختلاق:

كما قال هتلر: إنه كلما كبرت الكذبة كلما أمكنت في بعض الأحيان من أن تتسجل في الأذهان".

7- اسلوب الاختيار:

ذكر الايجابيات التي تناسب الغرض وإخفاء السلبيات، ويظهر هذا الأسلوب في الحملات الانتخابية.

8_ الأسلوب الديني:

يستعمل مثل هذا الأسلوب في الدعاية السياسية والاجتماعية وهو خطر جدا إذ ينفذ إلا الأمة من أعماقها وعقائدها ويحاول ضربها ونسف كيانها العقائدي وتحقيق مصالحهم وفق ما يشتهون إذا ملكوا الأداة لتسيير الأمة.

9- أسلوب الاستضعاف والاستعطاف:

ويستعمل هذا الأسلوب بغية التأثير في نفوس المقابل، وعليه تعتمد الصهيونية كثيراً في نشر دعاياتها ضد الدول العربية في ربوع أمريكا، ومثاله، استخدمت الصهيونية عبارات مؤثرة في نفوس الشعب الأمريكي مثل قوله (أعطونا لنعيش)، ومع هذه العبارة رسم طفلا صغيرا يريد طعاما فلا يجده، بذلك يستدرّون عطف الأمريكيين ويستجدون عطاءهم.

10- أسلوب استبدال الأسماء والمصطلحات:

كاستخدام المصطلحات العاطفية والرنانة على ما يروج له وإطلاق أسماء سيئة على الغير.

11- أسلوب التكرار:

فالدعاية السياسية أو الاجتماعية لا غنى لها مطلقا عن التكرار وهي وسيلة من وسائل تثبيت المعلومات المراد إشاعتها بين الجماهير، ونحن عندما نعدّد هذه الأساليب قد لا تخص فقط الدعاية السلبية فقد تتعداها إلى الدعاية الطيبة الداعية إلى الحق.

12- الاعتماد على الأرقام والإحصائيات ونتائج الاستفتاء:

وهذا الأسلوب يضفي الكثير من المصداقية على الخبر المراد ترويجه، إذ تعمد وسائل الإعلام- الأمريكية منها على وجه الخصوص- إلى دعم الكثير من الأخبار والإعلانات باستفتاءات وإحصائيات تنسب عادة إلى بعض الجهات المتخصصة ذائعة الصيت.

13- عدم التعرض للقضايا الحساسة:

امتدادا لما سبق، فإن الإعلام الموجه يتجنب غالبا التعرض للقضايا المثيرة للخلاف، بل يتجاوزها إلى ما هو أبعد منها ليتعامل مع الواقع من حيث هو، مما يؤدي لا شعوريا إلى ترسيخ هذا الواقع في وجدان المتلقي إلى درجة التعايش معه وتقبله دون التساؤل.

15- الاسلوب الاستنكاري:

هو ان تطرح الدعاية بلهجة استنكارية تثير لدى الانسان تحفزا استنكاريا مقابلا لمعرفة الحقيقة واستنكارها، وثم ياتي الاسلوب الاثباتي، وهو تثبيت امتداد الاسلوب الاول حيث ان ايجابية رد الفعل في الاسلوب الاول هو تقرير معلومات الاشاعة لحقيقة ثابتة.

16_ محاولة خلق عدو وهمي:

ومن الاساليب الحديثة في تمرير الدعاية هي محاولة خلق عدو وهمي للامة، يحاول ان يفترس الامة في اي لحظة (وهماً)، وهنا يصبح من الميسور اصدار مختلف انواع الدعايات بشكل مهول وفي اي وقت، وهذا اسلوب يستخدمه الزعماء، الديكتاتوريون في الغالب اذ يصنعون امام نظر الشعب عدوا كبيرا وخطيرا ليروا سياساتهم الخاطئة ويصرفوهم اليه بدلا من قضاياهم المصيرية.

17- الاسلوب العلمي:

يحاول البعض ان يطرح الدعاية باسلوب يدعي انه علمي ويتفلسف في الكلام في سبيل جلب ثقة المقابل بأنه عالم وفاهم فيتقبل منه الاشاعة برحابة صدر.

18- اسلوب الاحتواء:

وهو محاولة افهام المقابل انه على رأيه ومذهبه وبعد ان يطمئن اليه يبدأ المشيع ببث افكاره شيئا فشيئا فلا يجد معارضة من الطرف المقابل في تقبل راية لأنه وثق ان المشيع معه في المبدأ والفكرة بينما المشيع يحاول تمرير اشاعته وأفكاره بهذا الأسلوب ويشير القران الكريم الى مثل هؤلاء الناس بقوله (ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون) ألبقرة 8-9).

19- اثار الغرائز وادعاء اشباعها:

كما اتجهت الحرب الدعائية الى سلاح الغرائز الجنسية ايضا لاجتذاب الاخرين الى الدعاية ألمسمومة وكان اليابانيون يلقون المنشورات على الجنود الانكليز وقد رسم على الوجه الاخر منها تصاوير فتيات عاريات.

20- اسلوب التجديد:

تعتمد الدعاية الى حد كبير على اسلوب التجديد حتى لا تصبح عملا روتينيا يمل منه الرأي العام، فالجدة من اهم العناصر الاساسية للخبر الدعائي.

21- التربية والتعليم:

تختلف الدعاية السياسية عن التعليم في المجتمعات الديمقراطية، ولكن التعليم في البلدان الديكتاتورية يمكن ان يعلم الاطفال واليافعين بطرق يمكن ان يطلق عليها انها شكل من اشكال الدعاية السياسية، فالمعلمون في المجتمعات الديمقراطية يعلمون الناس كيفية التفكير، اما صناع الدعاية السياسية فهم يعلمونهم بماذا يفكرون.

22- اسلوب منطاد الاختبار او جس نبض الرأي العام:

ويكون ذلك غالبا عن طريق الدعايات واطلاقها بين الناس في وقت معين، ثم القيام بتحليل الراي العام بالنسبة لهذه الدعايات، فاذا اثبت التحليل نجاحها ذاعت وتكررت، واذا اثبت فشلها عدل عنها الى غيرها وهكذا.

الدعاية اثناء الحرب

استعملت الدعاية السياسية بقوة في فترة الحرب على العراق لأجل إثبات تفوق قوات التحالف، وإثبات صحة الحرب من خلال بحثها المستمر عن أسلحة الدمار الشامل، وإظهار سلبيات النظام العراقي، فموازاة مع الحرب العسكرية استمرت الإدارة الأمريكية بمساعدة الدول الحليفة لها حربها النفسية في إطار الحرب الإعلامية الكبرى، واستعملت لذلك الدعاية بأساليبها الآتية الذكر:

1- التهديد والوعيد: استعملت التهديد والوعيد لبث الذعر والضغط النفسي كالوعد بتدمير حزب البعث إلى الأبد، والتهديد باستخدام ترسانتها العسكرية وقوتها التكنولوجية، وهددت بالقوة لما بدأت تحرك أساطيلها البحرية والجوية في الخليج العربي وتجري مناورات حربية، وأكد كبار مسئولي الجيش الأمريكي بقدرة أسطولهم الحربي على خوض غمار ثلاثة حروب في بقاع مختلفة من العالم.

إضافة إلى ذلك اعتمدت منذ بداية حربها على إلقاء ملايين من المناشير المهددة للقوات المسلحة العراقية تناديهم بعدم التعاون مع النظام العراقي والعودة سالمين للأهل، كتب عليها "استسلموا وانعموا بالحياة"، سبق لهذه القوات أن استعملت ذلك في نفس المنطقة أثناء الحرب الخليج الثانية، كما استعملت ذات الأسلوب مع "صدام حسين" لما أمهلته 48 ساعة للاستسلام والخروج من العراق، واستعملت أساليب القوة في مداهمة بيوت العائلات العراقية.

ولعل اصطلاح "تحرير العراق" المستعمل من طرف وسائل إعلام الدول المتحالفة دليل على ما تريد بثه في أنفس العدو والصديق، والمصطلح ذاته يعد رمزا سياسيا.

2 -أسلوب التضليل والتشويش: بعدم بث مشاهد انتصار المقاومة العراقية تلجأ إلى عملية التشويش على وسائل الإعلام الفضائية، كما عملت على تحطيم عدد من المواقع الالكترونية أو تعطيل بعضها بحجة أنها مواقع محرضة على الإرهاب، والجزيرة الناطقة باللغة الانجليزية عطّلت طيلة فترة هذه الحرب.

وسربت الإدارتين العسكرية والسياسية الأمريكية أخبارا ومعلومات كاذبة للمراسلين الصحفيين اللذين كانوا في بغداد، واللذين ذاقوا مرارة الحرب، لاسيما بعد قصف فندق فلسطين الذي يأوي المراسلين الصحفيين الدوليين، ونتج عن ذلك القصف مقتل صحفيين وإصابة عدد آخر بجروح بليغة، كما قصف مقرا قناة الجزيرة وقناة أبو ظبي.

رافق أسلوب التشويش التهديد والقوة الموجهة للإعلاميين، فلم يسلم حتى بعض الصحفيين الأمريكيين من التسريح عن العمل لما استنكروا الحرب في مقالاتهم الصحفية، وهو ما حدث لمراسل شبكة فوكس نيوز الأمريكية "جيرالدو ريفيرا" التي تعود ملكيتها إلى "روبارت مردوخ" اليهودي الأصل، كما طرد الصحفي "سموكو" مراسل صحيفة كريستيان ساينس من جنوب العراق، وقائمة الصحفيين المطرودين من العراق ومن مناصب عملهم طويلة.

وقد طرد عدد من المصورين والمراسلين، حتى الغربيين، من مواقع الحرب، واستعملت الدعاية السياسة الأمريكية صورا قديمة للإنزال في صحاري خالية لتبين سهولة الإنزال ولا وجود للمقاومة وهي صور تعود لحرب الخليج الثانية.

3-أسلوب الافتراء والكذب:

قام كبار ضباط الجيش الأمريكي بتنظيم مؤتمرات صحفية من قاعدة السيلية وواشنطن عن مستجدات الحرب بصفة شبه يومية، تطلق من خلالها إشاعات كثيرة نذكر منها على سبيل التمثيل:

*كانت تطلق إشاعات عن مقتل الرئيس وابنيه لإرباك الجيش العراقي، وتشجيع الفوضى بداخل _البلد، وقد نشرت على صفحات الواشنطن بوست، ثم تناقلته معظم وسائل الإعلام.

*إطلاق مصطلح الحرب النظيفة أي التي لا تستهدف المدنيين العزل، وحرب الصدمة أي التي لا تدوم مدة طويلة لسهولتها.

*تصوير عطف جنود قوات التحالف وهم يقدمون قطع الحلوى للأطفال العراقيين.

*إطلاق شائعة الخيانة العراقية وتأكيد استسلام المقاومة في جنوب العراق.

استعملت الإدارة العراقية هي الأخرى الدعاية السياسة والدعاية المضادة أثناء قيام الحرب ولم تتأخر لحظة عن استعمالها جنبا لجنب الحرب العسكرية، مستخدمة مختلف أساليبها منها التي

استخدمتها إدارة الخصم، ومن هذه الأساليب نذكر الآتي:

1-أسلوب التهديد و الوعيد: هدد الرئيس العراقي في خطبه بتكبيد عدوه خسائر فادحة في قواته

وأسلحته، مستعينا بالرموز الدينية من آيات قرآنية وأحاديث نبوية الحاثة على الجهاد لإعلاء كلمة الله، ليقوي من عزيمة جيشه.

وقام بتهديد زعزعة أمن إسرائيل وقصف قلبها تل أبيب عن طريق الصواريخ البعيدة المدى، وعرض صور انتصار المقاومة في عدد من المحافظات العراقية، واستعملت أسلوب التكرار في عرضها لصورة الفلاح العراقي البسيط الذي استطاع إسقاط طائرة الاباتشي لقوات التحالف.

2-أسلوب الاستمالة والاستعطاف: كان القائمون على الدعاية السياسية يستعملون الخطب السياسية المؤثرة في الشعب والجيش العراقيين والدول العربية والإسلامية المؤيدة عن طريق توظيف الدين من (آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ووعظ وأحكام دينية)، وإثارة المسلمين لمساندة الشعب العراقي على أن القضية ليست عراقية فحسب.

عملية انتقاء الصور المؤثرة وتكرارها تبين فظاعة الحرب وتقديم إحصائيات عن عدد القتلى، والجرحى، والجثث المشوهة والمهشمة والمنشطرة لنصفين من جراء القنابل العنقودية المحرمة دوليا، وعمليات القصف التي استهدفت المستشفيات وعرض حجم الخسائر المادية بعد تهديم كّلي وشبه كّلي لأحياء سكنية ووزارات وهيئات إدارية ومتاحف ومصانع ومشافي، وقد كانت تلك الصور أصدق وأقوى مساند للدعاية والدعاية المضادة العراقية.

يندرج ضمن أسلوب الاستمالة أسلوبين آخرين مكملين هما:

استعمال الشعارات والرموز السياسية والأناشيد الوطنية، لذلك رافقت الدعاية السياسية العراقية مجموعة من الشعارات يرفعها قائد الحزب البعثي، نذكر منها "بغداد مقبرة الغزاة"، "حرب مقدسة حتى التحرير، كما استعملت الدعاية السياسية العراقية الرموز السياسية كوسيلة مثيرة في الدعاية لخلق عاطفة التضامن واستمالة أكبر قدر من المتعاطفين والمساندين، ومن هذه الرموز: الصور وهتافات الجماهير وصراخ الجرحى، ولتأثيرها العميق في النفوس اقتصر "هارولد لاسويل " في تعريفه للدعاية السياسية على حصرها في الاحتيال عن طريق الرموز".

3- أسلوب التهكم والسخرية:

استعملت الإدارة العراقية ردا على الدعاية الغربية أسلوب التهكم والسخرية، قاده وزير الإعلام

العراقي "محمد سعيد الصحاف" الذي كان يصف جنود التحالف بأرذل الألقاب كالعلوج والمرتزقة، كما وصف رئيس الولايات المتحدة ذاته بمواصفات هابطة كرأس الأفعى والمعتوه، ووصف توني بلير أيضا بذيله وكلبه...، هذه العبارات كانت تهز العدو، وذكرت وسائل الإعلام العربية أن الرئيس بوش ذاته وقادة الحرب يترقبون ويتابعون خطب الصحاف وجولاته في العراق.

انتهت فترة الحرب مباشرة بعد إسقاط التمثال الرمز للرئيس صدام حسين في ساحة الفردوس ببغداد يوم التاسع من أفريل. وقد عملت وسائل الإعلام الغربية على تكرار تلك المشاهد لمدة أيام حتى تجعل العالم أجمع يجمع على فوزها في تكسير النظام العراقي، وتصوير فرحة العراقيين بإسقاط التمثال وهم يضربون بنعالهم عليه، ويمزقون كل صوره في الشوارع ليترك الإعلام الغربي لتثبيت فكرة تحرير العراق أمام الرأي العام العالمي.

.............................................................................................
المصادر
1-حازم محمد الحمداني، الدعاية السياسية بين الماضي والحاضر، عمان، دار اسامة، 2012.
2-رشيد حمليل، الحرب والراي العام والدعاية، الجزائر، وزارة الثقافة، 2007.
البحوث:
1-سعد محمد بن نامي، الدعاية السياسية والترجمة، ورقة بحث، منتدى الترجمة ودورها في تعزيز التواصل الثقافي، كلية اللغات والترجمة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
2-نبيلة بن يوسف، الدعاية السياسية اثناء الحروب، مجلة دفاتر السياسة والقانون، العدد الرابع، جانفي 2011، جامعة تيزي وزو.

اضف تعليق